Ch144
ما إن غادر غو فاي حتى شعر جيانغ تشنغ وكأنه بالون
ممتلئ بالماء وفجأة فُرِّغ من محتواه بالكامل
بعد رحلة حماسية استمرت لثلاثة أيام دون توقف ،
وجد نفسه مستلقياً بلا طاقة ،
غير قادر على استيعاب انتهاء الرحلة
يبدو أن رفاقه في السكن كانوا يعانون من نفس الشعور
خلال اليومين أو الثلاثة الأولى من عودتهم إلى الدراسة ،
كانوا منشغلين بمراجعة الصور التي التقطوها خلال الرحلة
كل يوم ، كان غو فاي يرسل مجموعة من الصور المعدلة ،
ولم يذهبوا جميعًا إلى المكتبة حتى مرة واحدة ،
بل ظلوا في السكن يتأملون الصور ،
جيانغ تشنغ وهو مستلقي على سريره ،
تحدث بصوت خافت عبر الهاتف :
“ هذه الكمية من الصور…
هل تأخرت بسببها كثيرًا ؟”
غو فاي: “ ليس كثيرًا ، كان الطقس جيدًا ، والإضاءة مثالية ،
فلم يكن هناك حاجة إلى تعديلات كثيرة .
فقط أحيانًا أقوم ببعض التعديلات البسيطة على الأشخاص .”
جيانغ تشنغ : “ أي نوع من التعديلات ؟”
رد غو فاي : “ أشياء مثل تنحيف الشخص قليلاً ،
مثلاً لو شي أو حبيبة تشانغ تشي تشي ،
الفتيات يفضلن الظهور أنحف .”
جيانغ تشنغ ضحك : “ هل هذا جزء من مسؤولياتك أيضًا ؟
أنت لا تصور عارضات أزياء مقابل أجر ،
لماذا كل هذا الاهتمام بالخدمة ؟
لكنني لم ألاحظ أي تعديل !”
غو فاي : “ بالطبع لا يمكن أن تلاحظ !” ضحك :
“ حتى صورك عدّلتها ،
في اثنتين منها كنت تضحك بشدة حتى أصبح وجهك دائري ،
فاضطررت إلى تعديله .”
: “… اللعنة !” جيانغ تشنغ صدم ،
وسرعان ما التقط لابتوبه ،
وفتح مجلد الصور وبدأ في الفحص فيها واحدة
تلو الأخرى : “ حقًا ؟ أي واحدة ؟”
غو فاي : “ أثناء تناول اللحم .
لن تلاحظ ، فقد عدّلتها لتعود إلى طبيعتك فقط .”
: “ هل وجهي كان مشوهًا؟” حدّق جيانغ تشنغ في الصور
التي التُقطت أثناء الطعام ،
لكنه لم يرى أي فرق— لا يزال بنفس الوسامة المعتادة
غو فاي : “ نعم، كان مشوهًا .
لكني أعدتك إلى مظهرك الوسيم الحقيقي .”
: “ أوه،” ضحك جيانغ تشنغ : “ ودائمًا كنت تقول إنني أبدو
جيدًا في صور السيلفي بفضل وجهي ،
لكن حتى صورك بالكاميرا الاحترافية
لم تستطع الحفاظ على مظهري ؟”
غو فاي ابتسم وسأله : “هل سمعت بهذه الحكمة القديمة ؟”
: “ أي حكمة؟”
: “ السعادة التي تشوه الوجه "
جيانغ تشنغ توقف للحظة ،
وقام بجولة سريعة في ذهنه باحثًا عن أي ذكر لهذه المقولة ،
ثم بعد ثواني أدرك أنه قد تم خداعه : “ انقلع !”
بعد بعض الثرثرة ،
اقترح تشاو كي الذهاب إلى المكتبة
غو فاي : “ إذن اذهب معه .
سأنتهي من الصور اليوم ،
وسأقرأ بعض الكتب في المساء .”
جيانغ تشنغ أوصاه : “ عندما تحفظ الكلمات الإنجليزية ،
حاول أن ترددها بصوت عالي
فهذا يساعد في التذكر .”
