Ch145 | الــنــهــ🐰🐱ــاية
لن يبدأ تدريب وعلاج غو مياو إلا بعد بضعة أيام —-
وبمجرد أن يبدأ ،
سيكون على غو فاي مرافقتها يوميًا ،
لذا فإن العطلة بالنسبة له تقتصر فقط على هذه الأيام القليلة ،
نظر جيانغ تشنغ إلى التقويم وقال : “ أعتقد أنه يجب
علينا الاحتفال بأعياد ميلادنا أيضًا ،
فبمجرد أن تبدأ غو مياو العلاج ،
لن يكون لدينا وقت أليس كذلك؟”
غو فاي: “ كيف تريد أن تحتفل ؟”
جيانغ تشنغ مفكرًا : “ لست متأكد ،
اليوم نحتفل نحن الثلاثة فقط ،
وعندما يأتي لي يان والبقية ، ندعو بان تشي أيضًا ،
ونخرج جميعًا لتناول العشاء ؟
ليس لدي خبرة كبيرة في الاحتفال بأعياد الميلاد .”
ضحك غو فاي : “ ولا أنا ،
لذا دعنا نفعل كما تريد ،
وبمجرد أن يصلوا ، نحجز غرفة خاصة في أحد المطاعم ،
فهذه المدينة ليست مثل المدينة الصناعية ،
المطاعم هنا دائمًا مزدحمة .”
أومأ جيانغ تشنغ : “حسنًا، سأبحث عن مكان يوفر
حجوزات الغرف الخاصة ...”
ثم رفع رأسه ونظر إلى غو فاي: “ هل حضرت لي هدية؟”
أجاب غو فاي دون تردد : “ لا، كنت مشغول مؤخرًا ،
ولم أفكر في الأمر .”
تظاهر جيانغ تشنغ بالدهشة : “ حقًا ؟”
تردد غو فاي للحظة ثم قال : “حقًا…
لن تغضب أليس كذلك؟”
تنهد جيانغ تشنغ بطريقة درامية :
“ لا، لا يوجد سبب للغضب ،
في هذه المرحلة ، لم يعد هناك داعي لأن تدللني ….”
ثم أضاف بمبالغة :
“ نحن الآن مجرد زوجان عجوزان بلا حياة !”
ضحك غو فاي : “ما هذا الهراء ؟”
ثم مال على مسند الأريكة وظل يضحك طويلًا
أصر جيانغ تشنغ : “نحن مجرد زوجين عجوزااااان بلا حياة،
لم نعد حتى نستحق هدية عيد ميلاااااد
اااههههخخ .”
ركله غو فاي برفق في ساقه : “ ألا تتوقف أبدًا ؟”
ضحك جيانغ تشنغ وهو يربت على ساق غو فاي :
“ بالطبع لا، وما المزعج في ذلك؟
على أي حال، لم أجهز لك هدية أيضًا .”
نظر غو فاي إليه بدهشة : “يا إلهي ،
مع هذا الوجه الحزين ،
ظننت أنك حضرت لي شيئ مميز !”
ابتسم جيانغ تشنغ : “لم أفكر حتى في أعياد الميلاد .”
ثم ضحك : “ماذا نفعل ؟
هذا ثالث عيد ميلاد لنا معًا ،
وهو يمر بسلاسة تامة ، ماذا عن العشرات القادمة ؟”
غو فاي بثقة : “ اسمعني جيدًا ،
الأزواج الذين يحتفلون بكل ذكرى صغيرة ،
هم الذين يخشون الانفصال في أي لحظة ،
لذا يسارعون إلى الاحتفال قبل أن تضيع الفرصة .”
نظر إليه جيانغ تشنغ : “ لا تعمم ،
هناك من يحتفلون بذكرياتهم حتى الشيخوخة .”
هز غو فاي رأسه : “هؤلاء مختلفون عنا ،
والآن اسمعني جيدًا ،
نحن لا نحتاج إلى الاحتفال ،
فكل يوم نعيشه معًا محفور في ذكرياتنا ،
لا حاجة إلى إحياء ذكرى أي شيء ،
لأننا لن ننسى أبدًا .”
ضحك جيانغ تشنغ :
“ توقف عن هذا ، نحن لم نتذكر حتى عيد ميلادنا .”
فتح غو فاي عينيه ونظر إليه : “هل يمكنك التوقف عن كسر الأجواء؟
لديك موهبة خارقة في ذلك !”
ابتسم جيانغ تشنغ : “ سأحاول الانتباه مستقبلاً ...”
ثم حمل القطة الصغيرة التي تتجول على الأريكة ،
وبدأ يداعبها ،
نظر إلى غو مياو الجالسة على الطاولة ترسم : “ غو مياو!”
