Ch13
استيقظ جيانغ تشنغ متأخرًا بعض الشيء في الصباح.
وعندما فتح عينيه ،
كان الوقت قد حان تقريبًا لبدء الفترة الأولى
رقمه القياسي في التغيب عن الحصص الدراسية يومين ،
وعدم العودة إلى المنزل ثلاثة أيام ،
ومع ذلك لم يتأخر عن الحصص الدراسية إلا نادرًا ،
لم يكن هو نفسه متأكدًا من السبب ،
ولكن إذا قرر حضور الحصص الدراسية ،
فإنه يفضل عدم التأخر كثيرًا ،
المدرسة قد بدأت للتو ،
ولم يكن يخطط للتغيب عن المدرسة في تلك اللحظة ،
نظر إلى الساعة وقفز من فراشه ،
وركض إلى الحمام وأمسك بفرشاة أسنان تستخدم لمرة واحدة
عادةً لا يستخدم هذه الأشياء حتى عندما يقيم في الفنادق
لأن هذه فرشاة الأسنان لها شعيرات صلبة مميتة ويكون حجمها كبير جدًا دون داعي ،
بالإضافة إلى أنها عادةً لا تحتوي على أي نكهات مفضلة ...
وعندما كان يصدر صوتًا ، لم يكن متأكدًا مما إذا كان ذلك
بسبب أنه وضع الكثير من القوة في يده اليسرى أو أن
فرشاة الأسنان كانت سيئة للغاية ،
لكنه لاحظ أن لثته تنزف ،
عندما رفع رأسه ،
رأى نفسه الشاحبه المحرومه من النوم في المرآة -
و حتى تلميحات من الهالات السوداء حول عينيه ،
مع الرغوة البيضاء حول فمه ...
: " اههخ ..."
أمام المرآة ، استخدم يده الملفوفة بالضمادة لربط صدره
وأشار إلى الأمام بشكل درامي بينما يستنشق الهواء بألم
: " يا إلهي ... اللعنة .. سم... في هذه القذارة !
آه!"
ضحك على نفسه لبعض الوقت بعد انتهاء أدائه ،
ثم تذكر أنه كان متأخرًا تقريبًا ،
فبدأ بسرعة في رش الماء على وجهه لغسله سريعًا ،
عندما خرج من الفندق بعد تسجيل الخروج ،
بإمكانه أن يشعر تقريبًا بـ ' رو جيا ' الموجود عبر الشارع يضحك عليه
هذا صحيح ، لقد اتبع تعليمات غو فاي الواضحة أمس ووجد رو جيا ،
ولكن عندما بحث في جسده بالكامل ،
وجد أنه بخلاف الخمسمائة يوان والهاتف ،
لم يكن هناك قطعة ملابس واحدة تخصه ،
و ببساطة لم يستطع البقاء في رو جيا في النهاية
وبما أنه لم يحمل بطاقة هويته معه،
هددته موظفة الاستقبال باستدعاء الشرطة بينما حاول
التفكير في طريقة للدخول معها -
ولم يكن من الممكن أن يزداد الأمر سوءًا
منطقة قديمة كبيرة في مدينة صغيرة متعفنة ،
لماذا كان من الصعب الحصول على غرفة في فندق ؟!
لقد كان يرتدي بالفعل سترة غو فاي الصوفية ،
ويرتدي سترة غو فاي السفلية ،
وأخذ شاحن غو فاي ،
وأكل وجبته أيضًا ودخن سيجارته ،
لم يكن لديه حقًا وجه ليعود ويطلب من غو فاي السماح له
باستعارة هويته !
