Ch321
دو سان ينغ مستغرب :
“؟؟؟”
بعد عودتهما إلى المنزل،
أخرج دو سان ينغ الببغاء وعلّقه بجانب النافذة،
بينما باي ليو يراقب الموقف من الجانب
وعندما رأى الببغاء باي ليو،
انتفش الببغاء غضبًا داخل القفص وصرخ مرتين:
“ باي ليو ، اهرب !”
ولما رأى أن دو سان ينغ لم يهرب،
بدأ الببغاء يتلفت حوله،
ثم وسّع عينيه الخضراوين وحدّق في باي ليو الذي كان
يبتسم بهدوء خارج القفص ~~
ويبدو أنه أدرك أخيرًا أنه قد دخل إلى أراضي باي ليو
فبعد أن وقف ساكنًا لدقيقة كاملة،
دفن رأسه بسرعة تحت جناحيه،
وانكمش ساكنًا في زاوية القفص
قال دو سان ينغ محرجًا:
“ سان سان ليس هكذا عادةً .”
أبدى باي ليو تفهمه بلطف :
“ من الطبيعي أن تجد الحيوانات صعوبة في التكيف مع
تغيير مكان إقامتها .
لكنك عادةً تستخدم هذا الببغاء لتذكر الأمور…
هل لديه شيء مميز آخر غير القدرة على نقل الأشخاص ؟”
أومأ دو سان ينغ بحماس:
“ نعم!
سيد باي ليو أنت تعلم أن الكثير من الأشياء في اللعبة لا
يمكن تذكرها في الواقع،
فهي تُشوّه أو تُمحى،
لكن سان سان يستطيع تذكر هذه الأشياء الممحوة!
إنه مفيد للغاية!”
ألقى باي ليو نظرة على الببغاء وقال:
“ وكيف نجعله يتذكر هذه الأشياء؟”
دو سان ينغ:
“الأمر بسيط. فقط تكرر الأمر له باستمرار حتى يوافق عليه .
لكن سان سان لا يستطيع تذكر الأشياء المعقدة ...” حك دو
سان ينغ رأسه بحرج، وأضاف:
“ لذا أنا أجعله يتذكر فقط الأمور الأكثر أهمية .”
أومأ باي ليو وكأنه فهم شيئ
بعدما انتهى دو سان ينغ من ترتيب أغراضه،
حمل حوض الغسيل وبعض الملابس
وقال وهو يحيي باي ليو:
“سيد باي ليو سأذهب للاستحمام.
هل يمكنني استخدام الحمام الخاص بك؟”
أومأ باي ليو موافقًا
بعد دخول دو سان ينغ إلى الحمام،
وقف باي ليو ببطء واتجه إلى حافة النافذة
رغم أن الببغاء كان مدفون تحت جناحيه،
إلا أنه لم يستطع منع نفسه من الارتجاف قليلاً مع اقتراب باي ليو
أغمض باي ليو عينيه نصف إغماضة،
ومد سبابته، ومررها بلطف فوق ريش الببغاء
ارتجف الببغاء بعنف أشد
سأل باي ليو بنبرة هادئة :
“ ماذا تتذكر؟
أخبرني بهدوء ، ولن أؤذيك .”
صرخ الببغاء وكأنه يقاوم:
“باي ليو أنت شرير!”
تنهد باي ليو بأسف :
“يبدو أنك غير راغب في التعاون…
إذن، دعنا نجرب طريقة أخرى ...
سأخبرك بشيء عليك أن تتذكره،
وفي المقابل، سأضمن بقاءك أنت ودو سان ينغ.”
تردد الببغاء للحظة،
ثم أخرج رأسه ببطء من تحت جناحيه،
ونظر إلى باي ليو بعينين خضراوين حذرتين،
وكأنه يسأله عمّا يريد منه أن يتذكره
استدار باي ليو وجلس على حافة النافذة،
وخلفه مبنى عالي بلا حواجز
نسمات الليل تهب بلطف،
مما جعل شعره نصف الطويل، الذي لم يكن مقصوص
بعناية، يتمايل برقة
قال باي ليو بصوت منخفض:
“ في السابع عشر من أغسطس ،
قام سبيدز بتحطيم سوطي وصليبي .”
