Ch134
في هذا الوقت ،
يوجد العديد من الطلاب يسيرون على الطريق الرئيسي
المؤدي إلى السوبرماركت
رغم أن جامعة R تتمتع بأجواء متحررة جدًا ،
حيث لم يكن هناك تمييز تجاه أي نوع من العلاقات العاطفية ،
إلا أن العناق في منتصف الطريق ،
سواءً كان بين رجل وامرأة أو بين شخصين من نفس الجنس ،
لا بد أنه سيجذب بعض الانتباه
قال غو فاي وهو يسحب يده متراجعًا خطوة إلى الخلف :
" أليس تشاو كي معك ؟"
أجاب جيانغ تشنغ بعد أن تنحنح ،
لكن صوته لم يكن في أفضل حالاته : " نعم ، إنه خلفي "
ألقى نظرة حوله — رغم أن الطلاب المارين تصرفوا بشكل طبيعي ،
إلا أن أنظارهم تتوقف عليهم للحظة ثم يتابعون طريقهم
قال غو فاي ،
وهو ينظر حوله أيضًا بشيء من الحرج : " أنا...
لم يكن هنا هذا العدد من الناس قبل قليل ."
رد جيانغ تشنغ: " انتهت المحاضرات للتو .
لماذا أتيت فجأة ؟"
كان عقله في حالة من الفوضى في البداية ،
وكأن شريط متحرك في ذهنه يكرر عبارة : ' غو فاي هنا '
والآن ،
بعد أن استوعب الأمر أخيرًا ،
تذكر فجأة هذا السؤال المهم ،
بمجرد أن نطق به ،
شعر بقلبه ينبض بقوة ،
يحاول جاهداً كبح جماح مشاعره المتحمسة ،
إنه هنا !
غو فاي هنا !
لقد جاء فجأة !
عند باب السوبرماركت !
يقف أمامي مباشرة !
لم يستطع منع نفسه من مد يده وربت بلطف على ذراع غو فاي،
ليؤكد لنفسه أن الأمر حقيقي
غو فاي: "شو شينغ تشي عاد اليوم ،
وكان يقود السيارة ،
فكرت أنه يمكنني أن آتي معه ،
وبهذا لن أضطر لحجز تذكرة سفر "
جيانغ تشنغ وهو ينظر إليه بجدية : "ما سألته هو لماذا أتيت فجأة ،
لم أسألك كيف أتيت . هذا هو السؤال المهم ."
شد غو فاي ياقة معطفه قليلًا ،
بدا غير مرتاح قليلًا بسبب عدد الطلاب الذين مروا بجانبهما ،
ثم قال بصوت منخفض: “ حسناً ….
لأنني… اشتقت إليك "
جيانغ تشنغ كانت يده لا تزال في جيبه ،
يمسك هاتفه ،
وأصابعه تضغط بلا وعي على الشاشة ،
لكن بمجرد أن سمع كلمات غو فاي ، ارتجفت يده قليلاً
اشتقت إليك —-
اللعنة ….
شعر وكأنه على وشك أن يسحق زجاج الحماية
على شاشة هاتفه من شدة الضغط
سأل غو فاي: "هل لديك محاضرة الآن؟"
ثم ألقى نظرة جانبية وقال بهمس :
" يوجد الكثير من زملائك هنا،
إن رآنا أحدهم...
ربما لا يكون ذلك جيدًا ."