وعندما استسلم لمصيره وقرر أن يختبئ في مقهى إنترنت
طوال الليل ،
رأى فندق صغير عبر الشارع ، وبالتالي تم إنقاذه أخيرًا
استدار ليلقي نظرة أخيرة على الفندق الصغير ' فندق عائلة
تشو ' وأخذ يدون ملاحظاته في ذهنه
وفي المرة التالية التي يكتب فيها مذكراته ، يمكنه العودة والاستمتاع
بعد شراء وجبة الإفطار من متجر صغير أسفل الفندق ،
لم يكن لديه الوقت لتناولها ثم وضعها في حقيبته وركض
بغضب نحو المدرسة ،
لم تكن المسافة بين مدرسة سي زونغ وهذا الجانب من
المدينة بعيدة للغاية -
محطتان ليسا بعيدتان ، وكانتا محطتين صغيرتين أيضًا
إذا كان المرء سيستغل الوقت في انتظار الحافلة ثم يضغط
على نفسه ، فبإمكانه الوصول إلى وجهته سيرًا على الأقدام بالفعل
ولكن لا يمكنك القول بأنها كانت قريبة ،
لا يزال يقتله الركض طوال الطريق ،
وأيضًا، كان من الصعب رؤية سيارة أجرة في وقت مبكر من الصباح
وبينما يركض نحو بوابة المدرسة ، سمع جيانغ تشنغ جرس المدرسة يرن
اقترب الأشخاص من حوله من البوابة وكأنهم تم تصفيتهم
في لقطة بطيئة الحركة ،
دون أي إشارة واحدة على رد الفعل ،
واصلوا الأكل والدردشة بينما يتحركون ببطء إلى الأمام
وفقًا لإيقاع الجرس ، خطوا إلى حرم المدرسة
وكأنهم يتجولون في فنائهم الخلفي
لقد أبطأ خطواته ، فهو لا يريد أن يبدو وكأنه شخص
مهووس بالعلم سريع الخطى أمام هذا الجمهور الكبير —-
بالنظر إلى ظروفه الحالية ،
لو كان في مدرسته السابقة ،
لكان المعلمين المناوبين قد بدأوا بالفعل حملة الشتائم
ومع ذلك ، كان المعلم الواقف عند بوابة سي زونغ - سواء
كانوا ذوي مزاج جيد أو معتادين بالفعل على مثل هذه
الهراء - يصرخ بهدوء : " أسرع ! أسرع !
من يتسلق البوابة بعد إغلاقها سيحصل على علامات جزاء !"
—— تسلق البوابة ؟
استدار جيانغ تشنغ لينظر إلى بوابة المدرسة
كانت بوابة سي زونغ في الواقع مهيبة للغاية :
ذات طبقتين ،
الطبقة الأولى عبارة عن باب ميكانيكي طويل لشخص ،
وفي الداخل باب معدني ذو إطارين مع مسامير على طرفه
فجأة تذكر أن غو فاي كان متأخرًا بالأمس -
—— هل تسلق إلى الداخل ؟
تسك —-
بمجرد التفكير في ذلك الصف من المسامير المدببة ،
شعر بنسمة من الرياح الباردة تهب عبر فخذه ،
وبينما يصعد الدرج ،
نادى شخص ما باسمه من الخلف
: " جيانغ تشنغ!"
استدار ليرى وانغ شو يحمل فطيرة كبيرة الحجم ،
يقضمها ويركض نحوه في نفس الوقت —
نظر إليه وانغ شو من أعلى إلى أسفل : " يا إلهي، إنه أنت حقًا !!!
لقد اعتقدت للتو أنك دا فاي
لكنني أدركت بعد ذلك أن القبعة ليست في مكانها
الصحيح ... لماذا ترتدي ملابسه ؟
هذه ملابسه ، أليس كذلك ؟"
واصل جيانغ تشنغ صعود الدرج : " ااووه "
نظر وانغ شو إلى يده : " هل حدث شيء ؟
اللعنة ، ماذا حدث ليدك ؟
هل كان هوزي؟
هل ذهبت للاختباء عند دا فاي ؟"
جيانغ تشنغ : " لا، ليس هذا ماحدث ، لا "
: " لا داعي لإخفاء الأمر عني ..." ربت وانغ شو على كتفه
بطريقة مخلصة للغاية : " لقد حدث هذا بسببي.
إذا حدث أي شيء آخر ، سأتحمل المسؤولية ،
فقط أخبرني الحقيقة ..."