تردد الببغاء لفترة طويلة، ثم كرر ما قاله باي ليو،
ثم مال برأسه بحيرة وقال:
“ فقط هذا ما عليّ تذكره ؟”
ابتسم باي ليو بلطف وقال:
“ حالياً، فقط هذا .
وإذا قام في المستقبل بتحطيم أشياء أخرى تخصني،
سأجعلك تتذكرها أيضًا .”
سأل الببغاء بحيرة حقيقية :
“ هل هذا أمر مهم؟”
أجاب باي ليو وهو يبتسم:
“ إنه مهم جدًا بالنسبة لي.
لا أريد لما يدين لي به هذا الشخص أن يُمحى أو يُنسى مجدداً .”
بعد أن انتهى دو سان ينغ من الاستحمام،
خرج مرتديًا ملابس نظيفة،
ونظر إلى باي ليو بتوتر:
“ سيد باي ليو أين يجب أن أنام ؟”
باي ليو:
“ لدي سريران مفردان في غرفتي .
اشتريتهما بعد ظهر اليوم ...”
وأشار بيده:
“ اختر السرير الذي تفضله ، ونم في الوضعية التي تريحك .”
اختار دو سان ينغ السرير القريب من الداخل ،
بينما نام باي ليو قرب النافذة
توجد منضدة صغيرة بين السريرين،
مما أعطى الغرفة مظهر بارد وتجاري يشبه تخطيط الفنادق… ولكن…
تقلب دو سان ينغ بحذر دون أن يُصدر صوت ،
ثم نظر بشرود إلى باي ليو النائم على الجانب الآخر
ضوء القمر يتسلل خافتًا من النافذة،
منعكساً على وجه باي ليو الهادئ،
مما منح دو سان ينغ إحساس غريب بالذهول
… لقد نسي منذ متى لم يشارك الغرفة مع شخص آخر بهذه الطريقة
لقد مضت سبع ساعات تقريبًا منذ مغادرتهما المصحة معًا،
وطوال هذه الفترة،
وكما قال السيد باي ليو، لم يحدث أي أمر سيئ…
فجأة تحدث باي ليو من دون أن يفتح عينيه:
“ لا تستطيع النوم؟”
فزع دو سان ينغ وقفز جالسًا على السرير:
“ هل أيقظتك عندما تقلبت ؟ أنا آسف !”
قال باي ليو وهو يفتح عينيه :
“ ليس لأنك أيقظتني . هذه أول مرة أعيش فيها مع شخص
آخر ، لذا أنا أيضًا أشعر بعدم ارتياح قليل .”
جلس دو سان ينغ متربعًا على السرير وسأل بدهشة:
“ هل كان السيد باي ليو يعيش دائمًا بمفرده ؟”
باي ليو :
“ نعم . منذ كنت صغير جدًا فقط كنت أنام بجوار شخص آخر،
ومنذ ذلك الحين وأنا أعيش وحدي .”
سأل دو سان ينغ بفضول:
“ عندما كان السيد باي ليو طفل ، كان ينام مع شخص آخر؟
أين هذا الشخص الآن ؟”
أجاب باي ليو بهدوء:
“ مات .
أضرم النار بنفسه بعد أن سكب البنزين على جسده .”
تجمد دو سان ينغ في مكانه
بدا له أنه يتذكر شيء غامض عن هذه الحادثة،
لكنه لم يستطع استحضار التفاصيل
فقط شعور بالحزن الشديد،
وكأنه قد شهد هذا المشهد من قبل،
دفعه للاعتذار بلا وعي:
“ أنا آسف… أعتقد أنني فقدت ذاكرتي مجددًا ،
لا أستطيع تذكر الأمر بوضوح .”
رد باي ليو بهدوء:
“ لا بأس . ليس هناك الكثير من الناس بحاجة لتذكر مثل
هذه الأمور .”
سكت دو سان ينغ لفترة طويلة،
ثم وكأنه يحاول الهروب من الحرج،
غيّر الموضوع قائلًا:
“ أوه ، دوري ألعاب فريق السيد باي ليو على وشك أن تبدأ !”
