القائمة الرئيسية

الصفحات

آخر الاخبار

Ch32 | SAYE

 Ch32






المبنى الذي يعيش فيه غو فاي أحدث من مبنى لي باو قوه . 


وعلى الرغم من أنه تم بناؤه أيضًا على جانب الشارع دون 

سياج أو إدارة للممتلكات وربما أيضًا مسكنًا عام ، 

إلا أنه بدا أكثر إرضاءً للعين


لم تكن مشبعة بالرائحة الكريهة القوية لوسط المدينة ، 

وحتى جدران الممر لا تزال بيضاء دون أي علامة على أنسجة العنكبوت


ولكن مشابه في انه كان أيضًا مبنى منخفض الارتفاع بدون 

مصاعد ، 

وبمجرد دخولك ، يكون صعود الدرج حتى الأعلى هو الخيار 

الوحيد - للأسف


 عندما وصلوا إلى الطابق الخامس ، 

لم يستطع جيانغ تشنغ إلا أن يسأل بصراحة : " في أي طابق تعيش ؟" 


استدار غو فاي ليلقي عليه نظرة سريعة ، 

وابتسامة خفيفة على زاوية فمه : " الطابق السابع هو الطابق العلوي .

ماذا ؟ 

لا يمكنك الاستمرار بعد الآن ؟  

هل تريد مني أن أحملك ؟" 


جيانغ تشنغ : " مهما يكن ، الأمر ليس 

وكأنك في حالة أفضل كثيرًا . 

يستغرق الأمر ثلاث دقائق كاملة فقط للتبول قبل الخروج ،

لا بد أن كليتيك تعانيان من نقص في الوظائف "


نظر إليه غو فاي لبضع لحظات دون أن يتحدث ، 

ثم استدار واستمر في صعود الدرج  


يوجد شقق سكنية في الطابق السابع ، 

و شقة غو فاي هي الأبعد ،


عندما فتح الباب ، 

استجمع جيانغ تشنغ قواه ، 

ولا يزال يتذكر نوبة الغضب التي ألقتها والدة غو فاي 

في المتجر في اليوم الآخر ،


في اللحظة التي مر بها من الباب ، 

رأى والدة غو فاي تقف في غرفة المعيشة 

تتحدث على هاتفها وهي تحمل سيجارة في يدها


عندما رأت الاثنين يدخلان ، 

طارت عيناها المذهولتان إلى حد فوق كتفي غو فاي 

وسقطت مباشرةً على وجه جيانغ تشنغ


جيانغ تشنغ بسرعة : " مرحباً عمتي" 


غو فاي : " أطفئيها"


أطفأت والدة غو فاي السيجارة ، 

وأغلقت الهاتف ، 

ونظرت إليهما من أعلى إلى أسفل : " لماذا تأخرت كثيرًا ؟"


وبعد فترة ، 

عادت إلى التحديق في وجه جيانغ تشنغ مجدداً : 

" لا بد أنك انت من كنت في المتجر في المرة الأخيرة ؟" 


أومأ جيانغ تشنغ : " صحيح " 

متسائلاً عما إذا كان عليه تغيير حذائه : " أنا جيانغ تشنغ "


أخرج غو فاي النعال من الخزانة 

وألقاها نحو قدمي جيانغ تشنغ ، 

ثم التفت لينظر إليها : " هل لا يزال يوجد طعام؟"


والدة غو فاي : " نعم ، 

لقد خصصت كمية كبيرة ، يكفيكما معًا "


غو فاي : " اجلس قليلاً "  

ثم توجه إلى الباب المجاور لغرفة المعيشة ، 

وفتحه بعناية لأقل فراغ ، ثم نظر إلى الداخل


أوضحت والدة غو فاي لجيانغ تشنغ : " إنه يطمئن على إير مياو ، 

إير مياو... 