: " لا تفعل ذلك ،،،" استدار جيانغ تشنغ لينظر إليه : " أقصد التربيت على كتفي "
رفع وانغ شو يده
أضاف جيانغ تشنغ : " أيضًا ، لا تربّت على ظهري"
وانغ شو : " اللعنة ،" غير مرتاح تمامًا وهو يقبض يده في
جيبه ، ويخطو بضع خطوات كبيرة أثناء مروره بجيانغ تشنغ وصعد الدرج : " الكثير من المشاكل "
لم يظهر غو فاي في فترة الدراسة الذاتية الصباحية ،
ولم يعرف أحد ما إذا كان متأخرًا أم أنه غاب تمامًا ،
انحنى جيانغ تشنغ فوق مكتبه ،
واستخدم جسد تشو جينغ لإخفاء نفسه ،
وتناول إفطاره ببطء ،
لم تمر أربعة أسابيع بعد ،
وكان هؤلاء الأشخاص الخمسة يتناولون الإفطار معًا بالفعل
كان يفكر في نفسه أثناء تناوله الطعام ،
—- لقد مر يومان فقط وقد اعتدت عليهم بالفعل ؟
كان إفطاره في الواقع بسيط للغاية : زلابية مقلية وحليب
الصويا .
حتى أنه طلب بحذر شديد حشو الكرنب في الزلابية ،
خوفًا من أن تكون الرائحة قوية جدًا عندما يأكل في الفصل ،
ومع ذلك ، إذا ألقيت نظرة حول الفصل ،
ستجد من يتناول الزلابية الصينية المحشوة بالثوم المعمر ،
وفطائر اللحم المحشوة بالثوم المعمر ...
لنتجاهل موضوع الرائحة ، حتى أن هناك شخص يتناول
وعاءً من المعكرونة سريعة التحضير بنكهة لحم البقر —-
الفترة الأولى باللغة الإنجليزية ،
ودخل لاو لو وهو يصرخ كالمعتاد ،
ومن غير المستغرب أنه سرق نصف زلابية من شاب كان
يأكل ببطء شديد لدرجة أنه لا يزال يأكل بعد فترة من
الدراسة الذاتية والاستراحة
أدار تشو جينغ رأسه نحو جيانغ : " آييييه
جيانغ تشنغ ، جيانغ تشنغ "
نظر إليه جيانغ تشنغ ، ولم ينطق بأي صوت
نادى عليه تشو جينغ مجدداً : " جيانغ تشنغ ؟
جيانغ تشنغ "
عرف جيانغ تشنغ أخيرًا سبب عدم اهتمام غو فاي
بالاعتراف به ،
هذا الشخص يتحدث بلا انقطاع حتى تجيب على اسمك
: " فقط قلها ،"
تشو جينغ : " أنت ترتدي ملابس دا فاي اليوم ، أليس كذلك ؟"
عبس جيانغ تشنغ ونظر إلى السترة المبطنة الملقاة على كرسيه ،
بدأ يشعر وكأنه يرتدي سترة كان غو فاي يرتديها كثيرًا —-
عرفها وانغ شو بنظرة واحدة ،
و حتى تشو جينغ تعرف عليها -
و ربما أدرك نصف الفصل أنه كان يرتدي سترة غو فاي في الفصل ~
وبينما يخفض رأسه لينظر إلى السترة التي يرتديها على جسده ،
لم يستطع إلا أن يصلي أن لا تكون هذه سوى سترة عادية
تشو جينغ : " السترة هي أيضًا لـ دا فاي صحيح؟
كنت في منزل دا فاي بالأمس ؟"
اللعنة !
تجاهله جيانغ تشنغ وتمدد على المكتب راغبًا في أخذ قيلولة
توقف تشو جينغ عن عادته في الضرب على المكتب : " آه، جيانغ تشنغ
لماذا لم يأتي دا فاي إلى الفصل اليوم ؟"
تمتم جيانغ تشنغ وعيناه مغلقتان : " سأضربك إذا لم تغلق فمك "
تنهد شو جينغ ولم يصدر أي صوت بعدها
كان الفصل الدراسي مريح للغاية ،
ودافئ للغاية بصراحة ،
لكن خلع السترة لم يكن يبدو صحيحًا أيضًا ،
ناهيك عن أنه لم يكن يرتدي أي شيء تحت السترة ،
ولم يكن يستطيع الجلوس في الفصل عاري جزئيًا ،
بدا هذا الـ غو فاي متواضع ،
فلم يقل أكثر من جملتين في المدرسة ولم يكن يبدو قريبًا
بشكل خاص من أي شخص ،
حتى أنه ذهب إلى الحمام بمفرده ، ومع ذلك ،
تذكر كل واحد من هؤلاء الأشخاص ما كان يرتديه ،
كم هو مدهش !
