Ch75
جيانغ تشنغ : “ أحضر المقلاع أيضًا معك”
رد غو فاي : “ حسنًا ”
بعد إنهاء المكالمة ،
استند جيانغ تشنغ على عمود الإنارة ،
وتنهد تنهيدة ارتياح هادئة ،
كان في مزاج جيد خلال الأيام القليلة الماضية ،
وكان ذلك شعور لم يختبره من قبل
وهو واقف الآن تحت مبنى غو فاي،
لا يزال يشعر وكأنه لم يستوعب كل ما يحدث بعد
لم يكن الأمر مجرد أنهما سيحتفلان بعيد ميلاد
غو فاي الأول معًا،
بل أيضًا كل الأشياء التي قام بها للتحضير لهذا اليوم ،
والتي لم يكن يتخيل نفسه يفعلها من قبل
ألغاز الخرز ،
من المفترض أنها لعبة تعليمية للأطفال ،
لكن جيانغ تشنغ لم يعتقد أن أي طفل سيملك الصبر
الكافي لإكمال نمط كامل ،
ولا أن يديه ستكونان ثابتتين ودقيقتين بما يكفي
لوضع كل حبة صغيرة في القالب بشكل مثالي
بالطبع ربما كان هذا أيضًا بسبب أنه لم
يسبق له القيام بأي عمل يدوي منذ صغره
ففي المدرسة الابتدائية ،
عندما كانوا يصنعون الحرف اليدوية ،
كان الأمر يقتصر على اتباع الأنماط ، والقص واللصق
على أي حال ، عندما أمسك بالملقط
وبدأ بوضع حبات الخرز في القالب ،
شعر وكأن يديه ليستا له
كلما وضع حبة، كانت اثنتان بجانبها تتساقطان
أخبره صاحب متجر ألغاز الخرز أن النمط
الذي اختاره صغير وبسيط ،
حتى أنه للمبتدئين ،
ولن يستغرق أكثر من بضع ساعات
——— بضع ساعات هاه ؟ هراء !
في محاولته الأولى ،
أمضى ما يقارب الساعتين وهو يكافح ،
ثم أثناء الكي ، سخّن الخرز أكثر من اللازم ،
فتحول إلى قطعة مسطحة كالفطيرة
في المحاولة الثانية ،
استغرق الأمر أكثر من ساعة أيضًا ، وخلالها ،
شعر ثلاث مرات برغبة في قلب القالب رأسًا على عقب ورمي كل شيء
أما في المحاولة الثالثة ،
فقد أصبح أسرع قليلًا
مع بعض الخبرة، لكن بعد الكي ،
اكتشف أن إحدى الشخصيات الصغيرة
كانت تفتقد إلى عين
نظر إلى النتيجة وقال لنفسه : “ من المستحيل وصف
شعور المتسابق جيانغ تشنغ في هذه اللحظة ،
لكن من المحتمل أنه خليط من التوتر والاستسلام .
المهن المختلفة كالبحار والجبال تفصل بينها ،
وبالنسبة لمتسابق لم يسبق له خوض تحدي دقيق كهذا…
يمكنه إصابة هدفين لا يفصل بينهما سوى سنتيمتر واحد ،
لكنه غير قادر على… اللعنة ، لن أفعل هذا بعد الآن !”
