Ch10
لعن جيانغ تشنغ : " يا إلهي ،
ما الذي تلتقط له صورًا عمياء !"
وبما أن صديقتنا الصغيرة غو مياو لم تكن حاضرًة في تلك اللحظة،
فلم يكن من المهم ما إذا كان متحضرًا أم لا.
لم يتكلم غو فاي واستمر في النقر على الكاميرا في اتجاه جيانغ تشنغ
شعر جيانغ تشنغ وكأن كل التعبيرات غير السارة على وجهه تجمدت في الزمن بقوة
مشى أمام غو فاي : " أنا أسألك سؤالاً !"
ومد يده في محاولة للاستيلاء على الكاميرا
حرك غو فاي الكاميرا بسرعة إلى الخلف : " مائتان وسبعة وستون عامًا "
: " ماذا ؟" تجمد جيانغ تشنغ في حيرة : " مائتان وستون... كم؟"
كرر غو فاي : " مائتان وسبعة وستون "
جيانغ تشنغ : " ما هو عمر المائتين وسبعة وستين عامًا ؟"
غوفاي : " جد شياو مينغ،"
حدق جيانغ تشنغ فيه لمدة ثلاثين ثانية متواصلة ،
غير متأكد ما إذا كان هو نفسه عاجزًا عن الكلام ،
أو يحاول يائسًا قمع الضحك الذي يتراكم في داخله ،
وفي النهاية ، أشار إلى كاميرا غو فاي : " أعطني إياها أو احذفها "
سلمه غو فاي الكاميرا : " لماذا لا تلقي نظرة أولاً ؟"
فجأة ، شعر جيانغ تشنغ بالتوتر عندما أمسك بالكاميرا ،
فقد كانت ثقيلة للغاية وشعر أنه إذا لم يكن حذرًا بما فيه
الكفاية ، فسوف تتحطم على الأرض
لكنه أصيب بعد ذلك بارتباك كبير بعد أن رأى مجموعة الأزرار الموجودة على الكاميرا.
ناهيك عن الحذف، حتى لو كان من أجل تصفح جميع الصور، لم يكن يعرف أين يضغط.
"هنا." مد غو فاي يده وضغط على أيقونة الكاميرا، مما جعل الصور تظهر على الشاشة.
كان هناك إجمالي أربع صور بينما جيانغ تشنغ يقلبها بصمت
لم يكن مهتمًا كثيرًا بالتصوير الفوتوغرافي،
سواء كان يلتقط صورًا للمناظر الطبيعية بنفسه
أو يلتقطها آخرون له -
كان يفضل استخدام عينيه للنظر
على الرغم من أنه عادةً يشعر بأنه وسيم للغاية ،
إلا أنه لا يزال يخاف عن طريق الخطأ من الكاميرا الأمامية في كل مرة ...
ومع ذلك، فإن الشخص الذي ظهر في كاميرا
غو فاي كان بشكل غير متوقع - تمامًا
لم يكن التعبير الشرس الذي كان قلقًا بشأنه موجودًا على
الإطلاق - تم إظهار تلميح من الانزعاج فقط
والصورة الأولى – أعجبته بشكل مفاجئ جداً
لقد قدمت الخلفية الفوضوية المقفرة التي تم طمسها خارج التركيز نفسها بحساسية حزينة خافتة ،
مما تسبب في أن يفكر دماغه فجأة في الجملة - منزلي في مكان آخر - دون سبب
وهو الذي سار نحو الكاميرا تحت ضوء الشمس الغاربة…
لم يكن هناك الكثير ليقال باستثناء أن وسامته كانت خارجة
عن المألوف
بعد أن تصفح الصور ، لم يكن جيانغ تشنغ متأكد مما يجب
عليه فعله
غوفاي : " الزر الموجود في الزاوية اليمنى السفلية هو زر الحذف"
أجاب جيانغ تشنغ بشكل محرج إلى حد ما : " أعلم ذلك"
الشخص الذي طلب حذف الصورة كان هو نفسه ،
لكن نفس الشخص الذي أراد التراجع عن كلامه بعد رؤية
الصور كان هو نفسه أيضًا ،
بعد كل شيء ، لم يتم التقاط أي صور له بهذه المشاعر
الشديدة من قبل
خلال العام القمري الجديد الماضي ،
ذهبت عائلته إلى استوديو تصوير لالتقاط صورة عائلية
في البداية ، اعتقدوا أن الصورة يجب أن تكون جيدة جداً ،
ولكن في النهاية ، عندما تم طباعة الصورة ،
كاد جيانغ تشنغ أن يمزقها إلى أشلاء ،
وبسبب هذا الأمر ،
دخل في جدال آخر مع والديه
ولم يعد إلى المنزل لمدة يومين ...
