Ch70
اضطر لين روفي إلى إيقاف العربة في منتصف الطريق لإطعام القطة الصغيرة فأرسل فوهوا إلى بلدة قريبة لشراء لحم البقر ولحم الضأن
في البداية لم تفهم الخادمتان لماذا طلب لين روفي هذا اللحم حتى عادتا وشاهدتاه يضع القطة الصغيرة التي في حضنه فوق اللحم.
كان اللحم الطازج يزن عدة عشرات من الأرطال وبمجرد أن دخل فم القطة اختفى بسرعة على الرغم من أن أسنانها لم تنمو بالكامل بعد إلا أن تناول اللحم لم يكن يمثل لها أي صعوبة استغرقت القطة أقل من وقت احتراق عود بخور لتنهي اللحم بالكامل ولم تترك خلفها سوى بضع عظام بيضاء ناصعة.
لين روفي الذي رأى هذا المشهد من قبل لم يتأثر وظل هادئاً بينما كانت يو روي مذهولة فقالت: “هذه القطة الصغيرة حقاً تعرف كيف تأكل.”
عندما سمع تشي يو كلمة “قطة”، عبس وأصدر همهمة باردة سارع لين روفي إلى الربت على ذراع يو روي ونظر إليها بنظرة تحذيرية: “ليست قطة.”
نظرت يو روي إلى لين روفي بذهول وقالت: “ماذا؟”
أجاب لين روفي: “هذه ليست قطة.”
سألت يو روي: “إذن ما هي؟”
قال لين روفي: “إنه ابنه.”
كانت يو روي تنظر إليه برعب ودهشة: “……”
بعد أن أطعم ابنه غادر تشي يو بوجه غاضب في الواقع لم يره لين روفي يبتسم على الإطلاق منذ البداية وبعد أن غادر قالت يو روي: “غونغزي ، كيف أغضبته؟ لم يبتسم على الإطلاق منذ البداية وحتى النهاية.”
ابتسم لين روفي بمرارة ولوح بيده قائلاً إن القصة طويلة… لكنه مع ذلك أوصى فوهوا ويو روي مراراً بعدم ذكر كلمة “قطة” أمام تشي يو حتى لا يغضب.
ردت يو روي بالموافقة وهي في حالة ذهول بينما بدت فوهوا وكأنها فهمت شيئاً ما ولكنها ترددت عدة مرات قبل أن تتحدث ثم عدلت عن ذلك
ربما عرف لين روفي ما كانت تريد قوله فطمأنها قائلاً: “لا تقلقي ، لدي تقدير للأمور.”
أرسل لين روفي بالفعل عدة دعوات وخطط للرحلة المقبلة قرر أن يتوجه أولاً إلى أقرب عائلة شيه كانت عائلة شي قريبة من عائلة شين وبالتالي يمكنه زيارة العائلتين معاً على الرغم من أن لين روفي لم يكن على معرفة كبيرة بعائلة شي ، إلا أنه كان يعرف عائلة شين جيداً.
لم يكن السبب في ذلك سوى أن شقيقته لين ويروي وقعت في حب ابن عائلة شين شين ووتسوي.
ومع ذلك يبدو أن شين ووتسوي كان خائفاً من طبيعة لين ويروي المندفعة فلم يجرؤ على التقدم لخطبتها لذلك إذا التقى به لين روفي أثناء زيارته فستكون فرصة جيدة لمعرفة نواياه.
بعد العاصفة التي هطلت الليلة الماضية أصبح الطقس أكثر اعتدالاً، لكنه ظل حاراً.
في مثل هذا الجو الحار لم تكن شهية لين روفي جيدة لم يرغب إلا في تناول الثلج لكنه كان مقيداً برأي فوهوا التي أكدت له أن تناول الكثير من الثلج سيؤدي إلى فقدان الشهية تماماً لذا اقتصر عشاءه على وعاء بسيط من العصيدة وبعض الأطباق الجانبية الصغيرة.
ربما بسبب الرياح القوية أصيب لين روفي بالبرد وبدأ يسعل مجدداً
وكان هذا السعال أكثر حدة من السابق مصحوباً بحمى خفيفة مما جعله يفقد شهيته تماماً خوفاً على صحته قررت فوهوا عدم استكمال الرحلة سجلت دخولهم إلى أقرب نزل وذهبت إلى صيدلية قريبة للحصول على دواء.
كانت فوهوا تعتني بلين روفي منذ فترة طويلة لذا كانت تعرف تماماً ما تحتاجه حالته من علاج لنزلة برد عادية.
في الخارج كان الجو حاراً وحتى داخل الغرفة لم يكن الوضع مختلفاً جلس لين روفي بجوار النافذة مرتدياً ملابس خفيفة وكان يسعل بين الحين والآخر.
عندما لاحظ غو شواندو أن لين روفي لم يكن على ما يرام غادر الغرفة وعاد ومعه قطعتان أو ثلاث من كعك الزعرور قدمها إلى لين روفي الذي أخذها وبدأ في تناولها ببطء كان على وشك الحديث مع غو شواندو عندما ظهر فجأة رأس مقلوب من النافذة أمامه مما كاد أن يسقطه من كرسيه
سعل لين روفي بشدة وهو يغطي فمه وقال بعد أن هدأ قليلاً: “في المرة القادمة ، هل يمكنك عدم الظهور بهذه الطريقة المفاجئة؟”
سأله تشي يو الذي ظهر فجأة: “ماذا تأكل؟”
أخذ لين روفي نفساً عميقاً وأجاب: “كعك الزعرور.”