: “ حسنًا،” ضحك غو فاي : “ حتى عندما أحل التمارين
الآن،
أقرأ بصوت عالي .”
جيانغ تشنغ : “ لا تسهر كثيرًا .
سأراسلك عندما أغادر المكتبة .”
: “ حسنًا.” أجاب غو فاي
ذهب جيانغ تشنغ مع تشاو كي والبقية إلى المكتبة
رغم أنه لم يمضِي سوى بضعة أيام على غيابه عنها،
إلا أنه شعر وكأنها فترة طويلة جدًا.
مجرد الجلوس بهدوء والقراءة بدا له أمر غريب
الناس حقًا لا يجب أن يتراخوا
بمجرد أن تفقد وتيرة العمل الجاد ،
يصبح استعادتها أصعب بكثير
عندما نظر إلى الأشخاص من حوله وهم يركزون على دراستهم ،
شعر فجأة بإحساس من الضغط ،
فأغمض عينيه للحظة حتى يستجمع تركيزه ،
ثم فتح الكتاب أمامه ،
عندما تذكر أن غو فاي في هذه اللحظة أيضًا ،
على الأرجح منحني فوق مكتبه يدرس ،
شعر بالراحة نوعًا ما ،
رغم أنهما ليسا معًا الآن ،
إلا أن فكرة أن هناك شخص يهتم به
ويفعل نفس الشيء في نفس الوقت ،
جعلته يشعر بالسعادة
أما غو فاي ، فقد شعر أنه تقدم كثيرًا
أن يتمكن من البقاء جالسًا يقرأ الإنجليزية لمدة نصف ساعة متواصلة
قبل أن ينهض لأخذ استراحة والتدخين ،
كان إنجازًا عظيمًا بالنسبة له
في الماضي ،
الشيء الوحيد الذي كان يجعله يجلس بلا حراك
أمام كومة من الكتب ،
هو أنه كان يراقب جيانغ تشنغ يقرأ ويدرس
أما الآن ، فهو يجلس على مكتب جيانغ تشنغ،
محاط بكتبه القديمة ،
ويقرأ المواد التي كان جيانغ تشنغ بارعًا فيها
إنه شعور جميل ومميز
لكن مهما حاول ،
لم يستطع الجلوس بثبات كما يفعل جيانغ تشنغ
لم يكن قادرًا على الجلوس لساعات كما لو كان في حالة تأمل
في البداية ،
بعد عشر دقائق فقط ،
كان يشعر بحاجة ماسة إلى النهوض
كان يجد لنفسه أعذار مختلفة :
“ الجلوس لفترات طويلة يسبب ارتخاء العضلات ،
عليّ أن أتحرك قليلًا .”
“ الجلوس المطوّل يعوق تدفق الدم في الساقين ،
إنه غير صحي .”
“ هل سمعتُ صوت بالخارج ؟”
“ أشعر بالعطش قليلًا .”
“ أوه ، يبدو أنني بحاجة إلى الذهاب للحمام .”
مع سيجارة في فمه، استند إلى النافذة،
ونظر إلى الشوارع المظلمة بالخارج
أمسك بورقة بجواره ،
كانت تحتوي على جدول دراسته الليلي ،
يشمل حل التمارين ، المراجعة ،
وأوقات القراءة المستهدفة ،
في كل مرة كان يشعر بأنه غير قادر على الجلوس ،
كان يلتقط تلك الورقة ،
يحدق فيها قليلًا ،
فيشعر بنوع من الضغط يعيده إلى الدراسة ...
