Ch136
مرّت الرصاصة بجانب عين باي ليو،
لتصطدم بالجدار خلفه
دوى صوت الطلقة القوي في الغرفة الضيقة،
مما دفع الأشخاص في الخارج إلى الطرق على الباب بقلق،
متسائلين عما حدث
فتح سو يانغ النافذة الصغيرة في الباب،
ونظر إلى تانغ إردا بحدة،
محذرًا إياه بصوت بارد:
“ تانغ إردا إطلاق النار في غرفة ضيقة هو تصرف انتحاري .
شظايا الرصاصة قد تخترق رأسك بسهولة .
من الأفضل أن تتوقف عن لعب هذه اللعبة السخيفة
المتمثلة في قتل نفسك عن طريق الخطأ أمامي مرارًا وتكرارًا .
لديك سلاح ناري، وليس لعبة .”
ثم أضاف بجفاء: “ إذا واصلت التصرف بهذه الطريقة ،
لن أكلف نفسي عناء جمع أشلائك .”
ألقى تانغ إردا المسدس بإهمال على الطاولة،
ثم رفع يديه باستسلام مازح
وهو ينظر إلى سو يانغ بابتسامة ساخرة،
وكأنه يريد طمأنته بأنه لا يعبث بالسلاح
ثم أدار رأسه قليلًا ونظر إلى باي ليو،
الذي ظل هادئ تمامًا في مقعده،
ولم يتحرك قيد أنملة حتى بعد الطلقة
: “ كنت فقط أحاول إخافته ،
لم أتوقع أنك أنت من سيُفزع يا نائب القائد سو …” ثم
تابع بنبرة ساخرة: “ لا داعي لأن تقلق كثيرًا على السيد باي ليو (6) "
اقترب تانغ إردا من باي ليو قليلًا ، رفع حاجبه ،
ثم خفض صوته الثقيل ،
وكأنه يهمس سرًا بينهما فقط :
“ فبعد كل شيء، كلانا لا يكترث كثيرًا بالموت .”
ثم ابتسم ابتسامة خبيثة وهمس :
“أليس كذلك باي ليو (6)؟
فليس الأمر كما لو أننا لم نمُت من قبل .”
لم يسمع سو يانغ هذه الكلمات الأخيرة،
لكنه ألقى على تانغ إردا نظرة تحذيرية ثم أغلق النافذة
الصغيرة بصمت ،
دون أن يُعلق على الأمر أمام أعضاء الفريق في الخارج
تانغ إردا، الذي لا يزال جالس أمام باي ليو ،
أرخى جفونه المتعبة، وقال ببطء :
“يجب أن تموت، ولكن ليس الآن ،
وليس في مكتب الهراطقة الخطيرين .
موتك هنا سيُسبب الكثير من المتاعب .”
ثم رفع عينيه ، مثبتًا نظراته الباردة على باي ليو
“ هذه ليست المرة الأولى التي أقتلك فيها باي ليو (6).
إذا كنت لا ترغب في الموت مبكرًا جدًا وخسارة أموالك ،
فمن الأفضل أن تخبرني فورًا بحل مشكلة غاز أوراق الورد الجافة .”
نقر تانغ إردا على الزجاجة الصغيرة الموضوعة على الطاولة
بفوهة مسدسه،
وعاد تعبير الاشمئزاز ليظهر على وجهه مجددًا
“ بعد فترة وجيزة من ظهوره ،
انتشر هذا الشيء في جميع أنحاء العالم ،
وأصبح الجميع يحمل الورود في أعينهم .”
صوته بارد وكئيب
“ أولئك الذين لم يتمكنوا من شرائه ، ذبلوا على الأرصفة .
كانت الأحياء الفقيرة والمناطق السكنية الرخيصة مليئة
بالجثث الذابلة وبتلات الدم .
أما الورود في أعين الأثرياء ، فقد نمت وازدهرت أكثر .
في النهاية ، بدأ الجميع في بيعه وصناعته ،
ولم نتمكن من العثور على المصدر .
هذه المرة، ظهر بطريقة غامضة ، دون سابق إنذار .”
ثم نظر إلى باي ليو مباشرة وسأله بنبرة ثقيلة :
“ أنا أكره هذا الشيء… لكنك تحبه كثيرًا أليس كذلك باي ليو (6)؟”
لم يتغير تعبير باي ليو وهو يسأل بهدوء:
“لماذا تعتقد أن لي علاقة بهذا الغاز الوردي؟
علاوةً على ذلك، لماذا تفترض أنني أملك الحل لهذه المشكلة ؟”
ابتسم تانغ إردا بسخرية طفيفة،
ثم أجابه بنبرة هادئة لكنها مشحونة باليقين:
“لأنني ألقيت القبض عليك في عدة جداول زمنية مختلفة ،
وفي كل مرة، كنتَ أنت من حلّ هذه المشكلة .”
