القائمة الرئيسية

الصفحات

آخر الاخبار

Ch70 | SAYE

 Ch70



كان صوت جيانغ تشنغ منخفض جدًا، 

وكأنه لا يريد لمن حوله أن يسمعوه. 


أومأ غو فاي برأسه وهمهم بصوت تأكيد ، 

لكنه أدرك أنه إذا حمله على ظهره 

ونزل به إلى الطابق السفلي ، 

فلن يقتصر الأمر على رؤية الشرطة والنساء المسنات ، 

بل حتى لي باو قوه نفسه سيراه ،


بالإضافة إلى ذلك... 

كانت علامة العض على الفخذ الداخلي لجيانغ تشنغ حديثة الوقت ، 

ولا تزال حمراء ومتورمة


لا يمكنه حمله على ظهره الآن ، 

فقد يحتك بالجرح وتؤلمه أكثر


تردد للحظة ، ثم قال بصوت منخفض :

" إذا حملتك على ظهري ، فسوف يحتك الوشم

أليس كذلك؟ 

يمكنني... حملك بين ذراعي وإنزالك إلى الأسفل ؟"


: " توقف عن الهراء " 

على الرغم من أن جيانغ تشنغ لا يزال يتحدث بهدوء ، 

إلا أن رفضه كان قاطع


تنهد غو فاي : " حسنًا إذن " 

وأمسك بذراع جيانغ تشنغ وسحبها فوق كتفه ، 

ثم لف ذراعه الأخرى حول خصره ، 

وانحنى قليلاً إلى الجانب ، 

ثم بذل جهد كبير حتى كاد يرفعه عن الأرض ، 

وبدأ في جرّه إلى أسفل الدرج ،


في العادة ، 

لن تكون هناك مشكلة في النزول بهذه الطريقة ، 

ولكن السلالم المؤدية إلى سطح هذا المبنى القديم 

كانت معدنية ، 

و النزول أثناء حمل شخص آخر صعب بعض الشيء ، 

خاصةً عند الاعتماد على يد واحدة 

فقط أثناء الإمساك بجيانغ تشنغ


شعر بأن جسد جيانغ تشنغ كان مترهل بالكامل ، 

وربما لم يكن ذلك بسبب خوفه من المرتفعات فحسب ، 

بل أيضًا بسبب الصدمة

 وخيبة الأمل العميقة تجاه لي باو قوه


لم يكن أمامه خيار سوى الإمساك بالسياج بيد واحدة ، 

بينما أمسك جيانغ تشنغ باليد الأخرى ، 

مستخدمًا قوة يد واحدة وساق واحدة ليتمكن من إنزاله


وعندما وصل إلى الدرجة الأخيرة ، 

بدأ ذراعه يؤلمه ، وكاد يرمي جيانغ تشنغ أرضًا


بعد أن تركه ، استند جيانغ تشنغ إلى الحائط 

ثم انزلق ببطء إلى وضعية الجلوس


على السطح ، 

لي باو قوه لا يزال يصرخ ، 

ممزوج ببكاء لي تشينغ ، 

بالإضافة إلى محاولات الشرطة المستمرة لإقناعه


على الرغم من أنه لم يتمكن من سماع الكلمات بوضوح ، 

إلا أنه بإمكانه تمييز التوتر والانزعاج في نبرة الصوت


انحنى غو فاي واضعًا يديه على ركبتيه ، 

ونظر إليه قائلاً :

"هل نكمل النزول؟"


: " حسنًا ..." أخذ جيانغ تشنغ نفسين عميقين وهو يعبس ، 

ثم وقف ،

ضغط على معدته مجدداً  :

" اللعنة ، أشعر أنني سأتقيأ ."


غو فاي : " إذن تقيأ "


ألقى جيانغ تشنغ نظرة عليه : " لنحافظ على القليل من التهذيب ، 

مصنع الصلب هو منزلي .

يجب أن نحبه ونحافظ عليه معًا ."


ضحك غو فاي وضغط على كتفه : " إذن لننزل 

ونبحث عن سلة مهملات تتقيأ فيها ."


