القائمة الرئيسية

الصفحات

آخر الاخبار

Ch14 | رواية TPSGCBTC اليوري

 Ch14


بعد انتهاء احتفالات رأس السنة ، 

بدأت مينغ تشين في مرافقة الأمير الحادي عشر إلى 

الأكاديمية الإمبراطورية كل صباح ، 

ولم تنتهي مهمتها إلا عندما يعود إلى القصر 

بعد انتهاء الدروس عند الظهيرة ،


لم يكن لدى الأمير الحادي عشر أي رفيق دراسة ، 

كما لم يُسمح للخصيان بدخول الأكاديمية الإمبراطورية ، لذا كان الأمير دائمًا وحيد ، 

باستثناء مينغ تشين التي تحميه سرًا


بينما تستمع إلى حديث الشيخ ذي اللحية البيضاء ، 

وهو يبصق وينثر اللعاب أثناء كلامه ، 

كانت مينغ تشين تجلس على سطح المبنى، 

تشعر بالملل الشديد ، 

وتقوم بعدِّ قطرات اللعاب المتطايرة من فمه بصمت ~~


نظرت إلى الأمير الحادي عشر ، 

الذي يجلس مستقيماً ويستمع بكل تركيز وانضباط ، 

وأعجبت بقدرته على الإنصات دون أن يغفو


لم تتحرك حتى انتهى الدرس الصباحي ، 

وعندما وقف الأمير الحادي عشر، 

كانت مينغ تشين التي كانت تتثاءب وتدمع عيناها من 

الملل، 

قد اختفت بسرعة وتبعته


بعد أن رأت الأمير الحادي عشر يتناول طعامه وحيدًا من 

الصندوق الذي أحضره الخصي، 

جلست مينغ تشين في مكان بعيد وهي تمضغ كعكة بخار، 

لكنها شعرت بجوع يزداد في معدتها


أرادت بشدة الذهاب لرؤية الأميرة


مورونغ يان كانت تأكل القليل جدًا ، 

والنصف الآخر من العشاء الذي كانت الخادمة تحضره لها 

كان ينتهي في معدة مينغ تشين


الأطباق التي يعدها مطبخ القصر شهية للغاية ، 

حتى أن مينغ تشين ، رغم انتقائيتها ، 

كانت تأكلها كلها بشهية مفتوحة


وفي هذه اللحظة ، 

ظهر في الأفق مجموعة من الشبان يرتدون ملابس فاخرة ، 

و أصواتهم ترتفع مع اقترابهم


الشاب الطويل ذو الهيبة القوية يسير في المقدمة ، 

وألقى نظرة جانبية ساخرة على الفتى الذي كان يجلس 

بمفرده ويتناول طعامه


وبينما يمر بجانبه ، لوّح بكُمِّه بقوة ، 

مما تسبب في سقوط صندوق الطعام على الأرض ، 

وتناثر الطعام كله


عبست مينغ تشين وهي تراقب المشهد من الأعلى : 

“ يا له من هدرٍ مؤسف "


قال الشاب بسخرية مبالغ فيها : “ أوه، أليس هذا هو الأمير الحادي عشر، مورونغ وان ؟ 

ظننته مجرد فأر صغير! معذرة ، معذرة !”

وانحنى باستهزاء ، 

مما جعل المجموعة التي خلفه تضحك بتهكم


بقيت عيدان الطعام في يد مورونغ وان مرفوعة في 

الهواء، لكنه لم ينطق بكلمة


كانت والدته من أصل متواضع، 

فقد كانت مجرد خادمة قبل أن تصبح حاملًا به


وبعد وفاة والدته ، 

نشأ وحيدًا في الحريم الإمبراطوري ، 

وعلى الرغم من كونه وريث إمبراطوري ، 

لم يكن لديه دعمٌ قوي ،



إهمال الخدم له يعني أن وجباته لم تكن منتظمة ، 

وكان ضعيف البنية وقصير القامة مقارنةً بأقرانه بسبب 

نقص التغذية منذ صغره


داس الشاب المتعجرف على ملابس مورونغ وان، 

مستعرضًا غروره وسلطته : 

“ هيه! هل أنت أصم؟ أنا أتحدث إليك!”