مواكبة جيانغ تشنغ لم يكن بالأمر السهل
كان جيانغ تشنغ شخص لا يتوقف عن الركض إلى الأمام ،
وكان عليه أن يعضّ على أسنانه ليواكبه ،
فكر في نصيحة جيانغ تشنغ
— التركيز على أقرب هدف ،
وحل المشكلة الأكثر إلحاحًا أولًا
ورغم أن جيانغ تشنغ كان يدّعي أنه سيخوض اختبار اللغة
الإنجليزية ' بدون تحضير '
إلا أنه لم يكن حقًا كذلك ،
فقد خصص النصف الثاني من الشهر لمراجعة مكثفة ،
كما لو أنه يستعد للمعركة ،
مقارنةً باختباره في المستوى الرابع ،
كان جيانغ تشنغ أكثر قلقًا بشأن اختبار غو فاي ،
كان يأمل أن يجتازه من المحاولة الأولى ،
ليس فقط كما أخبر بان تشي بأنه لا يريد متاعب لاحقة ،
بل لأن النجاح في هذه المرة الأولى سيكون بمثابة دفعة
معنوية كبيرة لـ غو فاي ،
أكبر بكثير من مجرد الحصول على شهادة المستوى الرابع
في اللغة الإنجليزية ….
جيانغ تشنغ : “ لا تدرس الليلة ،
فقط حاول النوم مبكرًا ،
أغمض عينيك واستعرض النقاط الرئيسية في ذهنك ،
هذا يكفي.”
غو فاي ابتسم: “ هل أنت غير واثق بي؟”
: “ ليس الأمر كذلك ،،،،” رد جيانغ تشنغ :
“ لكنني أريد فقط أن أكون أكثر اطمئنانًا .”
: “ سأتصل بك بعد الاختبار غدًا.”
: “ حسنًا.” أجابه جيانغ تشنغ
في صباح اليوم التالي ،
بمجرد أن استيقظ جيانغ تشنغ،
أمسك بهاتفه مستعدًا للاتصال بـ غو فاي
لكن قبل أن يتمكن من طلب الرقم ، رنّ هاتفه ،
وكان غو فاي هو المتصل
قال جيانغ تشنغ وهو يجيب : “ كنت على وشك الاتصال بك.”
ضحك غو فاي: “ أعلم ،
كنت أراقب الساعة ، هل استيقظت الآن ؟”
: “ نعم.” رد جيانغ تشنغ متثائبًا : “ توقيتك دقيق للغاية.”
: “ بالتأكيد !” أجاب غو فاي : “ لقد قضيت وقتًا طويلاً في
إيقاظك سابقًا ،
لذا أعرف متى تنام ومتى تستيقظ تقريبًا .”
جيانغ تشنغ ابتسم : “ صحيح ”،
وتذكر تلك اللحظات العديدة التي فتح فيها عينيه
ليجد غو فاي أمامه ،
و شعر بالحنين
غو فاي: “ أنا ذاهب الآن لتناول الإفطار ، أسرع واستعد "
: “ أليس الوقت مبكرًا بعض الشيء؟
لا يزال هناك متسع من الوقت ...”
جيانغ تشنغ نظر إلى ساعة لو شي الكبيرة المعلقة
على الجدار
: “ لقد رتبت للقاء زميل لي،
سنمشي ببطء إلى مركز الاختبار ،
أريد تصفية ذهني بينما أراجع بعض النقاط .”
: “ أوه؟” جيانغ تشنغ فكر للحظة وسأل : “ أي زميل ؟”
أجاب غو فاي : “ زميل أيضًا يتقدم لاختبار المستوى الرابع .”
جيانغ تشنغ لم يقل شيئ
ضحك غو فاي : “ إنه مشرف الشعبة العجوز ،
الذي يهتم بكل شيء أكثر مما ينبغي .”
ضحك جيانغ تشنغ : “ كنت أعرف ذلك !”
غو فاي : “ أنت دائمًا تتظاهر بالغيرة ،
لكنك تفعل ذلك بطريقة غير مقنعة أبدًا ،
حتى أنني لم أعد أرغب في مجاراتك .”
جيانغ تشنغ : “ لا، لا، عليك أن تتجاوب معي !
إذا لم أفعل ذلك ، فقد يبدو وكأنني لا أهتم بك،
في الواقع، أنت فقط جدير بالثقة لدرجة أنني لا أستطيع
حتى أن أشعر بالغيرة .”
غو فاي ابتسم : “ الحقيقة هي أنني أعلم أنك تهتم بي ،
ولهذا السبب يمكنك أن تثق بي بهذه الطريقة .”
جيانغ تشنغ متنهّدًا : “ آهههخ
أصبحت بارعًا جدًا في الحديث ،
حسنًا، اذهب في نزهتك الصباحية مع رئيس صفك ،
أنا ذاهب لأغسل وجهي .”