لم يرد جيانغ تشنغ ، 

بل أغلق عينيه محاولًا تهدئة نفسه ، 

لكن الفوضى القادمة من السطح جعلت الأمر أكثر صعوبة ،

تنهد ، 

ثم أنزل رأسه وأمسك بالسياج وهو يواصل النزول


تبعه غو فاي ، 

واستمع إلى الأصوات القادمة من الأعلى 

وهي تخفت تدريجيًا


بعد نزولهما طابقين فقط ، 

دوّى صراخ غاضب من الأسفل :

" إذا كنت تريد أن تموت ، فمت إذن ! 

تجلس هناك لتخيف من؟ 

أيها المريض النفسي !"


توقف جيانغ تشنغ عن المشي للحظة


في الطابق الخامس ، يوجد منزل بابه مفتوح ، 

و ساكنوه يراقبون المشهد من النافذة


وما إن سمعوا الصراخ يتردد في الأعلى ، 

حتى ازداد حماسهم ، 

و قال أحدهم بلهفة :

" ابنه الفاشل هنا ، الأمور ستصبح ممتعة الآن !"


دفع غو فاي جيانغ تشنغ برفق من الخلف : " لنواصل "


استدار جيانغ تشنغ وأكمل نزوله ببطء ، 

ربما لأنه كان يعلم أنه سيواجه لي هوي عند النزول ، 

وربما لأن هؤلاء الأشخاص المزعجين 

لا يتوقفون عن الظهور


حاول غو فاي أن يشتت انتباهه :

" لنأكل شيئ لاحقاً ، 

ما رأيك أن نذهب إلى مطعم وانغ شو ونتناول الفطائر 

المحشوة؟ 

لم نأكل هناك منذ مدة ."


رد جيانغ تشنغ : " حسنًا .

لكن في هذا الوقت ، 

ربما لا يكون لديهم لحم الحمار بعد الآن ، 

وأنا أحبه كثيرًا ."


: " يمكننا تناول..." نظر غو فاي إلى ظهر جيانغ تشنغ وقال: 

" اللحم المتبل ، 

ألم تقل في المرة الأخيرة إنه كان لذيذ ؟ 

فلنجربه "


أومأ جيانغ تشنغ : " حسنًا "



