Ch330
تقدّم باي ليو فوق الجثث الملقاة على الدرج،
ممسكًا بمضرب البيسبول الملطخ بالدم بيد،
وبمعصم دو سان ينغ باليد الأخرى، وغادر المبنى
دو سان ينغ يرتجف:
“السيد باي ليو إلى أين نحن ذاهبون الآن؟”
أجاب باي ليو ، وفي اللحظة التي خرج فيها من المدخل
الضيق للمبنى،
انعكس ضوء القمر الابيض على وجهه الهادئ:
“ لا أدري.
على أي حال، هناك من لا يريدنا أن نبقى هنا .”
الدراجات النارية تزمجر حول مدخل المبنى
و السائقون طوال القامة وشرسين،
ومن الواضح أنهم جاؤوا بنوايا سيئة
صرخ بعضهم وهم يوجهون دراجاتهم نحو باي ليو الخارج
من السلالم، وانطلقوا نحوه
لف باي ليو معصمه ليحمي دو سان ينغ الذي لم يفق بعد
من صدمته، وأمره:
“ أغلق عينيك .”
أغلق دو سان ينغ عينيه بتوتر
مرت الدراجة النارية القادمة فوق بركة من زيت الخضار
القذر على الأرض،
وانزلقت بطريقة عجيبة من جانبي دو سان ينغ دون أن
تلمسه ،
ثم اصطدمت بالحائط خلف باي ليو بصوت قوي أشبه بالانفجار
سقط الرجل الذي كان يقود الدراجة مغبرًّا ومغطى بالأوساخ،
نفث دخانًا أسود من فمه، ثم انهار بلا حراك
لم يكلف باي ليو نفسه حتى عناء النظر إليه ،
بل ربت على كتف دو سان ينغ وقال :
“ افتح عينيك .”
ثم ركب دراجة مو سيتشينغ النارية ،
وسرعان ما صعد دو سان ينغ خلفه
وجلس على المقعد الخلفي
وبدون أن يعرف ما الذي سيحدث،
كان دو سان ينغ قد بلغ حدّ البكاء من الخوف،
فأمسك بخصر باي ليو بشدة وقال وهو ينتحب:
“ السيد باي ليو ما الذي يريدونه ؟!
ماذا سنفعل نحن؟!”
أدخل باي ليو مفتاح دراجة مو سيتشينغ وأدارها عدة مرات،
فاشتعل المحرك بزئيرٍ مدوّي
باي ليو:
“ إنهم هنا ليحاصرونا ويقتلونا .”
دو سان ينغ استمر في البكاء:
“ وماذا عنّا نحن ؟!”
ابتسم باي ليو بخفة:
“ بالطبع نحن هنا لنحاصرهم ونقتلهم .”
وفي اللحظة التالية ، ضغط باي ليو على دواسة البنزين
حتى أقصاها،
فانطلقت الدراجة كالسهم
توسّعت عينا دو سان ينغ من الصدمة،
وفتح فمه بصراخ لا يُصدق،
لدرجة أن مابداخل حلقه يُرى من شدة ما صاح
ومع انطلاق الدراجة بأقصى سرعتها،
كانت شفتا دو سان ينغ ترتجفان من شدة الرياح،
وصوته يتقطع:
“السيد باي ليو ألم تقل إنك لا تعرف القيادة ؟!”
نظر باي ليو إلى الأمام وقال بهدوء :
“ أنزل الواقي بجانب فمك ، حتى لا تتأثر بالرياح .”
دو سان ينغ:
“اووه ——”
أنزل الواقي بطاعة وتحدث بصوت أوضح ،
لكن الخوف ظل واضح في نبرته:
“ السيد باي ليو ألم تقل إنك لا تعرف قيادة الدراجات النارية ؟!”
أجاب باي ليو بهدوء:
“ صحيح ، لا أعرف .
لكنني قدت دراجة هالو سابقًا ، لذا يفترض أن الإحساس مشابه .”
دو سان ينغ شهق بالبكاء:
“ كيف يكونان متشابهين !
واحدة دراجة كهربائية الاشتراكية ،
والثانية دراجة نارية ثقيلة !
الفرق بينهما هائل يا سيد باي ليو !”
