Ch52
انعقد حاجبا لين روفي بإحكام ، ولم ينطق بكلمة حتى عاد إلى مسكنه.
في الفناء كانت فو هوا لا تزال تلعب مع مو مو الذي كان جالسًا في حضنها ينظر بتركيز إلى كرة صغيرة تتدحرج على الأرض.
عندما لاحظ لين روفي ذلك سأل بلا مبالاة عن مصدر الكرة.
أجابت فو هوا: “أرسلها أصغر شاب في عائلة فو خصيصا لـ مومو ورأيت أن مو مو أحبها كثيرًا فاحتفظت بها له.”
سأل لين روفي: “ولماذا فكّر فجأة في إرسال لعبة؟”
فو هوا لم تكن تعرف الجواب حقًا: “قال إنه خشي أن يشعر مو مو بالملل…….”
أحب مومو الكرة المصنوعة من أغصان الكرمة بشدة ولكن عندما رأى لين روفي يمد يده إليه ظهرت على وجهه ملامح التردد والخوف.
قال لين روفي بلطف: “تعال مو مو ، تعال هنا ودعني أحملك.”
تردد مو مو لوهلة وكانت ردة فعله الأولى أن ينظر إلى فو هوا وعندما رأى منها نظرة تشجيع مد يديه بحذر نحو لين روفي
يبدو أن فو هوا التي كانت تعتني به دائمًا قد كسبت ثقته ولم يكن يبدو عليه الخوف إلا عندما كان في حضنها.
حمل لين روفي مو مو بين ذراعيه كان مو مو خفيف الوزن جدًا مثل قطة صغيرة هزيلة مما أثار في قلبه شعورًا بالعطف
كان هذا الطفل الصغير مسكينًا للغاية لكن هل يمكن أن تكون له علاقة وثيقة بفو يو؟
لم يكن لدى لين روفي إجابة مؤكدة ولم يستطع الجزم.
بعد أن حمله لفترة قصيرة أعاده إلى فو هوا وعاد إلى غرفته بمفرده بدا عليه التعب
جالسًا واضعًا ذقنه على يده يسعل بهدوء.
لاحظ غو شواندو أن لين روفي لم يكن مرتاحًا فسكب له كوبًا من الشاي الساخن.
تناول لين روفي الكوب وأخذ بضع رشفات مما ساعد على تهدئة الحكة في حلقه ثم همس: “هل تعتقد أنه لو علم فو يو بما فعلته عائلة فو سيندم على قراره الأول؟”
هز غو شواندو رأسه كإشارة إلى أنه لا يعرف.
تابع لين روفي: “أعتقد أنه سواء ندم أم لم يندم يجب أن يُمنح فرصة للندم في عائلة فو هذه حيث تكاثرت الأمور السيئة كان هناك شخص جيد لا يمكننا أن ندع الأشخاص الجيدين ينتهون بطريقة بائسة جدًا.”
ثم استنشق بلطف مرتعشًا بسبب السعال وأضاف: “أيها المعلم ، ألا تعتقد ذلك؟”
أجابه غو شواندو بلطف: “كل ما يقوله شياو جيو صحيح.”
قال لين روفي: “المشكلة الأكبر الآن هي أنني قلق من أن روح فو يو الإلهية قد لا ترغب في العودة إلى جسده لكن بعد رؤية مو مو أعتقد أننا يجب أن نحاول على الأقل.”
أومأ غو شواندو موافقًا وقال باختصار: “لنحاول إذن سأكون معك في أي شيء تريد القيام به.”
ابتسم لين روفي وقال: “جيد.”
وهكذا تقرر الأمر.
كان الجو بالخارج لا يزال حارًا لذا خطط لين روفي للانتظار حتى يبرد الطقس قبل الخروج وبينما كان في الغرفة استغلت يو روي الفرصة لتجلب له الدواء الذي تم غليه حديثًا.