لكن مهما قال ، كان لا بد له من إنهاء الهدية
عيد الميلاد على الأبواب ،
وعليه إنهاء هذا المشروع ،
لا يزال هناك أشياء أخرى يجب أن يحضرها
وهكذا ، في النهاية ، أمضى ساعتين أخرى
واستنفذ كل ذرة صبر راكمها خلال 18 عام من حياته
على هذه المساحة الصغيرة المليئة بالخرزات ~~
وأخيرًا ، أنتج قطعة خرز مثالية ذات
ملامح مكتملة دون أي أخطاء في الألوان
الجانب السلبي الوحيد ؟
في لحظة حماسه وإعجابه بعمله أثناء الكي ،
أمسك بالمكواة بطريقة خاطئة ،
ليحرق إبهامه وسبابته مسببًا لهما بثورًا
وضع يده في ماء بارد لبعض الوقت
ثم ضمّد الجروح ،
وأكمل تركيب الحلقة النهائية على سلسلة المفاتيح
كانت علبة الهدية صندوق غداء معدني أسود شفاف الغطاء ،
بحث عنه في ثلاثة متاجر للهدايا حتى يجده
ولأنه لم يكن لديه وسادة مناسبة لحمايته ،
قام بتجعيد بعض الورق البني المستخدم في التغليف
وملأ به الفراغات ،
ثم وضع سلسلة المفاتيح بداخله
بعد إغلاق الغطاء ، جلس يتأمله نصف يوم
يأخذه من زوايا مختلفة ،
ويلتقط له عشر صور على الأقل حتى أنهى المهمة أخيرًا
بعد ذلك كان عليه القيام بشيء محرج للغاية
لم يستطع الذهاب إلى المتجر الصغير المريب عند الزاوية ،
فقد مرّ بجانبه ثماني مرات خلال ثلاثة أيام ،
لكنه لم يستطع تحديد بالضبط ما الذي يباع هناك
ولكن، بفضل بصره الحاد كطالب شويبا ،
رأى أن هناك ، إلى جانب الواقيات الذكرية
وأدوية ضعف الانتصاب ،
العديد من المنتجات ذات التغليف المريب
الذي قد يجعل أي شخص يتخيل أمورًا أخرى
حتى لو كانا يخططان لفعل شيء في عيد الميلاد هذا …
بالنسبة لمراهق كانت معرفته المستمدة من مقاطع
الفيديو المخصصة للبالغين فقط،
لم يكن بحاجة إلى هذه الأدوات المتقدمة
لذا ، باستخدام حكمته كطالب شويبا ،
اختار الذهاب إلى صيدلية عادية ،
حيث اشترى الواقيات الذكرية والمزلق ،
وبعد أن استهلك 18 عام من صبره على ألغاز الخرز ،
استهلك 18 عام من كرامته في الصيدلية ~~
عندما وضع الأغراض على طاولة الدفع ،
كان لدى أمينة الصندوق تعبير بارد ومحترف ،
وكأنها رأت مثل هذه المواقف آلاف المرات من قبل ،
وعندما وضعت الأغراض في كيس بلاستيكي
أبيض غير شفاف ،
شعر جيانغ تشنغ بامتنان شديد
في الأيام التي سبقت عيد الميلاد ،
التقى هو وغو فاي بضع مرات فقط ،
تناولا الطعام ،
وتحدثا قليلًا ،
ثم بعد أن غادر غو فاي ،
واصل جيانغ تشنغ تحضيراته المختلفة
أحيانًا كان يتساءل ما إذا كان يبالغ ، ففي النهاية ،
إنه مجرد عيد ميلاد ، لكن أفعاله جعلته
يبدو وكأنه يخطط لتفجير كوكب الأرض
أثناء انتظاره لغو فاي لينزل من الطابق العلوي ،
راجع في ذهنه كل ما خطط له ،
متأكد من عدم وجود أي أخطاء ،
ثم أخرج سيجارة ويشعلها ،
نزل غو فاي بسرعة
لم يكد جيانغ تشنغ يلمح ظله وهو يخرج من الدرج ،
حتى قد وصل أمامه بالفعل
مدّ غو فاي يده ،
سحب السيجارة من فمه ،
ثم اقترب وقبّله ،
: “ عيد ميلاد سعيد تشنغ غااا .”
في هذا الوقت من الليل ،
لا يوجد أحد في الشارع ،
ومعظم الأضواء في الطوابق العليا كانت قد انطفأت
لكن حتى لو كان هناك أحد يمر ،
شعر جيانغ تشنغ أنه لن يهتم في تلك اللحظة
مدّ يده وعانق غو فاي بقوة ،
ثم أمال رأسه ليقبل قبلة صاخبة على وجهه
: “ عيد ميلاد سعيد "
سأل غو فاي مبتسمًا :
“ هل ستأخذني للاحتفال بعيد ميلادك؟”
أشار جيانغ تشنغ بيده وهو يتركه : “ مم لنذهب "
غو فاي : “ إلى أين؟”
: “ إلى مكان ما” رد جيانغ تشنغ ،
ثم ألقى عليه نظرة أخرى : “ بالمناسبة، غو مياو نائمة ، صحيح ؟”
: “ نائمة منذ فترة”، ارتفع طرف شفة غو فاي بابتسامة :
“ سأبقى في منزلك الليلة "
أومأ جيانغ تشنغ : “ حسنًا ”
كان الاثنان جادّين تمامًا ،
بدا الأمر طبيعيًا كما لو كانا يخططان
للخروج معًا بشكل اعتيادي
لكن في الواقع…
ألقى جيانغ تشنغ نظرة خاطفة أخرى على غو فاي،
هذا الرجل كان يفكر على الأرجح في الشيء نفسه
الذي يفكر فيه
———- ببساطة غير لائق!