كلما اقتربوا من الطابق الأول ، 

بالقرب من منزل لي باو قوه ، 

كان صوت لي هوي يزداد علُوًّا ___


 طوال السنوات التي عرف فيها غو فاي لي هوي ، 

لم يسمعه يصرخ بهذه القوة من قبل ——-


كان يجادل لي باو قوه بحماس شديد ، 

كما لو أنهما كانا عدوين لدودين منذ الأزل


حتى لي باو قوه بدا وكأنه استعاد طاقته فجأة ؛ 

فقد توقف عن السعال ، ولم يلهث بعد الآن


 و صوته يعلو بحدة ، 

و يتردد صداه في درج السلم بلا توقف ، 

حتى أنهم لم يعودوا قادرين على تمييز الشتائم 

التي يتبادلانها


لابد أن الشرطة وأعضاء لجنة الحي قد ندموا 

على استدعائه الآن ، 

لكن لي باو قوه هو من طلب رؤيته


إن لم يسمحوا له بمقابلته ، 

فسيستمر في الصراخ بلا توقف 

ولن ينزل عن السطح ، والآن بعد أن قابله ، 

لا يزال يواصل الصراخ


من يدري متى سينتهي هذا المشهد ؟ 


في كل الأحوال ، كان الوضع معقد وصعب التعامل معه


ربما الشخص الوحيد الذي استمتع بهذه المهزلة 

كان الحشد المتجمع لمشاهدة المشهد


الناس هنا يعيشون حياتهم على هذه الشوارع المتقاطعة ، 

وكأنها رقعة شطرنج ، 

كل تقاطع يقودهم في النهاية إلى نقطة البداية مرة أخرى ، 

مرارًا وتكرارًا


ربما حتى الأجيال القادمة ستعيد نفس المسارات ، 

دون الحاجة إلى النظر للأمام ، 

فقط تكرار نفس الطريق حتى نهاية أيامهم ،


الأشخاص في الأسفل يمدّون أعناقهم للنظر إلى الأعلى ، 

وآخرون يطلّون من نوافذهم لينظروا إلى الأسفل ، 

والبعض يستمع من خلف أبوابهم المغلقة ،


معظمهم فقدوا الأمل منذ زمن طويل ، 

أو ربما لم يكن لديهم أي أمل من الأساس ، 

و لم يفكروا حتى في ذلك ،


 ربما كان مصدر سعادتهم الوحيد 

هو مشاهدة الفوضى والبؤس من حولهم


عندما تكون حياة شخص آخر أكثر فوضوية من حياتهم ، 

وعندما يكون شخص آخر أكثر معاناة منهم ، 

فهذا هو قمة التسلية بالنسبة لهم ،


لم يكن غو فاي يعلم كيف ستنتهي هذه المهزلة اليوم


 حدة لي هوي غير مسبوقة ؛ 

في المرة الأخيرة التي طعن فيها لي باو قوه شخص بسكين ، 

كان لي هوي يصرخ بينما يركض لإمساك السكين ، 

وأثناء ذلك ضرب لي باو قوه ،


لكن اليوم، لم يكن لديه أي نية للتراجع ، 

بل كان يجادله بحماس حتى من عدة طوابق بعيدًا عنه ، 

وكأنه يخوض مناظرة شعرية عظيمة ،


ربما كان السبب في ذلك أن تصرفات لي باو قوه 

هذه المرة تتعلق بمرضه ، 

والمرض يعني المال ، 

وبالنسبة لسكان هذا الحي المرتبطين بمصنع الصلب ، 

كان المال مسألة في غاية الجدية …..


مسألة تستحق شجار هائل


جيانغ تشنغ بصوت خافت : " حقًا لا أفهم... 

كيف يمكنهم العيش بهذه الطريقة ، بهذا الأسلوب ، 

لعقود كاملة ، طوال حياتهم ."


رد غو فاي : " لست بحاجة إلى أن تفهم . 

ولست بحاجة إلى أن تعيش مثلهم أيضًا . 

فقط عش حياتك ، هناك أنواع كثيرة من الناس في هذا 

العالم ، 

والتنوع ضروري للحفاظ على توازن الطبيعة ."


نظر إليه جيانغ تشنغ : " مثلَك "


ابتسم غو فاي: " بالضبط ، أنا مجرد نوع منهم ، 

وأنت أيضًا نوع آخر ."


جيانغ تشنغ: " أنا معجب بنوعك "


ابتسم غو فاي : " وأنا أيضًا معجب بنوعك . 

وبالنسبة لي، أنت كنز نادر لم أتوقع يومًا أن أعثر عليه ."


ضحك جيانغ تشنغ ، 

وبدا أن خطواته أصبحت أخف أثناء نزولهما


لكن عندما وصلا إلى الطابق الأول ، 

خارج منزل لي باو قوه ، 

توقف جيانغ تشنغ للحظة ، 

فقد كان لي هوي يقف أسفل الدرج ، 

وصوته الغاضب يتردد في أرجاء السلم ، 

حتى أن الصدى جعله مزعج للأذن 


لي هوي يشير إلى الأعلى وهو يصرخ : 

" أنت ابن عاق ، هذا ما أنت عليه ! 

ولا تقل إنني مشوش العقل ! ليس لديك الحق !

ولا تتجرأ على الحديث عما فعلته بك! ماذا فعلت بك؟ 

كل هذا مجرد كارما عائدة إليك !"


توقف جيانغ تشنغ ولم يتابع السير ، 

وتوقف غو فاي أيضًا خلفه ، 

متكئ على الدرابزين بينما يستمع إلى صرخات لي هوي الغاضبة في الخارج


أما الأشخاص المحيطون ، 

فكانوا يحاولون تهدئته بشكل فاتر ، 

لكن كلماتهم لم تكن تعني شيئ له ، 

بل إن بعضها كان يلمس مواضع حساسة لديه ، 

مما زاد من غضبه ،


بدأ الحشد الذي تجمع في البداية لمشاهدة المشهد في 

فقدان حماسهم تدريجيًا ، 

فقد أصبحت مشاعر لي هوي ولي باو قوه أكثر اضطراب ، 

يتجهان بجنون نحو فقدان السيطرة تمامًا ،


أمسكت امرأة مسنة بذراعه ، وقالت بصوت مبحوح: 

" لي هوي خفّف من كلامك قليلاً .

