القائمة الرئيسية

الصفحات

آخر الاخبار

Ch71 | رواية سيف بارد على ازهار الخوخ

 Ch71


لم يستطع لين روفي تحديد المدة التي استغرقتها المعركة بين الاثنين في السماء ولكن في النهاية توقفت الأمطار الغزيرة التي استمرت يومين شعر الناس الذين كانوا قلقين بشأن هذا الأمر بارتياح كبير كما بدا أن القتال في الأعلى قد وصل إلى نهايته

رأى لين روفي شيطانًا ضخمًا على هيئة قطة يحمل شيئًا في فمه ويطير باتجاهه وكلما اقترب تقلص حجم الشيطان تدريجيًا وعندما أمعن النظر تأكد أن الشيطان هو نفسه الذي أطاح به بسيفه الأكثر لفتًا للنظر كان الشيء الذي يحمله في فمه رجل يرتدي ثيابًا خضراء وقد بدا وكأنه تعرض للضرب من قبل تشي يو وجهه متورم وما زال يتمتم بكلمات غير مفهومة 

كان تشي يو مستاءً من تمتماته لدرجة أنه ضربه بمخالبه ، وكاد أن يُغمي عليه تمامًا.

عندما عاد تشي يو إلى النُزُل كان حجمه قد تقلص ليصبح بحجم قطة عادية مما جعل الرجل الذي كان يحمله في فمه يبدو غير متناسب مع حجمه 

ومع بصاق ألقى الرجل على الأرض وكأنه قمامة ، ثم داس عليه وهو يصرخ غاضبًا باتجاه لين روفي:
“وقح! جرّب ذلك مرة أخرى!”

ما زال مستاءً من حقيقة أن لين روفي قد أمسك بذيله

رفع لين روفي يديه سريعًا ملوحًا: “لن أفعل ، لن أفعل.”

صرخ تشي يو غاضبًا: “لما لا؟ كنت مستمتعًا بذلك قبل قليل!” 

ثم تابع بغضب:
“ذيل شيطان اليي مو يعادل خصر الرجل ويد المرأة! كيف تجرؤ على لمسه؟ إنك تبحث عن الموت!”

تمتم لين روفي: “لكن أليست خادمتي قد لمسته أيضًا؟”

قطب تشي يو حاجبيه قائلاً: “وهل هذا نفس الشيء؟”

حدّق لين روفي: “ما الفرق؟”

أجاب تشي يو بكل ثقة: “خادمتك فتاة جميلة ولطيفة! أما أنت؟ أنت رجل مقزز!”

تمتم لين روفي في قلبه: 'هل يمكنك على الأقل ألا تقول كلمة ’مقزز‘ بهذه النبرة اللطيفة؟' ولكنه بسبب غضب تشي يو لم يجرؤ على قول ذلك بصوت عالٍ. اكتفى بابتسامة جافة محاولاً تخفيف التوتر.

بينما كانا يتحدثان استيقظ الرجل الذي ألقاه تشي يو على الأرض مما جذب انتباه الأخير وبمجرد أن فتح الرجل عينيه وسمع المحادثة بين لين روفي وتشي يو 
نهض مذهولًا وأشار إلى لين روفي صارخًا:
“أنت… أنت على علاقة بشيطان!”

تجاهله لين روفي وأشار إلى السماء التي انقشعت منها الغيوم:
“هل أنت من تسبب في هطول المطر؟”

أجاب الرجل بكل فخر وهو يضرب صدره: “أجل، أنا من فعل ذلك.” 

بدا غير مبالٍ تمامًا بعواقب أفعاله

قال له لين روفي: “لو استمرت الأمطار لغرقت المدينة بأكملها هل تدرك كم من الأرواح ستُزهق؟”

رد الرجل بلا مبالاة: “الحياة والموت أمران محتومان أما الغرق فمجرد طريقة أخرى ما الغريب في ذلك؟”

أجاب لين روفي بحزم: “منطقك غريب للغاية.”

قال الرجل: “ليس غريبًا ليس غريبًا أنا أزيل الضرر عن الناس إذا هلكت مدينة واحدة سيحل السلام في المنطقة.”

