القائمة الرئيسية

الصفحات

آخر الاخبار

Ch136 | SAYE

 Ch136




جيانغ تشنغ شعر أن الخروج دون أمتعة كان أمرًا جيدًا ، 

فعدم وجود شيء ليحزمه يعني أنه لن يختبر مسبقًا 

الشعور الثقيل للوداع


غو فاي ذهب إلى مكتب الاستقبال ، طلب كيس ، 

وضع الزجاجة الصغيرة بداخله ثم وضعها في حقيبته ، 

ولم يكن هناك شيء آخر يحتاج لترتيبه ،


دخل جيانغ تشنغ إلى الحمام ونظر حوله ،

الملابس الداخلية التي غسلها بالأمس 

وتركها لتجف لم تكن في مكانها : “ أين ملابسي الداخلية ؟”


غو فاي : “ في حقيبتي ،، لقد جفّت بالفعل .”


جيانغ تشنغ : “ ضعها مع الزجاجة الصغيره ، 

لا تنسَى أن تأخذها معك لاحقاً .” 


غو فاي نظر إليه : “ مجرد لبس داخلي قديمة " 


جيانغ تشنغ نظر إليه : “ ليس قديم .”


لم يرد غو فاي ، فقط نقر بلسانه بسخرية


ردّ جيانغ تشنغ بنفس الصوت : “ إذا كنت تريد قول شيء، 

فقله.”


غو فاي : “ أنت ترتدي ملابسي الداخلية "


: “… آووه ؟ ” جيانغ تشنغ أنزل رأسه وسحب حزام بنطاله 

قليلًا ليلقي نظرة : “ إذن هذه كانت آخر قطعة لديك ، أليس كذلك؟ 

أعطيتني إياها ولم يتبقَّى لديك شيء ؟”


أومأ غو فاي : “ نعم.”


جيانغ تشنغ بوجه يملؤه الأسى : “ في المرة القادمة 

، لا تهدر ألف يوان في شحن بطاقة شخص ما لشراء لحم البطن المشوي ، 

على الأقل اشترِ ملابس داخلية أولًا .”


ضحك غو فاي : “ كيف لا تزال تتذكر تلك الألف يوان ؟”


: “ ألف يوان ….” رد جيانغ تشنغ، مشيرًا بإصبعيه : “ بهذا السُّمك .”


تنهد غو فاي، ضغط على إصبعيه: “بهذا السُّمك ؟ 

إذن حسابك البصري لا بد أن يكون عشرة آلاف ، 

لم ألاحظ من قبل أنك تمتلك هذه المهارة .”


جيانغ تشنغ : “ هذا يدل على أنني أرى المال كمجرد شيء عديم القيمة .”

، ثم نظر حوله. “ هل نسينا شيئ ؟”


نظر إليه غو فاي دون أن يتكلم


أشار إليه جيانغ تشنغ بسرعة: “ لا تبدأ بتصرفاتك العاطفية الآن .”


ضحك غو فاي : “ حسنًا.”.


هذه المرة الثانية التي يرافق فيها جيانغ تشنغ غو فاي إلى المحطة


ربما لأن هذه اللحظة جاءت بسرعة كبيرة ، 

لم يكن جيانغ تشنغ قد استوعب الأمر بالكامل بعد 


لم يدرك حقًا أن غو فاي سيرحل إلا عندما وقف في المترو ، 

وحدّق في انعكاسهما على زجاج النافذة


وصل غو فاي بعد ظهر الأمس ، والآن سيرحل في الصباح التالي


الشعور المفاجئ بعدم الرغبة في الفراق اجتاحه على الفور ، 

وكاد أن يفقد السيطرة على نفسه ، 

ظل يحدق في انعكاسهما وهو شارد الذهن


غو فاي :“ سآتي لرؤيتك في عطلة الأول من مايو .

ربما سأتمكن من إحضار غو مياو معي أيضًا .”


التفت جيانغ تشنغ لينظر إليه : “ رائع.” 

كانت هذه الجملة كفيلة بجلب الطمأنينة إليه : “ لكن هل تعتقد أن غو مياو 

ستُحرز تقدم كبير في هذا الوقت القصير ؟”


: “ ربما ...” ابتسم غو فاي : “ شو شينغ تشي قال إنني أعطيتها الكثير من الإشارات السلبية . 

ربما إذا توقفت عن… 

أن أكون على هذا النحو ، ستشعر بذلك أيضًا .”