رد جيانغ تشينغ وهو يفرك أنفه : " لا بأس "
لكنه رغم قوله هذا ،
لم يجرؤ على النظر إلى الطلاب من حوله
فقط تقدم إلى الأمام بخطوة
جيانغ : “ تعال، لنتمشى قليلاً "
لحق به غو فاي : “ اووه "
هذا الشعور كان غريب للغاية
قبل دقيقة واحدة فقط ،
كان جيانغ تشنغ جالس في القاعة ،
ينظر إلى كتابه الدراسي ،
ويتمتم : “ بما أن الشخص الذي يحاول الانتحار لا يرتكب جريمة ،
فلا يمكن اعتبار الشخص الذي يحرضه أو يساعده مجرمًا أيضًا…
ومع ذلك، إذا أدى التحريض أو الإكراه إلى نتيجة
غير مباشرة تعادل القتل العمد ،
فسيتم اعتبارها جريمة قتل متعمدة…”
ثم التفت ، ورأى غو فاي
غو فاي الحقيقي
شخص يمكن لمسه ، يمكن معانقته
شخص يتحدث إليه دون أن يكون صوته عبر مكالمة هاتفية ،
دون تشويش رقمي ،
بدون ذلك الطنين البارد للصوت القادم من الهاتف
شخص يمكنه حتى شم رائحته.
إنه هنا
يسير بجانبي
وكأن كل شيء طبيعي تمامًا
حتى مع ارتداءهما لمعاطف ثقيلة ،
لا يزال بإمكانه الشعور بلمسة طفيفة عندما تلامست
ذراعيهما أثناء المشي من حين لآخر
اليوم، كان كلاهما يرتديان نفس المعطف المبطن الذي
اشترياه معًا في السابق
سأل غو فاي : “ هل لديك محاضرات لاحقاً ؟”
: “ سأتغيب عنها ” رد جيانغ تشنغ ،
وأخرج هاتفه لينظر إلى الوقت
شاشة الحماية الزجاجية تحطمت بالكامل ،
متشققة مثل زهرة متفتحة
اللعنة ...
كان تشاو كي قد أعطاه هذا الزجاج الواقي قائلًا إنه جاء
كهدية مع غطاء الهاتف ،
وبدلًا من أن يُهدر ، يمكن الاستفادة منه
——- حسنًا، لم يتم إهداره بالتأكيد
لقد تحطم بالكامل الان
سأل جيانغ تشنغ فجأة بعدما خرجا من الجامعة :
“ أين أغراضك ؟”
: “ أنا…” فرك غو فاي أنفه ،
وكأنه متردد قليلًا ،
ثم قال : “ لم أحضر شيئ "
تجمد جيانغ تشنغ للحظة : “ هاه ؟”
هز غو فاي الحقيبة على ظهره قليلًا :
“ أحضرت فقط ملابس داخلية في حقيبتي .
كنت متحمس جدًا للمجيء ،
ولم أرتب وقتي بشكل جيد .
و بعد غد لدي جلسة تصوير ،
لذا يجب أن أعود غدًا .”
أومأ جيانغ تشنغ برأسه : “ آووه ...
إذن ستغادر غدًا ؟”
: “ نعم "
نظر جيانغ تشنغ إلى غو فاي بحدة :
“ إذن، لقد جئت فقط لأن شو شينغ تشي كان يقود سيارته إلى هنا ؟”
ضحك غو فاي : “ بالضبط ، قال إنه سيعود اليوم .
لم أستطع مقاومة الأمر ،
فتركته ينزلني عند بوابة جامعتك .”
جيانغ تشنغ : “ أنت مجنون "
: “ عندما يصيبني الجنون ،
لا يمكنني السيطرة عليه ” رد غو فاي
كان جيانغ تشنغ يخطط لأخذ غو فاي إلى نفس الفندق
الذي أوصله إليه عندما جاء للتسجيل للجامعة لأول مرة
لكن بشكل غير متوقع ، ضل طريقه
في النهاية ،
كان غو فاي هو الذي قاد الطريق إلى الفندق
غو فاي : “ كيف لا تضيع طريقك وأنت تذهب لإعطاء الدروس الخصوصية ؟”
جيانغ تشنغ : “ أنا لا أضيع عادةً ...
لكن اليوم… أشعر ببعض الارتباك .”