توقف لين روفي قليلاً قبل أن يكرر: “السلام؟”

تابع الرجل بجدية: “ربما لا تعلم لكن مؤخرًا دخل نهر رُوو شيطان ’جياو‘. هذا الجياو حصل على ختم بشري وبمجرد أن يصل إلى البحر سيتحول إلى تنين شرير 
حينها ستكون الأمور أكثر تعقيدًا لذلك أقمت تشكيلًا في طريقه لوقفه في أسوأ الأحوال سيستمر المطر نصف شهر وبعدها سيُحاصر الجياو هنا.”

لكن بعد أن قال ذلك لاحظ النظرة غير الودية لتشي يو نحوه جلس مستويًا وهمس: “يبدو أنني قلت هذا عبثًا لديك علاقة جيدة مع هذا الشيطان أليس كذلك؟”

صرخ تشي يو غاضبًا: “من قال إن لدي علاقة جيدة معه؟! كفّ عن الهراء!”

تجاهل لين روفي القط الغاضب وسأل: “نصف شهر من المطر؟ كم عدد الأرواح التي تنوي قتلها هنا؟”

المنطقة المحيطة كانت عبارة عن سهول إذا استمرت الأمطار نصف شهر لن ينجو الكثير من الناس.

رفع الرجل يديه متظاهرًا بالبراءة وقال: “لا أفهم ما تتحدث عنه.”

شعر لين روفي بالدهشة والضحك في آن واحد وقال: “إذا فعلت ذلك ألم يعترض أحد؟”

أجاب الرجل بفخر: “من يجرؤ؟ لا أحد أفضل مني فلماذا يعترضون علي؟”

سأله لين روفي: “وإذا كان هناك من هو أفضل منك؟”

أجاب الرجل: “بالطبع سأستمع له.”

أشار لين روفي إلى تشي يو وقال: “حسنًا لقد أسرك هذا الشيطان وبناءً على كلامك أليس هو أقوى منك؟ لذا، عليك أن تستمع له وتتبعه .”

ابتسم تشي يو وسخر منه قائلاً: “من يريد مثل هذا الحثالة ليصبح تابعي ؟”


“من أنت لتصفني بالحثالة 

؟” غضب الرجل من كلمة “حثالة ” وقفز في الهواء بارتفاع ثمانية أقدام

قال تشي يو ببرود: “لتقتل مجرد جياو بسيط تتسبب يموت الكثير من الناس إذا لم تكن حصالة ، فما أنت إذن؟” 

وضحك ببرود

انفتح فم الرجل من الصدمة ولم يجد ردًا على كلمات تشي يو اللاذعة

تابع تشي يو “ثم ما هو الجياو الشرير؟ إذا أكل البشر يصبح شريرًا؟ البشر يأكلون الخنازير والماشية والشياطين تأكل البشر هذا مجرد دورة طبيعية وفق قوانين السماوات لا خطأ في أن يقتل البشر الجياو فلماذا تضيف كلمة ’شرير‘ إلى الجياو؟” 

اقترب من الرجل وأردف: “بالنسبة للخنازير والماشية ألا يجعلك هذا أيضًا إنسانًا شريرًا؟”

احتج الرجل: “كيف أكون إنسانًا شريرًا——”

سأله تشي يو: “هل سبق لك أن أكلت لحم الخنزير؟”

صمت الرجل عاجزًا عن الرد.


جلس لين روفي يستمع باهتمام إلى الجدال الدائر بينهما أدرك أن تشي يو يملك براعة لفظية قوية وتمكن بسهولة من إسكات الرجل تمامًا في هذا العالم يبدو أن أولئك الذين يملكون حججًا قوية ويدًا أكثر قوة هم من يستطيعون فرض آرائهم.

قال الرجل أخيرًا وهو يلمس ذقنه مستوعبًا كلمات تشي يو: “يبدو أن ما تقوله معقول إلى حد ما إذا جاءني خنزير أو بقرة للانتقام فسيكون من المنطقي أيضًا أن أقتل الجياو.” 

ثم أضاف: “لكن بما أن لكل منا وجهة نظره لماذا أحضرتني هنا؟”

ابتسم تشي يو وكشف عن مخالبه الحادة وقال: “أنا شيطان برأيك لماذا أحضرتك؟”

نظر الرجل بخوف إلى لين روفي وكأنه يطلب المساعدة لكن الأخير ابتسم وأكمل عن تشي يو قائلاً: “بطبيعة الحال أحضرك ليأكلك.”

