القائمة الرئيسية

الصفحات

آخر الاخبار

Ch72 | رواية سيف بارد على ازهار الخوخ

 Ch72


بينما كان شي ييتشي يجلس في العربة مستعدًا لإطلاق التعويذة هبت فجأة ريح باردة غريبة جعلت العربة تهتز بالكامل 
ومع تلك الريح تصاعدت رائحة سمكية قوية في الهواء تغيّرت تعابير وجه شي ييتشي فورًا عندما لاحظ ذلك
وصاح بصوت عالٍ: “سيء جدًا!” 

وحاول النهوض لمغادرة العربة.

ولكن قبل أن يتمكن من فعل أي شيء رفع تشي يو الذي كان جالسًا بجانبه مخالبه فجأة وهاجمه من الخلف وبهذه الضربة المباغتة أصيب شي ييتشي بالارتباك وسقط مترنحًا داخل العربة مرة أخرى.

بينما كان يحدق في تشي يو مذهولًا توقفت الريح فجأة واختفت الرائحة السمكية التي كانت تُزعج الجميع بسرعة 

صرخ شي ييتشي بغضب: “لماذا خدشتني؟”

رد تشي يو ببرود وهو يلعق مخالبه: “إذا أردت أن أخدش فسأخدش.”

شي ييتشي: “……”

تشي يو سأله بتهكم: “ما الأمر؟ هل لديك مشكلة؟”

لم يجرؤ شي ييتشي على الرد أو الاعتراض إذ كان يعلم جيدًا أنه لا يمكنه الفوز ضد تشي يو وبعد أن شعر بأن الخطر الخارجي قد زال انكمش في زاويته واستمر في التنهد بحزن أما تشي يو فقد ضيّق عينيه ونظر إليه بحدة مما جعل شي ييتشي يتجنب حتى أن يتنفس بصوت عالٍ.

لين روفي الذي كان يشاهد الموقف بصمت شعر برغبة في الضحك من مظهر شي ييتشي الذي بدا وكأنه “كنة” صغيرة مضطهدة.

على مدى الأيام القليلة التالية لم تهطل الأمطار مجددًا ولم يشعر لين روفي بوجود هالة الجياو بدا أن الجياو اختفى تمامًا بعد تلك الحادثة.

رغم أن شي ييتشي كان لا يزال يأمل في الإمساك بالجياو إلا أنه لم يجرؤ على استفزاز تشي يو ورغم إتقانه للخطط والتعويذات إلا أنه كان عاجزًا تمامًا أمام مواجهات مباشرة خاصة أن مخالب تشي يو كانت قادرة على القضاء عليه بضربة واحدة.

وهكذا، اختار شي ييتشي أن يتحمل خوفه بحكمة

بعد حوالي ستة أو سبعة أيام من السفر دخلت العربة أراضي عائلة شي عندها فقط نهض شي ييتشي بفرح ضاحكًا 

وقال لتشي يو: “هاهاهاهاها، بمجرد دخولنا هذا الباب ستكون هذه الأراضي ملكًا لعائلة شي!”

كان تشي يو في تلك اللحظة مستلقيًا في أحضان فو هوا يستمتع بلمساتها اللطيفة وعندما سمع كلمات شي ييتشي 
رفع عينيه بلا مبالاة وقال: “وماذا تريد أن تفعل؟”



أعلن شي ييتشي بصوت عالٍ: “أريد أن ألمسك! وأريد أن ألمس ابنك! أريد أن ألمس عائلتك كلها——”


من الجدير بالذكر أنه لو لم يكن تشي يو في هيئته الأصلية لكانت كلمات شي ييتشي هذه قد بدت غير لائقة تمامًا
ولكن حتى مع وجوده في هيئة يي مو لم يكن مزاج تشي يو أفضل على الإطلاق لذا تحت ضوء النهار وأمام الجميع تلقى شي ييتشي “عقابًا” قاسيًا 
دخل منزل عائلته في النهاية وهو يحمل مزيدًا من الخدوش على وجهه وبدا في حالة يُرثى لها.


رافق لين روفي هذا الرجل المحبط ودخل معه إلى مجمع عائلة شي.