أومأ جيانغ تشنغ برأسه


كان هناك شعور خافت بالحماسة، بالتوقع، 

بالترقب. الأمل كان شيئ مريح ، 

خصوصًا عندما يكون هناك شخص آخر يشاركك فيه


عندما نزلا من المترو وسارا باتجاه محطة القطار، 

رأوا أعداد كبيرة من الناس يجرون حقائبهم في كل الاتجاهات


تنهد جيانغ تشنغ بصوت خفيف


رغم أن علاقته مع غو فاي لا تزال تحمل بعض التعقيدات، 

إلا أنه لم يستطع مقاومة الرغبة القوية في الصعود معه إلى القطار


تمامًا كما كان الحال في السابق


مدّ غو فاي يده، 

أمسك بيد جيانغ تشنغ، ثم دسّها في جيب معطفه


سأل غو فاي : “ هل تعرف طريقك عندما تخرج من هنا ؟”


: “ أعرف.” رد جيانغ تشنغ : “ لم أعد أضيّع طريقي دائمًا .”


غو فاي : “  حسنًا .

وهل تعرف أين سيكون مكان الاستقبال إذا جئتُ لاصطحابك ؟”


ابتسم جيانغ تشنغ : “ لا.

لكن يمكنني العثور على مكان والانتظار فيه، وستجدني أنت .”


“ صحيح.” أومأ غو فاي، وضغط على راحة يده بلطف


أيديهما بقيت في الجيب ، 

وبمرور الوقت أصبحت دافئة

مع ذلك، لم يُظهر أيٌّ منهما نية لسحب يده


كلما اقتربا من بوابة الدخول إلى المحطة، 

ازداد شعور جيانغ تشنغ بالقلق غير المبرّر


أصابعه، دون وعي، 

بدأت تحفر خطوط غير مرئية على كف يد غو فاي

وعندما أدرك ما كان يفعله، توقف، 

لكنه سرعان ما عاد لفعل الشيء نفسه بعد لحظات قليلة


عند بوابة الدخول، توقفا


أخرج غو فاي يده من الجيب ، ونظر إلى كف يده


جيانغ تشنغ عندما رأى الخطوط الحمراء الواضحة على يد غو فاي : 

“ اللعنة …. هل فعلتُ هذا ؟”


ضحك غو فاي : “ نعم 

لو استمر الأمر لدقيقتين أخرى ، ربما كنت ستسبب لي جروح .”


أمسك جيانغ تشنغ بيده، فركها بلطف، ثم نفخ عليها


بصوت خافت : “ أنا لا أستطيع التحكُّم بذلك، 

تمامًا مثل بعض الأشخاص الذين يهزّون أرجلهم عندما يكونون متوترين.” 


لم يتحدث أيٌّ منهما بعد ذلك


على عكس السابق، 

حيث كانا يجدان أعذار لتأخير لحظة الوداع ، 

هذه المرة كان الصمت سيد الموقف


رغم أن هناك الكثير مما يُمكن قوله ، إلا أن الكلمات لم تعد ضرورية


وقفا هكذا، بصمت


عندما جاء صوت الإعلان الذي يحث الركاب على الصعود إلى القطار ، 

قال غو فاي أخيرًا: “ سأدخل الآن .”


أومأ جيانغ تشنغ برأسه : “ حسنًا "


خلع غو فاي حقيبته من كتفه ، 

وأخرج منها القارورة الصغيرة


: “ هل سيعترض أحد من زملائك في السكن على هذا ؟” سأل غو فاي


جيانغ تشنغ : “ في الأيام العادية ، لا 

الشخص الوحيد الذي يعرف قصتي هو تشاو كي، 

لكن اليوم عند عودتي… لستُ متأكد .”


غو فاي تجمّد للحظة ، نظر إليه بدهشة . “…هم؟”


جيانغ تشنغ: “ فبعد كل شيء ، لقد عانقت شاب وسيم غير معروف من خارج الجامعة

 أمام سوبر ماركت الجامعة في عناق عميق بالأمس ، 

يمكنهم بالتأكيد تخمين ذلك .”


غو فاي: “ إذن…” عقد حاجبيه قليلًا


جيانغ تشنغ: “ لا بأس.” 

أخذ الكيس الذي يحتوي على الزجاجة الصغيرة : “ لن يقول أحد شيئ ، 

لم أركض عاريًا في الحرم الجامعي ، ادخل فحسب .”


غو فاي: “حسنًا.” 

تقدم خطوة نحوه ، 

وعانقه بإحكام ، 

وضغط على ذراعيه بقوة : “ سأدخل الآن .”