حاول لين روفي التخلص من الدواء سرًا لكن يو روي كانت مستعدة لذلك ورفضت المغادرة حتى شربه في النهاية اضطر لين روفي إلى إمساك أنفه وشربه على مضض متذمرًا بعد ذلك قائلاً إنه اعتاد على المرض سواء شرب الدواء أم لم يشربه فإنه سيحتاج بضعة أيام للتحسن في النهاية.
بينما كانت يو روي تنظف وعاء الدواء ضحكت على لين روفي وقالت: “على الرغم من أن سيدي أصبح كبيرًا في السن إلا أنه لا يزال يخاف من الدواء المر.”
استلقى لين روفي على كرسيه بلا حراك وقال: “ربما لن أعتاد على هذا الشيء حتى أبلغ الستين.”
ضحكت يو روي بينما أحضرت طبقًا من البرقوق الحلو والحامض لترطيب فمه.
لكن لين روفي لم يلمس البرقوق جلس منكمشًا على الكرسي شارد الذهن ونعسان.
وقف غو شواندو بجانبه يراقبه بهدوء بدا لين روفي أمامه الآن مختلفًا تمامًا عما كان عليه قبل قليل مع فو شوي ارتدى ثوبًا أبيض يشبه لون القمر و شعره الأسود مربوطًا ببساطة بدبوس خشبي كاشفًا عن عنق أبيض ناعم
كان جماله لافتًا للنظر ؛ بشرته الباهتة جعلت كل تفاصيله بارزة.
سواء كان ذلك رموشه الطويلة الكثيفة التي تشبه ريش الغربان أو شفتيه ذات اللون الفاتح أو هالته التي تبدو خفيفة كالماء—كان أشبه بجوهرة ناعمة غُمرت في الجليد باردة نوعًا ما لكنها دافئة عند الإمساك بها.
“من الذي لا يمكنه أن يحب شابًا صغيرًا ولطيفًا كهذا؟” هكذا فكّر غو شواندو مع نفسه حتى هو لم يستطع أن يستثني نفسه من ذلك.
حول غو شواندو نظره بعيدًا عن لين روفي ثم رفع عينيه ليتأمل الخارج عبر النافذة وأطلق تنهيدة خافتة لم تُسمع.
نام لين روفي حتى المساء وعندما قامت فو هوا بإيقاظه استيقظ من حلمه بحالة من الشرود وجلس على الطاولة في حالة مماثلة منتظرًا العشاء لم يستفق تمامًا إلا عندما ارتشف أول ملعقة من الحساء، عندها استدار فجأة
وسأل:
“ما هو الوقت الآن؟”
“انه وقت الغروب سيدي الصغير.” أجابته فو هوا.
رفع لين روفي عينيه ليتأمل الخارج عبر النافذة الشمس قد غابت بالفعل وتحولت أشعتها القاسية إلى دفء برتقالي يغمر الأرض والسماء امتلأت بسحب نارية متألقة امتدت بلا حدود وكأنها ضربات فرشاة غير متعمدة أثناء رشّ اللون القرمزي—مشهد آسر حقًا.
بعد عشاء بسيط خطط لين روفي للخروج.
مو مو الذي كان جالسًا في حضن فو هوا طوال الوقت بدأ فجأة بالبكاء تمتم بكلمات غير مفهومة ولم تجد فو هوا بدًا من احتضانه بحنان قبل أن تضع قطعة من الحلوى الملتصقة بالمالت في فمه مما أوقف بكاءه.
“لماذا بدأ بالبكاء فجأة؟ إنه عادةً هادئ للغاية.” تساءلت يو روي بقلق.
هزت فو هوا رأسها بحيرة وقالت: “لا أعلم ، ربما يشعر بعدم الراحة لسبب ما.”
نظر لين روفي إلى عيني مو مو الممتلئتين بالدموع وتنهد بخفة:
“لا تقلق سأعود قريبًا.”
لم يتحدث مو مو لكنه اكتفى بالنظر إليه بصمت.
أضاف لين روفي بابتسامة خفيفة:
“ربما سأُحضر لك بعض الهدايا الصغيرة أتمنى أن تعجبك.”
ظل مو مو مذهولًا وكأنه لم يفهم ما قاله لين روفي على الإطلاق.
