Extra23
عنوان الفصل: موعد شوي مينغ الأعمى مع الأخت الصغرى بائعة الشاي (الجزء الرابع).
مي هانشوي: “…”
كان وجه شوي مينغ أحمر كلون الغيوم وقت الغروب.
رفع مي هانشوي حاجبيه وقال: “أهذا كل شيء؟”
“آه…” فكر شوي مينغ قليلًا، ثم تذكّر مشكلة أخرى. “أوه صحيح، كيف منعت تلاميذ الشيخ تانلانغ والشيخ شوانجي من الشجار؟”
مي هانشوي: “………”
لقد بالغ في تقدير هذا الفتى.
فعلى الرغم من أنه قرأ الآلاف من البشر، إلا أنه لم يسبق له أن صادف أحدًا يركّز على القوة الجسدية وحدها مثل شوي مينغ.
حياة زعيم الطائفة شوي، بالفعل، كانت تدور كلها حول العضلات.
ومع ذلك، حافظ مي هانشوي على صبره، وأخبره كيف توسط بين تلاميذ الشيخ تانلانغ والشيخ شوانجي، ثم بدأ يشاركه خبرته في ترويض الحيوانات.
قال: “القطط حيوانات يجب تأديبها. كلما دللتها أكثر، زاد تجاهلها لك.”
ابتسم مي هانشوي بهدوء، وجهه لطيف، وصوته ودي، لكن رغم ذلك كان ينبعث منه شعور غامض بالبرود تجاه كل الكائنات: “زعيم الطائفة، مجرد كونك تراها لطيفة لا يعني أنه يمكنك تدليلها كما تشاء. عليك أن تتحكم بها بين كفّيك، أن تتنمّر عليها، وتُشعرها بأنها لا تستطيع خداعك. هكذا فقط، سيصبح هذا الكائن الصغير المكسو بالفرو مطيعًا."
“لكنها قد تهرب.”
ضحك مي هانشوي وقال: “ألن تطاردها؟”
“ألن تختبئ؟”
“ألن تبحث عنها؟”
“ألن تعضّ؟”
“ألن تضربها؟”
خلال هذا الأخذ والرد، لاحظ شوي مينغ أن وجهها يبتسم، لكن لسبب ما، شعر بقشعريرة تسري في جسده. ابتلع ريقه وسأل بتردد: “لم تضرب فطيرة الملفوف من قبل، صحيح؟”
ضحك مي هانشوي بمرح، وغطّى فمه بيديه، وقال بابتسامة أكثر إشراقًا: “زعيم الطائفة شوي حقًا رجل شريف. كنت أمازحك فقط. لطالما شجّعت الآخرين على الوقوع في الفخ طوعًا. لم أُجبر أحدًا قط.”
تنفّس شوي مينغ الصعداء فقد كان قد بدأ يشعر أن شوهو مخيفة بالفعل.
بعد أن انتهى من الضحك، رفع مي هانشوي رموشه الباهتة، وفي عينيه ظلّ دهاء، ثم قال وكأنه يفتح أمامه طريقًا جديدًا: “لكن، بما أنك ذكرت الأمر… فإن قصر تاوباو يملك أسلوبًا فريدًا لتأديب القطط. هل ترغب في تعلّمه؟”
ولأن شوي مينغ مولع بالفنون القتالية، فقد كان فضوليًا تجاه أي شيء يُقال أنه 'سلوب فريد'. وقد قال مو ران ذات مرة إنه لو أراد أن يُوقع بشوي مينغ شديد الطهارة في فخ قراءة كتب مشبوهة، فكل ما عليه فعله هو تسميتها 'الأسلوب الفريد في المشاعر الربيعية' أو 'تقنيات فريدة للّقاءات الحميمية'، وسيسقط هذا الأخير في الفخ فورًا.
ابتسم مي هانشوي وقال: “إذن، هل ترغب في التعلم؟”
“…..”
“إنه أسلوب نادر جدًا. ولولا إعجابي بك، لما كنت لأشاركه مع أي أحد بسهولة.”
في النهاية، لم يستطع شوي مينغ مقاومة جاذبية بطن القطة الأبيض الناعم، ولا كلمتي 'أسلوب فريد'. تصلّب وجهه، وسعل قليلًا، ثم قال: “كح، حسنًا، بما أنكِ طلبتِ هذا بصدق… إذًا… أعتقد أني قد أجرّبه.”
وهكذا، بدأ درس مي هانشوي.