رفعت غو مياو رأسها ونظرت إليه
أشار جيانغ تشنغ إلى النافذة : “ هل تودين الخروج للعب ؟”
نظرت غو مياو إلى الخارج ،
ثم عادت تنظر إليه، وبعد لحظات ، أومأت برأسها
سأل غو فاي: “ إلى أين؟”
أجاب جيانغ تشنغ وهو يفكر : “ لا أعرف ،
مدن الملاهي ستكون مزدحمة ،
والناس أكثر في الصيف ،
لذا لا يمكننا الذهاب إلى هناك ،
يجب أن نجد مكان هادئ .”
علق غو فاي : “في مثل هذه الأيام ،
لا يوجد مكان هادئ ،
ماذا عن الحديقة الصغيرة في مجمعنا ؟”
رفض جيانغ تشنغ الفكرة : “ غو مياو تريد التزلج على اللوح ،
والحديقة مليئة بكبار السن والأطفال الذين ما زالوا يتعلمون المشي ،
إذا انطلقت بينهم ، سينتهي بنا الأمر بوابل من الشتائم .”
ثم بدأ يبحث في هاتفه وأضاف :
“ سأبحث عن شيء ما،
إنه عيد ميلادنا بعد كل شيء .”
جلس غو فاي فجأة : “ تشنغ غا
ماذا لو خرجت معي لالتقاط بعض الصور ؟
نذهب إلى الشوارع القديمة والأزقة ،
لن يكون هناك الكثير من الناس ، وسنتمشى ببطء ؟”
نهض جيانغ تشنغ : “ حسناً "
على الرغم من أن جيانغ تشنغ يعيش في هذه المدينة
منذ عام تقريبًا ،
إلا أنه لم يزر سوى أماكن محدودة جدًا خارج الجامعة ،
مثل جامعة B ،
وأحياء الطلاب حيث يدرس الشباب الذين يقوم بتدريسهم،
ومحطة القطار ،
أبعد مسافة قطعها جيانغ تشنغ هي الذهاب إلى محطة القطار ،
وكل مرة يذهب إليها كانت تحمل مشاعر مختلفة ،
أراد غو فاي الخروج والتقاط بعض الصور ،
وبالطبع كان جيانغ تشنغ سعيدًا بذلك
لكن المشكلة كانت : إلى أين يذهبون ؟
كيف يصلون ؟
وكيف ينظمون مسار الرحلة ؟
لم يكن لديه أدنى فكرة ….
قال جيانغ تشنغ وهو يمسك بـ لابتوبه مجددًا :
“ دعني أبحث أكثر عن الأماكن المناسبة.”
مدّ غو فاي يده وعبث بشعره قليلًا و تمتم بهدوء:
“ تشنغ غا أنت تجعلني أشعر بالحزن "
نظر إليه جيانغ تشنغ وهو يواصل الكتابة :
“ لماذا ؟
ماذا فعلت الآن ؟”
لم يُجب غو فاي مباشرة ،
بل استمر في لف خصلة من شعره بين أصابعه ،
جيانغ تشنغ بابتسامة خفيفة:
“ أنا في الأساس لم أكن شخص يحب الخروج كثيرًا ،
عندما كنت أحصل على عطلة أو راحة ،
كنت أقضي الوقت مع بان تشي نجلس معًا
ونتحدث فحسب .”
أجابه غو فاي بنبرة مدروسة : “ لكن هذا العام ،
حتى مجرد الجلوس والتحدث لم يعد لديك وقت له،
أليس كذلك ؟”
أومأ جيانغ تشنغ برأسه : “ بالتأكيد ،
عندما تكون محاط بمجموعة من الشويبا الذين يقضون
وقتهم في المكتبة ،
تبدأ في الشعور بالتوتر تلقائيًا .
عندما دخلت الجامعة ، كنت في مقدمة الترتيب ،
لا يمكنني السماح لنفسي بالتراجع أثناء الدراسة ،
هذا ليس أسلوبي .”
انحنى غو فاي وقبّل أعلى رأسه ،
ثم قال بمزاح : “ رأسك بالكامل …
عبارة عن شعر كيرلي
وخصلة مستقيمة واحدة فقط ،
وهي دوامة مثالية ، لكنك عنيد جدًا مثل هذه الخصلة !”
ضحك جيانغ تشنغ وردّ عليه : “رأسي بالكامل ؟!
لا تجعل الأمر يبدو وكأنه مشهد من فيلم رعب !”
