Ch9
سارت مينغ تشين بسرعة وسط الثلج،
معطفها الليلي الأسود المربوط على عجل تتطاير مع الرياح ،
وياقة ملابسها غير مرتبة
حزامها المربوط بكسل يتأرجح مع كل خطوة تخطوها ،
وشعرها الذي لم يجف بالكامل بعد ما زال يحتفظ برطوبة خفيفة
قلبها يغلي بالحماس،
وقدماها بالكاد تلامسان الأرض بينما تصعد إلى برج
كانغيوي برشاقة قطة تتسلل في الظلام
دون أي تردد،
فتحت النافذة المغلقة بإحكام بقوة،
واقتحمت الغرفة بحماس
جلست مورونغ يان على حافة السرير، مذهولة، عيناها
اتسعتا وهي تحدق في الدخيلة غير المتوقعة
كانت إحدى يديها ترفع طرف تنورتها،
كاشفة عن ساقيها البيضاء ،
بينما الأخرى تمسك بطرف الطرف الصناعي ،
متوقفة في مكانها —-
مينغ تشين لم تنتبه تمامًا لوضع الأميرة ،
و تقدمت مباشرةً نحوها بحزم ،
قائلة بحماس :
“ يا أميرة !
لدي أمر مهم لأخبركِ به! أنا…”
في حالة من الذعر ،
أرخَت مورونغ يان الطرف الصناعي في منتصف تثبيته ،
وبدأ الاحمرار يغزو بشرتها الشاحبة المعتادة،
مزيجًا من الحرج والغضب
: “ أنتِ ! أنتِ…” شعرت مورونغ يان بالاختناق من شدة الانفعال ،
غير قادرة على تكوين جملة مفهومة،
واندلعت فجأة إلى نوبة سعال شديدة،
مما جعل جسدها يفقد توازنه
“ أميرة !”
تحركت مينغ تشين بسرعة،
جاثية على ركبتيها،
مائلة إلى الأمام، لتمنع سقوطها
سقطت الأميرة بذقنها على كتفها،
بينما يداها تدعمان جسدها برفق،
تساعدها على استعادة أنفاسها
عندما هدأ تنفس مورونغ يان أخيرًا،
ووجدت نفسها في أحضان مينغ تشين،
شعرت بموجة من الغضب،
لكنها لم تجد الكلمات للتعبير عنها
بدلًا من ذلك،
غرست أسنانها بقوة في عنق مينغ تشين
لم تتجرأ مينغ تشين على التحرك، وبقيت ثابتة تمامًا
سمحت لها بعضّها كما تشاء،
حتى بعد مرور لحظات طويلة،
ظهر صوت مورونغ يان المكتوم من بين أسنانها المشدودة ،
وهي تسأل بغضب:
“ لماذا أتيتِ مجددًا ؟”
: “ لدي شيء مهم لأخبركِ به "
وكأنها خشيت أن ترفض مورونغ يان الاستماع،
شدّت مينغ تشين ذراعيها قليلًا حول الأميرة،
مما جعل جسدها يتصلب للحظة
“ أريدكِ أن تعرفي ...
أنا لا أشفق عليكِ، ولا أشعر تجاهكِ بالشفقة !
في كل مرة آتي فيها لرؤيتكِ ،
يكون ذلك لأنني أشعر بالسعادة عند رؤيتكِ .
أريد حقًا أن أراكِ ،
وليس لأي سبب آخر !”
تحدثت مينغ تشين بصوت عالي ومباشر ،
ثم أنزلت رأسها قليلًا ،
كما لو أنها تتوسل ، وقالت :
“ المعلم هو من قال لي إنني لا أستطيع رؤيتكِ
لا يمكنني عصيان أوامره .”
أنزلت مورونغ يان نظرها،
وبدت ملامحها خالية من أي تعبير
لم يكن هناك أي انفعال على وجهها،
فقط صوتها المكتوم :
“ إذًا لماذا أتيتِي الآن ؟”
: “ لأنني كنت أريد رؤيتكِ بشدة، لكن المعلم قال لا ،،
أكرهه كثيرًا !
شعرت وكأن قلبي ثقيل جدًا ،
حتى أنني لم أستطع الأكل .”
زمت مينغ تشين شفتيها،
تبدو وكأنها طفلة مظلومة، ثم تابعت :
“ لاحقًا ، جاءت أختي الكبيرة للبحث عني،
قلقة بشأن حالي .
و أخبرتني أنه يمكنني رؤيتكِ بالفعل !
وأنها ستتحدث مع المعلم نيابةً عني .”