بسرعة ، التقط باي ليو النقطة الأهم في حديث تانغ إردا وسأله ببطء :
“ لم أكن لأساعدكم مجانًا لمجرد أنكم قبضتم عليّ
وأردتم قتلي ...” و ببرود : “ هل دفعتم لي؟”
عند هذا السؤال ،
بدا أن وجه تانغ إردا قد تجعد كما لو أنه ابتلع ألف ذبابة
دفعة واحدة
ظل صامت لعدة لحظات،
و لوّح بيده باستسلام ، واعترف بوجه عابس:
“ نعم، دفعنا لك… الكثير "
ثم نظر إلى باي ليو بنظرة باردة،
خالية تمامًا من أي عاطفة،
وهو يضيف بنبرة مثقلة بالكراهية:
“في ذلك الخط الزمني، قدمت مساهمة استثنائية بحل
مشكلة غاز أوراق الورد الجافة،
وفي النهاية ، تمت تبرئتك .”
توقفت عيناه على باي ليو للحظة ثم بازدراء :
“ كنا نعلم أنك كنت متورط في الأمر،
لكن لم يكن لدينا أي دليل مباشر على أنك كنت تستفيد منه ماليًا .
لذا ، اضطررنا إلى تركك تذهب .”
توقف للحظة ، و أضاف بصوت أكثر برودًا :
“ كل ما استطعنا الحصول عليه كان أدلة غير مباشرة
تربطك بغاز أوراق الورد الجافة .
كنا نعلم يقينًا أنك المصدر الحقيقي لهذا الشيء ،
ولم تنكر ذلك أبدًا .
لكن بما أننا لم نستطع إثبات استفادتك منه ماليًا ،
أصر سو يانغ على أنك بريء ،
ولم يكن بالإمكان اعتقالك .”
صمت للحظة أخرى ، ثم تابع بنبرة أكثر حدة:
“ بعد عام ، قام بائع هذا الشيء بفتح متجر بيع بالتجزئة
خارج مكتب الهراطقة الخطيرين .
و غزا العالم بأكمله بأجساد ذابلة بسببه .”
خفض صوته قليلًا :
“ في ذلك الجدول الزمني، مات والدا سو يانغ في منزلهما
لأنهما لم يتمكنا من شراء غاز أوراق الورد الجافة .
دخل سو يانغ اللعبة على أمل إعادتهما إلى الحياة .”
تحولت عينا باي ليو نحو زجاجة العطر ذات اللون الوردي :
“ هذا لا يتناسب أبدًا مع فكرتي عن تحقيق الأرباح "
رمقه تانغ إردا بنظرة حادة ، و سخر :
“ لديك فكرة عن تحقيق الأرباح ؟
ألست مجرد كلب يلهث خلف المال ؟
بما أنك تمت تبرئتك ، أصبح الأمر قانونيًا من الناحية الشكلية ….”
بسخرية أشد :
“ ادعى المصنعون أن هذا العطر ليس سوى منتج مشابه للسجائر .
ليس له ضرر مميت ، باستثناء نسبة صغيرة من
الأشخاص الذين يعانون من الحساسية .
تبرئتك جعلت من السهل الترويج له،
وسمحت لهم بتسويقه عالميًا دون قيود .
كما منحوك الكثير من المال… ولم أرك ترفضه .”
ابتسم باي ليو بهدوء،
ثم رفع الزجاجة الصغيرة من على الطاولة،
متفحصًا إياها بدقة وقال :
“ صحيح وبالفعل ، لا ينبغي لي رفض المال الذي يُرسل إلى يدي .
ومع ذلك، إذا كنت أمتلك المكانة والموارد التي تدعيها،
لما كنت سأطرح هذا العطر المسبب للإدمان في السوق .”
أمال رأسه قليلًا ،
وتابع بصوت رتيب :
“ هذا العطر شديد الإدمان ،
والقوى العاملة البشرية ليست موردًا متجددًا .
هم موارد مستهلكة ، تمامًا مثل الورود التي تذبل بعد مرة واحدة فقط …..”
ثم وضع الزجاجة برفق على الطاولة ،
والتفت إلى تانغ إردا،
قائلًا بلا تعبير :
“ إنه أدنى أشكال الاستغلال الرأسمالي.
إنه غباء محض .”
رفع حاجبه قليلًا وتابع :
“ أنا أفضل الكراث على الورود ،
لأن الكراث يمكن حصاده مرارًا وتكرارًا .
إذا كنتُ فعلًا كيانًا يمكنه استغلال الطبقة الدنيا بشكل
دائم ، فلن أقوم بجنيهم بهذه السهولة والوحشية .
سأقوم بتربيتهم ، ومنحهم الموارد والمساحة للنمو ،
بحيث يمكنني استغلالهم مرارًا وتكرارًا إلى الأبد .
تحويلهم إلى ورود هو تصرف مبالغ فيه ،
وليس أسلوبي المفضل لتحقيق الأرباح .”