الرجل: “……”

قال تشي يو بابتسامة مرعبة: “من المنطقي أن تقتلوا الشياطين ومن المنطقي أن آكل البشر بما أن لكل منا وجهة نظره ماذا تنتظر؟ أم أنك ستتسلل إلى فمي بنفسك؟” 

وبينما كان يقول ذلك فتح فمه كاشفًا عن صفوف من الأسنان البيضاء الحادة.

أطلق الرجل تنهيدة طويلة وقال: “معك حق.” 

ثم فاجأ الجميع بمحاولته التسلل إلى فم تشي يو بنفسه

تجمد كل من تشي يو ولين روفي في مكانهما قفز تشي يو فورًا مبتعدًا 

وهو يبصق مرارًا: “بَهه، بَهه، بَهه! ما الذي تفعله أيها الرجل ذو الرائحة الكريهة——”

قال الرجل: “ألم تكن ستأكلني؟”

تشي يو: “……”

أضاف الرجل: “سأتسلل إلى فمك بنفسي.”

تشوه وجه تشي يو من الغضب وقال بصوت مليء بالاشمئزاز: “من يريد أن يأكل رجلاً؟ إذا أردت أن آكل فسوف أختار فتاة لطيفة وجميلة.” 

بعد قوله ذلك بدا وكأنه تذكر شيئًا جعله يصدر تأففاً غير مريح.


تصرفات هذا الشخص جعلت لين روفي في حيرة من أمره لا يعلم إن كان عليه أن يضحك أم يبكي لم يكن يعرف إن كان هذا الشخص بسيط العقل أم عنيدًا لذا اكتفى في النهاية بالتلويح بيده

قائلاً: “إذا كنت تريد الإمساك بالجياو فلك ذلك ولكن لا يُسمح باستخدام التشكيلات السحرية الاحترافية وإلا فقد يكون عدد الضحايا بسببك أكبر من الضحايا بسبب الجياو.”

تنهد الرجل وقال: “ما تقوله له بعض الصواب.”

سأله لين روفي: “من أين أنت؟ وما اسمك؟”

أجاب: “اسمي شي ييتشي ، من عائلة شي.”

عندما سمع لين روفي ذلك شعر أن الأمر مصادفة غريبة لم يكن يتوقع أن يلتقي بشخص من عائلة شي هنا خاصةً وهو يحمل اسمًا يشير إلى الأفاعي كان قد سمع منذ زمن طويل أن عائلة شي بارعة في التشكيلات السحرية لكنه لم يتوقع أن تكون قوتهم كافية لجعل المطر يستمر نصف شهر.

سأل شي ييتشي: “ومن أنت؟ ولماذا ترافق هذا الشيطان القوي؟”

قبل أن يتمكن لين روفي من الرد جلس تشي يو فجأة غاضبًا وصرخ: “من قال إنني أرافقه؟! إذا تفوهت بمزيد من الهراء سألتهمك حقًا في قضمة واحدة!”

قال شي ييتشي بهدوء: “إذن التهمني ألم أوافق على ذلك للتو؟”

رد تشي يو ببرود: “هل تعتقد أن أحدًا سيرغب في أكل القذارة؟”

شي ييتشي الذي قورِن بالقذارة رمقه بغضب وكاد أن يرفع كميه ويبدأ جدالًا مع تشي يو حول ذوقه لكن لين روفي تدخل بسرعة مهدئًا الوضع بقوله: “هدء من روعك أحيانًا من الأفضل أن يكون طعمك سيئًا إذا كان طعمك جيدًا فقد لا ترى شمس الغد.”

شي ييتشي فكر قليلاً وقال: “ما تقوله يبدو منطقيًا.”

أخيرًا، تنفس لين روفي الصعداء

كان شي ييتشي شابًا متهورًا حقًا لو أنه أثار غضب تشي يو الذي كان مزاجه سيئًا بالفعل وأُكِل فعلاً لما استطاع لين روفي أن يفسر ذلك لعائلة شي.