بعد اجتياز امتحان الثانوية العامة ،
لم يشعر جيانغ تشنغ حقًا بتوتر الامتحانات بعد ذلك
صحيح أن الجامعة بها العديد من الاختبارات ،
لكن الضغط لم يكن محسوس بالنسبة له،
كان يدرس بجد كما اعتاد
لكن هذه المرة ،
كونه يتقدم للاختبار مع غو فاي ،
أعاده فجأة إلى أيامه في المدرسة الثانوية
عندما دخل قاعة الامتحان وجلس ،
أخذ نفسًا عميقًا لتهدئة نفسه
وإبعاد أي أفكار غير ضرورية ،
بما في ذلك صورة غو فاي التي تتكرر في ذهنه
ثم التقط سماعة الرأس ،
استمع للتحقق من الصوت ،
وضبط التردد ،
لا توجد مشاكل ——-
من تلك اللحظة ، دخل في وضع الاختبار
سؤال المقالي
لم تكن مشكلة بالنسبة له،
كان وقته كافي
لكن فجأة خطرت له فكرة :
—— غو فاي هل سيكون بخير ؟
لقد رأى مقالات غو فاي السابقة
كانت غير سلسة قليلًا ،
مع بعض الأخطاء الصغيرة ، لكنها لم تكن سيئة
طالما أنه استعد جيدًا خلال هذه الفترة ،
فمن المؤكد أنه سيتجاوز هذا الاختبار اليوم
كتب مقالته ،
ولم يمر وقت طويل حتى نبههم المراقب
إلى قرب بدء اختبار الاستماع
الاستماع، الاستماع…
—— من المفترض أن يكون غو فاي بخير في هذا الجزء،
فهو دائمًا ما يستمع إلى التسجيلات مرارًا وتكرارًا
بينما جيانغ تشنغ يظلّل إجاباته على ورقة الإجابة ،
ابتسم قليلاً
رغم أنه كان في وضع الامتحان ،
إلا أن غو فاي ما زال يمر في ذهنه في كل مرحلة ،
وكأنه مقدمة فيلم
بعد اختبار الاستماع، شعر براحة أكبر
الفهم القرائي والترجمة لم يشكّلا أي مشكلة له،
فقد كانا مثل أي اختبار خاضه سابقًا
بمجرد أن خرج من قاعة الامتحان ،
كانت أولى خطواته هي التقاط هاتفه
لم يكن قد التقى بعد بزملائه من السكن ،
لكنه بالفعل كان يطلب رقم غو فاي
غو فاي ، على الأرجح ، كان ينتظر المكالمة ،
إذ لم تمر سوى رنة واحدة وأجاب فورًا
سأله جيانغ تشنغ مباشرةً : “ كيف كان الاختبار ؟”
غو فاي : “ لا بأس ،
ربما فقدت بعض النقاط في الاستماع
أما الباقي…
أعتقد أنه كان جيدًا ،
لكن بمجرد أن خرجت ، لم أعد أتذكر ما كتبته .”
: “ كيف كان شعورك بشكل عام؟”
: “ لم أجب عشوائيًا على أي سؤال.”
: “ يا لها من إجابة مميزة.” ضحك جيانغ تشنغ،
وشعر براحة كبيرة
غو فاي كان دائمًا يعتمد على التخمين ،
لكنه لم يفعل ذلك هذه المرة ،
ما يعني أنه فكر في كل سؤال بجدية ،
وهذا يعني أيضًا أنه كان يعرف كيف يجيب ،
بناءً على تحليله العلمي بأسلوب الطالب الشويبا ،
شعر جيانغ تشنغ أن غو فاي قد نجح في الاختبار ،
——— حبيبي غو فاي سريع الحفظ ،
ذكي، وأيضًا… وسيم جدًا
: “ وأنت؟” سأل غو فاي.
: “ بالطبع، لا مشكلة بالنسبة لي.” كان جيانغ تشنغ يعرف
دائمًا تقريبًا كم ستكون درجته أثناء الاختبار :
“ قلت لك إنني سأجتازه بسهولة ،
ورغم ذلك قمت بمراجعة مكثفة قبل الامتحان .”