سأقول شيئًا قد لا يعجبك ، والدك لم يتبقَى له الكثير ليعيشه، 

حتى لو أراد أن يلعنك ، 

فلن يتمكن من فعل ذلك لوقت طويل بعد الآن . 

لماذا يجب عليك..."


صرخ لي هوي وهو يحرر ذراعه من قبضتها ، 

مشيرًا إلى الأعلى : 

" الأفضل لو مات الآن !

كل ما فعلته طوال حياتي هو رؤية فضائحك وإحراجك لعائلتنا ! 

تضرب الناس وتسبهم ! 

بحق الجحيم، لماذا لا تزال على قيد الحياة ؟!"


دوّى صوت لي تشينغ المبحوح فجأة من الأعلى ، 

حاد ومليئ باليأس : " كفى ! كفى ! توقفوا ! 

ألم تكتفيان بعد ؟!

ماذا تريدون ؟!"


ظهر صوت لي باو قوه كالرعد المدوي : " إنه يريد موتي !" 


قبل أن يتمكن لي هوي أو لي تشينغ من الرد ، 

انفجرت فجأة صرخات مرعبة من الأعلى والأسفل في نفس اللحظة


تبع ذلك صوت ارتطام بدا وكأنه كيس إسمنت سقط على 

الأرض في الخارج


— دوي ثقيل لكنه هائل ، 


جعل أنفاس الجميع ونبضاتهم تتوقف للحظة ——


وفي نفس الوقت الذي دوّى فيه هذا الصوت الصادم ، 

رأى غو فاي ظل أسود صغير عبر مدخل السلم ، 


وعندما ارتطم بالأرض ، أدرك أنه حذاء 


و في ثواني معدودة ، 

ملأت الصرخات كل الأرجاء ، 

الصياح الفوضوي ، 

و وبكاء النساء والأطفال الذي انفجر برعب مطلق


بدا وكأن كل شيء قد امتلأ فجأة ، 

ولم يعد هناك مكان للاختباء ، ولا مهرب


بعد لحظة من الفراغ الذهني ، 

اندفع غو فاي إلى الأمام وعانق جيانغ تشنغ ، 

واضعًا يده على عينيه ليحجب عنه المشهد


كان جسد جيانغ تشنغ متصلّب بالكامل ، 

لكنه كان مستسلم بشكل غريب ، 

أشبه بروبوت أُطفئ فجأة —-


 وبينما غو فاي يدفعه ويعانقه في آنٍ واحد 

ليخرجه من السلم ، 

تبعه جيانغ تشنغ دون أي مقاومة ، بلا صوت ، بلا حركة ، 

وكأنه مجرد دمية تتحرك وفقًا لما يُملى عليها


الفوضى عمّت المكان ، 

ولم ينظر غو فاي في اتجاه قفزة لي باو قوه الأخير


لقد أمضى حياته يراقب الأرواح المختنقة في هذا المكان ، 

لكنه لم يكن يريد رؤية نهاية روح أخرى مرة أخرى


أن تشهد شيئ كهذا مرة واحدة في حياتك ، 

هو بالفعل أكثر مما قد يرغب 

أي شخص في رؤيته مرة ثانية


وسط هذه الفوضى ، 

لم يلاحظ أحد خروج جيانغ تشنغ من المكان ، 

ولا حتى لي هوي ، الذي عمّ عليه الصمت


وحدها صرخات لي تشينغ القادمة من السطح ظلت تتردد ، 

محمّلة بمشاعر لا يمكن وصفها ، 

تتوالى تلو الأخرى ، 

وكأنها ترثي أشجع لحظة في حياة لي باو قوه ———


لم يكن غو فاي يعرف إلى أين يأخذ جيانغ تشنغ ، 

فكل مكان يمكنهما الذهاب إليه لا يزال جزء من هذا المكان ، 

مكانٌ يعبق بروح ' أشخاص مثل لي باو قوه '


