Ch39
نزل لو تشانغ تينغ إلى الطابق السفلي يحمل وعاءين فارغين وسلمهما للخادمة لتأخذهما إلى المطبخ
وضعت ليو شياوتشي الكتاب التي لم تُقّلب فيه صفحة واحدة ،
وتنهدت بارتياح : “ يبدو أن حديثكما سار على ما يرام ؟”
: “ شكراً لكِ يا أمي”
لو تشانغ تينغ يعلم أنه لكي يقدم لو شيوان تنازل بهذا الحجم ،
فلا بد أن والدته قد أقنعته مراراً خلال هذه الفترة
ابتسمت الام ليو شياوتشي : “ والدك رغم أنه لا يظهر ذلك ،
لكنه يهتم بك كثيراً ولا يحتمل أن يراك في موقف صعب.”
سحبته للجلوس بجانبها
وبدأت تتحدث معه بشكل عفوي عن أمور العائلة ،
وسألته عن عمله وحياته ،
وكذلك عن شين لي
عندما تحدث لو تشانغ تينغ عن شين لي،
امتلأت عيناه بابتسامة دافئة ،
وعندما رأت ليو شياوتشي هذا التعبير ،
تذكرت لو شيوان في شبابه ،
عندما تحب شخص ، مجرد التفكير به يملأ عينيك بوضوح الحب والسعادة
مر الوقت بهدوء حتى تجاوز العاشرة مساءً ،
وبشعور من التعب ، قالت والدته ليو شياوتشي: “ غرفتك قد تم تنظيفها .
يمكنك البقاء الليلة إذا أردت ،
أو العودة إذا كنت تفضل ذلك .”
وكما كانت تفعل عندما كان صغير ، ربتت على رأسه قائلة : “ رغم أن هناك من يعتني بك الآن ،
عليك أيضاً أن تتعلم أن تعتني بنفسك وبمن حولك ”
: “ أعلم ،” رد بصوت خافت : “ سأعود الليلة إلى الفيلا ”
لمس أنفه ،
وشعر ببعض الإحراج لأول مرة : “ إنه ينتظرني في المنزل ”
: “ إذن، اذهب ”
رغم شعورها بالحنين إلى ابنها الذي كبر وأصبح لديه عائلته الخاصة ،
كانت ليو شياوتشي سعيدة لأن لو تشانغ تينغ كان يحمل شخص عزيز على قلبه : “ قد بأمان "
و خذ معك بعض الحساء الحلو الباردة ،
دعه يتذوقها ”
بعد أن ودّع والدته وصعدت إلى الطابق العلوي ،
توجه لو تشانغ تينغ إلى المطبخ ليأخذ الحساء البارد ،
ثم غادر منزل عائلة لو وقاد سيارته عائداً إلى الفيلا ——
————————-
عندما وصل ،
كان الوقت يقترب من منتصف الليل .
هب نسيم الليل البارد ، مما خفف قليلاً من حرارة الصيف
أضواء المدخل مضاءة في انتظاره ،
و بعد أن بدل حذاءه ،
صعد إلى الطابق العلوي
رأى ضوء ينبعث من الغرفة ،
وظهر على شفتيه ابتسامة خفيفة
الغرفة مكيفة وبرودة الجو تملؤها
جلس شاب على سجادة ناعمة ،
متربع ، وهو يحمل بطيخة
يأكلها بملعقة بينما يشاهد فيلم
على شاشة العرض ،
ظهرت مشاهد لصبي جاثي على الأرض لإصلاح سلسلة دراجة ،
بينما ينظر إليه صديقه بجانب الدراجة بتعبير لطيف
دفع لو تشانغ تينغ الباب ودخل ،
فرفع الشاب رأسه عند سماع الصوت ،
وعيناه لمعت بابتسامة : “ لقد عدت "
: “ ألم تنم بعد ؟”
ناوله لو تشانغ تينغ وعاء الطعام وألقى نظرة على الشاشة : “ لماذا تشاهد هذا مجدداً ؟”
كان شين لي يشاهد فيلم يون هو بو شي ،
لم يمضِ وقت طويل على مشاهدتهما للفيلم معاً ،
والآن شين لي يعيد مشاهدته —لابد أنه يعجبه كثيراً
نظر لو تشانغ تينغ إلى الفتى المرح الظاهر على الشاشة بزيه المدرسي الأزرق والأبيض ،
وتساءل في نفسه { هل كنت أكثر وسامة منه في أيامي ؟
كنت طالب متفوق ،
و بارع في كرة السلة ،
أُجيد العزف على البيانو —
كنت مميز في كل شيء .
