القائمة الرئيسية

الصفحات

آخر الاخبار

Ch23 | رواية TPSGCBTC اليوري

 Ch23


في ليلة باردة بين الصيف والخريف، 

عادت مينغ تشين أخيرًا إلى العاصمة


بعد كل هذا الوقت ، كانت قد نسيت تمامًا الصراعات التي 

دارت في ذهنها


وبمجرد أن انتهى اجتماعها مع معلمها، 

سارعت إلى تبديل ملابسها وانطلقت نحو برج كانغيوي، 

متجاهلةً نداءات شقيقها الأكبر


: “ لقد عدت !”


قفزت بخفة عبر النافذة إلى الغرفة، 

تبحث بحماس عن مورونغ يان


: ”… آ-تشين؟ هل هذه آ-تشين؟”


جاء نداء خافت وصوت حفيف من السرير


دفعت مورونغ يان البطانية بقلق، 

وهمّت بالنهوض للبحث عنها


لكن جسدها، الذي لم يعد يحمل الطرف الاصطناعي، 

فقد توازنه فجأة، 

فترنحت للأمام


و قبل أن تستوعب ما يحدث ، 

وجدت نفسها بين ذراعي الشخص الذي اشتاقت إليه ليلًا ونهارًا


عانقت مينغ تشين الفتاة بين ذراعيها بسعادة، 

وهمّت بالكلام، 

لكنها لاحظت العرق المتصبب على جبين مورونغ يان، 

وجسدها المرتجف من حين لآخر


كانت يداها تمسكان بقوة خصر مينغ تشين، 

وجبهتها تستند بقوة على كتفها، 

وكأنها تحاول الاندماج داخلها


تغير تعبير مينغ تشين على الفور ، 

وجلست على السرير ، 

تربّت عليها بلطف قائلة : “هل عاد الألم مجددًا ؟”


أجابت مورونغ يان بصوت مكتوم : “ ممم ”


على الرغم من أنها بالكاد كانت تعاني من هذه النوبات منذ 

بداية الربيع، 

إلا أن الأيام الماضية بدت مختلفة


وكأن جسدها أدرك أن مينغ تشين لم تكن في العاصمة، 

وأنها كانت وحيدة تمامًا، 

فاختار الألم الوهمي هذه اللحظة ليعذبها بلا رحمة


كان العذاب القاسي، الذي يصل إلى العظم، 

لا يُحتمل إلا بعضّ شفتيها، 

تمامًا كما اعتادت في الماضي


اعتقدت في البداية أن هذا الألم الذي لا يُحتمل هو الذي 

جعلها تهلوس، 

فسمعت صوت مينغ تشين في أذنيها


لكنها لم تدرك أن هذا لم يكن مجرد وهم إلا عندما شعرت 

بالدفء الحقيقي لجسد الشخص الذي أمامها، 

حين عانقتها بالفعل


“ آ-تشين ...”


رفعت مورونغ يان رأسها، 

و عيناها المتألقتان بضوء رطب تتلاقى مع عيني مينغ تشين


اختلطت أنفاسهما، 

ولم تعد هناك أي مسافة تفصل بينهما


“ إنه يؤلمني كثيرًا… 

أحتاج أن تواسيّني آ-تشين .”


“ بالتأكيد .”

مينغ تشين، التي لم ترفض يومًا طلبًا من الفتاة أمامها، 

شعرت بألم يعتصر قلبها


أجلسَت مورونغ يان أمامها وهمست برقة في أذنها :


“ يان يان لا تخافي . 

سيزول الألم قريبًا ...”


إحدى يديها تطوقها بإحكام ، 

بينما الأخرى تربّت على ظهرها برفق ، 

محاولةً تشتيت انتباهها


“ يان يان العزيزة ، لا تخافي ، أنا هنا ...”


تأوهت مورونغ يان أنين مكبوت وهي ترتجف داخل حضن 

مينغ تشين، 

و جسدها بأكمله يرتجف من الألم


كان هذا الألم الوهمي أكثر حدة من أي مرة سابقة


ضغطت بأصابعها بقوة على كتف مينغ تشين، 

تاركة علامات حمراء ملطخة بالدماء أينما لامستها


“ آه… تشين… آ-تشين…”