ضحك غو فاي : “ اسمعوا هذه الثقة .
إذن، هل ستعتمد على الحظ في اختبار المستوى
السادس أيضًا ؟”
: “ لا، سأذاكر وقتها ...” تمدد جيانغ تشنغ وقال :
“ أنا أعرف مستواي جيداً "
بينما يتحدث مع غو فاي ،
تلقى إشعار بمكالمة واردة من بان تشي
نظر إلى الشاشة : “ ربما لديه أخبار عن السكن "
: “ إذن، تحدث معه أولاً .” قال غو فاي قبل أن ينهي المكالمة.
بمجرد أن فتح الخط مع بان تشي ،
قال الأخير: " يا جدي، كيف كان الامتحان ؟”
: “ هل تحتاج حتى إلى السؤال؟” رد جيانغ تشنغ.
ضحك بان تشي : “ مجرد سؤال شكلي ،
أما الآن فسأنتقل إلى الموضوع المهم…
هل تأكد موعد قدوم غو فاي ؟
كم سيبقى؟
صاحب الشقة التي تحدثت معه قال إن أقل مدة للإيجار
شهر ،
حتى لو أقمت فيها ليوم واحد فقط .”
جيانغ تشنغ : “ موافق ،
هذه الأيام من الصعب العثور على شقق قصيرة الأجل
بحالة جيدة ، لذا سنأخذها .”
: “ هذه ليست سيئة ،
لقد أصبحتُ على معرفة جيدة بالمؤجر ،
حتى أن والديّ سيزوران المدينة
وسيستأجران شقة منه أيضًا ،
وحصلنا على تخفيض .”
جيانغ تشنغ تفاجأ : “ والداك ؟
لماذا لا يجلسان في منزلك ؟
يمكنك النوم في غرفة المعيشة .”
بان تشي تنهد : “ جدي ،
هل تعتقد حقًا أنني يمكنني تحمل العيش معهما في
غرفة واحدة؟
أمي ستبدأ في انتقادي من رأسي حتى قدمي ،
ولن تتوقف عن التوبيخ من الصباح حتى المساء .
لقد حصلتُ أخيرًا على بعض الراحة !”
جيانغ تشنغ نقر بلسانه :
“ أنت حقًا لا تدرك النعمة التي لديك .”
بان تشي : “ وجود الوالدين ليس دائمًا نعمة ،
أعتقد أن حالتك الآن مثالية ،
لديك شخص يجعلك تشعر بالراحة ،
وهذه هي النعمة الحقيقية ، أليس كذلك ؟”
: “ صحيح .” ابتسم جيانغ تشنغ.
بان تشي : “ كنت أعتقد أن علاقتكما لن تدوم ،،،
وبصراحة ، لو نظرت إلى علاقتكما بعيدًا عن المشاعر ،
لكنتُ لا أزال أعتقد أنها لن تدوم…
ولكن…”
قاطع جيانغ تشنغ : “ لا يمكنك تحليل المشاعر بدون
مشاعر، أليس كذلك؟”
وافق بان تشي : “ صحيح ، لذا …”
:“ همم ؟”
بان تشي : “ ربما سأبقى وحيدًا مدى الحياة "
: “ حياتك لا تزال طويلة ، لا تتسرع ،
هل انتهت الأمور مع فتاة الرماية ؟”
بان تشي : “ ألم تفكر أبدًا بأن يكون هناك أمل؟
ربما طريقتي في التعامل مع المشاعر خاطئة ،
لا أستطيع البقاء مع أي شخص لفترة طويلة…
على أي حال ، لا يهم ،
سأتصل بك الأسبوع القادم لترى الشقة بنفسك .”