غو فاي ابتسم ، لكنه لم يقل شيئ
بعد الحصول على بطاقة الغرفة ،
دخلا المصعد بصمت
الغرفة كانت في نفس الطابق الذي أقام فيه غو فاي سابقًا ،
لكنها لم تكن نفس الغرفة
ومع ذلك ، كانت المشاعر مختلفة تمامًا هذه المرة
الذكريات ما زالت واضحة في ذهنه ،
لكنها أيضًا بدت وكأنها تعود إلى زمن بعيد ،
بعيد لدرجة أنه شعر بالحنين إليها ،
غو فاي دخل الغرفة ،
وضع حقيبته على الطاولة ،
وأخذ جهاز التحكم عن بعد لتشغيل التكييف ،
جيانغ تشنغ تبعه إلى الداخل ، وأغلق الباب خلفه
الغرفة غُمرت في صمت فوري ،
ولم يُسمع سوى الصوت الحاد لزر التكييف
عند ضبط درجة الحرارة
مع كل صوت “بيب” يصدر عن التكييف ،
بدا الجو أكثر غرابة
وفقًا لما نراه في الأفلام والروايات ،
فإن لحظات إعادة اللقاء العاطفية
يفترض أن تكون على النحو التالي:
نظرات عميقة متبادلة ،
ثم احتضان عاطفي قوي ،
يتبعها قبلة مشتعلة ،
ثم ينتهي الأمر بهما على السرير ،
المشهد التالي ؟
رجلان يرقدان جنبًا إلى جنب تحت البطانية ،
وأكتافهما العارية ظاهرة بشكل واضح
لكن الآن… لم يكن كذلك
كان جيانغ تشنغ مشتاق إلى غو فاي ،
وانتظر هذه اللحظة طوال هذا الوقت
عندما رآه ، كان مرتبك للغاية ،
يرتجف من الانفعال ،
يريد الصراخ ،
يريد الركض إليه واحتضانه بقوة ،
لكن الآن ، بعد أن أصبحا في الغرفة وحدهما …
كان فقط واقفًا هنا ، ضائع ،
غير متأكد مما يجب أن يفعله
وضع غو فاي جهاز التحكم ، ثم خلع معطفه
عندها فقط أدرك جيانغ تشنغ أنه يشعر بالحر أيضًا ،
فخلع معطفه ورماه جانبًا
غو فاي : “ أحضرت لك شيئ صغير ”
والتقط حقيبته ، وسار باتجاه جيانغ تشنغ
: “ هدية لك "
: “ هم؟” نظر جيانغ تشنغ إلى يديه
أخرج غو فاي زجاجة زجاجية صغيرة من الحقيبة ،
ووضعها في يده
كانت أثقل مما توقع
نظر جيانغ تشنغ إلى الزجاجة —
كانت مستديرة الشكل
وفي داخلها …
بتلات وردة حمراء معلقة في السائل الشفاف ،
مع جسيمات فضية ناعمة ،
مثل نقاط ضوء متناثرة ،
وعندما هزّها غو فاي برفق ،
دارت البتلة ببطء بين النجوم الفضية المتلألئة
أخذ غو فاي دفتر أسود من طاولة الفندق ،
ووضعه خلف الزجاجة كخلفية ،
في هذه اللحظة ، بدت وكأنها سماء الليل
نجوم فضية متلألئة ، تتوسطها بتلات وردة عائمة
سأل غو فاي : “ جميلة ؟”
نظر إليه جيانغ تشنغ
— كان دفتر الملاحظات الأسود يغطي نصف وجه غو فاي ،
ولم يظهر سوى عيناه المليئتان بالتوقعات
رد جيانغ تشنغ وهو يحدق فيه : "جميلة "
نظرة غو فاي جعلت قلبه يلين دون سبب واضح ،
ثم شعر فجأة أن غو فاي يشبه الأرنب الصغير ،
ولم يعرف لماذا ، لكنه كرر : " نعم ، جميلة جدًا "
ابتسم غو فاي
جيانغ تشنغ : " ما هذا السائل بالداخل ؟"
غو فاي: " غراء "
ضحك جيانغ تشنغ : " يبدو وكأني أفسدت الخدعة "
قال غو فاي: " اللون الفضي هو الخدعة "
رفع جيانغ تشينغ حاجبه وسأل : " ماهو ؟"
قال غو فاي بابتسامة غامضة: "لن أخبرك ، سأتركه لغز "
ابتسم جيانغ تشنغ ولم يُعلق
هزّ الزجاجة ،
فوهتها محكمة الإغلاق بكرة فولاذية صغيرة ،
مما يعني أنه يمكنه قلبها رأسًا على عقب
دون أن ينسكب شيء منها
وضع غو فاي الدفتر جانبًا ،
ثم أخذ الزجاجة ووضعها على الطاولة
و قال بهدوء : "تشنغ غا "
رفع جيانغ تشنغ رأسه ونظر إليه: " ههمم ؟"
قال غو فاي وهو يمد ذراعيه وعانق جيانغ :
" لم آتِ إلى هنا لأتحدث كثيرًا....