بدا أن أفكاره قد انحرفت بعيدًا جداً …..
تراجع جيانغ تشنغ عن سلسلة أفكاره ونظر إلى غو فاي
غو فاي : " أنت شخص جذاب للغاية .
إذا لم يكن لديك مانع ، فأنا أريد الاحتفاظ بها -
لقد التقطت الكثير من الصور لزملائنا في الفصل واحتفظت
بها جميعًا ."
' السلم ' الذي أعطاه غو فاي كان في الوقت المناسب ،
فتردد جيانغ تشنغ لثانية واحدة : " ماذا تفعل بهذه الصور العديدة ؟"
غو فاي : " إنه أمر ممتع"
[ سلم 个给台阶下 - أو "خطوات"،
وهذا يعني عموما عندما يضع المرء نفسه في وضع محرج ،
قد ' يسلمه شخص آخر سلما / خطوات ' حتى يسير من
هذا الموقف حتى لا يكون الأمر محرج ]
أومأ جيانغ تشنغ : "... أوه "
إن القدرة على قتل كل محادثة بشكل مثالي كانت في الواقع شيئًا مثيرًا للإعجاب في غو فاي
( قتل محادثه = مافي مجال للرد وإنهاءها بشكل غريب)
جيانغ تشنغ : " عاشق التصوير الفوتوغرافي "
أخرج غو فاي هاتفه : " ماذا لو أضفتك إلى قائمة الأصدقاء على WeChat لاحقاً ؟
سأقوم بتنظيف الصور وإرسال نسخة إليك ؟"
أراد جيانغ تشنغ بشدة أن يرفض -
أنا لست مهتمًا بهذا النوع من الأشياء ——
ولكن عندما فتح فمه ، انتهى به الأمر إلى إيماءة رأس : "أوه "
مع بقاء الكاميرا في يده ،
لم يكن جيانغ تشنغ متأكد مما يجب فعله بعد أن قال ' أوه '
لم يصدر غو فاي صوت أيضًا ،
على ما يبدو ، فقد اعتاد تمامًا على هذا النوع من الصمت
المحرج المقيد
سأل جيانغ تشنغ : " هل يمكنني أن أتصفح بعض الصور الأخرى؟"
ما زال جيانغ غير قادر على تكوين رابط بين غو فاي وهذه
الكاميرا الاحترافية الرائعة
غو فاي : " بالتأكيد"
كانت أغلب الصور للجسور وغروب الشمس
ومن خلال أشعة الضوء ،
كان من الممكن أن نرى أن غو فاي قضى أغلب فترة ما بعد
الظهر هنا،
وكانت هناك العديد من الصور -
بعضها للمناظر الطبيعية ،
وبعضها أيضًا للأشخاص الذين يمشون عبر الجسر
لم يكن لدى جيانغ تشنغ عين تفهم التصوير الفوتوغرافي ،
ولكن سواء كانت الصورة جيدة أم لا،
كان لا يزال قادرًا على التمييز ،
كانت الصور التي التقطها غو فاي احترافية للغاية ،
حيث أضفى التكوين البنيوي ولوحة الألوان جوًا من الدفء
على المكان المحيط بها
ولولا حقيقة أن جيانغ تشنغ كان يقف في نفس المكان
ويشعر بضربات الرياح الشمالية القديمة على جسده ،
فإن مجرد النظر إلى الصورة سيجعل المرء يشعر بالراحة
تمامًا كما لو أنه جالس أمام دفء المدفأة
وبينما استمر في تصفح الصور ،
فمن المرجح أن الصور لم تكن من يومنا هذا