لماذا لم أُلفِت نظر شين لي أكثر ؟ }
رد شين لي، غير مدرك للغيرة الطفيفة التي تسللت إلى قلب لو تشانغ تينغ : “ فقط لتمضية الوقت ،”
وأخذ منه وعاء الطعام .
توقف قليلاً و سأل: “ حساء حلو ؟”
لم يعد الحساء الذي أحضره من المنزل بارد
ومن خلال الوعاء الشفاف ،
يمكن رؤية التمر الأحمر اللين وفطر الثلج الأبيض ،
تساءل شين لي { في مثل هذا الوقت ،
من أين يمكنه شراء حساء حلو ؟ }
: “ نعم ، أعدته مدبرة المنزل .” جلس لو تشانغ تينغ بجانبه وسرق قطعة من البطيخ
الذي كان شين لي يأكله . عندها فقط شعر بالرضا
وضع شين لي الحساء على طاولة القهوة وقال: “ تركت نصف بطيخة في الثلاجة لك ”
لكنه رغم ذلك ، قطع قطعة أخرى وأطعمها له
ابتسم لو تشانغ تينغ ، أخذ القطعة ، ثم قبّله : “ سأذهب للاستحمام أولاً ”
بعد أن انتهى شين لي من تناول ما تبقى من البطيخ ،
ربت على معدته ،
وأطفأ الفيلم الذي لم يكمله ،
ثم نزل إلى الطابق السفلي لوضع الحساء في الثلاجة ،
غسل الملعقة وأعادها إلى الخزانة ،
وتخلص من نفايات المطبخ ثم عاد إلى الغرفة
عندما انتهى لو تشانغ تينغ من الاستحمام ،
كان يرتدي فقط بنطال البجامة الواسع ،
ويجفف شعره في الحمام ،
دخل شين لي ليغسل أسنانه ،
وعندما رفع رأسه عفوياً ،
وجد لو تشانغ تينغ ينظر إليه طوال الوقت
غطى البخار المرآة برطوبة ،
مما عكس بشكل باهت ملامح الرجل الحادة على بعد خطوات قليلة ،
تسارع نبض قلب شين لي تحت نظراته ،
فابتعد بعينيه غريزيًا ،
أطفأ لو تشانغ تينغ مجفف الشعر وعلّقه على خطاف الحائط بلا مبالاة ،
ثم تقدم وعانق شين لي من الخلف
كان شعره الذي جُفف للتو ناعم وجاف ،
يلامس عنقه مسبّبًا إحساس طفيف بالدغدغة ،
وضع شين لي الكوب بعد شطف فمه واستدار ،
ليجد نفسه يواجه قبلة تحمل رائحة منعشة لمعجون الأسنان بالنعناع
حمل لو تشانغ تينغ شين لي إلى السرير ،
حيث غرق في البطانيات الناعمة ،
أنفاسه ثقيلة ، وشفاهه متوردة ،
ووجهه مشوبًا بحمرة خفيفة ،
بينما لو تشانغ تينغ يلامس خصره ويقبل أذنه ،
همس بصوت ثقيل : “ دعنا نحدد وقت لتقابل والديّ ، موافق ؟”
كان رد فعل شين لي بطيئ بعض الشيء ،
مما أتاح للوتشانغ تينغ التقاط لمحة عابرة من الذعر وعدم اليقين في عينيه ،
: “ هل… اكتشفوا ؟”
عندما رأى لو تشانغ تينغ شين لي مرتبكًا لأول مرة ،
لم يستطع مقاومة إغاظته : “ لقد أخذت ابنهم لنفسك —أليس من حقهم أن يقابلوك ؟”
: “ من أخذ من؟” حدق شين لي به،
ولا تزال العلامات الحمراء الغامضة على كتفيه وعظمة ترقوته التي تركها لو تشانغ تينغ واضحة
ضحك لو تشانغ تينغ : “ حسنًا ، أنا من أخذك "
ثم سأل : “ ومتى ستأخذني لمقابلة والدتك ؟”
سحب شين لي البطانية فوقه ،
في إشارة واضحة لعدم رغبته في متابعة المحادثة ،
ربّت لو تشانغ تينغ على البطانية ،
لكن شين لي ظل مختبئ تحتها ،
تنهد لو تشانغ تينغ ورفع البطانية لينضم إليه تحتها
لو تشانغ تينغ : “ ممّ تخاف ؟”
لم يُجب شين لي، بل اقترب منه ولف ذراعيه حول عنقه ،
كما لو يبحث عن الطمأنينة
مسّد لو تشانغ تينغ على رأسه وقال بجدية: “ في الواقع ، هم منفتحون جداً "
هدأ شين لي قليلاً ، وتغلب على شعور الذعر مؤقتًا ،
وسأل بهدوء : “ هل يمكنك أن تخبرني عن والديك ؟”
: “ اسم والدتي ليو شاوتشي ” سحب لو تشانغ تينغ البطانية
وعدّل وضعهما ليتمددان براحة أكبر ، ثم تابع ببطء: “هي فنانة بينتان معروفة ،
تحب الهدوء والسكينة ،
وعادةً تقضي معظم وقتها في المنزل تقرأ أو تمارس العزف على البيانو ,
إنها شخص لطيف .