لاحظ جيانغ تشنغ أن غو فاي
يحمل كيس ورقي بدا ثقيل بعض الشيء :
“ هل هذا لي؟”
ابتسم غو فاي : “ نعم سأعطيه لك بعد قليل "
سأل جيانغ تشنغ : “ لن تعطيني هديتي إلا بعد أن أعطيك هديتك ؟”
غو فاي : “ نعم ، نحن نتبادل الهدايا ”
ضحك جيانغ تشنغ : “ حسناً سآخذك لاستلام هديتك الآن ،
وبعد ذلك سنعود إلى منزلي لتناول الكيك .”
غو فاي : “ اشتريت كيك أيضًا ؟”
جيانغ تشنغ : “ مم، في البداية أردت صنع كيك بنفسي
لكنني لست معتاد على هذه المنطقة
ولم أجد متجر لـ DIY الخاص بالكيك
لذا اشتريت واحدة صغيرة فقط
مابك ؟ هل اشتريت واحدة أيضًا ؟”
غو فاي : “ أنا…
صنعت واحدة ،
إنها في ثلاجة المتجر ”
رفع جيانغ تشنغ حاجبه : “ أين صنعتها ؟”
غو فاي : “يوجد استوديو للخبز خلف
متجر مطعم وانغ إير في ذلك الشارع”
ثم تنهد وهو يتذكر : “ اصطحبت إير مياو إلى هناك للعب من قبل ،
لكنها أثارت نوبة غضب وحطمت الميزان الخاص بهم ،
اضطررت لدفع 50 يوان كتعويض .
كيك جاهز لا يكلف سوى 20 يوان .”
استمع جيانغ تشنغ بمشاعر مختلطة ،
لكنه بعد لحظة صمت ،
شعر برغبة في الضحك
: “ أنا…” حاول أن يمسك نفسه لفترة طويلة
ثم التفت ونظر إلى غو فاي : “ أنا حقًا أريد أن أضحك
هل تمانع ؟”
غو فاي : “… لا أمانع ، اضحك كما تشاء”
انحنى جيانغ تشنغ إلى الأمام يضحك بجنون ،
بينما غو فاي يسير بجانبه ويبتسم
بعد أن انتهيا من الضحك ،
لاحظ غو فاي أنهما لم يكونا في الطريق المؤدي
إلى شقة جيانغ تشنغ المستأجرة
غو فاي : “ إلى أين نحن ذاهبون؟
هل تهت ؟”
أشار جيانغ تشنغ إلى الأمام : “ لا تابع السير ،
لقد كنت أتجول في هذه المنطقة خلال اليومين الماضية
حتى وجدت هذا المكان ،
أرض مستوية ،
لا يوجد قمامة ،
ولا يوجد الكثير من المارة .”
نظر غو فاي في الاتجاه الذي يشير إليه
بعد إغلاق مصنع الصلب ،
كانت هناك العديد من الأراضي الفارغة
والمباني المهجورة في هذه المنطقة ،
لكن باتجاه هذا الطريق ، كان يوجد سوق على اليسار
وحضانة تابعة للمصنع على اليمين ،
ولم يكن هناك أي مساحة فارغة تمامًا كما قال جيانغ تشنغ
قاد جيانغ تشنغ الطريق بإصرار ،
أخذ منعطف يمينًا مرة ،
ثم منعطفين يسار ،
ليعود إلى الطريق الأصلي ويستمر في التقدم
كبح غو فاي رغبته في التعليق ،
وتبعه بصمت لما يقارب نصف ساعة
كان بإمكانه التأكد أن جيانغ تشنغ قد ضل الطريق ،
لكنه كان يضل بطريقة غريبة ،
فكلما أخذ منعطف خاطئ ،
كان يجد طريقه للعودة والاستمرار في الاتجاه الصحيح ~
أخيرًا ، عندما وصلا إلى السوق الفارغ الذي لم يُغلق بالكامل بعد ،
توقف جيانغ تشنغ وظل واقف لعشر ثواني و استسلم
و سأل : “هذا سوق الخضروات، صحيح؟”
أومأ غو فاي : “ صحيح ،
لو لم تأخذ كل تلك المنعطفات العشوائية ،
لكنا هنا قبل عشر دقائق .”
