Extra25
عنوان الفصل: موعد شوي مينغ الأعمى مع الأخت الصغرى بائعة الشاي (الجزء السادس).
يا له من بؤس.
في تلك الليلة، جلس مي هانشوي أمام المرآة البرونزية، وتنهد وهو يتفقد الإصابة في وجهه.
حتى هو لم يعرف كيف نجا من تحت نية شوي مينغ القاتلة في وقتٍ سابق من اليوم.
بالطريقة التي كان يتصرف بها شوي مينغ، بدا وكأنه يريد تمزيق ملابس مي هانشوي كلها، ثم إعدامه بعمودٍ ساخن! ولحسن الحظ، كانت كعكة الملفوف وفية؛ فعندما رأت الشخص الذي أطعمها الكثير من أسماك الأنشوجة المجففة في الأيام الماضية، قفزت بشجاعة وبدأت بالمواء، مما أوقف شوي زي مينغ عن التهامه حيًّا.
بؤس حقيقي.
“هل كان عليه أن يستخدم كل هذه القوة؟” لمس مي هانشوي الكدمة عند زاوية فمه، وتأوّه وعبس. “لقد تنكّرت كامرأة وداعبته قليلًا فقط، لم يكن هناك داعٍ لأن يحاول قتلي.”
في غرفة الضيوف، قال مي هانشوي الأكبر ببرود: “أنت تستحق ذلك. لعله يكون درسًا لك على كثرة مضايقتك له.”
حدّق مي هانشوي في أخيه عبر المرآة البرونزية: “تتحدث وكأنك لا تتنمر عليه أيضًا. من هو الذي ينتهز كل فرصة لإهانته حتى الموت؟ ثم، أنا لا أضايقه دائمًا، لقد ساعدته أيضًا!”
“أي مساعدة؟” قال مي هانشوي الكبير بلا مبالاة، “كان واضحًا أنه على وشك أن يُجن من شدة الغضب، ألم تلاحظ؟”
“لاحظت.” توقف مي هانشوي، ثم ابتسم فجأة. “لكن كما تعلم، يصبح ممتعًا للغاية عندما يغضب، لذا رغم أنني كنت أنوي فقط أن أمنحه بعض السعادة، إلا أنني لم أتمالك نفسي أمام مدى استفزازه لي.”
وأثناء حديثه، وقف واقترب بتمايل حتى استند إلى الطاولة الخشبية، واحتكّ بمي هانشوي الأكبر. “كنت فقط ألعب. كانت مجرد مزحة. سأظل أبذل جهدي للعناية به.”
“…..”
“أنظر، لقد كان سعيدًا طوال الفترة التي قضيتها هنا في قمة الحياة والموت، ولم يغضب إلا مرة واحدة اليوم فقط. أظنني أديت دور شوهو ببراعة طيلة ثلاثة أيام متواصلة.” رفرفت عيون مي هانشوي الشبيهة بعيون القطط المصنوعة من اليشم، وقطّب فمه بدلال: “لذا لا ينبغي أن تنزعج.”
ارتسم تعبير غريب على وجه مي هانشوي الأكبر: “في المرة القادمة، لا يُسمح لك بخداعه بهذه الطريقة مجددًا.”
“هاه، حسنًا، في المرة القادمة سأبتكر خطة مختلفة.”
“أنت—!”
“سأصطحبك معي أيضًا.”
“…..”
“كل هذا بسببك،” قال مي هانشوي الأكبر بغضب، “أقترح أن تبدأ بالتفكير في كيفية شرح الوضع لرئيس القصر ما غدًا. سأذهب للنوم.”
