القائمة الرئيسية

الصفحات

آخر الاخبار

Ch81 | SAYE

 Ch81



صفقت نيني بيديها : “ جيانغ تشنغ .

إنه دورك ، أسرع!”


وضع جيانغ تشنغ زجاجة الماء جانبًا ونهض


لم يكن غو فاي ينظر في اتجاههم بعد الآن ، 

بل كان يحدق في الصور التي التقطها في كاميرته ، 

ملامحه غير مقروءة ، 

تمامًا كما يبدو عادةً عندما ينشغل بالكاميرا ،


للحظة ، ظن جيانغ تشنغ أنه قد تخيل تلك النظرة القاتمة 

والعاصفة على وجه غو فاي قبل قليل


قال تان لين خلفه : “ سنتحدث لاحقًا "


توقف جيانغ تشنغ للحظة دون أن يلتفت ، 

ثم واصل السير مباشرة


—— التحدث لاحقًا ؟


اللعنة على هذا الهراء !


هل ما حدث قبل قليل يمكن حتى اعتباره حديثًا أصلاً ؟!


عندما وصل إلى جانب غو فاي ، 

أدرك أن تلك النظرة لم تكن مجرد وهم ، 

لأن الغيوم ما زالت جاثمة على وجهه ،

واضحة للغاية عند النظر إليه مباشرة ، 

حتى رموشه بدت وكأنها محملة بالغيوم الداكنة ،


لم يمنحه غو فاي فرصة لبدء الحديث


بدّل زاوية عدسة الكاميرا وقال بصوت بارد : 

“ تحدث معه أقل "


لم يكن صوته مرتفع ، 

لكنه قارس البرودة بشكل مخيف


عبس جيانغ تشنغ بحاجبيه


—— أنا بالفعل منزعج من أسئلة تان لين المزعجة سابقًا ، 


كما أن إحجام غو فاي عن توضيح أي شيء زاد من انزعاجي ،


والآن ، غو فاي غاضب مني بلا سبب واضح !!!!! … 


والأهم من ذلك ، أنه لا يملك أي حق ليغضب مني !!!!!


نظر إليه جيانغ تشنغ بثبات : “ قلت فقط ‘همم’ ثلاث مرات ، 

إذا كان هذا يُعتبر حديث ، 

فسأحدثك بنفس الطريقة من الآن فصاعدًا !! .”


رفع غو فاي بصره إليه


واصل جيانغ تشنغ التحديق فيه : “ همم؟”


غو فاي : “ ابدأ العمل أولًا "


تمتم جيانغ تشنغ رد : “ همم " 

ثم استدار متجهًا إلى موقع التصوير


كانوا بصدد تصوير جلسة الصور الثنائية بينه وبين شياو جين 

وعندما اقتربت منه بعد أن غيّرت ملابسها ، 

أومأ أحد موظفي العلامة التجارية برضا قائلاً : “ يبدوان رائعين معًا ، 

يوجد تناغم بينهما .”


ابتسمت شياو جين : “ حقًا ؟” 

وألقت نظرة على جيانغ تشنغ : “ أعطوني عشرة أو ثمانية رجال مثله ، 

و لن أشتكي أبدًا من العدد !”


رفع غو فاي الكاميرا : “ لنبدأ "


حجبت الكاميرا وجه غو فاي ، 

فلم يتمكن جيانغ تشنغ من رؤية تعابيره


عادةً ، عندما يلتقط غو فاي له الصور ، 

كان يعطيه توجيهات دقيقة حول كيفية وضع يديه ، 

وأفضل زوايا الوجه للحصول على الإضاءة المثالية …


لكن الآن ، 

كان صامت تماماً ، 

كل ما فعله هو التقاط الصور بلا تعليق ، 

ولم يتحدث إلا عندما طلب من نيني تعديل زوايا الإضاءة ،


بصراحة ، شعر جيانغ تشنغ بعدم الارتياح


لم يكن عارض أزياء محترف ويفتقر إلى الخبرة ، 

وكان يعتمد غالبًا على توجيهات غو فاي ، 


——— لكن هذا الوغد اليوم لم ينبس بكلمة 

و اضطررت إلى الارتجال بنفسي !!


