القائمة الرئيسية

الصفحات

آخر الاخبار

Ch36 | رواية لعق العسل من حافة السكين

Ch36



بعد أن أدرك شين لي أنه لن يتمكن من النهوض من السرير بعد أن أنهى لو تشانغ تينغ المكالمة الهاتفية ، استلقى مجدداً


تحدث لو تشانغ تينغ بينما يعانقه : “ لقد طلبت طعام جاهز . لنبقَى في السرير لفترة أطول قليلاً ”


ضحك شين لي : “ منذ متى بدأ السيد تشانغ شو في توصيل الطعام بنفسه ؟”


رد لو تشانغ تينغ وهو مغمض العينين بنبرة عفوية : “ يدير وانغجيانغ ، لذا من السهل الوصول إليه ” 

في المستقبل ، إذا احتجت شيئ ولم أكن موجود ، يمكنك الاتصال به "


عندما وصل الطعام ، كان شين لي ولو تشانغ تينغ قد نهضا بالفعل وتجهزا


نزل لو تشانغ تينغ لأخذ الوجبات - علبتين خشبيتين - 

وأحضرهما إلى الغرفة ، ووضعهما على الطاولة الصغيرة في الغرفة الجانبية


خرج شين لي مرتديًا ملابسه ، وأغلق الباب المنزلق المزخرف خلفه بلا مبالاة


بدأ لو تشانغ تينغ في ترتيب الأطباق ، بينما يستخدم جهاز التحكم لتشغيل جهاز العرض 

قائلاً : “ لنعثر على فيلم نشاهده ”


سكب شين لي لنفسه كأس من الماء وسأل فجأة : “هل شاهدت ' الغيوم لاتجعلني سعيد ؟ '"


لو تشانغ تينغ: “ لا، هل تريد مشاهدته ؟” 


بحث عن العنوان ثم قام بتشغيله : “ عن ماذا يتحدث؟”


قال شين لي، وهو يجلس متربعًا بجانب الطاولة وكأنه قرر الأمر فجأة : “ إنه عن الحب من طرف واحد ، 

مثل الإعجاب الذي يشعر به فتى يبلغ سبعة عشر أو ثمانية عشر عامًا تجاه فتى آخر . 

إنها قصة حب من نفس الجنس "


كان لو تشانغ تينغ يشعر وكأن مفهوم الحب من طرف واحد يلاحقه ، 

لأنه يسمع أشخاص يذكرون هذا كثيرًا ، مما بدأ يزعجه


لكن بما أن شين لي أراد مشاهدته ، قرر أن يشاهده معه ،

وضع لو تشانغ تينغ جهاز التحكم ، 

جلس بجانب شين لي ، 

وأخذ رشفة من كأس الماء الخاص بشين لي


عندما ظهر اسم المخرج في بداية الفيلم ، عبس لو تشانغ تينغ قليلاً


كانت الحبكة بسيطة إلى حد ما


الشخصيتان الرئيسيتان هما طالب متفوق في المدرسة ومتنمر سيئ السمعة


التقت طرقهما في إحدى الأمسيات بعد انتهاء المدرسة ، عندما وجد الطالب المتفوق ، 

الذي اعتاد أن يكون آخر من يغادر الفصل ، أن دراجته قد سُرقت ، وقف مصدوم ، 


حينها جاء المتنمر وأصدقاؤه لركوب دراجاتهم


: “ سُرقت دراجتك ؟”


رفع الطالب المتفوق رأسه لينظر إلى الفتى الطويل ، 

لكنه لم يستطع رؤية ملامحه بوضوح بسبب الضوء ،

و تلقى غريزيًا مجموعة من المفاتيح التي ألقاها المتنمر نحوه


المتنمر وهو يمد يده : “ استعِر دراجتي . 

أعطني بطاقة وجبتك وأعد لي المفاتيح غدًا في الصف 12 مع البطاقة ”


تجمّد الطالب المتفوق للحظة ثم سلمه بطاقة وجبته وتمتم بكلمة شكر


لم يلقِي المتنمر نظرة على البطاقة ، بل وضعها ببساطة في جيبه وانصرف مع أصدقائه


كان يبدو حقًا رائع


لكن بمجرد أن غادروا المدرسة ، 

كشفت ضحكات المجموعة وسخريتهم للمشاعر المخفية لدى صديقهم المتنمر


“ ألم يكن ذلك هو الطالب المتفوق في صفنا ؟”


“ من غيره ؟ 

ولماذا تظن أن فنغ جيانغ ( اسم المتنمر/ صديقهم ) قرر فجأة أن يلعب دور الخالد الصالح ؟”


“ لو لم يكن فنغ جيانغ معنا طوال اليوم ، 

لكنتُ شككت أنه هو من سرق الدراجة بنفسه ”


رفع الفتى المتنمر رأسه ، ليخفف تدريجيًا من توتر مشاعره ، وقال : “ اصمتوا أنتم !”