بصفته الأخ الأكبر ، فهو يقلق أكثر من كونه أبًا "


ابتسم جيانغ تشنغ ولم يتكلم


استند غو فاي على إطار الباب وقال : " لم تنامي بعد ؟ 

تشنغ غا هنا، 

هل تريدي النهوض وإلقاء التحية عليه ؟" 


وبعد ثواني قليلة ، جاء صوت النعال وهي تتحرك على 

الأرض من الغرفة الأخرى ، 

تلاها مشهد غو مياو في بيجامة طويلة الطراز 

وهي تخرج من الباب


جيانغ تشنغ ابتسم : " مساء الخير" 


كان وجه غو مياو فارغ ، 

لكنها بدت قلقة للغاية وهي تركض نحوه 

وتجلس على الأريكة بجانبه


نظر إليها جيانغ تشنغ ورتب شعرها المبعثر على رأسها : " لقد اقتربت الساعة 

من العاشرة مساءً ولم تنامي بعد ؟

ستظهر هالات سوداء حول عينيك غدًا ."


فركت غو مياو عينيها وابتسمت


كان شعر الفتاة الصغيرة أطول بكثير الآن ، 

وعلى الرغم من أنه لا يزال يظهر بشكل غير منظم كما لو 

كان بدون أساس محدد ، 

مقارنة بالرأس المحلوق والمظهر الصبياني من قبل ، 

إلا أن هذا أجمل بكثير ،


لقد أخذ الأخ والأخت الجمال من والدتهما ، 

وخاصةً غو مياو - بعد بضع سنوات أخرى ، 

ومع القليل من الأناقة ، 

ستصبح بالتأكيد معيار للجمال ، 


ذهب غو فاي ووالدته إلى المطبخ معًا : " هل ستأكلا 

الآن ؟ 

سأقوم بتسخينه لكما "


غو فاي: " اووه ، هل يوجد أرز ؟"


: " نعم ." ردت والدة غو فاي وهي تستدير لتلقي نظرة على 

جيانغ تشنغ : " هل هذا الشاب هو حبيب لي يان؟" 


رغم أن تلك الكلمات لم تكن عالية بشكل خاص ، 

إلا أن جيانغ تشنغ تمكن من سماعها ، 

فرفع رأسه فجأة في صدمة —-


——- نيانيا! ( لفظ تعجب )

الرياح قوية جدًا لدرجة أنني لم أسمع بوضوح ، 

قوليها مجددًا ؟!


غو فاي : “… لا ما الذي تفكرين فيه حتى ؟ هاه ؟”


سألت والدة غو فاي : “ إذًا لماذا يضع مكياج ؟”


غو فاي : “ ما علاقة المكياج بلي يان ؟ 

لي يان لا يضع مكياج … 

دينغ تشو شين طلبت منه أن يلتقط بعض الصور لها اليوم ، 

ولم يتمكن من إزالة المكياج بعد … 

آه، صحيح ...” أطل برأسه من المطبخ : 

“ جيانغ تشنغ يمكنك استخدام مزيل المكياج الخاص 

بوالدتي وغسل وجهك .”


وقف جيانغ تشنغ : “ آووه "


أخذته والدة غو فاي إلى الحمام 

وناولته زيت مزيل المكياج


: “ استخدم هذا . سيزيل كل شيء بشكل جيد جداً . 

ويمكنك استخدام غسول الوجه الموجود في الأعلى هناك ، 

إنه خاص بغو فاي "


جيانغ تشنغ : “ آوه شكرًا عمتي ” نظر إلى زيت مزيل المكياج


نظرت والدة غو فاي إليه : " توجد مسحات القطن 

في هذا الصندوق الوردي ...

هل تعرف كيفية استخدامها ؟" 


أراد جيانغ تشنغ حقًا أن يقول أنه يعرف ، 

وبهذه الطريقة يمكنها المغادرة بسرعة 

والتوقف عن التحديق فيه ،


ولكن إذا أجاب ' أعرف ' ، فقد يصبح ' حبيب لي يان ' 

على الرغم من أنه لم يعرف ما علاقة المكياج بلي يان... 

في النهاية ، 

لم يستطع إلا أن يجيب بصدق : " لا أعرف "


صرخ غو فاي من المطبخ : " إير مياو ، 

اذهبي وساعدي تشنغ غا في إزالة مكياجه ."