: “ اللعنة !!! " نظر جيانغ تشنغ حوله :
ثم استدار مرتين في مكانه : “ اللعنة ؟؟؟”
غو فاي : “ لقد تهت صحيح ؟”
نظر جيانغ تشنغ إليه : “ آووه … لقد نحستني "
قال غو فاي وهو يحاول كتم ضحكته : “ وكيف يكون هذا خطأي ؟”
حدق جيانغ تشنغ فيه : “ ومن غيرك ؟!”،
ثم بعد فترة وجيزة بدا وكأنه يشعر بالقلق :
“ لقد نسيت تمامًا كيف وصلت إلى هناك !
هديتك لا تزال مخبأة هناك !
لقد ضعت اللعنة…
أحتاج إلى بوصلة لعينـة…”
تنهد غو فاي : “ كيف يبدو المكان ؟
صفه لي "
عبس جيانغ تشنغ بحاجبيه وبدأ يصف المكان
منطقة رملية كبيرة نوعًا ما،
بعض معدات الرياضة المتضررة ،
وزلاجة أطفال إسمنتية نصف مهدمة …
لحسن الحظ ، كانت مهارات الملاحظة لدى
جيانغ تشنغ جيدة ،
حتى لو كان إحساسه بالاتجاه سيئ
فور سماع الوصف عرف غو فاي المكان على الفور
لم يكن بعيدًا جدًا ، لكنه كان منعزلًا نوعًا ما
كانت توجد حضانتان تابعتان للمصنع القديم ،
واحدة أمامهم مباشرة ،
وأخرى تم هدمها عند إغلاق المصنع ،
حيث وجد جيانغ تشنغ موقعه
وضع غو فاي ذراعه حول كتفيه : “ لنذهب ،
أعرف أين هو الآن ،،،
في المرة القادمة عندما نحتاج إلى الذهاب إلى مكان ما،
سأكون أنا القائد حسنًا ؟”
جيانغ تشنغ : “ اصمت وحرك ساقيك”
غو فاي : “ لكن من المدهش أنك تمكنت من العثور على هذا المكان
لم أذهب إلى هناك منذ سنوات .”
: “ في الحقيقة … ”، تنهد جيانغ تشنغ :
“ كنت قد خرجت من هناك مباشرة قبل أن أذهب إلى منزلك ،
وكنت فخورًا بنفسي لأنني وجدت طريقي بسهولة .
لكن يبدو أن مهارتي في الضياع
تنافس مستوى الطلاب الشويزا .”
اكتفى غو فاي بالابتسام دون تعليق
بعد السير لأكثر من عشر دقائق ،
بدأت المباني تقل تدريجيًا حتى اختفت إنارة الشارع ،
ولم يتبقَى سوى ضوء القمر ينعكس حولهما
قال جيانغ تشنغ فجأة : “ أغمض عينيك”
: “ هاه ؟” تردد غو فاي للحظة ثم أغمض عينيه
أمسك جيانغ تشنغ بيده وقاده للأمام : “ هيا ”
تبعه لمسافة تقارب مئة متر حتى توقف جيانغ تشنغ
: “ أين المقلاع ؟
حافظ على عينيك مغمضتين .”
ظل غو فاي مغمض العينين بينما أخرج المقلاع
من الكيس الورقي
أخذه منه جيانغ تشنغ وأفلت يده ،
وصوته ابتعد قليلًا
: “ حسنًا، افتح عينيك الآن "
فتح غو فاي عينيه
بعد إبقائهما مغلقتين طوال ذلك الوقت ،
جعله الضوء الملون المتوهج أمامه يتجمد للحظة ،
ثم فرك عينيه لتتحول الصورة الضبابية
إلى نقاط ضوئية واضحة
“ هذا هو…” نظر غو فاي إلى شريطين ملتويين
من الأضواء الملونة الممتدة لحوالي عشرة أمتار للأمام
كانت النقاط الضوئية مستطيلة
تتناوب بين الأحمر ، الأصفر ، الأخضر ، والأزرق
جيانغ : “ كشخص عادي ، إن لم أخبرك ،
فلن تتمكن على الأرجح من معرفة أن هذا هو رمز اللانهاية ، أليس كذلك ( ♾️ ) ؟”
تحدث جيانغ تشنغ من جانبه ،
بينما يشد المقلاع ليصوّب أمامه ،
: “ اتبع الأضواء لتحصل على هديتك "
انطلقت حجرة صغيرة من المقلاع في يد جيانغ تشنغ ،
