Ch27
العربة غادرت الطريق الرئيسي وتوقفت في غابة كثيفة
بعد أن أشعل كاو يون المصباح الزيتي وفتح باب العربة
ليخرج المرأتين، استطاعت مينغ تشين أخيرًا أن تقف بعد
أن كانت جاثية تحت المقعد،
تعرقت رقبتها و طقطقت مفاصلها
نظرت إلى سونغ شو تشينغ وكاو يون اللذين كانا يبدو أنهما
يودان قول الكثير ،
فبادرَت مورونغ يان بكلام معقول أنها لا ترغب في الوقوف
لفترة طويلة ، فدخلت العربة مجدداً ليأخذوا راحتهم بتبادل الأخبار السرية
والعاجلة بينهم ،
في تلك اللحظة فقط تمكنت مينغ تشين من استعادة أنفاسها،
فاستغلت الفرصة لتسأل بتوتر عن الوضع : "
ما الذي يحدث الآن؟ أين الآخرون ؟”
قال كاو يون بسرعة ، وعلامات القلق واضحة على وجهه :
“ الوضع في العاصمة حرج .
لين يان والمعلمة قادوا حراس الظل الآخرين للتفرق ،
لتجنب الكشف قبل أن يقوم ولي العهد بتطهير معسكر
الحرس الظل .
المعلم وزوجته سيقومان بحماية الأمير الحادي عشر ،
أما باقي حراس الظل فسيندمجون مع الناس في شوارع السوق ،
مستعدين لدعم سري حسب تطورات الوضع ...”
نظر إلى سونغ شو تشينغ ، التي أومأت له لتأكيد شيء ما
بعد لحظة من الصمت،
تنهد كاو يون ونظر بجدية إلى مينغ تشين : “ تشين تشين،
اسمعي جيدًا ...
الشيء الذي أوكله لك المعلم هو مرسوم إمبراطوري من
الإمبراطور قبل وفاته ،
ينص على تعيين الأمير الحادي عشر خلفًا له،
وخاتم الإمبراطور الإمبراطوري .
كلاهما ذو أهمية بالغة .”
تنهد بعمق، ثم أضاف : “ مهمتك هي أخذ هذه الأشياء معك
واصطحاب الأميرة إلى الجبهة الشمالية .
تذكري ! يجب أن تضمني أن تلتقي الأميرة شخصيًا بوالدها الأمير يو "
لم يظهر على مينغ تشين أي رد فعل معين،
مجرد أن أومأت برأسها وأعادت تكرار كلماته :
“ ضمان سلامة الأميرة ،
السماح لها بلقاء الأمير يو مع المرسوم والخاتم .
لا مشكلة .”
{ ضمان الرحلة الآمنة للأميرة إلى الجبهة الشمالية ….
ضمان الرحلة الآمنة للأميرة إلى الجبهة الشمالية ...
الأمر بسيط ، ليس معقد …
و أقرب شيء دائمًا لما أردت القيام به }
نظرت مينغ تشين إلى الشخصين أمامها وسألت :
“ وماذا عن الأخوة؟ إلى أين ستذهبون أنتم ؟”
رأى كاو يون أنه متردد،
فتكلمت سونغ شو تشينغ نيابةً عنه : “ سأتنكر في هيئة الأميرة .
سنبقى أنا و كاو يون لترك آثار كاذبة لكسب الوقت ،
وعلى طول الطريق ، سنحاول تقليل قوة الملاحقة من قبل
ولي العهد .”
صرخت مينغ تشين بصوت عالي : “ كيف يمكن أن يحدث هذا !؟”
معروف أن مثل هذه الخطة لجذب العدو إلى فخ غالبًا
تكون مليئة بالمخاطر ؛
{ يجب أن أكون أنا ،،،
أنا ذات المهارات القتالية الأعلى ،
أنا من المفترض أقوم بهذا الدور } : “ يجب أن أفعل…”
قاطعها كاو يون بحزم : “ مستحيل !
نحن غير متأكدين من النجاح أيضًا ،
يجب أن تظل بجانب الأميرة كآخر خط دفاع .”
دون أن ينتظر لمينغ تشين لتتحدث مرة أخرى ،
أخرج خريطة من صدره وفتحها على الأرض : “ سنسلك
الطريق المائي إلى الشمال .