قال وهو ينظر إلى شوي مينغ بنظرة ذات مغزى: “أولًا، جميع القطط لديها غريزة طبيعية. كما يقول المثل: 'الفضول قتل القطة'. نقطة ضعف كل القطط هي فضولها اللامحدود وقلبها غير الواعي بالخطر.”
توسعت عينا شوي مينغ، متلهفًا للمعرفة: “حقًا؟”
“نعم.” رفع مي هانشوي إصبعًا ناعمًا أنيقًا وقال: “انظر، عندما يمدّ أحدهم إصبعه أمام القطة، تسع مرات من أصل عشرة، ستقترب لتشمّه. وعندها، تُمسك بها بسرعة، تُثبّتها، ترفع ساقيها، وعندها تصدر مواءً ضعيفًا…”
كان هدف مي هانشوي من هذا الكلام الفجّ هو إثارة ردة فعل عنيفة من شوي مينغ.
لكن للأسف، حتى الحكماء يخطئون، ولم يفهم شوي مينغ النقي تمامًا نوايا مي هانشوي المريبة، بل استمع بانتباه وسأل: “ألن تكون القطة غير سعيدة؟”
لم ينجح في استفزازه، لكنّه لم يُحبط، بل ابتسم وقال: “ستكون.”
“وماذا نفعل حينها؟”
“ندللها.”
لوّح شوي مينغ بيده وقال: “لا فائدة، هي لا تفهم كلام البشر.”
أجاب مي هانشوي: “الكلمات لا معنى لها. حين تبدأ بالحركة، ستجد القطة نفسها تستمتع بالأمر، وتكفّ عن المقاومة. بل قد تغيّر وضعيتها لتناسبك، وتبدأ بإصدار صوت خافت يدل على الرضا… هل جرّبت هذا من قبل؟”
وضع شوي مينغ يده على ذقنه وفكر: “ذلك الصوت… هل هو مثل الشخير؟”
نظر إليه مي هانشوي وهو يراه في قمة براءته، ولم يستطع كبح رغبته في الاستمرار بالمزاح. ضحك وقال: “نعم، هذا هو صوت القطة.”
“لكن كلما لمست بطنها، تُبعدني عنها. بالكاد أتمكن من لمس ذقنها.”
“ذلك لأن أسلوبك غير صحيح، ولم تُدللها كما ينبغي.”
ارتعشت رموش مي هانشوي الناعمة قليلًا، ثم قال برقة:
“إن لم يكن لدى زعيم الطائفة مانع… فهل يمكنني أن أعلّمك مباشرة بيدي؟”
“آه… “
رغم أن العُرف يمنع التلامس المباشر بين الرجال والنساء، لكن في حالة التعليم العملي وتوضيح الأمور، قد تُغتفر بعض الأمور. ورأى شوي مينغ أن شوهو-غو نيانغ فتاة مهذبة رقيقة، كريمة ووقورة، فاضلة في تصرفاتها. تردّد للحظة، ثم أومأ برأسه. ('غو نيانغ' مناداة مهذبة لفتاة شابة، وتعني تقريبًا 'الآنسة' أو 'الابنة')
لكن، ما إن رفع مي هانشوي يده، حتى صرخ شوي مينغ فجأة: “انتظري! انتظري، لحظة فقط!”
“ما الأمر؟”
“أريد أن أكون صريحًا معك… أنا جئت فقط لأتعلّم كيف أُدلل قطة، وليست لدي أي نية لاستغلالك!”
“…”
ضحك مي هانشوي: “حسنًا، فهمت.”
وأنا كذلك… لا أملك أدنى نية لفعل شيء لا أخلاقي إطلاقًا!
ضحك مي هانشوي بقوة حتى كادت أضلاعه أن تنكسر، وامتلأت عيناه بالدموع، وحين استطاع أخيرًا أن يتكلم قال وهو يلهث: “لماذا أنت متوتر هكذا؟ على الأقل، أنا لا أزال تلميذة من قصر تاوباو، طائفة محترمة ومحترفة. لا أنوي أن أقفز إليك مثل الخالدين، فضلاً عن أن أطالبك بتحمل مسؤولية ‘شرفي’ بعد بضع لمسات فقط. زعيم الطائفة، هل هناك حاجة فعلًا لكل هذا التشدد؟”
سعل شوي مينغ بإحراج: “كح، حسنًا إذًا… أعتقد أنه يمكننا البدء.”