( Erenyibo : هذي الدراجات للايجار وتكون في محطات مختلفة : )
دو سان ينغ صرخ وهو يبكي:
“ لو أردنا التخلص من هؤلاء، ألم يكن بإمكان السيد باي ليو
استعارة سيارة القائد تانغ؟!
لماذا يستعير دراجة الإله مو النارية الثقيلة؟!”
ابتسم باي ليو:
“ ألا ترى أن الدراجات النارية الثقيلة تبدو رائعة ؟”
انفجر دو سان ينغ في البكاء:
“ لكنها ليست آمنة !
سيكون أكثر أمانًا لو استأجر السيد باي ليو سيارة !”
كان يعلم أن الحظ السيئ لا يصيبه بسهولة،
لكن السيد باي ليو سيئ الحظ للغاية
ومن يدري ما الذي قد يحدث إن قاد مركبة خطيرة مثل الدراجة النارية الثقيلة
توقف باي ليو وقال:
“ لا أُجيد القيادة .”
انصدم دو سان ينغ:
“ ألم يجتز السيد باي ليو اختبار القيادة ؟!”
رد باي ليو بهدوء:
“ الرسوم باهظة .
أركب دراجة كهربائية الاشتراكية كل يوم للوصول إلى محطة
الحافلات ، وليس لدي مال أضيعه على تعلّم قيادة سيارة
لن أستعملها أصلاً .
لا أستطيع شراء سيارة .”
بقي دو سان ينغ مذهولًا — { هل هذا هو السبب فعلاً ؟! }
قاد باي ليو دراجة مو سيتشينغ النارية الثقيلة،
وتقدموا عبر طرق نائية قليلة الحركة
أما العصابة التي تلاحقهم فتابعتهم عن كثب ،
وكادوا يصطدمون بمركبة باي ليو عدة مرات
كان دو سان ينغ يلتفت إلى الخلف كل حين ليراقب المطاردين ،
وكان يرتجف من الرعب
{ هؤلاء الناس مجانين تمامًا !
لا يكترثون لأرواح المارة أبدًا !
كان باي ليو بوضوح يتعمّد الابتعاد إلى مناطق قليلة السكان،
لكن أولئك المجانين لم يكلفوا أنفسهم حتى عناء الدوران،
بل يندفعون مباشرة للأمام
لو لم يكن باي ليو سريع البديهة وتوجّه عند بعض
التقاطعات إلى المناطق المأهولة ،
لربما تسبب هؤلاء بالفعل في مذبحة بين الناس !
لا عجب أن باي ليو أراد مغادرة المنطقة التي كان يقيم فيها ولم يستعمل السيارة
المكان مليئ بحركة الناس،
وهؤلاء الراكبون الذين لا يهتمون بالأرواح قد يقتلون أي أحد بالخطأ
ولو استعملوا السيارة ، لكان عليهم أن يسلكوا الطريق
السريع، حيث تكون حركة المرور أكثر كثافة
لكن الآن… ماذا يمكننا أن نفعل ؟
لو تركنا هؤلاء الطائشين يمرحون في الشوارع،
فستقع كارثة عاجلاً أو آجلاً،
لكن لا يمكن أن اطلب من باي ليو أن يبقى هاربًا إلى الأبد! }
قال دو سان ينغ بقلق شديد:
“ السيد باي ليو هل يمكننا دخول اللعبة؟”
رد باي ليو وهو يحدّق أمامه عبر الخوذة:
“ بعد أن ننهي المشكلة ، سندخل .
لا تترك أية مشاكل خلفك . وإلا فسينتظرونك في المرة
القادمة التي تخرج فيها .”
تجمّد دو سان ينغ في مكانه،
ثم بدأ يستوعب الأمر ببطء وسأل:
“ وكيف سنتخلص منهم ؟”
باي ليو بهدوء:
“ يوجد ميدان تدريب قيادة على أطراف المدينة ،
وليس فيه أحد الآن . سنذهب إلى هناك .”
…
في أطراف المدينة ، في ميدان تدريب القيادة
كان مو سيتشينغ يجلس متربعاً على الأرض بملل ،
وبجانبه تانغ إردا يمشي ذهابًا وإيابًا بوجه متجهم وعبوس
مو سيتشينغ شعر بالدوار من كثر مشي تانغ إردا، فصرخ:
“ هل يمكنك أن تبقى هادئًا لدقيقة؟!”
