Ch13
في اليوم الثاني من السنة القمرية الجديدة،
زار عدد من حراس الظل المتقاعدين منزل معلمهم لتقديم
احترامهم والاستمتاع بعشاء لمّ الشمل معًا
بسبب تكليفاتهم ، لم يتمكن كلٌّ من لين يان وكاو يون من الحضور ،
تاركين سونغ شو تشينغ وحدها،
وهي الأكثر ألفةً مع مينغ تشين
ورغم أن الطعام الذي أعدّته زوجة معلمها لم يكن بمستوى
العشاء الذي تناولته عند مورونغ يان،
فإن مينغ تشين، التي قدّرت كل نعمة، تناولته دون أي تذمّر
بل إنها بعد أن أنهت وجبتها الخاصة ،
أكلت حصة سونغ شو تشينغ أيضًا ،
ثم تجشأت برضا وهي تقف في ساحة الفناء ،
تراقب أختها الكبرى ومعلمها يلعبان لعبة غو
لعبة غو
بينما يمسك بحجر غو أبيض ويدحرجه بين أصابعه،
قال المعلم هي جينغشو بنبرة هادئة :
“ مينغ تشين بعد انتهاء احتفالات رأس السنة ،
سيكون لديكِ مهمة جديدة .”
اقتربت مينغ تشين من مكان اللعب وسألت :
“ هل سأضطر إلى مغادرة العاصمة مرة أخرى؟”
بعد أن وضع حجره في موضعه ،
لمّس هي جينغشو لحيته وقال: “ لا، الأمر ليس كذلك .
إنها مهمة حماية الأمير الحادي عشر بشكل يومي .”
{ حماية أمير داخل القصر ؟ }
شعرت مينغ تشين ببعض الحيرة وهي تداعب رأسها
في السابق، كانت معظم المهام التي أُوكلت إليها تتعلق
بإيصال الرسائل أو تنفيذ عمليات اغتيال سرية خارج المدينة
وكان معلمها دائمًا قلقًا من أنها إذا دخلت القصر،
فقد تُسيء التصرف دون قصد أمام أحد أفراد العائلة
الإمبراطورية ،
لهذا السبب، كان يترك مهام القصر لزوجته أو لكاو يون
حتى مع مرورها بجميع دوريات معسكر الحراس الظل السريين،
لم تتوقع أبدًا أن يتم تكليفها فجأة بحماية وريث إمبراطوري
قال هي جينغشو بينما واصل اللعب : “ هذه رغبة الإمبراطور .
الأمير الحادي عشر يبلغ من العمر عشر سنوات ،
ومنذ اليوم السادس من العام الجديد ،
سيبدأ دراسته في الأكاديمية الإمبراطورية .
ستكون مهمتك الجديدة هي حمايته سرًا .”
رأت سونغ شو تشينغ أن مينغ تشين لا تزال متحيرة،
فأضاف هي جينغشو بنبرة مطمئنة،
وهو يلقي عليها نظرة جانبية:
“لا تقلقي، عندما أقول ‘يوميًا’،
فأنا أعني فقط نصف يوم .
لن يمنعك ذلك من مقابلة الأميرة .”
لم يكن الإمبراطور يرغب في سلب مودة الأميرة شونغ ون العزيزة ،
كما أنه لم يكن مستعد لتلقي رسالة أخرى منها ،
تبدو لطيفة في ظاهرها لكنها مليئة بالتهديدات الضمنية ~
صرخ هي جينغشو فجأة بصدمة : “ أوه لا !” ،
وتجهم وجهه بالإحباط وهو يمسك رأسه،
مدركًا أنه على وشك ارتكاب خطأ في تحريك حجره على لوحة غو
نظرًا إلى وجه معلمها العابس،
قالت سونغ شو تشينغ بابتسامة مشرقة : “ ما زلتَ شارد الذهن، يا معلم؟
الرجل الحقيقي لا يخسر منذ البداية .”