فأصابت الضوء الأصفر في المقدمة
وجعلته يسقط للأمام
ثم بدأت خيوط الأضواء الملونة بالتموج مثل الأمواج ،
متصلة ببطء في خطين ممتدين إلى الأمام
على الرغم من أن غو فاي كان يستطيع بالفعل تخمين
التغيرات التي ستمر بها هذه النقاط المضيئة ،
إلا أنه عندما ظهر هذا المشهد أمام عينيه بالفعل ،
بقي مذهولًا
امتد الضوء أمامه ،
متحولًا من نقاط صغيرة إلى خطوط متصلة
في تلك اللحظة ، شعر بالدهشة وكأنه يراها لأول مرة
في عمق الليل ، وسط النسيم البارد قليلًا ،
الشخص الواقف بجانبه قد رسم له لوحة ملونة
تلك الأضواء المتلألئة بدأت تتلاشى تدريجيًا
لكنها ملأت مجال رؤيته بالكامل ،
وعيناه انعكست فيهما ألوان نابضة بالحياة ، تتراقص أمامه
لم يتحرك غو فاي للأمام ،
ولم يتحرك جيانغ تشنغ أيضًا
وقفا في ظلام الليل ،
يراقبان امتداد الأضواء الملونة حتى توقفت الخطوط أمامهما،
وانتشرت رموز اللانهاية بهدوء عند أقدامهما
همهم جيانغ باستغراب : “ همم ؟”
استعاد غو فاي وعيه عند سماع صوت جيانغ : “ هاه ؟
تشنغ غا ، أنت حقًا…”
نقر جيانغ تشنغ بلسانه : “ هناك شيء ليس صحيح !
لم ينتهِي الأمر بعد !”
: “ ينتهي ماذا ؟” تساءل غو فاي للحظة
: “ العرض…” ركض جيانغ تشنغ باتجاه الأضواء ،
واستدار ليشير إلى غو فاي أثناء ركضه : “ ابقَ واقفًا هناك وشاهد !”
رد غو فاي : “ أوه " وبقي في مكانه دون أن يتحرك
ركض جيانغ تشنغ إلى هناك ،
وانحنى ليتفحص الأمر ،
ثم مد يده ليرفع أحد كتل الضوء الأخضر ،
ثم دفعها للأسفل مجددًا ،
و بمجرد أن سقطت النقطة المضيئة ،
انبثق لهب صغير بجانبها ، تبعته شرارات متطايرة
تراجع جيانغ تشنغ خطوة إلى الخلف
بعد انفجار سريع للشرارات ،
تفتحت على الأرض دائرة صغيرة من اللهب ،
كزهرة تشتعل ببطء ،
صاح جيانغ تشنغ من مكانه : “ هل سمعت ذلك؟”
صاح غو فاي أيضًا : “ سمعت ماذا ؟”
واصل جيانغ تشنغ الصراخ :
“ أغنية عيد الميلاد !
ألا تستطيع سماعها ؟”
تحرك غو فاي باتجاهه ،
وبينما يسير ،
بدأ يسمع بوضوح صوت خافت يحمل نغمة مألوفة
مع الرياح الليلية
استمع بتركيز للحظة
وأدرك أخيرًا أنها أغنية ' عيد ميلاد سعيد '
“عيد ميلاد سعيد لك، عيد ميلاد سعيد لك…”
ثم رأى بوضوح شمعة عيد ميلاد أوتوماتيكية ،
كانت قد اشتعلت بمجرد سقوط الشرارات ،
حيث فتحت نفسها كزهرة ،
وأضاءت معها شموع صغيرة بدأت بالغناء تلقائيًا
“عيد ميلاد سعيد لك، عيد ميلاد سعيد لك…”
صرخ جيانغ تشنغ : “ هل سمعت الآن ؟”
ابتسم غو فاي وأومأ بحماس : “ سمعت !”
لوّح له جيانغ تشنغ : “ تعال إلى هنا !”
تقدم غو فاي نحوه ،
يصفر بسعادة على إيقاع الأغنية ،
والتي كان صوتها يشبه قليلًا زقزقة الزيز ،
مما جعله يرغب في الضحك ،
———- عيد ميلاد سعيد ، تشنغ غا .
أتمنى أن تبقى دائمًا بهذه السعادة ،،
عيد ميلاد سعيد، تشنغ غا .
أتمنى أن تظل دائمًا تبتسم كنور الشمس ،،
عيد ميلاد سعيد، تشنغ غا .
أتمنى حين تسترجع هذه الأيام في المستقبل ،
ألا تشعر بأي ندم ….
