Ch40
: “ هييييه شين شياو لي !”
جاء صوت رجولي عميق من الطرف الآخر للهاتف ،
شين لي لا يزال نصف نائم بعد قيلولة بعد الظهر ،
نظر إلى اسم المتصل على الشاشة
ثم ابتسم ورد : “ دو هينغ ماذا جعلَك تتصل بي اليوم ؟”
: “ سأعود إلى مدينة S قريبًا .
أردت فقط أن أتصل بك وأتواصل معك قبل أن أجد نفسي بلا مأوى في الشوارع ~ ”
: “ ستعود إلى مدينة S ؟” شعر شين لي في البداية بسعادة ،
لكنه عبس قليلاً : “ هل هذا للعمل ؟”
ضحك دو هينغ بسخرية : “ عمل ؟ أنا في وظيفة 996 ..
لقد استقلت . أليس ذلك رائعًا ؟”
كان دو هينغ يعمل في شركة ألعاب بمدينة B،
وهي شركة معروفة في الصناعة .
ورغم أن ساعات العمل كانت طويلة ،
كانت الرواتب والمزايا جيدة .
وقد بدأ العمل في الشركة منذ تخرجه ،
وتدرج من وظيفة تقني مبتدئ إلى قائد فريق .
الاستقالة المفاجئة جعلت الأمر يبدو وكأن هناك شيئ ما غير عادي —
شين لي يعلم أن دو هينغ ربما لا يريد الحديث عن الأمر الآن ، لذا لم يضغط عليه
ضحك شين لي وقال : “ هذا هو دو هينغ فعلاً ، حقًا رائع …
أي يوم ستأتي ؟ سأذهب لأخذك .
وأين ستقيم ؟”
عائلة دو هينغ تعيش في محافظة قريبة ،
مما يعني أن التنقل سيكون غير مريح ،
بالإضافة إلى أن والدته توفيت في وقت مبكر ،
وكان علاقته بوالده ليست جيدة ،
لذا لم يكن العودة إلى منزل عائلته خيار ،
دو هينغ : “ سآتي في الخامس من الشهر المقبل ,
لقد بحثت عن بعض الأماكن ، ولكن بما أنني لا أزال في مدينة B ،
كنت آمل أن تتمكن من معاينتها لي .
و أخبرني أي واحدة تعتقد أنها جيدة ،
وسأقوم بتأجيرها على المدى القصير .
بهذه الطريقة ، لن أجد نفسي في الشوارع عندما أعود .”
بما أنه استقال من عمله وكان يخطط لأخذ استراحة قبل أن يجد وظيفة جديدة ،
لم يكن بإمكانه الانتقال إلى مكانه الخاص بعد لأنه لم يتم تجهيزه بعد ،
لذا كان بحاجة إلى تأجير مكان على المدى القصير في الوقت الحالي
وافق شين لي بسرعة : “ أرسل لي العناوين وأرقام الاتصال مع أصحاب الأماكن ،
وسأقوم بالتحقق منها لك "
دو هينغ : “ سأرسلها لك عبر ويتشات , أوه ،
ولدي بعض الأغراض التي يجب أن أُعيدها من مدينة B.
هل يمكنني شحنها إلى منزلك وتخزنها لبضعة أيام ؟”
شين لي : “ سأرسل لك العنوان لاحقاً , لقد كنت أقيم مؤخرًا في منزل حبيبي ”
كان دو هينغ يعرف عنوان منزل شين لي، لكن بما أن شين لي كان يعيش مع لو تشانغ تينغ ،
ووالدته تشينغ جاوجاو في الجامعة ، فلم يكن هناك من سيستلم الطرود في المنزل
ضحك دو هينغ : “ كنت على وشك أن أسأل .
من خلال منشوراتك على ويتشات ، ظننت أنك مرتبط بشخص ما "
مؤخرًا ، كان شين لي ينشر الكثير عن حياته اليومية مع لو تشانغ تينغ ،
على الرغم من أنه لم ينشر أي صور يُظهر فيها وجهه ،
بالإضافة ؛ كان لو تشانغ تينغ في سنوات مراهقته مختلف تماماً عن الرجل الذي أصبح عليه الآن ،
لذا لم يربط دو هينغ الأمور معًا .
كان فقط سعيد لأن شين لي قد تخطى الماضي ووجد حب جديد
ابتسم شين لي : “ صحيح , أنا مرتبط بشخص .”
ضحك دو هينغ بصوت عالي ، مهنئًا إياه : “ مبروك !
عندما أعود، يجب أن نلتقي . سأعزمكما على العشاء !”
شعر شين لي بشيء من الإحراج من تصرف دو هينغ المتحمس ،
لكنه أيضاً لم يستطع أن يمنع نفسه من التساؤل عن رد فعل دو هينغ عندما
يعرف أن الشخص الذي ارتبط به شين لي هو لو تشانغ تينغ .