ضحك غو فاي : “حسنًا، أقصد دماغك بالكامل "
بعد البحث عن المسار المناسب ،
خرج الثلاثة، برفقة غو مياو ولوح التزلج الخاص بها
قبل المغادرة ،
قضى غو فاي حوالي عشرين دقيقة في وضع بعض القواعد
مع غو مياو : “ لا تصرخي ،
لا تتزلجي بسرعة كبيرة ،
لا تمري بين الناس بسرعة ،
ابقي على جانب الطريق…”
أومأت غو مياو رأسها بالموافقة على كل شيء
دون أي اعتراض
شعر جيانغ تشنغ أن الأشهر الماضية لم تذهب سدى ،
فالتحسن في قدرة غو مياو على التفاعل
مع المحيط كان واضح جدًا
الطقس جميل ،
على الرغم من أن الشمس ساطعة ،
إلا أن النسيم القوي جعل الجو لطيف
قرر جيانغ تشنغ أن يستقلوا سيارة أجرة مباشرةً
بدلاً من المترو ، لأن الازدحام قد يسبب التوتر لغو مياو
كانت غو مياو في مزاج جيد،
حتى أنها قفزت على الدرج عند نزولها من المبنى،
وأصرّت على حمل لوح التزلج الخاص بها على ظهرها
كما اعتادت منذ أن ساعدها غو فاي في تثبيته أثناء
رحلتهم إلى المروج
في النهاية ، صنع غو فاي لها حزام صغير يسمح لها بتعليقه
بسهولة دون الحاجة إلى حمله
لكن حتى مع يديها فارغتين ،
لم يكن لديها اهتمام بالإمساك بأي شيء لفترة طويلة
حتى عندما تأكل ،
لا تبقى قطعة الطعام في يدها أكثر من عشر ثواني
و تدخلها إلى فمها
أثناء ركوبهم السيارة ،
سأل غو فاي: “أين سنتناول الغداء ؟”
قبل أن يتمكن جيانغ تشنغ من الإجابة ،
تدخل سائق التاكسي بحماس قائلاً : “ الغداء ؟
إذا كنتم في تلك المنطقة ،
فهناك العديد من المطاعم الرائعة !”
ثم بدأ السائق في اقتراح عشرين مطعم مختلف ،
من الرخيص إلى الفاخر ،
ولم ينسَى تقديم نصائح حول الأماكن التي يجب زيارتها
وكيفية الاستمتاع بيومهم ،
عندما نزلوا ، قال جيانغ تشنغ: “ شكرًا لك سيدي.”
ناولهم السائق بطاقة عمل وقال : “ هذه بطاقتي ،
إذا احتجتم لأي مساعدة أثناء تجولكم ،
لا تترددوا في الاتصال بي.”
أخذ جيانغ تشنغ البطاقة ووضعها في جيبه ،
مفكرًا في أنه قد يحتاج إليها لاحقًا ،
خاصة عندما يصل لي يان وليو فان لزيارتهما ،
بينما يسيرون في أحد الأزقة القديمة ،
نظر جيانغ تشنغ إلى غو فاي وسأله : “غو فاي ألا تعتقد
أنك بحاجة إلى بطاقة عمل مثل سائق التاكسي ؟”
أجابه غو فاي بابتسامة : “ ولمن سأعطيها ؟
جميع من أعرفهم يمكنهم الاتصال بي مباشرةً
دون الحاجة إلى بطاقة .”
ضحك جيانغ تشنغ : “ ربما أجد الأمر ممتعًا فقط ،
فكرة أن يكون لديك بطاقة عمل .”
رفع غو فاي يده وكأنه يتخيل تصميمها : “ حسنًا ،
سأطبع واحدة ،
سيكون مكتوب عليها : غو فاي ،
والاسم الإنجليزي تحته GoodFly…”
ضحك جيانغ تشنغ بمجرد أن سمع ذلك :
“ يا رجل، على الأقل أنت شخص خرج من اختبار
المستوى الرابع في اللغة الإنجليزية
وأنت تشعر بالرضا ،
هل يمكنك التركيز قليلًا ! ؟”
ضحك غو فاي : “ اسمعني أولًا ،
ثم في الأسفل سأضع رقم الهاتف والبريد الإلكتروني ،
وفي المنتصف حيث يُكتب المسمى الوظيفي
أو المهنة ،
سأكتب…”
قاطعه جيانغ تشنغ سريعًا : “زوجة القط تشنغ تشنغ !! "
نظر إليه غو فاي : “ الأرنب فاي فاي الخاص بالقط تشنغ تشنغ .
هذه لن تكون مشكلة ،
ماذا عن القط تشنغ تشنغ الخاص بالأرنب فاي فاي ؟”
أومأ جيانغ تشنغ بالموافقة : “ حسنًا، تم الاتفاق !! "
بعد الانتهاء من مناقشة تصميم بطاقة العمل ،
دخلوا زقاق صغير ،
لم يكن هناك الكثير من الناس ،
و أشعة الشمس تتسلل بين جدران المنازل ،
مما أضفى على المكان إحساس بالهدوء والراحة ،
أنزلت غو مياو لوح التزلج ووقفت عليه ،
متقدمة عليهم ببطء ،
أمرها غو فاي بعدم التزلج بسرعة ،
فكانت تتبع الأوامر بدقة وتتزلج ببطء على شكل تموجات ،
جلس بعض كبار السن على جانب الطريق يتحدثون ،
وأحدهم شجعها قائلاً : “ أحسنتِ !”