إذا وصلت الأمور إلى الحرب البحرية ، فإن قوات ولي العهد
الكثيرة لن تكون لها أفضلية كبيرة ،
وربما نستطيع أن نؤخرهم .”
شعرت مينغ تشين بجفاف في حلقها وهي تشاهد كاو يون
وهو يشير بحزم إلى زاوية الخريطة ، قائلاً : “ أنتِ أولًا
تأخذين الأميرة إلى الغرب ،
ثم تتجهين مباشرةً إلى الشمال .
لقد تحدثت مع الوالي المحلي هنا ، إنه شخص موثوق .
سيتكفل بتنسيق شخص للقائك واصطحابك إلى الأمير يو.”
رؤية أن مينغ تشين لم تستجيب،
نظر كاو يون مباشرةً إلى عينيها : “ تشين تشين، نجاح هذه
المهمة يعتمد عليكِ؛
يجب أن يكون قرارك حازم .
إذا نجحنا في ذلك، فإن الجميع في العاصمة سيكونون
آمنين . هل فهمتِ ؟”
بعد أن شاهد مينغ تشين تومأ رأسها ببطء،
طوى كاو يون الخريطة وتوجه نحو العربة،
يعبث بها
بدت العربة ، التي كانت في السابق فخمة ،
الآن قديمة ومتربة، لا تلفت الانتباه
ثم قاد حصانين من الغابة كانا قد جُهزا مسبقًا
و تم نقل الحقائب من على ظهور الخيول إلى العربة الأصلية
سونغ شو تشينغ، وهي ترى مينغ تشين صامتة،
ربتت على كتفها : “ لا يمكنكِ منع حدوث هذا ،
و هذه هي أفضل خطة .”
: “ لكن… إنها خطيرة للغاية,” ردت مينغ تشين بتعبير مليء بالقلق
ضحكت سونغ شو تشينغ : “ من الغريب أن تقولي هذا الآن.
أليست مهمتكِ أيضًا خطيرة؟
كونكِ حارسة ظل يعني السير على حافة السكين — نحن
نعلم تمامًا أن هذه الوظيفة قد تكلفنا حياتنا في أي لحظة،
كل نفس نأخذه هو صراع من أجل الحياة .”
توقفت ،
ثم همست في أذن مينغ تشين : “ بالإضافة إلى ذلك،
لا تشعري بالكثير من العبء.
كاو يون يفعل هذا ليُسدد دين الحياة الذي يدين لكِ به.”
“يدين لي؟”
كانت مينغ تشين في حيرة من أمرها،
غير مدركة لما تعنيه أختها
“ نعم، يدين لكِ.”
لم تبدُ سونغ شو تشينغ مهتمة بكشف الغموض لمينغ تشين ؛
لكنها فقط غيّرت نبرتها وقالت : “ لكن لا تقلقي، أنا هنا أيضًا.
بالتأكيد ليس لدي رغبة في الموت في شبابي .”
المعلم هي جينغشو وسونغ شو تشينغ عندما سمعوا خطة
كاو يون أنه ، رغم الخطر ، كانت ما تزال الطريقة الأكثر موثوقية
كان من المفترض أن ينفذ كاو يون الخطة بمفرده في البداية،
وكان يبدو مستعدًا للقيام برحلة ذات اتجاه واحد
لكن سونغ شو تشينغ تمكنت في النهاية من إقناعه بالسماح لها بالانضمام إليه
سونغ شو تشينغ : “ أنت رجل بالغ ، ستذهب وحدك —
أتباع ولي العهد سيتشككون إذا ظنوا أنه تم إبعادهم عن
الطريق من قبل رجل أثناء مطاردتهم للأميرة .”
كاو يون : “…”
سونغ شو تشينغ : “ لن تنجح الخطة إلا إذا كنت معك .”
كاو يون : “ لكن…”
سونغ شو تشينغ : “ لا تقلق ، سأرميك للأسود وأهرب بعيدًا
عندما تصبح الأمور خطيرة .”
كانت سونغ شو تشينغ واثقة في نفسها
كانت تعتقد أنه حتى في اللحظات الحرجة،
يمكنها أن تجد بصيص أمل للبقاء على قيد الحياة
بالطبع، كانت تخطط للقيام بذلك برفقة كاو يون
فالشخص الذي عاش مرتين يجب أن يعرف أكثر عن البقاء
على قيد الحياة مقارنة بشخص عاش مرة واحدة، أليس كذلك؟
رفعت سونغ شو تشينغ حاجبها نحو مينغ تشين : “ لذا بدلاً
من القلق بشأني ، أنا الذكية بينكم ،
من الأفضل أن تهتمي بنفسكِ .. .”