أومأ جيانغ تشنغ برأسه


أرخى غو فاي ذراعيه، 

ثم استدار بخطوات واسعة متجهًا نحو بوابة الدخول


في تلك اللحظة ، 

تذكر جيانغ تشنغ أنه نسي أن يخبره ألا يلتفت للخلف ،  

لكنه في نفس الوقت فكر أنه ربما عليه أن يخبره بأن يلتفت


بينما كان غارقًا في التفكير حول ما إذا كان يريد أن يلتفت 

غو فاي أم لا، 

التفت غو فاي بالفعل ونظر إليه


لوّح له جيانغ تشنغ بذراعه


استدار غو فاي ومضى قدمًا ، 

لكنه بعد خطوتين التفت مجددًا


لوّح له جيانغ تشنغ مرة أخرى


ثم واصل المشي، 

وقبل أن يختفي عند المنعطف، 

التفت للمرة الثالثة


جيانغ تشنغ: “أيها اللعين .. "

لوّح له مجددًا : “ هل تلعب معي؟”


هذه المرة ، لم يستدر غو فاي مرة أخرى ، 

بل استمر في السير إلى الخلف مثل جيانغ سابقاً ، 

وعندما وصل إلى الزاوية ، ابتسم له ولوّح بيده


جيانغ تشنغ: “هيا، اختفِ بسرعة "


بعدما اختفى غو فاي خلف الزاوية ، 

استدار جيانغ تشنغ وابتعد عن بوابة الدخول


هذه المرة، 

خرج بسهولة من المحطة دون أن يضيع الطريق


في طريق العودة إلى الجامعة، 

تلقى رسالة من غو فاي


غو فاي: [ انطلق القطار ]


جيانغ تشنغ: [ اووه ، و أنا على وشك الوصول إلى الجامعة ]


غو فاي: [ سأنام قليلًا ، 

وأنت أيضًا خذ فترة من الراحة عند وصولك ]


جيانغ تشنغ: [ حسنًا ]


لكن النوم لم يكن خيار عند عودته


عندما دخل إلى السكن وهو يحمل القارورة ، 

تفاجأ بوجود زملائه الثلاثة جميعًا في الغرفة ، 

وعندما فتح الباب ، استدار الثلاثة عن شاشاتهم 

ونظروا إليه في نفس الوقت


تشاو كي: “ المال " 

دفع كرسيه إلى الخلف ، 

ومدّ يده نحو لو شي وتشانغ تشي تشي


كلٌّ منهما أخرج ورقة نقدية بقيمة عشرين يوان ووضعها في يده


جيانغ تشنغ: " ما الذي يحدث هنا؟”


تشاو كي: “ قلت إنك ستعود قبل الظهيرة ، 

وهما قالا إنك لن تعود حتى بعد ظهر الغد "


جيانغ تشنغ: “ يبدو أنكم تستمتعون كثيرًا .” ضحك قليلًا


تشاو كي: “ خذ " 

وضع ورقة نقدية من العشرين على طاولته : “ نصفها لك "


جيانغ تشنغ: “…شكرًا "


لو شي: “ كي، كيف عرفت أنه سيعود مبكرًا ؟”


تشاو كي: “ لأنه لم يأخذ ملابس داخلية إضافية ، 

وهو شخص دقيق في هذه الأمور ، 

و لا يمكنه تحمل البقاء ليلتين دون تغييرها ~ .”


جيانغ تشنغ: “ يا لك من…” نظر إليه : “ تلاحظني جيدًا أليس كذلك ؟”


تشاو كي: “إلى حد ما "


جيانغ تشنغ : “لكن ، ألا يمكنني ببساطة شراء واحدة جديدة ؟”


تشاو كي: “ لقد اشتريت أربع قطع الشهر الماضي . 

و بناءً على مدى بُخلك المعتاد ، 

لن تدفع عشرة يوانات أخرى لشراء واحدة جديدة ، 

من الأوفر أن تعود وتأخذها من هنا ~ .”


جيانغ تشنغ: “ اللعنة عليك ….” ضحك مطولًا : 

“ هل أنا بخيل إلى هذه الدرجة ؟”


تشاو كي: “ نعم.” أومأ برأسه بثقة


جيانغ تشنغ: “ حسنًا ، 

سأثبت لك أنني لست كذلك . 

دعونا نذهب لتناول الشوي ، و سأدفع الحساب .”


