القائمة الرئيسية

الصفحات

آخر الاخبار

Ch26 | رواية TPSGCBTC اليوري

 Ch26


في اليوم الذي سقطت فيه آخر ورقة من قمة الشجرة، 

كانت السماء قاتمة ورمادية


تحولت عدة غربان إلى ظلال سوداء ، 

تنبعث منها صرخات شريرة قطعت الصمت الغريب في العاصمة


عندما غادرت مينغ تشين الأكاديمية الإمبراطورية مع 

مورونغ وان بعد الحصص الدراسية، 

سمعت صفير حاد قادم من زقاق، 

وهو رمز يستخدمه معسكر حرس الظل


وهي تحمي مورونغ وان ، رأت مينغ تشين في الزقاق المظلم ،

 زوجة معلمها ، قو يون


قو يون : “ تشين تشين”، عندما تتحدث تكون عادةً ودودة ، 

لكنها بدت متوترة الآن


وعندما رآتهما، تقدمت بسرعة إلى مينغ تشين 

وهمست في أذنها : “ لقد فارق الإمبراطور الحياة للتو.”


أخذت نفسًا عميقًا لتثبيت أعصابها، 

ثم سلمت مينغ تشين حزمة من الحبال وأخرجت علبة 

ملفوفة بورق من صدرها : “ اعطيني الأمير الحادي عشر. 

خذي هذا واذهبي للبحث عن الأميرة تشونغ ون 

خذيها إلى الهروب بهدوء ، 

ثم توجهي إلى زقاق وانجيا. 

ستلتقي بكِ أختك الكبرى هناك .”


استلمت مينغ تشين الحزمة الثقيلة المغلفة بالورق ، 

و عقلها ما زال يحاول اللحاق بالأمر


لم يكن هناك وقت للمزيد من التفسير


امسكت قو يون بـ مورونغ وان ، 

ونظرت مباشرةً إلى عيون تلميذتها المفضلة بتعبير جاد، 

ثم قالت بسرعة، “ تشين تشين، هذه مسألة هامة للغاية، 

وهي أيضًا آخر رغبة للإمبراطور الراحل . 

يجب أن تكوني حذرة !”


أومأت مينغ تشين برأسها بجدية، 

ثم توجهت للمغادرة لكنها توقفت عندما أمسك الولد بيده 

بحافة رداءها


نظرت إلى جسد مورونغ وان المرتعش قليلاً وعينيه الحمراء، 

انحنت مينغ تشين، وواجهت نظرته، 

ثم تحدثت برفق : “ في المرة القادمة، سأكون أنا والأمير 

الحادي عشر في ساحات معركة مختلفة، أليس كذلك؟ 

سننتصر، أليس كذلك؟”


شاهدت الفتى وهو يعض على شفته بعناد ويومأ برأسه بحماس ، 

فأصبح قلب مينغ تشين أكثر طمأنينة ، ابتسمت،  

ثم استدارت لتغادر


لكن ابتسامتها اختفت بسرعة عندما استدارت، 

وامتلأ عقلها بالفوضى


{ مع وفاة الإمبراطور ، ما الذي سيحدث للوضع الخطير في العاصمة ؟ 

ولي العهد ، الذي قبض على السلطة، بلا شك عازم على تأمين العرش ….


الوضع معقد للغاية، 

لكن شيء واحد فقط مؤكد


عليّ أن أخذ مورونغ يان ونهرب ….


عليّ أن أخذها لتنجو من السجن الذي بناه الأمير قبل 

أن يخرج الوضع عن السيطرة }


عجلت مينغ تشين خطواتها ، 

وفي لحظة كانت تتسلق البرج الذي صعدته مرات عديدة 

بفرح ؛ الآن، كانت تأمل أن يكون هذا آخر مرة



ركضت إلى الغرفة ، 

وصاحت في وجه مورونغ يان ، التي كانت هادئة ومرتاحة تقرأ كتاب ، 

محاولة كبح حماسها : “ لنذهب ! سأخذك للخروج !”


مورونغ يان التي رفعت رأسها من بحر الكتاب ورأت الدخيل 

المفاجئ ، 

ظلت هادئة كالمرة الأولى التي صعدت فيها مينغ تشين البرج ،“ حسنًا "