لحسن الحظ كانت شياو جين ذات خبرة طويلة 

في هذا المجال ، 

كما أنها تتمتع بشخصية مرحة 

وساعدته في معرفة كيفية اتخاذ الوضعيات المناسبة


علّق الموظف أثناء مراقبتهما : “ كونا أكثر قربًا من بعضكما ، 

حاليًا تبدوان وكأنكما صديقتان أكثر من كونكما حبيبين "


——— صديقتان؟ اللعنة على هراءك !


كان جيانغ تشنغ مستاءً للغاية


في الظروف العادية ، 

لكان غادر منذ فترة


لكنه الآن في عمل يتقاضى عليه أجر ، 

رغم أنه لم يكن بحاجة ماسة إلى المال في الوقت الحالي…


لم يكن أمام جيانغ تشنغ سوى التظاهر بالقرب الحميمي مع شياو جين 


وعلى عكس غو فاي ، 

رغم أنه لم يكن يحب أن يلمسه أحد ، 

إلا أنه مع بعض الاستعداد الذهني المسبق ، 

لم يكن يشعر بعدم الارتياح عند التعامل 

مع بعض القرب الجسدي مع الفتيات


—— لست مثل شخص معين ، 

كان يخاف لدرجة الهلع من أن تجلس فتاة خلفه على دراجته ، 

فينطلق بسرعة جنونية كما لو أن حياته تعتمد على ذلك ، 

وكأنه لو تباطأ قليلاً فسيتم ذبحه على الفور 


عند هذه الفكرة ، 

كاد جيانغ تشنغ أن يضحك ، 

لكن نظرة واحدة إلى الغيوم القاتمة القريبة منه قتلت

رغبته في الضحك تمامًا


كانت هذه على الأرجح أكثر الساعات إزعاجًا التي مر بها 

جيانغ تشنغ منذ أن بدأ العمل كعارض


خلال فترات الاستراحة لتغيير الملابس ،

أو الذهاب إلى الحمام ، 

حاول عدة مرات أن يُلمّح بعينيه لـ غو فاي ، 

مشيرًا إلى أنه لديه بضع دقائق

 إذا كان لدى غو فاي أي شيء ليقوله 

و لكن غو فاي لم يلتقِي بعينيه أبدًا


من ناحية أخرى ، 

تان لين ابتسم له مرتين بودّ ، 

مما جعل جيانغ تشنغ يشعر برغبة في الذهاب إليه وإخباره 

أن يقول كل ما لديه دفعة واحدة وينتهي الأمر


لم يأتِي غو فاي إليه حتى انتهوا من التصوير ، 

و قال : “ لنذهب ، 

سأنتظرك حتى تغيّر ملابسك .”


تمتم جيانغ تشنغ ردًا : “ همم "


بعد أن غيّر ملابسه وخرج ، 

وجد غو فاي بالفعل بانتظاره في الردهة ، 

وقد حزم جميع أغراضه ،

كان تان لين يقف إلى الجانب ، 

وعندما رأى جيانغ تشنغ ، 

ابتسم قائلاً : “ ستغادر الآن ؟”


أومأ جيانغ تشنغ برأسه وهو يمسح الماء عن وجهه ، 

ثم خرج


بينما يتبع غو فاي باتجاه المصعد ، 

لم يستطع جيانغ تشنغ كتم نفسه أكثر ،

“ غو فاي "


استدار غو فاي نحوه : “ همم؟”


جيانغ تشنغ : “ إذا كان لديك شيء لتقوله ، فقله مباشرة .

وجهك طويل بما يكفي ليُجرّ على الأرض .”


مدّ غو فاي يده ليضغط على زر المصعد : 

“ أريدك فقط أن تبقى بعيدًا عن تان لين ”


لكن جيانغ تشنغ صفع يد غو فاي بعيدًا ، 

مما جعله يلتفت إليه 


نظر إليه جيانغ تشنغ بثبات : “ لا أعرف من يكون تان لين بالنسبة لك.

لكن بالنسبة لي، هو مجرد غريب ، 

وغريب لا يتطابق حتى مع وصفك لعلاقتك به "


لم يقل غو فاي شيئ ، 

لكن حاجبيه ازدادا عبوساً ، 

ثم مدّ يده حول يد جيانغ تشنغ وضغط على زر المصعد ،


تابع جيانغ : “ إذا أراد التحدث معي ، فماذا يمكنني أن أفعل ؟ 

قلت فقط ‘همم’ ثلاث مرات ، 

أليس هذا كافيًا لترك مسافة بيننا ؟ 

لماذا تستمر في التحديق بي بهذه النظرات ؟”


فُتحت أبواب المصعد ، 


ودخل غو فاي ، بينما بقي جيانغ تشنغ واقف في مكانه


غو فاي : “ لنذهب . 