عيد ميلاد سعيد ….
قال جيانغ تشنغ وهو يجلس القرفصاء : “ هذه لك”
مشيرًا إلى الصندوق الصغير بجانب الشمعة :
“ صنعته بنفسي ،
افتحه ربما يعجبك …
حتى لو لم يعجبك ، فقط تظاهر بذلك من أجلي .”
جلس غو فاي أيضًا وأخذ الصندوق الصغير عن الأرض
من خلال الغطاء الزجاجي ،
رأى ما بداخله على الفور – تمثالان صغيران يقبلان بعضهما
: “ أعجبني ...” ابتسم وهو يفتح الغطاء
ليرى سلسلة مفاتيح مصنوعة بعناية : “ كيف صنعت هذا؟”
: “ خرز مكوي”، أخرج جيانغ تشنغ سلسلة المفاتيح
ووضعها في يده : “ هل سبق لك أن لعبت بها؟”
أمسك غو فاي بأصابعه : “ ما الذي حدث ليدك ؟”
نقر جيانغ تشنغ بلسانه : “ احترقت و حصلت على بثرتين
لم أكن أعلم أن هذا الشيء سيكون مزعجًا لهذه الدرجة ،
ومن المفترض أنه لعبة تعليمية للأطفال ،
أي طفل سيلعب بمكواة ساخنة !”
ضحك غو فاي ، وضغط أصابعه برفق ،
ثم قبّلها بخفة : “ شكرًا لك "
جيانغ تشنغ : “ هل تعرف كيف تستخدمها ؟”
: “ بالطبع”، أخرج غو فاي مفاتيحه من جيبه
وأرفق سلسلة المفاتيح بها : “ تصادف أنني لم أكن أملك واحدة "
نظر إليه جيانغ تشنغ : “ أين هديتي؟”
: “ هذه الهدية…” وضع غو فاي الكيس الورقي أمامه :
“ أنا أيضًا صنعتها بنفسي ،
لكنها ليست متقنة مثلك ،
إنها أكثر… وحشية .”
شعر جيانغ تشنغ بأن قلبه ينبض أسرع
ارتعشت يداه أكثر مما كان عليه أثناء صنع ألغاز الخرز
عندما أدخل يده في الكيس الورقي ليخرج الهدية ،
لم يتمكن حتى من الإمساك بها في المحاولة الأولى
: “ اللعنة ، لماذا هي ثقيلة هكذا ؟”
تجمد للحظة : “ ما هذا ؟”
غو فاي : “ يا لك من دقيق الملاحظة
ألم تكن قويًا جدًا عند تسديد الثلاثيات ؟”
: “ اللعنة”، ضحك جيانغ تشنغ وأخرج الشيء من الكيس الورقي
كان صندوق مسطح بحجم علبة البيتزا
عندما فتحه ،
تجمد في مكانه لمدة عشر ثواني على الأقل ،
يحدق فيه لفترة طويلة ثم رفع رأسه،
: “ متاهة !!؟”
أومأ غو فاي : " صحيح”،
أخرج كرة معدنية بحجم بيضة السمان من جيبه ،
لامعة وفضية ،
ووضعها على المتاهة ،
مُصدرةً صوت خفيف أشبه برنين جرس : “ هذه أنا "
جيانغ تشنغ : “ وأين أنا ؟”
: “ هناك ” أشار غو فاي إلى زاوية في المتاهة
كانت هذه المتاهة مصنوعة من صفائح حديدية ملحومة معًا
القاعدة قطعة حديدية مربعة بحجم 30 سم ( 13 بوصة ) ،
وفوقها تم تلحيم شرائح طويلة وقصيرة من الحديد
لتشكيل الممرات
لم يكن جيانغ تشنغ ليتخيل أبدًا أن غو فاي يملك هذه المهارة
حدق في المتاهة الثقيلة في يده ،
بإمكانه رؤية التفاصيل الدقيقة التي ظهرت من خلال
العمل الخام والقوي ،
كل زاوية وكل مفصل كان مصقول بسلاسة ،
مما يعني أنه تم تلميعه بعناية بعد الانتهاء ،
الكرة الفولاذية الصغيرة ' غو فاي '
تتحرك بحرية داخل المتاهة ،
بينما الكرة الفولاذية ' جيانغ تشنغ ' مثبتة عند مخرج
المتاهة بطريقة ما
وعندما تصل كرة ' غو فاي ' إلى المخرج ،
ستصطدم بكرة ' جيانغ تشنغ '
نظر جيانغ تشنغ إليه بدهشة : “ اللعنة غو فاي !!