لم يعرف في أي حالة كان جيانغ تشنغ ، 

ولم يكن قادر على توقع رد فعله حين يهدأ 

بعد دقائق قليلة


في النهاية ، لم يجد حل سوى أخذه إلى متجره


في طريقهما ، 

مرا بالكثير من الناس الذين يهرعون نحو منزل لي باو قوه ، 

يرمقونهم بنظرات فضولية متحمسة وهم يمرون


ففي النهاية ، لا شيء يثير الفضول أكثر من الموت 


الجميع هنا يعيشون بالطريقة ذاتها ، 

لكنهم لا يموتون بالطريقة ذاتها ،


دفع غو فاي جيانغ تشنغ إلى الغرفة الصغيرة داخل المتجر ، 

ثم استدار وأغلق الباب خلفه


كان من المفترض أن تكون والدته هي من تراقب المتجر اليوم ، 

لكنها لم تكن موجودة ، 

لم يكن يعلم إن كانت قد ذهبت لمشاهدة ما يحدث ، 

أم أنها خرجت للقاء أحد عشاقها ،


بعد أن أغلق الباب ، التفت غو فاي ، 

لكنه وجد أن جيانغ تشنغ قد اندفع بالفعل خارج الغرفة الصغيرة ، 

وركض نحو الفناء الخلفي


عندما تبعه غو فاي إلى الحمام ، 

كان جيانغ تشنغ قد انحنى فوق الحوض ، 

يتقيأ بشدة ، ويداه ترتجفان بشكل واضح ،


عاد غو فاي إلى المتجر وأحضر زجاجتين من الماء ، 

ثم رجع إلى الحمام


جيانغ تشنغ لا يزال يتقيأ ، 

لكن معدته لم يعد فيها شيء ليخرج ، 

لم يبقَى سوى التشنجات الجافة المستمرة


وقف غو فاي خلف جيانغ تشنغ في صمت ، 

منتظرًا حتى توقفت حركات التقيؤ ، 

ثم قال: "هل تريد ماء ؟"


لم يتحدث جيانغ تشنغ ، بل مد يده فقط


فتح غو فاي الزجاجة وأعطاها له


جيانغ تشنغ" انتظر في الخارج ," أمال رأسه

 وشرب بعض الرشفات ثم بصقها : " أنا بخير "


: " وضعت زجاجة أخرى هنا " فتح غو فاي الغطاء 

وتركها بجانب المغسلة


: " حسنًا ." استمر جيانغ تشنغ في شرب الماء 

وهو يميل رأسه للخلف


عاد غو فاي إلى الفناء ، 

وقف في حالة من الارتباك لبعض الوقت ، 

ثم أشعل سيجارة وأمسكها في فمه 


بعد تدخين نصف السيجارة تقريبًا ، 

بدأ يشعر بشيء من الهدوء


بغض النظر عن نوعية لي باو قوه ، ومهما كان ما فعله ، 

في النهاية اختار لي باو قوه أن ينهي حياته بهذه الطريقة - 


كان صدمة صعبة للاستيعاب بالنسبة للجميع ، 

بما في ذلك الحشود التي استمتعت بمراقبة هذه الفوضى


عندها فقط شعر غو فاي بالألم الشديد في عظمة الترقوة من جديد


لم يعرف إذا كان الألم في فخذ جيانغ تشنغ قد عاد


شعر غو فاي في لحظة أنه يريد أن يضحك ، 

فابتسم بصمت ورأسه مائل لبعض الوقت ثم توقف


بعد أن أنهى السيجارة ، 

خرج جيانغ تشنغ من الحمام ، 

خطواته غير ثابتة قليلاً ، 

لكن تعبير وجهه كان هادئ إلى حد كبير


غو فاي : " هل تشعر بتحسن ؟"


قال جيانغ تشنغ وهو يعبس وجهه ، 

ويضغط على معدته : " تقيأت كل العصارة حتى , 

لكن لا زلت غير مرتاح ."


غو فاي : "هل تريد أن تستلقي داخل الغرفة ؟" 


جيانغ تشنغ وهو يدخل المتجر ، 

وسحب كرسي صغير ليجلس عليه : " لا أستطيع أن أستلقي ، 

الآن أريد فقط أن أجلس هنا هكذا ."