كانت معظمها مناظر شوارع
الأشجار والبيوت القديمة ،
وأكوام الثلج والكلاب الضالة ،
والأوراق المتساقطة
وأقدام المشاة المارة... أشياء عادية للغاية ومهملة
وبينما على وشك تصنيف هذا على أنه أسلوب تصوير غو
فاي ، تسببت صورة لـ غو مياو منحنية على ظهرها ويدها
تمسك بلوح التزلج وتقفز إلى السماء الساطعة المضاءة
بأشعة الشمس — قال " وااااو "بشكل لا يمكن السيطرة عليه من الدهشة
غوفاي : " ههمم ؟"
كان غو فاي متكئ على سياج الجسر
وهو يدخن سيجارة ؛
أدار رأسه بعد سماع جيانغ تشنغ
جيانغ تشنغ : " هذا الشخص لديها مشاعر حقيقية ،
غو مياو رائعة للغاية ،"
أدار شاشة الكاميرا ليواجه غو فاي : " نينجا طائر صغير "
ابتسم غو فاي : " كانت لقطة رائعة ،
لقد طارت عدة عشرات من المرات قبل أن أتمكن أخيرًا من
التقاط هذه الصورة "
حدق جيانغ تشنغ فيه للحظات أطول
جيانغ تشنغ حدّق في غو فاي للحظة أطول ،
شخصية غو فاي صعبة التصنيف ،
إذ كان يظهر عادةً بمظهر : ' لا شيء من شأني ،
زوجة أبي كائن فضائي ،
وأنا قاتل للمحادثات '
لكن في تلك الأوقات التي يكون فيها مع غو مياو
أو عند ذكرها ،
يكون سلوكه يلين ويصبح ألطف .
أمومي جداً
تذكر جيانغ تشنغ قبعة جو مياو الصوفية
خيّطت بين يدي أخيها المحب …
وفي تلك اللحظة، تخيّل هذا المشهد مصحوبًا بموسيقى تصويرية
استيقظ ومارس الحب معي ، استيقظ ومارس الحب …
باستثناء أن الموسيقى التصويرية تبدو غير مناسبة إلى حد ما
غو فاي : " هاتفك يرن"
: " أوه " أعاد جيانغ تشنغ الكاميرا إليه ،
وأخرج هاتفه بطريقة بدت وكأنها محرجة قليلاً
ظهر صوت لي باو قوه الصاخب من الطرف الآخر : " تشنغ تشنغ ، آه؟"
: " ماذا… ماذا ناديتني ؟”
شعر جيانغ تشنغ بأن جسده يقشعر من الإحراج
على الأرجح أن غو فاي سمع هذا ،
ومع أنه أدار رأسه بسرعة بعيدًا ،
إلا أن جيانغ تمكن من رؤية الابتسامة على جانب وجهه
اللعنة
سأل لي باو قوه : " هل اقتربت من العودة إلى المنزل ؟
عُد سريعًا،
أخوك وأختك وصلا إلى المنزل وهما بانتظارك
لتعود ونبدأ العشاء!”
: “ أوه …”
شعر جيانغ تشنغ فجأة بموجة من الكآبة –
ليس فقط لأن خطته لتناول الزلابية قد انهارت ،
بل أيضًا لأنه أُعيد إلى الواقع ،
وعليه أن يواجه أشخاص لم يكن ليقابلهم أبدًا لكنهم
أصبحوا الآن ' عائلته ' ،
فجأة شعر بأنه عاجز عن تحريك قدميه : “ فهمت ”
سأل غو فاي بعدما أعاد الكاميرا إلى مكانها : “ هل ستعود؟”
أجاب جيانغ تشنغ : “ نعم ”
غو فاي : “ لنذهب معًا.