أخرج غو فاي الكاميرا ،
وبدأ في التقاط الصور أثناء المشي ،
جدران قديمة مغطاة بالرسومات ،
أعمدة إنارة مملوءة بالإعلانات الورقية ،
غو مياو التي تتزلج بهدوء فوق الأحجار القديمة ،
متجر صغير يبيع من خلال نافذة مفتوحة فقط ،
أشخاص يتحدثون تحت ظلال الأشجار ،
كرسي خشبي قديم بجانب الجدار تجلس عليه
قطة تتمدد تحت الشمس…
يوجد الكثير من القطط في الأزقة ،
وبالنسبة لغو مياو ، كانت كل قطة تُدعى ' تشنغ غا '
نظرت غو مياو إلى قطة بيضاء مستلقية على سور أحد
المنازل وقالت بصوت خافت : “ تشنغ غا .”
كان صوتها خفيف لدرجة أنه لولا أن جيانغ تشنغ رأى حركة
شفتيها، لما كان سيسمعها أبدًا
لكن حتى مع هذا ،
كان ذلك مثيرًا للحماس ،
خلال مرورهم بهذا الزقاق ،
صادفوا أربع قطط ،
وقالت غو مياو “تشنغ غا ” مرتين ،
نظر جيانغ تشنغ إلى غو فاي : “هل معاملتي أفضل منك ؟
لم تنادِك أبدًا بهذه العلنية صحيح ؟”
أجابه غو فاي وهو يرفع الكاميرا لالتقاط صورة
لعشب نبت بين شقوق جدار قديم : “ نعم ،
حتى ‘غاغا ’ نادرًا تنطقها .”
ابتسم جيانغ تشنغ : “ إذن هي أختي الآن "
ضحك غو فاي : “ حسنًا "
بعد عبورهم زقاقين آخرين ،
وجدوا أنفسهم عند نهاية طريق حجري ،
حيث ظهرت أمامهم قناة مائية صغيرة ،
عدد قليل من كبار السن يجلسون على حافة النهر
وهم يصطادون ،
أوقفت غو مياو لوح التزلج ووقفت خلفهم
تحدق في صنارات الصيد باهتمام
جلس جيانغ تشنغ على أحد المقاعد الحجرية القريبة ،
بينما وقف غو فاي بجانب السور والتقط بعض الصور ببطء
لم يكن النهر كبير ،
ولم يكن ماؤه نقي تمامًا ،
لكن الجو الهادئ ،
مع الأوراق المتساقطة التي تطفو على السطح ،
وانعكاس الأشجار على الماء ،
وتموجات بسيطة تحدث كلما هبّت نسمات الهواء
أو سبحت الأسماك تحت السطح ،
جعلت المشهد يبدو مريح ومليئً بالسكينة ،
تراجع غو فاي بضع خطوات للخلف
بينما يرفع الكاميرا ،
لاحظ جيانغ تشنغ ذلك ،
فعلم أنه يحاول التقاط صورة له ،
بعد سماع عدة نقرات على زر الكاميرا ،
التفت جيانغ تشنغ وأدار وجهه قليلًا
ليعطي غو فاي زاوية أفضل لالتقاط الصورة
ثم قال غو فاي بصوت منخفض
وهو لا يزال خلف الكاميرا : “ قف "
وقف جيانغ تشنغ ،
استقبل أشعة الشمس ،
ثم استدار بجانبه ،
ثم أدار جسده عكس اتجاه الضوء ،
وأخيرًا أمال رأسه لينظر إلى غو مياو التي تقف على الجانب ،
كانت هذه المجموعة من الحركات متناسقة تمامًا،
تمامًا كما هو الحال مع التوافق المثالي بينه وبين غو فاي
عندما يكونان في السرير …
بمجرد أن فكر في الأمر ، تذكر ما حدث البارحة
بما أن غو مياو كانت نائمة في الغرفة الداخلية ،
لم يجرؤا على التحرك بحرية في السرير الخارجي ،
لذا انتهى بهما الأمر في الحمام ،
سأل غو فاي: “ هل هذا يعني أننا سنعتمد 'وضعية
الاستحمام' للجنس طوال الشهر ؟”
أجاب جيانغ تشنغ: “ يمكننا أيضًا قفل باب المطبخ ،
وتجربة وضعية طاولة الطعام ! ~ "
مثل هذه الذكريات الفاضحة تتحول بسهولة
من مجرد تذكر إلى تخيلات ،
وبمجرد أن تبدأ التخيلات ،
تصبح متتالية لا تتوقف ،
و في لحظة واحدة ،
تسببت الصور التي ظهرت في عقل جيانغ تشنغ
في أن يجلس فجأة على المقعد الحجري مجدداً ~
كان يرتدي شورت صيفي فضفاض ،
ومع أي حركة بسيطة ،
يمكن رؤية أي ' تغيير ' بسهولة ~~
جلس غو فاي بجانبه ،
نظر إلى الكاميرا وضحك : “ هل أثارتك جلسة تصوير؟”
رد جيانغ تشنغ: “ أنت الأجدر بالحديث عن هذا ~
ألست أنت من اضطر للذهاب إلى الحمام خلال التصوير ؟”
نقر غو فاي بلسانه : “ اييييه تشنغ غا أصبحت انتقاميًا
جدًا هذه الأيام !”