غادر لين روفي منزل عائلة فو وتوجه مباشرة إلى النقطة التي اكتشف فيها عين التشكيل سابقًا دخل النفق المظلم مجددًا وفعّل الآلية.
مع صوت معدني مكتوم انخفض القفص الحديدي تدريجيًا ليكشف مرة أخرى عن جسد فو يو النائم رفع لين روفي يده ليفتح القفص ثم سحب الجسد بحذر إلى الخارج.
مسح العرق عن جبينه وسأل غو شواندو:
“وماذا بعد؟ كيف يمكننا استدعاء الروح؟”
أجاب غو شواندو:
“علينا إعداد تشكيل أولًا.”
نظر لين روفي حوله وسأل:
“هل يمكننا إعداده هنا؟”
أومأ غو شواندو بالإيجاب وبدأ بإرشاد لين روفي حول كيفية إعداد التشكيل أوضح أن العملية ليست معقدة للغاية ولكن الأهم هو عين التشكيل أشار إلى أن لين روفي بفضل قدرته على تسخير نية السيف سيكون من الأسهل عليه إعداد التشكيل مقارنة بالآخرين.
رغم ذلك وبسبب أنها المرة الأولى التي يقوم فيها لين روفي بمثل هذا العمل بدت حركاته مترددة وغير متمرسة
ومع ذلك وبفضل مهارته كرسّام تمكن من رسم التشكيل وإن كان ذلك ببطء.
ظل غو شواندو يراقب طوال الوقت مصححًا أي أخطاء قد يرتكبها لين روفي.
استغرق الأمر نصف ساعة كاملة ليكمل التشكيل شعر لين روفي بالإرهاق الشديد حتى انه يتنفس بصعوبة ، قبل أن يسأل:
“هل انتهينا، أيها المعلم ؟”
فحص غو شواندو التشكيل بعناية وأجاب:
“تقريبًا خذ قسطًا من الراحة وسنبدأ التفعيل بعد ذلك.”
جلس لين روفي للحظة ليجمع أنفاسه سأل بعدها:
“كيف نفعل التشكيل؟”
أجاب غو شواندو:
“أولًا ضع جسد فو يو في مركز التشكيل.”
وافق لين روفي وساعد غو شواندو في وضع الجسد بعناية في المركز.
عندما استقر الجسد بدأ غو شواندو بترديد تعويذة ارتفع ضوء خافت من التشكيل لوهلة قصيرة قبل أن تهب ريح شريرة من مدخل النفق.
ورغم أن النفق كان مغلقًا الا ان الريح هبت فجأة مثيرةً الغبار عن الأرض ورافعةً أكمام لين روفي بعنف خشية أن تتسلل الرمال إلى عينيه أغلقهما بإحكام
وسط هذه الفوضى بدا وكأنه سمع صرخات باكية خافتة ولكن عندما ركز مجددًا بدت وكأنها مجرد وهم.
كان غو شواندو يقف خلف لين روفي واضعًا يده فوق عينيه لحمايتهما استمر في ترديد التعويذة ولم تتوقف الرياح إلا بعد انتهائها.
فتح لين روفي عينيه ببطء، ليجد أن غو شواندو قد رفع يده أخيرًا المشهد أمامه جعله يلتقط أنفاسه بدهشة.
عندما نادى لين روفي باسم فو يو استدار فو يو ببطء وألقى نظرة على جسده لم تكن تلك النظرة كما تخيلها لين روفي؛ كانت نظرة مفاجئة لا تحمل أي سرور بل كان فيها شيء من اللامبالاة والبرود فتح فو يو شفتيه قليلًا وقال:
“من أنت؟”
أجاب لين روفي:
“أنا لين روفي من عائلة لين في كونلون جئت لتوصيل دعوة لمسابقة السيوف إلى عائلة فو.”
“لين روفي؟” تمتم فو يو وهو يعيد تكرار الاسم غير المألوف ويكافح للتكيف مع جسده الذي ظل راكدًا لفترة طويلة. “أنا… استيقظت؟”
أومأ لين روفي برأسه وقال:
“نعم لقد استيقظت.”