باي ليو:
“ صحيح ، سنبدأ تدريب المنافسات قريبًا ،
وستزيد حدة التدريب .
لأن البطولة تقترب .”
قال دو سان ينغ بحماس وهو يشجع باي ليو بإخلاص :
“ أعتقد أن السيد باي ليو سيفوز بالبطولة بالتأكيد !”
ثم استلقى مجددًا ،
وحدق في جانب وجه باي ليو وسأله :
“ماذا يريد السيد باي ليو أن يفعل بعد أن يفوز بالبطولة ؟”
هذه المرة ، كان دور باي ليو ليسكت
ظن دو سان ينغ أن باي ليو قد غفا،
فتثاءب، لكن فجأة سمع صوت باي ليو الهادئ يقول:
“ أنام فوق الكثير من النقود ، مع ذلك الشخص .”
اندهش دو سان ينغ، ثم لم يستطع إلا أن ينفجر ضاحكًا
رمقه باي ليو بنظرة جانبية وقال:
“ هل هذا مضحك؟”
حك دو سان ينغ رأسه وهو لا يزال يبتسم وقال:
“ قد يكون الأمر عادي لو قاله أي شخص آخر ،
لكن السيد باي ليو قاله بجدية تامة…”
تابع بصدق:
“لذا أجد الأمر مضحكًا .”
ثم أضاف بجدية أكبر:
“ لكنه حلم يجعل الناس يبتسمون .
أعتقد أن السيد باي ليو سيكون سعيدًا جدًا عندما يتحقق .”
أعاد باي ليو نظره إلى السقف ،
وارتسمت ابتسامة خفيفة على وجهه:
“ ربما "
⸻————————-
مقر نقابة القتلة ، غرفة تعديل الأسلحة ———
كان الجنرال هوا غان يطرق مطرقة ثقيلة على الشقوق
التي أصابت سيف ' القاضي ضد الإله ' مرة تلو الأخرى ،
بينما سبيدز يجلس على مقعد مرتفع بجانبه ،
يحدق به بصمت
( الجنرال هوا غان = افضل مُعدّل أسلحة خاص بنقابة صائدي الغزلان
هو الي عدّل اسلحة فريق باي ليو ' الفصل 243 )
قال الجنرال هوا غان من دون أن يرفع رأسه:
“ لا تحدق بي هكذا بغرابة .”
تابع قائلاً:
“ أنا بالفعل مهندس تعديل أسلحة يتبع نقابة صيادي الغزلان،
ولا ينبغي لي أن أقدم خدماتي لك يا من تنتمي إلى نقابة القتلة .”
تنهد تنهيدة طويلة :
“ لكن من يلومني؟
من يلومكم ؟
مخططكم، القاضي، كان هو الروح الأقوى في نقابة
الصيادين،
والمخطط الأعلى رتبة في النقابة،
والقاضي الذي يتحدى الإله .
القاضي أنقذ الكثير من الناس… بما فيهم أنا ...”
وهو يتنهد بتعابير معقدة :
“ لقد كنت مدينًا للقاضي بالكثير من الأفضال،
ومع ذلك لم أتبع خطاه عندما غادر نقابة صيادي الغزلان.
هذا بحد ذاته نوع من الجحود ….”
هز رأسه :
“ ما الذي حدث هذا العام ؟
أنا مهندس تعديل أسلحة يعمل لحسابه الخاص ، ومع ذلك
توليت أعمال تعديل الأسلحة لثلاث نقابات وقمت بتعهيد اثنتين منها .”
عندها فقط فتح سبيدز فمه وقال:
“ أليس هذا طبيعي ؟”
رفع سبيدز عينيه ونظر إلى هوا قائلًا:
“ حتى حماية مستودع نقابتنا قمنا بتعهيدها.
نقابة الفجر الذهبي هي من تتولى الأمر .”
تجمد هوا لحظة، ثم انفجر ضاحكًا حتى دمعت عيناه:
“ القاضي عهد بتعديل الأسلحة لي،
وحماية الأدوات للفجر الذهبي…
إنه حقًا جدير بسمعته ….”
تابع وهو يتنهد :
“ لقد استولى القاضي على أمهر معدلي الأسلحة وأفضل
حماة الأدوات في اللعبة واستخدمهم لصالحه .