عاد لين روفي للسؤال عن الجياو وبدأ شي ييتشي بالتحدث ببطء 

قال إن الجياو وُجد في نهر رُوو وكان قويًا جدًا 
الشخص الأول الذي اكتشفه كان شقيقه الأكبر لكنه وقع تحت تأثير سحر الجياو بطريقة ما ولم يخبر الآخرين عنه إلا أنه أصيب مؤخرًا بجروح بالغة كادت تودي بحياته بسبب الجياو
عندها فقط عرف الناس بوجود الجياو وبصفته الأخ الأصغر لم يكن بإمكانه أن يقف مكتوف الأيدي لذا بحث عن آثار الجياو لفترة طويلة كما أقام تشكيلًا في السحب لجعل المطر يهطل بغزارة ليتمكن من قتل الجياو في هذا المكان ولكن من كان يظن أنه بعد يومين فقط ظهر فجأة قط كبير في السماء وأطاح به أرضًا

عندما بدأ شي ييتشي الحديث عن الشياطين كان غاضبًا للغاية قال إنهم بلا قيود أخلاقية بشرية وأكثر من ذلك لا يمكن الوثوق بهم يتحولون للعداء في غمضة عين وهم ببساطة ليسوا أهلًا للثقة لكنه نسي أن بجانبه شيطانًا سيئ المزاج وبمجرد أن سمع صوت ذيل تشي يو وهو يرفرف في الهواء أدرك أنه قد قال الكثير 
وابتسم بخجل: “بالطبع لا يمكننا التعميم هناك شياطين…… يمكن الوثوق بها.”

قال تشي يو بسخرية: “وما الجيد فيكم أنتم البشر؟ لو لم يسرق أحد بيضتي ويحاول خطف ابني ، هل تعتقد أنني سأكون هنا؟”

صُدم شي ييتشي وقال: “هناك من تمكن من سرقة بيضتك؟”

تشي يو: “……”

فكر شي ييتشي للحظة ثم قال: “يبدو أنك لست بالقوة التي تخيلتها.”

قفز تشي يو نحو شي ييتشي مرة أخرى وبحلول الوقت الذي نهض فيه الأخير كان وجهه مليئًا بالخدوش الدامية على الرغم من براعة شي ييتشي في التشكيلات بدا أنه ضعيف جدًا في القتال تعرض للضرب بسهولة من قبل تشي يو دون أن يتمكن من المقاومة ولم يكن أمامه سوى أن يصرخ من الألم وهو ملقى على الأرض

شعر لين روفي بالدهشة من قدرته على إثارة أعصاب تشي يو مع كل كلمة يقولها

بعد تفكير طويل قرر لين روفي أن يقدم نفسه عندما سمع شي ييتشي باسم عائلة لين تفاجأ قليلاً

وقال: “لطالما سمعت عن شهرة غونغزي لين ، والدي ينتظرك في المنزل فلماذا تأخرت هنا كل هذا الوقت؟”

في قلبه فكر لين روفي: كيف تجرؤ على السؤال هذا كله بسببك أشار إلى النافذة 

وقال: “ما زلت لم أشترِ القارب الذي أريد الإبحار به.”

سأل شي ييتشي في حيرة: “لماذا تريد قاربًا؟”

أجابه لين روفي: “للذهاب الى الخارج.”

على الرغم من توقف المطر إلا أن المياه لم تنحسر بعد وكان الشارع بأكمله غارقًا في مياه الأمطار المعكرة نظر شي ييتشي إلى المشهد وضحك بخجل وقال: “إذن هذا هو السبب لكن لا بأس بعد أن يتوقف التشكيل سيتوقف المطر أيضًا قريبًا ستنحسر المياه لكن من المؤسف أن الجياو سيهرب مرة أخرى لا أعرف متى سأتمكن من العثور على أثره.”


تشي يو لم يكن من النوع الفضولي ولولا أن لين روفي ألقى به خارج الغرفة لما كان مهتمًا بشي ييتشي لذا لم يقل شي ييتشي أي شيء آخر وسرعان ما هدأت الأجواء في الغرفة.