جلس غو فاي أيضًا على كرسي صغير مقابل له : 

" إذن ارتاح "


استراح جيانغ تشنغ على مرفقيه فوق ركبتيه ، 

ضائع في التفكير لبعض الوقت ، 

ثم قال: " هل قفز لي باو قوه من المبنى ؟"


تردد غو فاي لثواني : "...نعم "


لم يتحدث جيانغ تشنغ ، بل مد يده نحوه


نظر غو فاي إلى يده ، 

ثم بدأ يُدلّك راحة يده قليلاً :  "هل تريد مياه ؟ 

أم تريد أن تأكل ؟"


: " سيجارة ," نظر إليه جيانغ تشنغ : " كنت أظنك تعرفني أكثر "


: " ضعت قليلاً ." أخرج غو فاي سيجارة وأعطاها له مع الولاعة


: " قفز لي باو قوه من المبنى ، هااه ؟" أشعل جيانغ تشنغ 

السيجارة وأخذ نفس عميق ، 

محدقًا في طرف السيجارة المضيء


. " نعم," رد غو فاي وهو يراقبه


عبس جيانغ تشنغ ، وهو يعض شفته. : " أنا... 

أشعر بشيء من الانزعاج ," 


تنهد غو فاي : " ليس أنت فقط ، 

أنا أيضًا أشعر بشيء سيء ."


: " قل لي ," رفع جيانغ تشنغ عينيه نحوه : " عندما نزلت من هناك ، 

هل رأى ذلك ؟"


لم يتكلم غو فاي


أمام جيانغ تشنغ الهادئ غير المعتاد ، 

شعر فجأة أنه لا يجرؤ على الرد ببساطة


جيانغ تشنغ : " قلت أنني لا أريد سماع أي شيء عن ذلك بعد الآن ,

هل سمعني أقول ذلك ؟"


: " تشنغ-غا" اقترب غو فاي من كرسيه قليلًا : " هذا ليس له علاقة بك "


أومأ جيانغ تشنغ : " نعم، أعلم , أعلم ، 

لكن رد فعلي الأول هو دائمًا هكذا . 

هل كان ذلك شيئ فعلته أنا ، 

أو قلت شيئ ..."


قاطعه غو فاي. : " لا، لا هذا ولا ذاك" 


: " أنت تعرف …" توقف جيانغ تشنغ لفترة ثم عبس : 

" أحيانًا الناس هكذا . 

أقول هذه الأشياء ، وأسألك كثيرًا ، 

فقط لأريد من أحدهم أن يقول لي إن هذه النتيجة ليست بسببي ، 

أريد أن أفصل نفسي عن هذه الكارثة ."


غو فاي وهو يراقبه : "هذا ليس مثل ذلك ، 

أنت واضح تمامًا مع نفسك ، 

لا تحتاج إلى أن يخبرك أحد ، 

أنت تعرف أن هذا ليس له علاقة بك "


حدق جيانغ تشنغ فيه لفترة طويلة 

ثم ابتسم ابتسامة خفيفة : " صحيح "


غو فاي : " كل شيئًا , أو خذ قيلولة ، اختر واحدًا ."


جيانغ تشنغ : " تناول الطعام أولًا ثم النوم 

هل لديك نودلز سريعة التحضير هنا؟ 

اطبخ لي طبق ."


غو فاي : " حسنًا ، هل تريد إضافة بيضة ؟"


جيانغ تشنغ. : " أضف واحدة" 


نهض غو فاي ليحضر النودلز السريعة وذهب إلى المطبخ 


عادةً عندما كان يأكل النودلز السريعة بنفسه ، 

كان يسكب الماء الساخن عليها فقط وينتهي الأمر


و أحيانًا عندما يكون كسول ، كان يأكلها جافة


لكن في هذه اللحظة ، 

حتى لو طلب منه جيانغ تشنغ أن يركض إلى منزل وانغ شو 

ويشتري بعض الفطائر المقليّة ، لكان قد فعل


غلى الماء ، وضع النودلز ، أضاف البيضة ، 

وطبخها لبعض الوقت ، ثم توقف مترددًا ،

وقف عند الباب وسأل : "بالنسبة للبيض ، 

هل تريدها مسلوقة تمامًا ، سائلة ، أم مخفوقة ؟"