: “ حسنًا.” رد جيانغ تشنغ
قبل أن يدخل في علاقة ،
لم يكن يفكر كثيرًا في هذه الأمور ،
ولكن الآن أصبح بإمكانه أن يشعر بوضوح
أن طريقة بان تشي في التفكير بشأن العلاقات العاطفية
تختلف تمامًا عن طريقته
بان تشي كان شخصًا عقلانيًا للغاية ،
يرى الأمور بوضوح تام ،
أو ربما لم يكن يفكر في أي علاقة على أنها دائمة
منذ البداية ،
وهذا مختلف تمامًا عن جيانغ تشنغ ،
لكن… جيانغ تشنغ لا يعتقد أن بان تشي سيبقى وحيدًا طوال حياته ،
فقط لم يلتقِي بعد بالشخص القادر على كسر هذا النمط لديه ،
وبمجرد أن يحدث ذلك ،
سيشتري أكبر حزمة ألعاب نارية
ويشعلها أمام باب بان تشي احتفالًا
لا يعلم متى سيأتي ذلك اليوم ،
لكن ربما حينها ستكون غو مياو مجرد فتاة عادية قليلة الكلام ،
وربما سيكون قد تخرج بالفعل ،
وربما سيكون غو فاي قد أصبح بجانبه أخيرًا …
هناك العديد من “ربما”،
لكنه لم يشغل نفسه بالتفكير فيها،
فقط كان متأكد أن ذلك سيحدث
الشقة التي وجدها بان تشي كانت مثالية
— غرفة نوم واحدة ،
يوجد سرير في غرفة النوم
وسرير آخر في غرفة المعيشة ،
مطبخ صغير ،
وجميع مستلزمات المعيشة متوفرة ،
بالإضافة إلى شرفة صغيرة غير مغلقة ذات إطلالة جميلة ،
يمكن رؤية أضواء المدينة البعيدة من خلالها ،
جيانغ تشنغ ذهب إلى هناك قبل يومين لتنظيفها ،
و غيّر أغطية السرير ،
ونظف كل زاوية فيها ،
ثم اشترى بعض الليمون وعصره لينثر رائحته
في أنحاء المكان
حتى أنه ذهب إلى السوبر ماركت واشترى كمية من الطعام ،
بالإضافة إلى الحليب ، اللبن ، والوجبات الخفيفة ،
وملأ بها الثلاجة .
لم يكن يعلم لماذا ،
ولكن على الرغم من أن هذه الشقة مستأجرة وصغيرة ،
إلا أنه شعر بأنها تحمل إحساسًا أقوى بأنها ' ملكنا '
مقارنة بالشقة في مدينة الصلب
ربما لأن علاقتهما قد تطورت ،
أو لأن كلاهما أصبح في مرحلة مختلفة تمامًا
عن العام الماضي
شقة المصنع لم يقم غو فاي بإنهاء عقدها بعد ،
ولم يكن جيانغ تشنغ ينوي ذلك أيضًا
فالإيجار لم يكن باهظ ، وبقاؤها لم يكن يشكل أي عبء ،
وإذا عاد إلى هناك يومًا ،
فستظل ' عشهما الصغير '
كان دائمًا بحاجة إلى الشعور بالأمان ،
وطرق تحقيق ذلك متعددة
— يمكن أن يكون شخص معين ،
أو ذكرى خاصة ، أو حتى مجرد مكان مألوف ،
وأراد أن يحتفظ بها جميعًا …..
غو فاي كان لديه ثلاثة أيام إضافية في الجامعة
ثم سيبدأ إجازته
خلال تلك الأيام ،
عاش جيانغ تشنغ وحده في الشقة ،
وفي اليوم الأول ، ذهب إلى محطة القطار لاستقبال القط
الذي أرسله غو فاي عبر الشحن ،
وقضى اليومين التالية في انتظاره
عندما وصل اليوم المنتظر ،
لم يعد جيانغ تشنغ يحمل غو مياو على ظهره ،
بل أمسك بيدها وركض معها خارج المحطة ،
حتى وصلا إلى ساحة أقل ازدحام
انحنى نحوها مبتسمًا : “ مياو مياو، ألم تلقي التحية عليّ بعد ؟”
وكعادتها ، ردّت برفع يدها مع إشارة الأصابع المعتادة
: “ هل تحبين الشوكولاتة؟”
أخرج قطعة شوكولاتة من جيبه : “ أنا أحب هذا النوع جدًا ،
لا أعلم إن كنتِ ستحبينها أم لا.”