ثم قامت بتحريك حجرها على رقعة غو أثناء حديثها
رأى هي جينغشو أن الهزيمة كانت حتمية،
فتنهد بيأس قائلاً : “ لم يكن عليَّ أن أعلّمكِ كيفية لعب
غو في المقام الأول .
لم يكن ينبغي أن أُسمّى رجلاً حقيقيًا .”
ضحكت سونغ شو تشينغ : “ لا تقل ذلك معلمي.
فمن غيري يمكنك اللعب معه…
صحيح، تشين تشين؟”
ثم نظرت إلى مينغ تشين الواقفة بجانبها
أومأت مينغ تشين برأسها بصدق،
ثم قالت بكل صراحة: “ بعد كل شيء ، الجميع يقولون إن
المعلم لاعب غو سيئ .
أختي الكبرى فقط هي التي تملك الصبر لتلعب معه .”
: “ أنتِ… أنتن جميعًا…!” غضب هي جينغشو منتفخًا
خديه وهو ينفخ بشاربه غاضبًا،
بينما ينظر إلى سونغ شو تشينغ التي تبتسم بمكر،
وإلى مينغ تشين التي تتحدث ببراءة،
غير متأكدٍ على من يصب جام غضبه
مدّت سونغ شو تشينغ يدها بابتسامة عريضة، قائلة:
“ معلمي، هذه هي خسارتك المئة والرابعة عشرة ضدي.
تقبّلها بكرامة.”
نظر هي جينغشو حوله متردّدًا ،
ثم أخرج كيس من العملات الفضية وسلمه إلى سونغ شو
تشينغ بتعبير مليء بالحسرة :
”… رجاءً، لا تخبري زوجتي عن هذا .”
: “ بالتأكيد لن أتفوّه بكلمة.” قالت سونغ شو تشينغ وهي
تزن الكيس في يدها،
و ملامح الرضا مرسومة على وجهها
ثم استدارت إلى مينغ تشين قائلة: “ تشين تشين هل
تودّين لعب مباراة غو مع أختك الكبرى ؟
لقد مر وقت طويل منذ أن لعبنا معًا .”
هزّت مينغ تشين رأسها بقوة: “ لا، لا.”
رغم أنها لم تكن لاعبة غو سيئة ،
إلا أنها تعتمد في لعبها على الحدس أكثر من الحسابات الدقيقة
أما سونغ شو تشينغ، فكانت بارعة في الحسابات المتعددة،
تتبع أساليب غير تقليدية
لخلق استراتيجيات معقدة على الرقعة،
وتنتهز أي نقطة ضعف كذئب جائع
كانت مباراة غو معها دائمًا تجربة مرهقة ومحبطة بالنسبة لمينغ تشين،
ولم يسبق لها أن استطاعت التغلب عليها
والآن، في أجواء العيد،
آخر ما تريده هو خسارة أموالها بهذه الطريقة
وفقًا لما كانت تقوله سونغ شو تشينغ دائمًا،
فإن الفوز عليها كان “مثل قطعة كعك ”! ( سهل جداً )
ورغم أن مينغ تشين لم تفهم تمامًا معنى هذا الكلام،
إلا أنها خمّنت أن أختها الكبرى تعني بذلك أنه من السهل
التهامها خلال مباراة غو،
تمامًا كما يتم تناول الكعك في لقمة واحدة
“ آه، كم أنتِ مملة .”
تمتمت سونغ شو تشينغ وهي تلهو بحجر غو أسود بين أصابعها،
ثم أضاءت عيناها فجأة عندما لاحظت القرط المصنوع من
حجر العقيق الأحمر المتدلي من أذن مينغ تشين اليمنى
: “ هاه ! تشين تشين، لماذا ترتدين قرطًا فجأة؟
ومن جودة الصنع ولونه…
يبدو أنه غالي جدًا .”