لكن الأمير الحادي عشر لم يظهر أي خوف، 

بل تحدث ببرود : 

“ هل أنت مستعد لاختبار المعلم لاحقًا يا تشانغ يورونغ؟”


رفعت مينغ تشين حاجبها وهي تفكر، 

ثم أدركت فجأة أن هذا الفتى لم يكن سوى تشانغ تشي، الابن الأصغر للدوق تشانغ الحالي 


{ لا عجب أنه متعجرف للغاية }


وفقًا لما قاله معلمها، فإن تشانغ يورونغ، باعتباره الابن 

المدلل للدوق تشانغ، كان معروف بكونه متهور ومستبد ، 

لكنه كان يهرب سريعًا كلما واجه شخص لا يستطيع 

التغلب عليه


بدا أن تشانغ يورونغ أصبح متوتر : “ لا تتدخل في شؤوني !”

إذا فشل في الاختبار ، فسيواجه العقاب الصارم


كانت قوانين الأكاديمية الإمبراطورية حازمة للغاية، 

ولم يكن هناك أي تساهل


وإلا، لما كان عليه تحمل الضربات المتكررة في المقام الأول


تشانغ يورونغ بسرعة : “ في فترة بعد الظهر ، 

قابلني في قاعة الفنون القتالية !”

، ثم غادر على عجل مع أتباعه ، 

محاولًا العثور على حل سريع لهذا الاختبار 


في هذه الأثناء ، 

كانت مينغ تشين لا تزال تأسف على الطعام المهدور وهي 

تراقب من سطح المبنى، 

بينما قام مورونغ وان بصمت بحزم أغراضه والعودة إلى 

الصفوف الدراسية


كان الاختبار يعتمد على حفظ الكتب الكلاسيكية، 

وبينما مينغ تشين تراقب مورونغ وان وهو يتلو النصوص 

الطويلة بإتقان سلس، 

لم تستطع إلا أن تشعر بالدهشة


{ هل يمكن أن يكون الأمير الحادي عشر عبقري ؟ }


كانت مينغ تشين مندهشة من مدى سهولة مهمتها هذه المرة


لم تكن بحاجة إلى تحمل الجوع بسبب عدم انتظام الوجبات، 

ولم يكن عليها خوض معارك خطرة، 

كما أنها كانت تنهي عملها في الوقت المحدد


وفوق ذلك، لاحظت خلال الأيام القليلة الماضية أن الأمير 

الحادي عشر كان مؤدب للغاية ومجتهد في دراسته


لم يكن يثير المتاعب، 

ولم يحاول التسلل خارج الأكاديمية كما فعل بعض 

الأمراء الآخرين الذين سبق أن قامت بحراستهم


{ لابد أن هذه المهمة هي ما يسمونه بالمهمة الذهبية 

التي يتنافس عليها جميع حراس الظل السريين ، 

ولم يكن ينبغي أن تُسند إليّ 


الإمبراطور شخص طيب حقًا }


فكرت مينغ تشين، وهي تشعر ببعض الامتنان


لكن هذا الشعور لم يدم طويلًا


عندما وصلوا إلى قاعة الفنون القتالية مع باقي الطلاب، 

شعرت مينغ تشين أن الأمور بدأت تصبح مزعجة


شاهدت الأمير الحادي عشر يتعرض للضرب المبرح، 

ولم تكن متأكدة ما إذا كان عليها التدخل أم لا


كانت قبضات تشانغ يورونغ القوية تنهال على جسد مورونغ وان


تشانغ يورونغ قد تلقى ثلاث عقوبات بالضرب من المعلم اليوم، 

لكنه شعر بإحباط شديد لأن مورونغ وان ظل هادئ تمامًا


مما جعله يصبّ غضبه بالكامل عليه، 

متظاهرًا بأن ذلك مجرد تدريب قتالي


صرخ تشانغ يورونغ بينما يضرب الأمير الحادي عشر بلا رحمة : “ هل تعتقد أنك مميز ؟ 

بمجرد أن يصبح ولي العهد إمبراطور ، 

لن يكون لك أي مكان هنا !”