أجاب جيانغ تشنغ بغمزة ساخرة : “ بالتأكيد !
هناك شخص لا يفوّت أي فرصة للسخرية مني .”
ضحك غو فاي بصوت خافت لفترة ،
ثم التفت إليه بنظرة بريئة للغاية ،
لكنه قال بجملة فاسقة تمامًا : “ بالنظر إلى الطريقة التي
أنت عليها الآن ،
أريد حقًا أن أدفعك إلى أسفل وأمارس الجنس معك
ثماني إلى عشر مرات متتالية هنا ”
تفاجأ جيانغ تشنغ : “ اللعنة…
هل التقطت بعض الوقاحة أثناء طريقك ؟
لابد أنها تراكمت عليك بعشر طبقات الآن !”
التفت غو فاي نحو رجل كان ينهض بالقرب منه
وابتسم قائلاً : “ يا عم، هل اصطدت أي سمكة اليوم ؟”
تحرك الرجل وأجاب : “ لا، الرياح شديدة اليوم "
غو فاي: “ لكن في الأيام العادية ، هل تصطاد الكثير ؟”
ضحك الرجل : “ ليس كثيرًا ،
إنها مجرد سمكات صغيرة ،
بمجرد اصطيادها ، أطلق سراحها .”
بعد محادثة قصيرة مع الرجل ،
وقف غو فاي وقال : “هل نذهب لاستكشاف مكان آخر؟
أم أنك ما زلت غير قادر على الوقوف ؟”
تنهد جيانغ تشنغ تنهيدة ساخرة ونهض عن المقعد
تابعا السير على طول ضفة النهر ،
وبعد فترة قصيرة ، انعطفا مجددًا نحو الأزقة
هنا عدد الناس أكثر قليلًا ،
وعلى جانبي الطريق ،
ظهرت بعض المحلات الصغيرة التي تبيع منتجات غريبة ،
دخلا متجر صغير يبيع الأكواب المصنوعة يدويًا
وأدوات الشاي ،
وبينما يتجولان ،
لفتت أنظار غو مياو زهرة صغيرة سوداء
مصنوعة من السيراميك
قام جيانغ تشنغ بشرائها لها،
وأعطاه البائع خيط جلدي رفيع لتعليقها ،
لكنها رفضت ارتداءها حول عنقها ،
وأصرت على ربطها حول كاحلها ،
ابتسم البائع وقال وهو يغير لها الخيط إلى خيط أقصر :
“ يا لكِ من فتاة مميزة !
أنتِ حقًا رائعة .”
انحنت غو مياو تحيةً ، ثم غادرت بوجه جاد
عندما وقفت على لوح التزلج مجددًا ،
التقط غو فاي بعض الصور لها من الخلف
قال جيانغ تشنغ بابتسامة : “ إير مياو
فتاة رائعة بالفطرة .”
ضحك غو فاي : “ آمل أن تصبح أقل برودًا في المستقبل .”
تابعا السير خلفها بينما تتزلج أمامهما
عند أحد المنعطفات ،
استدارت غو مياو إلى اليسار ، فاستدارا خلفها
كان الزقاق هنا ضيق لدرجة أن السيارات
لم تتمكن من المرور ،
لكن وسطه يوجد متجر صغير
وقفت غو مياو عند الباب ،
مثبتة قدم على لوح التزلج ،
ونظرت إلى الداخل بفضول ،
غو فاي: “ ربما تشعر بالعطش ،
لنرى إن كان لديهم شيء للشرب .”
