Ch18
المرأة : “ هل يمكنك فعلها أم لا ؟”
أجاب الرجل بصوت يحمل إحباط مكبوت : “ يمكنني !! ”
المرأة بنبرة ساخرة ومليئة بالازدراء : “ لقد أخذت مني الكثير من المال ،
لماذا يبدو الأمر وكأنه يتقدم ببطء شديد ؟”
تذمر الرجل وهو يفرك عينيه المتعبة : “ هذا لأنك لم تسمحي لي بالنوم لعدة أيام .”
همست المرأة بصوت منخفض وحذر :
“ شو جون ألم تقل إنك بارع حقًا ؟”
شو جون بتحدٍ واضح : “ أنا بارع بالفعل !
دعيني أحاول مرة أخرى ،
الأخت الكبرى تشين تشين !”
مينغ تشين بنبرة تحمل بعض الاستياء :
“ كم مرة حاولت بالفعل ؟”
شو جون بثقة كبيرة : “ أعدك أن هذه ستكون المحاولة الأخيرة !
سأجعلكِ راضية بالتأكيد !”
بدأ صوت مينغ تشين يعكس قلق متزايد :
“ لكن لم يعد لدي الكثير من الوقت .”
في حين أن الغرفة امتلأت بأصوات اللهاث وصعوبة التنفس ،
والأشياء المتساقطة هنا وهناك
: “ انتظر ! ماذا تفعل ؟ لا تقترب مني هكذا !”
صرخ شو جون ، وهو يتنفس بصعوبة و خوف واضح :
“ انتظري … لا… انتظري …”
في الممر خارج الغرفة ،
وقف لين يان ، وجهه محتقن باللون الأحمر ،
وقلبه يخفق بقوة بعد أن سمع جزء من المحادثة الغريبة
التي تدور في الداخل
و بقفزة واحدة ، ركل الباب بعنف ،
ودخل وهو يعبس بحاجبيه ، وصرخ بقلب يتألم :
“ في وضح النهار !!!! ماذا تفعلان بالضبط؟
الأخ شو لم أتوقع منك أن تكون شخصًا كهذا !
تشين تشين هل بدأتِ تتأثرين بالعادات السيئة لأختك الكبرى ؟”
تجمدت مينغ تشين و شو جون في مكانهما،
محدقين بلين يان بدهشة،
بينما يمسكان بعدة جرّات في أيديهما،
تعلو ملامحهما علامات الاستفهام المطلقة
كان الهواء داخل الغرفة مشبع برائحة البارود،
مما جعل لين يان ينظر حوله بارتباك ثم لمس أنفه بخجل
“ إذًا… إذًا… هءهءهءهءهءهء هذا مجرد سوء فهم !
سوء فهم فقط !
واصلوا ما كنتم تفعلونه !”
مينغ تشين، وقد بدا عليها الاستياء من المقاطعة :
“ عن أي سوء فهم تتحدث الآن؟
وأيضًا أيها الأخ الأكبر ، لقد كسرت بابي .”
لين يان، محاولًا إصلاح الباب بحرج : “ كنت مخطئ ! أعتذر عن خطئي !”
و وجهه لا يزال محمرًا
صرخ شو جون فجأة بحماس : “ تم الأمر !”
وفجأة انبثقت ألسنة اللهب من أنبوب الخيزران الذي كان يمسك به،
مما جعل لين يان يقفز من مكانه بصدمة
قفزت مينغ تشين بسعادة : “ رائع ! لقد نجحنا !”
غير قادرة على احتواء حماسها.
أخذت بسرعة عدة جرّات من شو جون،
ثم تجاهلت لين يان تمامًا، الذي لا يزال يحاول إصلاح الباب،
واستخدمت خفة حركتها لتندفع خارج معسكر الحرس
السري، متجهة نحو وجهتها
لين يان : “ ما الذي يحدث مع تشين تشين؟
لماذا هي سعيدة جدًا فجأة ؟”
كان لين يان يحاول جاهدًا إعادة الباب المكسور إلى
مكانه، بينما سأل بفضول واضح
رد شو جون بتثاقل ، بينما يتثاءب بشدة : “ ربما وجدت
شخص تهتم به بصدق ؟”
ويمسح دموع الإرهاق من عينيه :
“ لقد راقبتني عن كثب هذا الشهر ،
وأصرت على أن أنهي شيئ ما اليوم .”