لم يستطع مورونغ وان الرد أو الدفاع عن نفسه، 

لكنه يحمي رأسه بصمت


ثم بصق تشانغ يورونغ كلمات مليئة بالاحتقار، قائلاً:

“كيف تجرؤ ، وأنت مجرد نغل ذو أصل وضيع ، 

على دخول الأكاديمية الإمبراطورية؟”

و بحدة ، “ والدتك لم تكن سوى خادمة قذرة

أنجبت مخلوقًا بائسًا مثلك !”


سقط مورونغ وان على الأرض، 

وعيناه محمرّتان بالدموع بعد سماعه تلك الكلمات الجارحة


ولكن، قبل أن يتمكن تشانغ يورونغ من إدراك ما يحدث، 

استغل مورونغ وان الفرصة وانقض عليه، 

مغرسًا أسنانه في ساقه بشدة


“ لا تجرؤ على إهانة أمي !”


“ أنت! كيف تجرؤ على عضّي؟!”

ركل تشانغ يورونغ مورونغ وان بغضب محاولًا التخلص منه، 

لكن الأمير الحادي عشر تمسّك به بعناد


الدم يسيل من أنف مورونغ وان، 

لكن ملامحه ظلت مليئة بالإصرار، 

وقال بصوت خافت ولكنه غاضب:

“لن أسمح لك بتدنيس اسم أمي! 

قد أكون ذا دم مختلط ، 

لكن وليّ العهد العظيم الذي تمدحونه ، 

يتشارك معي في نصف سلالته . 

فما قيمته إذن ؟”