و انتقل المشهد بعدها إلى اليوم الأول من المدرسة ، 

خلال تجمع الطلاب الجدد في القاعة ،

كان الطالب المتفوق يلقي خطاب ، 

ومن وجهة نظره ، 

بإمكانه رؤية جانب وجه الفتى ذو الياقة المرتبة


لاحقاً ، في كل مرة يمر فيها المتنمر بجانب لوحة الشرف التي تحمل صورة الطالب المتفوق ،

 كان دائمًا ينظر إليه


دراجة المتفوق دائمًا متوقفة بالجوار ، 

و يبقى في الفصل متأخرًا حتى المساء …


نسج الفيلم سرد عن الحب من طرف واحد ، 

من صداقتهما المتنامية إلى اللحظات النادرة التي برزت فيها تلك المشاعر المخفية


في حر الصيف ، 

اشترى أحدهما بطيخة ، 

وقطعها بعشوائية إلى قطع صغيرة ، 

وأصبحت يداه لزجتين بالعصير أثناء وضعها في علبة ليأخذها للآخر


ورغم درجاته السيئة وعدم اهتمامه بالدراسة ، 

كان يجد دائمًا أعذار لاستعارة الملاحظات ، 

وطرح الأسئلة ، 

وخلق فرص للقاء


حتى مع أن منزلهما في اتجاهين متعاكسين ، كان يكذب ويقول أنه في طريقه ، 

ليتمكن من السير معه جزء من الطريق كل ليلة ثم يأخذ طريق أطول للعودة ،


بحلول الوقت الذي انتهى فيه لو تشانغ تينغ وشين لي من تناول الطعام وتنظيف الأطباق ، 

أكثر من نصف أحداث الفيلم قد مضت


كانت القصة جيدة ، 

وتتميز ببراءة شبابية واضحة ، 

كما هو الحال في قصص حب المراهقين ،

ومع ذلك ، وجد لو تشانغ تينغ أن شخصية البطل كانت بطيئة الفهم ، 

وشعر بالإحباط من التقدم البطيء بين الشخصيتين الرئيسيتين


لو تشانغ تينغ عابس : “ كيف لم يدرك فانغ تشي ( المتفوق ) حتى الآن أن فنغ جيانغ ( المتنمر ) معجب به ؟ الأمر واضح للغاية ”


ابتسم شين لي لكنه لم يعلق


أصبح النصف الثاني من الفيلم أكثر غموض ، 

حيث ركزت العديد من المشاهد على خجل الحب الأول ، 

لكن في النهاية ، لم يعترف فنغ جيانغ بمشاعره أبدًا .

و ركز الصبيان على دراستهما من أجل امتحانات القبول الجامعي ، 

لكنهما التحقا بجامعات في مدن مختلفة ، 

وبدأ الاتصال بينهما يتلاشى تدريجياً ،


بعد سنوات ، 

حضر فانغ تشي ( المتفوق) لقاء لخريجي المدرسة في المدرسة 

وسأل بشكل عابر عن فنغ جيانغ ( المتنمر ) ، 

لكن بعض الأشخاص ، بمجرد أن يضيعوا في مرور الوقت ، 

يصبح من المستحيل العثور عليهم مجدداً …


و عندما بدأت شارة النهاية بالظهور على شاشة العرض ، 

لم يستوعب لو تشانغ تينغ تمامًا الدقائق العشر الأخيرة من الفيلم . 

و قال متفاجئًا : “ هل هذه هي النهاية ؟

ألم يلتقيا بعد كل هذه السنوات ؟”


نظر شين لي إلى أيديهما المتشابكة وقال بهدوء : “ هذه هي النهاية الطبيعية للحب من طرف واحد ”


ورغم أنها تترك شعور بالندم ، 

فإن الكثير من الناس في الحياة الواقعية ينتهون بهذه الطريقة — 

لا يوجد في الحياة الواقعية ' سوء التفاهم الدرامي ' 

 أو ' الحوادث المؤثرة ' ، 

بل مجرد تباعد طبيعي تدريجي يؤدي إلى فقدان الاتصال والاختفاء من حياة بعضهم البعض ...


أطفأ لو تشانغ تينغ جهاز العرض ، 

وسحب يده ليُعانق شين لي ، 

وبعد لحظة من الصمت ، 

سأل بصوت مكتوم : “ لماذا تريد مشاهدة فيلم مأساوي ؟”


{ لقد أفسد ذلك مزاجي حقاً }


شين لي وهو يربت على ظهره ليطمئنه : “ في الواقع ، هناك نهاية خفية . 