تحرّك مي هانشوي جانبًا، مفسحًا له مكانًا، ثم قال: “زعيم الطائفة، تفضل واقترب أولًا.”
وحين اقترب شوي مينغ، رفع مي هانشوي يده وقال بجدية:
“انظر، عندما ترى قطة، عليك أن تقترب منها ببطء، وتدعها تشمّ طرف إصبعك بدافع الفضول.” وبينما يتكلم، مسّ طرف إصبعه أنف شوي مينغ، توقف للحظة، ثم انزلق ليمسّ ذقنه، “ثم، يمكنك أن تداعبها بلطف قليلًا.”
كان مي هانشوي يعرف طبع شوي مينغ، لذا لم يبالغ في الملامسة، بل أعطاه لمسة خفيفة فقط. ضحك في داخله: 'هاه، إذاً شوي مينغ لم يصفع يدي'.
وليس هذا فحسب، بل على الأرجح لأن تمثيله لشخصية شوهو كان صادقًا للغاية، لم يخطر ببال شوي مينغ أن يشك، بل راح يقلده ويلمس ذقنه بنفس الطريقة.
“هكذا؟”
“استخدم قوة أكبر قليلًا.”
“ماذا عن هكذا؟”
“لا يمكنك استخدام نفس القوة دائمًا. هناك تقنية ممتازة، تُعرف بـ’تسعة خفيفة وواحدة عميقة’. عندما تتقنها، لن تستطيع الإقلاع عنها.”
“ما هذه التقنية؟ لماذا لم أسمع بها من قبل؟”
كتم مي هانشوي ضحكته وقال: "إنها مهارة متقدمة جدًا، لا توجد في أي دليل عادي.”
شعر شوي مينغ بالانزعاج: “هل تمزحين معي؟ أنا زعيم قمة الحياة والموت المهيبة، هل تعتقدين أن هناك تقنيات متقدمة لم أرَها؟”
“أضمن لك أنك لم ترَ هذه من قبل.”
رفض شوي مينغ تصديق ذلك ورفع حاجبيه السوداوين: “كيف تعرفين أنني لم أرَها؟ أريني! لنتواجه!”
قال مي هانشوي: “أنا بالفعل بارعة جدًا في هذه المهارة، لكني أخشى أن يكون من غير اللائق أن أستخدمها على زعيم الطائفة هكذا دون مراعاة.”
لكنه لاحظ أن شوي مينغ لا يزال مصرًا ومتحفزًا للقتال، وخشي إن استمر أن ينزلق لسانه، فابتسم وقال: “لا داعي للقلق من هذه المهارة. ‘تسعة خفيفة وواحدة عميقة’ فيها شيء من الغش، وهي لا تناسب جميع الأجساد. شخصيًا، أرى أن معلمك تشو وانينغ، رغم أنه جرّب النسخة المتقنة منها عدة مرات، إلا أن طبيعته ربما لا تسمح له بإتقانها.”
حين قال ذلك، تراجع شوي مينغ على مضض، لكنه تمتم:
“طالما أن شيزون لم يتعلمها، فهي لا بد أنها ليست بذلك المستوى.”
ضحك مي هانشوي وقال: “تشو وانينغ لا يعرفها، لكن مو ران بالتأكيد يجيدها.”
اتسعت عينا شوي مينغ. “مو ران؟ لماذا لم أسمع أنه يجيد شيئًا كهذا من قبل؟”
ابتسم مي هانشوي، وعيناه تنكمشان بدهاء: “من يملك كنزًا لا يُظهره بسهولة. في المرة القادمة التي تراه فيها، لمَ لا تسأله إن كانت تجربة هذه التقنية… ساحرة بحق؟”
رغم شكوكه، حفظ شوي مينغ الأمر في باله، وقرّر أن يسأل مو ران في أول فرصة. ما هذه التقنية الغامضة المسماة تسعة خفيفة وواحدة عميقة؟
قضى الاثنان وقتًا في التدرب على الطريقة الصحيحة لتدليل القطة. جرّب شوي مينغ لمس ذقنه عدة مرات، وبدأ يفهم مقدار القوة اللازمة، ثم سأل بسعادة: “ليس سيئًا! أظنني أتقنتها. وماذا بعد؟”
قال مي هانشوي، وزلق إصبعه الأبيض الناعم حتى استقر فوق بطن شوي مينغ، فوق درعه الفضي عند الخصر: “عندها، تكون القطة قد بدأت تشعر بالرضا، فتمدّ بطنها الأبيض وتستلقي، ما يعني أنها بدأت تثق بك.”