ثم قدم له قطعة.
أخذها تشي يو وأكلها دفعة واحدة لكنه سرعان ما قال: “أكلت بسرعة كبيرة ، لم أذق طعمها.”
لين روفي: “……”
بعد أن تنهد قدم له القطعة الأخيرة محذراً إياه من تناولها ببطء لأنها القطعة الأخيرة هذه المرة أكل تشي يو ببطء وبدأ يتذوقها بعناية وبعد أن انتهى سأل لين روفي ببساطة: “إلى أين ستتجه لاحقاً؟”
رد لين روفي: “سأسلك الطريق الرسمي جنوباً.”
سأله تشي يو: “هل ستذهب إلى البحر؟”
أومأ لين روفي: “نعم .”
تشي يو قال: “إذن تذكر أن تبقى بعيداً عن نهر روو.”
سأله لين روفي: “لماذا؟”
لكن تشي يو لم يجب بل نظر إليه بصمت قبل أن يغادر مباشرة
اعتقد لين روفي في البداية أن هذا “الشيطان الليلي” الكبير تشي يو صعب المراس ويصعب التعامل معه ولكن بعد قضاء بضعة أيام معه وجد أن شخصيته ليست سيئة كما تخيل.
كان يميل للهدوء وقضى معظم وقته في الأكل وبينما كان لين روفي يرسم دوائر على الطاولة بأصابعه تمتم قائلاً: “لماذا عليّ أن أبتعد عن نهر روو؟”
رفع غو شواندو رأسه ونظر عبر النافذة وقال: “ربما لأنها ستمطر .”
تساءل لين روفي: “ستمطر؟”
أومأ غو شواندو قائلاً: “نعم.”
نهر روو هو نهر عظيم يعبر نصف قارة ياو غوانغ تقريباً يبدأ من الجبال الشاهقة ويتدفق عبر السهول المنخفضة ثم يصب في المحيط الواسع وفقاً لرحلة لين روفي بعد يومين أو ثلاثة أيام فقط سيكون قادراً على رؤية هذا النهر الكبير لكنه لم يكن يعرف لماذا نصحه تشي يو بالابتعاد عنه.
غو شواندو قال إنها ستمطر لكن السماء لم تكن ملبدة بالغيوم ولم يكن هناك ما يوحي بعاصفة وشيكة.
بينما كان يفكر في هذا الأمر أمسك غو شواندو بأصابع لين روفي التي كانت ترسم دوائر على الطاولة وضغط عليها برفق ثم قال بنبرة دافئة: “ما الذي يشغل بالك يا شياو جيو؟ لماذا لا تخبرني أنا أُصغي.”
هز لين روفي رأسه وابتسم قائلاً: “لا شيء.”
وقف بعدها مدّ ظهره المتعب وقال: “أنا أشعر بالنعاس.”
عندما لاحظ غو شواندو حالته بدت ملامحه غامضة بعض الشيء لكنه في النهاية لم يقل شيئاً واكتفى بضغط شفتيه قليلاً.
كان لين روفي يعتقد أن حديث غو شواندو عن المطر كان مجرد تعليق عابر لكنه في منتصف الليل استيقظ من حلمه على صوت الرعد المدوي.
فتح عينيه ليجد أن المطر في الخارج كان ينهمر بغزارة مرعبة كانت قطرات المطر بحجم حبات الفول تسقط من السماء بغزارة وكأنها ستغمر العالم بأسره كان المطر كثيفاً جداً حتى أنه حجب الرؤية وجعل من الصعب التمييز بين الليل والنهار.
ترك نافذة النزل مفتوحة قليلاً للسماح للهواء بالدخول ولكن الآن مع الرياح القوية صار الصوت القادم من النافذة يشبه العويل مما أعطى شعوراً غريباً.
ظل لين روفي ملتفاً في البطانية وسأل بصوت خافت: “ما الوقت الآن؟”
مد غو شواندو يده ولمس جبهته برفق للتأكد من عدم ارتفاع حرارته مجدداً ثم أجاب بهدوء: “عد للنوم ، ما زال الوقت مبكراً قبل الفجر.”
تمتم لين روفي: “إنه مطر غزير جداً.”
رد غو شواندو: “نعم غزير للغاية.”
سأل لين روفي وهو نصف نائم: “هل سيتوقف عند الفجر؟”
لكن قبل أن يسمع الجواب كان قد عاد للنوم مجدداً
غو شواندو بدا وكأنه أجاب على سؤاله لكن لين روفي لم يتذكر ما قاله.
في صباح اليوم التالي استيقظ لين روفي على صوت طرق باب: “غونغزي ، لقد اقترب وقت الظهيرة من الأفضل أن تنهض وتأكل شيئاً قبل أن تعود للنوم.”