أنا أيضًا في طريقي للعودة إلى المنزل ” .
جيانغ تشنغ : “ بالسيارة ؟”
أجابه غو فاي وهو ينظر إليه : “… مشيت إلى هنا ”
: “ أوه” استدار جيانغ تشنغ وبدأ في السير عائدًا.
بعد غروب الشمس ،
بدأت درجة الحرارة تنخفض بشكل ملحوظ ،
وواصل الاثنان السير ضد الرياح الشمالية القديمة ،
عندما بدأ جسدهما يسخن من السير ،
التفت جيانغ تشنغ ونظر إلى غو فاي : “ هل تعرف لي باو قوه ؟”
غو فاي : “ الناس في تلك الشوارع المحيطة يعرفون بعضهم بعضًا إلى حد ما ،
الأجداد، العمات ، الأخوال ، الإخوة ، والأخوات …
نحن جميعًا معارف قديمة في هذا الحي .”
جيانغ تشنغ : “ أوه، إذن… ما نوع الشخص الذي هو عليه ؟”
شدّ غو فاي قبعته والتفت : “ ما علاقته بك ؟”
لم يكن جيانغ تشنغ متأكد من كيفية الرد ،
رفع قناع الوجه الذي كان ملتف حول ذقنه وغطى جزء كبيرًا
من وجهه – عندها فقط شعر بالارتياح قليلاً وأجاب
: “ هو… والدي البيولوجي ”
رفع غو فاي حاجبيه في دهشة : “ ماذا ؟
والدك البيولوجي ؟
لي باو قوه لديه ابن آخر ؟
ولكن الآن بعد أن قلت ذلك…
أنت ولي هوي تبدوان متشابهين بعض الشيء ”
أجاب جيانغ تشنغ بانزعاج : “ لا أعرف
هذا ما قيل لي…
أنا فقط أسألك ما نوع الشخص الذي هو عليه ،
هل يمكنك الإجابة بشكل مباشر ؟ "
هذه المرة، أجاب غو فاي بصراحة : " مقامر كبير .
سكير محترف "
توقفت خطوات جيانغ تشينغ قليلاً
غو فاي : " هل لا تزال تريد سماع المزيد ؟"
تنهد جيانغ تشينغ بخفة : " ماذا بعد ؟"
فكر غو فاي أكثر : " العنف المنزلي - لقد طرد زوجته
هذا كل شيء تقريبًا "
عقد جيانغ تشنغ حاجبيه وبعد بعض التردد، نظر إلى غو
فاي : " هذا يكفي بالفعل ،
هل هذه المعلومات موثوقة؟”
ابتسم غو فاي : “ ألا تجدها موثوقة ؟”
: “ هذه الشائعات التي تُقال عند طاولات الشوارع تبدو نوعًا ما…” لم يُكمل جيانغ تشنغ كلامه ،
' فهذه الشائعات تلمح أيضًا إلى أنك قتلت والدك '
لكنه لم يستطع قول ذلك بصوت عالي ،
مهما كانت الحقيقة الخفية –
فـ وفاة والد غو فاي كانت حقيقة
غو فاي : “ هذه ليست شائعات
تعود إلى المنزل كل يوم،
ألا تراه وهو يلعب الورق ؟ "
جيانغ تشنغ فقد فجأة أي رغبة في مواصلة المحادثة وقال
بهدوء: “هممم.”
عندما وصلا إلى التقاطع في صمت تام ،
اتجه غو فاي نحو الطريق المؤدي إلى منزله .
لم يكن لدى جيانغ تشنغ النية لتوديع غو فاي ،
ولم يبدو أن غو فاي يخطط لذلك أيضًا .