كل ما أريده هو أن تبقى بعيدًا عنه ، هذا كل شيء .”


: “ هذا كل شيء ؟ ومع ذلك وجهك أطول من ارتفاع السقف نفسه ؟” كان جيانغ تشنغ مستاءً حقًا الآن


لم يكن يمانع حقيقة أن غو فاي كان مكتئب ، 

فقد كان يعلم أن مزاجه ساء بعد رؤية تان لين ، 

لكن ما أزعجه هو أنه لا يستطيع معرفة طبيعة العلاقة بينهما


تابع جيانغ : “ لماذا لا تذهب وتخبره أن يبتعد عني 

بدلًا من ذلك ؟ 

إذاً مستقبلاً ، إذا قابلناه كل مرة ، هل سأضطر 

لتحمل هذا الوجه العبوس لساعات ؟!! 

أُفضل أن أذهب لتوزيع المنشورات في الشارع 

بدلًا من القيام بالتصوير إذاً !!!!!”


مدّ غو فاي يده ليمنع أبواب المصعد من الإغلاق ، 

ثم خرج


ألقى حقيبتي الكاميرا التي كان يحملها على الأرض 

وسار في الاتجاه الآخر


جيانغ تشنغ :“ إلى أين أنت ذاهب؟!”


رد غو فاي دون أن يلتفت : 

“ سأذهب لأخبره أن يبتعد عنك "


تجمد جيانغ تشنغ في مكانه ، 

يحدق بعينين واسعتين بينما اجتاز غو فاي الأبواب


استغرق الأمر منه ما يقارب عشر ثواني ليستوعب ما حدث ، 

ثم انطلق مسرعًا خلفه


لكن بعد خطوتين ، 

تذكر معدات غو فاي لا تزال على الأرض ، 

تلك الأشياء ثمينة ، 

ولن يكون من السهل استبدالها إذا فُقدت ،

لذا ، استدار وحمل الحقائب ،


عندما عاد إلى الاستوديو ، 

لم يكن غو فاي في الداخل


بحث حوله لكنه لم يرَى تان لين أيضًا


شياو جين : “ لماذا عدت ؟”


رأى شياو جين أنها قد انتهت للتو من إزالة مكياجها ، 

وخرجت وهي تحمل مرآة صغيرة ، 

وكأنها تستعد لإعادة وضعه ،

بدون المكياج ، بالكاد استطاع جيانغ تشنغ التعرف عليها


سألها جيانغ تشنغ : “ هل رأيتِ غو فاي؟”


تنهدت شياو جين : “ ظننت أنك عدت لتطلب رقم هاتفي .

إنه هناك مع المدير لين ، على الأرجح يتحدثان .” 