سكن عائلة شي لم يكن كبيرًا جدًا ولكن لين روف لاحظ الفرق بينه وبين عائلات ممارسي السيوف الأخرى سواء كانت الجدران أو العوارض كان كل شيء تقريبًا مليئًا بالتعويذات بعضها كان مألوفًا بالنسبة له ولكن هناك العديد منها لم يسبق له رؤيتها كان من الواضح أن هذه العائلة تولي أهمية كبيرة لهذه الأمور


حمل لين روفي دعوة موجهة إلى شقيق شي ييتشي الأكبر الذي قيل إنه أصيب بواسطة الجياو

بدت عائلة شي مفاجأة بقدوم لين روفي لكن استقبالهم له كان حارًا ومع ذلك عندما رأت والدة شي ييتشي الكدمات والخدوش التي تغطي وجه ابنها 

صاحت بدهشة: “ابني آه هذه المرة أي فتاة قمت بمضايقتها لتُخدش إلى هذه الحالة؟”

عند سماع سؤال والدته بدأ شي ييتشي في العويل وقال: “أمي لا تعرفين لقد أزعجت قطة برية قوية وكادت أن تخدشني حتى الموت……”

عندما سمعت والدته عبارة “قطة برية” بدا التعبير على وجهها غريبًا قليلاً

سألت: “قطة برية؟ هل هي جميلة؟”

“جميلة جدًا.” أجاب شي ييتشي وهو يفرك أنفه، “لها فرو لامع وناعم لكنها لا تسمح لي بلمسها وحتى إن لم تدعني ألمسها لم تدعني ألمس ابنها أيضًا……”

تجمّدت والدته وقالت بدهشة: “لديها ابن بالفعل؟”

“نعم.” أجاب شي ييتشي
“وابنها جميل مثلها."

كان الحوار بينهما أشبه بحديث دجاجة مع بطة لم يفهم أحدهما الآخر بدا أن والدة شي فهمت شيئًا مختلفًا تمامًا نظرت إلى ابنها بنظرة ممتلئة بالإدانة وقالت: “يا بني نحن عائلة محترمة كيف يمكنك أن تلمس الآخرين هكذا؟ بالإضافة إلى ذلك لديهم ابن بالفعل تستحق أن تُخدش حتى تصبح بهذه الحالة!”

شي ييتشي الذي كان مرتبكًا تمامًا سأل: “إذن، ماذا يجب أن أفعل لأتمكن من لمسها؟”

أجابت والدته: “عليك على الأقل أن ترحب بهم داخل البيت.”

عند سماع ذلك ارتعش شي ييتشي وأخذ يهز رأسه بسرعة قائلاً: “لا، لا سأكون مجنونًا إن فعلت ذلك.”

لين روفي، الذي كان يقف بجانبهم ويستمع شعر بالرغبة في الضحك لم يكن يعلم ما الصورة التي رسمتها والدة شي في مخيلتها لكنها لم تكن تعلم أن ابنها لم يلتقِ بامرأة جميلة بل بقطة برية حقيقية.

أما القطة البرية فلم تتبع شي ييتشي إلى الداخل بدلاً من ذلك ذهبت إلى مكان آخر مع ابنه في فمه وبعد أن استقر لين روفي في غرفته ظهرت القطة من النافذة ألقى بابنه على سرير لين روفي بلا مبالاة ثم استلقى بجانب النافذة وبدأت بترتيب فرائها ببط 

قالت القطة بتذمر: “لا أحب هذا المكان.”

سأل لين روفي: “ما الأمر؟”

رد يي مو وهو يضيق عينيه: “هناك الكثير من التعويذات هنا التي يمكنها كبح القوة الشيطانية هذا مزعج.”

تساءل لين روفي: “هل تؤثر عليك؟”

“نعم لكنها ليست مشكلة كبيرة.” أجاب يي مو “لكن بالنسبة للعديد من الشياطين الصغيرة ، فهي قاتلة.”

استفسر لين روفي: “هل يُعتبر الجياو شيطانًا صغيرًا؟”

رد يي مو بازدراء: “كل الشياطين التي تعيش على ياوغوانغ هي شياطين صغيرة.” 
عينيه الحمراء عكستا نظرة احتقار واضحة: “أما من يستطيعون البقاء على بو يي فهم فقط الشياطين الكبيرة.”