رغم أنه كان متردد قليلًا بشأن إنفاق المال ، 

إلا أنه قرر الالتزام بخطة غو فاي ، 

ودعوة زملائه إلى الشوي ، 

فبعد كل شيء ، كان معهم لفترة طويلة دون أي 

خلافات ، 

وكانوا يهتمون ببعضهم البعض ، 

وهو أمر نادر الحدوث ،


تشانغ تشي تشي: “ ألم تعد فقط من أجل أخذ ملابسك الداخلية ؟”


جيانغ تشنغ: “ هل تريد الشوي أم لا؟”


تشانغ تشي تشي: “ أريد " و نهض على الفور



—————————————————————————




على الجانب الآخر ، 

في محطة القطار ، 

كان المشهد مختلف تمامًا


من الصخب إلى الصمت ، 

حتى درجة الحرارة بدت وكأنها انخفضت فجأة


عندما خرج غو فاي من المحطة ، 

شدّ ياقة معطفه ونظر حوله


في الحقيقة ، 

لم يزور محطة مدينة الصلب كثيرًا ، 

خلال السنوات الماضية لم يكن لديه أحد يودّعه

 أو يستقبله ، 

ولم يكن هناك مكان ليذهب إليه


حتى الرحلات القصيرة التي قام بها كانت بالحافلة ، 

لذا هذه المرة الأولى التي ينظر فيها بتمعن إلى محطة القطار هذه


من الأخبار المحلية ، 

علم أن المحطة خضعت لتجديدين خلال العقود القليلة الماضية ، 

مرة لتوسيع قاعة الانتظار ، 

ومرة لتوسيع الساحة الأمامية ،


بخلاف ذلك ، ظلت المحطة كما هي


وقف في وسط الساحة ، 

يحدق في هذا المبنى الصغير 

الذي يمكن رؤيته بالكامل بمجرد لمحة واحدة


مشاعر غريبة بدأت تتدفق داخله ، 

مشاعر لم يختبرها من قبل


سائق سيارة أجرة: “ أخي هل تحتاج إلى سيارة ؟” 

أطل رأسه من سيارة متوقفة بجانبه وسأل


غو فاي هز رأسه نافيًا


سائق سيارة أجرة : “ هنا من الصعب العثور على حافلة إلى 

أي مكان ، 

التاكسي أكثر راحة . 

لن آخذك في طريق طويل ، لا تقلق .”


غو فاي: “ الحافلة تصل إلى الشارع الذي يقع فيه منزلي "


السائق تفاجأ عندما سمع لهجته : 

“ أنت من هنا ؟ 

لا تبدو كذلك … 

كم سنة مضت منذ آخر مرة عدت فيها ؟ 

وقفت تحدق في هذا المحطة المهترئة كل هذا الوقت .”


غو فاي: “ آووه ” أجابه باختصار ، 

ثم استدار ورحل دون أن يقول شيئ آخر


كانت الحافلة بالفعل تصل إلى الشارع المجاور للمتجر ، 

ولم يكن عليه حتى تغيير الحافلات في الطريق


عندما قفز غو فاي من الحافلة ، 

رأى غو مياو واقفة عند الرصيف على لوح التزلج ، 

يبدو أن لي يان قد جاء وقص لها شعرها ليصبح أقصر.


لكن اليوم كان مختلف ، 

لم تكن غو مياو وحدها


بل رأى فتاة صغيرة تقف أمامها ، تتحدث إليها بحماس


عندما اقترب غو فاي ، لم تلاحظاه


الفتاة الصغيرة: “ كان ضخمًا جدًا !” 

بدت متحمسة وهي تتحدث : “ هل رأيتِه من قبل؟ 

أكبر منطاد هوائي ساخن يمكنه حمل مئة شخص ، 

كلهم يقفون في سلة واحدة !”


غو مياو لم تُظهر أي تعبير على وجهها ، 

لكن ذلك لم يقلل من حماس الفتاة الصغيرة ، 

التي واصلت الحديث بنفس الطاقة 


الفتاة الصغيرة : “ ثم بمجرد إشعال النار … 

تمامًا مثل الألعاب النارية ، بوم! 

اشتعل المنطاد ، 

وعندما احترق بدأ في الطيران عاليًا ، 

صعد بسرعة كبيرة !”


غو فاي: “ حقًا بهذه القوة؟”


الفتاة الصغيرة: “ نعم!” 

التفتت لتنظر إليه بحماس : “ لم ترَى واحد من قبل أليس كذلك ؟”


غو فاي: “لا، لم أرَى "


عند رؤية غو فاي، 

دفعت غو مياو لوح التزلج وانطلقت نحوه مباشرة ، 

أمسكت بيده وبدأت في سحبه بعيدًا دون أن تقول شيئ


غو فاي: “ قولي وداعًا لهذه الأخت الصغيرة ، 

سنعود إلى المنزل الآن .”