رد تانغ إردا وهو يلكمه مجددًا :
“ أين ذهب باي ليو والآخرون ؟!”
رفع مو سيتشينغ إصبعين بلا حماس:
“ لقد سألت هذا السؤال تقريبًا عشرين مرة .
لا تقلق ، حتى لو حدث شيء ، باي ليو سيكون بخير .
تصرفاته قد تكون مجنونة أحيانًا،
لكنه في النهاية يُعتمد عليه.
وإلا لما أعرتُه دراجتي .”
أخيرًا جلس تانغ إردا بجانب مو سيتشينغ
نظر إلى المسامير الكثيفة التي طلب باي ليو زرعها على
الأرض، وسأل بتركيز:
“ هل هذه المسامير مفيدة حقًا ؟”
مو سيتشينغ دحرج عينيه :
“ أضمن لك أنها ستنجح .
إطارات الدراجات النارية حساسة جدًا عند السرعة العالية.
إن دخل مسمار صغير فيها، سيفرغ الهواء ،
وسيتأرجح المقود فورًا ، وسيطير السائق بعيدًا ….”
ثم أضاف وهو يتثاءب مبتسمًا ابتسامة غامضة :
“ لكن ما أدهشني أكثر… أن باي ليو اختار ميدان تدريب بعيد،
وسلك كل هذا الطريق الملتف،
فقط ليقلل من عدد الضحايا المحتملين .
كان يستطيع القضاء على هؤلاء الحمقى عند باب منزله
باستخدام دو سان ينغ، لكنه اختار ألا يفعل ذلك حتى لا
يتعرض سكان الحي للخطر .”
تانغ إردا بعبوس:
“ حماية الآخرين هو واجبنا…”
نظر له مو سيتشينغ :
“ لكن لا بأس إن لم نحميهم .
ليس الأمر وكأن باي ليو هو من بادر بقتلهم ”
رد تانغ إردا ببرود:
“ أنت لم تقتل سيمباي ، لكن سيمباي ماتت بسببك .
ألا تشعر بالذنب ؟”
( سيمباي = مشرفة صف مو سيتشينغ )
صمت مو سيتشينغ للحظة ،
ثم أبعد وجهه جانباً وقال بصوت خافت وهادئ:
“ ربما أشعر بالذنب… لكن باي ليو بالتأكيد لا يشعر ...”
تابع مو سيتشينغ بسخرية مريرة :
“ لقد اختار أن يفعل ذلك فقط ليجعل الذين يشعرون
بالذنب يشعرون براحة الضمير ...”
ثم ضحك بسخرية : “ كمخطط ، عليه أن يراعي مشاعرنا كلاعبين .”
( يقصد إنه باي ليو يمديه يقتل هالعصابة عند باب بيته
بس ما سوا هالشيء عشان لا يآذي الناس الي بالحي ،
ماعنده ضمير لا همه الناس بس سوا كذا ؛ عشان نحن الي
عندنا ضمير مانزعل منه )
سكت تانغ إردا أيضًا
{ كلام مو سيتشينغ كان صحيح
لولا أنه أراد مراعاتنا ، لما كلّف باي ليو نفسه كل هذا العناء
للتعامل مع حفنة من الأوغاد التافهين }
في المسافة ، ظهر مجموعة كبيرة من الدراجات النارية
الهادرة تقترب بسرعة من الأفق
الرجل الذي كان يقود الدراجة الأولى كان يرتدي قميص
أبيض وبنطال بدلة،
وهو مظهر لا يتناسب أبدًا مع دراجة نارية ثقيلة
أكمامه وأطراف بنطاله تنساب في الرياح الباردة،
و يحنِي جسده بانسيابية،
ونظرته هادئة بينما يقترب بسرعة نحوهم
نهض مو سيتشينغ فجأة وصرخ بذهول:
“ اللعنة ! لماذا يقود باي ليو بأقصى سرعة ؟!
هل فقد عقله ؟!”
رد تانغ إردا وهو يحدق بتركيز:
“ لا، باي ليو لا يفعل شيئًا متهورًا هكذا .
لا بد أن شيئ ما قد حدث .”
حدق مو سيتشينغ عينيه وهو يراقب ،
ثم فجأة اتسعت حدقتاه:
“ هناك شخص مقيّد في الدراجة خلفه !”