وأشارت إلى باب جانبي يؤدي إلى غرفة التخزين ، 

حيث تُحفظ الديكورات والأزياء ،


توجه جيانغ تشنغ إلى الباب وحاول فتحه ، 

لكنه كان مقفل


ألصق أذنه بالباب محاولًا الاستماع ، 

لكن مع تشغيل الموسيقى في القاعة الرئيسية ، 

لم يستطع سماع شيء مما يجري في الداخل ،


——— إذا كان غو فاي يتبادل معه بضع كلمات فقط ، فلا بأس 

لكن إن تطور الأمر إلى قتال جسدي… 


لم يكن جيانغ تشنغ يخشى القتال ، 

لكنه لم يرغب أن يتورط غو فاي في شجار هنا


هذا المكان لم يكن مصنع للصلب ، 

ولا ساحة مشاجرات طلابية ،

أي شجار حقيقي هنا سيبدو سيئ للغاية ——


تراجع جيانغ تشنغ خطوتين للخلف وسحب هاتفه ، 

عازمًا على الاتصال بغو فاي ،


لكن قبل أن يتمكن حتى من فتح سجل المكالمات ، 

انفتح الباب وخرج غو فاي


أعاد جيانغ تشنغ هاتفه إلى جيبه فورًا ، 

وألقى نظرة سريعة على وجه غو فاي أولًا ،


—— نظيف وأنيق ووسيم كما هو دائمًا ، 


لذا التفت فورًا إلى داخل الغرفة


خرج تان لين أيضًا ، 

وكان يبدو مرتب


لكنه رفع يده ومسح فمه بحركة واضحة ، 

ثم تفحص يده بنفسه 


كانت هذه الحركة كافية ليدرك جيانغ تشنغ بنظرة واحدة 

أن غو فاي قد لكم تان لين


ولكن عندما خرج تان لين ، 

كانت ملامحه هادئة تمامًا ،

بل إنه أومأ برأسه لجيانغ تشنغ كتحية —-


قال غو فاي وهو يتجه نحو حقائبه ويأخذها : “ لنذهب ”، 

ثم سار نحو الخارج


تبع جيانغ تشنغ غو فاي ، 

وعيناه لا تزالان مثبتتين على ملابسه وبنطاله ، 

يبحث عن أي أثر لاشتباك جسدي ، 

لكنه لم يجد شيئ


——- إذن ،،،، تان لين تلقى الضربة بهدوء ولم يرد


أدهش هذا جيانغ تشنغ قليلًا 


——— في الظاهر ، بدا تان لين رجل مثقف ومهذب ، 

لكنه أعطى انطباع بأنه ليس من النوع الذي يقبل الضرب بصمت ؟


ولكن ، ها هو الآن ، هادئ تمامًا ، وكأن شيئًا لم يحدث


عند وقوفه أمام المصعد هذه المرة ، 

لم يحاول جيانغ تشنغ منع غو فاي من الضغط على الزر ،


لكن بمجرد دخولهما ، 

لم يعرف ما الذي يمكنه قوله


لذا ، ساد الصمت أثناء نزولهما


عندما وصلا إلى مبنى شقة جيانغ تشنغ ، 

كان غو فاي هو من بدأ الحديث ، 

لكن جيانغ تشنغ قد فقد تمامًا الرغبة في الرد ،


غو فاي : “ هل تريد أن نأكل شيئ ؟”


تمتم جيانغ تشنغ : “ همم "


أعاد غو فاي : “ أين تريد أن نأكل؟”


لكن جيانغ تشنغ لم يرد


لم يكن لديه أي شهية ، لذا لم يكن يهمه أين يأكلان


نظر غو فاي إليه : 

“ الأمر طويل بعض الشيء إذا أردت أن أشرحه لك بوضوح .

إذا كنت تريد أن تسمعه…”


قاطعه جيانغ تشنغ بحدة : “ إذا كنت لا تريد التحدث ، فلا تتحدث .

أنا لست مصرًا على نبش أشياء لا تريد الحديث عنها . 

كل شخص لديه خصوصيته . 

لكن إذا كانت أشياء لا تريد قولها ، فاحتفظ بها لنفسك ، 

ولا تصب غضبك عليّ . 

أنا لا أعرف شيئ ، 

لا أعرف ما هي الخطوات التي قد تُفجّر ألغامك ، 

ولا أريد أن أسير بحذر وكأنني أمشي على قشر بيض . 

كما أنني لا أدين لك بشيء ! 

أنا مجرد ' لا شيء سخيف عديم الأهمية ' !”


( يقصد نفسه ) 


نظر غو فاي إليه بدهشة للحظة ، 

ثم ابتسم والتفت برأسه جانباً بعد فترة


قال جيانغ تشنغ وهو يستدير متجهًا نحو المبنى : 

“ لن أتناول الطعام ، اذهب لوحدك . 

أحتاج إلى النوم قليلًا ، 

ثم سأذهب بعد الظهر لأصطحب بان تشي .”