رفع جيانغ تشنغ قناعه وسار باتجاه منزل لي باو قوه
من بعيد ، كان هناك جدال يمكن سماعه ،
كان حادًا وشمل أصوات رجال ونساء
عندما اقترب من مصدر الصوت ،
رأى أنه قادم من المبنى المجاور لشقة لي باو قوه
تحت المبنى ،
يوجد رجل وامرأة ،
وفي النافذة في الطابق الثاني ،
أيضاء يقفان رجل وامرأة آخران
لم يستطع جيانغ تشنغ سماع سبب الجدال ،
لكن الطرفين كانا يطلقان الشتائم بحماس – كلمات
واضحة وصريحة
و الشتائم تتناول كل أنواع ' الأعضاء التناسلية '
والمشاهد التي يصعب وصفها ،
و أحيانًا ، يعيدون استخدام نفس الألفاظ ،
شعر جيانغ تشنغ بالإحراج نيابة عنهم وهو يسمع تلك الكلمات
عندما وصل تحت المبنى ،
فجأة ظهر الرجل في الطابق الثاني عند النافذة وبيده وعاء
رفع جيانغ تشنغ رأسه بسرعة وقفز جانبًا
فورًا ، أُفرغ ماء مليء بأوراق الخضروات من الوعاء
على الرغم من أن جيانغ تشنغ لم يُغرق تمامًا ،
إلا أن جسده تبلل جزئيًا ،
فورًا ،
اجتاحه شعور قوي بالاشمئزاز ،
صرخ جيانغ غاضبًا : “هل أنتم مرضى ؟!
يا مجموعة الحمقى !
إذا كنتم شجعان ، تعاركوا بالأيدي !
لا تهدروا مهاراتكم القليلة في الصراخ !
جبناء !”
لم يلقي جيانغ تشنغ نظرة على الأشخاص من حوله بعد
تفجيره هذا ،
بل استدار ببساطة ودخل إلى الممر المؤدي للداخل
لم يكن متأكد ما إذا هؤلاء الناس قد أصيبوا بالصدمة مؤقتًا أم لم يفهموا ما صرخ به ،
لكن على أي حال، خفض الطرفان صوتيهما وأكملا جدالهما
ببعض الشتائم الأخرى ،
وهكذا انتهى الشجار فجأة .
مسح جيانغ تشنغ الماء عن ملابسه ،
لكنه لاحظ أن هناك بعض أوراق الخس الصغيرة بحجم الأظافر عالقة به
— اللعنة عليكم !
بينما جيانغ يبحث عن المفاتيح ،
فُتح باب منزل لي باو قوه —-
أطلّ لي باو قوه برأسه ،
وجهه يفيض بالفرح : “هل كنتَ أنت مَن صرخ قبل قليل ؟”
: “ ماذا؟” رد جيانغ تشنغ بصوت مبحوح وحالة كئيبة
لي باو قوه بابتسامة : “ لقد كان شتائمك رائعة !
هذا ما يجب أن يكون عليه ابني تمامًا !”
لم يحاول جيانغ تشنغ الانخراط في المحادثة
مر بجانب لي باو قوه ودخل البيت
غرفة المعيشة لا تزال في حالة الخراب كما كانت ،
لكن الجو اليوم يحمل طابع الغربة أكثر ،
طاولة مليئة بالطعام ، يجلس عليها رجلان وامرأتان وثلاثة أطفال
وملأوا غرفة المعيشة الصغيرة إلى أقصى حد
قال لي باو قوه بينما أغلق الباب ورفع ذراعه ليحيط بكتف
جيانغ تشنغ بحميمية مفرطة: “ تعال، تشنغ تشنغ،
دعني أقدمك .”
كان جيانغ تشنغ يكره بشدة أن يلمس أحد كتفيه، خاصة
من غرباء. لكنه، بكثير من الجهد،
منع نفسه من إبعاد ذراع لي باو قوه عنه.
أشار لي باو قوه إلى رجل يبدو
في أواخر العشرينات ، : “ هذا أخوك الأكبر ، لي هوي،”
ثم أشار إلى المرأة الأصغر الجالسة بجانبه
: “ وهذه زوجة أخيك، وهذان هما ابناهما … تعالوا هنا ، نادوه ‘عمي’!”