دخلت غو مياو بسرعة


بعد خروج والدة غو فاي ، 

وقفت على أطراف أصابعها 

وأمسكت بعلبة القطن الوردية وأخرجت قطعتين


ثم صبت القليل من زيت إزالة المكياج على القطعة 

ولوحت بيدها ، مشيرة إلى جيانغ تشنغ ليجلس القرفصاء


جلس جيانغ تشنغ القرفصاء : " ماذا الآن ؟"


نظرت إليه غو مياو وأغلقت عينيها بإحكام 

ثم فتحت عينيها لتحدق فيه


: " أغلق عيني صحيح ؟ حسنًا " أغلق جيانغ تشنغ عينيه


بدأت غو مياو بمسح وجهه بقطعة القطن


في الخارج في المطبخ ، 

لم يقل غو فاي ووالدته أي شيء آخر


لكن عبارة ' حبيب لي يان ' كانت لا تزال تتردد في أذني جيانغ تشنغ


قالت والدة غو فاي هذه الكلمات بشكل عرضي 

لدرجة أنها بدت وكأنها تتحدث عن حبيبة لي يان


——- لي يان... هل هو؟ 


ويبدو أن معروف بهذا تمامًا


إذا كان الأمر كذلك ، 


فإن غو فاي الذي كان يقضي وقتًا مع لي يان كل يوم ، 


يجب أن يكون متفهمًا جدًا لهذا الأمر — 


إذن ! اللعنة ! 


فتح جيانغ تشنغ عينيه فجأة


عبست غو مياو وهزت رأسها 

مع قطعة القطن التي لا تزال في يدها


أغلق عينيه على الفور مجدداً 


——- إذا كان لدى غو فاي أشخاص مثل هؤلاء حوله 

وكانوا على اتصال بمثل هذه الأشياء ...

 

فعندما قبلته في ذلك اليوم ، كان هناك الآن تفسير آخر !


ربما لن يفسر الأمر على أنه حالة سكر شديدة 

كما يفعل الشخص العادي


اللعنة ! 


إذا كان الأمر كذلك ، فإن الأمور أصبحت أكثر إحراجًا ! 


غادرت غو مياو بعد أن انتهت من مساعدته في إزالة المكياج


التقط غسول الوجه الخاص بـ غو فاي ونظر إليه :

" يترك البشرة تشعر بالانتعاش والراحة 

ولا يضيق أو يجف أبدًا " —- هراء تام


لقد استخدم هذا من قبل ، 

ولا يزال يترك بشرته مشدودة - 

ولكي يكون منعش ، فإنه يترك البشرة مشدودة أيضًا


عندما خرج من الحمام ، 

كان وجهه جاف ومشدود بشكل غير مريح بالفعل ؛ 

في الثانية التي رأى فيها غو فاي ، 

كان متضايق للغاية ، و بالكاد استطاع فتح عينيه


جيانغ تشنغ : " هل لديك تونر أو كريم ترطيب ؟

وجهي على وشك التشقق "


دون انتظار أن يتحدث غو فاي ، 

هرعت غو مياو بسرعة إلى غرفتها ، 

وعادت لتعطيه علبة كريم مخصصة للأطفال ،


أخذها جيانغ تشنغ : " أوه ،، أنت وقح جدًا في إظهار مظهرك الجميل . 

كيف لا تمتلك واحد ؟" 


غو فاي : " لقد اشتراه لي يان لها . 

إنها تحث الجميع على استخدامه طوال الوقت 

ولكنها لا تستخدمه أبدًا على نفسها ، 

قائلة إنه أمر مزعج "


نظرت والدة غو فاي إلى جيانغ تشنغ وسألت : 

" هل تعرف لي يان ؟"


أجاب جيانغ تشنغ أثناء وضع الكريم، وشعر بالعجز قليلاً : "... ليس على وجه التحديد "


ربما غو فاي مذهولًا أيضًا : " لقد التقيا مرتين 

أو ثلاث مرات فقط ، 

ولي يان ليس لديه حبيب .

يجب أن تذهبي إلى النوم ... 

إير مياو اذهبي إلى النوم أيضًا ."