لمست مينغ تشين أذنها بشكل غريزي وقالت:
“ لقد أعطتني إياه الأميرة .
هل هذا القرط ثمين حقًا ؟
ربما ينبغي لي أن أعيده لها .”
سونغ شو تشينغ كتمت ضحكتها بصعوبة عندما سمعت ذلك،
ثم ألقت نظرة جانبية على هي جينغشو ،
الذي بدا وجهه غير مُدرك للموقف
عندما رأت سونغ شو تشينغ مدى غباء معلمها الذي لم يفهم الإشارة ،
تنهدت بصمت،
ثم ربتت على كتف مينغ تشين وقالت :
“ بما أنه كان هدية من الأميرة ، فلا يوجد سبب لإعادته .
فقط حافظي عليه جيدًا .”
: “ لكن…” ترددت مينغ تشين
ردت سونغ شو تشينغ ببطء : “ الأميرة ذات مكانة نبيلة ،
وهي معتادة على رؤية الذهب والفضة والجواهر الثمينة .”
محدّقة في تعابير مينغ تشين،
محاولةً توجيه تفكيرها بمهارة : “وبالمقارنة مع الهدايا الثمينة ،
أعتقد أن هناك أشياء أخرى تهمّ الأميرة أكثر أليس كذلك ؟”
تأملت مينغ تشين كلمات أختها للحظة،
ثم صفّقت بيديها بحماس وكأنها وجدت الحل المثالي
“ أنتِ على حق أختي الكبرى!
يجب أن أقدّم للأميرة شيئ نادر ومثير للاهتمام!”
ابتسمت سونغ شو تشينغ برضا،
لكنها لم تتوقع ما ستسمعه بعد ذلك
“ ما رأيكِ في… صراصير؟”
في تلك اللحظة ،
كان هي جينغشو يحتسي كوب الشاي خاصته،
لكنه فجأة اختنق عندما سمع اقتراح مينغ تشين،
وبصعوبة تمكن من كتم سعاله وهو يرش بعض قطرات الشاي من فمه
حدق فيها الاثنان بدهشة
صمت غريب حلّ على المكان
وضعت سونغ شو تشينغ يدها على جبينها،
وبدت عاجزة عن الكلام للحظة
ثم تنهدت وقالت: “ إذا أحضرتِ لي صراصير ،
فسأسحقكِ على الحائط أولًا ،
ناهيك عن الأميرة !! .”
ردّت مينغ تشين : “ الأميرة ليست شريرة مثلكِ !! "
ثم احتضنت رأسها بقلق وهي تقول بحيرة:
“ لكن ماذا يجب أن أهدي الأميرة إذن ؟”
كان هي جينغشو على وشك التدخل،
خوفًا من أن تُقدم تلميذته الشابة فعلًا الصراصير للأميرة،
لكن في تلك اللحظة،
نادت عليها زوجة المعلم من المطبخ لمساعدتها
راقب المعلم جينغشو اختفاء مينغ تشين عن الأنظار،
ثم قال بجفاف لـ سونغ شو تشينغ: “أعتقد أنني فهمت ما تعنينه الآن .
الأميرة تعاني حقًا .”
: “ بالفعل ….” تمتمت سونغ شو تشينغ بنبرة تحمل
بعض الشفقة : “ على الرغم من أن مينغ تشين كنزنا الصغير ،
إلا أنها غبية تمامًا في بعض الأمور .
ومع ذلك، تمكنت من كسب ود الأميرة .
هل هذا هو تأثير الهجوم المباشر ؟”
لم يفهم هي جينغشو تمامًا المغزى من الجملة الأخيرة،
لكنه التزم الصمت، مظهرًا موافقته
لم ترَى مينغ تشين مورونغ يان مجددًا حتى اليوم الخامس
من السنة القمرية الجديدة
دخلت الغرفة وهي تحمل حاوية طعام ممتلئة بأشهى المأكولات،
ثم بدأت بإخراجها واحد تلو الآخر،
واضعةً إياها على الطاولة
“ هذا هو الفول السوداني المغطى بالسكر،
صنعته لي دا ما بنفسها.