لكن غو مياو كانت متحمسة لرؤيته ، 

أمسكت به بقوة وواصلت التزلج إلى الأمام 

دون أن ترد على طلبه


غو فاي أوقفها بلطف وأمسك بكتفيها : 

“ قولي وداعًا لهذه الأخت الصغيرة قبل أن نذهب .”


نظرت غو مياو إليه للحظة ، 

ثم استدارت أخيرًا ونظرت إلى الفتاة الصغيرة ، 

ولوّحت لها بيدها ،


الفتاة الصغيرة : “ إلى اللقاء !” 

لوّحت لها بحماس ، ثم قفزت مبتعدةً بسعادة


غو فاي: “ ابنة مَن هذه؟” 

سألها بينما يسير مع غو مياو في طريق العودة


غو مياو أشارت إلى الشارع المقابل


غو فاي: “ من أحد المحلات في الجهة الأخرى ؟” 

التفت ليرى ، 

كان الشارع مليئ بالمحلات الصغيرة ، 

حيث تُترك الحيوانات والأطفال أحرارًا للتجول كما يحلو لهم


غو مياو: “ تانغ "


غو فاي: “تانغ؟” 

أخرج كمية من الحلوى من جيبه : 

“ لم أحضر أي حلوى اليوم ، 

سنأكل في المنزل لاحقاً .”


غو مياو بدت غير صبورة : “ تانغ !”


غو فاي أدرك الأمر فجأة ، 

غو مياو لم تكن تطلب الحلوى ، 

بل كانت تشير إلى الفتاة الصغيرة ، 

من المحتمل أن اسمها تانغ ،

لكنه لم يجب على الفور ، 

بل قرر أن يجعلها توضح أكثر ،


غو فاي: “ أي تانغ تقصدين ؟”


غو مياو احمرّ وجهها من الإحباط ، 

ثم أشارت إلى المكان الذي كانت تتحدث فيه مع الفتاة 

الصغيرة قبل قليل : “ تانغ !”


غو فاي: “ هذا اسمها ؟”


غو مياو أومأت برأسها


غو فاي: “ حسنًا ، فهمت . 

في المرة القادمة ، قوليها هكذا ، 

حتى يتمكن الجميع من فهمك .”


غو مياو لم تُجبه ، 

قفزت على لوح التزلج وانطلقت إلى الأمام بسرعة


عندما وصل غو فاي إلى المتجر ، 

وجد لي يان جالس هنا ، 

رغم أن المتجر أصبح ملكًا لليو لي، 

إلا أن لي يان لا يزال يتصرف كأنه مكانه ، 

و يجلس خلف طاولة المحاسبة تمامًا كما يفعل دائمًا


لي يان: “ ذهبت لرؤية جيانغ تشنغ ، صحيح ؟” 

رفع عينيه فور دخول غو فاي


غو فاي: “ نعم .” جلس على كرسي بجانبه


لي يان: “ ذهبت البارحة ، وعدت اليوم ؟”


غو فاي: “ نعم، لدي عمل بعد الظهر .”


لي يان: “ كان بإمكانك تأجيله ...” 

خفض صوته قليلًا : “ ذهبت إليه بعد كل هذا العناء ، 

وبقيت ليلة واحدة فقط ؟”


غو فاي: “ لن أؤجله "


لي يان تفاجأ : “ اللعنة ، هل تشاجرتما مرة أخرى ؟”


غو فاي: “ لا.” نظر إليه : “ هل لديك شيء آخر تريد قوله؟”


لي يان: “ لا، ماذا يمكنني أن أقول؟ 

أمركما يخصكما ، أنا فقط أسأل .”


غو فاي: “ حتى لو تشاجرنا ، 

سيظل شو شينغ تشي يعالج غو مياو .”


لي يان قفز من على كرسيه : “ اللعنة ! 

أنت مزعج جدًا أحيانًا ، هل هذا ما قصدته ؟”


غو فاي: “ كيف لي أن أعرف ما إذا كنت تقصده أم لا؟”


لي يان: “ لم أفكر في ذلك أبدًا ...” 

سخر بصوت استنكار ، 

ثم اقترب منه قليلًا وخفض صوته : “ أنتما من عالمين مختلفين ، ممارسة الجنس ممكنة ، 

لكن الحديث عن شيء جاد يبدو غير واقعي تمامًا .”