أومأت برأسها ، 

وصوتها خافت قليلاً ، كاشفًا عن مشاعرها


كان الوقت ضيق ، لكن مينغ تشين، أثناء سحبها للرداء 

المبطن بالصوف ووضعه على مورونغ يان، 

همست تسألها عما تريد أن تأخذه معها


أخرجت مورونغ يان قرط من العقيق كان مخبأ في علبة 

شاي من مكان سري تحت طاولة القهوة، 

مع عقد من الحبل الأسود، 

وجعلت مينغ تشين تضعهما عليها وتربط شعرها

أما الباقي فكان مجرد ممتلكات عادية غير مهمة

و لم تكن بحاجة إليها




غرزت مينغ تشين خطاف الحبل الحديدي في إطار النافذة 

الخشبي بعمق، 

وأمسكت بالحبل بيد واحدة بينما عانقت بذراعها الأخرى 

حول خصر مورونغ يان وهما واقفتان على حافة النافذة


في الضوء الخافت ، 

نظرت مورونغ يان إلى المنظر الذي يقع أسفل البرج، 

الذي طالما تخيلته طوال ست سنوات، 

ويمثل لها الحرية والمجهول


ارتجف جسدها قليلاً


سخرت من نفسها

{ اتضح أنني لم أكن شجاعة كما ظننت }


شعرت بالخوف


شعرت مينغ تشين بمشاعر الشخص بين ذراعيها، 

نظرت إليها بعينيها الصافيتين وسألت بلطف :

“ هل تخافين من المرتفعات ؟ 

لا تخافي ، لن أتركك .”


بتلك الكلمات ، عانقت مينغ تشين الفتاة بشدة ، 

محاولًة جعلها تدفن رأسها في منحنى عنقها لتغلق رؤيتها ،



: “ أنا بخير”، قالت مورونغ يان بصوت يحمل نبرة حادة، 

وقد شعرت بالاطمئنان من يقين كلمات الشخص إلى جانبها


بعناد ، رفعت رأسها لتحدق في الفضاء الواسع تحت قدميها، 

وفجأة، عادت إليها الشجاعة مجددًا : “ لنذهب "


لم تكن لتختبئ ؛ كانت ترغب في أن تراقب بعينيها 

المفتوحتين وهي تتحرر من القيود


أخذت مينغ تشين نفسًا عميقًا ، 

أمسكّت بالحبل بيد واحدة ، 

وقفزت عن سطح المبنى ،


الطوب الزلق صعب في العثور على موطئ قدم لها ، 

خصوصًا وأنها لم تكن بمفردها ،


و قلقة من أن تكون مورونغ يان خائفة ، 

فبدأت الحارسة في فك الحبل تدريجيًا ، 

آلمها البرد ، و يديها تحولت إلى اللون الأحمر والخشن ، 

بينما أسطح الحبال تحتك بالجلد، 

مسببة بقع دموية طفيفة 

بمجرد أن هبطتا ، 

أخرجت مينغ تشين سكين صغير بسرعة ، واستدارت ، 

لتقطع الجزء المتبقي من الحبل الذي لا يزال يتأرجح من 

حافة النافذة، 

على أمل أن تشتري بعض الوقت قبل أن يُكتشف أمرهما


بعد أن شدّت معطف مورونغ يان، حملتها مينغ تشين، 

واستخدمت فنونها في ' تشينغقونغ ' 

دون أن تلتفت إلى الخلف ، 

و هرعتا نحو زقاق وانجيا



تحركت مينغ تشين بمهارة، 

و كل خطوة وفعل كانا بلا صوت


وعندما وصلتا إلى زقاق وانجيا، 

رأت عربة صغيرة مصممة ببراعة، 

و بجانبها كاو يون وسونغ شو تشينغ، متخفيين كسائق عربة 

وخادمة 


رأتهم مينغ تشين، وتنهدت بارتياح : “ أخي! أختي!”، 

وأنزلت الأميره التي كانت تحملها


سرعان ما انحنت أمام الأميرة ، 

ثم أكدت سونغ شو تشينغ بسرعة ، بصوت متوتر ، 

مع مينغ تشين : “ هل حصلت على الشيء الذي أعطتك إياه زوجة المعلم؟”


أمسكت مينغ تشين الحقيبة القماشية على خصرها 

وأومأت لسونغ شو تشينغ


: “ لا ينبغي لنا البقاء هنا طويلاً ؛ 

دعونا نغادر المدينة أولاً ثم نتحدث بتفصيل .”

تبادلت سونغ شو تشينغ وكاو يون النظرات، 

وفتح الأخير على الفور باب العربة ، 



سونغ شو تشينغ : “ رجاءً انتظرا لحظة ، 

أميرة . دعيها تدخل أولاً ...” أشارت إلى الحاجز المرفوع أسفل مقعد العربة ، 

موضحةً لمينغ تشين أن تختبئ هناك أولاً


بمجرد أن اختبأت مينغ تشين، 

أعاد كاو يون الحاجز إلى مكانه وقال: “ أميرة، تفضلي بالدخول.”