فكرة رؤية وجهه المفاجئ جعلته يتطلع إلى ذلك
وافق شين لي ضاحكًا : “ حسنًا , عندما تعود ”
في المساء ، أخبر شين لي لو تشانغ تينغ عن استقالة دو هينغ من عمله وعودته إلى مدينة S.
كان لو تشانغ تينغ متفاجئ قليلاً
جهاز التكييف يعمل في الغرفة ،
لكن كلاهما يقفان في البلكونة ،
مستمتعان بالنسيم ،
و الهلال في السماء بين الأشجار المتناثرة ،
و ضوء القمر البارد ،
مع النسيم اللطيف في الليل ،
يبدد بعضًا من حرارة الصيف المتبقية ،
بعد يوم طويل من العمل ،
كان هذا وقت لو تشانغ تينغ للاسترخاء ،
أشعل سيجارة ،
و الوهج في طرفها يضيء مثل نجم صغير ،
وانتشرت رائحة التبغ مع الرياح ،
: “ ألم يكن دو هينغ بخير في مدينة B؟”
شين لي : “ كان بخير سابقاً ,” بتأمل : “ لكنه خطط بالفعل العودة إلى مدينة S بعد بضع سنوات .
فقط قدّم الفترة الزمنية ”
وإلا لما كان دو هينغ قد اشترى عقار في مدينة S في نهاية العام الماضي .
كان ينوي العودة في أي حال
لم يسأل لو تشانغ تينغ المزيد : “ متى تخطط لتفقد الأماكن من أجله ؟ هل تريدني أن أذهب معك ؟”
شين لي : “ على الأرجح في عطلة نهاية الأسبوع ,
عندي وقت ، لذا سأذهب للتحقق منها مبكرًا .
بهذه الطريقة ، إذا لم تكن أي منها جيدة ، سيكون لدينا وقت للبحث عن شيء آخر .
لا داعي للمجيء . يجب عليك الاستمتاع بوقتك النادر .”
ألقى لو تشانغ تينغ عليه نظرة جانبية : “ بالتأكيد تبذل الكثير من الجهد في هذا "
شعر شين لي بالحسد الخفيف في نبرة صوت تشانغ تينغ ،
فانفجر ضاحكًا : “ في المدرسة الثانوية ، كان يعتني بي "
كان شين لي انطوائي في المدرسة الثانوية ،
في مرحلة كان فيها الأولاد عادة يتجمعون في مجموعات ،
كان غالبًا وحيد ، غارق في دراسته ،
كان معزول وخجول ،
و يحمل مشاعر تجاه لو تشانغ تينغ لم يستطع التعبير عنها ،
و شكوكه في نفسه وصعوبة اندماجه تجعله يبدو متعالي أمام زملائه ،
فقط دو هينغ ، بطبعه المنفتح والمباشر ،
كان يتحدث معه ،
كان دو هينغ قريب من لو تشانغ تينغ في المدرسة الثانوية ،
ولاحظ كل تلك المصادفات التي تحدث بين شين لي ولو تشانغ تينغ
ومع مرور الوقت ،
بدأ يجمع مشاعر شين لي الخفية ،
لكنه لم يُثير الموضوع أبدًا ،
يفهم أنه كان سّر حساس من الأفضل إبقاؤه مخفي ،
في السنوات التالية ،
حاول دو هينغ إقناع شين لي بالتخلي عن هذه المشاعر حتى ،
كان شين لي يعلم أن حبه كان صعب ،
ولكن التخلي عنه كان يعني تمزيق قلبه ،
كان الحب مؤلم ، وعدم الحب كان مؤلم أيضاً .
كان عبئ مرير يجب عليه تحمله بمفرده ،
ربما السماء بعدما رأت كم من المعاناة تحملها في حياته ،
أظهرت رحمتها وأدت إلى تحقيق أمنيته الطويلة
فكر شين لي { يجب أن أجد وقت للعودة إلى معبد يوئ لاو لسداد العهد الذي قطعته }
بينما شين لي يفكر في الماضي ،
كان لو تشانغ تينغ يفكر في الماضي أيضاً ،
الصداقات خلال أيام الدراسة تُبنى بسهولة — مباراة كرة سلة ، وجبة مشتركة ،
وبعد تبادل الأسماء والمعلومات عن الصفوف ،
أصبحوا أصدقاء ،
لم يستطع تذكر عدد مباريات كرة السلة التي لعبها مع دو هينغ ،
لكنه كان يتذكر أن دو هينغ كان دائمًا يجلب له الماء. ،
كما تذكر أن إحدى كرات دو هينغ قد صودرت أثناء حملها ،
فقام لاحقاً بإهدائه كرة سلة بمناسبة عيد ميلاده ،
ومع ذلك ، لم يرَى لو تشانغ تينغ دو هينغ يستخدمها أبدًا ،
في تلك الأيام ،
عندما كانوا يتسكعون ويتحدثون ،
كان دو هينغ يتحدث عن رغبته في دراسة علوم الكمبيوتر وصنع ألعاب الفيديو .