ظل تانغ إردا صامتًا للحظة ،
ثم أغلق عينيه قليلًا وكأنه يحاول منع صداع مفاجئ من الظهور :
”… مهما قابلتك ، لا تتغير قدرتك على الهراء ولو قليلًا .”
لكنه لم يسمح لنفسه بالانجراف خلف منطق باي ليو،
فاستعاد تعبيره البارد وقال بصوت محايد:
“ لا يهمني ما إذا كنت تفضل الورود أو الكراث .
كل ما يهمني الآن هو أنك تعطيني حلًا لهذه المشكلة .”
و بابتسامة زائفة ،
أضاف بنبرة بطيئة :
“ أوه، بالمناسبة… لقد استخدمت عنصر في هذه الغرفة
لعزل كل الأشياء الشريرة ،
بما في ذلك عملتك المعدنية .”
أمال رأسه قليلًا ، ثم ربت على خد باي ليو بفوهة مسدسه ، قائلًا :
“حتى لو ابتلعتها ، فلن تستطيع الدخول إلى اللعبة .”
ثم جلس مسترخيًا على كرسيه ،
و تابع ببطء :
“ لدي الكثير من الوقت والوسائل لقضائه معك أيها ' الصديق القديم ' .”
ظل باي ليو ينظر إليه دون أي توتر ، ثم سأله بهدوء :
“ قائد تانغ ، باعتبارك سجينًا للزمن والفضاء ،
هل يحق لي أن أسألك سؤال أخير ؟”
نظر إليه تانغ إردا مباشرة، دون أي تعبير
أمال باي ليو رأسه قليلًا ، وسأله ببطء:
“لقد نجحتَ في قتلي في الجداول الزمنية الأخرى .
لكن في هذا الجدول الزمني، أنا مجرد شخص عادي .
لماذا لم تقتلني فور وصولك ؟
لماذا انتظرت حتى ظهر غاز أوراق الورد الجافة قبل أن تأتي إلي ؟”
تانغ إردا صامت للحظة ،
ثم أجاب بصوت هادئ لكنه ثقيل:
“ لأنني كنت أظن أنك ميت .”
نظر مباشرةً في عيني باي ليو ، و أوضح ببطء:
“ أردتُ قتلك قبل أن تنضج .
لذا ، تتبعت الأدلة من الجداول الزمنية الأخرى إلى دار
الرعاية حيث كان من المفترض أن تكون…
حيث لم تكن قد كبرت بعد …..”
توقف للحظة ،
ثم أضاف:
“في كل جدول زمني قمتُ بالتحقق منه ،
كنت دائمًا تكبر في دار رعاية حيث يكون الأطفال
يتعرضون للإساءة .
كنتُ أجد آثارك هناك دائمًا تقريبًا ….”
لكن بعد لحظة ،
تابع بنبرة ثقيلة :
“ لكن في هذا الجدول الزمني…
أخبرتني العميدة أنك مُت وأنت في الرابعة عشرة من عمرك ، بعدما ابتلعتَ عملة معدنية ….”
صمت تانغ إردا للحظات .
ثم تابع بنبرة أخف:
“ بعدما كبرت ، قمت بسحب جميع المستثمرين وعميدة تلك الدار ،
الذين تسببوا في مأساة طفولتك إلى اللعبة.
و ماتوا جميعًا بطرق مروعة .
لم تقتلهم بيديك مباشرةً ، لكنك دفعتهم إلى دخول
اللعبة بطرق مختلفة ،
وجعلتهم يلقون حتفهم على يد الوحوش .”
ظل تانغ إردا صامت ، بينما ينقر بأصابعه على الطاولة دون وعي
ثم قال ببطء :
“ لكن هذه المرة… كل الأدلة كانت تشير إلى أنك طفل مات دون سبب ….”
أشعل سيجارة أخرى،
ولم ينظر إلى باي ليو وهو يتمتم بصوت منخفض :
“ لم أكن أتوقع أن أجدك في هذا الجدول الزمني .”
ثم رفع عينيه ببطء ، ونظر إلى باي ليو مباشرةً
“ في هذا الجدول الزمني، هناك شخص آخر نشأ في دار
رعاية عامة .
لقد غيّر اسمه، ولم يقترب من أي أشياء شريرة على الإطلاق .
على ما يبدو، لم يفعل أي شيء سيء طوال 25 عامًا.
لقد عاش ليصبح النسخة الحالية من باي ليو (6)…
موظف مفصول من وظيفته .”
ابتسم تانغ إردا بسخرية ،
وأخذ نفسًا عميقًا من سيجارته ،
و زفر الدخان في الهواء
“ لو كنتُ قد حلمتُ بأن وغدًا مثلك عاش هكذا ،
لكنتُ استيقظتُ من النوم وأنا أضحك ….”
و بابتسامة واسعة مليئة بالمتعة الغريبة ،
قال ببطء :
“ رؤيتك عالق في هذه الحياة المملة…
هو أفضل انتقام ممكن .
أفضل حتى من قتلك بيدي .”
يتبع
تعليقات: (0) إضافة تعليق