فبعض الكلمات إن قيلت الآن ستبدو هراء الآن "
مع هذا العناق اللطيف ،
اجتاح عطر غو فاي أنف جيانغ تشنغ ،
محيطاً به كنسيم هادئ ، لطيف ،
دافئ ، وجعل قلبه يهدأ تمامًا
همهم جيانغ تشنغ بصوت منخفض
وهو يُسند ذقنه على كتف غو فاي ،
وأغمض عينيه: " ههمم ..."
تابع غو فاي بصوت خافت : " أنا أفتقدك كثيرًا ،
وأشعر بالخوف أيضًا...
أخشى أن أفقدك ،
أشعر بالقلق الشديد والتوتر ،
و أخشى ألا أتمكن من مواكبتك ."
أجابه جيانغ تشنغ ، وعيناه مغمضتان : " ههمم ."
تابع غو فاي وهو يمرر يده برفق على ظهر جيانغ : "
بعض الكلمات ، إن قلتها ، لا يمكنني سحبها مرة أخرى ،
عندما تُقال ،
فإنها تترك أثر لا يمكن محوه ..
أردت فقط أن أخبرك هذا بنفسي ،
وجهًا لوجه "
جيانغ تشنغ : “ قل ماتريده ”
غو فاي : “ أنا آسف ،،
أعلم أنك لا تحتاج إلى هذه الكلمة .
أنا لا أقولها بسبب الانفصال ،
بل لأنني… لم أكن شجاع مثلك "
ارتعشت يد جيانغ تشينغ قليلًا
غو فاي: "سأكون شجاعًا مثلك ،
جئت إلى هنا فقط لأقول لك هذا ،
أريدك أن ترى ذلك بعينيك ."
أنزل جيانغ تشنغ رأسه وفرك كتف غو فاي بلطف وهمس:
" ههمم "
غو فاي: " انظر إلي و لا تنظر إلى أحد غيري "
: "... اووه ..." فجأة ، أراد جيانغ تشنغ أن يضحك
غو فاي بجديّة : " أنا جاد ، لا تضحك "
جيانغ تشنغ ، محاولًا كبح ضحكته : "لم أكن أنوي الضحك ….”
لكنه لم يستطع التوقف عن الابتسام ،
وأسند رأسه على كتف غو فاي وهو يضحك
تنهد غو فاي : " اضحك كما تشاء ،
لو سُجل هذا الكلام ،
حتى أنا قد أضحك عليه عند سماعه لاحقاً ”
جيانغ تشنغ لم يتوقف عن الضحك
غو فاي لم يقل شيئ آخر ،
فقط استمر في معانقة جيانغ
وربت على ظهره بهدوء ولطف
بدأت الدموع تتساقط ،
متى بدأ البكاء ؟
جيانغ تشنغ لم يكن يعلم
شعر أنه كان يضحك طوال الوقت ،
لكن عندما لاحظ دموعه ،
كان وجهه قد امتلأ بها بالفعل ،
همس غو فاي وهو يعانقه بإحكام : " أنا آسف ،
تشنغ غا أنا آسف ."