كانت غو مياو مطيعة للغاية وعادت إلى غرفتها للنوم


أمسكت والدة غو فاي بهاتفها واتصلت على رقم ، 

وألقت نظرة على جيانغ تشنغ عدة مرات أخرى 

ثم ذهبت أخيرًا إلى غرفتها وأغلقت الباب


كان الطعام الذي أعدته والدة غو فاي لذيذ بشكل غير متوقع


 على الرغم من أنه برد واضطر إلى تسخينه مرة أخرى ، 

إلا أنه لا يزال شهي للغاية ، وخاصة الضلوع


 تناول جيانغ تشنغ أربع أو خمس قطع على التوالي ، 

ولم يتوقف إلا بسبب الإحراج ،


غو فاي : " يمكنك أن تُكمله ،

كنت جائع جدًا لدرجة أنني لم أعد أشعر بالرغبة 

في الأكل بعد الآن"


: " أنا أيضًا..." تردد جيانغ تشنغ لكن انتهى به الأمر بوضع 

قطعة أخرى في فمه


ضحك غو فاي : " طعام أمي لذيذ جداً أليس كذلك ؟" 


: " اوووه ،" أومأ جيانغ تشنغ برأسه ثم فكر في الأمر وتنهد.

 نظر إلى وعاء الطعام أمامه : " لقد مر وقت طويل منذ ... 

منذ أن تناولت وجبة مطبوخة في المنزل ."


لم يقل غو فاي أي شيء


ولم يقل جيانغ تشنغ أي شيء آخر 

بينما استمر في دفن رأسه في الأكل


منذ وصوله إلى هنا ، 

كان يتناول الوجبات الجاهزة كل يوم تقريبًا ، 

وإلا يذهب لتناول شيء غير رسمي


 ولكن نظرًا لأنه كان يطبخ لنفسه 

في ذلك الوقت من أجل توفير بعض المال ، 

فقد كان يتناول المعكرونة فقط في العادة 


الآن بعد أن تناول بشكل غير متوقع مثل هذه ' الوجبة 

المطبوخة في المنزل' اللذيذة ، 

شعر فجأة بألم شديد في قلبه - 

على الرغم من أنه حاول جاهدا ألا يتأثر ، 

إلا أنه لم يستطع السيطرة وحتى أنفه أصبح مسدود

وعلى وشك البكاء 



لحسن الحظ ، 

اختار غو فاي تلك اللحظة للنهوض ليأخذ الأطباق إلى المطبخ ، 

لذا مسح بسرعة الدموع من عينيه 

وأخذ عدة أنفاس عميقة لتهدئة مشاعره


بعد أن انتهى ، 

لم يكلف نفسه عناء القتال مع غو فاي لغسل الأطباق 

- فهو فقط لا يريد التحرك


قال غو فاي وفتح باب الغرفة الأخرى : " يمكنك النوم على 

سريري إذا كنت متعب ،

سأنام على الأريكة "


وقف جيانغ تشنغ وتبعه إلى الغرفة : " لا داعي لذلك 

يمكنني النوم على الأريكة ،

يمكنني النوم في أي مكان على أي حال... 

غرفتك هذه... ليست سيئة "


للوهلة الأولى ، 

كان ديكور غرفة المعيشة في منزل غو فاي يبدو 

وكأنه يعود إلى ما يُقارب من عشرة إلى عشرين عام 

ولم يتم تجديده أو تحديثه منذ ذلك الحين


على الرغم من أنه أفضل بكثير من غرفة

 لي باو قوه التي لا يزال من الممكن تجاهلها

 من قبل الآخرين حتى قبل خمسين عام ، 

إلا أنها عادية للغاية ولا تعتبر أسلوب ثري


لكن غرفة نوم غو فاي فاجأته


لم تكن الغرفة كبيرة ولم يكن بها أي ديكور باستثناء 

الجدران البيضاء ، 

لكنه استطاع أن يرى أن كل قطعة 

من الأثاث تم اختيارها ومطابقتها بعناية


السرير، وخزانة الكتب ، والمكتب ، 

والكرسي ، والأريكة المريحة ، والسجادة الصغيرة ، 

والأرجوحة أمام النافذة - 

كان هناك العديد من الأشياء ، 

لكنها لم تكن تبدو فوضوية ، 

بل شعور كبير بالدفء والراحة ،

 

التقط غو فاي غلاية كهربائية صغيرة 

على المكتب ووضع بعض أوراق الشاي بداخلها

 : " الشاي ؟

أم ماء مغلي عادي ؟"


جلس جيانغ تشنغ على الأريكة الصغيرة : " الماء .

