Ch137
نظر تانغ إردا إلى باي ليو من خلال دخان سيجارته،
عاقدًا حاجبيه قليلًا :
“ إنه لأمر لا يُصدق أنك كنتَ بالفعل مجرد موظف عادي
في شركة ألعاب،
تعمل بجد وهدوء لعدة سنوات…
فقط ليتم طردك في النهاية بسبب تحيز رئيسك .”
ثم لم يستطع منع نفسه من الابتسام ساخرًا
“ عندما اكتشفتُ هذا، تساءلتُ ما إذا كنتُ قد تعرفتُ
على الشخص الخطأ .
هل من الممكن أن يكون هناك باي ليو عادي في هذا
الجدول الزمني، بينما باي ليو (6) الحقيقي ابتلع عملته
عن طريق الخطأ ومات بشكل غير مفهوم ؟”
و بنبرة ساخرة:
“ربما كان باي ليو (6) في هذا الجدول الزمني مجرد
شخص سيئ الحظ، وقُتل داخل اللعبة قبل أن يتمكن من
النمو ليصبح ذلك التاجر المخيف .
لذا ، قررت اللعبة إنهاء حياته في العالم الحقيقي أيضًا.
من يدري ؟”
هزّ تانغ إردا رماد سيجارته، ثم قال ببطء:
“لكنني سرعان ما اكتشفت أنني كنتُ مخطئ "
رفع باي ليو عينيه إلى تانغ إردا مباشرةً :
“ لأنني دخلتُ اللعبة أليس كذلك؟
لقد حددتَ هويتي من خلال مهارتي ؟”
: “ صحيح ...” عضّ تانغ إردا على سيجارته وهو يتحدث :
“ لا يمكنني أن أخطئ أبدًا في مهارتك الشخصية …
' شراء الأرواح ' … إلا إذا تحولتُ إلى رماد .
بهذه الطريقة جمعتَ حولك مجموعة من المجانين
مثلك ، وكدتَ تدمر قاعدتنا عدة مرات .”
ارتفع حاجب باي ليو باهتمام، وقال ببطء:
“مجموعة من المجانين مثلي؟”
رمقه تانغ إردا بنظرة جانبية بصوت ساخر:
“أتساءل في كل جدول زمني… كيف تجد دائمًا مثل هؤلاء
الأشخاص غير الطبيعيين، الموهوبين بجنون،
لتنضم إليهم وتكوّن ما تسميه السيرك المتجول ؟”
ثم، بعد لحظة من الصمت،
قرع الطاولة بإصبعه السبابة ببطء، وقال:
“لكن في هذا الجدول الزمني…
إنها المرة الأولى التي أرى فيها كيف تبني هذا السيرك .”
حدّق تانغ إردا في باي ليو بعيون ضيقة و بصوت منخفض :
“في كل الجداول الزمنية الأخرى التي رأيتُك فيها،
كنتَ قد أصبحتَ بالفعل قوةً لا يُستهان بها.
كدتُ أفقد حياتي عشرات المرات في محاولتي الحثيثة
لكشف ماضيك .
كل ما وجدته هو أنك نشأت في دار رعاية خاصة…
أما عن المجانين الذين أحاطوا بك،
فلم أتمكن أبدًا من معرفة هوياتهم الحقيقية .”
ثم ضاقت عيناه قليلًا ، وتابع بصوت حذر :
“هناك سببان لذلك…
الأول: كلابك المسعورة كانت حذرة للغاية ،
مما جعل تعقبهم شبه مستحيل .
والثاني: أنك حميتهم جيدًا .
في كل الجداول الزمنية السابقة ،
كل ما كنا نعرفه عنهم كان ألقابهم وعاداتهم فقط .
لم نتمكن أبدًا من العثور على معلومات حقيقية عنهم.
وعندما كنا نقترب من الحقيقة ،
كان شخصٌ ما على جانبنا يواجه حادث غير متوقع .”
ثم مال قليلًا إلى الخلف على كرسيه،
ولوّح بأصبعه في الهواء بلا مبالاة وهو يضيف بنبرة ساخرة:
“ لابد أنك التقيت بهم بالفعل الآن .
السارق القرد ، الذي يسرق لك جميع أنواع الأسرار .
والفتاة الصغيرة ، الساحرة القاتلة ، التي تستمتع بقتل
الرجال بالسم .”
و ضاقت عيناه قليلاً بينما تابع:
“الشخص الوحيد الذي تمكنا من تحديد هويته كان مو
كي، المستثمر الذي ورث تجارة والده وساعدك في
الترويج لكل هذه الأشياء الشريرة .
لكن مو كي كان زلق كالثعبان .
يختبئ في منشأة رعاية صحية 356 يومًا في السنة بسبب
مرض قلبه .