غو فاي ألقى عليه نظرة 


لي يان: “ أنا أقول الحقيقة "


عندما وصلت رسالة جيانغ تشنغ ، 

كان غو فاي ولي يان على وشك أخذ غو مياو إلى منزل وانغ

شو لتناول الفطائر المحشوة


جيانغ تشنغ: [ أرسلت لك قائمة الكتب إلى بريدك 

الإلكتروني، 

تحقق منها لترى إن كان يمكنك استعارتها . 

المواد الخاصة باللغة الإنجليزية قمت بنسخها اليوم 

وسأرسلها لك، 

أما التي لم أجدها فقد أضفتها إلى القائمة ، 

حاول أن تستعيرها ]


غو فاي: [ حسنًا، مفهوم ]


كان جيانغ تشنغ دائمًا شخص حاسم ، 

بمجرد أن يقول شيئ ، فإنه ينفذه فورًا دون أي تأخير


غو فاي: " هل تعرف أين تقع المكتبة العامة للمدينة؟” 

التفت إلى لي يان وسأله


لي يان: “أي مكتبة؟” نظر إليه بغرابة


غو فاي: “ المكتبة العامة للمدينة " كرر مرة أخرى


لي يان: “مكـ…ـتبـ…ـة؟” 

كرر الكلمة ببطء وكأنه يسمعها لأول مرة ، 

ثم فجأة صُدم : “ اللعنة ، المكتبة ؟ 

تسألني أنا ؟ 

لم أستوعب حتى ماذا تعني كلمة مكتبة !”


غو فاي: “ هل يمكنك أن تكون أكثر جدية ؟ 

على الأقل أنت شخص درس في المدرسة ، 

ودرجاتك كانت أفضل مني حتى .”


لي يان تنهد : “ دعني أفكر ، 

أعتقد أنني سمعت عنها ، 

أعتقد أنها بالقرب من مبنى الحكومة في المدينة ، 

في المنطقة الجديدة .”


غو فاي: “ بعيدة جدًا "


لي يان: “ لما تسأل؟”


غو فاي: “ أريد استعارة بعض الكتب ، 

لا أعرف إن كنت سأجدها هناك ، 

لكن سأحاول ، وإن لم أجدها سأشتريها .”


لي يان: “ أي كتب ؟ 

كتب عن التصوير الفوتوغرافي ؟” 

بدا على وجهه بعض الدهشة


غو فاي تردد قليلًا ، 

ثم أجاب أخيرًا بصوت خافت : “ لا، جيانغ تشنغ أعد لي 

قائمة بالكتب ، 

حصل عليها من أحد أصدقائه في قسم اللغة الصينية 

بجامعة المعلمين ، 

إنها كتب متعلقة بتخصصي … 

وأيضًا بعض مواد اللغة الإنجليزية . 

يريدني أن أجتاز اختبار المستوى الرابع هذا الفصل الدراسي .”


بقي لي يان فاغر الفم ، 

يحدق فيه دون أن ينبس ببنت شفة


غو فاي: “ طريقة نظرك إليّ تجعلني أشعر بالإحراج .” 

مد يده ودفع ذقن لي يان لأعلى ليغلق فمه


لي يان ظل صامت لثواني ، ثم قال أخيرًا :

“ اللعنة…” 

ثم نظر إلى الأمام ولم يقل أي شيء آخر


ظل صامت حتى اقتربا من مطعم وانغ إير للفطائر ، 

ثم التفت إلى غو فاي مجددًا


لي يان: “ دا فاي "


غو فاي: “همم؟” نظر إليه


كان على وجه لي يان تعبير غريب ، 

لم يره غو فاي من قبل ، 

ولم يكن متأكد مما إذا كان نتيجة للدهشة ، 

أو الإعجاب، أو شيء آخر


لي يان: “ أنا… أشعر ببعض الحماس .” بصوت غير مستقر 

: “ لا أعرف كيف أصف الأمر…”


غو فاي: “ آووه ” أجابه باختصار ، 

لم يكن معتاد على سماع لي يان يتحدث بهذه الطريقة ، 

فلم يعرف كيف يرد ،


لي يان: “ أعتقد أن هذا أمر رائع "

أومأ برأسه ، وكأنه يؤكد لنفسه : “ إنه حقًا رائع.”


لم يرد غو فاي ، فقط ربت على كتفه


لي يان تنهد ونظر إلى الأسفل : “ هل تعرف هذا الشعور؟ 

دائمًا كنت أشعر أن مجموعتنا هذه… 

نحن فقط نكبر في هذا المكان ، 

لا يهم إن كان لدينا أحلام عندما كنا صغار أم لا. 