التفت الولدان الصغيران اللذان كانا يشاهدان التلفاز إلى
جيانغ تشنغ للحظة ،
لكن كما لو أنهما لم يسمعا شيئ ، عادا للتلفاز
صرخ لي باو قوه غاضبًا : “ هيه !
أيها الصغيران الحمقى !
أقول لكما نادياه ‘عمي’!”
لم يكترث الطفلان حتى للنظر إليه هذه المرة
: “ أنتم…” أشار لي باو قوه إليهما وكأنه يريد أن يقول شيئ
آخر لكنه لم يجد الكلمات المناسبة
قال جيانغ تشنغ بينما يُربّت على ذراع لي باو قوه: “ لا بأس ،
نحن غير مألوفين لبعضنا .”
كان جيانغ تشنغ يرغب فقط في إنهاء هذا المشهد المزعج
بسرعة – صوت لي باو قوه العالي ، وبصاقه المتطاير ،
وذراعه الملتفة حول كتفه الذي جعل جسده يتصلب بالكامل
قال لي باو قوه مشيرًا إلى المرأة الأخرى : “ سأتفاهم معكم لاحقاً !
وهذه أختك الكبرى ، لي تشينغ ،
وهذا زوجها … وهذه ابنتهما ، ناديه ‘عمي ’ !”
قالت الفتاة الصغيرة ذات الأربع أو الخمس سنوات بصوت خافت وكأنها خائفة: “عمي ”
أخرج جيانغ تشنغ ابتسامة بالكاد
استطاع تصنعها : “ مرحبًا "
لي باو قوه أخيرًا أطلق سراحه ،
ترك جيانغ تشنغ بضع كلمات يعلن فيها أنه سيغير ملابسه ،
ثم اختفى بسرعة في غرفته ،
بمجرد أن أغلق الباب ، استند إليه وأغمض عينيه
منذ اللحظة التي دخل فيها الغرفة ،
باستثناء لي باو قوه ،
لم يظهر أي شخص آخر في الغرفة ،
المليئة بالأشخاص ، أي أثر للابتسامة على وجوههم
عندما قدم لي باو قوه كل شخص واحد تلو الآخر،
لم يكن الرد سوى إيماءة بالرأس ،
دون أن ينبس أحد بكلمة ،
لكن هذا البرود لم يكن لأنهم لا يرحبون به أو يحتقرونه ؛
بل كان رد فعل طبيعي نتج عن الخمول والتبلد ،
كان الجو الضاغط هو الأكثر إزعاج
في غضون دقيقتين فقط ، شعر جيانغ تشنغ بصعوبة في التنفس
خلع معطفه ووضع يده على الحائط ليتماسك ،
ثم أخذ بضع أنفاس عميقة متتالية ،
زفير وشهيق ، وأخيرًا تنهد تنهيدة خفيفة ،
لم يستطع حتى أن يتذكر عدد المرات التي تنهد فيها خلال
هذه الأيام القليلة ، ربما كانت كافية لنفخ بالون ترحيب
بعد أن بقي في غرفته لبضع دقائق، بدأ لي باو قوه يناديه
بصوت عالي من الجهة الأخرى .
فرك جيانغ تشنغ وجهه ولم يكن لديه خيار سوى فتح الباب
والخروج .
كان الجميع في الغرفة قد جلسوا بالفعل حول طاولة
الطعام.
حتى الطفلان الصغيران اللذان كانا يشاهدان التلفاز
قد جلسا – وليس فقط جلسا – بل بدأا بالفعل في الأكل،
حيث التقطا الأضلاع بأيديهما ووضعاها في أوعيتهما ليبدأا القضم.
تحدثت الأخت لي تشينغ ، ومدت يدها لأخذ الوعاء الذي أمام جيانغ لتملئه : “ هيا، لنأكل ”
رد جيانغ تشنغ بسرعة وهو يُمسك الوعاء : “ شكرًا ، أستطيع فعل ذلك بنفسي ،
ابدأي أنتِ في الأكل .”