“ألم نكن سنخرج لجولة أخرى من مضايقة شوي مينغ؟”
“ألست ترى أن وجهك قد تمزّق بما فيه الكفاية لهذا اليوم؟”
فتح مي هانشوي فمه بصمت وأغلقه، ثم تمدد بخمول على سرير أخيه، وتنهد قائلًا: “آه، ما معنى الحياة إن لم أتمكن من العبث بالناس؟”
اسودّ وجه مي هانشوي الأكبر: “من سمح لك أن تستلقي على سريري وحذاؤك لا يزال في قدمك؟!”
بسبب ما أطلقه شوي مينغ ومي هانشوي من عبث، كان قصر تاوباو يتلقى الضربات من كل جانب، غارقًا في الشكاوى. وباعتبارهما المصدر الأصلي للمشكلة، سواء عن قصد أو لا، فقد كُلّفا بتهدئة الحشود لصالح رئيس القصر ما.
وهكذا، في صباح اليوم التالي، رغم أن شوي مينغ كان لا يزال مكفهرًّا تغمره مشاعر الاستياء، اضطر إلى الخروج مع الأخوين مي. وامتطى الثلاثة سيوفهم، واندفعوا نحو بحيرة الغرب.
وعندما حطّت سيوفهم، ووصلوا إلى تمثال القط الليلي الضخم عند مدخل قصر تاوباو، ذُهل شوي مينغ.
خارج القصر الفخم، رأى حشدًا من المدنيين، بأيديهم بطاقات خشبية مطلية باللون الأحمر، يصرخون بعنف بشيءٍ ما. وبسبب كثرة الأصوات المختلفة، رغم علو الصوت، لم يستطع تمييز محتوى الشكاوى. وبينما كان شوي مينغ مصدومًا، رأى صفًا من النساء يأتين من زاوية الشارع، يرتدين تنانير حمراء وأكمامًا خضراء، وقد وُضع المكياج الثقيل على وجوههن. كُنّ سيدات بيوت الدعارة في لين آن.
هؤلاء المومسات العجائز، اللواتي عادة ما يندفعن لتمزيق بعضهنّ فور رؤية إحداهن الأخرى، كنّ الآن يعملن بوَحدة واحدة. وبصوت واحد، هتفن:
“أعيدوا لي رقم واحد!”
“أعيدوا لي زهرتي الأولى!”
“أعيدوا لي بناتي!”
“أعيدوا لي الأخت الصغرى بائعة الشاي!”
لم يسبق لشوي مينغ أن رأى حشودًا كهذه. لم يكن يخاف من شيء في الأرض ولا في السماء، لكنه اليوم اكتشف أن لديه إحساسًا مُسبقًا بالخطر تجاه هؤلاء النسوة. رآه مي هانشوي مرتبكًا، فابتسم، وربت على كتفه قائلًا: “لا تقلق، الفتيات مخلوقات لطيفة جدًا، لن يأكلنك.”
وما إن أنهى جملته، حتى قامت إحدى السيدات بضرب صدرها الضخم بقوة منقطعة النظير، كما لو كانت تكسّر به حجرًا، وكانت ضربة مهيبة لدرجة أن عيني شوي مينغ كادتا تخرجان من محجريهما.
صرخت السيدة بغضب: “يجب على قصر تاوباو أن يوقف سحره!”
“صحيح!” صاح بعض العامة من بين الحشود: “أعيدوا لبناتنا كرامتهن!”
“لقد قال إن زوجتي تشبه الكعكة! زوجتي تبكي الآن!”
“ما كل هذه الفوضى؟ ما الذي يجري؟” تمتم شوي مينغ.
ربّت مي هانشوي الأكبر على كتفه بسيف شُوُو فِنغ وقال له:
“اتبعني من الباب الخلفي.”
كان شوي مينغ لا يزال غاضبًا ولا يريد الحديث مع الأخوين، لكنه حين رأى أن البوابة الأمامية مُحاصرة تمامًا، وتلاميذ قصر تاوباو يبيعون أنفسهم برثاء عند الباب، اضطر إلى تحويل نظره وتبع الأخوين مي إلى الجزء الخلفي من القصر.
