Ch134
مكتب التعامل مع الهراطقة الخطيرين ~
تحرك لسان باي ليو داخل فمه ،
وتحركت القطعة المعدنية الباردة ببطء تحت الجزء الرقيق أسفل لسانه
مشاعر غامضة في عينيه وهو ينظر بهدوء عبر النافذة،
بينما الضباط يحيطون به بعيون يملؤها الخوف
الشاحنات ذات الصناديق المعدنية الثقيلة تسرع على
الطريق المهجور ليلًا ،
و تتبع بعضها بعضًا متجهةً نحو مبنى أبيض على شكل قبة،
بحجم ملعب، يقع في وسط البرية
الجزء الداخلي للمبنى ذا سطح معدني أملس بلون فضي أبيض،
يعكس الضوء من كل جانب كما لو أنه مرآة
ضوء ضخم يتدلى من المنتصف مثل شمس صناعية ،
تعكسه الجدران البيضاء الباردة بطريقة مذهلة،
لينتشر في جميع الاتجاهات
الأشخاص الذين يدخلون ويخرجون جميعهم يرتدون نظارات داكنة
أما أولئك الذين اعتقلوا باي ليو باسم الشرطة،
فقد ارتدوا نظارات واقية بمهارة قبل دخولهم المبنى
ولكن باي ليو ، المقيد بسلاسل معدنية ،
لم يُمنح أي نظارات واقية
في ضوء هذا السطوع العالي ،
يحتاج الشخص إلى ثانية أو ثانيتين حتى يفقد بصره
الطبيعي ويرى بقع ضوئية
أما التحديق الطويل ، فقد يسبب العمى الثلجي ،
حيث تحترق مقلة العين البشرية بفعل الضوء وتُصاب بالعمى
Erenyibo : صورة قريبة لوصف مدخل المكان /
هذه القبة الضوئية عشان المساجين مايشوفون هما وين
أراد باي ليو في البداية إلقاء نظرة على الهيكل الداخلي لهذا
المبنى الغريب،
لكن من الواضح أن هذا الضوء المكثف
وتصميم المبنى كانا يهدفان إلى منع الأشخاص مثله،
الذين يفكرون في الهرب، من تذكر المسار
في ظل هذا الضوء ، لم يكن من الممكن رؤية أي شيء
بوضوح، فضلًا عن محاولة حفظ الطريق
لذا ، تخلى باي ليو على الفور عن الفكرة،
وأغمض عينيه،
تاركًا نفسه يُسحب إلى الأمام بواسطة الآخرين
تم وضع باي ليو في غرفة معدنية صغيرة ذات هيكل مربع
وسقف منخفض بعض الشيء
الغرفة تحتوي على طاولة وكرسيين،
وعلى الطاولة مصباح مكتبي ذو إضاءة عالية
نافذة صغيرة على الجدار،
بحجم مماثل لما رآه باي ليو في السيارة
ومن خلال هذه النافذة الصغيرة،
بإمكانه سماع الأصوات القادمة من الخارج
— “نبلغ نائب قائد الفريق الثالث !
لقد نجح الفريق في القبض على هرطقي بشري عالي
الخطورة بالرمز المقترح 006!”
— “ لم يُصب أحد بالجنون أثناء المهمة !
لم ينتحر أحد تحت تأثير الهرطقي !
لم يُصب أحد بعاهة جسدية جراء هجوم الهرطقي !
نظرًا لأن القائد تانغ صنّف هذه الهرطقي كوحش هرطقي
عالي الخطورة من الفئة الحمراء ،
فقد تم إرسال خمس مركبات مدرعة معدلة ،
وسبعة عشر بندقية محظورة ،
وثلاثة وثلاثين عضو من الفريق الثالث للقبض عليه .
حتى الآن ، لم يُفقد أي فرد أو سلاح ،
وتم تنفيذ المهمة بنجاح !”
ثم سمع باي ليو صوت رجل لطيف يقول
: “ أشكركم على جهودكم ،
سأقوم باستجواب الهرطقي البشري المعتقل بنفسي .”
صوت الشخص المُبلّغ قلق بعض الشيء : “ نائب القائد
سو لماذا أنت متعجل إلى هذا الحد؟
ينبغي أن تفعل ذلك مع القائد تانغ !