كان لو ييتشان مقيّد اليدين والقدمين،
ومضغوط على المقعد الخلفي لإحدى الدراجات النارية،
وهو فاقد للوعي
و فتاة شابة، ترتدي شريط أحمر في شعرها المنكوش،
مقيّدة هي الأخرى على دراجة ثانية،
وتبدو في نفس الحالة من اللاوعي
ضحك السائقان اللذان يقودان الدراجة وقالا وهما يطلقان صفير :
“ باي ليو ما رأيك ؟
لم تتوقع أننا لم نكتفِي بأسر الطالب الثانوي فقط ،
بل أمسكنا أيضًا برجل آخر وحبيبته .
انقسمنا إلى مجموعتين للقبض عليهم .”
“ لقد اجتمعت معهما أخيراً . كيف تشعر ؟
في الصور التي التقطها المصور ،
كنت تأكل الطعام الذي أعدّته هذه الفتاة بكل أدب ،
وتجلس سعيد بجانب هذا الشرطي ،
تمامًا كأنكم عائلة واحدة .
يبدو أن علاقتكم وثيقة أليس كذلك؟”
“ ما رأيك أن تستسلم ، وتدعنا نسحقك تحت عجلاتنا،
مقابل أن نتركك وشأنك ؟”
“ وإن لم تفعل ، فهذا يعني ببساطة أن علاقتك بهذين ليست قوية .”
ثم هز أحدهم كتفيه بتصنّع الندم ، وصاح:
“ في هذه الحالة ، هما بلا فائدة .
ليس أمامنا خيار سوى إلقائهما من على الدراجة وتركهما
يتحطمان على الأرض .”
انفجر دو سان ينغ بالبكاء من جديد:
“ باي ليو ماذا سنفعل؟
من هؤلاء الذين اختطفوهم؟
ما علاقتهم بك؟!”
أجاب باي ليو بصوت بارد،
وقد بدا الغضب واضحاً على وجهه لأول مرة:
“ لو ييتشان وفانغ ديان خطيبته .
ساعداني في دفع نفقات معيشتي خلال المرحلة الثانوية .
علاقتي بهما… وثيقة جدًا .”
لم يكن في عيني باي ليو السوداوين أي أثر للمشاعر،
لكنها تلمع بعزيمة ثابتة،
ولم يُبطئ السرعة،
بل اندفع بسرعة أكبر نحو الأمام
قال دو سان ينغ في ذعر:
“ باي ليو ، أمامنا طريق مليء بالمسامير!
نحن سننجو لو عبرناه ، لكن لو ييتشان وفانغ ديان
سيتطايران من على دراجتيهما !”
نظرات باي ليو ظلت هادئة ، لكنه اندفع مباشرة نحو
الطريق المليء بالمسامير
ثم، في اللحظة الأخيرة، قفز بجسده وبدّل موقعه مع دو سان ينغ،
ليضعه في المقعد الأمامي،
بينما جلس هو خلفه،
ظهره ملاصق لظهر دو سان ينغ
صرخ دو سان ينغ برعب عالي النبرة:
“ باي ليو!! أنا لا أعرف كيف أقود !!!”
فجأة ، أصبحت الدراجات النارية خلف باي ليو في حالة من الفوضى
بعد عدة انزلاقات ،
لم تتمكن الدراجات التي تمايلت مقدمتها من الحفاظ على سرعتها،
وبدأت بالارتطام ببعضها البعض والانقلاب
سقط راكبوها بقوة على الأرض،
واخترقت المسامير أجسادهم،
فتردد صدى صرخاتهم المدوية وهم يتلوّون من الألم
أما دو سان ينغ ، فظل يصرخ: “آه! آه! آه!”