عندما اقتربا من المدخل ،
لاحظا أن المكان كان مقهى صغير ،
ورائحة القهوة تعبق في الهواء ،
لوحة صغيرة مكتوب عليها اسم المقهى بخط اليد ،
ما جعله يبدو بسيط لكن مثير للاهتمام
همس غو فاي : “ هل ندخل ونستريح قليلاً ؟”
أومأ جيانغ تشنغ برأسه : “ حسنًا "
كان اسم المقهى يحمل شيئ من العاطفة المفاجئة
لم تكن مساحة المقهى كبيرة ،
ولم يكن هناك أي ديكور متكلف ،
فقط جدران بيضاء بسيطة وأرضية من الطوب الأسمنتي
أما الطاولات والكراسي ،
فكانت أيضًا بسيطة للغاية ،
عبارة عن إطارات سوداء ذات خطوط مستقيمة
تعلوها أسطح خرسانية
لم يكن هناك سوى زبونين يجلسان بجوار النافذة ،
فتاتان تتحدثان بهدوء
لم يكن يبدو أن هناك طاقم عمل ، فقط فتاة شابة ،
و ربما تكون صاحبة المكان ،
اقتربت منهما ،
واستندت إلى الطاولة بيدها قائلة : “ماذا تحبون أن تشربوا ؟”
طلب غو فاي وجيانغ تشنغ القهوة ،
بينما طلبا لغو مياو كوب من عصير البرتقال
وكوب من الماء الدافئ
كانت غو مياو تحدق في شيء موضوع على رف النباتات القريب ،
قطعة زينة صغيرة على شكل كرة متعددة الأضلاع ،
مصنوعة من قضبان حديدية ملحومة ببعضها البعض ،
نظر جيانغ تشنغ إلى المجسم الحديدي ،
فتذكر المتاهة التي أهداها له غو فاي في عيد ميلاده الثامن عشر ،
فقال: “هذا الشيء له طابع صناعي مثل منطقة المصنع "
ضحك غو فاي : “صحيح "
عندما عادت صاحبة المقهى بالقهوة ،
سألها غو فاي: “هل صنعتِ هذا بنفسك ؟”
أومأت برأسها ،
ثم لمست أحد أرجل الطاولة المعدنية
بطرف قدمها قائلة: “ كل هذه القطع من صنع يدي "
أعجب جيانغ تشنغ بذلك فقال: “ هذا رائع حقًا "
ابتسمت الفتاة ،
ثم نظرت إلى غو مياو للحظة ثم مشت نحو الرف
وأخذت الكرة الحديدية الصغيرة ،
و وضعتها أمامها قائلة : “ هذه لكِ "
رفعت غو مياو رأسها ونظرت إليها
أسرع غو فاي : “شكرًا لكِ جي جي "
فجأة، وقفت غو مياو وانحنت لها بانحناءة
تجمدت صاحبة المقهى للحظة ثم ابتسمت : “ لا بأس،
إنه القدر .”
اتكأ غو فاي على ظهر الكرسي ونظر إلى جيانغ تشنغ قائلاً :
“ تشنغ غا ، أليس من العدل أن نقول إننا مرتبطون جدًا بالقدر ؟”
أخذ جيانغ تشنغ رشفة من القهوة :
“ لقد سافرت عبر آلاف الأميال ،
فقط لأصل إلى المصنع وألتقي بك ،
لا بد أن هذا قدر عظيم .”
استلقى غو فاي على الطاولة : “ يا لها من صدفة عظيمة !”
اقترب جيانغ تشنغ أيضًا ،
ووضع رأسه مقابل رأس غو فاي ،
وسأله مبتسمًا : “ ماذا تقصد ؟”
غو فاي: “ لو وصلتَ قبل ثانية واحدة ،
أو تأخرتَ ثانية واحدة ،
لما كنتَ قابلتَ إير مياو ،
ولو لم تحمي إير مياو ،
لما أوليتك اهتمام كبير في البداية .”
ضحك جيانغ تشنغ : “ إذًا ،
هل كنت لطيفًا معي في البداية فقط بسبب إير مياو ؟”
غو فاي: “ نعم، لأنها أحبتك منذ البداية ….”
ثم ابتسم : “ لكن ، بالتأكيد ، مظهرك الوسيم
ساهم في ذلك أيضًا .”
نقر جيانغ تشنغ بلسانه : “ أنت حقًا تجاملني أكثر من اللازم "
ابتسم غو فاي : “ برأيك ، هل أنا وسيم ؟”
رد جيانغ تشنغ دون تردد : “ وسيم لدرجة أنك تفجر السماء "
ضحك غو فاي بصوت عالي ،
ثم استند إلى الكرسي وأغمض عينيه
وهو يتنفس بعمق قائلاً :
“ إنه لأمر رائع أن نكون هكذا الآن "
أومأ جيانغ تشنغ برأسه ،
ولا يزال مستلقيًا على الطاولة
بعدما تحدثا بهدوء لبعض الوقت ،
وقع نظر غو فاي على شيء خلف جيانغ تشنغ ،
فقال: “جيانغ تشنغ، انظر "
استدار جيانغ تشنغ لينظر خلفه : “ ماذا هناك ؟”
في الزاوية بجوار البار ،
يوجد بيانو كهربائي ،
وبجانبه على الكرسي يستند غيتار ،
استدار جيانغ تشنغ لينظر إلى غو فاي وسأله : “ ماذا ؟”
اقترب غو فاي قليلاً
وخفض صوته قائلاً: “هل لديك أي فكرة ؟”
نظر إليه جيانغ تشنغ للحظة ،
ثم ابتسم: “هل أنت من لديه فكرة في الواقع ؟”
غو فاي: “ لدي القليل منها .”