الفترة الثانية عبارة عن درس لغة ،
بعد انتهاء الدرس ، اقترب لاو شو منه ونظر إليه : "جيانغ تشنغ ، تعال لدقيقة "
وقف جيانغ تشنغ ، وسحب سترة غو فاي بتردد بينما يتبع
لاو شو خارج الفصل الدراسي ليقفوا في الردهة معًا
جيانغ : "ما الأمر، شو زونغ ؟"
لاو شو : " لماذا لم يأتي غو فاي إلى الفصل اليوم ؟"
جيانغ تشنغ عاجز عن الكلام إلى حد ما : " كيف لي أن أعرف ؟"
: " أنت لا تعرف ؟" نظر إليه لاو شو ،
وكان وجهه مكتوب عليه ثلاث كلمات عملاقة ' أنا لا أصدقك '
تليها ' هل أنت حقًا لا تعرف أم أنك فقط غير
راغب في إخباري ؟ '
جيانغ تشنغ بانزعاج : " أنا لا أعرفه جيداً ،
فلماذا أقوم بتغطية الأمر ؟"
تنهد لاو شو : " أوه، الأمر كذلك ،،
لقد رأيتك ترتدي ملابسه ، لذا افترضت أنكما كنتما معًا
بالأمس وعرفت سبب عدم وجوده هنا اليوم ."
جيانغ تشنغ : "... أوه " ولم يستطع أن ينطق إلا بهذه الكلمة ،
كلمة أخرى وشعر وكأن فمه سيمتلئ بالدم الصدئ
نظر إليه لاو شو : " جيانغ تشنغ آه ،
خلال هذين اليومين اللذين كنت على تواصل بغو فاي ،
كيف تشعر تجاهه كشخص؟"
حدق جيانغ تشنغ في لاو شو
إذا لم يكن يعلم على وجه اليقين أنه في المدرسة الآن ،
وأن الشخص الذي يقف أمامه هو مدرس الفصل ،
وأن غو فاي هو مجرد زميله في المكتب ،
لكان قد ظن أنه يواجه مقدم موعد مدبّر ~
صحح جيانغ تشنغ كلام لاو شو : " ليوم واحد !
نصف يوم على وجه التحديد !! "
عبس لاو شو بحاجبيه : " نعم ، لم يكن هنا بعد ظهر أمس ،
إذن ، كيف تشعر..."
قاطعه جيانغ تشنغ : " ليس لدي أي مشاعر
شو زونغ، ليس لدي أي رأي تجاه هذا الشخص"
لاو شو مُصّر على التعبير عن آرائه : " غو فاي ذكي للغاية .
إنه مختلف عن بقية الطلاب الذين لم يحققوا أي إنجازات ،
إذا تمكن من فهم أيديولوجياته ( إمكانياته ) ،
فسوف تتحسن درجاته ."
أشار جيانغ تشنغ إلى نفسه : " بواسطتي؟"
كان يريد أن يسأل تقريبًا ' هل أنت متأكد من أنك واعي بما تقوله ؟ '
ابتسم لاو شو : " لا، لا، أنا ،،،،،" مشيراً بإصبعه إلى نفسه :
" يجب بالطبع أن يتم وضع الأيديولوجيات بواسطة مدرس الفصل "
ظل جيانغ تشنغ صامت
بإمكان جيانغ أن يرى أن لاو شو شخص جيد ،
ولكن بناءً على مكانته الحالية في قلوب طلابه ،
فإن صعوبة هذه الوظيفة كانت كبيرة جدًا ،
حتى شخص مثل تشو جينغ لن يصدق كلماته ،
ناهيك عن غو فاي .