جلس لين روفي في سريره وهو يشعر بالارتباك وقال: “الظهيرة؟”
ثم استدار لينظر من النافذة وسأل: “هل توقف المطر؟”
أجابت فوهوا: “لا ، وما زال من الصعب معرفة متى سيتوقف.”
لم يكن لين روفي قد استعاد تركيزه بعد ولكن بعد أن غسل وجهه واستعد قليلاً بدأ يستيقظ تدريجياً وإن كان لا يزال فاقداً للشهية جلس أمام المائدة يأكل الطعام دون تركيز بينما أفكاره مشغولة بشيء آخر.
تذكر فجأة القط الكبير والصغير تشي يو وابنه وتساءل في داخله عن المكان الذي اختبأ فيه هذان القطان لتجنب المطر
وبينما كان غارقاً في هذه الأفكار انفتحت النافذة فجأة بقوة بسبب ظل قفز إلى الداخل تفاجأ لين روفي عندما رأى قطاً أبيض ثلجياً يحمل في فمه قطاً صغيراً يئن وقف القط الكبير برشاقة على الطاولة أمامه وعندما دقق لين روفي النظر تعرف فوراً على الزائر لم يكن سوى تشي يو نفسه.
هذه هي المرة الثانية التي يرى فيها لين روفي هيئة تشي يو الحقيقية كوحش يي مو لم يستطع منع نفسه من التفكير بأن هذا الوحش يشبه القطط تماماً باستثناء تعبيره الذي كان يفيض بالازدراء والعدوانية.
وضع تشي يو القط الصغير على الطاولة وهز جسده بقوة مما رش وجه لين روفي بالماء البارد أراد لين روفي أن يشتكي لكنه لم يستطع عندما أشار القط الكبير بذقنه نحو القط الصغير شعر لين روفي بالذنب وقال معتذراً: “حسناً ، حسناً سأجفف القط… الشبل الصغير كي لا يصاب بالبرد.”
ذهب ليحضر منديلًا نظيفًا ثم أخذ القط الصغير في حضنه وبدأ يمسح الماء عنه بحرص كان القط الصغير يئن منزعجاً أثناء حمله لكنه هدأ وبدأ في إصدار صوت خافت يشبه الخرخرة عندما وضعه لين روفي بين ذراعيه.
شعر لين روفي بالحيرة وسأل: “هل يشعر الصغير بعدم الراحة؟”
ضحك غو شواندو الذي كان جالساً بجانبه وقال: “هذا صوت يدل على أنه يحبك.”
أومأ لين روفي بفهم وقال: “متى سيتوقف هذا المطر؟”
فجاءه رد تشي يو بصوت منخفض: “نصف شهر.”
تفاجأ لين روفي وقال: “نصف شهر؟! هذا كثير جداً ألن تغرق المدينة بأكملها في هذا الوقت؟”
أطلق تشي يو صوتاً يعبر عن انزعاجه من التشكيك في كلامه
فكر لين روفي للحظة، ثم سأل: “هل تريد شيئاً لتأكله؟”
تغيرت ملامح تشي يو قليلاً وقال: “أريد.”
أسرع لين روفي وأرسل فو هوا لشراء بعض اللحم الطازج عندما دخلت فوجئت برؤية قطين أبيضين أحدهما كبير والآخر صغير يجلسان بهدوء داخل الغرفة اتسعت عيناها بفرح وسارعت نحو القط الكبير وحملته بين ذراعيها.
قالت وهي تفرك رأسه: “من أين أتى هذا القط الكبير؟ أنت لطيف للغاية! هل جئت لتحتمي من المطر؟”
كان لين روفي مذهولاً وقبل أن يتمكن من منعها لاحظ علامات إحراج على وجه تشي يو
ثم أصدر صوتاً خافتاً: “مياو.”
حدق لين روفي بذهول: “…”
تمتمت فوهوا وهي تمسح على فروه: “صوته عميق قليلاً.”
لم ينس تشي يو أن يلقي على لين روفي نظرات تحذيرية وكأنه يطلب منه عدم فضح هويته جلس لين روفي مكتفياً بالضحك وهو يشاهد فوهوا تداعب القط الكبير بحماس قبل أن تتركه أخيراً وتطلب من لين روفي مراقبته.
بعد خروجها عاد التعبير المتعجرف إلى وجه تشي يو تمتم لين روفي لنفسه قائلاً إن الفرق في المعاملة كان واضحاً للغاية
ضحك غو شواندو وقال: “وحوش اليي مو يحبون الفتيات الشابات ، وخاصة غير المتزوجات أنت قد تكون غير متزوج لكنك رجل.”
شعر لين روفي بالعجز حيال تفسير غو شواندو وأخيراً فهم لماذا تجاهل تشي يو تصرفات يو روي يوم أمس بينما كان يبدو أكثر لطفاً اليوم.
أنهى تشي يو تنظيف فروه وأكل اللحم الذي جلبته فوهوا لكنه لم يبدِ أي نية للمغادرة.
سأله لين روفي بحذر: “هل ستبقى هنا؟”
نظر إليه تشي يو وقال بلا مبالاة: “المطر غزير جداً أين تريدني أن أذهب؟”
وبعد لحظة أضاف: “إذا أردت مني المغادرة فلا بأس فقط اجعل هذا الأحمق يناديني (أبي)، وسأعود إلى بو يي فوراً.”