“قائد طائفة قمة الحياة والموت شوي مينغ وتلميذا قصر كونلون الجليدي، الأخوان مي هانشوي، جاؤوا لرؤية رئيس القصر ما.”
“آه!”
امتلأت عينا التلميذ الذي يحرس الباب الخلفي بدموع السعادة. “قائد الطائفة شوي! السيّدان مي! أنتم هنا أخيرًا!”
قال شوي مينغ: “أين رئيسكم ما؟ هناك ضوضاء شديدة في الخارج، يجب عليه على الأقل أن يخرج ليهدئ الحشود. كيف يختبئ الآن؟”
كان التلميذ الصغير متماسكًا حتى هذه اللحظة، لكن ما إن طُرح هذا السؤال، حتى انفجر بالبكاء والنحيب، وبدأ يفرك جسده بشوي مينغ: “رئيس… رئيس القصر…”
لطالما احتقر شوي مينغ عقلية السيد ما، وكان يظنه رجلاً يحب العودة إلى الطبيعة، لذا قال بقلق مجددًا: “لم يقفز في بحيرة الغرب، صحيح؟”
تنهّد التلميذ باكيًا: “لا، لا! في الليلة الماضية، الليلة الماضية… رئيس القصر ما تحوّل إلى فراشة وطار بعيدًا!”
قفز شوي مينغ منتبهًا: “فراشة؟ ما هذا بالضبط؟”
“فراشة! تعرف، تلك التي تطير، والجميع يحبها!” أشار التلميذ بحركات متوترة بيديه: “فراشات الأزهار!”
لم يفهم شوي مينغ شيئًا. فسأله مي هانشوي الأكبر فجأة: “أأنت من فوجيان؟”
“نعم، نعم" أومأ التلميذ الحارس بقوة.
التفت مي هانشوي بلا مبالاة إلى شوي مينغ ليترجم: “يقصد نحلة.”
شوي مينغ: “…”
لكن، عندما دخلوا إلى جناح الاستقبال في قصر تاوباو، ورأوا رئيس القصر ما البائس، سأل شوي مينغ سؤالًا انبعث من أعماق روحه: “اللعنة، أتسمي هذا فراشة؟”
كانت نحلة صغيرة تطن وتطير يمينًا ويسارًا، صعودًا وهبوطًا.
طارت بسرعة جعلت شوي مينغ يرغب لا إراديًا برفع يده وسحقها. لكن شيخًا من قصر تاوباو أوقفه فورًا: “توقف! إن ضربته، فسيموت رئيس القصر!”
السيد ما الذي تحوّل إلى نحلة نشطة مجتهدة، دار دورة ثم استقر في منتصف طاولة من خشب الصندل الأحمر. زوج من عيني النحلة حدّق في شوي مينغ، وكأنه يبكي بصمت ويشكو حاله.
رأى شوي مينغ أن هذا سخيف تمامًا. أشار إلى النحلة: “أيعقل أن هذا الشيء هو حقًا السيد ما؟ هل أنتم متأكدون أنه لم يخترع هذه القصة ليتفادى مواجهة الحشود في الخارج؟”
قال الشيخ بيأس: “هذا حقيقي تمامًا، ونضمن استبداله إن لم يكن كذلك. لقد رأيت رئيس القصر يتحول إلى فراشة بعينيّ!”
شوي مينغ: “وأنت أيضًا من فوجيان؟”
“أنا من فونان!”
أصيب شوي مينغ بصداع. “حسنًا، تابع.”
“بعدما تحوّل رئيس القصر إلى فراشة، طاف حول قصر تاوباو، يلقّح الأزهار، ويقوم بما تسمح به قوته.”
صرّ شوي مينغ على أسنانه: “هذه نحلة.”