لن أتمكن من النوم إذا شربت الشاي ."


أخذ غو فاي شريحة من الليمون ، 

ووضعها في كوب ، وسكب له بعض الماء


الماء الساخن اللذيذ بالليمون ، 

والأريكة الناعمة ، 

بالإضافة إلى الغرفة الدافئة والمريحة 

التي لم يشعر بها منذ فترة طويلة


انحنى جيانغ تشنغ إلى الخلف بكوب الماء في يده ولم 

يرغب حتى في نطق كلمة واحدة


غو فاي : " والدتي لديها معدل ذكاء عاطفي منخفض 

وتميل إلى عدم التفكير قبل أن تتحدث " 

جلس أمام الكمبيوتر ووصّل بطاقة الذاكرة من الكاميرا


وتابع : " يمكنك الاستماع إلى الكلمات التي تقولها ، 

ولكن لا تأخذها على محمل الجد "


أجاب جيانغ تشنغ بصوت عالي : "اووه "

توقف للحظة لكنه لم يستطع مقاومة نفسه 

وسأل: " لي يان..."


غو فاي : " لي يان ليس لديه حبيب حقًا" 

نظر إليه وابتسم : " لكن لي يان لديه... ميول نحو الرجال "


: " أوه" أمسك جيانغ تشنغ الكأس بكلتا يديه واستخدم 

البخار المتصاعد لإخفاء وجهه : " هل يعلم الجميع... أنه؟"


تحدث غو فاي أثناء نقل الصور : " أصدقاؤنا يعرفون ذلك . 

لا أعرف من أين علمت والدتي ذلك ، 

لكنها لن تخبر الآخرين بذلك ،،

هذا النوع من الأمور ليس شيئ يرغب أي شخص 

في إخبار الآخرين به، أليس كذلك ؟" 


تنهد جيانغ تشنغ : " نعم "


وعندما انتهى ذلك التنهد ، 

عاد فجأة إلى رشده 

و تنحنح فوراً في محاولة لإخفاء ذلك التنهد


نظر إليه غو فاي لكنه لم يقل شيئ


لم يكن جيانغ تشنغ قادرًا على التحكم في نفسه من الإفراط 

في تحليل تلك النظرة - 

التوتر المحرج الذي لم يظهر بينه وبين غو فاي 

لفترة طويلة أحاط به الآن مجدداً 


كل ما كان بإمكانه فعله هو الوقوف مع الكأس 

في يديه والدوران حول الغرفة


ولكن بما أن الغرفة لم تكن كبيرة ، 

فإن المكان الذي يستطيع السير إليه 

لم يكن سوى ثلاث خطوات


لقد شعر وكأنه يتأرجح ، 

وكان هذا أكثر حرجًا من مجرد الجلوس


وفي النهاية ، توقف أمام خزانة الكتب


سأل جيانغ تشنغ : " هل يمكنني أن 

أنظر إلى خزانة الكتب ؟ "


استدار غو فاي لينظر إليه : ".... أنا لا أعرف حتى كيف أجيب على ذلك .

ما الذي يوجد على خزانة الكتب 

والذي لا يمكن النظر إليه 

والذي يتطلب منك طلب الإذن؟" 


: " هااه ؟ " ضحك جيانغ تشنغ : " إنها عادة "


غو فاي : " لا بد أن تربيتك السابقة كانت صارمة

 بعض الشيء"


نظر جيانغ تشنغ إلى الكتب على الرفوف : " ربما كانت 

العائلة بأكملها صارمة للغاية . القواعد ، 

والمجاملات، والتعليم .

لم أُلاحظ مبكراً …. 

كان يجب أن أعرف منذ البداية أنني لست جزء من عائلتهم . 

عائلة مكونة من خمسة أفراد، وكنت الأقل..."