“هل يمكنني لمسها الآن؟”
“ليس بعد.” ابتسم مي هانشوي: “تحلّ بالصبر. عليك أن تفعل كما أفعل، تتوقف عند حدود البطن دون أن تلمس فعلًا.”
وبينما يتحدث، كانت يده تتجوّل بخفة حول منطقة بطن شوي مينغ. ومع مرور الوقت، بدأ الأخير يشعر بالتوتر، يحدق في اليد، لا يعرف متى ستلامسه بالضبط. لكن وبعد وقت طويل، ظلت شوهو تبقي مسافة بينها وبينه، فبدأ شوي مينغ يخفض حذره ببطء.
“تمامًا هكذا.”
هزّ شوي مينغ رأسه: “…آه…”
فجأة، وفي تلك اللحظة بالضبط، أمسك مي هانشوي خصره، وسحبه نحوه، وضحك: “ثم، تفاجئها فجأة وتقوم بـ—”
لم يُكمل جملته.
لأن شوي مينغ، الذي صُدم فجأة حين سُحب من خصره، لم يتمكن من الدفاع عن نفسه. سقط فوق مي هانشوي، وانهار الاثنان معًا أرضًا.
“اللع—!”
شعر مي هانشوي بثقل فوقه مباشرة. وبما أنه اعتاد أن يكون حاميًا للنساء، فقد أمسك بشوي مينغ غريزيًا، واحتضنه ليحميه وهو فوقه. فهوى الاثنان إلى الأرض.
صدر صوت مكتوم وثقيل.
وانتفخت طبقة الغبار الرقيقة التي كانت تغطي أرضية المكتبة القديمة، مما جعل شوي مينغ يسعل بعنف، وامتلأت عيناه بالدموع. أرضية الخشب العتيقة صرخت تحت وزنهما. جلس شوي مينغ مشوشًا، كقط مدهوش، وعيناه تائهتان، حتى استوعب أخيرًا أنه يسحق مي هانشوي تحته.
مي هانشوي: “…”
شوي مينغ: “كح كح، خخ! أنا… أنا آسف جدًا!”
لوّح بيديه ليطرد سحابة الغبار، وعندها فقط رأى أن ملابس مي هانشوي غير مرتبة، وشعره مفكوك، وعيناه الشاحبتان تنظران إليه من تحت رموش طويلة ملتفّة، وكأن هناك شيئًا يريد قوله، لكنه لا يستطيع.
تجمّد شوي مينغ في مكانه. أدرك فجأة كم أن الموقف… غير مناسب فقفز واقفًا على عجل.
كان التوتر، بطبيعة الحال يدفع الناس إلى ارتكاب الأخطاء. وفي خضم استعجاله للنهوض، اختل توازن شوي مينغ أكثر من مرة، وفي كل محاولة كان يحتكّ بمي هانشوي دون قصد.
ارتفع حاجبا مي هانشوي قليلًا، وتحوّلت ملامحه إلى شيء أكثر… غرابة.
وبعد أن وقف أخيرًا، احمرّ وجه شوي مينغ بالكامل خجلًا، وتمتم: “آه، أ- أعتذر، دا-جي ، أنا، أنا حقًا آسف.” ('دا-جي' تعني اخت كبرى بس مو نفس 'شي-جي' دا-جي تستخدم بشكل عام لاي بنت اكبر اما شي-جي تستخدم لبنت اكبر من المتحدث من نفس الطائفة)
“…”
منذ صغره، وبسبب شخصيته، لم يكن شوي مينغ موفقًا مع الفتيات من عمره، بل كان يلقى دائمًا إعجاب النساء الأكبر سنًا أو الخالات. ولهذا، فقد اعتاد مناداة الإناث بصيغتين فقط: 'يي' أو 'جي'، وعندما توتر الآن، نادَى مي هانشوي الذي كان في هيئة فتاة جميلة بـ'دا-جي' ('يي' معناها خالة او عمة يعني مثل لما نقول لامراة اكبر منا ي خالة او عمة حتى لو م كانت تربطنا علاقة فعليّة فيها بس نقول من باب الاحترام)
نظر إليه مي هانشوي بنظرة غامضة عميقة، وتنهّد في قلبه:
'هل عاش هذا الشخص حتى الآن دون يمسك يد فتاة واحدة!'
