القائمة الرئيسية

الصفحات

آخر الاخبار

Ch19 | رواية TPSGCBTC اليوري

 Ch19



ربيع مينغ تشين هذا العام مبهج بشكل استثنائي ، 

مما قادها إلى صيف حارق حيث لم تتوقف أصوات 

صراصير الليل المزعجة، 

ورغم ذلك، ظلت مشرقة كما هي


{ الأمير مورونغ وان أحيانًا يشعر ببعض الحرج ، 

لكنه كان شخص يسهل التعامل معه ، طفل جيد


معلمي وإخوتي الكبار في التدريب كانوا مشغولين 

للغاية ولم يكن لديهم وقت لإلقاء المحاضرات عليّ ، 


كما أن الأوغاد والمشاغبين في السوق توقفوا عن 

مضايقة الباعة !


لكن أفضل ما في الأمر هو مورونغ يان ! 


لم تكن فقط تشاركني صندوق الطعام الخاص بها دائمًا، 


بل تربت على رأسي وتسمح لي بالاستلقاء على ساقيها لأخذ قيلولة


بغض النظر عن أي شيء ، 

في كل مرة أستعيد وعيّي ، أجد مورونغ يان تبتسم لي برقة


و إذا كان لديّ أي قلق ، 

مورونغ يان تستمع إليّ بصبر وتقدم لي النصائح …. }




مؤخرًا ، علمت مينغ تشين أنه كلما لعبت الشطرنج مع 

سونغ شو تشينغ ، كانت تخسر دائمًا


لكن هذه المرة ، وبفضل تعليم مورونغ يان، 

راجعت معها بعض الاستراتيجيات وساعدتها على الفوز 

أخيرًا ضد أختها الكبرى التي لم تكن تتوقع ذلك


رفعت سونغ شو تشينغ حاجبها وسألت بمكر : 

“ هاه؟ 

أصبح لديكِ داعم الآن ، لذا تجرئين على التنمر على أختك الكبرى ؟”


ضحكت مينغ تشين بانتصار : “ هذا لا يُعتبر تنمر !”

و هتفت بدهشة :

“ الأميرة رائعة حقًا ! 

لقد توقعت كل خطوة ستقومين بها يا أختي !”


: “ همف ...” سونغ شو تشينغ شخرت بسخرية ،

ثم قالت :

“ يا عديمة الوفاء ، نسيتِ أختك الكبرى فور أن حصلتِ 

على وجه جميل بجانبك . 

في المرة القادمة لن أسمح لكِ بالفوز بسهولة !”


على الرغم من أنها كانت دائمًا تستخف بمهارات تشين 

تشين في الشطرنج ، فقد فوجئت هذه المرة


لم يكن من الغريب أن تشين تشين تغلبت عليها أخيرًا، 

لكن أن تستطيع الأميرة تشونغ ون تحليل أسلوب لعبها 

ورؤية كل احتمالات الفوز بهذه السهولة، 

فهذا كان أمرًا مذهلًا حقًا


استندت سونغ شو تشينغ على يدها وسألت بمكر : 

“ يا تشين تشين العزيزة ، متى ستعرفينني على الأميرة تشونغ ون؟”


نظرت إليها مينغ تشين بحذر ، وردّت بتوتر واضح :

“ أختي الكبرى ما الذي تخططين لفعله؟ 

أخبركِ الآن لا يمكنكِ مضايقة الأميرة ، حسنًا ؟”


تنهدت سونغ شو تشينغ بتنهيدة مبالغ فيها وقالت:

“ تشين تشين، هذه الفتاة عديمة القلب ، 

تنسى أختها الكبرى فور أن تجد جمالًا بجانبها .”


ثم أضافت بمرح :

“سألعب الشطرنج مع الأميرة بنفسي، 

من سيجرؤ على مضايقتها حينها ؟”


وأشارت إلى ذراعها النحيلة ، 

معبرة عن ضعفها المفترض


لكن، من غير مينغ تشين قد يعتقد أن الأميرة تشونغ ون كانت بريئة تمامًا ؟


هذا ما يُسمى بامتلاك “فلتر وهمي”، أليس كذلك؟


تذكرت سونغ شو تشينغ فجأة : “ آه صحيح !”

ثم غيرت نبرتها إلى الجدية وهي تخبرها :

“ غدًا سيقام حدث في الأكاديمية الإمبراطورية ، 

ويريد معلمنا منك التسلل سرًا إلى القصر والعمل 

كحارسة للأمير الحادي عشر .”


