Ch10
منذ أن حصلت على موافقة معلمها اللفظية،
أصبحت مينغ تشين، التي لا تزال في إجازة مرضية،
تذهب إلى رؤية مورونغ يان كلما سنحت لها الفرصة.
اليوم هو الانقلاب الشتوي،
وقد تحدّت مينغ تشين الرياح والثلوج في الصباح الباكر،
حاملةً دلو من الخيزران،
وصعدت إلى برج كانغيوي بفرح
{ حساء الدجاج بالفطر الذي يعدّه جيانغ دا-غا هو الأفضل
في مثل هذا اليوم البارد ،
يجب أن تشرب الأميرة المزيد منه لتغذية جسدها }
على الرغم من أن الطقس باردٌ إلى حد التجمد في الشهر الثاني عشر،
وأن البلاط زلقٌ كالجليد،
وأن أصابعها المتجمدة بالكاد تشعر بشيء،
إلا أن مزاج مينغ تشين ظل مشرق كالشمس
لكن عندما دخلت الغرفة،
لم تجد الشكل المألوف المبتسم المستلقي على السرير
من أعماق الغرفة، سمعت أنينٌ مكتوم،
خافت وضعيف،
وكأنه صوت محاصر بين الأسنان،
مخنوقٌ تحت الأغطية
امتلأ قلب مينغ تشين بالذعر،
فتخلت بسرعة عما كانت تحمله،
واندفعت إلى جانب السرير
“ أميرة !”
رفعت مينغ تشين اللحاف،
فرأت مورونغ يان تتلوى من الألم،
ممسكة بفخذها الأيمن، ملتفة على نفسها
كانت ترتجف،
وجسدها مغطىٌ بالكامل بالعرق البارد
شعرها الرطب التصق بخديها ورقبتها،
وشفتيها شاحبتين لدرجة الموت ،
و زوايا عينيها محمرة قليلًا
مسحت مينغ تشين بلطف خصلات الشعر عن جبهة مورونغ يان،
وقلبها ينبض بالألم
لقد عرفت ما هذا الألم ….
في معسكر حراس الظل،
رأت مينغ تشين العديد من الإخوة الكبار الذين،
حتى بعد فقدان أطرافهم،
لم تستطع عقولهم مجاراة أجسادهم ——-
قد تلتئم الجروح ، والاصابات وقد لا يكون هناك شيء
ظاهر، لكنهم لا يزالون يرتجفون من الألم
لم يكن هناك جرح مرئي ،
ولا طريقة للتخفيف من ذلك ،
حتى الأطباء الإمبراطوريين كانوا عاجزين أمام هذا الألم النفسي ،
الألم الوهمي —-
( ألم نفسي مُصاحب للأطراف المبتورة —-
يعيشون تكرار الالم وقت الاصابة —- )
“ أميرة ! أميرة !”
نادتها مينغ تشين بيأس عند أذنها،
لكنها لم تتلقى سوى أنين آخر،
أطول من السابق، مصحوبًا بشهقة خفيفة مختنقة
“ مينغ تشين إنه مؤلم جدًا .
إنه مؤلم جدًا … "
تنفس مورونغ يان المرتجف حطم قلب مينغ تشين
خلعت مينغ تشين حذاءها ،
وجلست على السرير ،
وعانقت مورونغ يان بين ذراعيها
وضعتها في حجرها،
ولفّت إحدى ذراعيها حول خصرها برفق،
تربّت عليها بحنان،
بينما دعمت رقبتها باليد الأخرى،
مما سمح لها بالاستناد على صدرها
“ إنه لا يؤلم ، لا يؤلم ...”
تحركت مينغ تشين بخفة ،
تحاول تشتيت انتباه مورونغ يان
لكن الأميرة أمسكت بمعصم مينغ تشين بقوة،
و أطراف أصابعها البيضاء مشدودة،
ممسكة باليد التي تحتضن خصرها
دفنت رأسها في ياقة ملابس مينغ تشين، مرتجفة،
تهمس بصوت متقطع:
“ إنه مؤلم جدًا …. حقًا ،،،، إنه مؤلم ….
مينغ تشين
اقتليني ….
لا أريد هذا بعد الآن ،
لا أريد …
اقتليني، أرجوكِ .”
تصلب جسد مينغ تشين عند سماع هذه الكلمات،
واقتربت أكثر ،
تهمس بلطف في أذن مورونغ يان،
“ لا يؤلم
يان يان لا يؤلم ...
سيكون الأمر على ما يرام قريبًا .
يان يان ،،،، لا يؤلم ….”