في البداية خطط لين روفي لإعادة شي ييتشي إلى عائلته بمجرد أن تنحسر المياه حتى لا يتسبب في مزيد من الأذى للآخرين لكن غو شواندو ظهر فجأة من العدم واقترب من أذن لين روفي 

وسأله بصوت خافت: “هل تريد أن تشعر بالسعادة؟”

“السعادة؟” سأل لين روفي بفضول

أشار غو شواندو بذقنه نحو ذيل تشي يو

شعر لين روفي برغبة شديدة في يديه لكنه ما زال مترددًا 

وقال بنبرة مترددة: “لا يبدو من الجيد أن أفعل ذلك…… بهذه الطريقة أليس كذلك؟”

رد غو شواندو: “إذا لم تفعلها الآن، فلن تجد أحدًا لتحميله المسؤولية لاحقًا.”

لين روفي: “……”

حثّه غو شواندو بابتسامة خبيثة: “هيا أمسك به فقط ودع شي ييتشي يتحمل الباقي.”

رغم أن لين روفي كان مترددًا إلا أن جهود غو شواندو المستمرة جعلته يتحرك ببطء نحو تشي يو الذي كان ينظر من النافذة بظهره إليهم وبمظهر كسول كان ذيله يهتز من حين لآخر في مشهد بدا مسترخيًا جدًا 

شي ييتشي الجالس خلف تشي يو لاحظ لين روفي يقترب ولم يفهم السبب نظر إليه بنظرة مشوشة

رد لين روفي بابتسامة اعتذارية

وقبل أن يتمكن شي ييتشي من استيعاب مغزى تلك الابتسامة شاهد الغونغزي الوسيم والنبيل يمد يديه البيضاء والنحيلة بخفة ويلتقط ذيل تشي يو الذي كان يهتز ببطء أمامه


“آاااااه!!!” 

قفز صاحب الذيل في الهواء مسافة ثمانية أقدام فورًا وعندما استدار ورأى شي ييتشي جالسًا خلفه استهدفه مباشرة وقال بغضب: “تبًا لك! من سمح لك بلمس ذيلي——”

لم يمهله الوقت لشرح الموقف بل انقض عليه على الفور وما هي إلا لحظات حتى كان شي ييتشي مطروحًا على الأرض يصرخ صرخات بائسة 

أما لين روفي فقد كان يقف بجانبهما يضع يديه خلف ظهره بنظرة بريئة 

بل وأضاف بصوت دافئ: “تشي يو كن لطيفًا لا تؤذيه.”

شي ييتشي: “……؟؟؟؟” ما خطبك ، يا غونغزي لين؟

عندما نهض شي ييتشي من الأرض كانت هناك كدمات جديدة على وجهه نظر إلى لين روفي بذهول وأشار إليه بإصبع مرتعش قائلاً: “غونغزي لين……أنت……أنت……”

تظاهر لين روفي بالحزن وقال: “شي غونغزي ، لقد قال بنفسه إن ذيله لا يجب لمسه لماذا لم تستطع السيطرة على نفسك؟”

كان شي ييتشي غاضبًا جدًا لدرجة أن عينيه كادتا تخرج من محجريهما


أما تشي يو فقد بدا الآن غاضبًا جدًا لم يعد يدير ظهره لهما بل ضيق عينيه وهو ينظر إليهما معًا وفي تلك الأثناء كان لين روفي يمسح يديه خلف ظهره بشعور من الرضا مفكرًا في أن لمسة غو شواندو السابقة لم تكن بلا سبب

الذيل كان ناعمًا، زلقًا ورقيقًا عندما أمسك به شعر وكأنه يلامس غيمة ناعمة جعلته هذه التجربة يدرك كم كانت محظوظة فو هوا بقدرتها على مداعبة القطة بحرية

في داخله تنهد لين روفي قائلاً كم أكره أنني لست فتاة 

أما شي ييتشي فقد بدأ يشك في العالم بأسره بعد أن رأى هذا الجانب “القبيح” من لين روفي وبينما كان ينظر إلى تعبير لين روفي الهادئ والبريء شعر لوهلة أنه إذا لم تكن الكدمات التي تؤلمه حقيقية لظن أن كل ما حدث كان مجرد خيال


على الرغم من أن شي ييتشي كان محبطًا ومهانًا إلا أن غريزة البقاء لديه كانت قوية بما يكفي لتدفعه بعيدًا عن تشي يو بصمت وأثناء ابتعاده لمح القطة الصغيرة التي كانت نائمة على السرير بعد أن عانى كثيرًا من تشي يو شعر بالراحة عندما رأى مخلوقًا لطيفًا مثل هذه القطة