أغلقت ابتسامتها ، وبدا على وجهها تعبير جاد :

“ بعد ذلك ، يوجد مهمة أخرى ، 

لن أكون في العاصمة ، لذا سيتعين عليّ تكليفك بها ، 

وستنتقل مسؤولية حماية الأمير مؤقتًا إلى كاو يون .”


سألت مينغ تشين وهي تشعر بالحيرة : 

“ لماذا الدخول إلى القصر فجأة ؟ 

هل هناك شيء مهم ؟”


ترددت سونغ شو تشينغ لوهلة، 

كما لو أنها تريد قول شيء ما، 

لكنها في النهاية هزت رأسها وقالت :

“ كوني حذرة غدًا ، 

وإذا صادفتِ ولي العهد ، تذكري أن تكوني يقظة ، 

والأهم من ذلك، لا تتصرفي باندفاع ، 

فكري جيدًا قبل الإقدام على أي خطوة .”



——————————————-


في اليوم التالي ، 

وهي تخفي وجهها بالقناع، 

رأت مينغ تشين زوجة معلمها ، قو يون، التي لم ترها منذ 

فترة طويلة، 

جالسة على العوارض الخشبية في قاعة الدراسة


بدت عينا قو يون مبتسمتين، 

مع تجاعيد خفيفة عند زواياها، 

ولوّحت لمينغ تشين بسعادة


لوّحت لها مينغ تشين أيضًا بابتسامة، 

وكأن وجود زوجة معلمها هنا لم يكن مفاجئًا على الإطلاق


بصفتها عضوة في حرس الظل السري ، 

قو يون بارعة في استخدام السموم ، و أيضًا ماهرة في الأسلحة المخفية


و غالبًا ترافق الإمبراطور ، حيث تكون مسؤولة عن حمايته سرًا


تواصلت مينغ تشين وقو يون بصمت عبر الإيماءات 

وحركات اليدين، بينما في الأسفل، 

كان الإمبراطور يتفاعل مع الأمير الحادي عشر بلطف، 

كما لو أنه مجرد أب عادي يهتم بدراسة ابنه، 

وكان الجو سلميًا للغاية


بعد مرور الوقت الذي يستغرقه احتراق عود بخور، 

سمعت مينغ تشين ضجة قادمة من الخارج، 

فاستقامت على الفور، متنبهة لأي خطر محتمل


تحولت عينا قو يون إلى الحذر أيضًا، 

حيث أدخلت يدها في كمّها لتستعد لسحب سلاح 

مخفي، وكأنها جاهزة لأي طارئ في أي لحظة


صاح الخصي الواقف عند الباب. : 

“ ولي العهد قد وصل !”


بعد لحظات قليلة ، دخل شخصان إلى القاعة ببطء


الشاب في المقدمة ، 

بالكاد يمكن وصفه بالوسيم ، 

كان شاحب الوجه تمامًا، بلا أي أثر للون في بشرته


زُيّن شعره الأسود الداكن بدبوس من اليشم، 

وتوّج رأسه بتاج مرصع باليشم ، 

جالسًا بثبات في مكانه


يرتدي رداءً أرجواني مُطرز بخيوط ذهبية تحمل رسومات 

لتسعة تنانين، 

ودخل بخطوات رزينة وتعبير متعالي


أما الرجل الذي تبعه، فكان يرتدي درع عسكري ، 

يمتد جرح عميق من جبهته إلى فكه، 

مارًا عبر خده الأيسر


بقي صامت ، متبعًا الشاب بنصف خطوة خلفه، 

دون أن يظهر أي تعبير على وجهه


عند دخولهم قاعة الدراسة، 

لم يظهر أي منهما أي علامة احترام للإمبراطور الجالس 

على العرش التنيني


بل وقفا هناك بلا مبالاة، 

وانسابت نظراتهما بلا اهتمام واضح


سادت لحظة ثقيلة من الصمت ، 

مما جعل مورونغ وان الصغير ، 

الذي ما زال يفتقر إلى الخبرة ، يبتلع بتوتر


بعد فترة من الصمت ، 

بدا أن مورونغ شياو شعر بالملل ، 

فتحدث بصوت هادئ لكنه لزج ومزعج :

“ والدي ، ما هو السبب النادر الذي جعلك تستدعيني اليوم ؟”



صوته لطيف ، لكنه يحمل في طياته نغمة خانقة


الإمبراطور بصوت بارد، وهو يحدق في مورونغ شياو : 

“ يا ولي العهد ، 

شقيقك الثامن في تشيونغتشو… قد مات ”

محاولًا أن يستخلص ولو أثر بسيط من الشعور بالذنب على وجه ابنه


تظاهر مورونغ شياو بالمفاجأة : “ حقًا ؟ 

يا له من خبر محزن .”