'داي-جي'؟ يا له من نداء غبي.
عند مخاطبة النساء، من بلغن التسعين فـ'شيانغو'، ومن دون الخامسة فـ'مي تانغ'، أما من بينهن، سواء كانت نحيلة أو ممتلئة، فالجميع يجب أن يُنادين بـ'مي رن'. كيف يمكن أن لا يفهم شوي مينغ درسًا بسيطًا كهذا وهو على مشارف الثلاثين؟!
('شيانغو' تقال للنساء الكبيرات من باب المزاح او السخرية الطفيفة، 'مي تانغ' تنقال للبنات الصغار معنى المعنى الحرفي حلوى الارز بس يمكن تترجم لمعنى زي ي 'عسولة' اما 'مي رن' معناه بنت جميلة، يعني اسلوب غزلي زي لما شاب يشوف بنت جميلة ويقول ي حلوة وهكذا)
تابع شوي مينغ بارتباك: “دا-جي، أنتِ بخير، أليس كذلك؟ أعتقد أنني لست ثقيلًا جدًا، وأنتِ تبدين… صلبة بعض الشيء…”
“…”
شعر مي هانشوي أنه لو كان الشخص أمام شوي مينغ الآن فتاة حقيقية، لكان قد تلقّى عدة صفعات بالفعل.
لكن لحسن الحظ، بدا أن شوي مينغ أدرك أخيرًا مدى فظاعة كلماته، فسارع لتصحيح نفسه: “أعني، لا، لم أقصد ذلك، فقط شعرت أنكِ ربما لا تنكسرين بسهولة، لأن… لأنكِ لديكِ شيء من العضلات، آه… كان عليّ أن أصمت. على كل حال، هل أنتِ بخير؟”
ظل مي هانشوي مستلقيًا على الأرض للحظة، ثم جلس ببطء ووجهه معقّد: "أنا بخير. لم أتوقّع فقط أن يكون رد فعلك عنيفًا إلى هذا الحد.”
وبعد صمت ثقيل، سأل: “هل أخفتك؟”
“لا، لا، مستحيل.” كان وجه شوي مينغ لا يزال محمرًا بقوة، لا يدري ما يقول، فغيّر الموضوع بسرعة: “كح… إذًا، هكذا روّضتِ كعكة الملفوف؟”
قال مي هانشوي بابتسامة خفيفة: “نعم، من بين جميع الحيوانات التي درّبتها، لم يكن هناك من لم يصبح مطيعًا.”
“آه…”
“هل فهم زعيم الطائفة التقنية التي شرحتها قبل قليل؟”
“إلى حدٍّ ما، نعم…”
قال مي هانشوي: “جيد. طالما أن زعيم الطائفة راضٍ، فإن الوقوع أرضًا لم يكن خسارة.”
ذُهل شوي مينغ. أن تخرج هذه الكلمات اللطيفة من فم فتاة جميلة… أي رجل طبيعي كان سيشعر بالراحة والاطمئنان.
ورغم أنه لم يكن يحمل تقديرًا كبيرًا للسيد الذي عبث بتدوين تقنيات لفافة تهدئة الروح، إلا أن هذه التلميذة لم تكن سيئة على الإطلاق. كانت هادئة، رزينة، صادقة، وتؤدي واجبها بإخلاص تام نحو عملها.
كان شوي مينغ يعتقد سابقًا أن الفتيات الجميلات والهشّات كالزجاج، سريعات الانكسار، يبكين ويصرخن لأبسط الأمور، وإذا رفضهن أحد، بدأن بالصراخ أو بالبكاء والندب، أو يتهمن الرجل بأنه وقح! متحرّش! وغد!
لكن شوهو هذه كي تغيّر نظرته تجاه اللفافة، لم تردّ حتى بعد أن وُضِعت في موقف محرج — طبعًا لم يكن قصده أن يستغلها، لكنه، وبكل طيبة، شعر بشفقة صادقة تجاه هذه الفتاة التي بدت وكأنها مضطرة لأن تعيش حياة من الطاعة والخضوع.
تردّد للحظة، ثم قال بخجل: "حسنًا، تعلمين، اقترب موعد العشاء. لمَ لا… أدعوكِ لتناول الطعام؟”
ابتسم مي هانشوي: “لقد اصطدمت بي فحسب، لا داعي لأن تشعر بالذنب.”
“لا، بل شكرًا على تعليمي أسلوبك الفريد في تربية القطط.”