غو فاي يحدق إلى شريط التقدم لنقل الصور : " أنت جيد جدًا "


جيانغ تشنغ : " ربما أكون جيدًا جدًا هنا " 


تذكر عائلة لي باو قوه والمرأة التي تعرج والتي رآها في وقت 

سابق


——- نعم... فقط في بيئة مزدحمة بهذا النوع من الحياة وهذا النوع من نمط الحياة ، 

يمكن اعتباري كشخص ' جيد '


ابتسم غو فاي : " بعض الأشياء لا تحتاج إلى المقارنة حتى 

يمكن رؤيتها …."

وسكب لنفسه كوب من الشاي ، وأخذ رشفة

: " سواء كان الشخص ' جيد ' حقًا أم لا ، 

فأنت بحاجة فقط إلى النظر إلى الشخص . 

ليست هناك حاجة للنظر إلى مكانه أو من حوله " 


نظر إليه جيانغ تشنغ بصدمة : "... أنت ، 

فجأة لا تبدو كنوع الشخص الذي يسلم ورقة اختبار فارغة "


غو فاي : " هراء . 

متى قمت بتسليم أوراق اختبار فارغة ... 

لقد قمت دائمًا بملئها جميعًا مُسبقاً "


لم يتمكن جيانغ تشنغ من منع نفسه من الضحك : " أوه "


التقط غو فاي الكاميرا ووجه العدسة نحوه


جيانغ تشنغ : " لقد كنت تصور طوال اليوم 

ألا تشعر بالملل ؟” 


غو فاي : “ إن كنت أنت من أصوره ، فلا ….

عندما تبتسم ، 

تبدو… جيدًا جدًا "


تجمدت ابتسامة جيانغ تشنغ على وجهه ….


رفع غو فاي الكاميرا واختبأ خلفها وبدأ يلعن نفسه داخلياً ~

——- أيها الأحمق اللعين 


عندما خرجت الجملة الأولى من فمه ، 

شعر على الفور بأنها غير مناسبة ، 

خاصةً بعد ' كشف ' الميول الجنسية لـ لي يان – 

و كانت هذه الكلمات ستبدو وكأنها مغازلة لا محالة


لكن رغم إدراكه ، أضاف جملة أخرى ليهرب من الموقف ، 

ورغم أنه ندم على ذلك حتى قبل أن ينهيها ، 

أصر على إكمالها ، 

فالتوقف في منتصف الجملة كان سيجعل الأمر يبدو أسوأ ،


وبمجرد أن انتهى تمامًا ، 

بقي كل من غو فاي وجيانغ تشنغ بلا حراك


رفع غو فاي الكاميرا ليغطي وجهه ، 

غير قادر على التفكير في شيء ليكسر به الجو المتوتر ،


بالنسبة لشخص لم يشعر قط بالإحراج ولم يهتم بما 

يعتقده الآخرون ، 

كان الموقف أمامه كافي ليجعله عاجزًا عن الكلام …


غو فاي لا يزال ممسكًا بالكاميرا وهو يحدق 

في وجه جيانغ تشنغ في العدسة : " بعد انتهاء هذا 

التصوير ، 

من المحتمل أن تطلب منك دينغ تشوشين 

تصوير بعض الصور الأخرى .

إذا كنت تعتقد أن السعر مناسب ، 

فيمكنك العمل معها على المدى الطويل . 

هي دائمًا غير راضية عن عارضيها 

لكنها كانت سعيدة جدًا معك اليوم ." 


نظر جيانغ تشنغ إلى اليسار ، 

ثم إلى اليمين ، 

ثم أعاد نظره إلى الكاميرا : “ اوووه …

إذًا ، أردت أن أسألك عن… 

هذا… آه… شين-جيي 

هي… أعني أنت وهي... ه... هل هي..."   


قاطعه غو فاي : " حبيبة ؟ 

إنها ليست كذلك . 

أعتقد أنني قلت ذلك من قبل. 

أنا و هي أصدقاء طفولة . 

و أناديها بأختي الكبرى "


"أوه!" رد جيانغ تشنغ بصوت عالٍ وكأنه يحاول الهروب من الإحراج


لم يستطع غو فاي إلا أن يتنهد تنهيدة ارتياح نيابة عنه : 

" كل هذا الجهد والعناء ؟

اعتقدت أنك ستسأل عن لي يان وأنا "  


تجمد جيانغ تشنغ ونظر إليه في صدمة شديدة

: " هاه؟

أنت ولي يان ؟ 

هل ..."  