ضحك جيانغ تشنغ : “ وأنا كذلك لدي القليل منها "
غو فاي متردداً: “ لكنني لا أعرف إن كانوا سيسمحون لنا
باستخدامهما .”
اقترح جيانغ تشنغ : “ لما لا نسألها ؟”
غو فاي: “سأذهب وأسأل.”
ثم ألقى نظرة نحو البار ، ووقف متجهاً نحوه
آخر مرة عزف فيها جيانغ تشنغ على البيانو
كانت خلال الحفلة في المدرسة ،
وفور تذكره لذلك الحدث ،
غمره شعور معقد لا يستطيع وصفه
استرجع حالة الارتباك والقلق التي شعر بها آنذاك ،
والغضب الذي تلاه الإحساس العميق بالشفقة ،
ثم في النهاية ، إدراكه التام ليأس غو فاي ——-
وقتها ، كان يتمنى العزف مع غو فاي ،
لكن ذلك لم يتحقق
عندما أشار له غو فاي قبل قليل لينظر ،
ورأى البيانو و الغيتار ،
شعر بقشعريرة تسري في جسده ،
كأن شيئ خفي قد لامس روحه ،
عاد غو فاي قائلاً بصوت خافت : “ يمكننا استخدامه ،
وافقت صاحبة المقهى .”
نظر جيانغ تشنغ نحوها ،
فرأى أنها كانت تستند إلى البار
وتبتسم لهما وهي تشير إليهما بإيماءة ترحيب ،
ابتسم جيانغ تشنغ ونهض ليمشي مع غو فاي باتجاه البيانو
لقد عزف على بيانو كهربائي من قبل في منزل بان تشي ،
حيث كانت والدته قد اشترته لكنها لم تستخدمه أبدًا
كان جيانغ تشنغ على الأرجح الشخص الوحيد الذي جعله يصدر صوت
جلس على الكرسي ،
حرّك أصابعه قليلًا لتدفئتها ،
ثم عزف بضع سلالم موسيقية
ليختبر مفاتيح البيانو
بدا الأمر جيدًا —-
من الطاولة القريبة ،
التفتت الفتاتان اللتان كانتا تجلسان بجانب النافذة نحو مصدر الموسيقى
سأل غو فاي بينما يمرر أصابعه على أوتار الغيتار :
“ كيف يبدو الأمر ؟”
أجاب جيانغ تشنغ وهو يمرر يديه برفق على المفاتيح ،
ويجرب بعض الألحان العشوائية : “ جيد ...”
ثم نظر إلى غو فاي بابتسامة : “ إذن… لنبدأ ؟”
أومأ غو فاي برأسه : “ نعم "
لم يتحدثا عن الأغنية التي سيعزفانها،
لكن كلاهما كان يعرف بالضبط ما يجب عزفه ——-
بدأ غو فاي أولاً ،
حيث ضرب بإيقاع خفيف على جسم الغيتار ،
ثم حرك أنامله ليداعب الأوتار ،
بدأ اللحن في الانسياب بسهولة
ابتسم جيانغ تشنغ ،
ومع سماعه المقطوعات القليلة الأولى التي عزفها غو فاي ،
وضع أصابعه على مفاتيح البيانو ،
مستعدًا للانضمام إليه ،
كانت هذه الأغنية محفورة في ذاكرتهما ،
يمكن لأي منهما البدء من أي مقطع والاستمرار بلا توقف
في البداية ،
أصابع جيانغ تشنغ متوترة قليلاً ،
فقد مر وقت طويل منذ أن لمس البيانو آخر مرة ،
كما أن هذه الآلة لم تكن مألوفة لديه
لكنه ، مع مرور النغمات ،
بدأ يشعر بالإيقاع ،
وانسابت أنامله بسلاسة ،
تمامًا كما فعل يومها في قاعة المدرسة ،
عندما انتهى من العزف في المرة الأولى ،
بدأ يشعر بالاسترخاء تدريجياً
خلال المقطع الموسيقي الفاصل ،
نظر جيانغ تشنغ إلى غو فاي ،
فرأى أن رموشه الطويلة ألقت ظلاً خفيف على وجنتيه
في ضوء الشمس ، وتتحرك برفق
وحينما حان دور البيانو في المقطوعة ،
رفع غو فاي عينيه لينظر إلى جيانغ تشنغ
ابتسم جيانغ تشنغ ،
ثم أنزل يديه على المفاتيح ،
لتبدأ النوتات بالقفز من بين أصابعه ،
غنّى غو فاي بصوت خافت : “ أريد…
أن أصل إلى الشيخوخة بنظرة واحدة فقط .”