و أعطتني إياه سرًا عندما ذهبنا إلى السوق اليوم ….”
كانت مينغ تشين تقدّم الأطعمة لمورونغ يان كما لو كانت
تعرض كنوز ثمينة
ثم أخرجت كيس قماشي مطرزًا بالأوركيد وفتحته بحماس
“ وهذه حلوى الأرز التي أعطتني إياها الآنسة جيانغ. واو!
تطريز الآنسة جيانغ رائع حقًا !! …..”
لم تلاحظ مينغ تشين شفتي مورونغ يان المشدودتين بصمت،
واستمرت في الحديث بحماس
“ وهذه فطيرة البصل الأخضر من الأخ فانغ .
السمسم على سطحها تفوح منه رائحة شهية!
أسرعي وتذوقيها وهي لا تزال ساخنة !”
مدّت لها قطعة من الفطيرة ملفوفة بورق الزيت،
تفوح منها رائحة لذيذة
لكن مورونغ يان لم تتناولها، ولم تحرك يدها لأخذها
بدلًا من ذلك، نظرت إلى مينغ تشين بوجه خالي من التعابير
سألت مينغ تشين بقلق : “ ما الأمر؟”
غير معتادة على هذا السلوك الغريب
لكن بشكل غير متوقع،
ابتسمت مورونغ يان فجأة وقالت بنبرة هادئة :
“ آ-تشين، أنتِ بارعة حقًا في كسب القلوب .
وإلا، فلماذا قد يعطيكِ كل هؤلاء الناس الطعام ؟”
ردّت مينغ تشين بصدق : “ صحيح !
إنهم جميعًا لطفاء معي .”
اتسعت ابتسامة مورونغ يان أكثر عند سماع ذلك،
لكنها لم تفقد برودتها : “ آ-تشين لديكِ شهية جيدة حقًا !
ربما أي شخص يقابل آ-تشين يصبح صديقًا لها على الفور .”
رغم أن مورونغ يان كانت تبتسم ،
إلا أن نبرتها بقيت باردة
ومع ذلك، لم تلاحظ مينغ تشين هذا الفارق واستمرت في الشرح بعفوية
: “ ليس كل شخص يمكن أن يصبح صديقي .
على سبيل المثال ،
الأوغاد في السوق ليسوا أصدقائي .”
تذكرت شيئًا، وعبرت عن استيائها قائلة :
“ كان هناك مجموعة من المشاغبين دائمًا يثيرون
المشاكل في السوق .
كانوا يستهدفون لي دا ما لأنها أرملة ولديها عمل ناجح ،
فكانوا يبتزونها بالمال باستمرار .
كما كانوا يضايقون الآنسة جيانغ لأنها جميلة .
لذا ، لقّنتهم درسًا قاسيًا !”
ظلت تعابير مورونغ يان خالية من أي مشاعر ،
لكنها سألت بنبرة باردة غير مبالية :
“ إذًا، هذه الآنسة جيانغ… جميلة ؟”
تفاجأت مينغ تشين بالسؤال المفاجئ بينما لا تزال غاضبة
من حديثها السابق،
فمالت برأسها قليلًا للتفكير ثم أجابت بصدق: “ الآنسة جيانغ جميلة نوعًا ما،
لكنها ليست بجمال أختي الكبرى ، ولا بجمالكِ أنتِ .”
أخيرًا، بدا أن لون وجه مورونغ يان أصبح أكثر دفئًا قليلًا،
بينما عدّلت أكمامها ببطء : “ حقًا؟
وكيف تعرّفتِ على الأخ فانغ ؟”
: “ خلال الفوضى التي حدثت في السوق،
صادف أنني كنت هناك وتمكنت من إنقاذ ابن الأخ فانغ.