غو مياو نظرت إليه لوهلة ، ثم أومأت برأسها
فتح جيانغ تشنغ الغلاف وسلّمها القطعة ،
فوضعتها مباشرة في فمها،
وبدأت تمضغها بصوت مسموع
: “ يا لكِ من فتاة شرسة.” ضحك جيانغ تشنغ بينما يراقبها
ظهر صوت غو فاي من جانبه : “ هل يمكنك النظر إليّ أيضًا ؟”
: “ أوه ؟ ،” وقف جيانغ تشنغ مستقيمًا ،
ثم نظر إلى غو فاي لفترة : “ هل خسرت بعض الوزن؟”
: “ لا "
: “ حقًا ؟” أخذ جيانغ تشنغ خطوة للخلف
وبدأ يتفحصه من أعلى إلى أسفل : “ أشعر أنك أنحف "
غو فاي بجدية : “ هل تحاول فقط إيجاد شيء لتقوله؟”
: “ لقد كشفتني ~ ،” ابتسم جيانغ تشنغ ،
ثم عانقه : “ لكن هل أنت متأكد أنك لم تفقد وزنًا ؟”
: “ متأكد،” ربت غو فاي على ظهره : “ وزني لم يتغير ،
لقد وزنت نفسي البارحة ،
لم أنقص حتى نصف كيلوغرام .”
تمتم جيانغ تشنغ : “ هذا غير منطقي ،
أنا فقدت الكثير من الوزن سابقًا ،
هل هذا يعني أنك لم تذاكر بجد !!؟”
: “ يمكنني فقط أن أقول إن قدرتي على تحمل
الضغط أقوى منك .” رد غو فاي وهو ينظر حوله ،
ثم انحنى قليلًا
وقبّل جيانغ تشنغ على طرف أنفه
هذه المرة ،
كان غو فاي يحمل كمية كبيرة من الأمتعة ،
نظرًا لأنه سيبقى لفترة طويلة
أما غو مياو ، فرغم أنها بالكاد تستطيع تقبّل مغادرة بيئتها المألوفة ،
إلا أن ارتباطها بالأشياء الصغيرة المحيطة بها كان قويًا للغاية ،
لذا كان يجب أن تأخذ معها كل ما تراه أو تلمسه يوميًا
جيانغ تشنغ حتى وجد أثناء ترتيب الحقائب …
نصف صندل قديم خاص بـغو مياو
تجمد لثانية وهو يحدّق في الصندل : “ ما هذا بحق الجحيم؟”
أوضح غو فاي : “ هذا هو الصندل الذي ارتدته حتى اهترأ ،
ثم جاء تشنغ غا وقضى على ما تبقى منه بأسنانه…”
جيانغ تشنغ مصدوم : “ أنا ؟ أنا من فعل ذلك ؟”
لكنه سرعان ما استوعب : “ آووووه !! تقصد القطة .”
: “ نعم.” ضحك غو فاي وأشار إلى القطة على الأريكة :
“ هي المذنبة .
هذا الصندل ظل دائمًا في غرفة غو مياو ،
وعندما سألتها ماذا تريد أن تأخذ معها ، أشارت إليه ،
فاضطررنا إلى أخذه .”
أومأ جيانغ تشنغ : “ حسنًا ، طالما أنها سعيدة ،
فلا بأس .
بالمناسبة، لنطلب الطعام الليلة ،
لم يعد هناك وقت للطهي ، وأنت أيضًا متعب .”
غو فاي وهو ينهار على الأريكة ضاحكًا : “ هاه ، إذن
عندما أكون متعبًا لا يوجد طبخ ؟
وأنت فقط تأكل ؟”
قال جيانغ تشنغ وهو يتصفح هاتفه : “ لا تحمّلني مسؤولية ذلك ،
حتى لو طبختُ ، غو مياو لن تتنازل عن رأيها ،
ما رأيك بحساء معدة الخنزير ؟”
أومأ غو فاي : “ موافق "
بعد العشاء ،
أخذوا فترة من الراحة ،
ثم ذهبت غو مياو إلى الحمام بمفردها كعادتها
لكن بعد الاستحمام ،
رفضت أن يقوم غو فاي أو جيانغ بتجفيف شعرها ،
وأصرت على الجلوس في الشرفة بشعرها الرطب ،
تعانق تشنغ غا بينما تتأمل المنظر الخارجي
قال غو فاي وهو ينظر إليها : “ دعها وشأنها ،
الجو حار، لن تصاب بالبرد .”