حتى كان يمزح حول كيف أنه عندما يرث لو تشانغ تينغ أعمال عائلته ، يجب أن يستثمر معه ،
{ ماذا قُلت في ذلك الوقت ؟
قُلت إن وراثة أعمال العائلة مُرهقة ،
وأنه فقط أريد فتح بار ،
وأجمع الأصدقاء معًا ،
وأشرب دون أن يطالبني أحد بالتوقف أو يحكم عليّ إذا سكرت .
ألن تكون تلك حياة رائعة ؟
ولكن ….
في النهاية ، ورثت أعمال العائلة …
لكن دو هينغ درس علوم الكمبيوتر وانتهى به الأمر بصنع ألعاب الفيديو حقاً —— }
عض لو تشانغ تينغ على سيجارته وتنهد بعمق
{ ومع ذلك ، تمكنت من العثور على حبيب يمتلك بار ،
لذا إذا أردت الشرب أو جمع الأصدقاء ،
يمكنني فعل ذلك في أي وقت ،
من هذه الناحية ،
أنا أعيش الحياة التي كُنت أحلم بها يومًا ——- }
الحنين إلى الماضي يثير مشاعر الشخص بسهولة ،
وضحك لو تشانغ تينغ بفهم : “ في الخامس من الشهر ،
سأذهب معك لاصطحابه "
———————————————
في عطلة نهاية الأسبوع ،
ذهب شين لي لزيارة أماكن الإيجار التي اختارها دو هينغ
كان أحد الأماكن يوفر بيئة جيدة وظروف ممتازة ،
مالكة العقار امرأة في الثلاثينيات من عمرها ،
تركت انطباع إيجابي لدى شين لي خلال حديثهما القصير ،
كانت الشقة مرتبة ، مفروشة بالكامل ،
ورأى بعض ' الألوة' و ' الصبار' في البلكونة ،
الشقة تتألف من غرفتين وصالة بالقرب من جامعة ،
و على بعد حوالي عشر دقائق سيرًا على الأقدام من محطة المترو ،
و متجر بقالة يعمل 24 ساعة وصيدلية قريبة ،
بما أن دو هينغ لم يكن في عجلة من أمره للعثور على وظيفة جديدة ،
بدا أن هذا المكان مثالي له ليبقى فيه لفترة ويستريح —-
بعد الزيارة ، أرسل شين لي إلى دو هينغ بعض الصور ووصف للمنطقة المحيطة ،
ثم ذهب إلى الجامعة ليرى والدته تشينغ جاوجاو وتناول العشاء معها
في تلك الليلة ،
رد دو هينغ وقال إنه قرر استئجار الشقة بالقرب من الجامعة .
ثم سأل شين لي إذا كان يمكنه الذهاب أخذ المفاتيح من المالك في اليوم التالي
وافق شين لي، معتقدًا أنه بمجرد حصوله على المفاتيح ووصول أغراض دو هينغ ،
سيقوم بنقلها إلى الشقة
وشراء بعض المستلزمات الأساسية حتى لا يشعر دو هينغ بنقص أي شيء عندما يعود
بالصدفة ، اليوم جيانغ تشيفينغ موجود في البار هذه الليلة ،
لأن حبيبه وي وينشينغ في رحلة عمل ،
وبما أن جيانغ كان يشعر بالملل في المنزل بمفرده ،
جاء ليجد شين لي لتناول مشروب ،
ومع ذلك ، كان شين لي يتوقف باستمرار للرد على رسائل دو هينغ ،
مما جعل جيانغ يشعر ببعض الإهمال
افترض جيانغ تشيفينغ أن شين لي كان يتحدث مع لو تشانغ تينغ ،
لذا مازحه بنبرة جادة قليلاً : " لم أكن أعلم أنك هكذا متعلق يا شين شياو لي "
أجاب شين لي : " أنا أتحدث مع دو هينغ .
إنه عائد إلى مدينة S "
كان جيانغ تشيفينغ يعرف دو هينغ من خلال شين لي،
حيث التقيا به عدة مرات .
ورغم أنهما لم يكونا قريبين ،
إلا أنه كان يعلم أن دو هينغ كان صديق جيد لشين لي منذ سنوات طويلة .
لذا لم يستمر جيانغ في مزاحه وسأله بشكل عفوي : “ هل هو في رحلة عمل ؟”
شين لي : “ لا, لقد استقال من عمله وينوي العودة ”
جيانغ تشيفينغ : “ مدينة S رائعة ,
لماذا ذهب إلى مدينة B؟”
كان وي وينشينغ قد ذهب ايضاً إلى مدينة B في رحلة عمل .
وبين الجبال والأنهار ، كان من السهل أن يفتقد المرء شخصًا ما
ابتسم شين لي : “ عندما يكون قلبك مرتبطًا هنا ، بغض النظر عن المسافة ، ستعود دائمًا ”
—-يتبع
تعليقات: (0) إضافة تعليق