ومد يده للمسها قائلاً: “من أين جاءت هذه القطة الصغيرة؟—”

لم يتمكن لين روفي من منعه قبل أن يتصرف 

أما النتيجة فلم يستطع لين روفي وصفها بسهولة كل ما يمكنه قوله هو أن طرق تشي يو كانت قاسية للغاية وشي ييتشي الذي لم يكن قادرًا على الدفاع عن نفسه انتهى به الأمر يذرف دموعًا كريستالية

عندما دخلت فو هوا الغرفة وجدت مشهدًا غريبًا شاب غريب يجلس بجانب سرير السيد يبكي في حين أن القط الكبير الذي كانت قد لمسته من قبل يصدر أصواتًا غاضبة تجاه الشاب وجه الشاب كان مليئًا بخدوش مخلبية رغم أنها لم تكن خطيرة إلا أنها جعلته يبدو بائسًا.

لين روفي الذي كان يقف بجانب النافذة تنهد قائلاً: “البشر عندما يصيبهم سوء الحظ حتى الماء البارد قد يعلق في أسنانهم.”

“سيدي الصغير ؟” 

تساءلت فو هوا وهي تقترب من السرير بخطوات قليلة ومن دون تردد حملت القط الكبير وبدأت تلاعب رأسه بلطف 

ثم سألت: “من هذا، آه؟”

أجاب لين روفي: “غونغزي شي من عائلة شي.”

سألت فو هوا: “غونغزي شي؟ كيف انتهى به المطاف هنا؟”

رد لين روفي: “القصة طويلة.”

نظرت فو هوا إلى النافذة وقالت: “أرى أن المطر قد توقف في الخارج ويبدو أن المياه ستبدأ في الانحسار غدًا.” 

ثم نظرت إلى شي ييتشي لكنها لاحظت أنه كان ينظر إليها بتعبير مذهول شعرت بالارتباك وسألته: “غونغزي شي لماذا تنظر إليّ هكذا؟”

في الواقع، لم يكن شي ييتشي ينظر إلى فو هوا بل كان يحدق في تشي يو الذي كان متكئًا الآن في أحضان فو هوا مغمضًا عينيه بوجه مليء بالاستمتاع كاد شي ييتشي أن يبكي ويتهم تشي يو بالتمييز لكنه بسبب الجروح الجديدة على وجهه اختار التزام الصمت وعلق برأس منخفض قائلاً بحزن: “ربما لأنك تبدين جميلة.”

فو هوا لم تفهم المغزى من كلماته

ابتسم لين روفي وطلب من فو هوا أن تحجز غرفة إضافية قائلاً إن غونغزي شي سيغادر معهم غدًا أومأت فو هوا ووضعت القط الكبير على السرير بتردد قبل أن تغادر الغرفة

عندما غادرت فو هوا قفز تشي يو على السرير ببطء وركل شي ييتشي ليبعده 

بدا أن شي ييتشي قد استسلم تمامًا ولم يُظهر أي مقاومة غيّر مكان جلوسه بصمت وظل ينظر إلى لين روفي بحزن لكن لين روفي تجاهل ذلك متظاهرًا بأنه لم يرَ شيئًا وفي داخله فكر أن عليه التوقف عن فعل الأفعال السيئة لأنه دائمًا ما يشعر بالذنب بعدها 

أما غو شواندو فبدا غير مكترث ومبتسمًا كما لو أن ما يحدث مجرد مشهد ممتع لو لم يكن قلقًا من أن يتعرض وجه شي ييتشي لمزيد من الخدوش ربما كان سيشجع لين روفي على لمس ذيل تشي يو مرة أخرى


في اليوم التالي كان الجميع على وشك المغادرة شي ييتشي كان في حالة يرثى لها وجالسًا في الزاوية وكأنه يحتضر بينما كان لين روفي يحمل القطة الصغيرة في أحضانه أما تشي يو فقد كان في أحضان يو روي يتناول قطعة من حلوى الذرة في لحظة وقطعة من كعكة البرقوق في اللحظة التالية مما جعله يبدو الأكثر راحة وسعادة بينهم

شي ييتشي تنهد طويلًا وشعوره بالحزن بدا وكأنه ملموس لم يكن متأكدًا مما إذا كان يشعر بالغيرة من فو هوا التي يمكنها مداعبة شعر تشي يو أو من تشي يو الذي يمكنه الاسترخاء في أحضان خادمة جميلة أو ربما كلاهما.