ظهر على وجه لين روفي تعبير تفكير عميق

عندما جاء شي ييتشي للبحث عن لين روفي لم يجرؤ على الدخول مباشرة بل قام أولاً بالنظر يمينًا ويسارًا بحذر وعندما رأى يي مو مستلقيًا على السرير دخل الغرفة بخطوات مترددة محاولاً البقاء بعيدًا قدر الإمكان عن يي مو 
قال بصوت خافت: “لين غونغزي أخي الأكبر يعلم بوجودك هنا وقد أعد مأدبة ليدعوك للحديث معه.”

ضحك لين روفي وسأله: “لماذا تبدو بهذه الهيئة؟”

رد شي ييتشي بصدق: “أخشى أن يقوم بضربي.”

ابتسم لين روفي وقال: “لماذا سيضربك إذا لم تستفزه؟”

غمغم شي ييتشي: “أنا خائف من أن يقوم لين غونغزي باستفزازه.”

بدا واضحًا أنه ما زال يتذكر الحادثة السابقة عندما قام لين روفي بسحب ذيل يي مو وألقى اللوم عليه ضحك لين روفي بصوت عالٍ بينما ألقى يي مو نظرة فارغة على شي ييتشي
وقال: “تعتقد أن لين روفي مثلك؟ يا للوقاحة انتظر لين روفي ألم تمسك بذَيلي مرتين أيضًا؟ إذًا أنت وشي ييتشي كلاكما ليس فيكما أي ذرة للأدب——”

في النهاية أصبحت الغرفة مسرحًا طريفًا حيث كان شي ييتشي ينظر إلى لين روفي بحنق بينما لين روفي يوجه نظرة إدانة إلى غو شواندو الذي اكتفى بالمراقبة بصمت.


بعد أن سافر إلى العديد من الأماكن أصبح لين روفي معتادًا على حضور المآدب بل وتعلم بعض العبارات اللبقة التي تبدو راقية مقارنة بما كان عليه عندما نزل لأول مرة من الجبل لكنه ظن أن المأدبة التي أعدها شقيق شي ييتشي الأكبر لن تختلف عن سابقاتها غير أنه عندما وصل فوجئ بأن شقيق شي ييتشي شي جينغشيان كان لا يزال مستلقيًا على السرير وقد بدا وكأنه لم يتعافَ من إصاباته الخطيرة ومع ذلك كانت هناك مأدبة فاخرة معدّة في الغرفة.


عندما لاحظ شي جينغشيان وصول لين روفي نهض بصعوبة من السرير ودعاه للجلوس أصيب لين روفي بالذعر من حالته وقال بسرعة: “إذا كنت مصابًا فعليك أن تركز على التعافي أولاً الطعام ليس أمرًا عاجلاً.”

كان شي جينغشيان يتمتع بزراعة من المستوى السابع وبرغم انتمائه لعائلة متخصصة في التعاويذ كان يمتلك مهارات جيدة في استخدام السيف لكن الآن كان جسده ملفوفًا بإحكام بضمادات بيضاء مما جعله يبدو كأنه ليس بشريًا وكان منظره يبعث على الرعب.

تمتم لين روفي في نفسه متسائلًا عن الكيفية التي وصل بها إلى هذه الحالة

شي جينغشيان لوّح بيده بإهمال وقال: “انه لا شيء أنا لست مصابًا حقًا ولكن والدتي تبالغ في القلق والدي توفي مبكرًا وأنا المسؤول عن العائلة الآن لذا إذا حدث أي تقصير في الضيافة فلا تلُم نفسك يا لين غونغزي.”

ابتسم لين روفي وقال: “هذا ليس صحيحًا.” 
ثم أخرج الدعوة وسلمها لشي جينغشيان.

بعد أن استلم الدعوة وشكر لين روفي سأل شي جينغشيان بشكل عابر عن كيفية عودة لين روفي برفقة شي ييتشي

روى لين روفي باختصار القصة عن مروره بمدينة صغيرة وهطول أمطار غزيرة وكيف وجد شي ييتشي يقيم تشكيلًا لاصطياد الشياطين لكن بعد أن سمع شي جينغشيان القصة ازداد وجهه قبحًا تدريجيًا وفي النهاية صفع الطاولة بغضب ووبخ شي ييتشي بشدة: “من سمح لك بمطاردته؟!”

كان شي ييتشي ما يزال يمسك بعيدان الطعام ويتناول طعامه وعندما سمع صوت شي جينغشيان المرتفع أصابه الارتباك: “ألم يتعرض أخي الكبير للأذى من الشيطان؟ أليس من الطبيعي قتله؟”

صرخ شي جينغشيان: “حتى لو أردت قتله فلا يمكنك إيذاء الأبرياء بهذا الشكل!”