“دعها تملأه”، قال لي باو قوه من جانبه : “ هذه الأمور من اختصاص النساء.”
تجمد جيانغ تشنغ للحظة ،
ثم أخذت لي تشينغ الوعاء من يده
وتوجهت نحو القدر لتملأه بالأرز
لي باو قوه : “ تعال، يجب أن نشرب اليوم ”
تحدث لي باو قوه وهو يرفع زجاجتي كحول من على الأرض،
يبدو أنهما أحضرتا من قبل لي تشينغ أو لي هوي ،
لكنه لم يترك لجيانغ تشنغ فرصة لمعرفة نوع الكحول حتى
فتح لي باو قوه خزانة بجواره ويضع الزجاجتين فيها ،
ثم أخرج زجاجة أخرى من الخزانة وقال: “ هذا نبيذ من
صنع يديّ ،
نبيذ فاكهة الكويليس.”
لي هوي بنبرة استياء : “ اشرب الزجاجتين اللتين
أحضرتهما لي تشينغ ،
أنت دائمًا تجلب هذا النبيذ الفاسد لتتباهى به،
طعمه مثل ماء الصحون .”
وضع لي باو قوه زجاجة النبيذ على الطاولة : “ أوه ؟ ..
تعتقد أن نبيذ العجوز الخاص بك بغيض؟
إذا كنت لا تحبه ، أحضر نبيذك الخاص ،
لماذا تأتي فارغ اليدين وتكون انتقائي ؟”
بدأت زوجة الأخ بنبرة ممتلئة بالسخط : “ أبي ما الذي تقوله ؟
ابنك جاء للزيارة ،
وما زلت تنتقده بشأن ما إذا كان قد أحضر شيئ أم لا.”
اتسعت عينا لي باو قوه غاضب :“ اصمتي !
منذ متى أصبح للمرأة دور في هذا المنزل!”
رفعت زوجة الأخ صوتها : “ ما الخطأ في المرأة ؟!
بدوني كمرأة ، من أين كنت ستجلب حفيديك ؟
هل تعتقد أن ابنتك ستنجب لك أحفاد ؟
إنها حتى غير قادرة على إنجاب أي حفيد !”
شعر جيانغ تشنغ وكأنه سقط في صدمة مطلقة –
صدمة من قدرة هذه العائلة على بدء شجار من أبسط
المحادثات ،
وصدمة من أنهم يمكن أن يتشاجروا في عشاء كان من
المفترض أن يظهر الانسجام الأسري .
لكنه كان أكثر صدمة لرؤية لي تشينغ وزوجها جالسين في
صمت تام ،
ارتفع صوت لي باو قوه بما يكفي لجعل ضوء السقف يهتز :" لدي أحفاد لأن لدي ابن !
و الآن لدي ابن آخر ، إذا أردت أحفاد ، فهي مسألة دقائق
فقط !
لي هوي، هل أنت رجل أم لا؟
زوجتك تتصرف بهذه الطريقة القذرة ولا تستطيع الرد!”
ضرب لي هوي عيدان الطعام على الطاولة ونهض واقفاً : “ ما الذي يجري؟”
لم يكن واضح لمن يوجه كلامه – للي باو قوه أم لزوجته
ارتفع صوت زوجة الأخ إلى مستوى صراخ حاد : “ لماذا
تسألني ؟
ألا تعرف ما الذي نتشاجر حوله ؟”
مع خروج هذه الكلمات من فمها، رفع الطفلان الصغيران أيديهما من الطعام وبدآ بالبكاء بصوت عالٍ، كما لو أن أحدهم ضغط على زر إنذار، مما تسبب في تنميل أدمغة الجميع.
نهض جيانغ تشنغ، عاد إلى غرفته وأغلق الباب خلفه.