“كيف حال عائلة فو الآن؟” سأل فو يو مجددًا.
تحدث لين روفي باختصار عن حالة عائلة فو قائلاً إن الأراضي المحيطة قد أثمرت محاصيل وفيرة لكن من المؤسف أن عائلة فو احتفظت بجميع سندات الأراضي المحيطة ولم تصبح قرية فو غنية ولكن عائلة فو أصبحت عائلة ثرية.
استمع فو يو بلا تعبير بعينيه نصف المغلقتين وبعد أن استمع لم يقل شيئًا بل سأل:
“هل سيفي لا يزال مع فو شوي؟”
أجاب لين روفي:
“نعم.”
قال فو يو “إذن يجب عليّ زيارة فو شوي لاستعادة ذلك السيف.”
عبس لين روفي قليلاً وفكّر أن هذا فو يو غريب بعض الشيء وفقًا لما قاله فو شوي
كان فو يو ذو طبيعة هادئة ولطيفة ويعامل الناس بلطف بالإضافة إلى أنه كان مستعدًا للتضحية بالكثير من أجل قرية فو لذا من المفترض أن يكون شخصًا دافئًا لكن لين روفي لم يشعر بذلك الدفء أو الترابط من جسد السيف الذي أمامه كان يشعر فقط باللامبالاة والابتعاد وكأن فو يو لا يهتم إطلاقًا بحالة العائلة الحقيقية وكان أول شيء يسأل عنه هو سيفه.
“شكرًا لك يا سيد على إيقاظي.”
بعد أن نظر حوله ورأى التشكيل والقفص الحديدي تذكر فو يو ما حدث قبل ذلك وقال: “إذن كنت نائمًا لهذه الفترة الطويلة وحان وقت الاستيقاظ.”
سأل لين روفي:
“هل هناك شيء آخر تريد معرفته?”
هز فو يو رأسه بهدوء.
ضغط لين روفي شفتيه وقال:
“حسنًا.”
خرجا من النفق في صمت فور مغادرة فو يو سيصبح التشكيل الكبير لجمع الأرواح غير فعال وستتحول قرية فو إلى أرض قاحلة بلا عشب في العام المقبل أما بالنسبة لما سيحدث لفو شوي والآخرين فلم يكن لين روفي يهتم.
لكن في هذه اللحظة كانت الأجواء بين لين روفي وفو يو غريبة للغاية مشى فو يو بلا تعبير نحو قرية فوربينما عبس لين روفي وتبعه.
“ما خطب هذا؟”
سأل لين روفي غو شواندو همسًا
“هل هناك شيء غير صحيح في استدعاء الروح انظر إلى حالته… ليس طبيعيًا على الإطلاق.”
تنهد غو شواندو وقال:
“ألم أقل لك من قبل إن نجاح استدعاء روح فو يو يعتمد على رغبته.”
كان لين روفي مرتبكًا:
“لكنه استيقظ ، أليس كذلك؟”
أجاب غو شواندو:
“نعم هو مستيقظ لكن انظر إلى حالته يبدو أن أرواحه الثلاثة وأشواقه السبعة غير مكتملة.”
كان غو شواندو أيضًا محبطًا “الأرواح الثلاثة هي وعي اليانغ ، أما الأشواق السبعة فهي رغبات الين السبع إذا لم يكتمل الاستدعاء، في الحالات الخطيرة لن يستيقظ الشخص وفي الحالات البسيطة…”
كرر لين روفي:
“في الحالات البسيطة ، ماذا سيحدث؟”
أجاب غو شواندو:
“في الحالات البسيطة ، لن يكون هناك حزن ، ولا فرح ، ولا رغبة … ولا شيء.”
فهم لين روفي أخيرًا واتسعت عيناه بدهشة:
“إذن ألن يكون مجرد إنسان خشبي؟”
توضيح
• الانسان الخشبي ؛ شخص مجرد من العواطف*
أومأ غو شواندو برأسه:
“من الناحية الإيجابية ، ربما يكون مجرد نقص في بعض الأرواح.”