حاول شي ييتشي الرد بشيء لكن شي جينغشيان قاطعه بغضب وأمره بالذهاب إلى قاعة الأجداد للتفكير في أفعاله ثم اعتذر شي جينغشيان إلى لين روفي موضحًا أن شقيقه الأصغر قد دُلل من قبل العائلة منذ صغره ولم يتعامل كثيرًا مع الغرباء مما جعله يفتقر إلى التمييز بين الصواب والخطأ وأعرب عن امتنانه لأن لين روفي أوقفه قبل أن يتسبب في كارثة كبرى.

شي جينغشيان رغم مظهره المريع بسبب الضمادات كانت عيناه جميلتين للغاية وكان من الواضح أن ملامحه الوسيمة قد شوهها ذلك الجرح كما أن هيبته وهو يوبخ شي ييتشي جعلت من المستحيل الرد عليه.


بما أن الأمر يتعلق بشؤون عائلة شي لم يشعر لين روفي أنه من المناسب التدخل لذلك أومأ برأسه وقال إنه لا داعي للعقاب الشديد حيث لم يحدث شيء خطير في النهاية.

ابتسم شي جينغشيان بمرارة وقال: “لو حدث شيء حقًا لكان الأوان قد فات.” 

ثم سأل لين روفي عن الجياو راغبًا في معرفة ما إذا كان قد تعرض لأذى على يد أخيه

ضحك لين روفي وأجاب: “بالتأكيد تعرض لبعض الخسائر.”

تجمدت ملامح شي جينغشيان للحظة

“لكنها ليست خطيرة مجرد إصابات طفيفة.” 
قال لين روفي متذكرًا الرجل الذي قابله في الزقاق مرتديًا قبعة من الخيزران ومعطفًا منسوجًا ثم سأل: “ما هي العلاقة بين شي غونغزي والجياو؟”

أنكر شي جينغشيان بسرعة: “لا توجد علاقة لقد قابلته بالصدفة عندما كنت أحاول السيطرة على الفيضانات.” 

وأوضح أن الجياو عندما يدخل البحر يتبعه فيضان وبما أن عائلة شي تسكن بجوار نهر رُوو فإن الفيضانات كانت أمرًا طبيعيًا لكن من كلماته ونبرة صوته لم يقتنع لين روفي تمامًا بأنه لا يوجد شيء بينهم

بعد انتهاء الطعام والشراب نهض لين روفي مودعًا لإعطاء شي جينغشيان فرصة للراحة.

في وقت لاحق تجول لين روفي برفقة غو شواندو بجانب نهر رُوو كان المشهد رائعًا خاصة عند الغروب حيث صبغت أشعة الشمس الغيوم باللون الأحمر مما جعل الأفق يبدو وكأنه نقطة التقاء بين السماء والأرض.

خلع لين روفي حذاءه وجواربه وسار على ضفاف النهر مستمتعًا ببرودة الماء الذي لامس كاحلي 

قال غو شواندو، الذي كان يمشي بجواره: “لا تفرط في البقاء في الماء ، فقد تصاب بالبرد.”

أجاب لين روفي بثقة: “أظن أنني لم أعد بهذا الضعف الآن.” 

لكنه عندما حاول إثبات ذلك بربتة قوية على صدره بدأ يسعل بعنف حتى كاد أن يغمى عليه

ضحك غو شواندو وقال: “هل يمكنك أن تكون أكثر لطفًا مع نفسك؟”

لم يستطع لين روفي الرد بسبب نوبات السعال

بعد أن استعاد أنفاسه جلس على صخرة كبيرة بجانب النهر للاستراحة لكن بينما كان يستعد للوقوف شعر بشيء غريب تحت قدميه المياه الصافية بدأت تأخذ طابعًا موحلًا وكأنها تحاول الإمساك به 

في تلك اللحظة ظهر شخص مألوف بالقرب منه كان يرتدي قبعة الخيزران ومعطفًا منسوجًا ورغم أن الشمس لا تزال مشرقة، بدا غريبًا وسط الحشد رائحة الماء المنبعثة منه أكدت هويته

توقف الشخص أمام لين روفي ومن خلال قبعة الخيزران لمح لمحة من الذهب في عينيه لين روفي الذي أدرك هوية الشخص، وضع يده على سيفه غو يو وأصبح في حالة تأهب 

لكن قبل أن يفعل أي شيء سمع صوتًا خافتًا يقول: “لين غونغزي.”