واضعًا يده على صدره، 

لكن زاوية فمه تحمل ابتسامة ساخرة، 

و أضاف بلهجة خفيفة :

“ لكن كيف انتهى الأمر بشقيقي الثامن في تشيونغتشو؟”


ضغط الإمبراطور على أسنانه ، 

محاولًا قمع غضبه الذي يغلي في داخله : 

“ ألم تكن تعلم تمامًا سبب إرساله إلى هناك ؟”


رؤية التعبير اللامبالي على وجه ابنه جعل الإمبراطور 

المسن يشعر بفراغ بارد في داخله


وأخيرًا، لم يستطع تمالك نفسه بعد الآن، فانفجر غاضبًا :


“لقد تجاوزت كل الحدود في سعيك وراء ما ترغب به!”


حدّق مورونغ شياو في الإمبراطور بعينين أشبه بعيون 

أفعى تراقب فريستها ، 

وسأله ببرود : 

“ تجاوزت الحدود ؟

هل وصلت إلى الحد الذي يدفع والدي أخيرًا لمنحي ما هو من حقي ؟”


امتلأت عينا الإمبراطور بالحزن ، 

وكأنه يشهد مشهد يمزق القلب : “ عندما أمرتَ بقتل 

زوجة الأمير يو قبل أحد عشر عام …”

أخذ نفسًا عميقًا وتابع بصوت مثقل بالألم :

“ منذ تلك اللحظة ، 

كان قد كُتب عليك أن لا تحصل أبدًا على ما تريده .”


على العارضة الخشبية ، 

اضطرب تنفس مينغ تشين المكبوت قليلاً عند سماع ذلك


و شدّت قبضتها على السيف في يدها


تحت العارضة ، 

حدّق مورونغ شياو في الإمبراطور بعينين متسعتين، 

وكأن والده قد تفوّه بشيء سخيف لا يُصدق

و صاح بصوت عالي :

“لو لم أقتل زوجة الأمير يو وجعلت جي جي ترتدي ثياب 

الحداد ، ألم تكن ستزوّجها لشخص آخر يا أبي ؟”


تحوّل تعبير مورونغ شياو إلى الظلام، 

وامتلأت عيناه بظلال قاتمة


من بين أسنانه، 

بصوت مليء بالسم، 

لفظ كل كلمة بوضوح شديد:


“ توسلت إليك ، ورجوتك أن تمنحني جي جي ، 

لكنك كنت ترفض دائمًا . 

أجبرتني على اللجوء إلى هذه الوسائل ، 

على سجن جي جي ، 

على جعلها تكرهني ...”


ارتفع صوته تدريجيًا ، متحمس وممتلئ بالغضب


عند سماع كلمات ولي العهد، 

ارتجفت حدقة عين مينغ تشين


كان القتل المكبوت في داخلها على وشك الانفجار، 

لكنها التقت بنظرة التحذير من زوجة معلمها، 

ولم يكن أمامها سوى أن تصرّ على أسنانها لتكتم غضبها


ضرب الإمبراطور الطاولة بقبضته : “ أيها المجنون !”

جسده كله يرتجف، 

وبدأ يسعل بعنف من شدة الغضب


ضحك مورونغ شياو ، غير مبالي باتهام والده له، 

كما لو أنه كان يفكر في أعظم إبداعاته


احمرت عيناه، مملوءة بالإثارة والجنون، ثم قال:

“ لكن قريبًا ، سيحدث ذلك .”