تمتمت مورونغ يان بصوت منخفض :
“ هكذا إذًا…”
شعرت مينغ تشين بارتجاف خفيف على كتفها،
فاعتقدت أن الأميرة تشعر بالبرد
على الفور،
حملتها بلطف إلى السرير،
ثم قامت بضبط الفحم في الموقد لتدفئة الغرفة
جلست مورونغ يان بهدوء،
ثم سألت وهي تراقب مينغ تشين التي تتنقل بنشاط داخل الغرفة :
“ ماذا قالت لكِ أختكِ الكبيرة بالضبط ؟”
كانت مينغ تشين مشغولة بإحضار الماء وتكديس الفحم ،
لكنها بدأت تسرد على الأميرة كل ما قاله معلمها وأختها
الكبيرة، بكل تفاصيله، دون أن تخفي شيئ ~~
استمعت مورونغ يان بصمت،
بينما سخرت من نفسها داخليًا
{ أنا لست سوى رهينة ،
كيف لي أن أُثير أي عاصفة في العاصمة…؟ }
جثت مينغ تشين على ركبتيها أمام مورونغ يان،
ثم مدت يدها لتلامس مشبك طرفها الصناعي،
محاولة مساعدتها على إزالته بالكامل
شعرت مورونغ يان بلمسة أصابع غريبة على ساقها المبتورة،
فارتجفت بالكامل،
وسحبت ساقها بعيدًا بسرعة
: “ ماذا تفعلين؟”
كان صوتها يرتجف قليلًا،
بينما حاولت يائسة إخفاء ساقها تحت الأغطية
: “ أساعدكِ على إزالة الطرف الصناعي …. "
ردت مينغ تشين بهدوء،
وأصابعها تتحرك بسرعة، تفك الأشرطة بمهارة
: “ وإلا، سيكون من غير المريح لكِ أن تنامي "
وضعت مينغ تشين الطرف الصناعي برفق تحت السرير ،
ثم فركت راحتيها معًا لتدفئتهما
ببطء، ضغطت براحة يدها الدافئة على نهاية ساق مورونغ يان،
تدلك الجزء المنتفخ قليلًا بسبب الأشرطة المشدودة
نظرت مورونغ يان إلى أفعالها،
عضّت شفتيها، وصوتها مبحوح قليلاً
بعد فترة صمت ، ترددت ثم سألت، بصوت خافت :
“ ألا… ترينها قبيحة ؟”
رفعت مينغ تشين رأسها بسرعة،
لكن مورونغ يان لم تستطع إجبار نفسها على النظر إليها
أجابت مينغ تشين بحزم ، وعيناها تلمعان :
“ لا، لا أرى ذلك أبدًا !
الإصابة نظيفة ، وقد التأم بشكل جميل!
لا بد أن الطبيب الذي أجرى لكِ الجراحة كان ماهرًا جدًا !”
”…”
فتحت مورونغ يان فمها قليلاً،
لكنها لم تجد الكلمات المناسبة
{ لماذا أشعر بالتوتر حول هذه الفتاة الصريحة ؟ }
تنهدت بعمق،
ثم مررت يدها فوق جبهتها،
وقالت:
“ أعني… ألا ترين أنني مختلفة عن الناس العاديين ؟”
نظرت إليها مينغ تشين وكأن سؤالها كان غريب للغاية ،
وقالت بحماس : “ بالطبع أنتِ مختلفة !
أنتِ أجمل شخص رأيته في حياتي !
كيف يمكن للأشخاص العاديين أن يُقارنوا بكِ!؟”
رأت مينغ تشين كيف لمست مورونغ يان ساقها المبتورة كرد فعل ،
فداعبت رأسها ، ثم أضافت :
“ إصابتك ليس سوى وسام شرف من المعركة .
إذا كنتِ تشعرين أن ساقكِ تجعلكِ مختلفة عن الآخرين ،
فهذا نوع جيد من الاختلاف .
إنه يثبت أنكِ شجاعة وقوية!”