وفي كل مرة كنا نحاول استجوابه ، كان يغطي صدره
ويبدأ في السعال حتى يتقيأ دمًا…
ثم يندفع الأطباء لإنقاذه ...”
تانغ إردا ضرب الطاولة بيده التي تحمل السيجارة،
مما جعل الرماد يتساقط على الأرض،
ومال إلى الأمام قليلاً ، متحدثًا بنبرة منخفضة :
“ لكن الآن… أنا أعرف من هم.”
حدّق مباشرة في عيني باي ليو ، و بصوت أكثر قتامة:
“ أدركتُ أنهم لم يولدوا كلابًا مسعورة .
كان لديهم فقط بعض الثغرات النفسية .”
ابتسم ببطء وأضاف :
“أما أنت… فأنت الوحيد الذي كان مجنونًا بالفطرة.
رأيتَ هذه الثغرات فيهم، واستغللتها،
ثم دربتهم ليصبحوا كلابًا مسعورة تحت إمرتك.
إنهم ينهشون الجميع… لكنهم لن يعضوك أبدًا .”
: “ حقاً ؟” نظر إليه باي ليو بهدوء ،
دون أن يظهر أي انفعال ،
ثم أضاف بصوت هادئ ولكنه مليء بالمعنى :
“ إذن، هل تعتقد أنني قد نجحتُ في ترويضهم بالفعل؟
هل تعتقد أنهم سيهجمون عليك حتى الموت لأنك
أمسكت بي القائد تانغ ؟”
في تلك اللحظة ، ضاق تانغ إردا عيناه الزرقاوان الداكنتان،
ثم، دون تحذير، ضغط طرف سيجارته المشتعلة مباشرة
على عنق باي ليو
و انتشرت رائحة اللحم المحترق في الغرفة بينما انطفأت السيجارة،
تاركة علامة حروق على عظمة الترقوة البيضاء لباي ليو
أصبح تنفس باي ليو أسرع قليلًا للحظة،
لكن عينيه لم ترتجف حتى
لكن من هذا القرب،
استطاع أن يرى بوضوح ندبة وحشية على عظمة الترقوة
الخاصة بتانغ إردا،
كانت مكشوفة من خلال فتحة قميصه الأبيض غير المرتبة
الندبة كانت مشوهة، أشبه بعلامات تآكل أو خدوش
وحشية، وكأنها نتجت عن هجوم مشترك بين يد قرد مو
سيتشينغ وسم ليو جي يي ——-
{ ندبة كهذه لا يمكن أن توجد في العالم الحقيقي …
— بل إنها علامة تخرج من اللعبة عندما يصل الشخص
إلى أدنى قيمة عقلية ممكنة —— }
ببطء، ضاقت عينا باي ليو وهو يتأمل تلك الندبة العميقة
{ طريقة واحدة فقط ليحصل شخص مثل تانغ إردا على ندبة كهذه —
لقد كان ضحية لهجوم متزامن من أفراد ' نقابة السيرك المتجول ' }
نظر تانغ إردا إلى باي ليو، ثم أغلق أزرار قميصه،
مخفيًا الندبة القاتمة على عظمة الترقوة
ثم انحنى قليلًا وهمس في أذن باي ليو بابتسامة باردة:
“ كيف تعرف أنني لم أتعرض للعض؟”
ثم أضاف بصوت منخفض،
لا يخلو من سخرية قاتمة:
“ لقد قتلتُك… وأنت قتلتَني أيضًا باي ليو (6).”
نفخ دخان سيجارته ببطء في أذن باي ليو،
ضاحكًا بصوت خافت عندما بدأ باي ليو يسعل قليلاً
ابتسم تانغ إردا بازدراء :
“ لكن المؤسف أننا لم نمُت تمامًا .
لقد تم إحياؤنا مجددًا .”
خرج تانغ إردا من الغرفة ،
حيث كان سو يانغ في انتظاره بالخارج
———————————————
سو يانغ : “ كيف سار الأمر ؟
هل أخبرك كيف نحل مشكلة غاز أوراق الورد الجافة؟”
هز تانغ إردا رأسه ببطء،
وعلق سيجارته بين شفتيه بإهمال:
“ ليس بعد .
لن يكشف الأمر بهذه السهولة .
يجب أن أضغط عليه أكثر .
لذا، استمر في مراقبته .”
