Ch15
—- هل غادرت دمية الورق الخاصة بـ يون جيوتشو
التابوت تمامًا مثل دمية فانغ لان؟ ——
كلما فكر شياو تانغ تشيو أكثر في هذا ،
شعر ببرودة تسري في عموده الفقري ،
وبينما هو غارق في أفكاره ،
شعر بدفعة مفاجئة من الخلف ،
فقد توازنه وسقط داخل التابوت
ارتطم أنفه بقاع التابوت بقوة ،
فشعر بألم حاد وسرعان ما أظلمت رؤيته
عندما استعاد شياو تانغ تشيو وعيه ،
أدرك أنه مستلقي في التابوت على ظهره ،
و الظلمة تحيط به من كل جانب ،
كما لو أن أحدهم قد أغلق التابوت ،
{ من الذي أغلق التابوت ؟
هل يمكن أن يكون تانغ ميانميان؟
لا… هذا مستحيل !
إذن… هل كانت دمية الورق الخاصة بـ يون جيوتشو ؟ }
توالت الشكوك في ذهنه بسرعة ،
لكنه لم يكن لديه الوقت ليبحث عن إجابة ،
شعر أن الهواء داخل التابوت بدأ ينفذ ،
إن لم يتمكن من الخروج بسرعة ،
فمن المحتمل أن يختنق ويموت بسبب نقص الأكسجين ،
صرخ مستغيثًا :
“ أخرجوني !”
“ يوجد شخص هنا !”
“ هل يستطيع أحد مساعدتي ؟”
دفعه الخوف من الموت إلى الحركة بكل ما أوتي من قوة ،
بدأ يضرب جدران التابوت بقوة ،
محاولًا فتح الغطاء أو لفت انتباه تانغ ميانميان بالضوضاء ،
لكن التابوت كان متين ،
ولم يُظهر أي استجابة لمحاولاته اليائسة ،
{ هل سأموت حقًا داخل هذا التابوت بهذه الطريقة ؟ }
كان شياو تانغ تشيو على وشك فقدان الأمل عندها لاحظ
شيئ غريب بشأن التابوت —-
هذا التابوت أصغر بكثير من تابوت يون جيوتشو
بالإضافة إلى ذلك ، الملابس التي كان يرتديها بدت مختلفة ؛
لم تكن هي التي كان يرتديها في البداية …
تمامًا عندما كان على وشك الإغماء بسبب نقص الأكسجين ،
فُتح التابوت فجأة !
أغلق شياو تانغ تشيو عينيه كرد فعل ،
متوقعًا أن يعميه الضوء الساطع ،
على عكس توقعه ، لم يكن هناك أي ضوء ساطع
بدلًا من ذلك ، قابل وجه بلا تعبيرات عندما فتح عينيه
الرجل سحبه من التابوت ثم وضع شيئ بداخله
التفت شياو تانغ تشيو ليرى ما هو ذلك الشيء –
لقد كانت دمية الورق التي يعرفها جيدًا
دمية الورق الخاصة بـ فانغ لان !
ردة فعله الأولى هي الهروب ،
لكنه سرعان ما أدرك أن دمية الورق بدت مثل أي دمية
ورقية عادية ،
لم تكن تحتوي على ملامح حقيقية ،
ولم تكن قادرة على الحركة ،
ناهيك عن مهاجمته ،
بعد أن وضع الرجل دمية الورق داخل التابوت ،
اقترب بضعة أشخاص آخرين وأحاطوا بالتابوت ،
ثم بدأوا في ردم التابوت بالتراب ——
لاحظ شياو تانغ تشيو أن الآخرين يحملون نفس التعبير
الخشبي الذي كان على وجه الرجل الذي فتح التابوت
تبين أن التابوت كان مدفون جزئيًا عندما كان بداخله قبل قليل ،
لذا ليس من الغريب أن التابوت كان خانق ،
لو لم يفتح أحد التابوت ،
لكان بالتأكيد قد اختنق حتى الموت ،
عندها لاحظ شياو تانغ تشيو أن الليل قد حل بالفعل ،
من خلال ضوء القمر الخافت ،
تمكن من تحديد أنه في الجزء الخلفي من منزل فانغ لان ،
وما كان أكثر صدمة ،
أنه كان يرتدي نفس فستان الزفاف القرمزي الذي كانت ترتديه دمية الورق تلك !