رغم أن الصوت كان جديدًا إلا أنه بدا مألوفًا بطريقة غريبة وعندما رفع الرجل قبعته ظهرت ملامح وسيمة عيناه الذهبيتان اللامعتان كانتا مختلفتين عن عيون البشر مع بؤبؤين عاموديين يشبهان بؤبؤ الأفاعي وعلى جبهته كان هناك ندب واضح يمتد من جبينه إلى زاوية عينه اليسرى مما زاد من هيبته.

سأل لين روفي بفضول: “هل تعرفني؟ هل التقينا من قبل؟” 

ثم تذكر شيئًا وأضاف: “أأنت الجياو الشرير من نهر كانغلان؟!”

أومأ الرجل برأسه بهدوء.


“لماذا لا تزال هنا؟” سأل لين روفي بدهشة، “أتذكر أنك حصلت على اللقب بالفعل ألم تذهب إلى البحر؟”

هزّ الجياو الشرير رأسه بدا وكأنه يواجه صعوبة في التعبير عن نفسه وكان كلامه مبهمًا أحيانًا استمع لين روفي إليه طويلًا حتى تمكن أخيرًا من فهم ما يعنيه اتضح أن الذهاب إلى البحر لم يكن أمرًا سهلاً خاصة إذا كان الجياو شريرًا يسعى للحصول على لقب ويواجه مطاردات من الآخرين ولكن هكذا تسير دورة الحياة السماوية حتى المياه التي تُشرب لها قدر محدود.

سأل لين روفي: “لماذا أردت مقابلتي؟”

أجاب الجياو الشرير بصوت خافت: “لرؤيته……”

“من تقصد؟” تساءل لين روفي.

رد الجياو الشرير: “شي جينغشيان.”

ازداد فضول لين روفي وسأل: “لماذا تريد رؤيته؟ لقد أصبته وعائلة شي تتمنى القضاء عليك.”

ضغط الجياو الشرير شفتيه قليلًا وهمس: “كل هذا خطأي.”

زاد فضول لين روفي فجلس على الأرض وطلب من الجياو أن يروي له القصة كاملة بدأ الجياو الشرير يتحدث ببطء وبعبارات متقطعة عن علاقته بشي جينغشيان استمع لين روفي باهتمام قبل أن يعلّق قائلًا: “إذًا كنتما صديقين مقربين؟”

هزّ الجياو رأسه بالإيجاب وأكمل ببطء: “نعم ولكن حدث شيء ما وأصبتُه دون قصد.”

أطلق لين روفي “آه” خافتة
ثم أضاف: “إذن تريد رؤيته أليس كذلك؟”

“مم.” أومأ الجياو وقال: “هذا صحيح.”

سأله لين روفي: “ألا تستطيع دخول مقر عائلة شي؟”

أجاب الجياو: “هناك تشكيلات .. لا أستطيع الدخول .. إذا حاولت ستظهر هيئتي الأصلية.”

بدا أن الجياو الشرير لم يكن بقوة يي مو. يي مو لم يكن يخشى تشكيلات عائلة شي على الإطلاق وحتى القط الصغير لم يتأثر بها لكن الجياو لم يكن مثلهم 

سأل لين روفي: “إذن كيف يمكنني مساعدتك؟”

رد الجياو: “أحضره……إلى الخارج.”

عبس لين روفي وقال: “أخشى أن هذا لن يكون ممكنًا.”

“لماذا؟” تساءل الجياو.

“يبدو أنه مصاب بشدة.” تذكر لين روفي هيئة شي جينغشيان المغطى بالضمادات.

عند سماع هذا، ظهر القلق على وجه الجياو وقال: “لكنني .. أنا .. لم أبذل أي قوة!”

أصابه لين روفي بالشك وسأل: “ما الذي يحدث بينكما بالضبط؟”

رفض الجياو الشرير الإجابة كل ما فعله هو هز رأسه، وظهرت ملامح الإحراج على وجهه 


عندما شعر لين روفي أنه قد أدرك شيئًا ما لم يُصرّ على التحقيق في الأمر أكثر من ذلك بل اكتفى بالقول إنه سيحاول، لكنه لا يضمن النجاح كما سأل الجياو الشرير عن موعد استئناف رحلته نحو البحر فأجابه الجياو بأنّه سيغادر عند هطول الأمطار القادمة وأنه يأمل أن يتمكن لين روفي من إحضار شي جينغشيان إليه قبل ذلك

أومأ لين روفي برأسه قائلاً: “حسنًا.”