كما أنني هدّأت الحصان الهائج .”
عند تذكّر الأمر ،
عبست مينغ تشين بغيظ وقالت بانفعال :
“ بالحديث عن ذلك، هل كل المسؤولين في العاصمة لا
يفعلون شيئ سوى تناول الأرز؟
لا يهتمون بأمن وسلامة الناس أبدًا !
كل ما يفعلونه هو الانحياز إلى طرف معين والتصرف
مثل كلاب ولي العهد .
هذا مثير للسخرية !
في المرة القادمة التي أراهم فيها ، سألقّنهم درسًا !”
راقبت مورونغ يان وجه مينغ تشين الغاضب ،
ثم ارتخت شفتيها المشدودتين قليلًا ،
تحدثت بصوت ناعم لتهدئتها : “ آ-تشين، لا تنفعلي كثيرًا،
فهذا ليس جيدًا لكبدك "
ثم أخذت قطعة من الفول السوداني المغطى بالسكر
وبدأت تأكلها ببطء
مينغ تشين : “ أوه ، بالمناسبة !
غدًا سأرافق الأمير الحادي عشر إلى الأكاديمية الإمبراطورية للدراسة .
لن أتمكن من المجيء لرؤيتكِ إلا
بعد ساعة الديك ( بعد السابعة مساءً).”
كررت مورونغ يان: “ الأمير الحادي عشر ؟”
بدا وكأنها شردت للحظة ، مسترجعة ذكرى قديم
لقد رأته مرة واحدة فقط، عندما كان لا يزال رضيع
قالت مينغ تشين، بينما تبتلع لقمتها : “ سمعتُ أن والدة
الأمير الحادي عشر توفيت بعد ثلاث سنوات من ولادته .
ولأنه لم يكن لديه عائلة من جهة والدته ترعاه،
بالكاد تمكن من النجاة في الحريم الإمبراطوري .”
تمتمت مورونغ يان بنبرة تحمل مسحة من المرارة:
“ النعم والمحن تسير جنبًا إلى جنب.
لو لم تكن والدته من خلفية متواضعة ولا تشكل تهديد ،
لما سمحوا له بالبقاء حيًا بهذه الطريقة .”
كان صوتها خافت ، لكنه حمل شعورًا غامض بالأسى : “ والآن، تمكن أخيرًا من البقاء على قيد الحياة حتى وصل
إلى سن الذهاب إلى الأكاديمية الإمبراطورية .”
رأت مينغ تشين كيف بدت مورونغ يان شاردة،
فظنت أنها قلقة بشأن سلامة الأمير الحادي عشر،
فطمأنتها : “ سأؤدي واجبي كحارسة له.”
نظرت مورونغ يان إلى وجه مينغ تشين الجاد،
ثم عادت إلى وعيها وابتسمت بلطف : “ أعلم ذلك "
ثم مدت يديها وقالت بهدوء: “ آ-تشين تعالي هنا "
اقتربت مينغ تشين وعانقت مورونغ يان،
وبدأت بتمرير يديها بلطف على ظهرها النحيل
: “ متعبة ؟ هل نذهب إلى النوم ؟”
هزّت مورونغ يان رأسها،
ثم أسندت رأسها على رقبة مينغ تشين
أنزلت مينغ تشين رأسها،
فلاحظت العقدة السوداء المربوطة على مشبك شعر
مورونغ يان، متدلية بين خصلات شعرها الطويلة ذات
الخيوط الفضية
تمتمت يان بصوت خافت : “ سأكون بخير بعد قليل .
فقط دعيني أرتاح هكذا .”
لم تقل مينغ تشين شيئ ،
و واصلت ربت ظهرها برفق ،
مانحةً إياها اللحظة الهادئة التي تحتاجها ،
يتبع
تعليقات: (0) إضافة تعليق