اندفع أتباع تشانغ يورونغ نحوه وجرّوا مورونغ وان بعيدًا بالقوة ، 

ثم بدأوا بركله وضربه دون رحمة


بينما الدم يتساقط على الأرض ، 

ظل مورونغ وان صامت ، لا يصدر أي صوت ألم


وفي حين أن بعض المراقبين عن بعد شعروا بالاستياء مما يحدث، 

إلا أن نفوذ الدوق تشانغ وهيمنة ابنه تشانغ يورونغ 

جعلتهم يترددون في التدخل ، 

خشية أن يتعرضوا للمشاكل أو العقاب


في هذه الأثناء ، مينغ تشين تراقب المشهد من الأعلى، 

وظهر على وجهها علامات الارتباك


كان الأمر محيرًا


لقد تلقت أمرًا بحماية الأمير الحادي عشر، 

مما يعني ضمان سلامته


لكن، على الرغم من أنه كان يتعرض للضرب من قبل 

مجموعة من الفتيان ، 

إلا أن الأمر لم يكن مسألة حياة أو موت


في النهاية ، كان هذا مجرد شجار طفولي بين أبناء النبلاء، أليس كذلك؟


ومع ذلك، كان هناك شيء مختلف هذه المرة


شعرت مينغ تشين بوضوح بالنية الحاقدة التي يكنّها هؤلاء الفتيان للأمير الحادي عشر


لم يكن مجرد تنمّرٍ عابر ، 

بل شعرت برغبة حقيقية في إيذائه


{ إذن، هل ينبغي عليّ التدخل ؟


إذا قررت التدخل ، فماذا يجب أن أفعل ؟


هل ينبغي أن أقبض على تشانغ يورونغ ورفاقه 

وتقيدهم وأخذهم إلى القصر ؟


أم أنه من الأفضل قتلهم وإنهاء المشكلة ؟


لكن، إذا قيدتهم وأخذتهم إلى القصر فمن المحتمل أن يغضب معلمي


وإذا قتلتهم جميعًا ، فبلا شك سيغضب معلمي أكثر


لماذا كلفني الإمبراطور بمهمة صعبة كهذه ؟ }


شعرت مينغ تشين بقلق شديد، تائهة بين خياراتها


{ لو كانت أختي الكبرى هنا، لكان الأمر أفضل بكثير


بلا شك، كانت ستعرف تمامًا ماذا تفعل }


بينما مينغ تشين غارقة في حيرتها، 

كان تشانغ يورونغ قد قاد مجموعته ورحل بالفعل، 

تاركًا مورونغ وان وحيد تمامًا


نظرت مينغ تشين إلى الأمير الحادي عشر وهو ممدد على الأرض، 

ملابسه متسخة، ويداه تغطيان وجهه


شهقاته المكبوتة تزداد وضوحًا، 

مما جعل مينغ تشين تشعر بعدم ارتياح متزايد


{ هذا يكفي ،،،، لا بأس إن تعرضتُ للتوبيخ لاحقًا }


قفزت مينغ تشين من على الشجرة، 

غير متأكدة من كيفية مواساته


ثم قرفصت بجانبه ومدّت له منديل نظيف قائلة:

“ خذ هذا "


رفع مورونغ وان رأسه بصدمة، 

و عينيه الواسعتين تحدقان في الفتاة المقنعة التي ظهرت أمامه بصمت


سارع بمسح دموعه وأخذ خطوة إلى الخلف بحذر :

“أنتِ… أنتِ، من تكونين؟”


: “ أنا مينغ تشين ، 

وقد عينني جلالته لحمايتك أيها الأمير الحادي عشر .”


قالت ذلك مينغ تشين وهي تضع المنديل في يده بلطف


لكن مورونغ وان قبض على المنديل بقوة، 

بينما امتزجت دموعه بالدم والتراب على وجهه



“هذا مستحيل!”

و هز رأسه بإحباط ، مضيفًا :

“ والدي لن يرسل أبدًا حارس ظل سري لحمايتي .”


أمالت مينغ تشين رأسها قليلاً، متأملة كلامه :

“ لكنني لا أكذب عليك .”


ردت ببساطة، غير متأثرة بالشك في نبرته


لكن مورونغ وان نظر إليها بعينين ضيقتين، 

وسأل بارتياب بينما يمسح وجهه بالمنديل:

“إذا كنتِ هنا لحمايتي، 

فلماذا لم تتدخلي في وقت سابق ؟”


بدا صوته قاسي بعض الشيء، كأنما يختبر صدقها


لكن مينغ تشين أجابت بكل صدق، 

مشيرة إلى الدم المتخثر على أنفه :

“ الأمير الحادي عشر لم يكن في خطر مميت.”


لم يستطع مورونغ وان منع ضحكة قصيرة من الإفلات 

منه عندما سمع ردها


كان على وشك سؤالها عما تعتبره ' خطر مميت ' 

لكن في تلك اللحظة زمجرت معدته بصوت مرتفع


عند سماع الصوت ، لم تتردد مينغ تشين، 

بل أخرجت بضعة كعكات بخار من ملابسها ومدّتها إلى 

مورونغ وان، الذي بدا محرجًا بعض الشيء لكنه أخذها في النهاية


بينما اتكأت بوجنتها على يدها، 

و راقبت الأمير الحادي عشر يلتهم الطعام بنهم، 

فكرت في نفسها :

{ قبل أن أذهب لرؤية الأميرة لاحقاً ، 

عليّ شراء المزيد من الطعام لملء معدتي

وإلا، فقد ينتهي بي الأمر بأكل عشاء الأميرة بالكامل }


يتبع

  • فيس بوك
  • بنترست
  • تويتر
  • واتس اب
  • لينكد ان
  • بريد
author-img
Fojo team

عدد المقالات:

شاهد ايضا × +
إظهار التعليقات
  • تعليق عادي
  • تعليق متطور
  • عن طريق المحرر بالاسفل يمكنك اضافة تعليق متطور كتعليق بصورة او فيديو يوتيوب او كود او اقتباس فقط قم بادخال الكود او النص للاقتباس او رابط صورة او فيديو يوتيوب ثم اضغط على الزر بالاسفل للتحويل قم بنسخ النتيجة واستخدمها للتعليق

X
ستحذف المقالات المحفوظة في المفضلة ، إذا تم تنظيف ذاكرة التخزين المؤقت للمتصفح أو إذا دخلت من متصفح آخر أو في وضع التصفح المتخفي