لم تستطع مورونغ يان كتمان صوتها، 

لكن الألم كان يقطع كلماتها، 

مما جعلها تناديها بتقطع


رداؤها الأبيض مبللًا بالعرق ، 

ملطخًا ملابس الحارسة الخفية النظيفة ،

لكن مينغ تشين لم تهتم بذلك أبدًا


و كل ما يشغلها الآن هو معرفة ما يمكنها فعله لمساعدة 

الفتاة بين ذراعيها، 

بدلًا من الوقوف عاجزة ومشاهدتها تتألم وحدها


{ لماذا ؟ لماذا عليها أن تتحمل هذا الألم ؟


لماذا عليها وحدها أن تعاني كل هذا العذاب بينما الجاني 

يعيش حياته بسلام ؟


هذا ليس عدلًا ! }




حرّكت مينغ تشين يدها التي كانت تستقر على خصرها، 

ثم نزلت بها لترفع مورونغ يان بين ذراعيها، 

محتضنةً إياها بقوة


وبدأت تمشي بها ذهابًا وإيابًا في الغرفة، 

كما لو كانت تهدئ طفلًا، 

محاوِلةً تشتيت انتباهها عن الألم، 

بينما واصلت يدها الأخرى التربيت على ظهرها بلطف


“ يان يان أنا آسفة ...”

حدّقت مينغ تشين بالفتاة المتألمة أمامها، 

وشعرت بموجة من الذنب واليأس لعدم قدرتها على 

مساعدتها كما كانت ترغب


“ لا أستطيع أن أتحمل معك هذا العبء ، آسفة… 

لا أستطيع أن أساعدك… يان يان أنا آسفة ...”


سواء كان ذلك بسبب كلماتها أو شيء آخر، 

فقد رفعت مورونغ يان رأسها قليلًا رغم أنفاسها الصعبة ،

ونظرت إليها بهدوء


و أمام نظرتها المليئة بالرقة، 

شعرت مينغ تشين بأن حلقها يجف، 

وارتعشت شفتاها وهي تتمتم :

“هذا ظلم شديد… يان يان

هذا قاسٍ جدًا عليكِ… أنا آسفة… يان يان ...”


“ أنا آسفـ… مـ—ممم…”


قبل أن تكمل اعتذارها، 

شاهدت مورونغ يان وهي تنخفض ببطء لتضغط شفتيها 

على شفتيها، 

و لتسكت كلماتها العاجزة


لم يكن الأمر مجرد لمسة رقيقة كما في المرة الأولى، 

بل قبلة عميقة، متشبثة، ومسيطرة


حتى عندما شعرت بأنها تكاد تختنق، 

لم تبتعد مورونغ يان عن شفتيها حتى آخر لحظة، 


بنظرة دامعة، 

حدّقت إلى مينغ تشين المذهولة، 

ثم همست بصوت متقطع يغلبه البكاء :


“ حتى لو كان العالم بأسره مدينًا لي باعتذار… 

فأنتِ، آ-تشين، لا تدينين لي بشيء ...

أنتِ آخر شخص يجب أن يعتذر لي.”


ثم اندفعت مورونغ يان إليها مجددًا، 

لكن ليس مثل السابق ، 

لم تكن لمسة لطيفة مترددة، 

بل قبلة شرسة، و كأنها نهاية العالم، 


كأن الغد لن يأتي أبدًا، 

وكأنها تريد ابتلاع جميع صرخاتها المؤلمة وأنينها المكتوم


و استجابت مينغ تشين بطواعية ، 

تحتضنها وتقبلها ، 

تاركة الفتاة تعضّ شفتيها وتلتهمها بشوق


وسط هذا الطعم الحلو ، تخللها شيء من المرارة المالحة


لكنها لم تستطع التمييز … 


{ هل دموع مورونغ يان الساخنة التي انسابت بيننا ؟ 


أم ذلك الإحباط المكبوت بداخلها ، الذي تفجّر أخيرًا ؟ }


و كل ما فعلته هو أنها ابتلعت كل شيء بطاعة، 

كما لو أن ذلك سيجعلها تتحمل ولو جزء بسيط من ألم الفتاة أمامها


وبعد وقت بدا وكأنه بلا نهاية ، 

شعرت مينغ تشين بأن مورونغ يان تحتاج إلى التقاط أنفاسها، 

فمالت برأسها قليلًا إلى الخلف وفتحت شفتيها


حدّقت مورونغ يان بها، 

وجهها مبلل بالدموع، 

و أنفاسها متقطعة، همست بصوت مرتجف :

“آ-تشين… هل… تكرهينني ؟”


ابتسمت مينغ تشين، وعطر الفاوانيا يملأ شفتيها: 

“ كيف يمكن ذلك؟”


: “ إذًا…”

خفضت مورونغ يان صوتها، 

وكأنها تخشى أن تسقط دمعتها المترددة على وجنتها :

“ آ-تشين… قبّليني "