لاو شو : " كنت أفكر، درجاتك جيدة جدًا ،
هل يمكن أن تكون شريكه في التعلم ؟"
حدق جيانغ تشنغ في لاو شو بمفاجأة : " ماذا ؟"
—— التعلم - شريك ؟
شريكه في التعلم ! ؟
لم يحدث هذا النوع من الترتيبات إلا أثناء المدرسة الإعدادية ،
وكانت النتيجة النهائية إما بلا فائدة أو علاقات حب مبكرة ،
ولظهورها مجدداً في مرحلة المدرسة الثانوية ،
كان تعبير لاو شو الحالي يشبه حقًا تعبير ملصق( رياكشن ) لرجل عجوز
حاول لاو شو أن يشرح قائلاً : " ليس كشركاء في التعلم
بشكل حرفي ؛
فقط ساعده أكثر ،
اجعله ينتبه أكثر خلال الدروس ،
واشرح له الأسئلة التي لا يفهمها … "
نظر إليه جيانغ تشنغ ،
غير قادر على فهم كيف أن لاو شو يملك القوة ليصدق
أن غو فاي يمكن أن يقبل إشراف أي شخص آخر ،
لاو شو : " سابقاً ، كنت أجعل يي جينغ تدرسه في أوقات
فراغها .
يي جينغ هي رئيسة الفصل ، وهي مجتهدة جدًا ،
لكنها فتاة في النهاية ، وهذا يسبب بعض الإزعاج ،
لذا ، آمل الآن أن تفعل ذلك…
بشرط ألا يؤثر ذلك على درجاتك .”
كان تعبير لاو شو جادًا للغاية ،
ونبرته المليئة بالتدخل جعلت جيانغ تشنغ يشعر بالارتباك
وغير متأكد من كيفية الرد ،
منذ صغره وحتى الآن ،
كان جيانغ تشنغ دائمًا يتجاوب مع اللطف أكثر من القوة ،
لكنه لم يستطع تقبل طلب لاو شو الساذج بشكل مفرط
رد جيانغ تشنغ بجدية مماثلة : “ شو زونغ ، أعتقد أنك
بحاجة إلى معرفتي أكثر قبل أن تقرر أنني الشخص المناسب
لهذا العمل .
الدرجات ليست معيار لتقييم شخصية الفرد .
ألا ترى أنني لم أحضر حتى كتبي اليوم ؟”
لم تستمر المحادثة لأن جرس الحصة بدأ بالرنين
لم يأتِ غو فاي إلى المدرسة طوال الصباح ،
ولم يبدُو أن أي من المعلمين اهتم بسؤاله خلال الحصة ،
وكأن حضوره أو غيابه لا يهم ،
عندما انتهت الحصة ،
كان جيانغ تشنغ أول من غادر الصف
لم يكن لديه أشياء لجمعها ،
كل ما عليه فعله هو ارتداء سترته والخروج
و غادر أسرع من أولئك الذين يهرعون إلى الكافيتيريا ،
وانطلق خارج المدرسة كخط من البرق ،
حظه اليوم جيد ...
رأى جيانغ تشنغ سيارة أجرة عند بوابة المدرسة ،
وصعد إليها دون أن ينتظر نزول الراكب السابق
سأل جيانغ تشنغ السائق : “ غير مركز التسوق في وسط المدينة ،
أين يمكنني شراء الملابس أيضًا ؟”
فكر السائق للحظة وأجاب : “ مركز التسوق "
جيانغ تشنغ : “ أين ؟”
: “ في وسط المدينة ~ ”
“… اووه ؟ ” إتكأ جيانغ تشنغ في المقعد
وأغمض عينيه : “ خذني إلى هناك إذًا "
كان مركز التسوق قبيح نوعًا ما ،
ذلك اليوم عندما تناول جيانغ تشنغ وبان تشي اللحم
المشوي هناك ،
قاما بالتجول في المحلات ولم يجدا شيئ ملفت ،
لكن الآن لم يكن الوقت للانتقاء ، المهم أن يجد ملابس
دخل متجر عشوائي قيل أنه يقدم تخفيضات كبيرة لدرجة
أن المالك على وشك قطع رقبته والانتحار ~
التقط سترة صوفية ومعطف مبطن وجربهما
شعر أنهما مناسبان ،