وضع غو فاي الكاميرا : "  لا !

أنا و لي يان مجرد أصدقاء . 

هل نبدو أنا وهو كثنائي بالنسبة لك ؟"


: " لا أعلم ." استند جيانغ تشنغ على خزانة الكتب ،  

ويبدو غير قادر على التكيف مع مثل هذه المحادثة :

" ليس حقًا . 

إنه وليو فان يبدوان كثنائي أكثر بالنسبة لي "


ضحك غو فاي بينما يتكئ على الكرسي لبعض الوقت: “ سيغضب ليو فان منك إذا سمع هذا "


نظر إليه جيانغ تشنغ مبتسمًا دون أن يعلق أكثر : “… فعلًا "


بو شي هاو نياو مع لي يان وغو فاي ، 

كانوا يبدون وكأنهم على علاقة جيدة جدًا ،

يقضون أوقات فراغهم معًا ، 

و لديهم نقطة التقاء مشتركة في مصنع الصلب .


ولكن بين الكلمات ، 

كان هناك معنى خفي في حديث غو فاي… 

حتى مع قربهم 

، كان هناك دائمًا شخص غير قادر على تقبل الأمور ببساطة


بالفعل ، كان بان تشي على حق


التسامح واللين موجودان فقط في العوالم الخيالية – الواقع قاسي بلا رحمة


——- ماذا عن غو فاي إذًا ؟


استند جيانغ تشنغ برأسه قليلًا على الباب الزجاجي للرف 

ونظر إلى غو فاي 

الذي يميل إلى الخلف وهو يلعب بالكاميرا


موقف غو فاي كان واضح تماماً – 

لم يكن يشعر بالاشمئزاز ، 

وكان قادر على التقبل .


——— ولكن هل يوجد ما هو أكثر من التقبل ؟


القبلة التي قبلتها على وجه غو فاي في ذلك اليوم ، 

غو فاي لم يظهر أي رد فعل عليها ،

لو كان بان تشي مكانه ، 

لكان على الأقل أظهر دهشة ثم بدأ بالسخرية مني


رغم أن غو فاي ليس من النوع الذي يظهر مشاعره بوضوح ، 

إلا أن ذلك الهدوء والتصرف الطبيعي بين شخصين لم يكن 

بينهما معرفة كافية لدرجة السكر كان غير اعتيادي ؟


والآن، عند التفكير في ذلك ، 

كانت ردة فعله في اليوم التالي طبيعية جدًا أيضاً؟


طبيعية جدًا ——


شرب جيانغ تشنغ رشفة من ماء الليمون


قد يكون غو فاي مجرد شويزا ، لكنه شويزا ذكي —-


فجأة شعر جيانغ تشنغ بالضعف - 

وكأن كل شيء كان مكشوف ——


—— غو فاي ربما كان يعلم كل شيء ،

والمعلومات الجديدة التي وصلته جعلته عاجز عن الرد ، 

لدرجة أنه لم يكن قادرًا على مواصلة الحديث بهدوء ،



بعد أن تم نقل كافة الصور بالكامل ، 

قام غو فاي بإنشاء مجلد ، 

وكتب عليه التاريخ، ثم بدأ بتحرير الصور


حرك المؤشر ببطء عبر الصور المصغرة الكثيفة ،

لم يكن يحب ترتيب الصور بالتسلسل 

بل كان يفضل اختيارها بنفسه


نقر على صورة جيانغ تشنغ بإصبعه العالق على الياقة ——


عندما تم فتح الصورة ، انحنى للخلف - 

مقارنةً بتلك اللحظة العابرة أثناء التصوير ، 

كان هذا المشهد الواضح 

والحاد الذي ظهر فجأة أمامه أكثر إبهارًا ——





استند بمرفقيه على مساند الكرسي، 

وضع أصابعه على جبينه ، وصفّر بهدوء


سأل جيانغ تشنغ فجأة : " وماذا عنك ؟" 


ظن غو فاي أنه سيرد بعفوية ويقول : ' اصمت ' رداً على الصفير ،

ولكن عندما أدرك أن ما قاله جيانغ تشنغ لم يكن ذلك ، 

لم يجرؤ حتى على الالتفات إليه ،


: " هاه ؟” قام بتكبير الصورة إلى وضع ملء الشاشة 

وضبط الألوان : “ ماذا… عني؟"