عندها فقط استدار الجياو الشرير وغادر

راقب لين روفي ظهره وهو يغادر وقال متأملاً: “هل الجياو الشرير وشي جينغشيان حقًا أصدقاء؟”

سأله غو شواندو: “وإلا؟”

رد لين روفي: “لماذا أشعر بأن بينهما علاقة غريبة؟”

نظر غو شواندو إليه وضحك: “يبدو أن شياو جيو بدأ يفهم الأمور بشكل أفضل.”

سأله لين روفي: “أي أمور؟”

لم يُجب غو شواندو مباشرة بل فكر في قلبه أنه لو كان هذا قبل بضعة أشهر لما خطر ببال لين روفي التفكير في العلاقات بين الرجال بهذه الطريقة لكن لحسن الحظ بعد كل ما مر به أصبح لين روفي يفهم هذا النوع من الأمور مما جعل الأمر أكثر ملاءمة له.

“آتشو!” عطس لين روفي فجأة ففرك أنفه متذمرًا: “من يفكر بي الآن…؟”

بعد لقائه بالجياو الشرير عاد لين روفي إلى منزل عائلة شي وعندما وصل صادف شي ييتشي وهو يخرج من قاعة الأجداد بعد أن أنهى عقوبته كان الأخير يسير بحالة من الإحباط وعندما لاحظ لين روفي حالته 

ابتسم وسأله: “ما بالك يا شي غونغزي الصغير؟ لماذا تبدو كئيبًا؟”

رد شي ييتشي بتنهيدة: “لين غونغزي ماذا برأيك يدور في ذهن أخي؟”

سأله لين روفي: “ماذا تقصد؟”

أجاب شي ييتشي: “من الواضح أن الإمساك بالجياو كان فكرته ولكن عندما حاولت أنا ذلك أصبحتُ المستهدف بالعقاب.”

علق لين روفي بصوت غامض: “هممم؟”

تابع شي ييتشي: “أمر غريب للغاية لا أستطيع فهم ما يفكر فيه.” 
ثم تمتم قائلاً: “ولكن إن تحول الجياو الشرير إلى قطة كبيرة أظن أنني سأشعر بالتردد أيضًا.”

ردد لين روفي الكلمة: “تردد؟”

هزّ شي ييتشي رأسه مؤكدًا

في الواقع كانت عائلة شي بأكملها تبدو غريبة منطقياً إذا كان شي ييتشي يكره الجياو الشرير فمن الطبيعي أن يمتد كرهه إلى المخلوقات الشيطانية مثل يي مو ومع ذلك لم يظهر أي كره زائد تجاه يي مو بل على العكس بدا وكأنه لو أُتيح له لأخذه في حضنه وأغدق عليه الحب ولكن إذا كان الحال أن عائلة شي لا تمتلك أي تحامل ضد الشياطين فلماذا صُممت تشكيلات المنزل لمنعهم من الدخول؟ كان الأمر برمته يبدو متناقضًا.

ولكن من المؤكد أن شي جينغشيان لديه تاريخ مع الجياو الشرير 
ومع ذلك لم يتمكن لين روفي من فهم العلاقة بينهما لذا قرر ببساطة إخبار شي جينغشيان بما قاله الجياو الشرير صباح اليوم.

كان شي جينغشيان لا يزال مستلقيًا على سريره عندما سمع كلمات لين روفي ، لكنه نهض على الفور وقال إنه سيخرج معه حالما يغير ملابسه

ذهل لين روفي من حيوية شي جينغشيان وسأله: “شي غونغزي أليس من المفترض أنك مصاب؟”

حينها فقط تذكر شي جينغشيان إصابته فأطلق “آه” متصنعة وأخذ يعرج بشكل متعمد قائلاً: “طالما أنني سأرى أصدقاء قدامى فلا تهم الإصابة.”

قال هذا بينما ذهب خلف الستارة لتغيير ملابسه ، وخرج بحالة معنوية مرتفعة ثم جرّ لين روفي معه متوجهين للخارج.