لين يان : “ ما الذي كنتما تفعلانه بالضبط وأنتما بهذه السرية؟”
نظر لين يان إلى الباب الذي قرر الاستسلام تمامًا في إصلاحه،
ثم حول انتباهه إلى شو جون،
الذي التقط فجأة قلم وورقة وبدأ يكتب بسرعة
تمتم شو جون بينما يخط شيئ على الورقة:
“ يجب أن أكتب الوصفة بسرعة ،
سأحتاجها لإرضاء زوجتي المستقبلية .”
————————————————
على الجانب الآخر …
صعدت مينغ تشين بسرعة إلى برج كانغيوي،
ومن دون أن تنطق بكلمة،
حملت مورونغ يان، التي كانت مستلقية على السرير،
بيد واحدة،
ثم بدأت بالدوران بها بسعادة وهي تضحك بفرح شديد
“ آه ! آ-تشين!”
صرخت مورونغ يان وهي تلتف حول عنق مينغ تشين بقلق واضح،
و في نبرتها مزيج من الدهشة والعجز
“ أنزليني بسرعة !”
لكن مينغ تشين تجاهلتها تمامًا،
وبيدها الحرة دعمت جسدها من الخلف،
بينما أخرجت أنبوب خيزراني من صدرها،
ثم اقتربت وهمست بغموض في أذنها :
“ أحضرت لكِ شيئًا جيدًا اليوم .”
كان الأنبوب الخيزراني طويل ونحيف لكنه بدا ثقيلًا بشكل غريب،
و في أعلاه خيط قطني مدمج فيه
شعرت مورونغ يان بالفضول،
فاتكأت على عنق مينغ تشين، مبتسمة :
“ما هذا الشيء السري جدًا؟”
: “ سأريكِ حالاً !! .”
كادت مينغ تشين أن تضع مورونغ يان أرضًا،
لكنها لاحظت فجأة عدة صناديق خشبية منحوتة بدقة
ملقاة في زاوية الغرفة،
ولم ترها من قبل في هذا المكان
كان بعضها مقلوب ، وبداخله أحجار كريمة رائعة متناثرة ،
بينما الملابس المطرزة الجميلة ممزقة إلى أشلاء،
وكأنها ألقيت في القمامة بلا مبالاة
سألت مينغ تشين بحذر : “ ما هذه الأشياء ؟”
ردت مورونغ يان بلا مبالاة : “ مجرد أشياء عديمة الفائدة .”
غير مكترثة تمامًا بالمجوهرات الثمينة الملقاة في الزاوية
سألت مينغ تشين بتردد : “ لكن…
أليست هذه هدايا عيد الميلاد التي أُرسلت إليكِ؟”
ابتسمت مورونغ يان بخفة ،
ونظرت إليها بعيون هادئة ، ثم قالت :
“ آ-تشين تعرف أن اليوم هو عيد ميلادي ؟”
كان في نبرتها لمحة من المفاجأة ،
تلتها ابتسامة خفيفة
“ هل يمكن أن تكوني قد أعددتِ لي هدية سرية اليوم ؟”
ارتبكت مينغ تشين فجأة ،
وبدت مترددة بشكل غير معتاد ،
ثم وضعت مورونغ يان على الأرض على مضض ،
متجنبة الحديث ،
نظرت مورونغ يان إلى تعبيرها الكئيب،
وسألتها بقلق واضح : “ آ-تشين؟”
: “ أنا…” خفت حماس مينغ تشين الذي دام لأيام،
وبدأت تنظر إلى الكنوز الثمينة في الزاوية،
تلك الأشياء التي ربما لن تستطيع تحمل تكلفتها طوال حياتها
ترددت ——-
{ إذا كانت تلك الهدايا الفاخرة لا تروق لمورونغ يان،
فكيف يمكن أن تهتم بهديتي البسيطة والقاسية ؟ }
بمجرد أن خطرت هذه الفكرة في ذهنها،
شعرت بالإحباط،
وتراجعت بضع خطوات إلى الخلف
“ أنا، أنا… تذكرت فجأة أن معلمي بحاجة إليّ في شيء
ما، عليّ الذهاب!”
استدارت مينغ تشين باندفاع،
محاولةً الهروب من هذا الموقف
“ آ-تشين !”
عندما رأت مورونغ يان أن مينغ تشين تحاول الفرار،
مدّت يدها بسرعة وأمسكت بملابسها،
و في صوتها مزيج من القلق والانزعاج
“ آ-تشين، ما الذي يحدث معكِ؟”
لم تكن مينغ تشين تملك الجرأة لنزع يد مورونغ يان بخشونة،
لكنها قبضت يدها بشدة،
تشعر بالصراع الشديد،
غير متأكدة مما إذا كان عليها قول الحقيقة أم لا
صوت مورونغ يان عميق وحازم : “ آ-تشين…
إذا كنتِ ستكذبين عليّ ،
فعلى الأقل اجعليها كذبة مثالية .”
