Extra26
عنوان الفصل: اكسترا شوي مينغ: أبذل ما في وسعك يا جيانغ شي.
دخل جيانغ شي وهو يقود موكبًا من صفين من التلاميذ جميعهم يرتدون اللون الأخضر الفاتح، إلى قاعة الاستقبال.
وكالعادة، حمل نفسه اليوم بغطرسة توحي وكأنّه يقول: 'العالم كله مجنون، وأنا وحدي العاقل.' كان يرتدي رداءً مزيّنًا بحواف فضية، يتدرج إلى الأخضر الفاتح في أسفله، طويلًا بما يكفي ليمسّ الأرض. الزخرفة الفضية نُسجت بخيوط من الحرير الفضي، أما القماش الأخضر فصُنع من مستخلص ريش طيور 'الياقوت اليشميّة'. وفوقه، ارتدى عباءة شفافة من قماش 'السحاب الذهبي'، تلمع كالضوء عند الفجر، وتبعث في النفس رهبة من جمالها.
كانت ملابسه دومًا تجعل الناس يشعرون وكأنه يقول: 'أنا ثري حتى العظم، تفضلوا واسرقوني'، ومع ذلك، لم يتمكن أحد قط من سرقته.
وكان وجهه اللافت للنظر وكأنه يقول: 'ألست ترغب في النوم معي؟ أعلم أنك تفعل'، لكن لم يستطع أحد قط إدخاله إلى السرير.
الشيء الوحيد الذي استطاع الناس فعله حياله، هو التوجه إليه، والانحناء، وتحية طائفته بكل احترام وطاعة: “نحيّي القائد جيانغ!”
قال أيضًا الأخوان مي هانشوي: “نحيّي القائد جيانغ.”
وحده شوي مينغ خالف القاعدة. عقد ذراعيه، أدار رأسه، وشخر، متجاهلًا جيانغ شي تمامًا.
شحب وجه الجميع من الرعب — كان من الواضح للجميع مدى سوء مزاج جيانغ شي؛ هل أكل شوي مينغ قلب دبّ ومرارة نمر؟ كيف يجرؤ على التمرد على كبيره بهذه الوقاحة بصفته صغيرًا بالمرتبة؟
لبعض الوقت، راح الجميع يتصببون عرقًا من التوتر خوفًا على القائد شوي. لم يعرف أحد ما إذا كان جيانغ شي سيُنزل به عقوبة مروّعة، أم يكتفي بتسميمه بصمت.
لكن، من كان يظن أن عيني جيانغ شي ستعبران بسرعة فوق شوي مينغ، دون أن ينطق بكلمة، ثم تتحركان بهدوء بعيدًا عنه.
تفاجأ الآخرون، لكن شوي مينغ لم يلحظ شيئًا على الإطلاق. لقد اعتاد منذ زمن بعيد على الجدال مع جيانغ شي، وأصبح يستفزه بشكل غريزي. وهذه المرة، إذ تم تجاهله، لم يستطع تمالك نفسه، فراح يحدق بغضب، ويسعل بتكرار، ويعدّل وضعيته، ويطلق شخيره مجددًا حين وجد الوضعية الأكثر تحديًا.
جيانغ شي لم يعره اهتمامًا، ولم يتحدث إليه. جالت عيناه في القاعة، واستقرت أخيرًا على الشيخ تشين. فسأله: “أين ما فانغ تشي؟”
وقبل أن يرد الشيخ تشين، شخر شوي مينغ بغضب مرة أخرى.
الشيخ تشين: “…”
أخيرًا، التفت إليه جيانغ شي ونظر إليه ببرود: “هل لديك التهاب في الجيوب الأنفية؟”
اختنق شوي مينغ وقال: “أنا، أنا…”
“إن كنت تعاني فعلًا من التهاب في الجيوب الأنفية، فدعني أسمعك تشخر مرة أخرى. لدي دواء.”
“أنت، أنت…”
قال جيانغ شي بهدوء: “لدي أيضًا علاجات للتلعثم. سنعالجك حتى تُشفى تمامًا؛ نحن نقدم خدمات متساوية للجميع.”
صُدم تلاميذ قصر تاوباو!
كيف لشخص شخر ثلاث مرات في وجه جيانغ شي ألّا يُضرب حتى الموت، بل يحصل على اهتمام القائد جيانغ؟ بل حتى يُسأل عن صحته؟ ويتلقى اهتمامًا صادقًا وجادًا؟!