كان القط الصغير يغمغم بلا حول ولا قوة ويحدق بلين روفي بنظرات استجداء ولكن أمام سيطرة والده لم يكن لديه خيار سوى الاستسلام.
بدا لين روفي وكأنه أب مزيف يفتقر إلى الشجاعة أمام الأب الحقيقي لم يكن بوسعه سوى إخراج قطعة حلوى الذرة من جيبه وسؤال تشي يو بلطف: “هل ترغب في واحدة أم اثنتين؟”
ضيّق تشي يو عينيه ونظر إلى الحلوى بازدراء واضح.
ظن لين روفي أن هذه المحاولة فاشلة ولكن لم يكن يتوقع أن يلقي تشي يو بالصغير بين ذراعيه ثم يأخذ الحلوى من يده وكأن الأمر قد حُسم.
وقف لين روفي مصدوماً: “…… إذاً، من كان يُظهر هذا الازدراء؟!”
غو شواندو الذي كان يراقب المشهد انفجر بالضحك على تعبيرات لين روفي العاجزة
وأوضح له أن الوحوش على قارة بويي تنقسم إلى طيبين وأشرار وأن وحوشاً مثل اليي مو تُعتبر من النوع البسيط فحياتهم اليومية تتلخص في البحث عن الطعام وخوض المعارك وكلما ازدادت قوتهم أنجبوا صغاراً.
مسح لين روفي رأس القط الصغير بلطف ثم ألقى نظرة على تشي يو الذي كان يأكل الحلوى بتجهم شعر أن وصف غو شواندو ربما كان دقيقاً.
قال تشي يو إن المطر سيستمر لمدة نصف شهر لكن لين روفي لم يأخذ كلامه على محمل الجد
ومع ذلك استمر المطر طوال اليوم وتحولت الشوارع إلى برك صغيرة.
قضى لين روفي اليوم بأكمله في النزل وهو يشعر بملل شديد ، قرر الخروج تحت المطر حاملاً مظلته ولم تستطع فوهوا ويو روي إيقافه على الرغم من قلقهما من أن سوء حالته الصحية قد يتفاقم.
على الشوارع المبللة خلع حذاءه وجوربه وأصبح يمشي حافياً فوق حجارة الشوارع الباردة
المطر الغزير جعل الشوارع خالية تقريباً باستثناء بعض الاسواق القليلة المفتوحة كان الصمت يعم المكان إلا من صوت قطرات المطر المتساقطة مما منح لين روفي شعوراً غريباً بالعزلة وكأنه الوحيد المتبقي في هذا العالم.
لحسن الحظ ان غو شواندو يسير بجانبه استغل لين روفي هذه العزلة ليسأله بعض الأسئلة عن الماضي
لم يكن غو شواندو يرفض بل أجاب بصراحة عن الحرب القديمة وعن أصدقائه والوحوش التي قتلها والمطر الذي كان يمر عبر جسده الشفاف كأنه انعكاس جعل حديثه يبدو وكأنه من زمن بعيد جداً.
استمع لين روفي بانبهار.
ثم سأل: “معلم هل ترغب في العودة إلى ذلك الزمن؟”
أجاب غو شواندو بهدوء: “العودة؟ إلى أين؟”
رد لين روفي: “بالطبع إلى ذلك العام.”
نظر غو شواندو إليه بعطف: “الوضع الآن جيد لا أرغب في العودة.”
رفع لين روفي رأسه نحو السماء تأمل الأمطار الغزيرة وقال بحسرة: “المطر شديد للغاية كيف يمكن أن يكون الوضع جيداً؟”
بينما كان يقول ذلك لاحظ رجلاً يرتدي معطفاً منسوجاً يسير عبر الشارع نحوه كان الرجل يرتدي قبعة تخفي وجهه بالكامل والممر الضيق جعل لين روفي يتنحى قليلاً ليتيح له المرور
لكن عندما اقترب منه الرجل شم لين روفي رائحة دم خافتة وعندما نظر إلى الأسفل رأى أن الماء عند قدمي الرجل كان ملطخاً باللون الأحمر القاني.
وقف لين روفي مذهولاً لكن الرجل اختفى سريعاً عن أنظاره.
عندما عاد إلى النزل وجد اليي مو مستلقياً على الطاولة بجانب النافذة يغفو بكسل
احضر غو شواندو منشفة وانحنى أمام لين روفي وبدأ بمسح قدميه العاريتين بعناية
حاول لين روفي أن يعترض قائلاً: “معلم غو……”
لكن غو شواندو أشار إليه بالصمت وقال: “شش.”
ثم أشار نحو اليي مو النائم مما جعل لين روفي يبتلع كلماته.
شعر لين روفي بإحساس غريب وهو يراقب غو شواندو يمسح أصابعه بعناية وبدون أن يدري
انتشر لون احمر عبر وجهه
بعدما أنهى غو شواندو تنظيف قدميه وأعاد له جوربيه شعر لين روفي بأن الجو بينهما بات مشحوناً بشيء لا يستطيع تفسيره لكنه لم يلحظ أن اليي مو الذي كان يبدو غارقاً في النوم قد فتح إحدى عينيه قليلاً وهو يرمقه بنظرة مليئة بالمعاني.