{ لقد سمحت لها أن تكذب …
نعم، سمحت لها بذلك سابقاً …
تمامًا كما سمحت لها بفعل أي شيء بي …
لكن ما لا أستطيع احتماله هو أن تخفي عني شيئ ،
لأن هذا الشعور يشبه شوكة مزعجة يخترق حلم جميل ،
يجعل قلبي يموج بالقلق والانزعاج ! }
أنزلت مينغ تشين رأسها : “ أنا… لقد أعددت هدية لكِ، لكن…”
مترددة في النظر إلى عيني مورونغ يان،
وخشية أن ترى الازدراء في نظراتها
: “ لكن هذه الهدية لا قيمة لها…
أنا وأخي الصغير في التدريب صنعناها معًا…
إنها لا تُقارن بالهدايا الثمينة هناك…”
إنها ببساطة… غير جديرة بكِ…”
فجأة ، أمسكت مورونغ يان بمينغ تشين بقوة ،
وأجبرتها على النظر إليها مباشرةً ،
قاطعة حديثها بعزم واضح
لم تهتم مورونغ يان أبدًا بما إذا كانت هدية ولي العهد حمار أم حصان ؛
فكل تلك الأشياء لم تكن سوى مصدر إزعاج لها
رفعت رأس مينغ تشين ، وبدت نبرتها أكثر لطفًا ،
ثم قالت بهدوء :
“ أعطني هديتك .
لا يهمني إن كانت الهدية ثمينة أم لا…
طالما أنها منك .”
نظرت مينغ تشين إلى عيني مورونغ يان المليئتين بالحنان،
ثم استسلمت أخيرًا وتنهدت بخفة:
“حسنًا.”
على الرغم من أن نسيم الربيع لا يزال يحمل بعض البرودة،
إلا أنها لفت بطانية حول مورونغ يان ،
ثم فتحت فراغ بسيط في كل نافذة
“ أخي الصغير في التدريب، شو جون،
بارع في صنع الآلات الميكانيكية الذكية .”
بينما تبلل منديل بالماء ،
بدأت مينغ تشين تشرح :
“ ذات مرة، صنع عصفور صغير يمكنه الطيران في السماء ،
ومرة أخرى اخترع عن طريق الخطأ نوعًا جديدًا من الأسلحة الخفية ،
وكاد أن يتسبب في حريق في المعسكر ...”
وضعت القطعة القماشية المبللة في طرف الأنبوب
الخيزراني، وتابعت :
“ في رأس السنة ، لم أستطع أن آخذكِ إلى سور المدينة
لمشاهدة الألعاب النارية،
وكنت أعتقد أن ذلك كان أمرًا مؤسفًا ...
لذا أردت أن أصنع شيئًا لكِ …
لقد أمضيت أكثر من نصف شهر وأنا أعبث مع أخي
الصغير في التدريب لنتمكن من صنع هذا الشيء الصغير !
حتى أنه طلب مني ‘تمويل للأبحاث’ وقدم مطالب
سخيفة عدة مرات ...”
عندما فكرت في محفظتها الفارغة الآن،
تجعد أنفها بضيق
“ انظري ، اليوم هو عيد ميلادك،
يوم يستحق الاحتفال به،
حيث تضيء المصابيح في جميع أنحاء المدينة .”
تحدثت بحماس واضح،
ثم أشعلت الفتيل بواسطة مدفأة الغرفة،
ثم أطفئت المصباح الموجود في الغرفة بمهارة
”…للأسف ، ليس لدي القدرة على إنارة المدينة كلها من أجلكِ ….
لكن يمكنني الاحتفال معكِ في هذه الغرفة الصغيرة ...”
وضعت مينغ تشين الأنبوب الخيزراني في يد مورونغ يان،
ثم عانقتها برفق ،
أيديها الخشنة قليلاً تمسكت برقة بيد مورونغ يان
الناعمة التي تمسك بالأنبوب من الخلف ..
نادتها مينغ تشين بنبرة خافتة نادرًا استخدمتها :
“ يان يان ….”
في الظلام ، رفعت مورونغ يان رأسها ،
لتلتقي بعيون ساطعة ومشرقة تراقبها
“ أتمنى أن تكوني دائمًا راضية وسعيدة ،
وأن يحمل لكِ كل عام فرحًا مثل هذا اليوم .”