ثم تنهدت برقة : “ يجب أن تعتني بنفسك جيدًا…”
كان حدسها الحاد عادةً يرسل لها موجات خفيفة من القلق
مخطئة في فهم قلقها،
وضعت مينغ تشين يدها على
صدرها في طمأنينة : “ لا تقلقي أختي!
سأكمل المهمة على أكمل وجه وأنا مستعدة للموت ألف
مرة لحماية الأميرة والمرسوم الإمبراطوري .”
كانت تبدو وكأنها على استعداد للتضحية بنفسها في أي لحظة
محدقة في الشخص الغبي أمامها ، لم يكن لدى سونغ شو
تشينغ سوى شعور بالرغبة في التنهد
حدقت في مينغ تشين وقالت بتنهيدة: “ انسِي المرسوم .
إذا ضحيت بنفسك لحماية الأميرة ،
سيكون من الأفضل ألا تحميها على الإطلاق .”
{ أيتها الغبية … إما الأميرة ستتبع خطاك
أو ستتحول إلى شيطان لايرغب الحياة ،
و ستنمو لها نوع من الأجنحة وستكون قادرة على إطلاق النار ،
مستعدة لحرق الجميع حتى الرماد }
جعلت هذه الفكرة تشعر بقشعريرة في جسدها
أرادت أن تقول المزيد ،
لكن بعد سماع إلحاح كاو يون ،
قالت بسرعة: “على أي حال، سواء كانت الأميرة أو أنتِ أو
المرسوم أو الخاتم الإمبراطوري ،
يجب أن يتم العناية بها جميعًا .”
أمسكت بزمام اللجام ، ثم قفزت على حصانها
بينما تنهدت بنفس من الضباب في الهواء البارد،
ألقت نظرة أخيرة على أختها الصغرى وأشارت بحاجبها
قائلة: “ تشين تشين، هل تذكرين أين كنا نقول إننا سنذهب
عندما نحصل على تقاعدنا ؟”
فكرت مينغ تشين للحظة،
ثم ابتسمت ابتسامة على دراية وأومأت برأسها بثبات
“ إذن، إلى اللقاء عندما يحين الوقت!”
ثم ضربت باللجام ، وانطلقت سونغ شو تشينغ وكاو يون
بعيدًا دون أن يلتفتا،
و بينما أصداء حوافر الخيل تتلاشى تدريجيًا في الصمت
أخذت مينغ تشين نفسًا عميقًا وقالت: “حان دوري الآن.”
فتحت باب العربة، حيث كانت مورونغ يان جالسة،
مرتدية فرو الثعلب، جالسة بهدوء على المقعد مع اثنين من
الحزم التي تركها كاو يون عند قدميها
كانت الحزم مليئة بالأشياء الضرورية للاثنين،
بالإضافة إلى ملابس شتوية عادية للناس العاديين،
والطعام المجفف ، خنجر ،
وبعض أكياس الفضة والنقود المعدنية المتناثرة
عند حصر المؤن المتاحة لديهم،
رفعت مينغ تشين عينيها إلى مورونغ يان،
التي كانت عيونها لامعة وواضحة،
وقالت بنبرة معتذرة: “سنضطر للسفر بعيدًا في الأيام المقبلة ،
وقد لا نتمكن من التوقف في النزل ،
مما قد يسبب بعض الصعوبة لك.”
لم ترغب حقًا في أن تعاني مورونغ يان من أي إزعاج،
لكن الوضع لم يترك لها خيار
هزت يان رأسها : “ لن يزعجني ذلك ،، لا بأس .”
ومدت يدها الباردة لتلامس خد مينغ تشين الدافئ،
وقالت بصوت لطيف: “ لا تقلقي آ-تشين
الأمور أصبحت جيدة كما هي.”
مينغ تشين : “ سأعتني بكِ جيدًا ...”
شدت مينغ تشين فرو الثعلب حولها لتقيها من البرد ،
و قلبها جاد كما لو أنها تعهدت بوعد مقدس.
“أعدكِ.”
يتبع
تعليقات: (0) إضافة تعليق