القائمة الرئيسية

الصفحات

آخر الاخبار

Ch35 | رواية TPSGCBTC اليوري

 Ch35


الرياح العاتية حملت معها رقائق الثلج الناعمة


وقفت مينغ تشين وحدها بجانب البئر، 

تنظف أنفها


الماء الذي استخرجته في الدلو ، ممزوج بقطع الجليد ، 

بارد بشكل لاذع


ومع ذلك، لم يتغير تعبيرها رغم البرودة القارسة


{ لا بد أن السبب كان إصابة ما، 


ربما من الجري المستمر ؟ 

وتسبب في نزيف أنفي } 


فكرت بشرود


بالنسبة لمينغ تشين، التي لا تشعر بالألم، 

لم تكن مثل هذه الأمور تثير قلقها


لكن النزيف المستمر كان بالفعل مزعج


انحنت برأسها لتغمر وجهها في الدلو، 

على أمل أن يساعد الماء البارد في تهدئة الحرارة في ممراتها الأنفية


وبعد فترة، 

و بعدما تأكدت أن النزيف قد توقف بالفعل، 

قامت بتغيير الماء لغسل معطفها وردائها الملطخين بالدماء


أصابعها، التي غمرتها المياه الجليدية، 

تشققت، لكنها لم تشعر بأي ألم


علّقت الملابس المغسولة لتجف في الإسطبل الدافئ، 

ثم عادت إلى غرفتها


كانت الغرفة في حالة من الفوضى


وبينما مينغ تشين تنوي تنظيف آثار الدم على الأرض، 

لاحظت مورونغ يان متكورة على السرير، 

وجسدها النحيل يرتجف قليلاً


شعرت مينغ تشين على الفور بوجود خطب ما، 

فهرعت إلى الأمام لتعانقها : “ ما الأمر؟”


: “ آ-تشين!” عند رؤية مينغ تشين تقترب، 

مدت مورونغ يان يدها لتلمس خدها، 

وعيناها تبحثان بجنون : “ الدم… 

كان هناك الكثير من الدم قبل قليل، 

ما الذي يؤلمك آ-تشين؟”


طمأنتها مينغ تشين بلطف ، 

واضعة يدها فوق يد يان : “ لا يؤلمني شيء ، أنا بخير .

يداك باردتان، هل تريدين أن أغلي بعض الماء لكِ؟”


لم ترد مورونغ يان ، 

بل ظلت ترتجف وهي تتحقق مرارًا وتكرارًا من أن مينغ 

تشين لم تصب بأذى


لم تحصل على إجابة ، فاستدارت مينغ تشين متجهة نحو 

موقد الفحم، 

لكنها وجدت نفسها فجأة محاصرة بين ذراعي يان التي 

عانقت خصرها بإحكام شديد


صاحت مورونغ يان ، ممسكة بها بشدة : “ لا تذهبي !” 

جسدها يرتجف بينما تبكي : “ إلى أين تذهبين ؟”


انحنت مينغ تشين قليلًا ، 

متحدثةً بصوت هادئ وصبور : “ لن أذهب إلى أي مكان، 

كنت أفكر فقط في تسخين بعض الماء لكِ.”


: “ لا!” بدت الفتاة لا تزال عالقة في رعبها ، 

رافضةً تمامًا أن تفلتها : “ لست بحاجة إلى الماء ، 

لا يُسمح لكِ بالذهاب .”


راقبت مينغ تشين سلوك مورونغ يان غير المعتاد، 

فأدركت أنها لا تزال مرتعبة من المشهد الدموي السابق، 

فهدأتها برفق : “ حسنًا، حسنًا، لن أذهب.”


ساعدت مينغ تشين مورونغ يان على الاستلقاء، 

ثم استعدت للنوم بجانبها على السرير، 

ممسكة بيدها بلطف ، تحاول تهدئتها للنوم


لكن هذه الليلة ، ليلة عسيرة على مورونغ يان


ظلت متشبثة بالشخص الذي بجانبها، 

غير مستعدة لتركها، 

و تستيقظ كل نصف ساعة تقريبًا، 

و يتصبب العرق منها، 

و تمد يدها لتتأكد من أنفاس مينغ تشين


وفقط بعد أن تتأكد من أنها ما زالت تتنفس ، 

كانت تمسك بطرف ردائها وتستلقي مجددًا ، 

لتعيد هذا الفعل المطمئن أكثر من عشر مرات خلال تلك 

الليلة القصيرة


مينغ تشين التي تستيقظ حتى عند أدنى حركة ؛ لم تنزعج من هذا

في كل مرة كانت مورونغ يان تشعر بالذعر وتفتح عينيها على اتساعهما، 

كانت تربت على ظهرها بلطف حتى تغفو مجددًا بين ذراعيها


وقبل الفجر ، 

عندما همّت مينغ تشين بالنهوض بهدوء من السرير ، 

أمسكتها مورونغ يان من معصمها فجأة، 

وعيناها مفتوحتان على اتساعهما


أمسكت مورونغ يان بمعصمها، 

وأطراف أصابعها ترتجف، 

وهي تصيح بذعر : “ إلى أين تذهبين ؟!”