شعر بصراع داخلي


عندما كان غو فاي متردد في الحديث ، 

جزء منه شعر بأنه لا ينبغي له الإلحاح ،

لكل شخص حقه في الاحتفاظ بأسراره


لكن جزء آخر كان يرى أن الصمت التام تهرب غير مبرر


والآن بعد أن أصبح غو فاي مستعد للحديث ، 


جزء منه تساءل إن كان قد بالغ في ردة فعله ، 

وأنه ربما كان يجب عليه أن يتجاوز الأمر إذا لم يرغب 

الطرف الآخر في الحديث


كان ذلك محرج بعض الشيء


لكن جزء آخر كان يصرخ : ' حسنًا ، 

الآن بعد أن قررت التحدث ، هذا الـ ‘لا شيء عديم الأهمية’ 

لم يعد يرغب في سماعك ، 

اختنق بكلامك لنفسك ! '


لم يدرك مدى تعقيد مشاعره حتى وصل إلى باب شقته وأخرج مفاتيحه


——- هذا هو الشباب… 

لا تكون العلاقات العاطفية مستقرة أبدًا ، 

وكأن الحب لا يُعتبر حبًا دون بعض الدراما !


ربما لأن التجربة ما زالت قليلة ، 

فكل شيء يُؤخذ بحساسية مفرطة …


عندما أدخل المفتاح في القفل ، 

فجأة ، التقط أنفه رائحة مألوفة


رائحة غو فاي المميزة —-


ثم لمح ظلًا يتحرك في مجال رؤيته الجانبي


رغم أن عقله أدرك فورًا أن الشخص هو غو فاي ، 

إلا أنه لم يستطع منع نفسه من القفز رعبًا ، 

حتى كاد يكسر المفتاح داخل القفل ،


تمتم جيانغ تشنغ بصوت منخفض وهو يحدق في غو فاي :

“ اللعنة ، هل أنت مجنون؟

اتصل فورًا بذلك الرقم المكتوب على عمود الكهرباء

 في الأسفل ، 

واسألهم إن كانوا ما زالوا بحاجة لأشخاص 

يتعقبون الزوجة الثانية !”


غو فاي بهدوء : 

“ أنا فقط صعدت الدرج بشكل طبيعي ، لم أتسلل " 


: “ إذن هل يمكنك على الأقل مناداتي ؟” حاول جيانغ تشنغ 

سحب المفتاح ، 

لكنه اضطر لرفعه عدة مرات حتى تمكن أخيرًا من إخراجه ، 

نظر إليه – و انحنى قليلًا ليرى المفتاح


غو فاي : “ لم أجرؤ على مناداتك . 

خشيت أنك ستطلب مني المغادرة 

بمجرد أن تعرف أنني هنا.”


جيانغ تشنغ بلا تردد : 

“ على أي حال سأطلب منك المغادرة الآن بعد أن عرفت. "


لم يرد غو فاي


بل دفع الباب بسرعة ، 

دافعًا جيانغ تشنغ جانبًا في طريقه ، 

ثم حمل حقائبه ودخل الشقة ،


راقبه جيانغ تشنغ وهو يتحرك بسلاسة وكفاءة ، 

غير قادر على التعليق


و تبعه إلى الداخل وأغلق الباب خلفه


توجه غو فاي مباشرة إلى المطبخ : “ لديك نودلز هنا ، صحيح ؟ 

لنحضّر بعض النودلز ؟”


رد جيانغ تشنغ وهو يجلس على الأريكة : “ لا يوجد شيء .

حتى لو كان هناك نودلز ، 

لن يكون هناك فرق . 

لا توجد مكونات ، 

لا زيت ولا ملح ، فقط خل ! "

( خل  = غيرة )


ألقى غو فاي نظرة نحوه ، 

ثم دخل إلى المطبخ


وعلى الأرجح ، تفقد الثلاجة والخزائن ، 

لأنه بعد لحظات خرج من الشقة دون أن ينطق بكلمة


—- تسك

تمدّد جيانغ تشنغ على الأريكة


—-  جملة واحدة فقط ، وإذا به يختفي


لكن غو فاي لم يغلق الباب وراءه ، 

ولم يكن لدى جيانغ تشنغ أي نية للنهوض وإغلاقه بنفسه


كان متأكد أن غو فاي سيعود بمجرد أن يدرك أن معداته لا تزال هنا


ومع ذلك ، لم يسمع جيانغ تشنغ خطوات غو فاي نازلة على الدرج


وبينما يتساءل عن ذلك ، 

سمع صوت طرق على باب الجيران ، 

تبعه صوت غو فاي —— 


غو فاي : “ يا خالة أنا أسكن في الشقة المجاورة ...”