استمرت يدها في التربيت بلطف وبإيقاع منتظم
بعد فترة ، بدأت أنفاسها تضعف تدريجيًا
استرخَت مورونغ يان في حضن مينغ تشين،
وحاولت رفع رأسها بجهد
عندما التقت نظراتهما،
ابتسمت مينغ تشين بلطف :
" عندما كنت صغيرة وأشعر بالألم ،
كان معلمي يهدئني هكذا "
أرخَت مورونغ يان أصابعها المتصلبة وسألت بضعف :
" لماذا ... ما الذي كان يؤلمك ؟"
مينغ تشين: " التدريب . تدريب الفنون القتالية صعب.
إذا لم تؤدِّي جيدًا ، لن تحصل فقط على الجوع ،
بل ستُضربين بالعصا ."
أمسكت مينغ تشين يد مورونغ يان ودلّكت أصابعها بلطف. " تدريب التعذيب هو الأصعب .
و التعرض للجلد بالسوط مؤلم للغاية .
عندما كان الألم شديد لدرجة أنني لم أستطع النوم ليلًا ،
كان معلمي يهدئني هكذا "
سألت مورونغ يان بفضول: "هل يتوقف الألم بعد ذلك؟"
أمالت مينغ تشين رأسها في تفكير :
" لا يزال هناك بعض الألم " و بابتسامة :
" لكن مع تقدمي في العمر ، لم أعد أشعر بالألم بنفس القدر ."
مورونغ يان: " لماذا ؟"
تذكرت مينغ تشين: " كأنه في يوم من الأيام ، كان الألم
شديد لدرجة أنني شعرت وكأن شرارة في دماغي قد انطفأت .
بعد ذلك، بغض النظر عن مقدار النزيف ،
لم أعد أشعر بالألم ."
نظرت مورونغ يان إلى وجه مينغ تشين اللامبالي،
وساد الصمت للحظة ،
ثم سألت : " بماذا معلمك يناديك ؟"
مينغ تشين: " الجميع في المعسكر ينادونني تشين تشين."
هذا الموضوع فاجأ مينغ تشين، لكنها أجابت بصدق
عدّلت مورونغ يان جلستها قليلاً ونظرت إلى مينغ تشين،
وكأنها تفكر في شيء ما :
" هل هذا هو السبب في أنكِ ناديتني يان يان ؟"
قالت مينغ تشين وهي تحمر خجلاً :
" أنا... أنا... الأميرة أعتذر ."
كانت تعلم أنها تجاوزت الحدود
المرأة التي أمامها كانت أميرة نبيلة وقريبة من الإمبراطور ،
و من سلالة ملكية
كيف لها، وهي مجرد حارسة ظلية،
أن تناديها باسمها،
ناهيك عن استخدام لقب غير رسمي
نظرت مورونغ يان إلى الشكل المتوتر أمامها،
ونادرًا أظهرت شيئ من البرودة : " أنا لا أكره ذلك ..."
{ كنت فقط فضولية بعض الشيء ، هذا كل شيء }
بعد تفكير للحظة، لم تستطع مورونغ يان مقاومة المزاح:
" إذن ماذا عن مناداتك... آ- تشين؟ هل هذا مقبول ؟"
لسبب غير مفهوم ،
كانت تأمل مورونغ يان أن تميز نفسها عن الآخرين
الآن مينغ تشين تستخدم منديل لمسح العرق من جبين
مورونغ يان ورقبتها و عند سماع تلك الكلمات،
شعرت بعدم الراحة ،
وهو أمر غير معتاد بالنسبة لها :
" الأميرة، يمكنكِ مناداتي بأي طريقة تفضلينها "
مورونغ يان: " حقاً ؟"
راقبت تعبير مينغ تشين ووجدته مضحكًا
بنبرة مشاكسة ، قالت: " إذن سأسمح لكِ بأن تناديني يان يان أيضًا "
فقط عندما ظنت مينغ تشين أن كل شيء يتحسن ،
انقبضت مورونغ يان في حضنها وبدأ جسدها فجأة يرتجف بعنف
عندما رأت أن مورونغ يان على وشك الإمساك بساقها اليمنى ،
أسرعت مينغ تشين بتقريبها منها أكثر ،
ووضعت يدها لتضغط على كتفها
و غاصت أظافر مورونغ يان الملطخة باللون القرمزي بعمق
في كتف مينغ تشين ،
تاركة آثار دم متناثرة على كتفها
مورونغ يان وهي ترتجف: " إنه مؤلم .
آ-تشين، إنه مؤلم حقًا …."
ارتعشت شفتاها قليلاً ،
واحمرت عيناها : " لا أستطيع تحمله .
لا يوجد شيء هناك ، لكنه مؤلم جدًا ."
مينغ تشين: " أعلم ، أعلم ."
لم تهتم ببقع الدم على كتفها،
و ببساطة تربت على مورونغ يان بلطف بينما تهدئها بصوت خافت
قالت مورونغ يان وهي تختنق بكلماتها:
" آ-تشين، لا أستطيع التعود عليه.