والدموع تنهمر على وجهه بينما يضرب بمقدمة الدراجة كالمجنون،
لكنه، بشكل معجزة،
تجنب كل مسمار وكل دراجة كادت تصطدم به وجهًا لوجه
أما قميص باي ليو ، فقد انتفخ بفعل الرياح وهو يحدّق
ببرود نحو الدراجتين اللتين كان لو ييتشان وفانغ ديان
مربوطين على مقعديهما الخلفيين
وعندما فقدت الدراجتان السيطرة تمامًا وكادتا تتحطمان
على الأرض،
أخرج باي ليو سوط أبيض المصنوع من العظام،
وبنظرة باردة رسم به تشقق مشوه في الفضاء على الأرض،
بدا وكأنه تمزق في الواقع
اصطدمت أجساد لو ييتشان وفانغ ديان،
اللذان كانا سيسقطان على الأرض،
بذلك التمزق، مما خفف من سقوطهما
وعند وصوله ، ركع باي ليو على ركبة واحدة والتقطهما بين ذراعيه
في نفس اللحظة ، اصطدمت الدراجتان الناريتان بسيارات
كانت مركونة بشكل عشوائي ،
وانفجرت النيران إلى السماء في لهب هائل
الأشخاص الملقون على الأرض كانوا يرتجفون ويصرخون،
والمسامير قد غرزت في وجوههم وأجسادهم،
حتى أن بعضهم فقد عينيه نتيجة لذلك
و قطع الدراجات النارية المكسورة متناثرة في كل مكان
ركض مو سيتشينغ وتانغ إردا نحو باي ليو
سأل مو سيتشينغ بذهول:
“ ما الذي حدث؟!”
خفض باي ليو رأسه، ثم رفعه ببطء ونظر نحو مو سيتشينغ وتانغ إردا
ارتعدت أجسادهما من تلك النظرة
ثم ناولهما باي ليو جسدي لو ييتشان وفانغ ديان وقال
بهدوء وهو يمسح الدماء عن وجهه:
“ راقبا لو ييتشان وفانغ ديان من فضلكما .
لا تدعوهما يستفيقان .”
ثم التفت إلى تانغ إردا وسأله:
“ أحضرت مسدسك، صحيح؟
أعطني إياه .”
حدّق تانغ إردا في عيني باي ليو،
بدا مصدوماً للحظة ، لكنه تردد ورد بتلقائية :
“ لم… لم أحضره…”
رد باي ليو وهو ينظر إليه بثبات:
“ لن أفعل شيئ غير قانوني .”
صمت تانغ إردا للحظة ، لكنه أخيرًا سلّمه المسدس
وبعد أن استلمه،
وقف باي ليو وتوجه نحو كومة الدراجات المشتعلة
قال مو سيتشينغ، الذي قد تلقّى فانغ ديان بين ذراعيه،
مذهولًا:
“ ماذا تفعل باي ليو؟
إلى أين تذهب؟!”
لم يجب باي ليو
لم يُرَى منه سوى قميصه الأبيض البارز وهو يتمايل في الرياح الليلية
تقدم باي ليو نحو الدراجات المشتعلة،
وسحب منها الرجلين
هما اللذان اختطفا لو ييتشان وفانغ ديان لتهديد باي ليو
والضحك عليه علنًا
عند اصطدامهما بالسيارة ،
كانت قوة السوط قد خففت من تأثير السقوط ،
لذا لم تكن إصاباتهما خطيرة ،
لكن وجهيهما كانا محروقين ومليء بالمسامير
نظر الاثنان إلى باي ليو بخوف وحنق
وعندما رأوا المسدس في يده،
تراجعا إلى الوراء مذعورين، وهتف أحدهم:
“ قتلنا غير قانوني !
إذا خالفت القانون، ستُطارد في العالم الحقيقي !”
“ صديقك الشرطي لن يسمح لك بارتكاب شيء كهذا !”
لكن عيني باي ليو ظلت هادئة تمامًا وهو يرد:
“ يمكنني أن أفعل ما تفعلونه .
أستخدم الأدوات لمسح كل شيء بعد قتل أحدهم ،
فلا يتذكره أحد، أليس كذلك؟”
ارتعد الرجلان، وصرخ أحدهما:
“ ألا تشعر بالذنب ؟!”