توقف قلب شياو تانغ تشيو للحظة
قبل أن يتاح له الوقت للتفكير فيما يحدث ،
سمع فجأة ضرب الطبول وصوت قرع جرس بعيد ،
هذا الضجيج الصاخب مزق صمت الليل
وأثار شعور غامض مبهم بنذير شؤم —-
وبالفعل ،
وصلت مجموعة من الأشخاص حاملة سيدان أحمر بسرعة
إلى الباب الأمامي
شياو تانغ تشيو شعر أنه بدأ يدرك شيئ ما؛ التفت ،
راغبًا في الهروب ،
لكن تمسك به الرجل الذي فتح التابوت بشدة وسحبه على طول الطريق إلى السيدان ،
الرجل أقوى منه تمامًا ،
ولم يترك له أي مجال للصراع ،
بدوا مجموعة المرافقين كما لو أنهم بلا تعبير ،
مثل الآخرين ،
بعد أن ألقوا بشياو تانغ تشيو في عربة السيدان ،
انطلق موكب مرافقة العروس —-
ضحك شياو تانغ تشيو بمراره ،
في جميع سنواته الـ 25،
لم تتح له الفرصة حتى ليمسك بيد فتاة ناعمة ،
{ كيف انتهى بي الحال وأنا أرتدي فستان زفاف أحمر
وفي طريقي للزواج من شخص آخر ؟
أين أخطأت ؟ }
تأرجح السيدان للأعلى والأسفل لفترة قصيرة حتى توقف تماماً
تم سحب شياو تانغ تشيو بالقوة وأُدخل إلى قاعة الزفاف
في القاعة ، كانت السيدة العجوز جالسة في مكان الشرف ،
إلى جانبها النساء الجالسات بتعبيرات وجه خالية من أي
مشاعر ، مثل السيدة العجوز
وهذا زاد من الأجواء الغريبة التي كانت تنبعث من عائلة يون بأكملها
و قريبًا ، حان الوقت ليظهر العريس
كما توقع ، كانت دمية ورقية ترتدي بدلة زفاف ،
لكن ملامح وجهها كانت عادية جدًا ،
ولا تشبه لوحة البورتريه الذي رآه لشخصية يون جيوتشو
وجهه أبيض كالطباشير على الجدران ،
وشفاهه حمراء جدًا لدرجة أنها تشبه شخص تقيأ دمًا للتو
…
هذا الوجه الغريب والمصنوع من الطلاء أثار الخوف في قلبه
تم إجبار شياو تانغ تشيو على الركوع مع دمية الورق ،
لتقديم الاحترام وإتمام مراسم الزفاف ،
ثم، تم أخذه إلى غرفة يون جيوتشو
حتى وصل إلى التابوت ،
لم يجد شياو تانغ تشيو فرصة للهروب ،
ومجدداً تم دفعه بعنف إلى التابوت من الخلف ،
وبعدها مباشرة ، تم وضع دمية الورق بجانبه
صرخ بشكل يائس :“ لااااااااا !”
و تم إغلاق التابوت مجدداً
: “ اخرجوني الآن !”
بدأ شياو تانغ تشيو يضرب بيديه غطاء التابوت بكل قوته ،
لكنه لم يتحرك قيد أنملة ،
وعندما استمر في الضرب حتى أصبحت يديه مخدرة ،
شعر فجأة أن دمية الورق بجانبه تحركت ،
ولثانية واحدة ،
كان مثل غزال محاصر أمام مصابيح السيارة ،
مشلول من شدة الخوف ،
لكن بعد ذلك ، تفاعل بسرعة مع الوضع
وانتقل إلى الجهة الأخرى ،
وهو مذعور من أن دمية الورق قد تحيا
كلما زاد خوف شياو تانغ تشيو،
زاد إحساسه بأن دمية الورق كانت حية حقًا ،
حتى أنه بدا أنه سمع تنفسه ،
تنفسه الثابت الذي كان يلامس أذنه …
{ لكن كيف يمكن أن تتنفس دمية الورق ؟
الأشباح لا تتنفس أيضًا !