بدون إحداث أي ضجة، 

أمسكت مورونغ يان يد سونغ شو تشينغ وركبت العربة ببطء


وعلى الرغم من صغر حجم العربة، 

كان المقعد مغطى بحشوات ناعمة وفرو الثعالب، 

مما جعله مريح للغاية


ثم جلست سونغ شو تشينغ بجانبها، 

وأغلقت باب العربة، 

وطرقت على جدار العربة خلفها للإشارة إلى كاو يون لبدء التحرك


بينما بدأت العربة في التحرك، 

أخرجت سونغ شو تشينغ فرشاة كانت مخبأة في كمها 

وقالت: “ عذرًا .” 


ثم بدأت في رسم وجه مورونغ يان بعناية


كان خبراء الجمال في حياتها يقولون دائمًا أن أهم جزء في 

المكياج هو العيون والحواجب؛ 

فالحواجب تحدد طباع الشخص


لذا، وبتركيز، بدأت سونغ شو تشينغ في جعل حواجب 

مورونغ يان الدقيقة أكثر كثافة وسوادًا ، 

معدلةً زاوية قوسهما لتجعل المرأة الطبيعية الجميلة تبدو 

أقل حدّة وأكثر سذاجة


فكرت سونغ شو تشينغ { لحسن الحظ، لا يوجد مرآة برونزية في العربة

وإلا ، إذا رأت الأميرة ما فعلته ، 

ربما حقاً سأودع حياتي }




في هذه اللحظة ، اندلعت ضجة خارج العربة، 

مع أصوات الجنود الخشنة وهم يفحصون تصاريح السفر 

ممزوجة بإجابات كاو يون السلسة


جندي : “ ما هذا الضجيج ؟ 

هل تحاولون المغادرة بينما على وشك إغلاق بوابات المدينة ؟”


كاو يون : “ رجاءً ، أيها الضابط ، ارحمونا . 

هناك أمر عاجل في المنزل .”


الجندي : “ ما هي المسألة العاجلة ؟ 

لقد أصبح الظلام بالفعل !”


: “ سمعت شابة عائلتنا في الظهيرة أن جدتها الكبرى قد 

أصيبت بمرض . 

هي قلقة من أجل زيارتها ، 

ولهذا قررنا مغادرة المدينة بسرعة .”


: “ آه، فضيلة البر بالوالدين، أليس كذلك؟ 

حسنًا، دعني ألقي نظرة .” قال هذا بينما مدّ يده ليدفع 

الستار جانبًا وألقى نظرة سريعة على الشخصين داخل العربة ،

و بعد أن لم يلاحظ أي شيء غير عادي ، 

تراجع إلى الوراء ،


ثم سمع صوت كاو يون وهو يعبث بمحفظته


: “ أيها الضابط ، لقد أتعبناك ، هذه هدية من سيدتنا الشابة  .”


“ إيييييه ! ربما تكون سيدتكم الشابة ذات حواجب كثيفة ، 

لكنها شخص جيد . حسنًا، اذهبوا الآن.”


و بدأت العربة تتحرك ببطء مرة أخرى، 

وتنفس الجميع الصعداء


بعد لحظة، نظرت مورونغ يان، دون أن تظهر على وجهها أي تعبير، 

إلى الشخص الذي يرتدي زي الخادمة أمامها، 

وأخرجت في صمت منديل لمسح وجهها


في المساحة الضيقة، شعرت سونغ شو تشينغ بالحرج 

والذنب تحت نظرها، 

فاضطرت للرد بابتسامة مرحة : “ هءءهءءهء ، لم يكن أمامنا 

خيار ، لا خيار على الإطلاق . 

من فضلك لا تلوميني، أميرة، لم يكن هناك ضرر !”


فكرت سونغ شو تشينغ في صمت { لحسن الحظ ، لم ترَى 

تشين تشين الأميرة على هذا النحو ؛ 

وإلا كانت ستأخذ حياتي بيدها أصلاً }

وقد تجمعت قطرات العرق على جبينها


ومن دون أن يراهم أحد ، 

وبينما لم تكن العربة قد سافرت بعيدًا بعد ، 

اندفع الغبار في الهواء عندما تم إحضار صورة مورونغ يان 

بشكل عاجل إلى نقطة التفتيش …..


يتبع

  • فيس بوك
  • بنترست
  • تويتر
  • واتس اب
  • لينكد ان
  • بريد
author-img
Fojo team

عدد المقالات:

شاهد ايضا × +
إظهار التعليقات
  • تعليق عادي
  • تعليق متطور
  • عن طريق المحرر بالاسفل يمكنك اضافة تعليق متطور كتعليق بصورة او فيديو يوتيوب او كود او اقتباس فقط قم بادخال الكود او النص للاقتباس او رابط صورة او فيديو يوتيوب ثم اضغط على الزر بالاسفل للتحويل قم بنسخ النتيجة واستخدمها للتعليق

X
ستحذف المقالات المحفوظة في المفضلة ، إذا تم تنظيف ذاكرة التخزين المؤقت للمتصفح أو إذا دخلت من متصفح آخر أو في وضع التصفح المتخفي