رد جيانغ تشنغ بصوت مرتجف
وهو يمسك خصره بقوة : " اللعنة عليك اللعنة عليك "
همهم غو فاي بهدوء وواصل في التربيت بهدوء
صرخ جيانغ تشنغ ،
غير قادر على كبح دموعه بعد الآن : " اللعنة عليك يا غو فاي!
اللعنة عليك!
لقد قلت أنك ستحبني دائمًا حتى لم أعد بحاجة إلى حبك!
لماذا لم تفي بوعدك !"
ربّت غو فاي على ظهره بصمت
صرخ جيانغ تشنغ ، وصوته مبحوح : " لماذا قررت أن تُنهي الأمر !
ماذا حدث لينتهي كل شيء ؟!
كيف تجرؤ على اتخاذ هذا القرار عني ! "
همس غو فاي ، و رأسه مدفون في كتف جيانغ :
" كنت مخطئ ، أخطأت ، تشنغ غا لقد أخطأت ."
صرخ جيانغ تشينغ بحنق : " أنا لم أقل أن الأمر انتهى !
كيف تجرؤ على قول ذلك وحدك !
أيها اللعين ، المتحذلق ، المتحكم !
كيف تجرؤ ! "
غو فاي بصوت منخفض: " كنت مخطئ غا "
بدأ جيانغ تشنغ بالصراخ لكنه اختنق بالكلمات : " اللعنة عليك..."
في داخله ،
كان يحاول كبح نفسه طوال هذه الفترة ،
كان يخبر نفسه أن لغو فاي أسبابه، وأن غو فاي يحمل جروحًا نفسية لا يمكن لومه عليها، وأنه يمكنه الانتظار، والتحلي بالصبر، حتى يستيقظ غو فاي ويدرك الأمر بنفسه.
لكنه الآن… لم يعد يهتم بالمنطق.
أنا أفهم كل هذه الأسباب، لكني لا أريد أن أكون متفهمًا الآن.
أنا أفهم كل هذه الأسباب، لكني غاضب.
أنا أفهم كل هذه الأسباب ،
لكني أريد الصراخ ، أريد شتمه ،
أن أُصرّح بمشاعري الغاضبة ،
كان بحاجة إلى أن يصرخ ،
أن يطلق غضبه ، أن يفرغه في غو فاي
لو لم يكن غير قادر على تركه ،
لكان الآن ينهال عليه بالضرب ،
لكمة بعد لكمة ، على صدره ، على وجهه
كل ما شعر به خلال الأشهر الستة الماضية ،
كل الألم ، كل العذاب ،
أراد أن يجعل غو فاي يشعر به
نعم .. يعلم أن غو فاي أيضًا عانى
لكن الآن ، لم يكن يريد أن يكون منطقي ،
لم يكن يريد أن يكون متفهمًا بعد الآن
اللعنة من قال أنه من يآخذ الدور العقلاني في العلاقة
لا يمكن أن يشعر بالظلم ؟!
كيف يمكن للشخص العاقل أن يتحمل كل هذا الظلم !
اللعنة عليك غو فاي !
صرخ جيانغ تشنغ مرة أخرى ،
أمسك بقوة بقميص غو فاي من الخلف ،
لكن هذه المرة ، لم يخرج أي صوت
قال غو فاي وهو يمرر أصابعه عبر شعره برفق : " لا تتحدث
الآن تشنغ غا
بحثت عن الأمر ، صوتك يحتاج إلى وقت ليتعافى ،
وعليك… أن تحافظ على استقرار مشاعرك .”
استقرار مشاعري ؟!
اللعنة عليك وللاستقرار !
دفعه جيانغ تشنغ ، ثم سدد لكمة مباشرة إلى بطنه
غو فاي قادر على تجنب الضربة بسهولة ،
لكنه لم يتحرك ، و لم يرفع يده حتى
فقط حبس أنفاسه قليلًا ،
وترك لكمة جيانغ تشنغ تصيبه مباشرةً
شعر جيانغ بصلابة عضلات بطن غو فاي
اللعين كان مستعد لهذا !