همس جيانغ تشنغ بصوت ناعم ، مكملاً معه اللحن :
أريد ، أن أرفع عيني لأرى الشمس الدافئة فوق العشب الربيعي ،
وأجدني بين ذراعيك ،،
أريد ، أن أخطو نحو المجهول وأعبر الزمن ،،
ستسمعها إذا فتحت عينيك .
أريدك على كتفي الأيسر ،
وابتسامة على يميني …
أريد ، أن أجري بلا قيد ،
في عينيك الخاليتين من الهموم ،،
أريد نظرة تدوم… مدى الحياة …
تحت إنعكاس ضوء الشمس الهادئ ،
صوت الموسيقى والغناء خافت ودافئ
نظر جيانغ تشنغ إلى غو فاي ،
وعينيهما متشابكتان في نظرة عميقة
أحيانًا ، تبدو أن كلمة “ إلى الأبد ” مجرد وهم ،
مصطلح يصعب الإمساك به أو التأكد من حقيقته
لكن في لحظة غير متوقعة ،
دون أي تخطيط أو إدراك ،
يظهر أمامك بشكل واضح بلا شك فيه …..
تمامًا مثل الآن ، في هذه اللحظة …..
في النغمات المتساقطة من أناملهما ،
في العيون المتقابلة ،
وفي شعاع الضوء الصغير الذي تسلل عبر النافذة ،
تراجع غو فاي بضع خطوات ،
ثم مدّت صاحبة المقهى من خلف البار وردة حمراء ،
أخذها غو فاي وسار بها نحو جيانغ تشنغ ،
ثم ابتسم قائلاً :
“ تشنغ غا عيد ميلاد سعيد "
توقف جيانغ تشنغ عن العزف عند النوتة الأخيرة ،
وأخذ الوردة منه بابتسامة : “عيد ميلاد سعيد "
غو فاي بصوت هادئ :
“ نحن لا نحتاج إلى تواريخ لنحتفل بها "
نظر إليه جيانغ تشنغ ، ولم يقل شيئ
تابع غو فاي قائلاً : “ الأيام لا تهم ،
ما نحتفل به يجب أن نحسبه بمدى الحياة "
ابتسم جيانغ تشنغ ، وأومأ برأسه موافقًا : “ مدى الحياة "
الــنــهــ🐰🐱ــاية
Erenyibo : وأخيراً وليس آخراً ♥️ شكراً لدعمكم المستمر
كانت رحلة ممتعة برفقة المترجمتان
( لوتس 🪷 و رور القمر )
لوتس 🪷 : "شكرًا من كل قلبي لكل من رافقني في هذه الرحلة داخل عالم Sa Ye،
كان واحداً من أجمل العوالم التي عشتها وأحببتها
و رسمت دفئ في عالمي. دعمكم ، وحماسكم جعلوا
التجربة أكثر دفئًا ومتعة .
أشعر بالحزن وأنا أغلق أبواب هذا العالم الدافئ الأن،
و اضطر لتوديع تشينغ غا و غو فاي و غو مياو
الذين كانوا جزء من يومي لكنني ممتنة لكل لحظة
قضيتوها معي هنا.
أتمنى أن يكون هذا العالم قد ترك في قلوبكم
أثرًا جميلًا كما فعل في قلبي.
إلى لقاء آخر لنفتح باب عالم جديد اروع !"
Erenyibo: لوتس سـتقوم بترجمة الاكسترا بمفردها لكم ♥️
الترجمة مُتعبة و الكل يُبذل جهد لنقل الرواية بأكثر صورة واضحة
فأتمنى منكم جميعاً إذا وجدتوا تسريب لأي رواية لفريقنا
أن تخبروني
حفظاً لجهدنا وتعبنا والوقت المستنفذ
و أي شخص يرغب بقراءة الدانمي ؛ أخبروه عننا
ساعدونا في نشر مدونتنا ♥️🫡
نراكم في رواية أخرى قريباً ♥️
بموت مو مصدقة انها خلصتت كنت أقرأ فصل ورا فصل وما احس بنفسي 🥹🫶🏻🫶🏻
ردحذفشكرا للمترجمات القمر احبكمم 🩷🩷
ردحذف