فاشتراهما نقدًا وطلب من الموظفين إزالة العلامة
عند خروجه وهو يحمل سترة غو فاي ،
شعر وكأنه يستطيع أخيرًا التنفس بارتياح
جودة الملابس الجديدة متوسطة ،
لكنها على الأقل دافئة وبجودة جيدة ،
كما أن السعر كان مقبول – لم يصل إلى مستوى ' قطع الرقبة ' ~
ربما فقط القفز من نافذة الطابق الأول ~
بعد أن تناول الطعام في مكان قريب من مركز التسوق ،
لم يعرف إلى أين يذهب ،
فكّر قليلاً وقرر العودة إلى المدرسة ،
وفي نفس الوقت يمكنه إيجاد متجر لتنظيف السترة
الخاصة بغو فاي ،
لم ينوي استدعاء سيارة أجرة هذه المرة ،
البطاقة التي أعطتها له والدته كانت تحتوي على مبلغ جيد ،
لكن نظرًا لوضع عائلة لي باوقوه ،
ربما سيحتاج إلى أن يجعل هذا المبلغ يكفيه حتى
الجامعة …
و أثناء مشيه ، لمح محطة للحافلات في الأمام
بينما يمشي ، رن هاتفه
كانت المكالمة من لي باوقوه —-
أجاب جيانغ تشنغ بلا رغبة : “ ألو ؟”
: “ تشنغ تشنغ آه!”
ظهر صوت لي باوقوه العالي من الطرف الآخر
: “ لابد أن الحصة انتهت !”
تحدث جيانغ تشنغ وهو يتجه نحو محطة الحافلات : “ أوه ”
لي باوقوه : “ أين قضيت الليلة الماضية؟
مثل هذه المشاجرات الكبيرة ،
لو لم يعرف الجيران لظنوا أنني فعلت شيئًا لك !”
لم يرد جيانغ تشنغ ،
وقف تحت محطة الحافلات ينظر إلى الجدول لمعرفة ما إذا يوجد حافلة تمر بالقرب من المدرسة
تابع لي باوقوه : “ هل هدأ غضبك ؟
عد للمنزل وتناول الطعام ،
صنعت زلابية، بانتظارك لتأكلها ! "
: " أنا..." لم يرغب جيانغ تشنغ في العودة ،
لكنه لم يستطع أن يقول لا ،
بعد أن تجمد للحظة ،
لم يكن قادرًا إلا على القول : " أنا في مركز التسوق"
أجاب لي باو قوه على الفور : " المسافة ليست بعيدة ،
استقل الخط 19 للعودة .
المحطة تقع عند المدخل الشرقي للمركز "
——————————————-
عندما استدار جيانغ تشنغ إلى الشارع الذي يقع فيه منزل
لي باو قوه حاملاً الملابس بين يديه ،
لاحظ وجود محل للتنظيف الجاف ليس بعيدًا جدًا
لم يكن يبدو محل التنظيف موثوق به من مظهره ،
لكن يوجد الكثير من الملابس المعلقة ،
تردد جيانغ تشنغ للحظة ثم قرر أخذ ملابس غو فاي لغسلها فيه ؛
حتى أنه دفع رسوم للخدمة السريعة و من المقرر أن يعود
لهم مجدداً الليلة لاستلامها ،
توقف جيانغ تشنغ عن المشي عندما وصل إلى أسفل الدرج ،
عند مدخل الممر ،
رأى عربة ثلاثية محملة بزجاج ،
ولي باوقوه يقف بجانبها ،
يحمل بعض قطع الزجاج من العربة ويتحرك بصعوبة نحو المنزل
—- هذا على الأرجح لإصلاح النافذة التي كسرتها بالأمس
تنهد جيانغ تشنغ وركض نحوه : “دعني أفعل ذلك "
صرخ لي باوقوه : “ آه، لقد عدت !
لا تتحرك ، سأحملها بنفسي .
لا تكسرها ، لقد كانت غالية الثمن !”
نظر جيانغ تشنغ ورأى أنه بالفعل من الصعب تغيير الأيدي ،
لذا أخذ المفاتيح من لي باوقوه وسار للأمام لفتح باب المنزل
رفع لي باوقوه رأسه وصرخ إلى مكان ما في الأعلى : “ يا له
من ولد متفهم!