صوتها مزيج من الدلال والسيطرة


رفعت مينغ تشين مورونغ يان قليلًا بين ذراعيها، 

ثم أمالت رأسها لتقبّل دموعها، 

و تمسحها بشفتيها


ثم ضغطت برفق على شفتي مورونغ يان المفتوحتين قليلًا، 

و قبلة خفيفة بالكاد تلامست فيها أنفاسهما، 

كأنها تعامل قطعة زجاج رقيقة


لكن هذا اللمس الخفيف المقيّد لم يكن كافي لمورونغ يان


شعرت بالحكة تتملكها، 

برغبة لا تطاق، 

وكأنها تريد الهروب، 

لكنها لا تستطيع، 

لأنها تأمل في أن تمضي مينغ تشين أعمق، 

أن تلتهمها، أن تمتص كل شيء


“ آ-تشين…”


استعادت مورونغ يان أنفاسها، 

و توردت وجنتاها : “ كما في المرة السابقة ”


وكما تفعل دائمًا، استجابت مينغ تشين لطلبها


مالت برأسها لتقبّل شفتي مورونغ يان، 

مقلدةً تلك المرة 


و تسلل لسانها إلى داخل فمها، 

تداعب برفق الشفتين المستسلمتين، 

ثم تتوغل أعمق، 

و تلامس كل مكان برقة لا متناهية


فتحت مورونغ يان فمها، 

وعانقت عنق مينغ تشين بقوة، 

تاركةً لها المجال لاستكشافها كما تشاء


تسلقت خصرها القوي، تحاول التشبث بها، 

لكن، وكما توقعت ، لم تكن ساقها اليمنى، 

الطرف الوحيد المتبقي لها، قوي بما يكفي


مينغ تشين، التي كانت تمسّد ظهرها طوال الوقت، 

أحاطت بساقها اليمنى بتفهم، 

مثبتة إياها بإحكام عليها، 

مما أتاح لها التحرك بحرية وفقًا لرغبتها




وبعد أن أصبحت أكثر ثباتًا، 

بدا أن مورونغ يان لم تكن راضية عن لطافة الدخيلة الزائدة ، 

فضغطت على جسدها في احتجاج صامت، 

ثم عضّت شفتي مينغ تشين بلعب مشاكس


لكن مهما فعلت، لم تبادلها الحارسة القوية بأي مقاومة


بعد وقت بدا طويل ، تباعدت شفتيهما، 

وقد تلونت بلمسة وردية خفيفة


مينغ تشين وهي تنظر إليها من الأسفل بحيرة : 

“ هل أعجبكِ ؟”

غير متأكدة مما إذا كانت قد أدّت الأمر على نحو جيد


: “ أعجبني ...” لعقا مورونغ يان شفتيها، 

ثم لفت كمّها بلطف، 

تمسح الدموع العالقة على وجنتيها، 

وكذلك أثر الرطوبة على شفتيها ، قائلة: “ لكن آ-تشين لطيفة جدًا "

{ لطيفة إلى الحد الذي يجعلني أبكي لأجل ما مررت به }


ضاقت عينا مينغ تشين : “ أخشى أن أؤذيكِ ...” 

ثم نظرت إلى ساقها بقلق : “ هل ما زالت تؤلمكِ؟”


أنزلت مورونغ يان رأسها ، ثم أومأت : “ لم تعد تؤلمني.”


لم تستطع التصديق


لم تكن تعلم إن كان ذلك بسبب انغماسها الكامل في الأمر 

حتى نسيت الألم، 

أم أن تركيزها الشديد جعل الألم يختفي


بعد التأكد عدة مرات من أنها بخير، 

شعرت مينغ تشين أخيرًا بالراحة، 

ثم أنزلتها برفق

ومع ذلك ، بدا عليها بعض التردد وهي تتجنب نظرتها :

“سأخرج مؤقتًا… هل ترغبين في أن أطلب إحدى 

الخادمات لمساعدتكِ في تغيير ملابسكِ ؟”


حدّقت مورونغ يان إلى نفسها


كان رداؤها الأبيض قد ابتلّ بالعرق، 

وأصبح شبه شفاف، 

مما جعل النسيج الأحمر تحته يبدو وكأنه يتلاعب بنبضاتها 

أكثر من كونه مجرد انكشاف عادي


رغم احمرار وجهها، 

لم تستطع تفويت فرصة لإغاظتها، فقالت ماكرة:

“ آ-تشين، ساعديني أنتِ، حسنًا؟”


: “ أنا… أنا، أنا…” تلعثمت مينغ تشين، 

استغرقها الأمر لحظة طويلة حتى تتمكن من قول جملة 

كاملة : “ لم أساعد أحدًا على تغيير ملابسه من قبل.”