قال الشيخ: “لا داعي للشك، قائد الطائفة شوي. هل سبق لك أن رأيت فراشة بهذه الجمال والمرح، وبهذا القدر من الذكاء والدهاء؟”
اختنق شوي مينغ: “سأقولها مرة أخرى! هذه نحلة لعينـة!”
“رئيس القصر قد تحوّل إلى فراشة وبدأ رقصة الفراشة، لذا أخشى أنه لا يستطيع استقبال الضيوف بنفسه اليوم. وبالتالي، ستقع المهمة عليّ. أنا المتواضع تشين شيو يوان، الشيخ تشين، سأقوم بدور ممثل القصر مؤقتًا.” قال هذا، ثم نهض نصف نهوض من كرسيه. “تفضلوا من هنا.”
شوي مينغ: “…”
من وجهة نظره، بدا أن هذا الشيخ تشين لا يفهم الكلام البشري.
سارع تلاميذ قصر تاوباو بإحضار الشاي والكعك. جلس الثلاثة مع الشيخ تشين وتحدثوا وهم يأكلون، في حين كانت النحلة الصغيرة – التي كانت سابقًا رئيس القصر ما – تقف بلطافة فوق غطاء إبريق الشاي.
اتضح أن لفافة تهدئة الروح قد امتصت مشاعر رجال الزراعة الحمقى ونسائهم اليائسات، وبدأت تنشأ فيها رغبة شديدة، وتوق إلى العثور على شريك أحلامها. لذا، بعد أن اكتسبت هيئة بشرية، بدأت تخطط.
في الأساس ما كان هذا ليشكّل مشكلة كبيرة؛ فلو تمكن أحدهم من إيجاد روح صغيرة أخرى تتوق أيضًا للرفقة، لكان الاثنان تلاقيا وانتهى الأمر. لكن المشكلة ظهرت لأن أفعالها كانت مستندة إلى تقليد شوي مينغ ومي هانشوي. لهذا السبب، أصبحت روح اللفافة شديدة الانتقاء. سواء كانت شابة مهذبة من عائلة كبرى، أو جوهرة من عائلة صغرى، أو زهرة بيوت الدعارة، أو فاتنة الحي البسيط، لم تكن أيٌّ منهنّ جديرة بها. (مصطلح فاتنة الحي البسيط مصطلح معرب من شي شي التوفو، الي يعني بالصيني بائعة التوفو الجميلة، مو ضروري تكون بائعة توفو صدق بس المقصد بنت بسيطة ومن عائلة عادية بس جدا جميلة)
وصفت أجمل عروس في لين آن بأنها 'سمينة جدًا'.
وقالت عن أكثر الفتيات سحرًا إنها 'فظّة للغاية'.
وقالت عن زهرة بيوت الدعارة الأولى إنها 'ذات سيقان مشعرة'.
وقالت عن فاتنة الحي البسيط إنها 'تملك أقدامًا نتنة وكبيرة'.
في العادة، فمٌ سام كهذا كان كفيلًا بأن تدهسه النساء حتى يتحوّل إلى قطعة لحم، لكن للأسف الشديد، كانت قد صقلت سحر مي هانشوي إلى قوة روحية، فبغض النظر عن مدى قسوتها في السخرية من فتاة ما، كانت في النهاية تصاب بالوله تجاهها. وإذا داعبت فتاة لها حبيب، فبإمكانها أن تتخذ هيئة ذلك الحبيب، وتستفيد من دموعها الثمينة.
عندما سمع شوي مينغ هذا، امتلأ بغضبٍ نابع من شعورٍ عميق بالعدل وقال: “هذا تجاوز للحدود!”
وأثناء حديثه، استدار نحو مي هانشوي: “انظر إلى نفسك، انظر إلى الكارثة التي سببتها!”
لم يجد مي هانشوي ما يقوله.