في المدرسة الابتدائية ، 

كتبت أن حلمي هو أن أصبح طيار ، 

لكن في النهاية ، بغض النظر عن الأحلام التي كانت لدينا ، 

نحن فقط نعيش ونتجول في هذا المكان بلا اتجاه . 

نعمل في وظائف عشوائية ، 

نفتتح محلات ، 

وإن كان هناك من ينجح ويطير عاليًا ، 

فهو بعيد جدًا عنا ، و كأن ذلك لا يخصنا .”




ظل غو فاي ينظر إليه دون أن يقاطع


لي يان: “ هل تفهم ما أعنيه ؟”


غو فاي: “ أنا لم أطِير بعد "


لي يان: “ لكن ، قبل الإقلاع ، 

يجب أن يكون هناك مرحلة ركض ، 

وجناحين يبدأان في الخفقان ، أليس كذلك؟” 

تنهد ، ثم ابتسم قليلًا : “ لقد عرفتك منذ وقت طويل ، 

سنوات طويلة ، 

ولم أرك بهذا الشكل من قبل ، 

لهذا السبب أشعر بالحماس فجأة .”


غو فاي: “هممم "


لي يان: “ يبدو أن اسمك لم يكن بلا معنى في النهاية "


كان لي يان يعرف غو فاي منذ سنوات طويلة ، 

ورغم أن غو فاي لم يكن يتحدث معه كثيرًا عن مشاعره ، 

إلا أن لي يان كان يعرف ظروفه العائلية وكل ما مر به ،


بالنسبة لغو فاي ، لم يكن يشعر أن الأمر كان بتلك الضخامة


كان الأمر مجرد رغبته في مواكبة جيانغ تشنغ، 

في أن لا يترك دراسته تمر بلا فائدة


حتى لو لم يكن لذلك تأثير فوري ، 

فإن كل خطوة للأمام كانت جزءًا من رحلة أطول ، 


تمامًا مثل العد : واحد، اثنان، ثلاثة… 


بغض النظر عن عدد الخطوات التي يخطوها ، 

فهي مجرد تراكم لتلك الأرقام البسيطة 


ولكن بعد سماع كلام لي يان ، 

شعر غو فاي بشيء من الأمل لم يكن موجود من قبل


بعد عودته إلى المنزل مساءً ، 

جلس غو فاي ينظم قائمة الكتب التي أعدها له جيانغ تشنغ، 

بالإضافة إلى المواد الدراسية التي يدرسها طلاب قسم اللغة الصينية ، 

وسجلها في هاتفه استعدادًا للذهاب إلى المكتبة غدًا 

لمعرفة ما إذا كان بإمكانه استعارتها


وضع هاتفه جانبًا ، 

ثم أخذ الكاميرا ليبدأ في نقل الصور التي التقطها بعد الظهر ، 

ويعمل على معالجتها


عندما جلس أمام الكمبيوتر ، 

التفت إلى إطار صغير بجانبه ، 

بداخله ورقة قديمة ، 

مكتوب عليها بخط جيانغ تشنغ البشع إلى حدٍ لا يُصدق


أسفل تلك الورقة ، 

يوجد ورقة أخرى مرتبة بعناية ، 

مكتوبة بخط غو فاي ، 

الذي بدا مقارنةً بخط جيانغ تشنغ وكأنه عمل خطاط محترف


تلك الورقة تحتوي على ترجمة واضحة للجملة الموجودة في الورقة العلوية ، 

حتى يتمكن من قراءتها بوضوح في كل مرة يحتاج فيها إلى 

القليل من التحفيز ~~


[ آمل أن نكون شُجاعَين بنفس القدر ]


غو فاي بصوت هادئ : “ غاغا سيذهب إلى المكتبة 

المكتبة بعيدة جدًا ، 

إنها في مكان لم تذهبي إليه من قبل .”


غو مياو ، التي تحتضن قطتها ، 

رفعت رأسها لتنظر إليه، 

تستمع إلى كلماته باهتمام بالغ


غو فاي: “ إذا كنتِ ترغبين في الذهاب ، سأصحبك معي .” 

توقف للحظة، ثم أضاف، “ لكن المكان هناك أبعد حتى من 

المستشفى، 

أبعد بكثير، هل تفهمين ذلك ؟”


غو مياو حدقت فيه دون أن ترد على الفور ، 

وبعد فترة قصيرة ، أومأت برأسها


غو فاي: “ هل ترغبين في الذهاب ؟” 

فكر قليلًا، ثم أكمل، “ هناك نافورة ، 

تمامًا مثل تلك التي رأيتها على التلفاز ، 

وهناك أيضًا تماثيل . 