اقترب من العرش الإمبراطوري ، 

ومدّ يده ليلمس الكرسي الذهبي ، 

وعلامات الرضا تغطي وجهه ، 

و بصوت بارد ولزج ، همس قائلاً :

“ سأصبح قريبًا أعظم شخص في العالم، وبالتأكيد ، لن 

يكون هناك من يستطيع منعي بعد الآن ، 

أليس كذلك يا أبي ؟”


مدّ يده، محاولًا لمس رقبة الإمبراطور التي احمرّت بسبب السعال


—-  كــلانــغ ! —-


فجأة ، 


دوّى صوت حاد لارتطام المعادن ببعضها البعض


الرجل الواقف خلف ولي العهد سحب سيفه بسرعة ، 

وصرف السكين الصغيرة التي استهدفت يد مورونغ شياو من الأعلى


انحرفت السكين عن مسارها، 

وانغرست في منتصف الطاولة الخشبية، 

بينما نصلها المسموم يشع بوميض أرجواني مخيف


الرجل الممسك بالسيف وقف بحزم خلف ولي العهد، 

عينيه مركزة على العارضة الخشبية حيث كانت قو يون مختبئة


“ اهدأ تشانغ هي .”


حتى في ظل هذه الأجواء المتوترة ، 

كان صوت مورونغ شياو بارد ، 

خالي تمامًا من أي دفء


“ هم لا يجرؤون على قتلي "


بخطوات هادئة ، 

تراجع مورونغ شياو إلى الخلف قليلًا ، 

ثم استدار فجأة ، مرسلاً ابتسامة غير متناسقة


“ رؤية والدي اليوم جلبت لي سعادة كبيرة .”


توقف للحظة ، 

ثم ارتسمت على وجهه ابتسامة باردة وصلت إلى أذنيه ، 

قائلاً بنبرة متوحشة :

“ أن أشهد على اقتراب أجل والدي … 

هذا حقًا يملؤني بنشوة لا توصف .”


طوال هذا الوقت ، 

لم يلقِي حتى نظرة واحدة على مورونغ وان ، 

الذي يرتجف قليلًا في زاوية القاعة


وبعد مغادرة مورونغ شياو و تشانغ هي ، 

انخفض جسد الإمبراطور إلى الوراء على الكرسي، 

وكأنه قد تخلص من عبء ثقيل، 

وبدا عليه الهرم والإرهاق بشكل غير مبرر


حاول الإمبراطور مواساة مورونغ وان ببضع كلمات لطيفة، 

مستجمعًا قواه حتى غادر الفتى


بعدها، استند الإمبراطور على الوسادة الحريرية خلفه، 

مغلقًا عينيه ليسترخي ويستعيد طاقته


بعد فترة، 

ظهر فجأة كل من هي جينغشو وقو يون بجانب الإمبراطور


انحنى المعلم باحترام ، متحدثًا :

“ جلالتك ، لماذا تعرض نفسك لهذا العذاب غير الضروري ؟”


ظل الإمبراطور مستلقي ، 

مغلقًا عينيه بصمت، 

ولم يرد لفترة وجيزة، 

ثم نطق أخيرًا:

“هل تعتقد أن تلميذتك ستخبر تشونغ ون بما سمعته اليوم ؟”


تبادل هي جينغشو وقو يون النظرات، 

غير متأكدين من الإجابة تمامًا


أجاب هي جينغشو بعد لحظة من التفكير :

“ لا أستطيع التأكد ، 

فمدى عمق العلاقة بين الأميرة وتشينغ تشين غير واضح بالنسبة لي ”


الإمبراطور : “ إذا استطعنا تعميق كراهية تشونغ ون لولي العهد ، 

فسيكون لمخططنا طبقة إضافية من الضمان .”

سعل سعال عميق ، 

وأضاف بصوت خافت :

“ هل تلوماني على استخدام تلاميذكما كأدوات في خطتي ؟”


ركع كل من هي جينغشو وقو يون على الفور ، 

قائلين بصوت موحد: 

“ لا نجرؤ يا جلالتك .

كل شيء من أجل القضية الكبرى .”


يتبع 


هذا قناع مينغ تشين | مع يان



  • فيس بوك
  • بنترست
  • تويتر
  • واتس اب
  • لينكد ان
  • بريد
author-img
Fojo team

عدد المقالات:

شاهد ايضا × +
إظهار التعليقات
  • تعليق عادي
  • تعليق متطور
  • عن طريق المحرر بالاسفل يمكنك اضافة تعليق متطور كتعليق بصورة او فيديو يوتيوب او كود او اقتباس فقط قم بادخال الكود او النص للاقتباس او رابط صورة او فيديو يوتيوب ثم اضغط على الزر بالاسفل للتحويل قم بنسخ النتيجة واستخدمها للتعليق

X
ستحذف المقالات المحفوظة في المفضلة ، إذا تم تنظيف ذاكرة التخزين المؤقت للمتصفح أو إذا دخلت من متصفح آخر أو في وضع التصفح المتخفي