شرحت مينغ تشين بصوت هادئ : “ أنا فقط أنهض لأغسل 

وجهي وأجهز الحصان، 

يمكنكِ أن تنامي قليلًا بعد.”


: “ لا، لا يمكنكِ الذهاب!”

كافحت مورونغ يان لتجلس، 

و تابعت بقلق : “ لا يمكنكِ أن تتركيني !”




نظرت مينغ تشين إليها بحيرة، 

ثم حاولت تهدئتها : “ لن أترككِ سأعود سريعًا.”


أصرت مورونغ يان، وصوتها يرتجف : “ لا، لا يمكنكِ .

سأذهب معكِ لغسل وجهي، لا أريد النوم .”


ظلت تمسك بمينغ تشين بيد ، 

بينما تبحث بيدها الأخرى عن ساقها الاصطناعية الموضوعة 

بجانب السرير، 

و شعرها المرتب دائمًا بات الآن فوضوي


نظرت مينغ تشين إلى الحزام الذي ربطته مورونغ يان بعجلة، 

ثم ركعت على ركبتيها ببطء، 

وقامت بتثبيت ساقها اليمنى بعناية، 

ثم حملتها برفق بين ذراعيها لتساعدها على الاستعداد


لم تدرك مينغ تشين مدى غرابة تصرفات مورونغ يان إلا في هذه اللحظة


كلما خرجت من نطاق رؤيتها، 

كانت مورونغ يان تصاب بالذعر، 

متشبثة بيدها بشكل يائس وكأنها تخشى أن تختفي


حتى عندما حاولت مينغ تشين إقناعها بأن تتركها للحظة 

قصيرة بسبب حاجة ملحة، 

وبينهما مجرد باب رقيق، 

كانت مورونغ يان تسأل كل بضع ثواني إن كانت لا تزال هناك


أصبحت تصر على البقاء بجانب مينغ تشين في كل شيء، 

سواء كان غسل وجهها، 

تنظيف أسنانها، أو حتى تلبية حاجاتها الخاصة، 

والتي كانت تفضل دائمًا القيام بها وحدها


لم تكن مينغ تشين منزعجة من هذا، 

لكنها عندما رأت الاحمرار في عيني مورونغ يان ووجهها 

الشاحب، 

أدركت أن الأمر لا يمكن أن يستمر بهذه الطريقة


وعندما بدأ الثلج الخفيف يتساقط، 

رفضت مورونغ يان دخول العربة الدافئة، 

مصرّة على البقاء بجانب الحارسة لتعتني بالخيول


عندها فقط ، بلغ قلق مينغ تشين ذروته


تمتمت مينغ تشين بقلق : “ لا يمكن الاستمرار بهذا الشكل ….”

عابسة وهي تحتضن المرأة التي تسعل بلا توقف : 

“ الجو بارد جدًا في الخارج، ستصابين بالمرض .”


: “ كح… كح كح، لن أدخل… لا يمكنكِ المغادرة .” 

صوت مورونغ يان مبحوح ، 

ويدها متشبثة بقوة بطي رداء مينغ تشين ، 

رغم ضعفها، 

ظلّت نظرتها مصممة : “ كح… لا يمكنكِ المغادرة… 

لا يمكنكِ تركي وحدي .”


كررت مينغ تشين كلماتها لطمأنتها : 

“ لن أذهب ، لن أترككِ .” 

لكن مورونغ يان واصلت هزّ رأسها بعناد ، 

مما جعل مينغ تشين تشعر باضطراب شديد


فتحت الخريطة بين يديها ؛ 

الرحلة لا تزال طويلة ، 

ولم تفهم سبب تغير حالة مورونغ يان فجأة بهذا الشكل


كان وجهها مشدود بالقلق، 

وهمست : “ لكن إن استمر الحال على هذا النحو، 

فماذا سنفعل ؟ 

جسدكِ لن يحتمل هذا .”


نظرت إلى اللجام المستقر على حجرها، 

وفجأة، خطرت لها فكرة


أوقفت مينغ تشين الخيول ، 

ثم فجأة مدّت ذراعيها لتعانق يان ، 

قافزةً بها إلى الأرض المغطاة بالثلج

و فتحت باب العربة، 

ووضعتها على الوسادة الناعمة المبطنة بفراء الثعلب، 

ثم قالت : “ انتظريني هنا للحظة.”


: “ آ-تشين! آ-تشين! إلى أين تذهبين ؟!” 


تسبب الفقدان المفاجئ للدفء بجانبها في موجة من الذعر 

اجتاحت مورونغ يان، 

حاولت بيأس سحب الشخص الذي كان يستدير بعيدًا إليها مجددًا


لكن مينغ تشين أمسكتها برفق ولكن بحزم، 

وهمست في أذنها : “ ربع ساعة على الأكثر، انتظريني هنا.”