سأل شوي مينغ: “لكن يا شيخ تشين، لماذا تحوّل رئيس القصر ما إلى نحلة؟”
تنهد تشين شيو يوان: “لقد أثارت روح اللفافة العامة في لين آن أكثر من اللازم. من الشوارع إلى بيوت الدعارة، وحتى إلى منزل الآنسة غوان، أثارتهم جميعًا. يبدو أن لها تأثيرًا خاصًا على النساء؛ كل الفتيات اللواتي أثارتهن أصبحن يعانين من تغيّرات تامة في الشخصية. على سبيل المثال، زهرة بيوت الدعارة الأولى في ‘تشونتشا لو’، كانت سابقًا امرأة لبقة، قادرة على إدخال البهجة إلى قلب أي زبون. لكن منذ أن التقت بروح اللفافة، وكأن شخصيتها انهارت تمامًا، وأصبحت فتاة صريحة، وجامدة مثل عقدة خشب الدردار.”
“ماذا تعني؟”
“في السابق، حين ترحب بالضيوف، كانت تقول أشياء مثل، ‘سيدي، ما أجمل بشرتك، يبدو أن هذا الاحمرار يدل على قدوم الحظ والثراء،’ أو ‘سيدي، ما أروع صحتك في هذا السن، أراهن أنك قادر على إدارة منزل فيه ثمانون محظية على الأقل!’”
قال مي هانشوي الأكبر: “أشعر أن بعض هذا المديح مبالغ فيه.”
قال تشن شيويوان: “حسنًا، الزبائن يحبون سماع هذا النوع من الكلام. لكن الآن تغير الأمر. لنفس الضيف، أصبحت تقول أشياء مثل، ‘أيها الكلب، جبينك أسود، هناك تسرب من وجهك. لا ينبغي لك الخروج كثيرًا، أخشى أن يصيبني نحسك،’ أو، ‘أيها العجوز، الآخرون يمكنهم القيام بها سبع مرات في الليلة، وأنت بالكاد تُخرج سبع قطرات. انظر كيف تتراقص تجاعيدك مثل سلحفاة؛ ألا تخجل من مجيئك إلى بيوت الدعارة في هذا العمر؟’”
شوي مينغ: “…”
مي هانشوي الأكبر: “……”
وحده مي هانشوي ضحك عند سماع هذا، وقال مبتسمًا:
"ألا تزال تلك الدار مفتوحة؟”
“لقد دُمّرت. ولهذا جاؤوا للاحتجاج على قصر تاوباو.”
تنهد تشين شيو يوان وقال: “ذهب رئيس القصر للتحقيق، ووجد أن جميع الفتيات أصبحن كذلك، كلهن يعانين من تغيّرات تامة في الشخصية. من كنّ خجولات لا يجرؤن على مغادرة المنزل أصبحن يركضن في الشوارع بجنون. ومن كنّ مدللات يحببن الجمال أصبحن يحملن الفرشاة ويقفن أمام المرآة ليرسمن شعر الصدر على أنفسهن. ومن كانت تقول ‘الأرانب لطيفة جدًا، لمَ نأكلها؟’ أصبحت الآن تأكل خمسة رؤوس أرنب، وخمسة رؤوس بط، وخمسة رؤوس دجاج دفعة واحدة.”
كلما تكلم تشين شيو يوان أكثر، انهار أكثر. غطى وجهه وقال: “لم نعد نستطيع الاستمرار بهذا الشكل، لذا تولى رئيس القصر ما المسؤولية، و… “
“ذهب لإخضاع الروح؟”
“لا، لا يمكن قمع روح اللفافة بالقوة. أولًا، لأنها ليست روحًا شريرة فعلًا، فقط مختلّة قليلًا. ولم تؤذِ أحدًا فعليًا حتى الآن. ثانيًا، اكتشف رئيس القصر أن إن هُزمت الروح بالقوة، فإنها ستنفجر، وتنشر كل ما قيل لها من معلومات في عالم الزراعة بأسره. سيكون ذلك تسريبًا لمعلومات العملاء الخاصة، وقصر تاوباو يُعتبر مؤسسة محترمة. لو حدث ذلك، فسيُدمَّر اسم القصر المشرّف.”