فهو يتمتع بدفاع أقوى ،
وهو من أصرّ على تنفيذ الاعتقال القسري لهذه الهرطقي الليلة .
مواجهة هرطقي مجهول وحدك أمر في غاية الخطورة .”
— “ أين القائد تانغ؟”
تحول الصوت اللطيف إلى برودة خفية،
وسمع باي ليو الرجل الذي يُدعى نائب القائد سو وهو
يتنهد بخيبة أمل: “ لقد أثار الضجة من أجل الإمساك
بالهرطقي الليلة ، ثم ذهب ليشرب .
الآن هو ثمل وهاتفه مغلق ، ونحن نبحث عنه .”
جاء صوت أحد الأعضاء بصدمة : …القائد تانغ ذهب للشرب مرة أخرى؟!
كيف يمكنه فعل ذلك؟
لقد استخدم صلاحياته كقائد لإجبارنا على تنفيذ هذا
الاعتقال دون تحقيق شامل !
ألم يقل إنه سيتولى الأمر بنفسه ؟
لماذا انتهى به الأمر مخمورًا مرة أخرى ؟!”
ضحك نائب القائد سو بمرارة :
“ هذه ليست المرة الأولى التي يتصرف فيها هكذا
عندما يرسل الفريق إلى مكان غريب لاعتقال وحش.
عندما يكون ثملًا ، يرى الجميع على أنهم وحوش .
لكن هذه هي المرة الأولى التي يستخدم فيها صلاحياته كقائد .
المعلومات التي قدمها الليلة عن الهرطقي البشري
المسمى باي ليو كانت دقيقة للغاية .
كنت أعتقد أنه تصرف بعد التحقق من الأمر .
لكن بالنظر إلى هذا الموقف الآن…
ربما يكون هذا الشخص بريئ ،
و مجرد إنسان عادي…
سأدخل وأتفقد الوضع .”
( Erenyibo : ونرحّب بأقوى شخصية رئيسية جديدة في الرواية ~
البطل تااااانغ إردا ~ ❤️🔥 )
ثم فُتح الباب المعدني للغرفة الصغيرة التي فيها باي ليو
دخل رجل في الثلاثينات من عمره يرتدي زي رسمي للشرطة ،
مع قناع واقٍ وسترة جلدية بنية اللون
طوله يتجاوز 1.8 متر،
وعيناه ذات لون كهرماني فاتح يميل إلى الرمادي
بدا وكأنه لم يهتم بشعره لفترة،
حيث تدلى على جانبي وجهه
بشرته سمراء بعض الشيء نتيجة السهر،
لكنه كان نظيف ومرتب ،
مما يدل على أنه يعرف كيف يعتني بنفسه رغم ضغط العمل الكبير
انطباع باي ليو الأولي عنه : لطيف ، من النوع الذي يجعل
الناس يسهل عليهم خفض حذرهم تجاهه
وقعت عينا باي ليو على البطاقة التعريفية على جيب صدر
الرجل:[ نائب قائد الفريق الثالث - إدارة التعامل مع
الهراطقة الخطيرين - سو يانغ ]
أشار سو يانغ لـ باي ليو بالجلوس ،
وبعد أن جلس الأخير ،
لاحظ سو يانغ تركيز نظراته على البطاقة التعريفية
فأومأ نحوه وتحدث بنبرة متأسفة : “ قد لا تصدق ذلك
بسبب الطريقة العنيفة التي تم القبض عليك بها،
لكننا في الواقع إدارة رسمية تابعة للدولة .”
نظر إليه باي ليو ببرود دون أن يرد
بدت تعابير سو يانغ أكثر عجزًا، وقال:
“ قد يبدو هذا سخيفًا ، لكن ما لا يدركه الناس العاديون
هو أن هناك العديد من الكائنات التي لا يمكن تفسير
وجودها بالمنطق العلمي .
مثل الوحوش،
نحن نسمي هذه الكيانات القادمة من مصادر مجهولة ' الهراطقة ' .
بعض هذه الهراطقة يمكنها التلاعب بعقول البشر
وجعلهم يصابون بالجنون،
وبعضها يأكل اللحم والدم البشري .