لا بد أن ذلك كان هلوسة !
نعم ،
صحيح لابد أنني خائف لدرجة أنني بدأت أُهّلوس! }
قلبه ينبض بسرعة في صدره ،
مع دقات صاخبة ترافقها أفكار جنونية
وهو يحاول أن يشتت نفسه ،
لكن عقله رفض التعاون ،
مركزًا على حقيقة أن دمية الورق كانت قريبة جدًا منه
هووف…
هووف… هووف…
زاد صوت التنفس بصوت أعلى وأعلى ——
لم يعد شياو تانغ تشيو قادر على خداع نفسه بأنها مجرد هلوسة
لم يكن من الممكن أن يكون ما سمعه هو تنفسه هو،
لأنه يلهث كما لو أنه صعد عشر طوابق …
{ ليس صوت تنفسي ، فمن يتنفس إذًا ؟ }
جعلته مشاعر الخوف ضعيف ،
وكره كيف أنه قوي عقليًا !
{ لو كنت تانغ ميانميان،
لكان قد أغشي عليّ من الخوف بالفعل !
لكنني هنا — خائف إلى أقصى حد ولكن لا زلت واعي !! }
وكلما زاد خوفه ، أصبح أكثر يقظة وحذر
و لم تظهر عليه أي علامات إغماء على الإطلاق
في بعض الأحيان ،
قد يعتبر الإغماء شكلًا من أشكال الحماية الذاتية ،
{ لماذا لا أستطيع أن يكون لديّ آلية الدفاع هذه أيضًا !! ؟}
في اللحظة التالية ،
شعر شياو تانغ تشيو أن دمية الورق بجانبه تتحرك أكثر …..
شعر بشيء أو شخص يبعد فستان الزفاف الذي يرتديه ،
ثم وضع شيئ بارد على صدره ،
مفزوعًا إلى أقصى حد،
و حاول ألا يفكر فيما يمكن أن يكون ذلك الشيء البارد ،
أخذ نفس عميق ودفع دمية الورق بعيدًا عنه بكل قوة
متمسكًا بمعتقد أنه من الأفضل أن يموت وهو رجل على أن
يعيش كجبان ،
استجمع قواه واصطدم بغطاء التابوت بكل ما أوتي من قوة
صدم شياو تانغ تشيو رأسه بقوة لدرجة أنه كاد يصاب بارتجاج في المخ
وعندما استعاد وعيه ،
اكتشف أنه تمكن من فتح غطاء التابوت
نظر بجانبه ، لكن دمية الورق التي قد أخافته حتى الموت اختفت الآن
{ ……… ما الذي يحدث ؟ }
رفع رأسه ليدرك أنه ما زال في غرفة يون جيوتشو ،
لكن لديه شعور أنه عاد …
ولكن الآن ، كان هناك مشكلة أخرى
أين هو تانغ ميانميان ؟
: “ تانغ ميانميان ؟
تانغ ميانميان !”
خرج شياو تانغ تشيو مترنح من التابوت وبدأ على الفور في
البحث في الغرفة ،
لكن تانغ ميانميان لم يكن موجود ،
فاندفع للخارج ليكمل البحث عنه ،
بحث في الخارج حول الغرفة ،
لكنه لم يعثر على أي أثر لتانغ ميانميان ،
وعندما التفت ليعود للنظر إلى غرفة يون جيوتشو ،
اكتشف أن الشمعة قد انطفأت عندما لم يكن منتبه ،
و غرفة يون جيوتشو قد غمرها الظلام الكثيف مجدداً ،
أخذ شياو تانغ تشيو نفس عميق لتهدئة أعصابه وواصل
البحث في جميع أنحاء الفناء
لم يكن حتى متأكد من مصدر تلك الشجاعة التي امتلكها
لكن ، ولخيبة أمله ،
رغم أنه بحث في كل زاوية وركن ،
لم يعثر على أي أثر لتانغ ميانميان،
ناهيك عن الشخص نفسه ،
انخفض قلبه في صدره ؛
ولم يكن أمامه سوى قبول حقيقة أن تانغ ميانميان قد اختفى
يتبع —-
تعليقات: (0) إضافة تعليق