انظروا إلى هذا ،
هذا ابني ! إنه يفهمني جيداً !”
سأل جيانغ تشنغ وهو ينظر حول الغرفة : “ لماذا لا تطلب من العمال أن يركبوها لك؟”
رأى قطع الزجاج المكسورة لا تزال متناثرة على الأرض ،
خرج و أحضر مكنسة من المطبخ وأضاف : “هذا…”
نظر إليه لي باوقوه بغضب : “ أطلب من العمال ؟
كم سيكلف ذلك من المال !
دعني أخبرك ، لم أستطع إحضار هذه القطع البالية من
الزجاج إلا بالدين .”
: “ دين؟” توقف جيانغ تشنغ عن الحركة والمكنسة في يده
: “ متجر الزجاج في الشارع الخلفي ،
المالك هناك يلعب الورق معي بانتظام ، طلبتها منه .
بعد بضعة أيام عندما يحالفني الحظ على الطاولة ،
سأعطيه المال .”
فتح جيانغ تشنغ فمه ، لكنه لم يعرف ماذا يقول
لي باوقوه لم يكن لديه حتى المال لبضعة قطع زجاج؟
لدفع ثمنها ، اضطر إلى الاعتماد على مقامرة الورق ؟
انحنى جيانغ تشنغ ليكنس قطع الزجاج المتناثرة : “ هل هو
الشارع الخلفي؟
سأذهب فقط لدفع ثمنها لاحقاً .”
: “ يا لك من ولد جيد !” وضع لي باوقوه الزجاج على
الطاولة القريبة ونفض يديه : “ تعرف كيف تقلق على والدك
العجوز !
عائلتك في الطرف الآخر أعطتك
مبلغ كبير من المال صحيح ؟”
التفت جيانغ تشنغ لينظر إليه ، لكنه لم ينطق بكلمة
عندما ذهب لي باوقوه لإحضار الزلابية من المطبخ ،
أمسك جيانغ تشنغ السترة التي ألقاها على السرير
وأخرج محفظته ليتفحصها –
شعر بعدم التصديق في تلك اللحظة ——-
ربما لم يُمس النقد ، لكن مكان البطاقة تغير
نظر إلى رقم البطاقة ،
وعندما تأكد من أنها لم تتغير ،
أعاد محفظته إلى جيبه ——
جلس على حافة السرير ،
شعر جيانغ تشنغ بالضعف —-
———————————————————
في هذه الأثناء ،
غو فاي يجلس في مكان آخر ،
أخرج علبة السجائر يريد إشعال سيجارة ،
لكنه اكتشف أن العلبة فارغة ،
طواها بيده وحولها إلى كرة صغيرة بوجه متجهم ،
ثم ألقاها على الأرض بجانب قدميه ،
كانت الأرض مغطاة بعلب السجائر الفارغة وأعقابها ،
كان اليوم هادئًا جدًا ،
اتصل به لاو شو عدة مرات هذا الصباح ،
وكذلك والدته ولي يان، لكنه تجاهلهم جميعًا وأغلق هاتفه ،
عاد العالم إلى الصمت –
جلس لوحده يتذوق ببطء الرعب الذي يستقر في أعماق قلبه
بدأت السماء تظلم ،
و الرياح الشمالية تعصف بلا رحمة ،
الرياح تتسلل عبر القبعات ، وتعبر غطاء الأذن ،
وتلف حول أقنعة الوجه ،
ثم تضرب وجوه الناس مرارًا وتكرارًا ،
استدار ليسير في الممر الصغير بين صفين من شواهد القبور
ممسكًا بالمكنسة ، يكنس أعقاب السجائر بعيدًا ،
ثم توقف أمام شاهد قبر محدقًا في الصورة عليه
هذه أول مرة ينظر فيها إلى هذه الصورة بعد أن قضى اليوم كله هنا
تحت السماء المظلمة ،
بدا الشخص في الصورة غريب للغاية ،
ولكنه يحتوي على شعور غير مرئي جعله يشعر بالخوف
: “ سأغادر”
عندما استدار ليغادر ،
لم يستطع التخلص من الشعور بأن شخص ما يتبعه من
الخلف ،
وعندما التفت لينظر ،
لم يكن هناك سوى بحر صامت من شواهد القبور ،
و بينما يتحرك للأمام ،
أصبحت خطواته ثقيلة ،
أخذ غو فاي نفس عميق وسرّع وتيرته
في اللحظة التي أسقط فيها المكنسة ،
وصل صوت الماء إلى أذنيه ——
بدت أنفاسه وكأنها توقفت ،
وكل شيء من حوله بدا مظلم فجأة
لم يكن هذا صوت ماء يتدفق ،
ولا صوت ماء يُجذف ،
بل كان …
صوت مضخّم لشخص يكافح بشدة للبقاء حيًا في مياه قاسية —-
صوت مليء باليأس والألم ——
تطاير الماء في كل مكان بينما ارتفعت الأمواج واحدة تلو
الأخرى ،
متشابكة ومتداعية بلا نهاية ،
ووسط الماء ، عينان تحدقان به مباشرةً
“ لماذا لم تنقذني ؟!