قال تشي يو بصوت ملؤه الاشمئزاز: “رائحة كريهة.”
نظر لين روفي إليه وسأل بارتباك: “رائحة كريهة؟ ألا تحب القطط رائحة السمك؟”
قفز تشي يو بغضب وقال: “من تسميه قطاً؟!”
رد لين روفي على الفور: “آسف——”
تشي يو أطلق صوت تأففاً غاضباً وقفز عن الطاولة بعد أن شمّ رداء لين روفي ضيّق عينيه وقال: “هل واجهت شيئاً في الخارج؟”
تذكر لين روفي على الفور الشخص الذي قابله في الزقاق وتردد قليلاً قبل أن يروي الأمر.
“أوه… انه هنا” تمتم تشي يو ثم قفز مجددًا على الطاولة وتمدد بكسل وكأن الأمر لا يعنيه
“هل تنوي استئناف رحلتك اليوم؟”
رد لين روفي: “يبدو أن المطر يمنعنا من ذلك.”
علق تشي يو: “هذا أفضل وإلا قد تواجه شيئًا يبتلعك في قضمة واحدة.”
فتح فمه في تثاؤب كاشفًا عن صف من الأسنان البيضاء الحادة ثم قال بنبرة فضولية: “سيفك هذا كيف حصلت عليه؟”
وبعد لحظة أضاف بنبرة مشككة: “ولا تقل لي إنه هدية من صديق.”
كانت عيناه حادتين تنضحان بالشك وهو يحدق في لين روفي: “شخص مثلك كيف يمكن أن يكون صديقًا لحاكم السماء؟”
سأل لين روفي ببراءة: “ولمَ لا أكون؟”
اطلق تشي يو صوتا ساخرًا وهو يتفحصه من الرأس إلى أخمص القدمين: “أنظر إلى جسدك! تخطو ثلاث خطوات وتلهث مرتين ، تسقط مريضًا مع أول نسمة هواء كيف لشخص في عظَمة الحاكم السماوي أن يكوّن صداقة معك؟!”
استمع لين روفي بصمت وهو يفكر في سره: حاكم السماء الذي تتحدث عنه كان ينظف قدمي للتو
لكنه بالطبع لم يجرؤ على قول ذلك بل ابتسم بهدوء ورد بلطف: “أنت لا تعرف حاكم السماء جيدًا فكيف يمكنك التأكد من أنه لا يكوّن صداقات مع أمثالي؟ ماذا لو كان يحب الأشخاص المرضى مثلي؟ ماذا ستفعل عندها؟”
تشي يو، غير مبالٍ بكلامه قال بلهجة واثقة: “لنكون صادقين أنتم البشر لا تعرفون حاكم السماء كما نعرفه نحن الشياطين.”
وعندما تحدث عن الشخص الذي هزم ملك جميع الشياطين ذات يوم لم يكن هناك أي أثر للكراهية في صوته بل كان مليئًا بالإعجاب والرهبة فالشياطين بطبيعتها تحترم الأقوياء وبالنسبة لهم القوة هي كل شيء بغض النظر عن كون المرء إنسانًا، شبحًا، وحشًا، أو حتى شيطانًا.
سأل لين روفي بفضول: “ولماذا تقول ذلك؟”
أجاب تشي يو: “لقد قرأت كتب البشر التي تصف الحاكم السماوي بأنه لطيف ولا يغضب أبدًا وأنه رغم قوته العظيمة كان يحمل همّ العالم.”
ثم قهقه ضاحكًا وأضاف: “لكن هذا كله كذب! الحقيقة أن حاكم السماء كان شخصًا غريب الأطوار! لم يكن يتردد لحظة في قتل الشياطين ولم يكن لديه أدنى صلة باللطف!”
عندما سمع ذلك ألقى لين روفي نظرة جانبية خاطفة على غو شواندو شعر أن هذا الوصف يناسب غو شواندو أكثر رغم محاولاته المتكررة لإظهار الهدوء والرقة امامه إلا أن الهالة القاتمة التي كانت تظهر أحيانًا منه كانت تثير الرعب في النفوس
ربما عندما كان بشريًا لم يكلف نفسه عناء إخفاء طبيعته تلك.
قال لين روفي بهدوء: “ربما حدث سوء فهم في النصوص فبعد كل شيءلم يرَ أحد حاكم السماء منذ سنوات طويلة.”
تشي يو تمتم غير مقتنع: “لهذا قلت إنكم لا تعرفونه كما نعرفه نحن الشياطين والآن أخبرني—من أين حصلت على ذلك السيف؟”
وخدش الطاولة بأظافره مما أصدر صوتًا مزعجًا بالنسبة للشياطين كانت هناك دائمًا شائعات بأن حاكم السماء قد سقط لكنهم لم يعثروا قط على بقاياه أو قبره ورغم ذلك كان تشي يو يشعر بشيء غامض يربطه بهذا الشاب، لين روفي.
رد لين روفي، ويداه مرفوعتان في استسلام: “القصة نفسها ، لا أستطيع فعل شيء إن كنت لا تصدقني.”