حتى مي هانشوي راح يتأمل الاثنين بتفكير، وقد تلبدت حواجبه الذهبية الشاحبة، ثم ازدادت عبوسًا.
خارج قاعة الاستقبال، كانت مجموعة من تلميذات طائفة يتلصصن على ما يجري، وهم يتهامسن بجنون بحماسةٍ لا توصف.
شوهو أ:
“آآآآآه! انظروا إلى القائد جيانغ وهو يدلّله! قصة ’عروس الخالد المستبد المدللة‘ حقيقية!”
شوهو ب:
“هراء! هذه بوضوح من ’السنوات التي قضيتها نائمة مع خالدي الأكبر‘!”
شوهو ج:
“كلكن مصابات بالعمى! ألا ترين تعبير السيد مي؟ انظري كم هو غير سعيد! ومن كل صدق، أوصيكن بقراءة ’خداع الخنزير بواسطة التوأمين مي‘ من مكتبة شاي دونغشي والفطر!”
شوهو أ وب (بغضب):
“كيف تجرؤين على وصف القائد شوي بأنه خنزير؟!”
أما المعنيّون بالأمر، فلم يسمعوا شيئًا من هذه الهمسات. كان شوي مينغ على وشك الانفجار من الغضب بسبب جيانغ شي، مستعدًا للهجوم، لكن مي هانشوي أوقفه.
اتسعت عينا شوي مينغ بدهشة: “ماذا تفعل؟ كيف تساعده؟”
أمسك مي هانشوي بوجه شوي مينغ بين يديه وابتسم:
“وجهك أصبح أخضر. لماذا لا تجلس وتشرب كوب شاي، وتهدأ قليلًا…”
“دعني!”
نظر جيانغ شي إليهما ببرود.
في نظر الآخرين، كان جيانغ يي تشين الخالد الأعلى مرتبة في عالم الزراعة، قويًا ومهابًا. أما شوي مينغ، فمهما كان نجمًا صاعدًا لامعًا، يمكن هزيمته بإصبع واحد من غيويي. وكان واضحًا للجميع أن الوسيط الحكيم في هذا الخلاف، السيّد مي، كان يحاول مساعدة شوي زي مينغ، مانعًا إياه من الدخول في عداوة لا جدوى منها مع غيويي.
لكن شوي مينغ كان أعمى عن هذه الحقيقة، ولم يرَ صدق نوايا مي هانشوي. أما جيانغ شي، فهز رأسه، وصرف نظره عن هذين الشابين المزعجين.
وبوجهٍ هادئ، سأل تشين شيو يوان: “لقد مر وقت طويل على وجودي هنا. لماذا لم يخرج ما فانغ تشي بعد للترحيب بضيوفه؟”
ذهل الشيخ تشين تحت نظرات جيانغ شي، وشعر فجأة كما لو أنه سُحق تحت خمسة آلاف مليار قطعة ذهبية. فسارع إلى التوضيح وهو يتلعثم: “لا، لا، لا، ليس الأمر كذلك! رئيس القصر لم يتعمد تجاهلكم! إنه… مريض جدًا فعلًا…”
كان جيانغ شي لا يزال ساخطًا، فهزّ كمّيه وقال: “أوه؟ ما مدى خطورة هذا المرض؟ هل هو غير قادر على الخروج؟”
“ل-لا، ليس الأمر كذلك… قائد طائفتنا تعرّض لسحر… لقد… لقد تحوّل إلى فراشة وطار بعيدًا!”
“……”
ساد الصمت بين جيانغ شي وتلاميذ طائفة غيويي.
وبعد برهة، كادت نوبة غضب جيانغ شي أن تتجسّد ماديًا. ضاقت عيناه، وتشنّجت شفتاه النحيلتان وهو يقمع غضبه. ثم قال بازدراء: “الشيخ تشين. هل قرأت رواية ’أسطورة المحظية العطرة‘ أكثر من اللازم؟”
شعر تشين شيو يوان برعب شديد من اهتمام جيانغ شي لدرجة أن رقبته كادت تنكمش داخل جسده. أحسّ أن القائد جيانغ، في نوبة غضبه، قد يرميه في مرجل كيميائي ويطحنه إلى مسحوق دواء. فبدأ عقله يعمل بأقصى سرعة بحثًا عن وسيلة لتقريب المسافة بينه وبين هذا القائد، على أمل أن ينال بعض الرحمة.