لدهشة جيانغ تشنغ ، سمع غو فاي وهو يستعير

الزيت والملح أولًا ، 

ثم الزنجبيل والبصل الأخضر ، 

خطوة بخطوة ، حتى استعار النودلز منها أيضاً  ~ ،

ثم حصل حتى على أربع بيضات وطماطمتين ~~


عندما عاد غو فاي محملًا بالمكونات ، 

جلس جيانغ تشنغ مستقيمًا ، عاجزًا عن الكلام


بل حتى سمع جارتهم تخبر غو فاي بعدم إعادتها ، 

وأن لديها المزيد إذا احتاج


غو فاي : “ سأصنع نودلز .

نودلز بالحساء ، أنا أحبها بالحساء .”


حدق جيانغ تشنغ به : “ انتظر لحظة . 

أنت تعرف الجيران ؟”


غو فاي : “ لا، لم أكن أعرفهم .

لكنني أعرفهم الآن … 

ألا تعرفهم أنت أيضًا ؟”


جيانغ تشنغ : “ بالطبع لا أعرفهم ، 

حتى أنني لم أكن متأكد إن كان هناك أحد يسكن هنا !”


قال غو فاي وهو يدخل المطبخ : “ إذن تذكر أن تلقي 

عليهم التحية عندما تراهم في المرة القادمة .

من السهل التعرف عليها ، 

لديها شامة بجانب حاجبها .”


: “ آوه ” أجاب جيانغ تشنغ بلا مبالاة ، 

لكنه بعد لحظة نهض وتبع غو فاي إلى المطبخ : 

“ من قال إنك تستطيع الأكل هنا ؟ 

ما زلت غاضبًا منك !”


وضع غو فاي وعاء الماء ليغلي ، 

ثم كسر البيض في وعاء جانبي : 

“ عندما لم يكن لدى تان لين استوديو بعد …

…كان في فرقة موسيقية ، 

نفس الفرقة التي كانت فيها شين جي 

كان هو المغني الرئيسي الأصلي.”


بدأ غو فاي حديثه فجأة ، 

واستغرق الأمر بعض ثواني حتى يستوعب جيانغ تشنغ ما 

يتحدث عنه : “ آه، فهمت "


لم يكن من السهل تخمين ذلك بمجرد النظر إلى تان لين


استمر غو فاي خفق البيض : “ تعرفت عليه جيدًا حينها ، 

عندما كنت أعزف معهم .

كان يزورنا كثيرًا ، 

حتى بعد أن ترك الفرقة .”


جيانغ تشنغ : “ لكنك قلت إنكما لستما صديقين "


: “ حتى بعد اليوم ، سأظل أقول الشيء نفسه .” 

لم يرفع غو فاي نظره ، 

مركزًا على خفق البيض : “ لم نعد نتواصل الآن "


جيانغ تشنغ : “ فهمت "


ألقى غو فاي نظرة نحوه : 

“ هل ما زلت تذكر متى أدركت أنك تنجذب للرجال ؟”


عبس جيانغ تشنغ بحاجبيه قليلًا : “… لا أستطيع التذكر بالضبط .”


: “ أنا أيضًا لا أذكر بوضوح ...” وضع غو فاي البيض 

المخفوق جانبًا ، 

ثم بدأ بغسل الطماطم : “ لكنني كنت أعرف بالفعل كيف كنت "

توقف للحظة ، 

ثم تابع بصوت هادئ : “ لكنني كنت خائف . 

باستثناء دينغ تشوشين ، لم أخبر أحد ، 

ولم أخطط لإخبار أي شخص آخر أصلاً .”


شعر جيانغ تشنغ بوخزة في قلبه ، 

إحساس معقد يجمع بين الغيرة والحزن ،

تنهد جيانغ : “ وكنت أظن أن لا شيء يمكن أن يهزك .

لطالما شعرت أنك شخص لا يُخترق .”


ارتسمت ابتسامة باهتة على شفتي غو فاي : 

“ الخوف من أشياء كثيرة هو ما يجعلك تبدو غير قابل للاختراق .

أنا خائف من الكثير من الأشياء ، 

حتى الآن…” توقف عن الكلام


ظل جيانغ تشنغ صامت


تابع غو فاي وهو يقطع الطماطم : “ تان لين يكبرني بحوالي عشر سنوات .

كان شخص منفتح جدًا ، 

يغير أحباؤه كل شهر أو شهرين ، 

ويجلبهم معنا دون أن يكترث لأي شيء . 