رفع ذراعه مرة أخرى ،
و هذه المرة ضربه في صدره
صرخ جيانغ تشنغ وأخيرًا عاد صوته : “ ردّ الضربة !”
عندما حاول توجيه لكمته الثالثة ،
أمسك غو فاي بمعصم جيانغ ،
ثم سحبه للأسفل ،
فاختل توازن جيانغ وسقط على السرير
في اللحظة التي اصطدم فيها بالسرير ،
شعر جيانغ فجأة وكأن كل طاقته قد تلاشت ،
تحرك قليلاً مع حركة المرتبة ،
ثم لم يعد يريد التحرك
قال غو فاي وهو يستند بمرفقه على حافة السرير،
راكعًا على ركبة واحدة : " تشنغ غا "
همهم جيانغ تشنغ بصوت خافت: " ههمم ."
لم يتحدث غو فاي ،
فقط انحنى بهدوء ولمس شفتيه برفق
أغلق جيانغ تشنغ عينيه ولم يتحرك
لم يزيد غو فاي من حدة القبلة ،
فقط ضغط شفتيه بلطف عليه
أنفاس دافئة، لمسة ناعمة، رائحة مألوفة
انسابت دموع جيانغ تشينغ مجددًا من زاويتي عينيه
مسح غو فاي دموعه برفق بأطراف أصابعه ،
ثم أسند جبهته على معدة جيانغ
لم يتحرك أي منهما ، ولم يتحدثا
ظلوا على هذه الحال ،
حتى رنّ هاتف جيانغ تشنغ داخل جيب معطفه ،
مرتين متتاليتين
غو فاي : “ هاتفك يرن "
: “ هممم، إنه المنبه ”
: “ منبه ؟”
: “ يذكرني بأن موعد الدرس الخصوصي قد حان ...”
فتح جيانغ تشنغ عينيه ، ومسح أنفه قليلًا
: “ إذن…” ألقى غو فاي نظرة على هاتفه : “ سأرافقك إلى هناك "
: “ اووه ” جلس جيانغ تشنغ، ومسح عينيه
لم تكن هناك دموع متبقية ،
لكن عيناه مخدّرتين قليلًا ، وشعر ببعض الضياع
وقف وقال : "سأغسل وجهي "
ثم مشى إلى الحمام
بعد أن غسل وجهه بالماء عدة مرات ،
بدأ يستعيد وعيه تدريجيًا
نظر إلى نفسه في المرآة ،
كانت عيناه متورمتين قليلًا ،
وطرف أنفه محمر بعض الشيء
بخلاف ذلك ، كل شيء على ما يرام
فرك وجهه ، ثم عدّل ملابسه
شعر بأثر رطب على قميصه
لمسه بيده ،
كان المكان الذي كان غو فاي مستلقيًا عليه قبل قليل
عندما خرج من الحمام ،
ألقى نظرة على وجه غو فاي ،
لكنه لم يجد عليه أي أثر واضح
إحدى المهارات السحرية لغو فاي ،
سواء كان ذلك في تحمّل الأمر أو إخفائه ،
يمكنه أن يفعلها بلا أثر ،
قال جيانغ تشنغ وهو يرتدي معطفه : " لنذهب "
ثم التقط الزجاجة الزجاجية من الطاولة :
“ احمل هذه من أجلي "
غو فاي : “ اتركها هنا، يمكنك أخذها لاحقًا الليلة "
: “ أريد حملها معي ...” نظر إليه جيانغ تشنغ :
“ احملها أنت .”
أومأ غو فاي : “ حسنًا "
وأخذ الزجاجة ووضعها في حقيبته
سأل غو فاي : “ أنت ستعطي الدرس أولًا ثم تأكل صحيح ؟”
ابتسم جيانغ تشنغ : “ نعم ،
كنت أخطط للذهاب إلى الشواء مع تشاو كي قبل
الدرس ،
لكن لم يعد هناك وقت "
: “ إذن، لماذا لا تدعوه للعشاء الليلة ؟”
جيانغ تشنغ : “ لا داعي ،
من المؤكد أنه قد ذهب لتناول الطعام بالفعل ، "
ثم أضاف بصوت خافت : “ إضافة إلى ذلك…
لا أريد دعوة أحد آخر للعشاء الليلة .”