يمكنك فعل هذا أيضًا ؟”
ابتسم غو فاي : “ نعم فكرت طويلًا في الهدية
التي سأقدمها لك.
وفي النهاية، قررت أن أصنع شيئ بنفسي.
المواد والأدوات سهلة الحصول عليها…”
: “ شكرًا لك " أسند جيانغ تشنغ يده على ركبة غو فاي
واقترب ليقبله
استجاب غو فاي فورًا دون أي تردد
في تلك اللحظة ،
كان من المفترض أن يغلق جيانغ عينيه
ويستمتع بهذه اللحظة الهادئة ،
لكنه لم يستطع مقاومة رغبته في الإبقاء عليهما مفتوحتين
من زاوية عينه ، امتدت أضواء ملونة ، وأمام عينيه ،
يرى ملامح غو فاي تنعكس عليه تلك الأضواء ،
ورموشه تُلقي ظلال …
حاول جيانغ تشنغ التركيز بعينيه ،
لكنه أدرك أن المسافة قريبة جدًا
ليتمكن من الرؤية بوضوح ،
فاستسلم ونظر إلى وجه غو فاي مباشرة
سأل غو فاي وهما يمشيان عائدين معًا :
“ هل هذه طوب ؟”
أومأ جيانغ تشنغ : “ نعم”،، وهو يخفض رأسه ويلعب
بالمتاهة ،
حيث كانت الكرة الفولاذية الصغيرة مجوفة ،
وبداخلها آلية تصدر رنين لطيف عند تدحرجها :
“ يوجد شخص يبني منزل خلف مصنع الصلب ،
فاشتريتها منه .”
سأل غو فاي بابتسامة ، وهو يربت على ظهره :
“ قمت برشها بطلاء فلورسنت ؟”
: “ نعم”، تابع جيانغ تشنغ السير خلفه ورأسه منخفض :
“ في البداية أردت شراءها عبر الإنترنت ،
لكنني كنت خائف ألا تصل في الوقت المناسب .
لذا تجولت في المنطقة لعدة أيام حتى وجدت متجر يبيع
هذا النوع من الأشياء .
كيف تبدو ؟ جميلة ؟”
: “ جميلة جدًا ، وفكرة رائعة "
جيانغ تشنغ : “ كم عدد الطرق في المتاهة ؟”
: “ واحدة فقط ،،
يجب أن تكون سهلة جدًا بالنسبة لك أيها الطالب شويبا .”
: “ بالضبط”، رفع جيانغ تشنغ المتاهة أمام عينيه ،
وهز يده قليلًا ،
فتدحرجت الكرة الفولاذية ' غو فاي ' عبر زاويتين ،
وأصدرت رنين واضح عند اصطدامها بالكرة ' جيانغ تشنغ '
: “ لقد قبّلتها "
ضحك غو فاي طويلًا : “في الواقع ،
كنت قد اخترت تصميم متاهة أكثر تعقيدًا ،
لكن المساحة لم تكن كافية .”
جيانغ تشنغ : “ أحببت هذه جداً "
عندما عادا إلى الشقة المستأجرة ،
كانت الساعة قد تجاوزت الثانية صباحًا
ألقى جيانغ تشنغ نظرة على هاتفه
في العادة ، كان نائمًا في هذا الوقت ،
لكنه الليلة لم يشعر بأي نعاس على الإطلاق ،
بل كان مفعمًا بالحيوية والنشاط
بمجرد دخوله الغرفة ووضع أغراضه ،
اندفع نحو غو فاي ،
وعانقه بقوة ،
دافعًا إياه إلى الغرفة وسط قبلات ولمسات حارقة
: “ تشنغ-غا ” ابتسم غو فاي وهو يُدفع نحو السرير :
“ ما الذي تفكر فيه ؟”
: “ أفكار شريرة”، همس جيانغ تشنغ عند عنقه :
“ أفكار فاسقة … كثيرة ،
أمواج هائجة …”
: “ يا لها من صدفة”، تسللت يد غو فاي إلى داخل قميصه ،
يُدّلك ظهره بلطف : “ أنا أيضًا مليء بالأفكار الشريرة
والفاسقة ،
مع أمواج هائجة كذلك .”