أحيانًا كنت أشعر بالقرب منه ، لأننا كنا من نفس النوع كما تعلم ؟”


نقر جيانغ تشنغ بلسانه ، 

رغم أنه لم يكن متأكد تمامًا من السبب ،


: “ ربما… كان معجبًا بي كثيرًا ...” توقفت يدا غو فاي 

للحظة : “ لكنه لم يقلها صراحةً أبدًا "


تمتم جيانغ تشنغ : “ اللعنة ...”

على الأقل يعلم الآن لماذا لعن هذه المرة


واصل غو فاي تقطيع الطماطم : “ عازف 'لوحة المفاتيح' في الفرقة ، كان لقبه شياو بينغ

كان تقريبًا في عمري ، 

أو ربما يكبرني بسنتين أو ثلاث ، لا أذكر بالضبط . 

كل ما أذكره أنه كان وغد .”


( عازف 'لوحة المفاتيح' آلة موسيقية الكترونية ) 


راقب جيانغ تشنغ غو فاي — 

كان صوته هادئ ، وكأنه يروي قصة شخص آخر


لكن الطريقة التي كان يتحدث بها بينما يشغل يديه ، 

دون أن يلتفت إلى جيانغ تشنغ ولا لمرة واحدة ، 

وهو يظهر له ظهره فقط ، 

حملت إحساس لم يكن من الصعب التقاطه ،


لم يكن هادئ تمامًا كما بدا على السطح 


وضع غو فاي السكين جانبًا 

ونقل الطماطم المقطعة إلى طبق : “ كان هو وتان لين مقربين جدًا ، 

يخرجان معًا كثيرًا ، 

لا أعرف إن كان بينهما شيء أم لا، 

لكن…

هل نودلز بالطماطم والبيض جيدة ؟”


استغرق الأمر عدة ثواني حتى يجيب جيانغ تشنغ : “مناسبة "


: “ ذات يوم ، ذهبنا إلى حانة ، 

كان يوجد الكثير من الناس ، 

بعض الفرق الموسيقية الأخرى ، 

وبعض الأصدقاء أيضًا ،

و شربنا كثيرًا ...” اتكأ غو فاي على الطاولة

 ونظر إلى النافذة : “ ثم ناداني تان لين ، 

قال أنه يريد التحدث معي .”


تمتم جيانغ تشنغ : " كان يخطط للاعتراف بمشاعره ، 

أراهن على ذلك .”، 

يمكنه أن يشم رائحة الخل تتصاعد منه بنفسه ، 

فأخذ زجاجة الخل ووضعها في الثلاجة حقاً ،


: “ كان ثملاً ، يهذي بكلام غير مفهوم عن أشياء 

لا أدري ما هي. 

بدا جادًا على الأقل . 

كنت قد شربت كثيرًا أيضًا ، 

وشعرت بالتأثر للحظة ….” ضحك غو فاي ضحكة قصيرة 

ثم تابع : “ وفي النهاية ، 

سألني إن كنت أشعر بالنفور منه ...”


توقف غو فاي عند هذا الحد …..


 انتظر جيانغ تشنغ طويلًا ، 

لكنه لم يواصل الحديث


لم يكن يستطيع الضغط على غو فاي للإستمرار ، 

فقط اتكأ على الحائط يراقب ظهره ، منتظرًا


وبعد عدة دقائق ، 

تحدث غو فاي مجددًا : “ قلت إنني لا أشعر بالنفور . 

وإنني مثله ( مثلي ) ، 

لكن… لم أكن أشعر بشيء نحوه "


صمت مجددًا بعد هذه الجملة


تنحنح جيانغ تشنغ قليلًا : “ هذا كل شيء ؟”


لم يرد غو فاي


: “ إذًا ، لا شيء في الأمر ...” قال جيانغ تشنغ بعد تفكير :

“ أُعجب بك ، رفضته…” ثم عبس فجأة : “ اللعنة !!! 

هل قام بفضحك ؟”


: “ لا ….” و استدار غو فاي لينظر إليه مباشرةً : 

“ لكن شياو بينغ صوّر كل شيء "


اتسعت عينا جيانغ تشنغ : “ ماذا تعني ؟”


: “ من البداية إلى النهاية ...” تحدث غو فاي ببطء شديد :

“ صور المحادثة بأكملها . 