جيانغ تشنغ : " هل أنت ؟"


بصراحة ، لم يكن غو فاي يعتقد أبدًا أن جيانغ تشنغ 

الذي كان عرضة للإحراج بسهولة ، 

سيكون فجأة بهذا الوضوح والصراحة – 

لم يكن هناك حتى ذرة إخفاء في نبرته 


استدار غو فاي نحوه : " هل أنت ؟"


نظر إليه جيانغ تشنغ مباشرةً : " أنت تعرف إذا كنت كذلك أم لا ،،

الآن ، أنا أسألك ." 


لم يكن غو فاي يريد الإجابة على هذا السؤال —-


ما إذا كان جيانغ تشنغ كذلك أم لا، 

لم يكن غوفاي قد فكر في ذلك يومًا ، 

ناهيك عن التفكير بالتفصيل ،


وأيضًا ، سواء كان كذلك أم لا، 

لم يكن لذلك أي تأثير عليه ،


حتى لو كان لديه بعض الأفكار ، 

فقد كان دائمًا يحتفظ بها لنفسه ،


ما أراد جيانغ تشنغ معرفته ، 

كان غو فاي يخشى الإجابة عنه – لكن ….


كان من الأسهل نسبيًا التعايش مع الآخر إذا كان كل 

منهما لا يعرف عن الآخر ، 

أو على الأقل يتظاهر بالجهل ……


لكن إذا ظهرت الأمور فجأة على السطح ،  

فإن كل الانجذاب والاهتمام سيكون له غرض محدد ، 

وهذا قد يخلق شعور بالذعر والقلق ،،


على الأقل هذا ما كان يشعر به ،

لم يكن قد فكر في فعل أي شيء ،

لكن بمجرد أن تصبح الأمور شفافة وواضحة ، 

فإن كل كلمة ، وكل نظرة ، 

يمكن أن يُنظر إليها على أنها تشير إلى توقع شيء ما ——-


أخذ جيانغ تشنغ الكوب وجلس مرة أخرى على الأريكة : “ لا بأس .”

نظر إلى الأعلى وتنهد تنهيدة طويلة : “ لست بحاجة إلى أن 

تقول شيئ ، أنا أعلم .”


نظر إليه غو فاي


أمال جيانغ تشنغ رأسه إلى الجانب لينظر إليه أيضًا : " دا فاي 

أنا بصراحة لا أقصد أي شيء آخر بذلك . 

أريد فقط أن أخبرك أنه إذا كنت تعرف ، 

فاحتفظ بالأمر سرًا بالنسبة لي، 

لا أريد... أن يعرف الآخرون ." 


أومأ غو فاي : " اووه " ، 

لاحظ أن هذه هي المرة الأولى التي لم يناديه فيها جيانغ 

تشنغ بـ ' غو فاي '


شرب جيانغ تشنغ رشفة أخرى من الماء : " تمامًا مثلما لا تريد أن يعرف الآخرون "


ضحك غو فاي : "  تهددني؟"


ضحك جيانغ تشنغ أيضًا وأومأ برأسه : " نعم "


غو فاي : " سأبقي الأمر سراً "



يتبع 

  • فيس بوك
  • بنترست
  • تويتر
  • واتس اب
  • لينكد ان
  • بريد
author-img
Fojo team

عدد المقالات:

شاهد ايضا × +
إظهار التعليقات
  • تعليق عادي
  • تعليق متطور
  • عن طريق المحرر بالاسفل يمكنك اضافة تعليق متطور كتعليق بصورة او فيديو يوتيوب او كود او اقتباس فقط قم بادخال الكود او النص للاقتباس او رابط صورة او فيديو يوتيوب ثم اضغط على الزر بالاسفل للتحويل قم بنسخ النتيجة واستخدمها للتعليق

X
ستحذف المقالات المحفوظة في المفضلة ، إذا تم تنظيف ذاكرة التخزين المؤقت للمتصفح أو إذا دخلت من متصفح آخر أو في وضع التصفح المتخفي