إنه مؤلم للغاية ..."
دفنت رأسها في عنق مينغ تشين : " آ-تشين، لا أستطيع التعود على هذا الالم …."
فجأة شعرت مينغ تشين ببلل على ياقتها
توقفت للحظة ، ثم شدّت حضنها حول يان ،
وهمست بلطف في أذنها: " يان يان، لن يؤلمكِ بعد الآن .
سيكون أفضل قريبًا .
يان يان لن يؤلمكِ بعد الآن ."
ارتجفت يان في حضنها،
وأصبحت الأصوات المكتومة أعلى
عندما شعرت أن مورونغ يان تعض شفتها بقوة،
مدّت مينغ تشين يدها وضغطت برفق على شفتها السفلى بإبهامها،
مما سمح لمورونغ يان بالعض بقوة بين أسنانها
بينما أصابعها الأربع الأخرى تداعب خد مورونغ يان بلطف
مينغ تشين: " فتاة جيدة يان يان، لن يؤلمكِ، لن يؤلمكِ.
لا تخافي ، سيتوقف الألم قريبًا ."
بدون وعي، دلكت مينغ تشين جبين مورونغ يان بشفتيها :
" أنا هنا معكِ، يان يان. أنا هنا بالضبط "
شعرت بالعجز وهي تشاهد مورونغ يان تعاني من الألم،
مما جعل قلبها يتألم
مينغ تشين تنتظر بقلق،
ولم تشعر بمثل هذا العذاب من قبل
لم تستطع سوى التربيت بلطف على مورونغ يان والهمس
في أذنها بأمل تخفيف ألمها
مع كل نداء خافت من مينغ تشين،
بدا أن جسد مورونغ يان المتوتر يسمع كلماتها ويسترخي تدريجيًا
بعد لحظة،
استرخى جسد مورونغ يان بالكامل
أغلقت عينيها وتنفست بضعف
هزّت مينغ تشين جسدها بلطف
ومسحت الدموع من زاوية عينيها
بينما تستمع إلى أنفاس مورونغ يان التي أصبحت ثقيلة ،
استعدت لوضعها ببطء على السرير
لكن يد يان كانت ممسكة بكتفها بقوة،
غير راغبة في التراجع
مهما حاولت مينغ تشين إرخاء القبضة،
ظلت ممسكة بإحكام
بلا خيار، لم تستطع مينغ تشين سوى سحب البطانية
وتغطية الاثنين بها،
وتخلصت من الملاءة بعفوية
بينما تحدق في وجه مورونغ يان النائم،
ربما بسبب الإرهاق الناتج عن الأعصاب المتوترة مؤخرًا،
أو ربما بسبب الراحة التي شعرت بها من وجود الشخص في حضنها،
أخذت نفسًا عميقًا
و بدون وعي، شدّت قبضتها على يد يان وبدأت في النعاس
عندما استيقظت مورونغ يان، كان الظلام قد حل بالفعل
بالضوء الخافت المنبعث من مصباح الزيت،
نظرت إلى الأعلى ورأت مينغ تشين وهي تغفو بشكل متقطع
تذمرت مورونغ يان داخلياً : { كاذبة
على الرغم من أنك تعانقيني ، إلا أن الألم لا يزال شديد
يا لك من كاذبة كبيرة }
بينما تشعر بالدفء تحتها والأذرع التي تحتضنها بإحكام ،
لامست مورونغ يان ندوب كتف مينغ تشين بأطراف أصابعها بإحساس بالذنب
ومع ذلك ، بدا أنها تستطيع تحمل الألم مهما كان شديد
كان ألمها الوهمي يأتي ويذهب دائمًا،
وكانت أيام الشتاء الباردة تزيد من ردود فعلها
خلال نوبة الألم ، كانت تتحمل الألم لعدة أيام،
وهي تصر على أسنانها
بينما تفكر في نومها العميق النادر للتو،
رفعت مورونغ يان يدها ودلّكت شعر مينغ تشين على جبينها بلطف
{ فقط بوجودي في حضنها ،
فقط بالهمسات الناعمة في أذني ،
استطعت الهروب من كابوس الشعور بعدم الحياة بسرعة كبيرة ….
إنها حقًا معجزة …. }
فكرت مورونغ يان في ذلك وابتسمت بابتسامة عذبة ورفعت رأسها ببطء
{ سواء كان مقدرًا أن تكون معجزتي أم لا
فأنتِ من اقتحمتِ حياتي بلا سبب أولاً }
عانقت مورونغ يان مينغ تشين،
ووضعت ذقنها على كتفها،
وأصبح تنفسها سريع قليلاً
{ الآن ،،،،
لم تعد لديكِ فرصة للمغادرة بعد الآن ….
يتبع
تعليقات: (0) إضافة تعليق