ظل جيانغ تشنغ جالس على الكرسي الصغير 

في نفس الوضع الذي كان عليه من قبل ، 

ولم يرد عليه وكأنّه لم يسمعه يقول شيئ


انتظر غو فاي لثواني ، ثم قال : " سأطبخها مسلوقة إذًا "


عاد إلى المطبخ ، ثم وصل صوت جيانغ تشنغ الكسول : "سائلة "


ركض غو فاي مرة أخرى إلى المطبخ 

وغرز العيدان في البيضة … اكتشف أنه رغم أنها لم تُطهَى تمامًا ، 

إلا أنها لم تكن سائله أيضًا


لذا كسر بيضة أخرى في المقلاة وراقبها عن كثب ، 

طبخها لتكون سائلة


جيانغ تشنغ لن يأكل البيضة المسلوقة تمامًا ، 

لذا قرر أن يأكلها بنفسه


عاد إلى المتجر ، 

جهز الطاولة الصغيرة ، 

وضع النودلز المطبوخة أمام جيانغ تشنغ


تمامًا عندما كان على وشك الذهاب لجلب عيدان تناول 

طعام أخرى ليتناول البيضة المطهية تمامًا ، 

أخذ جيانغ تشنغ عيدان الطعام 

وقطع البيضة المطهية بالنصف ليتفقدها ، 

ثم وضع نصفها في فمه


ذُهل غو فاي للحظة : "... ألم تقل إنك تريد البيضة السائلة ؟" 


سأل جيانغ تشنغ وهو يأكل ، وينظر إليه : 

" هل قلت ذلك ؟ 

أنا لا اكل البيض السائل ، يشبه البراز المائي ."


كان غو فاي في البداية يفكر في تناول البيضة السائلة بنفسه ، 

لكنه تخلى عن الفكرة بمجرد سماعه ذلك ،

و جلس فقط


جيانغ تشنغ : " ألن تأكل ؟" 


غو فاي : " لست جائع "


: " أوه," رد جيانغ تشنغ وهو يأكل ببطء


 بدأ بأكل البيضة المطهية تمامًا ، 

ثم لم يأكل النودلز


بل تناول البيضة السائلة أيضًا


كان غو فاي عاجزًا عن الكلام : ".... ألم تقل إنها مثل البراز السائل؟" 


: " هل قلت ذلك؟" دفع جيانغ تشنغ الوعاء أمامه : 

" يبدو أنني فعلت . 

سأأكل البراز من أجلك ، وأنت تناول النودلز ."


ضحك غو فاي : " اللعنة , ألن تأكل ؟"


عبس جيانغ تشنغ : " لم ارغب في الأكل أصلاً ,

كنت فقط أريد أن اجعلك تنشغل قليلاً ، 

حتى أشعر براحة أكثر ."


سأل غو فاي : " هل مشاهدة أكلي للنودلز تجعلك تشعر براحة أكبر؟"


أومأ جيانغ تشنغ


أنزل غو فاي رأسه وبدأ يأكل النودلز


——— طعمها جيد


يتبع

  • فيس بوك
  • بنترست
  • تويتر
  • واتس اب
  • لينكد ان
  • بريد
author-img
Fojo team

عدد المقالات:

شاهد ايضا × +
إظهار التعليقات
  • عادي
  • متطور
  • ترتيب حسب الاحدث
    عن طريق المحرر بالاسفل يمكنك اضافة تعليق متطور كتعليق بصورة او فيديو يوتيوب او كود او اقتباس فقط قم بادخال الكود او النص للاقتباس او رابط صورة او فيديو يوتيوب ثم اضغط على الزر بالاسفل للتحويل قم بنسخ النتيجة واستخدمها للتعليق
  1. الهدوء الي في جيانغ تشنغ غريب احسه بينفجر قريبا 😔

    ردحذف

X
ستحذف المقالات المحفوظة في المفضلة ، إذا تم تنظيف ذاكرة التخزين المؤقت للمتصفح أو إذا دخلت من متصفح آخر أو في وضع التصفح المتخفي