معظم اللاعبين الذين يؤذونهم يلتزمون بالقانون في الواقع
الحملان المهووسة تجري تحقيق سطحي قبل إيذاء أي لاعب
بعض اللاعبين يفرغون شهواتهم ويقتلون كما يشاؤون
داخل اللعبة،
لكنهم في الواقع يتحكمون بأنفسهم بدقة،
ويهتمون بأصغر التفاصيل، ولا يتجاوزون القانون أبدًا
هذا النوع من اللاعبين يفصل تمامًا بين الواقع واللعبة،
ويهتم بكل شيء في الحياة الواقعية
في أذهانهم، القتل في الواقع والقتل داخل اللعبة هما
شيئان مختلفان تمامًا
فحتى لو لم يكن هناك فرق جوهري كبير بين قتل الناس في
لعبة مشوهة وبين قتل أشخاص عاديين في الواقع،
إلا أن الفرق من الناحية الشعورية والنفسية هائل
هؤلاء اللاعبون لا يستطيعون تقبل فكرة أنهم ارتكبوا جريمة
في العالم الحقيقي
إن تطرفهم في اللعبة ليس إلا وسيلة للعودة إلى الواقع
والعيش كأناس عاديين سعداء
تكلفة ارتكاب جريمة نفسيًا لهؤلاء اللاعبين عالية جدًا،
ولذا نادرًا يردّون الهجوم على الحملان المهووسة
معظمهم يختار التحمل ببساطة
الحملان المهووسة قد أجروا تحقيق مسبق عن باي ليو،
ووجدوا أنه نموذج مثالي لهذا النوع من اللاعبين—شخص
ناجح جدًا في اللعبة،
لكن في الواقع لا يملك حتى سجلًا مخالفة واحد ،
ومع ذلك تم طرده من شركته
كونغ يانغشو سخر وقال إن باي ليو مجرد ' جبان كلاسيكي '
؛ يهاجم بقوة داخل اللعبة ، لكنه ضعيف في الواقع
“ دعونا نسحق وجهه بدراجاتنا إن تجرأ !”
{ من الصعب على شخص لم يقتل أحد في حياته أن يرتكب جريمة
لكن باي ليو… يبدو استثناء }
**
رفع باي ليو المسدس بهدوء في وجه الرجلين،
اللذين بدآ بالبكاء وحاولا الدخول إلى اللعبة بشكل لا إرادي،
لكنهما سرعان ما أدركا أن أجهزة الدخول الخاصة بهما
كانت قد صودرت منذ مدة طويلة على يد باي ليو
ركعا على الأرض وهما يبكيان:
“ لا تقتلنا !”
“أنت لم تقتل أحدًا من قبل في الواقع، ستندم على هذا!”
أنزل باي ليو عينيه نحو الرجلين ،
وفي الخلف ، أصابع لو ييتشان التي كان يراقبها مو سيتشينغ تحركت قليلًا
قال باي ليو بهدوء:
“ ومن قال إني أريد قتلكما ؟”
ثم رمى المسدس إليهما بلا مبالاة:
“ المسدس لكما ...
اقتلاني إن كنتما تجرؤان "
ابتسم باي ليو
تجمّد الرجلان تمامًا
{ هذا الرجل… مجنون ! مجنون تمامًا ! }
وعندما أدركا أنه جاد،
بدآ يتسابقان على الإمساك بالمسدس
أمسك أحدهما به، ورفعه نحو باي ليو وهو يتنفس بتوتر
يداه ترتجفان من الإصابة،
لكن المسدس أعطاه ثقة كبيرة
ضحك بعصبية:
“ باي ليو أنت لا تجرؤ على القتل ، تظن أننا نحن أيضًا لا نجرؤ ؟!”
دعني أخبرك، أنا دهست امرأة من قبل بدراجتي ،
رأيت أمعاءها تتدلى من بطنها !”
ضحك بصوت منخفض وأضاف:
“ رغم أن المرأة لم تمت على ما يبدو ،
إلا أنني شعرت بروعة وقتها .
كانت تصرخ من الألم . ضميري مرتاح . أنا قاتل بالفطرة !”
ابتسامة باي ليو لم تتغير :
“ حقًا ؟”
يبدو أن ابتسامته استفزت الرجل،
فصرخ وسحب الزناد:
“ اذهب إلى الجحيم !!”
لكن لم تنطلق أي رصاصة
تجمّد الرجل
في اللحظة التالية ، هجم عليه باي ليو بمضرب بيسبول
وضربه بقوة على جبينه
ثم بدأ يضربه بلا رحمة ،
خصوصًا في البطن ،
حتى بدأ الرجل يتقيأ الأحماض الصفراء ،
وتسربت أمعاؤه من الأسفل ،
و يتوسل الموت من شدة الألم
أما الرجل الثاني ، فقد أُصيب بالذهول الكامل،
وعندما التقت عيناه بعيني باي ليو خلال استراحة قصيرة،
تراجع خطوتين ثم صرخ بفزع وهو يضرب رأسه بالحائط:
“ أنا أضرب نفسي! أضرب نفسي !