والجميع هناك رأوا كيف سارت الأمور .”


: “ ما هذا الهراء ؟” شعر جيانغ تشنغ بأن صوته قد ارتجف ،

وأن أنفاسه أصبحت غير منتظمة


تابع غو فاي بصعوبة : “ عندما عدت إلى المكان ، 

كانوا جميعًا يضحكون .

وقفت هناك فقط ...  

شعرت وكأنني شُرِّحتُ أمام الجميع ، 

وكانوا يضحكون وكأنهم لم يضحكوا في حياتهم من قبل "


لم يجد جيانغ تشنغ أي كلمات


لم يجرؤ حتى على تخيل المشهد 


– حتى في الأحلام ، سيكون هذا الكابوس لا يُحتمل


تمكن أخيرًا جيانغ من السؤال : “ إذًا… 

هل كان تان لين وشياو بينغ متواطئين معًا ؟”


: “ تان لين لم يكن يعلم ...” أخرج غو فاي سيجارة من جيبه 

ووضعها بين شفتيه : “ شياو بينغ أراد فقط أن يختبر 

ما إذا كنت حقًا …” توقف للحظة : “ و قال إنها مجرد مزحة . 

لكن كلما رأيت تان لين ، أتذكر ذلك اليوم . 

بالإضافة إلى أنه استمر في ملاحقتي بعد ذلك ، 

مما زاد من انزعاجي منه .”


نظر إليه جيانغ تشنغ بصمت


: “ هذا كل شيء ...” نزع غو فاي السيجارة غير المشتعلة 

من فمه : “ عانقني تشنغ غا "


رمش جيانغ تشنغ في مفاجأة للحظة ، 

ثم اندفع على الفور ليعانقه بإحكام : 

“ لم يكن يجب أن أسأل . 

اللعنة، في الواقع ، أنا لست شخص يحب البحث في ماضي الآخرين . 

فقط… فقط…”


: “ أنت فقط تشعر بالغيرة ” أسند غو فاي رأسه على كتف جيانغ تشنغ


تنهد جيانغ تشنغ : “… نعم "


: “ ليس الأمر أنني لا أستطيع الحديث عنه ، 

لكن في بعض الأحيان لا أريدك أن تشعر بهذه الطريقة ...” 

مرر غو فاي يده على خصر جيانغ وتابع :

“ أن تشعر بالأسى نحوي أو شفقة أو أي شيء 

من هذا القبيل "


: “ لا شفقة ، لا شفقة على الإطلاق ...” ربت جيانغ تشنغ على 

ظهره : “ لا أشعر بالأسف عليك ولو قليلًا بصراحة "


ضحك غو فاي بهدوء : “ حقًا لديك أسلوب رائع في مواساة الناس .”


جيانغ تشنغ : “ آوه صحيح … يوجد شيء آخر .

لا تعطيني تلك المعاملة الباردة مرة أخرى ، 

سواء كنت مستاءً أو منزعج . 

حتى الشجار أفضل من التجاهل . 

أكره حقًا أن يتم تجاهلي بهذه الطريقة . 

عائلتي كانت تفعل ذلك عندما لم يرغبوا في الحديث معي . 

إنه شعور… خانق جدًا "


أومأ غو فاي : “ فهمت "


يتبع

  • فيس بوك
  • بنترست
  • تويتر
  • واتس اب
  • لينكد ان
  • بريد
author-img
Fojo team

عدد المقالات:

شاهد ايضا × +
إظهار التعليقات
  • عادي
  • متطور
  • ترتيب حسب الاحدث
    عن طريق المحرر بالاسفل يمكنك اضافة تعليق متطور كتعليق بصورة او فيديو يوتيوب او كود او اقتباس فقط قم بادخال الكود او النص للاقتباس او رابط صورة او فيديو يوتيوب ثم اضغط على الزر بالاسفل للتحويل قم بنسخ النتيجة واستخدمها للتعليق
  1. شفتو شلون النقاش والتواصل يحل كل المشاكل؟ 🙂‍↕️🙂‍↕️

    ردحذف

X
ستحذف المقالات المحفوظة في المفضلة ، إذا تم تنظيف ذاكرة التخزين المؤقت للمتصفح أو إذا دخلت من متصفح آخر أو في وضع التصفح المتخفي