: “ حسنًا ...” رد جيانغ تشنغ وهو يقترب منه ،
ثم لفّ ذراعيه حول خصره ،
وبدأ بتمرير أصابعه بلطف على بطنه :
“ هل علينا الآن التحدث عن مشاعرنا بعمق ؟”
غو فاي : “ نتحدث عن مشاعرنا كل يوم ،
لدرجة أنني الآن لا أعرف حتى عن ماذا أتكلم .”
جيانغ تشنغ : “ فلنحاول التحدث عن أي شيء ،
لأنه بوجود طفلة معنا ،
لا يمكننا فعل شيء آخر غير ذلك .”
ضحك غو فاي : “ وهل لديك أفكار أخرى؟”
: “ حمام معًا ؟ تقلبات على السرير ؟
أو حتى مجرد مداعبات ؟” رد جيانغ تشنغ وهو يسند ذقنه
على كتف غو فاي : “ كل ما يخطر ببالك "
أجابه غو فاي : “ في الليل ، عندما تنام الطفلة "
: “ حسنًا ...” فكر جيانغ تشنغ للحظة، ثم قال :
“ بالمناسبة ، تكلفة هذه الرحلة لابد أنها مرتفعة ،
خصوصًا مع كل تلك البرامج التدريبية
التي رتّبها شو شينغ تشي لـ غو مياو ،
من تصحيح السلوك إلى تحسين الإدراك .”
غو فاي : “ ليست سيئة جدًا،
لقد ساعدنا شو شينغ تشي في توفير الكثير من المال سابقًا ،
لذا مقارنة بذلك ، التكلفة الآن ليست مشكلة كبيرة .”
جيانغ تشنغ : “ هل أحضرت له لحم بقري مجفف ؟
هذا الرجل لا يقبل المال ولا يوافق على العزائم ،
لكنه مهووس بهذا اللحم .”
غو فاي : “ أحضرت له كيس كبير ،
لقد ساعدني لي يان في شرائه ،
قال إنه أفضل من النوع الذي كنا نشتريه من قبل…
آه، صحيح، هناك أمر آخر لم أخبرك به "
: “ ماذا؟” سأل جيانغ تشنغ بينما يراقب غو مياو الواقفة
في الشرفة بلا حراك ، وكأنها تمثال ،
لولا أن القط كان يتحرك حول قدميها ،
غو فاي : “ لي يان وليو فان قد يأتون لزيارتنا خلال الأيام
القليلة المقبلة ،
سنحتاج إلى حجز غرفة لهما ،
سيبقون ربما لثلاثة إلى خمسة أيام .”
قال جيانغ تشنغ وهو يلتقط هاتفه : “ لا مشكلة ،
هل سيكونان هما فقط ؟”
أومأ غو فاي : “ نعم، الجميع مشغول ،
كانوا يريدون القدوم خلال عطلة عيد العمال ،
لكن لم يتمكنوا من ذلك .”
: “ حسناً ...” رد جيانغ تشنغ
وهو يستلقي على الأريكة ويرفع ساقيه على الحائط ،
ثم التفت إلى غو فاي : “ أرنبي الصغير؟”
نظر إليه غو فاي : “ ههمم ؟”
جيانغ تشنغ : “ هل فكرت يومًا في المكان الذي ستذهب إليه بعد التخرج؟”
غو فاي : “ بالطبع فكرت "
: “ آووه ؟ ”
فجأة ، شعر جيانغ تشنغ بتوتر غريب ،
تمامًا مثلما كان يشعر في الماضي عندما سأل غو فاي عن
خططه المستقبلية
غو فاي دون أي تردد :
“ سأذهب حيثما تكون موجود "
يتبع
تعليقات: (0) إضافة تعليق