عندما يخرج فانغ تشي من المدرسة بعد اللقاء ، سيرى فنغ جيانغ ينتظره عند بوابة المدرسة ، 

تمامًا كما اعتاد أن ينتظره كل يوم بعد انتهاء الدراسة ”


خف الشعور بعدم الراحة في قلب لو تشانغ تينغ قليلًا


لكن إحباطه لم يكن سببه الفيلم بالكامل


لم يستطع منع نفسه من التساؤل عما إذا كان شين لي قد شعر يومًا بحب من طرف واحد مشابه لذلك ' الـ شياو غاغا'


مجرد التفكير في أن شين لي ربما عانى من ألم حب شخص ما بعمق جعله يشعر بضيق في صدره


تنهد داخليًا وانحنى ليقبل زاوية شفتي شين لي، قائلاً : “ شكرًا لأنك تحبني ”


فوجئ شين لي بتغير الموضوع المفاجئ : “ هاه ؟ ”


لو تشانغ تينغ : “ الحب من طرف واحد مرهق جداً . شكرًا لأنك تحبني ”


ضحك شين لي بخفة : “ يجب أن أكون أنا من يشكرك .

شكرًا لأنك تحبني . 

شكرًا لأنك اخترت أن تكون معي ”


ابتسم لو تشانغ تينغ ، ثم حمله بين ذراعيه وسار باتجاه غرفة النوم : “ إذًا علينا أن نفعل ما يفعله شخصان يحبان بعضهما ”



هناك العديد من الأيام الجميلة في الصيف ،


في صباح اليوم التالي ، 


خرجا ، 

و الطقس مشرق وصافي ،


ارتدى شين لي تيشيرت أبيض بسيط وسروال جينز فاتح اللون ، 

و رائحته الخشبية المنعشة تحمل طابع من الثقة وهي تنتشر مع نسيم الهواء


لو تشانغ تينغ يرتدي أيضاً تيشيرت أبيض ، 

لكنه اختار بنطال أسود كاجوال ،


بدوا وكأنهما يرتديان أزياء متطابقة ، وجذب مظهرهما اللافت انتباه المارة تلقائيًا ،

و زادت النظرات الفضولية عندما لاحظ الناس أيديهما المتشابكة


بعد تسجيل الدخول والدخول إلى مدينة الملاهي ، 

أخذ لو تشانغ تينغ خريطة المنتزه وسأل شين لي عما يريد أن يفعله


ألقى شين لي نظرة على الخريطة


كان تصميم المنتزه دائري ، 

وفي مركزه بحيرة صناعية تضم قوارب ترفيهية وبيت الرعب ،

و المعالم السياحية الأخرى منتشرة على طول المسارات المحيطة بالبحيرة ،


على يمين المدخل توجد ألعاب داخلية ، 

تتضمن ألعاب مثل رمي الحلقات ، والرماية ، وآلات المخالب ، والترامبولين—وهي على الأرجح تجذب الأطفال والفتيات الصغيرات ، لكنها لم تثر اهتمامه كثيرًا . 

لذا أشار إلى أقرب معلم بعد مدينة الألعاب 


: “ الأفعوانية 🎢 ”


لو تشانغ تينغ: “ حسنًا ”، ثم طوى الخريطة ووضعها جانبًا 

ثم أمسك يد شين لي وقاده نحو مدينة الألعاب


داخل مدينة الألعاب ، إلى جانب الألعاب الصغيرة ، توجد أكشاك تبيع مختلف المنتجات 


العديد من الثنائيات يختارون البالونات والهدايا الصغيرة


لاحظ لو تشانغ تينغ أن الكثير من الفتيات يرتدين آذان ناعمة فروية أو قرون ،

 ووجد الأمر مثيرًا للاهتمام ،

التفت إلى شين لي وسأله : “ هل يجب أن أشتري واحدة لك ايضاً ؟”


: “ ماذا ؟” تابع شين لي نظرته ، وعندما رأى عيني لو تشانغ تينغ تلمعان 

وكأنه وجد لعبة ممتعة ، لم يستطع أن يرفض : “… حسنًا ، اشتريها "


قاد لو تشانغ تينغ شين لي إلى أحد الأكشاك واختار طوق مزين بقرون حمراء شيطانية ، ثم دفع ثمنه





لعب شين لي بالطوق للحظة لكنه شعر بالحرج الشديد من ارتدائه بمفرده


لذا مد يده ووضعه على رأس لو تشانغ تينغ ، ثم ربت عليه وقال برضا : “ تبدو لطيفًا جداً ! ”


اعترض لو تشانغ تينغ وهو يرفع يده ليخلعه : “ كان من أجلك ”


شين لي وهو يكتم ضحكته : “ لنذهب ” وأمسك بمعصمه ، ثم دفعه وسحبه للأمام


لم يكن هناك الكثير من الأشخاص في طابور الأفعوانية ، 

لذا لم ينتظر شين لي ولو تشانغ تينغ سوى بضع دقائق ثم حان دورهما ،

جلسا في مقعديهما وربطا أحزمة الأمان . 