في معسكر حراس الظل ،
يوجد الكثير ممن فقدوا أطرافهم بسبب المهام الصعبة
لكنهم لم يخجلوا من جراحهم، بل كانوا فخورين بها
كانوا يُظهرون ندوبهم لمينغ تشين بفخر،
ويروون لها قصص نجاتهم،
والمعارك الصعبة التي خاضوها
تلك الإصابات لم تكن سوى دليل على ولائهم وشجاعتهم
نظرت مورونغ يان إلى مينغ تشين، التي تتحدث بحماس
عن ’العم وانغ‘، وكيف خسر ذراعه أثناء إحباط محاولة
اغتيال،
وكيف تقاعد بتكريمٍ عظيم
لم تستطع إلا أن تبتسم بصمت
شعرت بدفء غير مألوف ينتشر في صدرها
{ حسنًا …
أعلم أن مينغ تشين غبية أحيانًا
لكن ربما ، في عينيها ، أنا أيضًا أتألق مثل هذا العم وانغ،
و مثل الإخوة الكبار الذين تتحدث عنهم بإعجاب شديد }
تأملت مورونغ يان للحظات،
تراقب مينغ تشين، التي تتحدث بلا توقف،
ثم مدت يديها وأمرتها بهدوء :
“ احمليني إلى المكتب "
أطاعت مينغ تشين فورًا،
وعندما وضعت مورونغ يان على الكرسي،
أضافت لها بعض الوسائد الإضافية لتشعر براحة أكثر
بهدوء التقطت مورونغ يان الفرشاة وبدأت بالكتابة،
بينما مالت مينغ تشين برأسها،
تحدق بصمت في المحبرة، تدعمها من الجانب
بمجرد أن جف الحبر،
سلمت مورونغ يان الرسالة إلى مينغ تشين
قالت بابتسامة هادئة: “ أعطها لمعلمك ،،
آمل أن يكون لديه ما يكفي من الذكاء ليعرف ما هو الأفضل له "
{ إذا كان الأمر يتعلق بهذا الشخص ،
فلا بأس أن تدفع الأمور قليلًا للأمام في النهاية }
طوت مينغ تشين الرسالة بعناية ووضعتها في كمّها،
ثم انحنت وحملت مورونغ يان مجددًا،
لتعيدها إلى السرير
في أثناء ذلك، مررت مورونغ يان أصابعها برفق فوق أثر
العضة على رقبة مينغ تشين،
وسألت بصوت خافت :
“ هل ما زال يؤلمكِ ؟”
مينغ تشين ببساطة : “ أبدًا ، يبدو أكثر وكأنه شعور بالحكة ...”
وهي تضبط البطانيات لمورونغ يان،
ثم، وكأنها تطمئنها ،
ربّتت على رقبتها بلا مبالاة ،
“ أنتِ ضعيفة جدًا .
عندما رميتِ عليّ الكوب سابقاً ،
لم أشعر بأي ألم على الإطلاق .”
نظرت مورونغ يان إلى مينغ تشين للحظة،
ثم لم تستطع كبح ضحكتها
غطت فمها ، وسألت بـ مكر :
“ إذًا، هل يعني ذلك أنني أستطيع ضربكِ أكثر من الآن فصاعدًا ؟”
لوحت مينغ تشين بيديها بسرعة : “ لا، لا، لا! ”
وقالت بجدية:
“ هذه الأكواب غالية الثمن !
الطهاة في المعسكر بالكاد يطيقون رؤيتي في هذه الأيام .
إذا واصلتِ تحطيم الأشياء ،
لن يكون لدي أي طعام للأكل !”
بعد لحظة تفكير،
بدت وكأنها قدمت تضحية عظيمة، ثم قالت:
“ إذا كنتِ تريدين تحطيم الأشياء حقًا ،
سأذهب وأشتري لكِ المزيد منها .
لكن يجب عليكِ أن تكتسبي بعض الوزن أولًا ،
لتصبحي أقوى .”
✨مورونغ يان بنبرة هادئة : “ أريد أن آكل زلابية براعم الخيزران من مطعم تينغيو.”
أومأت مينغ تشين رأسها بحماس، موافقة على الفور :
“ حسنًا !”
بعد لحظة ،
خفضت صوتها فجأة،
وكأنها تبحث عن تأكيد، وسألت بخجل :
“ إذًا… هل يمكنني القدوم لرؤيتكِ مجددًا ؟”
بعد فترة صمت قصيرة،
أجابت مورونغ يان بهدوء:
“ طالما أردتِ ذلك "
❀———————————
في صباح اليوم التالي،
انطلقت مينغ تشين بسعادة نحو جناح ضباب الليل،
حيث وجدت معلمها،
هي جينغشو، وهو يعذب الأعضاء الصغار من حراس
الظل في التدريب
“ صباح الخير معلم !”
غير مكترثة بالآهات المتألمة من الآخرين،
لوّحت مينغ تشين بمرح، تحييه بحماس
بمجرد أن رأى هي جينغشو تعبيرها المبتهج،
قادها خارج الرواق، بعيدًا عن الآخرين
المعلم : “ تشين تشين سونغ شو تشينغ أخبرتني بكل شيء ...”
توقف للحظة، ثم نظر إليها بحدة،
وسأل :
“ لماذا لم تخبريني أن الأميرة هي من أنقذتكِ ؟”
قالت مينغ تشين بصدق ،
حتى أنها قلدت إيماءة هي جينغشو الغاضبة
عندما كان يمسّد لحيته :
“ لأنني عندما كنت على وشك إخبارك ، قلت لي ألا ’ أجادلك !‘”
تنهد الرجل، وفرك جبهته بإحباط،
نادمًا على عدم طلب المزيد من التفاصيل حينها بسبب عجلته
مدّت مينغ تشين يدها إلى كمّها،
وأخرجت رسالة، ثم سلمتها إلى معلمها قائلة:
“ هذه رسالة من الأميرة للمعلم .”