نقابة القتلة خاصتكم نقابة جديدة بالكاد قادرة على الوقوف ،
ومع ذلك بفضل علاقات القاضي ، استطعتم حل أصعب
مشكلتين تواجهان أي نقابة وليدة ،
واستمررتم في البقاء ...”
بنبرة يملؤها الغصة:
“لقد أحسنت فعلًا بانتشاله سبيدز ….
حين غادر القاضي كنا مصدومين،
رئيس نقابتنا المعروف ببروده وصلابته،
استجدى القاضي بأن يبقى،
قائلًا إنه مستعد لفعل أي شيء يطلبه…
لكن رغم ذلك، لم يتمكن من إبقائه ….”
رمق هوا غان سبيدز بنظرة عميقة وتابع :
“ لطالما تساءلت ، ما الشروط التي عرضتها على القاضي
حتى جعله مستعدًا لترك صيادي الغزلان؟”
رد سبيدز بهدوء :
“ لقد فهمت الأمر خطأ ،،،
القاضي هو من أراد مغادرة صيادي الغزلان من تلقاء نفسه .
كل ما فعلته هو أنني وفرت له ذريعة مناسبة .”
تجمد هوا غان في مكانه ، ورد بشكل لا إرادي:
“ كيف يمكن للقاضي أن يرغب بمغادرة صيادي الغزلان بإرادته ؟!”
بانفعال:
“ القاضي كان دومًا جوهر نقابتنا،
تربطه علاقات طيبة بالجميع، وحتى في الواقع،
كان صديق مقرب لرئيسنا .”
استرسل حديثه متذكرًا :
“ الرئيس كان يضع قرارات القاضي فوق كل اعتبار .
أصيب بجروح خطيرة عدة مرات في الساحة فقط لحمايته .
والقاضي بدوره لم يخيب آمال الرئيس ،
وكانت الخطط التي يضعها تحمي الجميع .
كلنا كنا نحبه ونعزه بحق ،
والقاضي كان يبادلنا المشاعر ذاتها .
لقد كان روح النقابة ….”
توقف قليلًا ، ثم قال بنبرة خافتة :
“ لذا حين انتقل القاضي هذا العام…”
نظر إلى سيف الصليب الثقيل الموضوع أمامه،
وتنهد تنهيدة طويلة:
“ أنا مجرد حداد ، ومع ذلك لم أستطع تقبل الأمر،
فما بالك بالآخرين .”
أعاد هوا غان السيف الثقيل،
وقد أصبح متوهجًا بلون أحمر، إلى الفرن،
ثم سحب مقعد بقدمه وجلس بجانب سبيدز
مسح الزيت عن يديه بمئزره مرتين،
ثم نظر إلى السيف الثقيل وهو يذوب ببطء في الحمم
البركانية وقال وكأنه يكلم نفسه:
“… كم هو أمر قاسي !
هذا السيف الذي كان في يد القاضي ، والذي لطالما حمانا،
قد أصبح الآن مصوبًا نحونا …
ومع ذلك أنا هنا أساعد في إصلاحه .”
ضحك هوا غان بسخرية من نفسه،
ثم أخرج علبة سجائر من جيب قميصه،
أخرج منها واحدة،
أشعلها بواسطة الحمم،
ووضعها بلا مبالاة في زاوية فمه،
ينفث الدخان بهدوء
مد علبة السجائر نحو سبيدز قائلًا :
“ هل ترغب في سيجارة ؟”
رفض سبيدز
ضيّق هوا غان عينيه وسط الدخان وقال وهو يبتسم ابتسامة ساخرة:
“ القاضي لا يسمح لك بالتدخين أليس كذلك؟”
تابع هوا غان وهو يضحك:
“ كان على هذا الحال عندما كان مع صيادي الغزلان .
كان يحظر التدخين بشكل منافق .
والأكثر فكاهة هو رئيسنا . إنه أكبر مدخن بيننا،
لكنه أيضًا كان ممنوع من التدخين من قبل القاضي .
الرئيس سيتبع أي أمر يصدره القاضي بلا شك.
هو الهجوم الرئيسي في الفريق ولكن لأن القاضي المخطط ،
طور هذه العادة .