لو تشانغ تينغ التفت ليتأكد من حزام شين لي ثم جلس بشكل صحيح


بدأت الأفعوانية تتحرك ببطء ، 

وعندما وصلت إلى أعلى نقطة ، 

استطاعا رؤية مدينة الملاهي بأكملها ،

وعندما انحدرت الأفعوانية بسرعة ، 

أمسك شين لي يد لو تشانغ تينغ بقوة ، 

ورد لو تشانغ تينغ بضغط يده بحزم مماثل ،


وسط الهتافات والصيحات ، 

حاول شين لي أن يبقى هادئ في البداية ، 

لكنه سرعان ما انجرف مع الحماس ،


صاح بصوت عالي : “ تشانغ تينغ !”


رد لو تشانغ تينغ بأعلى صوته : “ أنا هنا !”


بعد نزولهما من الأفعوانية ، 

مد شين لي يده لترتيب شعر لو تشانغ تينغ الذي تطاير بفعل الرياح ، 

ثم عدّل الطوق على رأسه ، و عيناه تلمعان بالفرح


سأل لو تشانغ تينغ بابتسامة في عينيه وهو يصلح شعر شين لي أيضاً : “ هل أنت سعيد لهذه الدرجة ؟”


سحب شين لي يده نحو اللعبة التالية وقال: “ مجرد كوني معك يجعلني سعيدًا مهما فعلنا ”


وهكذا ، انتقلا من الأفعوانية إلى برج السقوط ، 

ثم المظلات الدوارة ، 

سيارات الكارتينغ ، 

السيارات المتصادمة ، 

ولعبة القوارب الخشبية …


بعد لعبة القوارب الخشبية ، 

وعلى الرغم من ارتدائهما معاطف المطر ، 

تبللت ملابسهما قليلًا ،

ولأن وقت الغداء قد حان ، 

قررا أخذ استراحة من الألعاب والتوجه إلى المطعم ذو الطابع المائي


استخدم لو تشانغ تينغ منديل لمسح قطرات الماء عن خدي ورقبة شين لي ، 


على الطاولة المجاورة ، كانت فتاتان شابتان تلقيان عليهما نظرات خاطفة وتهمسان لبعضهما البعض


اعتادا على أن يُحدق بهما الآخرون وأن يكونا موضوع الحديث ، لذا لم يعروا الأمر اهتمام كبير


بعد أن طلبا الطعام والمشروبات ، 

نظر شين لي إلى العديد من الصور الجديدة على هاتفه واختار واحدة لظهر لو تشانغ تينغ وهو يرتدي طوق قرون الشيطان ليقوم بنشرها على حسابه على وسائل التواصل الاجتماعي


مال لو تشانغ تينغ لينظر إلى شاشة هاتفه


كان الاثنان قريبين جداً ، برأسين مائلين معًا ، 

لدرجة أنهما لم يلاحظا الفتاة على الطاولة المجاورة وهي ترفع هاتفها سرًا لالتقاط صورة


“ هل التقطتِ الصورة ؟”


“ يدي اهتزت …”


“ إنهما وسيمان جداً ، حتى الصورة المهتزة لا تخفي وسامتهما ”


“ الشخص الذي يرتدي الطوق لطيف جداً ! 

كيف يمكن لشخص أن يكون بارد ورائع في نفس الوقت لطيف لهذه الدرجة ؟”


“ احباء الآخرين دائمًا لا يخيبون الآمال ”


شعر شين لي بشيء ما، فرفع رأسه في اللحظة التي كانت الفتاة تلتقط فيها الصورة


—— يتبع 

  • فيس بوك
  • بنترست
  • تويتر
  • واتس اب
  • لينكد ان
  • بريد
author-img
Fojo team

عدد المقالات:

شاهد ايضا × +
إظهار التعليقات
  • تعليق عادي
  • تعليق متطور
  • عن طريق المحرر بالاسفل يمكنك اضافة تعليق متطور كتعليق بصورة او فيديو يوتيوب او كود او اقتباس فقط قم بادخال الكود او النص للاقتباس او رابط صورة او فيديو يوتيوب ثم اضغط على الزر بالاسفل للتحويل قم بنسخ النتيجة واستخدمها للتعليق

X
ستحذف المقالات المحفوظة في المفضلة ، إذا تم تنظيف ذاكرة التخزين المؤقت للمتصفح أو إذا دخلت من متصفح آخر أو في وضع التصفح المتخفي