وفي اللحظة التالية ، أضاء وهج مبهر المكان
استدارت مورونغ يان لتنظر إلى مصدر الضوء ،
وعجزت عن إبعاد عينيها عنه
أطلق الطرف الأمامي من الأنبوب الخيزراني في يدها
شرارات متألقة وملونة،
تمامًا مثل الألعاب النارية الحقيقية،
مما أضاء الغرفة التي كانت مظلمة في السابق بوهج ساحر
كما لو أنها استدعت حقًا احتفال يمتد عبر آلاف المنازل،
كان الضوء الساطع يخترق العينين ،
ورغم ذلك لم تستطع النظر بعيدًا
الألوان المشرقة والمتوهجة تراقصت بلا توقف أمامها ،
مما جعل قلبها ، الذي كان دائمًا هادئ ومستقر ،
يرتجف بشدة
شعور لاذع اجتاح صدرها،
وأصاب أطراف أصابعها برعشة خفيفة،
حتى كادت أن تفلت الأنبوب الخيزراني من يدها
ولكن ، قبل أن يحدث ذلك ،
أحاطت يد مينغ تشين بيدها بإحكام ،
ممسكة بها بقوة
همست مينغ تشين بصوت هادئ بجوار أذنها :
“ إنه ليس ساخن ، لا تخافي .”
{ إنه ساخن }
مورونغ يان شعرت باختناق في صدرها
دفء بشرتهما المتلاصقة والحرارة المتأججة في قلبها
كانا يحرقانها من الداخل،
يجعلانها ترغب في البكاء
كانت تظن أنها قد تجمدت بالكامل منذ زمن طويل ،
كأنها شمال بعيد لا تُزرع فيه الحياة ،
كأنها شتاء أبدي لا يزول ….
{ ولكن … هذه الفتاة بجانبي ….
دخلت إلى عالمي المغلق دون أي تردد ،
جلبت معها حرارة دافئة أحرقت كل شيء داخلي … }
ومع ضوء الألعاب النارية المتوهج ،
قلبها قد ذاب بالفعل في فوضى عاطفية غير مسبوقة
بدأت الشرارات في يدها تتلاشى،
وبدأ الضوء الذي كان يملأ الغرفة يفقد قوته تدريجيًا
أخذت مينغ تشين الأنبوب الفارغ ،
ثم ابتسمت وسألت بلطف :
“هل أعجبك ؟
إذا كنتِ تحبينه ، يمكننا إشعال المزيد !”
لكن مورونغ يان لم تجب
مالت إلى الجانب ،
وأحاطت خصر مينغ تشين المتوازن والقوي بذراعيها ،
بينما وضعت ذقنها على كتفها المنخفض قليلًا
“ أحببته … أحبتته كثيراً ...”
خرج صوتها مبحوح ،
خافت لكنه مليء بالصدق
{ لقد أحببتها حقًا … }
لم تكن مورونغ يان قد شعرت من قبل بهذه الدرجة من الوضوح،
بهذا الإدراك الحاد لكل شبر من جسدها الذي يصرخ ،
يصرخ بحقيقة واحدة :
{ كم أُحب مينغ تشين …
أُحب هذه الفتاة التي أُعانقها في هذه الغرفة الصغيرة ،
وتحتفل بميلادي ..
لكن هذا لم يكن جزء من الخطة ….
في الأصل ،
كانت مجرد وسيلة لقضاء الوقت …
في الأصل ،
مجرد عزاء للوحدة ….
في الأصل ،
مجرد وسيلة لتخفيف الألم …..
في الأصل ،
مجرد رغبة قسرية في الامتلاك ……
حسابات معقدة رسمتها مسبقًا ،
لكنني لم أتوقع أبدًا أجد نفسي أغرق ،
مثل شخص عالق في رمال متحركة ،
دون أن أدرك ذلك حتى يفوت الأوان
والآن ، لم يعد هناك أي طريق للعودة … }
وجدت مورونغ يان الأمر مضحكًا ومؤلمًا في آنٍ واحد
لم تتخيل يومًا أنها ،
التي كانت دائمًا باردة وغير مبالية ،
قد تختبر مشاعر تكاد لا تستطيع السيطرة عليها
شدّت ذراعيها حول مينغ تشين،
وضغطت جسدها عليها أكثر
: “ آ-تشين "
“ ههمم ؟” توقفت مينغ تشين عن إشعال الفتيل الجديد
ونظرت إليها بفضول
: “ شكرًا لكِ "
{ شكرًا لكِ… لأنكِ جعلتيني أشعر ، بعد كل هذا الوقت ،
أن وجودي في هذا العالم كان حدثًا يستحق الاحتفال به }
يتبع
تعليقات: (0) إضافة تعليق