كان والدي يشرف على السوق الخارجية لأعمال العائلة .
الآن هو تقاعَد تقاعُد مبكر
ويقضي أيامه في الاستمتاع بالحياة مع والدتي .
هما دائمًا معًا ،
وأحيانًا يخرجون لتناول الشاي أو لعب الشطرنج مع الأصدقاء .
إنه شخص هادئ للغاية ،
لذا إذا فعل أي شيء يزعجك ، سأعتذر لك مسبقاً .”
شين لي بهدوء : “ لا حاجة لذلك , مهما فعلوا ، فهو في النهاية من أجل مصلحتك .”
فكر شين لي في لقاء والدي لو تشانغ تينغ ،
مما جعله يشعر بالقلق ،
لم يشعر بالسعادة حتى من فكرة التعرف على عائلة شريكه ،
لأنه كان منشغل للغاية بالقلق من أنهم قد لا يحبونه ،
تنهد وأعطى لو تشانغ تينغ عضة خفيفة ثم سأل : “ متى أخبرت عائلتك عن ميولك ؟”
أجاب لو تشانغ تينغ، خافضًا رأسه ليعطيه عضة مرحة أيضاً : “ بعد آخر رحلة عمل لي,
ثم عض أذن شين لي بلطف ، وصوته مليء بالمزاح : “ لقد سحرتني ، وفي اليوم التالي أخبرت أمي ”
: “ سحر…” احمّرت أذنا شين لي ، غير متأكد مما إذا كان ذلك بسبب الإحراج أو بسبب العضة
: “ كوكتيل ' القبلة الأخيرة ' ,” همس لو تشانغ تينغ في أذنه بصوت خافت : “ ماذا وضعت فيه هاه ؟”
: “ روم ، براندي …” لم يتوقع شين لي أن يذكر لو تشانغ تينغ شيئ من وقت طويل مضى ،،،
ثم تذكر أنه فقط بعد أن وضّح الأمور مع تلك الخطيبة المحتملة شيانغ وان ،
أعلن لو تشانغ تينغ لعائلته عن ميوله ،
كانت الأسباب واضحة رغم أنها لم تُذكر ،
أغلق عينيه ، وتحركت تفاحة آدم في حلقه بينما أضاف بصوت خافت آخر مكون : “ عصير الليمون ”
ضحك لو تشانغ تينغ : “ كنت أظن أنك وضعت عصير الليمون فقط ”
دفن شين لي وجهه في صدره ،
محاولًا تغيير مجرى الحديث : “ عندما تشعر أن الوقت مناسب ،
خذني لمقابلة والديك .
ودعنا نجد وقتًا لتلتقي فيه مع والدتي أيضاً .”
ضحك لو تشانغ تينغ بلطف : “ حسناً "
فكر تشانغ تينغ { متى سيكون الوقت المناسب ؟
ليس هناك حاجة لاختيار يوم خاص .
ستكون مأدبة خطوبة تشو جينغهونغ في نهاية الشهر
يبدو مناسب تماماً — يوم جيد للزواج ، ويوم جيد للقاء الوالدين ... }
___يتبع
تعليقات: (0) إضافة تعليق