عبس سو يانغ، ناظراً إليه بقلق :
“ الضغط عليه أكثر ؟ إلى متى ؟
القائد تانغ هل أنت متأكد أنه قادر على حل هذه المشكلة ؟”
ألقى تانغ إردا سيجارته بدقة في سلة المهملات،
ثم ألقى نظرة سريعة على سو يانغ
هؤلاء الأشخاص لم يعرفوا ما هي قدرته الحقيقية،
أو لماذا بإمكانه التنبؤ بظهور كل هذه الهراطقة
كانوا يراقبون استجوابه مع باي ليو،
لكنهم لم يتمكنوا حتى من فهم ما يتحدثان عنه في الداخل
كانت هناك كلمات ممنوعة في اللعبة—مجرد نطقها من
قبل أحد اللاعبين كان كفيل بجعلها تُحجب عن أسماع غير اللاعبين
لهذا السبب ، لم يكن باستطاعة تانغ إردا التحدث بحرية إلا
مع باي ليو،
وليس مع سو يانغ أو أي شخص آخر من فريقه
ولكن الأهم من ذلك…
كان تانغ إردا مسافرًا عبر الزمن
في كل جدول زمني دخله،
كان كل شيء يتغير — أشخاص مختلفون ، مشاعر مختلفة ،
مصائر متشابكة بطرق مختلفة .
ولكن هناك شيء واحد فقط لم يتغير أبدًا—
باي ليو
كان دائمًا كما هو، شرير وجشع ،
نقطة ثابتة في نهر الزمن المتغير الذي كان تانغ إردا ينجرف فيه بلا وجهة
لم يُفاجأ باي ليو أبدًا بقصص تانغ إردا عن التنقل عبر الجداول الزمنية المختلفة
بل ينظر إليه دائمًا بابتسامة ساخرة ، وكأنه يقول
' أنا في كل مكان ، بكل الأزمنة .
لكنك… أنت فقط شخصٌ ضائع ،
تحاول يائسًا الهروب من المصير '
تانغ إردا كان مجرد لاعب في لعبة أراد تغيير نهايتها
ولكن باي ليو كان يعرف الحقيقة —
العالم بالنسبة له ليس سوى لعبة
من بين جميع الأشخاص الذين عرفهم تانغ إردا،
لم يكن هناك شخص واحد يمكنه التحدث إليه بصراحة…
عدا باي ليو
أما سو يانغ وزملاؤه ؟
كان قد فقدهم مرات عديدة بالفعل
وفي كل مرة ، كان الألم يعيده إلى نقطة البداية،
ليجدهم من جديد،
لكنهم لم يكونوا نفس الأشخاص الذين عرفهم من قبل
ثبت تانغ إردا عينيه على وجه سو يانغ المتجهم،
لكن عقله لم يكن حاضر تمامًا
كان يرى شخص آخر—
سو يانغ في خط زمني آخر، أصغر سنًا،
أكثر إشراقًا، يبتسم له بثقة غير مبررة
سو يانغ… الذي مات لإنقاذه في نصف نهائي الدوري —-
مكتب التعامل مع الهراطقة كان مليئ باللاعبين، أكثر مما
كانوا يدركون ——-
لكن هؤلاء اللاعبين لم يستطيعوا إخبار الآخرين عن حقيقة
الأشياء الشريرة التي كانوا يقاتلونها،
لأن اللعبة نفسها منعتهم من ذلك ———
لم يكونوا يقاتلون تهديد غامض لا أصل له—
كانوا يقاتلون ' منتجات لعبة '
منتجات يمكن إعادة إنتاجها بلا نهاية
لذا، لم يكن أمامهم خيار سوى الركض—والركض بسرعة
في الجداول الزمنية الأخرى،
شهد تانغ إردا النهاية التي تنتظر الجميع
أصبح معظم أعضاء مكتب الهراطقة لاعبين في وقت متأخر من الزمن
ثم، واحد تلو الآخر، ماتوا جميعًا داخل اللعبة
بما فيهم… سو يانغ ——
أمام عينيه ، رأى تانغ إردا ذكريات مشوشة وسط الدخان
والموت والوقت غير المستقر
وفي النهاية ، كل ما تبقى كان وجه سو يانغ،
ينظر إليه بحاجبين معقودين، يسأله بقلق
لكنه كان يعلم أن الإجابة التي يبحث عنها سو يانغ لن تكون
أبدًا ما يريد سماعه
لأن سو يانغ مات بالفعل من أجله مرةً من قبل
{ “ القائد أخيرًا وجدتك " }
تردد صدى الكلمات القديمة في عقل تانغ إردا
ذكرى من جدول زمني آخر…
حيث دخل سو يانغ إلى اللعبة،
بعد أن ظل يلاحقه في العالم الحقيقي لوقت طويل
حينها، لم يكن تانغ إردا يريد أن يراه،
لم يرد أن يكون له أي علاقة به
لكنه لم يستطع منعه من إيجاده
وعندما التقيا أخيرًا داخل اللعبة،
نظر إليه سو يانغ، بابتسامة غير خائفة، وقال:
“القائد، أخيرًا وجدتك.”
يتبع
تعليقات: (0) إضافة تعليق