ظل لين روفي مطأطئ الرأس بملامح هادئة ووديعة ولولا ما حدث بالأمس لكان شي ييتشي صدق تمامًا أنه شخص عديم الضرر.

عندما انحسرت المياه تركت الطريق مليئة بالطين لذا لم يكن بإمكان العربة السفر بسرعة كبيرة

في منتصف الطريق بدا غو شواندو فجأة في حالة يقظة وكأنه يستمع إلى صوت ما لاحظ لين روفي ذلك وسأله بصوت منخفض: “ما الأمر؟”

أجاب غو شواندو: “شيء ما يتبعنا.”

سأل لين روفي: “ما هو؟”

لكن غو شواندو لم يُجب بدلاً من ذلك ألقى نظرة على شي ييتشي الذي كان يغفو، قبل أن يسترخي ببطء مرة أخرى وقال: “أظن أنه جاء لهذا الشخص.”

لين روفي: “همم؟”

أجاب غو شواندو: “ليس عدائيًا لا تقلق بشأنه.”

لين روفي قال: “أوه.”

أما تشي يو الذي كان نائمًا بعينيه نصف مغلقتين فقد بدا أنه لاحظ شيئًا هو الآخر فتح عينيه ببطء ونظر إلى اتجاه لين روفي قبل أن يطلق مواءً كسولًا ويعود للنوم


لكن لين روفي شعر بشيء غريب كانت هناك رائحة قوية للماء رغم أن المطر قد توقف منذ فترة قصيرة إلا أن هذه الرائحة لم تكن عادية؛ ب وكأنها تحيط بهم بشكل غامض ما جعل من المستحيل تجاهلها.

حتى شي ييتشي الذي كان نائمًا استيقظ فجأة وشعر بشيء غريب جلس مستقيمًا وسأل: “هل تشمون شيئًا؟”

فتح تشي يو عينيه ونظر إليه نظرة باردة

تساءل شي ييتشي: “لماذا قرر فجأة القدوم إليّ؟ أليس خائفًا من الموت؟ غريب غريب قبل ذلك كان يتجنبني بشدة هل تناول شيئًا خاطئًا اليوم؟……”

سأل لين روفي: “هل هو الجياو الذي أردت قتله من قبل؟”

“مم.” 

أخذ شي ييتشي نفسًا عميقًا واستطعم الرائحة المائية التي ملأت الهواء وصوته كان باردًا وهو يتحدث: “هذه الرائحة السمكية الكريهة ، لا يمكنني أن أنساها أبدًا.” 

وبينما كان يتحدث أخرج تعويذة صفراء برتقالية من جيبه الرموز على التعويذة كانت بلون أزرق جليدي نادر وقبل حتى أن يستخدمها كان هناك شعور قوي بالهالة الروحية ينبعث منها 

ابتسم شي ييتشي بخبث وقال: “بما أنه قرر القدوم إلى عتبة بابي فلن أكون مهذبًا معه.”


  • فيس بوك
  • بنترست
  • تويتر
  • واتس اب
  • لينكد ان
  • بريد
author-img
Fojo team

عدد المقالات:

شاهد ايضا × +
إظهار التعليقات
  • تعليق عادي
  • تعليق متطور
  • عن طريق المحرر بالاسفل يمكنك اضافة تعليق متطور كتعليق بصورة او فيديو يوتيوب او كود او اقتباس فقط قم بادخال الكود او النص للاقتباس او رابط صورة او فيديو يوتيوب ثم اضغط على الزر بالاسفل للتحويل قم بنسخ النتيجة واستخدمها للتعليق

X
ستحذف المقالات المحفوظة في المفضلة ، إذا تم تنظيف ذاكرة التخزين المؤقت للمتصفح أو إذا دخلت من متصفح آخر أو في وضع التصفح المتخفي