: “ غو فاي …”، عضّ جيانغ تشنغ رقبته برفق ،
ثم مرر لسانه فوق العلامة التي تركها على عظمة الترقوة ،
: “ أشعر أنني بحاجة إلى نوع مختلف من العلاقة معك ،
حتى أتمكن من الشعور بالطمأنينة حقًا .
وإلا سأشعر بالغيرة .”
: “ إذن لنفعل…” تحركت يد غو فاي إلى فخذه :
“ شيئًا حيال ذلك "
: “ نعم”، ضحك جيانغ تشنغ،
لكنه توقف للحظة قبل أن يتمكن من المتابعة ،
ثم تردد : “ فقط ،،،،
لم أسألك سابقاً …
بشأن هذا ،
هل تريد… أن تفعل ذلك ،
أم… لا تزال… تريد ذلك ؟”
ضحك غو فاي : “ ما هذا وذاك؟”
: “ هذا هو… لا تضحك اللعنة ”، أمسك جيانغ تشنغ بخصره ،
واستند على مرفقيه لينظر إليه : “ هل تريد أن تكون أنت التوب ؟”
——— اللعنة ! يا المتسابق جيانغ تشنغ !
لقد وصلت وقاحتك إلى مستوى جديد تمامًا !
لقد قلتها بالفعل ، جملة كهذه بكل وقاحة !
بعد أن نطق بها،
شعر جيانغ تشنغ بحرارة تندفع من قدميه إلى قمة رأسه ،
وكأن جسده كله يشتعل من الإحراج
لحسن الحظ ،
لم يكن هناك سوى ضوء أصفر خافت في الغرفة ،
وكان ظهره مواجهًا له،
لذا ربما لم يكن بإمكان غو فاي رؤية احمرار وجهه
تجمد غو فاي في مكانه لعدة لحظات ثم عاد إليه وعيه ،
ابتسم : “هل أنت متحمس جدًا لأن تكون أنت التوب ؟”
: “ هاه ”، رد جيانغ تشنغ ، ثم استدرك بسرعة :
“ لا، لا يهمني كثيرًا ،
كيفما تريد…
أمم، أي شيء سيكون جيدًا .”
: “ حقًا ؟” رد غو فاي وهو يضع ذراعه تحت رأسه ،
وبدأ يرسم خطوط خفيفة على معدة جيانغ تشنغ بأصابعه ،
: “ إذا كنت تريده حقًا ، فيمكنني أن أكون متعاون …”
كانت هذه الكلمات مثل شعلة نار ضغطت مباشرة على وجه جيانغ تشنغ،
حتى أن أنفاسه توقفت للحظة ،
و بدأ بالتنفس الثقيل لثواني ،
ثم قال بصوت خافت : “ كنت خائف من أن أؤذيك ، لذا…”
أخرج ورقة من تحت وسادته : “ على أي حال ، منذ صغرنا ،
علمونا دائمًا أن نحترم الأكبر سنًا ونعتني بالصغار ،
لذا…
بحثت عن بعض المعلومات .”
بدا غو فاي مصدوم : “ ماذا ؟”
جعل رد فعله جيانغ تشنغ يشعر ببعض الإحباط ،
وكأنه تحول إلى شخص جائع يائس : “ لا تفهم ؟
أيها الطالب الشويزا ،
بحثت خصيصًا عن كيفية تقليل الألم !”
تجمد غو فاي مجدداً ،
ثم استدار وضحك بشدة ،
حتى كاد يختنق : “تشنغ-غاااا ، لا تفعل هذا ،
إذا واصلت هكذا ،
سأضحك حتى أفقد الرغبة .”
: “ اللعنة عليك” أمسك جيانغ تشنغ بذقنه ليجعله
ينظر إليه : “ انسى الأمر ، افعل ما تريد .”
توقف غو فاي عن الضحك وحدق فيه : “ هل يمكننا ألا نكون دقيقين جدًا بشأن هذا ؟
إذا كنت 'تحب' الصغار ،
فأنا أريد 'احترام' الأكبر سنًا أيضًا ~ "
حدق جيانغ تشنغ به دون أن يتكلم
: “ إذن؟” رفع غو فاي ذراعه ليعانق عنق جيانغ
توقف جيانغ تشنغ لثانيتين،
ثم جلس فجأة،
نزع قميصه بحركة واحدة ،
وانقض عليه ،
ممسكًا بحزام بنطاله وسحبه للأسفل بقوة ...
يتبع

يعني جيانغ تشنغ هو التوب ؟ 😃😃
ردحذفسويتش ( علاقة تبادل )
حذف