هل تريد أن يتم جلدك ؟!”
ركل غو فاي سلة القمامة بعنف بجانبه ،
غرق في خوف لحظي ،
وعند سماعه صوت سلة القمامة وهي تسقط ،
عاد أخيرًا إلى الواقع ،
شد ياقة سترته ، ورأسه منخفض ،
وسار بسرعة عبر الطريق الخالي باتجاه البوابة الوحيدة للمقبرة
لم تكن هذه الجملة الأخيرة التي سمعها
في اليوم الذي مات فيه والده ،
أمضى الليل كله يغرق في كوابيس تتكرر فيها هذه الجملة
مرارًا وتكرارًا في وعيه ،
غير قادر على الاستيقاظ ،
في اللحظة التي سبقت موت والده ،
لم يكن لديه الوقت للكلام ، ولا القدرة على ذلك –
كل ما تبقى هو كفاحه الشديد من أجل حياته
لم يكن يعرف لماذا كان يحلم بهذه الجملة ،
ولا لماذا ظلت ترافقه لبقية حياته لتصبح خوفه الذي لا يُمحى
الشعور بالوقوف على ضفاف البحيرة وملابسه مبتلة بالكامل كان لا يزال حقيقي جدًا ،
حقيقي لدرجة أنه لم يستطع التوقف عن الإمساك بحافة
ملابسه كل مرة ليتأكد من أنها جافة ،
هذه المنطقة من البلدة القريبة من المقبرة كانت في
الواقع مزدهرة جدًا ،
عند الخروج من البوابة الأمامية ، تجد الشارع الرئيسي ،
ركض غو فاي تقريبًا نحو أقرب متجر صغير
مع انهمار الضوء عليه من كل مكان ،
بدأ يشعر بجسده يسخن ببطء
وتزول الصلابة التي كانت تكتنفه ،
اشترى حزمتين من السجائر وزجاجة ماء ،
ثم اشترى وجبة ' أودين '
بعد أن أشعل السيجارة في مكان محمي بعيدًا عن الرياح ،
أخذ نفس وأطفأها على الفور
– شعر برغبة في التقيؤ —
شعر وكأن حلقه ممتلئ بالكامل بالرمال
عندما جلس على الحافلة ،
شرب زجاجة الماء بالكامل ،
وبعد أن شعر بأنه تعافى قليلًا ، شغّل هاتفه
وجد مجموعة من المكالمات الفائتة ،
معظمها من لاو شو،
والبقية لمواضيع غير مهمة –
ومع معرفتهم بأنه أغلق هاتفه ، توقفوا عن الاتصال
لكن لاو شو، مثل مُلاحق مخلص وعنيد ،
واصل الاتصال بلا توقف ،
بعد تصفح المكالمات الفائتة ،
فتح الرسائل ليجد رسالة واحدة من جيانغ تشنغ :
[ – سأعيد لك ملابسك في الثامنة ]
عند رؤية صورة ملف جيانغ تشنغ ،
تذكر مجدداً ما حدث بالأمس عندما كان يعدّل صوره
بالفوتوشوب ،
استند إلى النافذة ،
وبدون أي سبب واضح ، بدأ يضحك
- نهاية الفصل الثالث عشر -



تعليقات: (0) إضافة تعليق