ضاقت عينا تشي يو وظهرت في نظراته بادرة تهديد لكن لين روفي ظل ينظر إليه بهدوء واضعًا ذقنه على يده دون أن يظهر أي نية للتراجع.
وعند هذه اللحظة استيقظ الشيطان الصغير بجانبه وما إن رأى أن “والده المزيف” يتعرض للتهديد حتى انقض غاضبًا وعض قدم تشي يو بأسنانه الصغيرة التي لم تنمُ بعد ثم بدأ بركل ساقيه بقوة
صرخ تشي يو غاضبًا وانقض على ابنه الصغير ليعض أذنه ومع صراخ الصغير من الألم شعر لين روفي بمزيج من الحزن والضحك في قلبه.
وفي الخارج دوّت أصوات الرعد من جديد تزامنًا مع استمرار هطول الأمطار التي لم تُبدِ أي نية للتوقف بل بدت وكأنها تزداد حدةً مما تسبب في انتشار حالة من الذعر في المدينة.
تردد صوت الرعد عبر النوافذ مرة أخرى واستمر المطر في الهطول طوال اليوم دون أي إشارة إلى التوقف بل ازدادت غزارته مما أثار الذعر في أرجاء المدينة وإن استمر الوضع لنصف شهر كما ذكر يي مو فمن المرجح أن تغرق المدينة بأكملها بدا أن مواصلة الرحلة أمر غير وارد في ظل هذه الظروف.
نظر لين روفي من النافذة وسأل: “ما سبب هذا المطر؟”
أجاب يي مو وهو يشم الهواء باستياء ويتراجع قليلًا وكأنه يتجنب رائحة لين روفي: “هناك شيء فوقنا وبمجرد أن يُقتل أحدهم سيتوقف المطر على الأرجح.”
“شيء فوقنا؟”
رفع لين روفي نظره إلى السماء المغطاة بالغيوم الداكنة لم يكن المطر هو المشكلة الوحيدة بل أضاف البرق والرعد إلى المشهد رهبةً وجوًا من التوتر.
سأل لين روفي: “ومتى سيُقتل هذا الشخص؟”
رد يي مو: “خلال نصف شهر.”
ثم أضاف بابتسامة تحمل مكرًا: “أو ربما يمكنك أن تشارك بنفسك في هذا الأمر؟”
ظل لين روفي صامتًا لكنه شعر بأن يي مو لا يحمل نوايا طيبة لم يكن يعرف ما الذي يدور في السماء ، لكنه أيقن أن التدخل في مثل هذه المعركة لن يكون أمرًا حكيمًا.
لكن ورغم قراره بعدم التدخل ساءت الأوضاع أكثر كان المطر غزيرًا للغاية لدرجة أن الشوارع غمرت بالمياه بعد ليلة واحدة فقط بالأمس كان بإمكانه السير خارج النزل أما اليوم فقد ارتفع منسوب المياه ليغطي فخذيه وحتى الأثاث في الطابق الأول من النزل بدأ يطفو مما جعل الوضع يبدو كارثيًا.
نظرت فو هوا إلى المطر القاسي بتوتر وسألت: “ما الذي علينا فعله الآن ؟”
شاركها بقية النزلاء القلق معظمهم كانوا من العامة غير القادرين على التصرف في مواجهة كارثة كهذه ورغم أن البعض من أصحاب المهارات يمكنهم الهروب بالسيوف الطائرة إلا أن الغالبية كانوا محاصرين بلا خيارات في هذه المنطقة المنخفضة من السهول الوسطى.
في الطابق الثاني تصاعدت همهمات القلق بين الناس دون أن يقدم أحد حلولًا.
هز لين روفي رأسه مشيرًا إلى أنه لا يعرف ماذا يفعل لكنه مدفوعًا بالأمل توجه إلى زاوية بعيدة ونظر إلى غو شواندو نظرة ملؤها الترجّي ونادى بصوت هادئ: “معلم .”
عندما سمع غو شواندو الصوت الناعم ظهرت في عينيه نظرة ناعمة وقال: “تحدث.”
سأل لين روفي: “ألا توجد طريقة لإيقاف هذا المطر؟”
رد غو شواندو بصوت عميق: “هناك طريقة.”
توهجت ملامح لين روفي بحماس وسأل: “وما هي؟”
ابتسم غو شواندو ابتسامة خفيفة وقال: “اضرب تلك القطة الجالسة في غرفتك بلا عمل وأرسلها إلى السماء.”
لين روفي: “……” بدا أن الأمر صعب للغاية فهو لم يسبق له أن قاتل مع قطة من قبل.
ضيق غو شواندو عينيه قائلاً: “هذه فرصة مثالية لتستخدم غو يو وتختبر مهاراتك.”