: “ هممم.” ارتدى غو فاي معطفه ،
ورفع حقيبته على كتفه ،
ثم اقترب وعانقه لفترة ثم مشى نحو الباب
قال غو فاي وهو يفتح الباب : “ بالمناسبة ، توقعت أنك
ستلغي إحدى حصص التدريس هذه الفترة "
جيانغ تشنغ : "طالما يمكنني تنظيم وقتي ،
فلن أترك أيًا من الدروس الخصوصية .
عائلتا الطالبين طيبون جدًا ،
لذا سأواصل العمل معهما .
كما أن الأجر جيد .”
نظر إليه غو فاي
أوضح جيانغ تشنغ
: “ أحتاج المال لدفع الرسوم الدراسية ،
ومصاريف المعيشة، والكتب، وكل شيء آخر .”
: “ فهمت ” مدّ غو فاي ذراعه وعانقه بلطف على كتفه
————————————
استغرقت الحصة ساعة واحدة
في البداية ، كان جيانغ تشنغ قلق من أن صوته لن يعمل بشكل جيد ،
لكنه سرعان ما أدرك أن المشكلة بسبب المشاعر ،
و لأنه صرخ بشدة سابقًا ،
لذا بمجرد أن بدأ يتحدث بهدوء ،
عاد صوته إلى طبيعته تدريجياً
مع لمحة طفيفة من العمق والدفء
سألت الفتاة : “ هل حدث شيء جيد اليوم ؟”
وهي تعقد ذراعيها وتمضغ حلوى مصاصة
نظر إليها جيانغ تشنغ دون أن يجيب
: “ ماذا ؟
لا يُسمح لي بالأكل خلال فترة الاستراحة ؟”
جيانغ تشنغ : “ هل قلت إن هناك استراحة ؟”
: “ أوه، مزعج ...” كسرت الفتاة المصاصة بأسنانها بسرعة ،
وتخلصت من العود : “ حسنًا ، واصل الشرح .”
بعد انتهاء الحصة ، ألقى نظرة على الساعة
: “ انتهينا لهذا اليوم ،
لكن احرصي على حل الأسئلة التي وضعت
لكِ علامة عليها .”
: “ حسنًا.” أومأت الفتاة ، لكنها لم تنهض ،
بل نظرت إليه بفضول وقالت : “ بالمناسبة
هل حدث شيء سعيد ؟”
: “ ماذا تعنين؟”
أشارت إلى وجهه : “ أنت تبدو في مزاج جيد اليوم .
لا يمكنني تحديد السبب ، فقط أشعر بذلك .”
: “ هل هذا صحيح؟” ابتسم جيانغ تشنغ :
“ الخبر السعيد هو أن والدتك أعطتني المال "
ردت وهي ترفع حاجبيها : “ توقف عن التمثيل ،
تحصل على المال من أمي كل شهر ،
لكن في الشهر الماضي ، كنت تأخذه بوجه كئيب
وكأنك فقدت الأمل في الحياة .”