وعند الباب صادفا شي ييتشي الذي كان مذهولاً من حالة أخيه وقال: “أخي متى شُفيت؟ ألم تكن بالأمس طريح الفراش وكأنك على وشك الموت؟”

رد شي جينغشيان بلا مبالاة: “ماذا تعرف أيها الطفل الصغير؟ لو لم أكن متظاهراً بالمرض لكنت أُجبرت على العمل مجددًا.”

وقف شي ييتشي مذهولاً وهو يراقب أخيه يغادر مع لين روفي


كان المكان المتفق عليه بين لين روفي والجياو الشرير بجانب النهر كان شي جينغشيان يسير بخطى سريعة وكأنه يريد أن يطير باستخدام سيفه بدلاً من المشي 


في النهاية أوقفه لين روفي بلطف قائلاً: “بالأمس كنت في المنزل ملفوفًا مثل الزلابية ولا يبدو من الجيد أن تكون بهذه الحيوية فجأة اليوم.”

فكر شي جينغشيان قليلاً وأدرك صحة كلامه فقرر كبح حماسته 


سرعان ما وصل الاثنان إلى ضفة النهر حيث استدعيا الجياو تحت أشعة الشمس الحارقة وفي تلك اللحظة اكتشف لين روفي أن اسم الجياو هو “تيان شوي” وهو اسم يبدو راقياً وأنيقاً للغاية.

بعدما نادى لفترة دون أن يظهر الجياو بدأ لين روفي يتساءل إن كان قد حدث شيء ما فجأة لاحظ في منتصف نهر رُوو ظهور عمود مائي ضخم سرعان ما تكثف ليتخذ هيئة رجل كان ذلك هو الجياو الذي طلب مساعدة لين روفي

صاح شي جينغشيان باندهاش: “تيان شوي!!!”

تقدم تيان شوي نحو شي جينغشيان وما إن اقترب حتى بادر شي جينغشيان بمعانقته بشدة قبل أن يتمكن من الرد بدا تيان شوي غير مرتاح بعض الشيء، لكنه لم يرفض تلك المعانقة
قال بقلق: “شي جينغشيان ، سمعت أنك مصاب بجروح خطيرة.”

تمتم شي جينغشيان قائلاً: “ممم… إنها بالفعل سيئة.”

سأله تيان شوي: “حقاً؟”

أجاب شي جينغشيان: “ما رأيك أن أريك؟”

وقبل أن يتمكن تيان شوي من الرد بدأ شي جينغشيان بفك حزام سرواله 

فاستشاط تيان شوي غضباً وزجره: “ماذا تفعل؟”

أجاب شي جينغشيان ببراءة: “أليس هذا ما أردت أن تراه؟”

رد تيان شوي متأففاً: “كنت أريد رؤية جروحك ، لماذا تفك حزامك؟”

عندها نطق شي جينغشيان بكلمات جعلت لين روفي يصعق في مكانه: “لكن الجرح الذي أصبت فيه هو… مؤخرتي.”

صمت تيان شوي: “……”
وصمت لين روفي أيضاً: “……”

مرت لحظات طويلة من الصمت قبل أن ينهض لين روفي أخيراً وقال وهو يحاول الحفاظ على رباطة جأشه: “يبدو أن لديّ بعض الأمور التي يجب أن أنجزها سأتترككما تتحدثان على راحتكما.”

ثم استدار لين روفي وغادر تاركاً الاثنين ليواصلا حديثهما الذي بدا أنه سيتخذ منعطفات غير متوقعة

  • فيس بوك
  • بنترست
  • تويتر
  • واتس اب
  • لينكد ان
  • بريد
author-img
Fojo team

عدد المقالات:

شاهد ايضا × +
إظهار التعليقات
  • تعليق عادي
  • تعليق متطور
  • عن طريق المحرر بالاسفل يمكنك اضافة تعليق متطور كتعليق بصورة او فيديو يوتيوب او كود او اقتباس فقط قم بادخال الكود او النص للاقتباس او رابط صورة او فيديو يوتيوب ثم اضغط على الزر بالاسفل للتحويل قم بنسخ النتيجة واستخدمها للتعليق

X
ستحذف المقالات المحفوظة في المفضلة ، إذا تم تنظيف ذاكرة التخزين المؤقت للمتصفح أو إذا دخلت من متصفح آخر أو في وضع التصفح المتخفي