لذا عندما أصدر القاضي حظر التدخين ،
رغم شعوره بعدم الارتياح ، لم يدخن أبدًا …
على العكس ، كان القاضي نفسه هو من تظاهر بالالتزام لكنه
كان يخالف ذلك في السر .
كلما شعر برغبة في التدخين ،
كان يختبئ في ورشتي الصغيرة ليدخن سرًا .”
ضحك :
“ أنا في البداية لم أكن أدخن ، لكن القاضي هو من قادني
لأبدأ التدخين ….”
ثم صمت للحظات ، وقال فجأة :
“ لا أستطيع أن أفهم لماذا أراد مغادرة ….
صيادي الغزلان… هي نقابة أسسها القاضي ...
لقد كان القاضي هو من أنقذنا نحن الذين كنا في طريقنا للهلاك ،
وجمعنا معًا لنشكل فريق كان يبدو قادر على أن تدفئ
بعضها البعض وتعيش في بؤس ….”
أنزل رأسه :
“ كان القاضي دائمًا يقول لنا بابتسامة ، وكأنه يمزح : ‘ أستطيع أن أرى مستقبلكم .
مستقبلكم سيكون جيدًا .
فقط اصبروا قليلًا .’
لذا، تحملنا حتى الآن من أجل المستقبل الذي تحدث عنه ….
قابلت القاضي في الواقع ….” استرجع هوا الذكريات وهو
يمسك بسيجارة : “ في الحياة الواقعية ،
كنت مجرد شخص فقير لا يهتم أحد إذا كنت حيًا أو ميتًا.
رغم أنني كنت أملك ورشة حدادة صغيرة،
إلا أنني لم أتمكن من إعالة نفسي .
لاحقًا، لم أعد أستطيع حتى إعالته ….
تبنيت شاب صغير كمتدرب ، لكنه جعلني أفقر .
أحيانًا، من أجل الحصول على لقمة العيش،
كنت أضطر للقيام ببعض الأشياء الخفية عندما أصل لليأس ...
لكن بمجرد أن يبدأ الإنسان في الانحراف ،
تصبح الأمور أسوأ ….” زفر هوا غان الدخان وتابع :
“ في الأصل ،
كان يمكننا أن نحصل على بعض الإعانات في ذلك العام،
لكننا لم نكن نعلم في ذلك الوقت أننا ارتكبنا خطأ وأن لدينا
سجل جنائي ، لذا لم نحصل على الاعانات ...
بدأت الأمور تزداد سوءًا .
كلما افتقرنا للمال ، قمنا بالمزيد من الأعمال السيئة ،
وكلما ارتكبنا المزيد من الأعمال السيئة ،
كانت العقوبات تتزايد ….”
أنزل رأسه ببطء :
“ لكن عندما بدأت السرقة لأول مرة ،
كنت فقط أرغب في الحصول على وجبة طعام كاملة،
ثم إرسال ذلك الشاب إلى مدرسة مهنية ليبدأ طريقه في
الاتجاه الصحيح ….
لم أتوقع أنه عندما تم القبض عليه ،
وقف هذا الشاب فجأة وقال أنه فعل ذلك معي.
والنتيجة ؟ ، ذهبنا معًا إلى السجن ...
لطالما ظننت أن هذا الشاب لديه بعض المشاكل العقلية،
لأنه كان متسولًا في الشارع،
لكنني لم أتوقع أن يكون ذلك صحيح ….”
ضحك فجأة :
“عندما كنت أظن أنه لا يوجد طريق للخروج ،
قابلت القاضي بالصدفة .
هو الذي عرض علي أن يعزمني في وجبة .
لم تكن باهظة ، لكنها كانت لذيذة .
فتح زجاجتين من البيرة ،
وسكر كل من متدربي الذي تبينته والقاضي من كثرة الشرب .
قال لي القاضي وهو سكران أن كل شيء سيكون على ما يرام
وأنه يمكنه أن يرى المستقبل ...
في تلك اللحظة ،
ظننت أن كل شيء سيكون على ما يرام ….” ابتسم :
“ لكن لم يكن الأمر هكذا ….
لقد سجلت دخولي إلى لعبة رعب في الزقاق حيث كنت أملك كشك .