منذ أن صار غو يو بحوزة لين روفي لم يحظَ بنفس الأهمية التي كان يتمتع بها الدرع الخشبي حاول غو شواندو عدة مرات تصحيح عادات لين روفي لكنه فشل في كل مرة وأخيراً اغتنم هذه الفرصة ليحثه
قائلاً: “لا تستخدم الدرع همم ؟”
عبس لين روفي فجأة إذ كان يشعر دائماً أن هذا المعلم يتعمد تعقيد الأمور له فرغم أن يي مو يبدو لطيفاً إلا أنه أحد ملوك الشياطين السبعة في قارة يو يي أما هو فما هو إلا سياف ضعيف فقير لا حول له ولا قوة فكيف يمكنه هزيمته؟
لكن غو شواندو لم يقدم أي طريقة أخرى مما أجبر لين روفي على العودة إلى الغرفة وهو يرمق تشي يو بتنهيدة طويلة.
كان الشيطان بطبيعة الحال غير مكترث بحياة البشر الآخرين وفي الوقت الحالي كان مستمتعاً بتسريح فراء القط الصغير وقف لين روفي بجانب النافذة يراقب الأمطار الغزيرة وبينما كان يفكر فيما إذا كان هناك أي طريقة أخرى سمع فجأة صرخة حادة من تشي يو خلفه
“آآه——!”
التفت لين روفي ليرى تشي يو واقفاً على الطاولة ينظر إليه بوجه عدائي وشعره منتصب كقطة كبيرة غاضبة
نادى بصوت حاد: “لين روفي——!”
لين روفي: “هم؟”
اتهمه تشي يو قائلاً: “كيف تجرؤ على شدّ ذيلي——!”
تجمد لين روفي في مكانه مندهشاً أدار رأسه ليرى غو شواندو الذي كان يقف بجوار تشي يو بملامح بريئة تماماً وعندما التقت عيناهما بدا غو شواندو هادئاً جداً فتح يديه في إشارة واضحة بأنه “لا يعرف عما يتحدث”
ولكن الشعيرات القليلة التي كانت في يده كشفت تماماً عما فعله هذا المعلم غير الموثوق به للتو.
زأر تشي يو بغضب: “ما الذي تنظر إليه؟!!!”
ولوّح بمخالبه الحادة وهدد لين روفي بحدة: “لا تعتقد لأن ابني يعتبرك أباً له لن أجرؤ على إيذائك!”
لين روفي: “……”
حتى لو امتلك مئة لسان لما استطاع الدفاع عن نفسه.
صاح تشي يو بغيظ لكنه هدأ في النهاية تحت صوت لين روفي الهادئ أخفى ذيله خلفه واستدار بعيداً عنه بملامح تنم عن الغضب وتصرخ: “أنا غاضب، لا تقترب مني مجدداً.”
ولم يكن نفس لين روفي قد استقر بعد عندما رأى غو شواندو يبتسم بمكر مدّ يده نحو ذيل تشي يو الملتف وسحب——
“ وقح!!!!”
قفز تشي يو فجأة عن الطاولة واندفع نحو لين روفي عيناه التي كانت بالفعل حمراء أصبحت الآن حمراء بدرجة تخيف أي شخص ارتبك لين روفي من هذا المشهد وسحب غو يو الموجود عند خصره بشكل لا إرادي.
التقط غو يو ضربة تشي يو ولوّح لين روفي بسيفه بيد خلفية ليُطلق من السيف هالة سيف بيضاء ناصعة حاول تشي يو المراوغة لكنه استدار بمخالبه ليصد غو يو بحركة عنيفة.
قالغو شواندو الذي كان يستمتع بالمشهد وكأن الأمر لا يعنيه: “أسرع—أسرع—لوّح بالسيف——! استخدم الطريقة التي علّمتك إياها ، جرّبها الآن!”
في تلك اللحظة لم يكن أمام لين روفي خيار آخر استخدم الطريقة التي علّمه إياها غو شواندو كما لو كان يستخدم الدرع الخشبي استجمع نيّته السيفية من أعماقه وألصقها بغو يو ما إن شعرت غو يو بنيّة السيف حتى أصدرت صوت طنين حماسي وسرعان ما انفجرت شفرته بضوء أبيض باهر.
عندما شعر تشي يو بهذه النية السيفية توقّف للحظة وبينما كان على وشك قول شيء رأى لين روفي الذي يمسك بمقبض غو يو يرفع يده ويوجه ضربة أخرى.
مخالب تشي يو الحادة كانت من بين أقوى الأسلحة حتى ألف شفرة لم تستطع تحطيمها
لم يمنح لين روفي تشي يو الفرصة ليُثبت ذلك بهدوء وبساطة وجه ضربة بدت كأنها محاولة عابثة ، لكنها كانت كافية لجعل تشي يو يشعر بالخطر الحقيقي.
لين روفي شعر فجأة باندفاع نية السيف جاءت هذه النية بغتةً وكأنها انبثقت من داخله مباشرة وعندما اخترقت هذه النية جسد تشي يو أحس بألم حاد ينهش روحه هذا الألم أجبره على ترك مخالبه وبينما حاول تعديل وضعه ليبقى معلقًا في الهواء هاجمه سيفه الذي بدا وكأنه جسم عملاق لفّه السيف وصعد به مباشرة نحو السماء التي كانت لا تزال تمطر بغزارة.
كيف يمكن أن تكون هناك نية سيف قوية بهذا الشكل؟
لم تكن هذه سوى الفكرة الوحيدة التي خطرت في ذهن تشي يو قبل أن يخترق السحاب ويصطدم بقوة بشخص ما.