قالها شوي مينغ وهو لا يزال محمر الوجه. “أما بخصوص رأيي في لفافة تهدئة الروح… كح فسنتحدث فيه لاحقًا. دعينا نأكل أولًا.”
ومدّ يده نحو ما ظنه الآنسة البائسة بائعة الشاي شوهو بنيّة مساعدتها للنهوض.
لكن مي هانشوي لم يتحرك، بل نظر من كفّه إلى وجهه، ثم قال أخيرًا: “زعيم الطائفة، تفضل أنت أولًا. يمكنني الجلوس قليلًا بعد.”
عند هذا الرد، لم يستطع شوي مينغ إلا أن يشعر بالقلق: "هل آذيتك حقًا؟”
رفع مي هانشوي حاجبيه بصمت، ثم ابتسم أخيرًا: “لا بأس، فقط هناك بعض الورم، لكنه سيهدأ قريبًا. طالما أنك لا تصطدم بي مجددًا.”
وعندما سمع هذا، شعر شوي مينغ الطيب بمزيد من الذنب.
“هكذا إذن…” عضّ على شفتيه وقال بإحراج: “ما رأيكِ أن أطلب من الشيخ تانلانغ أن يلقي نظرة عليكِ؟”
"لا داعي. لست معتادًا على إقحام الآخرين في أمور بسيطة كهذه.”
وتعزّزت صورة 'الفتاة المتحفظة والحكيمة' في ذهن شوي مينغ أكثر.
“إذًا، هل يمكنكِ إخباري بمكان الورم؟ لدي بعض الدواء، ربما أستطيع وضع القليل لكِ؟ أو، أو ربما أقوم بتدليكه بلطف؟ إذا لم تمانعي طبعًا؟”
نظر مي هانشوي إلى جديّته وازدادت حيرته: 'كيف يمكن لهذا الشخص أن يكون بهذه البراءة؟'
اضطر إلى استخدام كامل قوّته ليمنع نفسه من الضحك، فبقي صامتًا، خائفًا من أنه إذا فتح فمه، لن يستطيع التوقف عن الضحك بصوت عالٍ.
ومن وجهة نظر شوي مينغ، بدت هذه 'الفتاة' وكأنها تمسك دموعها، وشفتيها ترتجفان، وكأنها عاجزة عن الكلام.
ومع تزايد ارتباكها، ازدادت ملامحها غموضًا.
وأخيرًا، انحنت قليلاً وقالت بسعال خفيف: “إذا دلكت المكان، فقد يتفاقم الورم.”
شوي مينغ: “ها؟ هل يدي سامة؟”
“لا.”
“إذاً فكل شيء سيكون على ما يرام.”
في الحقيقة، كان مي هانشوي قبل قليل يتأمل رسومات مو ران الإباحية، ومع ما حصل قبل لحظات من احتكاك جسدي، لم يكن بحاجة إلى تفسير إضافي. لكن أمام وجه شوي مينغ النقي، اشتعلت لديه الرغبة في السخرية منه، لدرجة أنه تمنّى أن يراه يركض هاربًا أو يصرخ شاتمًا.
وفكر وهو يبتسم وعيونه تلمع: “إذًا… إن كنتَ حقًا ترغب بمساعدتي، فلا مانع. لكن يجب أن أكون صريحًا معك…”
وقبل أن يكمل، جاء طرق قوي على باب المكتبة.
رفع مي هانشوي حاجبيه، وسكت.
التفت شوي مينغ، فرأى الشيخ شوانجي واقفًا عند الباب بثيابه الزرقاء، يطرق إطار الباب بأصابعه.
قال بلطف: “زعيم الطائفة.” ثم لمح مي هانشوي خلفه، فابتسم: “أوه، والآنسة شوهو هنا أيضًا.”
ابتسم مي هانشوي وأومأ برأسه.
قال شوي مينغ، وهو يجهل كم كان على حافة الهاوية قبل لحظات: “نعم، كنت أتحدث معها في أمر ما. ما الذي حدث؟”
أجاب الشيخ شوانجي: “الأمر هو أن مي هانشوي من قصر كونلون الجليدي جاءنا في زيارة مفاجئة. يقول إن لديه أمرًا عاجلًا يتعلق بك، وهو الآن في قاعة دانشين في انتظارك.”
تجمّدت ابتسامة مي هانشوي.
تعليقات: (0) إضافة تعليق