هل تعرفين ما هو التمثال ؟ 

إنه…”


التقط غو فاي مجلة تصوير كانت بجانبه ، 

قلب صفحاتها بسرعة ، 

ثم أشار إلى صورة تمثال برونزي


غو فاي: “ هذا هو التمثال "


غو مياو خفضت رأسها لتنظر إلى الصورة


غو فاي: “ هل ترغبين في رؤيته ؟”


كان هناك الكثير من الأشياء التي لم ترها غو مياو من قبل


شو شينغ تشي أخبره أن استخدام هذا الأسلوب قد 

يساعدها، 

استغلال فضولها لتحفيز تفاعلها


بعد صمت طويل ، أومأت غو مياو أخيرًا برأسها


غو فاي: “حسنًا.” ابتسم برضا :

“ لكن إذا لم تشعري بالراحة هناك ، 

لا يمكنك الصراخ ، 

عليكِ أن تخبريني بذلك .”


غو مياو أومأت مجددًا


غو فاي: “ اذهبي وغيري ملابس النوم "


غو مياو ضمت قطتها إلى صدرها 

وركضت نحو غرفة النوم


والدته ، التي كانت تراقب بصمت ، 

خرجت أخيرًا من غرفتها ، 

وعلى وجهها علامات القلق


الأم: “ هل تعتقد أن هذا سينجح ؟” 

بدت مترددة : “ المنطقة التي تقع فيها المكتبة قريبة من 

مقر الحكومة ، 

إنها بعيدة جدًا ، 

حتى أنا لم أذهب إلى هناك من قبل .”


غو فاي: “علينا أن نجرب ...” تابع بهدوء : 

“ لن نجبرها على أي شيء ، 

كل ما أريده هو أن تتعلم أن تُعبّر عندما تكون غير مرتاحة ، 

بدلًا من الصراخ .”


لأن الطريق كان طويل ، 

وخوفًا من أن تفقد غو مياو السيطرة 

وتبدأ في الصراخ أثناء الرحلة ، 

قرر غو فاي عدم أخذها بالحافلة أو التاكسي ، 

بل قيادتها بنفسه في سيارته الصغيرة


شو شينغ تشي كان دائمًا يؤكد على أهمية التحدث مع غو 

مياو خلال هذه التجارب ، 

لإشغال انتباهها ومنعها من الشعور بالتوتر ، 

كما أن التحدث معها أكثر يمكن أن يساعدها على التواصل 

بشكل أفضل مع الآخرين


غو فاي: “ إذن، غو مياو…” 

لم يكن معتاد على التحدث كثيرًا معها ، 

فهي عادةً لا تهتم بما يقوله الآخرون ، 

لذا كانت محادثاتهما دائمًا تقتصر على الضروريات ،


و الآن ، كان عليه أن يجد شيئ ليتحدث عنه ،  

وكان ذلك أمرًا مربكًا قليلًا بالنسبة له ، 

: “ هل اشتقتِ إلى جيانغ تشنغ ؟”


بمجرد أن قال ذلك، 

تجمد للحظة، ثم ضحك بسخرية على نفسه


لم يكن يتوقع أن يكون أول موضوع يخطر بباله هو جيانغ تشنغ


غو فاي: “ماذا لو حاولنا بجد معًا ؟” 

بنبرة أخف : “ إذا فعلنا ذلك ، 

يمكننا أن نكون مع جيانغ تشنغ دائمًا ، 

لفترة طويلة ، طويلة جدًا ، إلى الأبد .”


غو مياو: “ هاااااه !” صرخت فجأة من المقعد الخلفي ، 

وكأنها متحمسة للفكرة ..


يتبع 

  • فيس بوك
  • بنترست
  • تويتر
  • واتس اب
  • لينكد ان
  • بريد
author-img
Fojo team

عدد المقالات:

شاهد ايضا × +
إظهار التعليقات
  • تعليق عادي
  • تعليق متطور
  • عن طريق المحرر بالاسفل يمكنك اضافة تعليق متطور كتعليق بصورة او فيديو يوتيوب او كود او اقتباس فقط قم بادخال الكود او النص للاقتباس او رابط صورة او فيديو يوتيوب ثم اضغط على الزر بالاسفل للتحويل قم بنسخ النتيجة واستخدمها للتعليق

X
ستحذف المقالات المحفوظة في المفضلة ، إذا تم تنظيف ذاكرة التخزين المؤقت للمتصفح أو إذا دخلت من متصفح آخر أو في وضع التصفح المتخفي