كان هذا الشخص منهمكًا في وضع تشكيل معين وحين شعر بشيء يقترب من وجهه، مدّ يده والتقط تشي يو قبل أن يصطدم به نظر إليه بتمعن وسأل في حيرة: “من أين جاءت هذه القطة؟”
تشي يو الذي قد تجرع الهزيمة للتو على يد لين روفيرلم يتحمل سماع كلمة “قطة”
ومع زئير غاضب تحول فجأة إلى وحش يبلغ ارتفاعه عشرات الأمتار واندفع نحو الرجل محاولًا افتراسه.
أما لين روفي فلم يكن لديه تلك الأفكار المعقدة التي دارت في ذهن تشي يو كل ما عرفه هو أنه بعد أن عضت القطة الكبيرة سيف غو يو وجه ضربة قوية جدًا مما جعل القطة تتحول إلى شهاب ناري وتختفي أمام عينيه لم يكتفِ بذلك بل أحدثت ضربته فجوة في السحب الداكنة البعيدة.
نظر لين روفي من النافذة متسائلًا: “أين القطة؟!”
أجاب غو شواندو بسخرية: “أنتَ من رماها بعيدًا.”
ارتعش لين روفي قليلًا وسأل: “رميتها إلى أين؟”
أشار غو شواندو نحو السماء.
لين روفي: “……”
ومع طيران القطة بعيدًا كان هناك مَن هو سعيد للغاية داخل الغرفة
ذلك الصغير الذي كان يخضع لتسريح شعره تحت القطة الكبيرة الآن بعد أن اختفى المزعج الكبير لم يبقَ سوى هو و”أبيه”
هذا سبب كافيًا ليجعله سعيدًا ركض الصغير نحو لين روفي وفرك رأسه به متدللًا بإصرار ولم يستطع لين روفي مقاومة هذا التصرف فحمله وواصل مداعبة شعره
لكن بعد قليل أدرك أن هناك خطبًا ما التفت لين روفي بغضب نحو غو شواندو وقال: “معلم —كيف يمكنك أن تشدّ ذيل الآخرين؟!”
أجاب غو شواندو بلا مبالاة: “ولكنه ليس إنسانًا.”
لين روفي: “……”
لماذا أنتَ بارع جدًا في الرد؟
وحين رأى غو شواندو نظرة الصدمة على وجه لين روفي انفجر ضاحكًا وقال: “لا أستطيع التحكم بنفسي ألم يكن شياو جيو يريد أن تتوقف الأمطار؟ لا تقلق طالما أن القطة الكبيرة هناك ستتوقف الأمطار قريبًا.”
سأل لين روفي بارتباك: “وكيف عرف المعلم أنني سأرميه إلى هناك؟”
أجاب غو شواندو: “لأن شياو جيو لم يكن يومًا قادرًا على التحكم بالقوة التي يستخدمها مع السيف مخالب يي مو هي أقوى أسلحته وعادةً استراتيجيته هي سحق الشفرات أولًا لكن مع الضربة التي وجهتها لابد أن يصعد.”
لين روفي: “…… إذاً، ما الذي يوجد فوق الستار المطري؟”
تأمل غو شواندو قليلًا وقال: “مم…… ربما مزارع يحاول الإمساك بشيء وشيطان يحاول الهرب.”
ثم أضاف وهو يداعب ذقنه: “لم أرَ مثل هذا الشخص منذ فترة طويلة واحدٌ يمكنه تجاهل أرواح الناس من حوله.”
أبدى لين روفي شكوكًا قائلاً: “هل هذه الأمطار من صنع شخص؟ كنت أعتقد أنها بسبب الشياطين.”
همهم غو شواندو قائلاً: “يجب أن تكون تشكيلًا انتظر وسترى أعتقد أنه سيزول قريبًا.”
وهكذا واصل لين روفي تسريح شعر القط الصغير وهو يراقب النافذة وكما قال غو شواندو الأمطار الغزيرة بدأت تقل تدريجيًا ورغم أن السماء لم تصبح صافية تمامًا إلا أن الغيوم الملبدة بدأت تتفرق وبدأ الضوء يسطع من جديد.
بفضل بصر لين روفي الحاد لاحظ أن هناك شيئًا ما فوق الغيوم الرمادية يتحرك ويشتبك كما لو أن هناك قتالًا دائرًا.
تقدم غو شواندو نحو النافذة وقال: “يبدو أنه عائد.”
قال لين روفي بصوت عميق: “معلم ، لدي سؤال أود طرحه.”
ظن غو شواندو أنه سيقول شيئًا مهمًا، فخفض صوته وقال: “تحدث.”
سأل لين روفي بجدية: “ذلك الذيل ، كيف كان ملمسه؟”
غو شواندو: “…… رائع.”
تبادل الاثنان نظرات عميقة وكأنهما توصلا لتفاهم ضمني ثم قال غو شواندو: “ما رأيك أن أجد لك فرصة لتجرب ذلك بنفسك؟”
أومأ لين روفي برأسه وهكذا أبرم صفقة “شريرة” مع غو شواندو
روفي البريئ جالس يخرب كل مايجلس مع غو اكثر 😭😭
ردحذف