هزّ مي هانشوي الأكبر رأسه: “وليس ذلك فحسب، بل أخشى أن ينتشر جو سام في المجتمع. ماذا لو كشف رجال أو نساء متزوجون أسرارًا مخجلة عن شركائهم؟”
أمسك شوي مينغ رأسه من الألم: “إذًا، ما الذي فعله جيكيه ما؟”
“رئيس القصر رتّب لقاءً شخصيًا مع روح اللفافة، ثم تنكّر كامرأة. قال إنه سيغويها، ويجعلها تتعلّق به عاطفيًا، ثم يقنعها بالعودة دون ضغائن.”
“السيد ما أراد أن يستخدم نفسه كطُعم عاطفي؟” ارتجف طرف فم شوي مينغ. “أليس لدى قصر تاوباو مرآة؟ قمة الحياة والموت يمكنها إعارتكم واحدة، لا تقلقوا.”
عند سماع هذا، طارت النحلة الصغيرة بغضب، وراحت تدور حول رأس شوي مينغ ذهابًا وإيابًا وهي تطنّ بلعناتها.
نظر تشين شيو يوان إلى النحلة وقال بإحراج: “إحم، رغم أن رئيس قصرنا ما رجل رائع وبطولي، إلا أنه كان يعلم أن متطلبات روح اللفافة شديدة الدقة والتحديد. لذلك، لم يكتفِ بارتداء ملابس نسائية. بل اشترى أيضًا بخورًا فاتنًا من جيانغ يي تشين. هذا البخور غريب جدًا؛ طالما بقي الطرف الآخر في نفس الغرفة طوعًا للمدة التي يستغرقها شرب كوب من الشاي، فبإمكانك أن تسحره، ويعتقد أن خنزيرة تبدو كجنية.”
وعند قوله هذا، أضاف بسرعة: “بالطبع، لا أقصد أنك خنزيرة يا رئيس القصر!”
النحلة الصغيرة: “بززززز!!!”
سأل شوي مينغ: “وماذا حدث بعد ذلك؟ هل فشل البخور؟ هل باع ذلك اللعين جيانغ شي بضاعة مزيفة مجددًا؟”
“لا.” ازداد تشين شيو يوان حرجًا: “حين رأت روح اللفافة رئيس القصر ما متنكرًا كامرأة، أطلقت صوت غثيان، ثم هربت مسرعة… لذلك، لم تبقَ في الغرفة حتى انتهاء كوب الشاي…”
يا لها من قصة بائسة.
كان شوي مينغ على وشك الانفجار ضحكًا، يبذل جهدًا كبيرًا ليكتم ضحكته، حين سمع مي هانشوي يضحك بخفة. التفت إليه شوي مينغ وقال: “لا تضحك، هذا أمر جاد!”
قال تشين شيو يوان بأسى وهو ينظر إلى النحلة التي كانت يومًا رئيس القصر ما: “النساء اللواتي تُرفضن من قِبل روح اللفافة ستتغير طبائعهن، أما الرجال الذين تُرفضهم، فسيتحولون مباشرة إلى حيوانات. لقد قضى شيوخ القصر الليلة بطولها، محاولين شتى الأساليب، لكنهم لم يستطيعوا كسر التعويذة. لم يبقَ لنا خيار، لذا أرسلنا شخصًا لطلب المساعدة.”
“طلب المساعدة؟” صُدم شوي مينغ للحظة، وراوده شعور سيئ. “من مَن؟”
وما إن أنهى كلامه، حتى سمع إعلانًا صاخبًا من تلميذ خارج قاعة الاستقبال: “رئيس طائفة الطب في غيويي — القائد جيانغ قد وصل!”
تعليقات: (0) إضافة تعليق