فصاح مرتعبًا، محاطًا بهالة من 'الضوء الإلهي': “لا تقتلني، أيها القائد جيانغ! من أجل صداقتنا كـمعجبَين بـ’أسطورة المحظية العطرة‘، أرجوك اعفُ عني!”
ساد صمت تام في القاعة. وبما أن القانون لا يُنفّذ حين يكون الجميع مجرمين، فقد أظهر أولئك المزارعون الذين لم يلاحظوا الثغرة في كلام جيانغ شي من قبل إدراكهم المفاجئ دون أي خوف من الموت.
صحيح. إن لم يكن جيانغ شي قد قرأ الرواية، فكيف له أن يعرف أنها تتضمن شخصًا يتحول إلى فراشة ويطير بعيدًا؟
وفي تلك اللحظة، بدأ بعض الحاضرين يتخيّلون القائد جيانغ في أوقات فراغه، يقرأ بتركيز كتابًا عليه العنوان العريض: 'أسطورة المحظية العطرة'.
لم يستطع أحد أن يجرؤ على النظر إليه مباشرة.
حتى أن بعض الناس بدأوا يتهامسون: “اتضح أن ذوق القائد جيانغ الأدبي… من هذا النوع…”
“ما كنت لأظن، حقًا لا تحكم على الكتاب من غلافه…”
تحوّل وجه جيانغ شي إلى السواد. أمسك بياقة تشين شيو يوان، وحدّق فيه طويلًا، ثم دفعه فجأة بعيدًا، وتفوّه بكلمات باردة كالثلج: “اقلعوا لسانه. حالًا.”
تابع من طائفة غيويي: “أمرك، سيدي!”
“آآآآه!” صرخ تشين شيو يوان: “رئيس القصر! النجدة! أنقذني!”
وفي اللحظة الحرجة، انطلقت النحلة الصغيرة التي كانت تستريح على إبريق الشاي، وطارت بشجاعة حول جيانغ يي تشين، تدور وتدوّم لتُحبط هذا الفعل القاسي.
قطّب جيانغ شي جبينه بانزعاج: “اقتلوا هذه الذبابة أيضًا.”
تابع من غيويي: “أمرك، سيدي!”
لم يعد شوي مينغ قادرًا على تحمّل هذا الطغيان أكثر. دفع مي هانشوي الذي كان يمنعه، وصرخ في وجه جيانغ شي:
“جيانغ يي تشين! توقف عن الصراخ بالأوامر وكأنك ستذبح الناس يمينًا ويسارًا!”
وأشار إلى النحلة: “هذا هو السيد ما الذي تبحث عنه! وإن لم تصدق، اطلب منه أن يرقص لك!”
هزّ جيانغ شي كمّيه، فارتجّ قماش الرداء الأخضر الفضي كأمواج من الضوء. ثم قال وهو يكبت غضبه: “ما هذا الهراء؟”
“من الذي يقول هراءً؟” التفت شوي مينغ إلى جيكه ما وقال: “هيا، ارقص. إن لم ترقص، فستموت.”
“بزز…” ومن أجل البقاء، هبطت النحلة الصغيرة على الطاولة، وبدأت ترفرف بجناحيها لليسار، ثم لليمين، ثم ارتفعت محلّقة بحركة لولبية.
جيانغ شي: “……”
“هل صدقتني الآن؟” قال شوي مينغ بحدّة. “لقد دُعيت إلى هنا للمساعدة، وها أنت تأمر بقتل الناس. لما لا تفكر بخطة حقيقية؟!”
تأمل جيانغ شي النحلة قليلًا، ثم التفت إلى تشين شيو يوان:
“قلتَ أنه تحول فراشة؟”
غطّى تشين شيو يوان حنجرته، وسعل مرتجفًا: “ن-نعم.”
“تعال. نحتاج لعلاج عينيك.”
تشين شيو يوان: “هاه؟”
ألقى جيانغ شي بكمّيه للخلف بقوة، وقال لمرافقيه، وجهه مظلم: “إذن، فلنفحص ما فانغ تشي.”
تابع من غيويي: “أمرك، سيدي!”
وبعد كل تلك ضجّة، شخّص تلاميذ طائفة غيويي حالة السيد ما: 'لقد تأثر فعلًا بقدرة غريبة من قدرات شيطان اللفافة، مما حوله إلى نحلة صغيرة نشيطة وشجاعة. ومع ذلك، فإن التعويذة لن تدوم طويلًا. فبعد خمسة أيام، سيستعيد شكله البشري، ويتمكن من حساب أمواله مجددًا.'