لين روفي: “……”
كانت الأرواح السبع هي الفرح والغضب والحزن والخوف والحب والشر والرغبة حتى فقدان واحدة منها يجعل الشخص غير طبيعي وبالنظر إلى أن فو يو لم يبتسم منذ البداية فمن المؤكد أنه فقد روح الفرح لم يكن لين روفي يعلم كم من المشاعر الأخرى كانت مفقودة.
لم يكن لدى لين روفي ما يقوله وكان يشعر أن الوضع ليس جيدًا فقال: “لماذا يحدث هذا؟ هل هناك شيء خاطئ في تشكيلتي؟ أنا…”.
أجاب غو شواندو مطمئنًا: “لا علاقة لك بهذا ، إنه خيار فو يو الخاص.”
سار الاثنان طوال الطريق عائدين إلى قصر عائلة فو وعندما رأى الخدم الذين يحرسون الباب فو يو ولين روفي عائدين معًا كانوا مندهشين قليلاً وحاولوا مناداة: “السيد الثاني …”
نظر فو يو إليهم بنظرة باردة وقال: “أنا فو يو ، أين فو شوي؟”
كان الخدم في حيرة من أمرهم الشخص في المنزل كان واضحًا انه فو يو
كيف أصبح فو شوي ؟ لكن نظرة فو يو المخيفة جعلتهم يفقدون الجرأة في الرد فلم يكن لديهم سوى أن يجيبوا بصوت منخفض: “في القاعة الرئيسية.”
فقال فو يو “أوه”، وأكمل سيره.
من الناحية المنطقية بما أن قرية عائلة فو قد تغيرت كثيرًا ولم يعد فو يو منذ سنوات من المفترض أن يشعر بالدهشة ومع ذلك كان فو يو غير مبالٍ تمامًا عندما مر عبر أمواج القمح الكثيفة وقدم قدميه على حقول الذرة الطويلة ، كان لين روفي يرى بوضوح أن عينيه السوداوين كانت كالبركة العميقة هادئة بلا أمواج.
كان الأمر كما لو أن كل شيء من حوله لا علاقة له به وكان مجرد مسافر يمر صدفة يمشي على طريق في أرض غريبة.
شعر لين روفي بمرارة في فمه فكّر في العديد من السيناريوهات لكنه لم يتوقع أن يحدث هذا المشهد.
شعر غو شواندو بإحباطه فربت على كتف لين روفي بلطف وقال بلطف: “لا تحزن ، ربما… يكون هذا شيء جيد لفو يو.”
ابتسم لين روفي ابتسامة مريرة وقال: “متى يكون هناك شيء جيد كهذا؟”
على الرغم من أنه لم يعرف فو يو بشكل مباشر الا انه يجب عليه أن يعرف من خلال وصف فو شوي أن فو يو لا ينبغي أن يكون هكذا.
بينما فكر لين روفي في هذا كان فو يو قد بدأ بالفعل في السير نحو المكان الذي ذكره الخادم.
كان فو شوي قد تلقى ضربًا شديدًا من لين روفي في الأيام الماضية ، ولذلك اصبح يعيش في خوف لم يجرؤ على الخروج ولم يجرؤ على إظهار وجهه كان يريد ببساطة أن يختفي في مكانه.
في تلك اللحظة كان يصرخ في بعض الجواري عندما سمع شخصًا يطرق باب غرفته.
“من؟ ألا ترى أنني مشغول!”
صرخ فو شواي بانزعاج “دعنا نتحدث غدًا إذا كان هناك شيء!”
بقي الشخص الذي خارج الباب صامتًا لبرهة ثم طرق مرة أخرى ولكن هذه المرة كان الطرقة أقوى حتى أن الباب الأحمر بدأ يهتز بشكل غير قابل للسيطرة.