وللتعامل مع هذه الهراطقة الخطيرة التي تهدد البشر
العاديين، تم إنشاء إدارة خاصة لهذا الغرض .
الأشخاص الذين اعتقلوك الليلة هم أعضاء في هذه الإدارة .”
رفع باي ليو عينيه ببطء:
“ وما علاقتي بذلك؟ هل أبدو كهرطقي؟”
لم يجب سو يانغ على سؤاله مباشرة،
بل أخرج جهاز تحكم عن بعد ووَجَّهَه نحو الجدار
انخفضت شاشة بيضاء ببطء،
وظهر جهاز عرض ليبدأ في عرض عرض تقديمي (PPT)
على الشاشة
[ التوعية الشعبية بإدارة التعامل مع الهراطقة الخطيرين ]
نظر سو يانغ إلى باي ليو قائلًا: “ سأشرح لك أولًا ما قلته
للتو ،
ثم سأوضح لك وضعك بالتفصيل…”
ثم ضغط على جهاز التحكم، فتغيرت شريحة العرض
واصل سو يانغ حديثه ، قائلًا : “ هذه الهراطقة تمتلك قوة مدمرة مرعبة .
هل تتذكر حادثة تفجير مدينة المرايا ؟”
ظهرت صورة في العرض التقديمي (PPT) لمرآة أثرية ،
وهي نفسها التي رآها باي ليو في ' إنفجار القطار الأخير '
كان حولها عدة أشخاص يرتدون زي رسمي بنفس اللون
والتصميم الذي يرتديه سو يانغ،
وكانوا يدرسون المرآة بوجوه جادة ومتجهمة
أشار سو يانغ إلى الصورة قائلًا: “هذه هي المرآة التي
تورطت في تفجير مدينة المرايا.
بعد الانفجار، تساءل الكثيرون كيف أمكن لشخص ما
تهريب قنبلة عبر الأمن بهذه السهولة .
ألم يكن هناك تفتيش أمني؟
في ذلك الوقت، أصدرنا بيانًا عام بأن اللصوص أخفوا
القنبلة داخل مرآة أحد المساهمين،
وتعرضنا للانتقاد لمدة شهر تقريبًا .
قالوا إننا نقلل من ذكائهم لنبرر تقصيرنا .
بناءً على حجم وسمك المرآة ،
كان من المستحيل إخفاء قنبلة داخلها .”
ثم ضغط على جهاز التحكم مرة أخرى،
وتغيرت الصورة على الشاشة
نفس المجموعة من الرجال ذوي الزي الرسمي،
لكنهم الآن يسحبون قنبلة سوداء ضخمة من داخل المرآة،
في مشهد يناقض تمامًا قوانين الفيزياء والمنطق
قال سو يانغ وهو ينظر إلى باي ليو: “ ومع ذلك، كانت هذه هي الحقيقة ،،
هذه المرآة تحطمت في الانفجار.
استغرق الأمر منا جهدًا كبيرًا لجمع شظاياها من محطة
المترو بعد الحادث .
بمجرد أن قمنا بإعادة تجميعها ،
أجرينا عليها العديد من الاختبارات والتجارب .
و اكتشفنا أنها تعمل كنقطة طي في الفضاء ،
حيث يمكن استخراج أشياء أكبر من حجمها منها.
والأشياء التي تُوضع بداخلها لا يمكن اكتشافها بأي نوع
من الأشعة أو الأجهزة المعروفة لدينا .”
توقف سو يانغ للحظة قبل أن يواصل: “ وبعد سلسلة من
التجارب الطويلة، اكتشفنا أن المرآة لا تخزن الأشياء فقط،
بل تمتلك أيضًا نوع من القدرة على تجسيد المشاعر.
إذا نظر إليها شخص ما لفترة طويلة،
فإن الأشياء التي تظهر فيها ستتحول إلى آخر شيء
يخشاه هذا الشخص.”
تغيرت الشريحة في العرض التقديمي،
وعرضت تقرير عن المرآة
[ اسم العنصر الهرطقي ] : مرآة نظرية مورفي
[ التقرير ] :
— عُثر عليها أثناء التحقيق في انفجار ضخم .