“آه…” بعد أن سمع هذا، تمسّك الشيخ تشين شيو يوان بزجاجة دواء العيون، وسأل بتوتر: “هل علينا أن ننتظر خمسة أيام؟ ألا يمكننا إعطاؤه علاجًا مباشرًا الآن؟”
“أستطيع أن أصف دواءً. لكن لا فائدة منه.”
“لماذا؟”
جيانغ شي: “لأن الأمر سيستغرق ستة أيام لتحضير الدواء.”
“……”
وما كان من السيد ما إلا أن يقضي خمسة أيام قسرًا كنحلة. وبعد تقديم العلاج، أنهى جيانغ شي عمله، لكنه لم يبدِ أي نية للرحيل.
قال لشوي مينغ: “لقد حذرتك من التدخل في أداة ما فانغ تشي الروحية، لكنك لم تستمع. والآن انظر إلى الفوضى التي سببتها.”
عقد شوي مينغ ذراعيه وحدّق به: “اهتم بشؤونك فقط.”
رد جيانغ شي ببرود:
“هذا بالفعل شأني.”
“أنت!” صاح شوي مينغ غاضبًا: “جيانغ يي تشين! هل تبحث عن شجار؟! قلت لك لا شأن لك بأموري، هذا نهائي! انصرف، انصرف، لا تفسد خطط هذا القائد!”
خفض جيانغ شي رموشه بازدراء ونظر إليه: “من قال أنني أرغب بالتدخل في أمورك؟ أنا هنا لأن شيطان اللفافة يطارد الجميلات في أنحاء لين آن. البارحة، اخترق حاجز طائفتي ’غيويي‘. كان يفسد عليّ راحتي. هل تظن أنني أتيت لأجلك؟”
أضاف أحد أتباعه داعمًا لقائده: “نعم، بالضبط! هذه المسألة تستدعي تدخل القائد جيانغ. أنت لا تعرف… البارحة، تنكر شيطان اللفافة بهيئة القائد جيانغ. اجتاح حيّ المتعة في مدينة يانغتشو، ونام مع سبع أو ثماني عاهرات شهيرات على التوالي، ووعد كل واحدة منهن أن تكون زوجته الأولى، الثانية، الثالثة… وصولًا إلى الزوجة الثامنة!”
شوي مينغ: “…”
التابع: “وعندما خرج قائدنا هذا الصباح، صادف مجموعة النساء وجهًا لوجه. أحطن به، يتدلّعن وينادينه: ’يا زوجي‘ أمام كل سكان يانغتشو. أيها الزعيم شوي، لا يمكنك تخيل ذلك، قائدنا غضب لدرجة أن وجهه حتى—”
“هل انتهيت؟” قال جيانغ شي بصوت بارد، فقطعت كلماته الجليلة فم التابع.
فتراجع التابع خائفًا، وأدخل رأسه في عنقه كسلحفاة مذنبة.
لم يستطع مي هانشوي منع نفسه من خفض رموشه والضحك بخفّة. لاحظ جيانغ شي ذلك، فاشتدّ بريق عينيه كسيفين حادين، لكنّه لم يقل شيئًا، بل أعاد نظراته الغريبة نحو شوي مينغ وقال: “على أية حال، هذه المسألة لي لأحسمها. لم يعد عليك التدخل فيها.”
كان تشين شيو يوان يصغي لخطة جيانغ شي في القضاء على الروح بنفسه، فلم يستطع إلا أن يشحب خوفًا: “ق-قائد الطائفة جيانغ! لا يمكنك إخضاعها بالقوة! إن فعلت، ستقوم بفضح الأسرار الحميمة لجميع المزارعين في العالم!”
في الخطة الأصلية لجيانغ شي، كان يعتزم فعلًا إرسال دعوة لروح اللفافة تلك الليلة، ثم عند قدومها، ينهكها بمسحوق دوائي ويقوم بتحطيمها.