راقبت مورونغ يان ارتباكها، متحدثة بنبرة هادئة خافتة :

“ يمكنني أن أعلّمكِ ،،،،  

هل هذا ممكن آ-تشين؟”


بتردد واضح ، أومأت مينغ تشين أخيرًا ووافقت، 

وبدأت بمساعدتها على خلع ثوبها كما أرشدتها مورونغ يان


أرادت أن تغلق عينيها أثناء قيامها بذلك، 

لكن خوفها من إيذائها جعلها تراقب حركاتها بين الحين والآخر


ورغم أنها عاشت بين رفاقها من الحراس الذين اعتادوا 

الاستحمام معًا دون تحفظ، 

لم تستطع الشعور بالراحة في هذه اللحظة على الإطلاق


أمسكت بمنديل ومسحت العرق عن الشخص المستلقي على السرير


لم يكن ضوء المصباح الزيتي المتراقص كافي لإنارة الملامح بوضوح، 

مما جعل مينغ تشين تتنفس الصعداء


لكن عندما التقت بعيني مورونغ يان اللتين تراقبانها بتركيز ، 

ارتبكت وأشاحت بنظرها سريعًا


ورغم توترها ، ظلت حركات مينغ تشين رقيقة ، 

تمسح ببطء كأنها تتعامل مع كنز نادر


ربما كانت مندمجة جدًا في عملها لدرجة أنها لم تلاحظ 

اللين الذي غمر نظرة مورونغ يان وهي تحدق بها


لكن عندما حان وقت إلباسها، 

لم تستطع أصابعها التوقف عن الارتجاف كلما لامست بشرة 

مورونغ يان، 

فحاولت ربط الحزام عدة مرات دون جدوى، 

وزاد توترها حتى بدأ العرق يتصبب من جبهتها، 

بينما عبست بإحباط


تنهدت مورونغ يان بإشفاق ومتعة في آن واحد وقالت: “ دعيني أفعلها بنفسي.”


استدارت وربطت الشريط الأحمر بخفة ، 

كاشفةً عن كتفيها الناعمتين وعظمتَي كتفها، 

اللتين بدت كفراشة تنشر جناحيها فوق عمودها الفقري الأبيض النقي


مشهد جعل مينغ تشين تحدق مذهولة، 

غير قادرة على صرف عينيها


أنهت مورونغ يان ارتداء ثوبها الأبيض : “ حسنًا ” ، 

والتفتت لترى مينغ تشين واقفة ، تنظر للأعلى بصمت، 

كأنها تحصي الزخارف على العوارض الخشبية


: “ آ-تشين ؟”


: “ آه! هاه ؟” انتفضت مينغ تشين من شرودها ، 

مبتسمة بخجل وكأنها أُمسكت بالجرم المشهود : 

“ هل تشعرين بتحسن ؟”


أومأت مورونغ يان ببطء ، 

ثم قالت بأسف : “ يجب أن تذهبي لمهمتك .”


نظرت مينغ تشين إلى خيوط الضوء الخافتة التي 

بدأت تتسلل من الأفق : “ صحيح ...”

ثم أطفأت المصباح وغطت مورونغ يان جيدًا بالبطانية ، 

وهمست: “ سأعود قريبًا ”


: “ أعلم ” أجابت المرأة المتعبة بصوت هادئ ، 

ثم أمسكت بذراع مينغ تشين وسحبتها نحوها برفق


و تشاركتا قبلة وداع هادئة ، حلوة وكاملة ، 

كأنها وعد غير منطوق باللقاء مجددًا ….


يتبع

  • فيس بوك
  • بنترست
  • تويتر
  • واتس اب
  • لينكد ان
  • بريد
author-img
Fojo team

عدد المقالات:

شاهد ايضا × +
إظهار التعليقات
  • تعليق عادي
  • تعليق متطور
  • عن طريق المحرر بالاسفل يمكنك اضافة تعليق متطور كتعليق بصورة او فيديو يوتيوب او كود او اقتباس فقط قم بادخال الكود او النص للاقتباس او رابط صورة او فيديو يوتيوب ثم اضغط على الزر بالاسفل للتحويل قم بنسخ النتيجة واستخدمها للتعليق

X
ستحذف المقالات المحفوظة في المفضلة ، إذا تم تنظيف ذاكرة التخزين المؤقت للمتصفح أو إذا دخلت من متصفح آخر أو في وضع التصفح المتخفي