أخذ هي جينغشو الرسالة بشيء من الريبة
قرأها بصمت ، لكن كلما تقدّم في قراءتها،
ازداد عبوس حاجبيه أكثر فأكثر
عندما أنهى قراءتها،
أطلق طاقته الداخلية لتمزيق الرسالة إلى شظايا،
وتناثرت قطع الورق في الهواء
تأمل المعلم نظرات تلميذته الوفيّة والمتحمّسة،
ثم أخذ نفسًا عميقًا وسألها بتردد :
“ تشين تشين ما رأيكِ في الأميرة تشونغ ون؟”
: “ الأميرة رائعة !
إنها طيبة ، ذكية ، وأنا أحبها كثيرًا !”
أجابت مينغ تشين بحماس، دون أي تردد
نظر هي جينغشو إلى تلميذته الفخورة والصريحة دائمًا،
وغيّر طريقته في طرح السؤال:
“ ما أعنيه هو
كيف تعاملك الأميرة ؟”
لم تتردد مينغ تشين ولو للحظة :
“ الأميرة تعاملني جيدًا . نحن صديقتان .”
حدّق الرجل أمامه بصمت ،
غير قادر على العثور على الكلمات المناسبة ،
بينما يرى تلميذته بالكامل مسحورة بالأميرة ،
في النهاية ، تنهد باستسلام،
محاولًا تهدئة نفسه وهو يعبث بلحيته
“ انسِي الأمر ، هذا ليس شيئًا يمكنني التحكم به.
إذا لم تكن لديك أي مهام مستقبلًا ،
وأردت رؤية الأميرة ، فلتذهبي إلى برج كانغيوي وتقضي
المزيد من الوقت معها .”
عند سماع هذه الكلمات ،
بدا الأمر وكأن مينغ تشين قد تلقت أعظم هدية في حياتها
قفزت بسعادة،
ثم أومأت مرارًا بالموافقة،
وبعدها ودعت معلمها بسرعة،
ثم انطلقت بخفة لشراء زلابية براعم الخيزران،
و تكاد تطير من الفرح
بينما هي جينغشو يراقب شخصية مينغ تشين النشطة وهي تبتعد،
سُمع صوتٌ هادئ من فوق العارضة الخشبية في الأعلى
: “ يا له من أمر رائع ،
أريد أيضًا أن أكون صديقة للأميرة الجميلة .”
ألقى هي جينغشو نظرة خاطفة على سونغ شو تشينغ،
التي كانت مستلقية بلا مبالاة،
وهمهم همهمة جافة
“ هذا لأن مينغ تشين تمتلك طبيعة صادقة وجميلة ،
ولهذا تعاملها الأميرة تشونغ ون بلطف .
أما شخص مثلكِ ،
ثعلبة صغيرة ماكرة ، فلا أعتقد أن الأمير يو كان سيسمح
لكِ بالاقتراب حتى لو كان لديه عشر بنات ! ~~ "
: “ أوه ! قد أكون ثعلبة ، لكن المعلم…
أنت بالتأكيد ثعلب عجوز !”
ضحكت سونغ شو تشينغ بمكر ، ثم تنهدت تنهيدة مسلية :
“ مينغ تشين حقًا مميزة "
: “ صحيح .” أجاب هي جينغشو،
لكن صوته هذه المرة كان أكثر جدية وحذرًا :
“ لكن بالنسبة لمينغ تشين، التي لا تفهم دهاليز هذا العالم ،
من غير المؤكد ما إذا كانت مودة الأميرة تشونغ ون نعمة … أم لعنة "
: “ أوه، حقًا؟” رفعت سونغ شو تشينغ حاجبها، ونبرة
صوتها أصبحت مبتهجة ،
وكأنها وجدت الأمر ممتع للغاية :
“في الواقع ، أعتقد أن الأمر يستحق التعاطف مع الأميرة تشونغ ون
لأنها صادفت شخص مثل مينغ تشين، التي هي محبوبة جدًا…
وبريئة جدًا .”
وميض مرح في عينيها،
عندما رأت نظرة الشك التي ألقاها عليها معلمها
ثم ابتسمت ابتسامة خبيثة، وقالت بنبرة مرحة:
“ لا عجب أن المعلم دائمًا يثير غضب زوجته
يبدو أنك حقًا لا تفهم قلب المرأة .”
قفزت سونغ شو تشينغ من العارضة،
وهي تدندن لحنًا خفيفًا،
بينما هي جينغشو ينظر إليها بحيرة
وفي هدوء الليل ، ترددت كلماتها في الأجواء :
“ ففي النهاية…
الأكثر قسوة هم من لا يفهمون شيئ "
يتبع
تعليقات: (0) إضافة تعليق