ثم أضافت بنبرة ساخرة : “ تهانينا يبدو أنك استعدت رغبتك في الحياة "
: “ شكرًا "رد جيانغ تشنغ وهو يضحك
عندما خرج من المجمع السكني ،
كان الليل قد حل ،
والرياح قوية جدًا ،
حاملةً ذرات الرمل مباشرةً إلى وجهه ،
بينما يفرك عينيه وينظر حوله ،
كان يفكر في المكان الذي ينتظره فيه غو فاي
لكن فجأة ، رأى ظل يتحرك عند الجدار
تجمد لوهلة : “ غو فاي ؟
لماذا تقف هنا ؟ ألا تشعر بالبرد ؟”
اقترب غو فاي منه : “ هل هذا يعتبر برد ؟”
وأخرج شيئ دافئ من جيب معطفه ، ووضعه في يد جيانغ
: “ الجو هنا أكثر دفئًا بعشر درجات على الأقل
مقارنةً بمدينة الصلب "
جيانغ تشنغ : “ إذن لما لا تخلع معطفك ،
طالما أنك لا تشعر بالبرد ؟”
ثم نظر إلى الشيء في يده — بطاطا مشوية كبيرة ساخنة
ضحك
: “ اشتريتها الآن؟”
أومأ غو فاي، ثم فتح الكيس : “ نعم .
اعتقدت أنك ستكون جائع عندما تنتهي ،
لذا تناول هذا أولًا .”
. “ أنا جائع بالفعل ...” كان جيانغ تشنغ على وشك التحرك ،
لكن هبّت الرياح بقوة ،
فأنزل رأسه بسرعة واختبأ خلف يده ،
: “ تبًا هذه الرمال!”
تحرك غو فاي و وقف أمامه قليلًا ليحجبه عن الرياح ،
ثم أخذ قضمة من البطاطا : “ كل بسرعة "
: “ هممم.”
وقف الاثنان متقابلين ، متقاربين ،
يتشاركان في الاحتماء من الرياح الباردة ،
يأكلان البطاطا الدافئة معًا
لم يكن جيانغ تشنغ مولعًا بهذه الأشياء
كان يجد رائحتها لذيذة جدًا ،
لكن طعمها عادي بالنسبة له،
ولم يكن يُقارَن أبدًا باللحم المشوي
لكن لسبب ما ،
هذا النصف من البطاطا اليوم أحلى من المعتاد ،
و أكثر لذة ،
نظر إلى غو فاي ،
الذي يأكل البطاطا بتركيز شديد ،
ربما بسبب غو فاي
أو ربما بسبب هذا الإحساس ،
هذا الدفء وسط الرياح الباردة
قال جيانغ تشنغ وهو يأخذ قضمة أخرى : “ أنا قلق بعض الشيء .
هذه البطاطا لا تقل عن خمسة كيلوغرامات ،
هل سأتمكن من تناول الشواء لاحقاً ؟”
نظر غو فاي إليه : “ إنها لا تتجاوز الكيلوغرام .
شويبا ؟ ، مهاراتك في تقدير الأحجام كارثية ،
أنت الأسوأ في هذا المجال على الإطلاق .”
ضحك جيانغ تشنغ : “ أنا متأكد أنني سأشعر بالشبع قريبًا.”
غو فاي : “ لا بأس ، حتى لو أكلت خمسة كيلوغرامات من البطاطا ،
مع وجود لحم البطن المشوي ،
ستتمكن بسهولة من تناول خمسة كيلوغرامات أخرى .”
تمتم جيانغ تشنغ : “ اللعنة عليك "
: “ حسنًا، دعنا نوقف هنا ...” أخذ غو فاي البطاطا
المتبقية : “ احتفظ ببعض المساحة في معدتك ،
وإلا لن تستمتع بالشواء .”
جيانغ تشنغ : “ هل مر وقت طويل منذ أن تناولت الشواء ؟”
: “ هممم.” ابتسم غو فاي : “ تناوله مع أي شخص آخر… لا معنى له "
نظر إليه جيانغ تشنغ بصمت
لم يقل غو فاي شيئ آخر ،
أعاد البطاطا إلى الكيس ،
ثم لفّ ذراعيه حول جيانغ تشنغ وعانقه
: “ تشنغ غا انتظر وراقبني ، سأريك مهاراتي "
تجمد جيانغ تشنغ للحظة : “ هاه ؟”
: “ سأبذل جهدي ….” همس غو فاي :
“ حتى أتناول معك اللحم المشوي… لبقية حياتي "
يتبع
تعليقات: (0) إضافة تعليق