أثناء استعادة الحطام ، اكتُشف أن القطار كان محاصر في
حلقة زمنية استمرت لمدة ساعة ،
حيث ظل ينفجر مرارًا وتكرارًا
( مع العلم أن خط القطار لم يكن دائري في الأصل)
— تأكد أن خوف الركاب الذين لقوا حتفهم في الانفجار
انعكس في شظايا المرآة المحطمة،
مما تسبب في تكرار الانفجار بلا توقف .
— بعد استعادة جميع الشظايا ، لم يكن هناك حاجة
لإصلاحها، حيث تجمعت الشظايا من تلقاء نفسها مكونة
سطح مرآة عادي، دون أي أثر للكسور .
— أظهرت الاختبارات أن التحديق في المرآة لأكثر من 17
دقيقة يمكن أن يحول الأشياء التي تنعكس فيها إلى أكثر ما
يخشاه الشخص المتأمل .
[ طريقة الاحتواء ] :
• تُحفظ تحت الأرض بعمق 17 مترًا،
ملفوفة بقماش بوليستر إيثيلين معتم ،
وبعيدة عن أي مصدر ضوئي .
• لا يمكن إخراجها من المستودع إلا بموافقة ثلاثة
نواب قادة أو قائد فريق واحد .
[ مستوى الخطورة ] : أحمر فاتح .
ابتسم سو يانغ وهو يقول ممازحًا: “ بالتأكيد ،
بعد تجاربنا، لم تعد المرآة تُظهر قنابل.”
ثم تابع مازحًا: “ أجرينا تجربة على أحد الموظفين الذي
يكره الطعام الحار بشدة .
جعلناه يحدق في المرآة بعد تناوله وجبة حارة للغاية .
وبعد ساعة، أصبحت كل الأشياء المخزنة في المرآة
مجرد أوعية من الحساء الحار الشيطاني .”
ثم تابع تشغيل PPT، وسأل: “ هل رأيت حادثة تسمم فطر
دار الرعاية في الأخبار منذ فترة؟”
رفع باي ليو نظره إلى الجدار،
حيث ظهرت صورة لفطر ' الجانوديرما الدموية،
لكن لم تكن صورة فوتوغرافية، بل كانت مرسومة يدويًا
أوضح سو يانغ: “ تولينا القضية في منتصفها،
وحققنا في احتمال تورط المستثمرين في هذا النوع من الأنشطة.
يُقال إن هذا الفطر قادر على علاج جميع الأمراض،
لكن للأسف لم تكن هناك أدلة ملموسة.”
ثم ابتسم ابتسامة ذات مغزى،
وألقى نظرة خاطفة على باي ليو وتابع : “ لكن حدثت مصادفة غريبة .
هذا الصباح، فجأة ، قدم لنا شخص ما دليل غير متوقع.
كان بمثابة هدية عظيمة،
وقد انطلق أعضاء الفريق الثاني بالفعل لاعتقال بعض الأشخاص .”
تحولت الصور المعروضة في PPT إلى مقطع فيديو لمراقبة
إحدى غرف المستشفى
في الفيديو، ظهر باي ليو وهو يزور طفل يرقد على سرير المستشفى
وبعد مغادرته ،
بدأ الطفل بالتعافي بسرعة.
ثم التفت نحو الباب وهمس بكلمة شكر
عندما رأى باي ليو هذا المشهد،
سخر بـ ' تسك ' داخلياً
{ يبدو أنني على وشك الانكشاف }
تابع سو يانغ قائلًا: “ بعد مغادرتك، قمنا بأخذ عينات من
القيء والبراز الخاصين بهذا الطفل باستخدام مسحات قطنية.
ووجدنا نوع غريب جدًا من الفطريات المتبقية .”
ثم أخرج قارورة زجاجية صغيرة بحجم الإبهام من جيب صدره،
تحتوي على فطر دموي اللون محفوظ في سائل تثبيت
تأمل سو يانغ القارورة بعناية،
ثم رفع عينيه ونظر مباشرة إلى باي ليو، قائلًا:
“ الرفيق باي ليو، لم يقم أي زائر من الخارج بزيارة
الأطفال في ذلك اليوم، باستثنائك.
وبعد قدومك، تحسنت حالة جميع الأطفال دفعة واحدة.
هل يمكنك أن تفسر لنا من أين أتى هذا الفطر؟”
يتبع
تعليقات: (0) إضافة تعليق