لكن بعد سماع كلام الشيخ تشين، عبس جيانغ شي قليلًا:
“أي أسرار حميمة؟ أليست مجرد سجلات محادثة؟”
قال تشن شيويوان: “كيف يكون الأمر كذلك؟ في المرة الأولى التي استخدم فيها كل مزارع هذه اللفافة، طُرح عليه عدد من الأسئلة. وإن تحطمت اللفافة، فستُكشف كل هذه الإجابات للعالم أجمع.” ثم تردد قليلًا قبل أن يذكّر جيانغ شي: “قائد الطائفة جيانغ، إن كنت قد استخدمت لفافة التهدئة من قبل، فلا بد أنك أجبت عن تلك الأسئلة أيضًا.”
النبيل غالبًا ما ينسى. أمال جيانغ شي رأسه قليلًا محاولًا التذكر، حتى تذكّر أخيرًا تلك الحادثة.
في ذلك الوقت، سأله اللفافة أسئلة شخصية وغريبة للغاية—
“هل هناك أحد يعجبك؟”
“إن لم يكن، فلماذا؟”
“هل لديك أطفال؟”
“لماذا أنجبت طفلًا؟”
“هل يمكنني السؤال إن كانت تلك ولادة غير مقصودة؟”
“لماذا أصريت على الإنجاب إن كنت لا تحب الأطفال؟”
“هل تخلى عنك شريكك؟”
رجاءً لا تغضب. هذه اللفافة تهتم فقط بكيفية تعبيرك عن الحب. وبناءً على وضعك الحالي، نوصي بشراء الأداة الروحية 'أحمر الغروب' من قصر تاوباو. وسنقوم كل أسبوع بترشيح ثلاثة إلى خمسة عزاب مميزين ووحيدين، لعلك تحقق زواجًا ثانيًا سعيدًا في أقرب وقت.
——
يا للروعة. لقد تذكّر تلك التجربة المزعجة بأكملها الآن.
ظل جيانغ شي محافظًا على وجهه الخالي من التعبير. وفكر: 'حتى لو مات، فلن يسمح أبدًا بأن تُكشف تلك الإجابات للعلن.'
وبينما كان مستغرقًا في التفكير، يسند ذقنه إلى يده، باحثًا بصمت عن طرق أخرى لإخضاع روح اللفافة، سمع صوت مي هانشوي يقول: “قائد الطائفة جيانغ، على أقل تقدير، مقامك رفيع، وأنت من شيوخنا. هذه المسألة خطئي أنا وقائد الطائفة شوي. فلنحلّها بلطف؛ لا يبدو أنها مسألة تناسب قدراتك.”
لم يفهم جيانغ شي تمامًا ما المقصود بـ'نحلّها بلطف'، لكنه لم يستطع منع نفسه من رفع عينيه بلونهما المائل إلى المشمش نحو مي هانشوي وقال: “وما خطتك؟”
ابتسم مي هانشوي: “كما فعل رئيس القصر ما، خطتي تقوم على التنكر كامرأة لإغرائها.”
“…..”
مع أنه لم يفهم لماذا يميل جيل الشباب هذا إلى هذه التصرفات الملتوية، إلا أن الأمر لا يعنيه، فتغاضى عنه. مسح جيانغ يي تشين مي هانشوي بنظره من الأعلى إلى الأسفل، وكان على وشك أن يقول 'حسنًا، افعل ما بوسعك' ويغادر المكان، لولا أن مي هانشوي أضاف مبتسمًا: “ولن يكون من الصعب أيضًا تجميل قائد الطائفة شوي.”
تجمّد جيانغ شي.
كذلك تجمّد شوي مينغ، وكانت تعابير وجهه مطابقة تمامًا لوجه جيانغ شي. “ماذا؟! تريدني أن أتنكر كامرأة وأغازل تلك الروح؟”
“بالضبط.” اعترف مي هانشوي وهو يبتسم.
“لماذا لا تفعلها أنت؟!” صرخ شوي مينغ.
“سنقوم بها نحن الثلاثة معًا، وبهذا سيكون أحدنا مناسبًا بالتأكيد، وأيضًا—”
لكنه لم يُكمل، إذ قاطعه جيانغ شي بوجه مظلم: “اصمت. الاستماع إليك يصيبني بالصداع.”
نظر الإخوة مي وشوي مينغ إليه في وقت واحد.
كان مزاج جيانغ شي باردًا كفاية ليصيب من حوله بالذهول. بدت ملامحه وكأنها منحوتة من الجليد، حدّق في شوي مينغ للحظة، ثم أدار رأسه نحو مي هانشوي وقال بجفاء: "إنه غير مناسب. سأقوم أنا بذلك.”
تعليقات: (0) إضافة تعليق