الجدال في الخارج لا يزال مستمر – الرجال يصرخون ،
النساء يصرخن ،
والأطفال يطلقون العنان لأحبالهم الصوتية ،
الباب الضعيف لم يستطع حجب تلك الأصوات التي يُمكن
أن تغرق أي شخص في اليأس ،
خلف هذا اللوح الرقيق من الخشب ،
كانت تقف عائلته الحقيقية ،
نوع العائلة المزعجة حتى في المسلسلات التلفزيونية ،
النوع الذي طالما احتقره –
لا، ليس حتى احتقار ،
بل النوع الذي لم يكن ليعيره أي انتباه على الإطلاق ،
إذا نشأت في هذا الجو ، هل كنت سأكون مثلهم ؟
اندفاعي ، تمردي الممتد لفترة أطول من المعتاد –
هل كان كل هذا موروث وراثيًا ؟
هل كُتب هذا في جيناتي ؟
فترة تمرد ؟
ربما لم تكن هناك فترة تمرد أبدًا
ولكن بدلاً من ذلك ، هذه طبيعتي المرعبة ——
طرق أحدهم الباب خلف ظهره ،
و الناس بالخارج ما زالوا يتشاجرون ،
حتى أنه سمع صوت شخص يركل كرسي ،
لولا أن جيانغ متكئ على الباب ،
لما كان قادرًا على سماع هذا الطرق الخفيف على بابه —-
ظهر صوت الأخت لي تشينغ الخافت بنفس القدر
:" جيانغ تشنغ ؟"
تردد للحظات ،
ثم استدار جيانغ وفتح الباب قليلاً ،
ينظر إلى لي تشينغ الواقفة بالخارج ، مرتعبة
لي تشينغ : “ هل أنت بخير؟”
جيانغ تشنغ : “ أنا بخير ”
' هل أنت بخير؟ '
هذه الجملة كان ينبغي أن تُوجه إلى لي تشينغ —-
: “ ااممم …” استدارت لي تشينغ لتنظر إلى الجو القاتم في
غرفة المعيشة : “ ماذا لو أحضرت لك بعض الطعام لتأكل هنا ؟”
جيانغ تشنغ : “ لا، شكرًا .
أنا… لا أستطيع تحمله .”
لم تضف لي تشينغ شيئ . أغلق الباب مرة أخرى وأقفله
بعد أن وقف في منتصف الغرفة مذهولًا لبعض الوقت ،
مشى نحو النافذة ،
وضع يديه على المقبض وحاول تدويره ،
لم تتحرك النافذة
حاول جيانغ تشنغ فتح هذه النافذة منذ اليوم الذي وصل
فيه ،
ولم ينجح ولا مرة ،
بدت هذه النافذة كما لو كانت ملحومة بإحكام ،
رافضة أن تتحرك حتى بمقدار عرض شعرة ،
حاول جيانغ تشنغ بعنف تدوير المقبض بضع مرات أخرى ،
وفي النهاية بدأ بالدفع بقوة ،
لم ينجح حتى عندما أصبح جسمه متعرقًا بالكامل
نظر إلى لوح النافذة ،
وأثناء سماعه الفوضى القادمة من الخارج ،
شعر وكأن شيئ داخله على وشك الانفجار ،
استدار ليمسك بالكرسي خلفه ، ورماه بقوة نحو النافذة
تحطم زجاج النافذة بصوت حاد للغاية
هذا الصوت جعله يشعر براحة كبيرة ،
كأن كل مساماته قد انفتحت فجأة ،
رفع الكرسي مرة أخرى وحطم النافذة مرة ثانية ،
تحطم الزجاج إلى شظايا متناثرة على الأرض
ضرب مرة بعد مرة –
أصوات الجدال في غرفة المعيشة تحولت إلى طرق على
الباب ، لكنه رفض الاستماع إليهم
عندما تحطم الزجاج تمامًا ، ركز على الإطار ودفعه برجله
وأخيرًا ، فتُحت النافذة
وصل صوت مفاتيح تدور في قفل الباب من الجهة الأخرى ….
وضع يده على حافة النافذة للقفز منها
اللعنة على الجينات
— نهاية الفصل العاشر —




تعليقات: (0) إضافة تعليق