لا داعي لأن تتدخل !”
**
عندما بدا أن باي ليو على وشك أن يقتل الرجل الأول،
امتدت يد من جانبه
انساب صوت ناعم خافت :
“ يكفي باي ليو "
فتاة في نفس طوله تقريبًا ،
تنظر إليه بعينين باسمتين ، وتمد له مناديل مبللة
كان وجه باي ليو مغطى بالدماء،
من أسفل فكه وحتى زوايا عينيه
نظر إلى المناديل للحظة،
ثم ألقى بمضرب البيسبول المغطى بسائل غير معروف،
وأخذ المناديل من يدها
نظرت الفتاة إلى الرجل الذي كان على وشك أن يُضرب حتى
الموت على يد باي ليو،
ثم انخفضت على ركبتيها واقتربت من وجهه المغطى
بالدماء، وتفحصته بفضول:
“ باي ليو ، العجوز لو جيد فعلاً . لقد علمك جيدًا .
الآن حتى الثغرات القانونية صرت تعرف كيف تستغلها .
( العجوز لو = تنادي خطيبها لو ييتشان بالعجوز لو ~ )
إذا أعطيت خصمك سلاح ، ودفعته لمهاجمتك أولًا ،
ثم اضطررت للرد عليه حين كانت حياتك مهددة بشدة…
فهذا يُعتبر دفاعًا مشروع عن النفس.
وحتى لو قتلته ، فهذا لا يُعد جريمة .”
توقف باي ليو عن مسح وجهه للحظة،
ثم وجه نظره نحوها وقال بكسل :
“ أخت ديان لماذا استيقظتِ؟”
نظرت فانغ ديان إلى باي ليو مبتسمة:
“ لا تقلق، لو ييتشان لم يستيقظ بعد ~
وعندما يستيقظ لاحقًا، سأخبره أن رجلين سيئين هاجماك
بمسدس، واضطررت للدفاع عن نفسك .
لكن لأنك طيب القلب ، ولأنك تعلمت كيف تتصرف بشكل
سليم تحت إرشاده طوال هذه السنين…
فقد تمالكت نفسك ولم تقتل أحد .”
ركلت فانغ ديان الرجلين الممددين على الأرض،
وقالت بتردد:
“ لا بأس… يبدو أنهما لم يموتا أليس كذلك؟”
ثم تابعت بابتسامة مشرقة كشفت عن ثماني أسنان بيضاء
وسط وجهها المتسخ:
“ لا تزال القاعدة القديمة من أيام الثانوية سارية .
إذا ارتكبت شيئًا سيئ ، سأقدم من أجلك اعتراف ممتاز يغطيك ~
لن أسمح للشرطي العجوز لو أن يعرف ما فعلناه !~ ”
يتبع
——————————————
ملاحظة المؤلفة :
الأخت ديان، تظهر على الساحة .
مشهد صغير من أيام باي ليو في الثانوية:
بعد أن ارتكب باي ليو شيئًا سي وتعرض للنقد العلني من المدرسة كلها …
الأب المزيف لو ييتشان:
“ووووه، لقد أصبح فاسدًا، ماذا أفعل الآن ؟!”
الأب الحقيقي ديان:
“ اللعنة باي ليو ؟
تعرض للنقد العلني من المدرسة كلها؟!
رائع !!”
( الأب المزيف هذا اللقب لانه مره يهتم بـ باي ليو ويعتني فيه
وبرضه نفس اللقب لـ ديان ، اثنينهم يعتنون بـ باي ليو )
من ملاحظة المؤلفة ، نلاحظ أن ديان (فانغ ديان) تُعامل
باي ليو كأنه ابنها الحقيقي مثل لو ييتشان ،
لكنها تختلف عن ييتشان في طريقة اهتمامها :
• لو ييتشان يهتم بـباي ليو بطريقة أبوية صارمة
وعاطفية، ويتأثر بشدة إذا انحرف سلوكه أو أخطأ،
لأنه يريد له أن يكون “جيدًا” ومقبول من المجتمع.
• أما ديان، فهي تهتم به بنفس القدر،
لكن بطريقتها الخاصة — أكثر تساهلًا وتمردًا على المعايير التقليدية.
يهبلون 😔🩷🩷🩷🩷
تعليقات: (0) إضافة تعليق