عندما وصلت إدارة الهرطقة ،
كانت جثة متدربي الممزقة قد بردت منذ نصف ساعة ...”
صمت طويلاً ثم تابع :
“ سجلت دخولي إلى هذه اللعبة ، ثم قابلت القاضي فيها.
ساعدني عدة مرات،
وبفضل مساعدته تمكنت من البقاء على قيد الحياة في
هذه اللعبة .
لاحقًا، بفضل مساعدته، انضممت إلى نقابة صيادي الغزلان،
والآن يمكنني العمل هنا براحة بال .
استخدمت نقاطي لتبادل جسد ...” زفر دخان :
“ قمت بتشكيل جسد ليبدو مثل متدربي ،
واستخدمت النقاط لتحفيزه على التحرك ،
وتظاهرت بأنه لم يمت ،
وكان يساعدني في حدادة الحديد كما كان يفعل سابقًا .
لكن هذا الجسد لا يمكنه البقاء إلا في هذه الورشة،
لذا أمضي وقتًا هنا أكثر مما أكون في الواقع .”
نظر إليه سبيدز : “ ألا ترغب في العودة إلى الواقع؟”
ضحك هوا غان بسخرية:
“ لماذا أعود ؟
ليس لدي حتى منزل في الواقع .
على الأقل هنا لدي متدربي ، وورشة حدادة ،
ومجموعة من الزملاء الذين يعاملونني بشكل جيد .
أعيش حياة لائقة .
أحيانًا، أشعر أن ما أفعله ليس أمرًا جيدًا ،
وفكرت في إحياء متدربي ...” رمى السيجارة : “ من جهة،
ليس لدي نقاط كافية،
ومن جهة أخرى، أفكر، ما فائدة إحيائه ؟
الحياة صعبة. أفضل شيء أكله هذا الطفل في حياته على
الأرض ربما كان تلك الوجبة التي دعاها القاضي عليها ..
عندما كنا نتناول تلك الوجبة ،
قال متدربي إنه لم يتناول الروبيان من قبل .
كنت خائف أن يظن القاضي أن الأمر مكلف جدًا ،
لذا لم أطلب له المزيد .
حتى أنني سخرت منه لأنه كان جشع ولم يشبع بعد .
لكن في النهاية ، ابتسم القاضي وطلب له طبق من الروبيان،
قشّره له، وتركه يأكله وحده .”
وأخذ نفسًا عميقًا، وعيناه محمرة :
“ لا أستطيع أن أفهم لماذا تركنا شخص طيب وودود مثل
هذا
بهذه القسوة دون أن يقول لنا وداعًا .
بعد أن علمنا أن القاضي قد رحل ،
ذهب الرئيس للبحث عنه وتوسل إليه أن يعود ..”
نظر إلى السيف الثقيل الذي ذاب بالكامل في الفرن وقال
بصوت شارد:
“ رئيسنا متكبر جدًا لدرجة أنه انحنى عند باب نقابة القتلة .
أراد أن يركع ، لكن القاضي دعم الرئيس وقال أنه سجل في
الدوري كعضو في نقابة القتلة .
رئيسنا حبس نفسه في الغرفة لفترة طويلة .
وبعد أن خرج، أصبح يبدو أكثر كآبة .
كان الرئيس في الأصل المهاجم الرئيسي للقاضي ،
لكنه الآن تولى منصب المخطط ،
مما غير أسلوب الفريق بشكل كبير .
مؤخرًا، وجد الرئيس مهرج جديد بأساليب دموية جدًا
ليشغل الفراغ الذي تركه القاضي ،،
القاضي لا يحب أن يرى القتلى في الميدان ،
لكن هذا القادم الجديد يريد قتل الناس عند كل هجوم ...”
تابع بتشتت:
“…أشعر أن الرئيس فقط يريد الانتقام من القاضي لرحيله .”
علق سبيدز بصدق:
“ أنتم جميعًا تكبرون لتصبحوا طفوليين هكذا .”
غضب هوا غان على الفور:
“ أنت، الذي تحمي مصالحك فقط، ليس لك الحق في قول
مثل هذه الأشياء !”
يتبع
تعليقات: (0) إضافة تعليق