“من…؟ لين، لين غونغزي؟”
عند رؤية هذا علم فو شوي أن الشخص الذي يقف وراء الباب ليس شخصه فجمع طاقته العدوانية بسرعة وأجاب مبتسمًا: “يمكنك الدخول مباشرة لماذا تكونون بهذا الأدب؟”
في اللحظة التالية تم فتح الباب وتجمدت ابتسامة فو شوي المحرجة على وجهه يحدق مذهولًا في الشخص الذي دفع الباب وعينيه مليئة بعدم التصديق.
“أخي؟؟؟ أخي، كيف عدت؟”
ارتفعت مشاعر فو شوي بالبهجة لكن هذه الفرحة سرعان ما غمرتها مشاعر أخرى قلق ، خوف رعب… اختلطت العديد من المشاعر معًا مما جعل الابتسامة على وجهه تتلاشى تدريجيًا “لماذا لم تخبرني مسبقًا؟”
نظر فو يو ببرود إلى شقيقه التوأم الذي نشأ معه لم يكن هناك أي فرح أو حزن وكان باردًا كالجليد
لم يتكلم بل مدّ يده نحو فو شوي.
فو شوي في حالة من الحيرة وهو يرى الوضع لم يفهم معنى تصرف فو يو.
“السيف.” نطق فو يو بالكلمة.
عندها فقط انتبه فو شوي فزعًا فك السيف من جانبه وسلمه لأخيه أمامه.
“أخي أخيرًا عدت لقد انتظرتك طويلاً لماذا عدت الآن فقط؟ هل ظننت أن عائلتنا فعلت شيئًا خاطئًا؟ إذا كنت تعتقد أن هناك خطأ، سنغير… أنت…”
تمتم فو شواي بحيرة “لا تذهب بعد الآن عائلتنا غنية لم نعد نحتاج إلى المعاناة كما في الماضي لدينا كل شيء.”
من كان يعلم أنه بعد أن أخذ فو يو السيف لم يلتفت حتى إليه قبل أن يلتفت ليغادر وعندما رأى فو شوي الوضع شعر بالذعر مد يده مباشرة أمسك بكمة فو يو وهمس: “أخي هل ما زلت غاضبًا مني؟ كنت مخطئًا… كنت مخطئًا… أرجوك اغفر لي حسنًا؟”
قال فو يو بهدوء: “أنا لست غاضبًا منك.”
تجمد فو شوي وهو يحدق في فو يو.
أضاف فو يو: “لماذا يجب أن أغضب منك؟”
كان صوته هادئًا وعادةً ما تكون نبرته لطيفة لكن فو شوي سمع بوضوح طعم اللامبالاة في حديثه.
لم يفهم لماذا كان الشخص أمامه غريبًا هكذا كان من المفترض أن يكونا التوأم الأكثر اتصالًا لكن في هذه اللحظة لم يستطع فو شوي التعرف على فو يو حقًا.
“أخي…” تمتم فو شوي برقة “أنا حقًا أعلم أنني كنت مخطئًا مهما قلت أنا مستعد للتغيير طالما أنك لا تذهب…”
أجاب فو يو: “افلتني.”
تجمد فو شوي ونظر إلى فو يو.
تابع فو يو: “قلت لك أن تترك يدي.”
نظر إليه بنظرة جانبية وعيناه السوداوان كانا يعكسان نية قاتلة قوية أدرك فو شوي فجأة أن فو يو كان جادًا إذا سحب فو يو يده مجددًا ربما سيضطر السيف أمامه لأن يخرج.
أفلت يده في يأس
نظر فو شوي إلى ظهر فو يو ثم انخفض جسده ببطء على الأرض ليهوي بلطف كما لو أن كل قوته قد تلاشت.
لين روفي لم يدخل بل انتظر خارجًا شاهد فو يو يدخل بسرعة ويخرج بسرعة وكان الاختلاف الوحيد أنه خرج ومعه سيف إضافي على خصره تعرف لين روفي على السيف على الفور فقد كان سيف فو يو كان فو يو قد سلّمه إلى فو شوي بنفسه والآن عاد السيف إلى يده مرة أخرى.
مرّت لحظة من الصمت قبل أن يلعق لين روفي شفتيه ويشعر بشيء من العطش فسأل: “فو يو إلى أين تذهب؟”
نظر فو يو إليه بدا وكأنه يفكر فيما إذا كان يجب أن يجيب على سؤال لين روفي أم لا على ما يبدو، تذكر أنه قد تم إيقاظه من قبل لين روفي من خلال التشكيل لذلك في النهاية خرجت الكلمات من فمه: “لا أعرف.”
سأله لين روفي بدافع الفضول: “لا تعرف؟”
“لا أعرف.” كرر فو يو، “طالما أنني لست هنا أنا لا أحب هذا المكان.”
تنهد لين روفي وقال: “أنت ستغادر الآن؟”
أومأ فو يو برأسه.
“هل ستذهب إلى مسابقة السيف في كونلون؟”
سأل لين روفي. “لقد تم تمزيق الدعوة من قبل أخيك… لكن لا بأس فقط قم بتقديم اسمك.”
فكر فو يو للحظة قبل أن يوافق على الذهاب.
نظر كل منهما إلى الآخر في صمت لثوانٍ. وعندما رأى فو يو أنه لا توجد كلمات أخرى استدار ليغادر فبادر لين روفي قائلاً بسرعة: “انتظر!”
استدار فو يو مجددًا.
“لماذا لا تأتي معي لرؤية شخص ما؟”
اقترح لين روفي. “بحسب فو شوي… هو ابنك.” رغم أنه كان يشعر أن أصل مو مو قد لا يكون بسيطًا.
“ابني؟” سأل فو يو مستغربًا “لكن ليس لدي ابن.”
تنهد لين روفي وقال: “اذهب وانظر ربما تعترف به؟”
بدا فو يو مترددًا بعض الشيء.
“فقط ألقِ نظرة لن يضيع منك الكثير من الوقت.”
أسرع لين روفي في إقناعه. “علاوة على ذلك بمجرد أن تغادر ربما لن تعود هنا مرة أخرى أليس كذلك؟”
أخيرًا اقتنع فو يو بكلام لين روفي وأومأ برأسه موافقًا على الاقتراح: “حسنًا.”
تنفس لين روفي الصعداء وأخذ فو يو إلى الفناء الذي كان يقيم فيه.
في تلك اللحظة كانت الظلمة قد حلّت مو مو قد نام بالفعل بعد أن انتهت فو هوا من تهدئة مو مو رأت لين روفي يدخل الفناء برفقة فو يو.
سأل لين روفي عن مكان مو مو فأشارت فو هوا إلى غرفة النوم خلفها.
“لماذا يسعى الشاب للبحث عن مو مو؟” سأل فو يو.
هز لين روفي رأسه دون أن يرد فقط أشار لها لتخرج أولًا.
لكن فو يو قد دخل الغرفة بالفعل ورأى مو مو نائمًا على السرير كان مو مو قد غط في نومه وعلى الرغم من أن خطوات فو يو كانت هادئة للغاية إلا أنه استيقظ فور دخوله الغرفة كأن قلبه شعر بشيء لم يكن في عينيه أي أثر للنوم وعندما التقت عيونهما لم يكن هناك كلمات للحظة.
في اللحظة التالية، انفجر فم مو مو بالبكاء المدوي كان يصرخ ويلقي نفسه من السرير كان يهمهم بكلمات غير مفهومة كطفل عانى الكثير من المظالم أخيرًا وجد شخصًا يثق به انهمرت دموع كبيرة من عينيه وبللت خديه الصغيرين.
قبل أن يفعل مو مو أي شيء كان فو يو قد تقدم بالفعل وأمسك بالطفل في اللحظة التي التقى فيها جسداهما امتلأ وجه فو يو البارد على الفور بتعبيرات معقدة حتى أن عينيه بدأتا بتجميع الدموع ببطء اختنق فو يو بيد مرتجفة مسح الدموع برفق عن وجه الطفل ونادى باسمه: “مو مو.”
“فو يو… فو يو…”
رد مو مو ببطء
“لقد عدت…”
اخخ كنت بموت من الحزن لو صدق ما قدر يقابل ابوه 💔😩
ردحذف