ثم استدارت، 

وأغلقت باب العربة، 

وانطلقت راكضة


تشبثت مورونغ يان بمقبض الباب ، 

تصرخ : “ آ-تشين عودي!” 

لكن الباب كان مسدود بشيء ما ولم يتحرك


: “ آ-تشين!” 

بدأت تضرب الباب بيديها الرقيقتين، 

وعقلها غارق في قلق محموم


الرغبة العارمة في إبقاء مينغ تشين بجانبها جعلها تتنفس 

بصعوبة دون تفكير



: “ هذه الأميرة تأمركِ بالعودة ، 

مينغ تشين، عودي! 

هذه الأميرة… كح… كح كح…”


نوبة من السعال العنيف، 

وكأنها تخترق رئتيها، 

جعلتها تنحني متألمة


فقدت قوتها بسبب السعال العنيف، 

فتكورت في مقعدها، 

ترتجف لا إراديًا، 

بينما اختنق صوتها وسط شهقات البكاء


: “ آ-تشين…”


شعرت مورونغ يان وكأنها تغرق في الظلام، 

ألم عميق ينهش كيانها، 

وفراغ مرير يمتد في صدرها، 

وكأن آلاف النمل يلتهم قلبها، 

مما تسبب في عذاب لا يُحتمل


{ أين ذهبت آ-تشين؟


هل لم تعد آ-تشين تريدني؟


ماذا لو ماتت آ-تشين؟ }


تدافعت الأسئلة في عقلها، 

والذعر المتصاعد جعل كل نفس تأخذه ثقيلاً، 

وكأنها قد تفقد وعيها في أي لحظة


وبينما وعيها يتلاشى، 

وصل إلى مسامعها أصوات خفيفة لسلاسل تتحرك


فُتح باب العربة، 

وانحنت مينغ تشين، التي تراكمت الثلوج على كتفيها، 

إلى الداخل الدافئ، 

وساعدت المرأة الضعيفة على النهوض من مقعدها


استعادت مورونغ يان وعيها ، 

كبحت ارتجافها وصرت على أسنانها : “ آ-تشين؟

إلى أين ذهبتي؟”


ابتسمت مينغ تشين، رغم أن تعبيرها يحمل مسحة من 

القلق : “ ركضتُ إلى قرية صغيرة هناك "


وفي يدها ، تمسك بسلسلة نحيلة طولها حوالي ثمانية أقدام ، 

وقامت بلف الحلقة الجلدية في نهايتها حول 

معصم مورونغ يان : “ كنت أنوي العثور على حبل قنب ، لكن للأسف لم 

أجد سوى هذا ...”


وأثناء حديثها ، 

أغلقت مينغ تشين الحلقة الحديدية في الطرف الآخر من 

السلسلة حول عنقها


وتابعت : “ ابقي داخل العربة . 

إذا أردتِ التأكد من أنني لا أزال هنا، 

فقط اسحبي هذه السلسلة الحديدية. 

لا تخرجي كي لا تصابي بالبرد .” ثم سلمت المفتاح إلى 

المرأة المصدومة أمامها ، 

وأكملت : “ أعتقد أن هذه السلسلة كانت تُستخدم لعجل 

صغير ، لذا لا تقلقي! 

لقد تركتُ كيس من العملات الفضية أمام باب تلك العائلة ، 

لم يكن ذلك سرقة !! .”


ظلت مورونغ يان صامتة، 

تعض شفتيها دون أن تتكلم، 

مما جعل مينغ تشين تشعر بالقلق، 

فسألت باضطراب، “ أأنتِ غاضبة مني؟” 

ثم تابعت بنبرة متألمة قليلًا : “ لا تعاقبيني بالصمت إنه أمر مخيف .”


حدقت مورونغ يان بثبات في الشخص المقيد أمامها


شعرت أن حلقها يؤلمها ومتورم ، 

وتكافح من أجل الكلام 

بعد فترة طويلة، 

ابتلعت صوتها غير المنتظم ، 

وهمست بهدوء: " آ-تشين... لماذا أنتِ جيدة جدًا معي ؟"


حكت مينغ تشين جبينها، 

وصوت المعدن يطن في عنقها : " هل يحتاج المرء إلى 

سبب ليكون جيدًا مع شخص ما؟"


بـ خجل ، هزت مورونغ يان رأسها، 

وجذبت السلسلة الحديدية في يدها وعانقت رأس مينغ تشين، 

وكأنها غير متأكدة مما يمكنها تقديمه أكثر، 

وواصلت بتكرار ، و بصمت ، تقبيل وجهها


شعرت مينغ تشين بالقبلات على جفونها، 

وصمت الفتاة الممتد أثار قلقها، 

مما دفعها للسؤال : " ما الأمر ؟"


: "... إنها مكافأة، مكافأة لآ-تشين "


مزيج من الدموع ، حلو ومالح


يتبع

  • فيس بوك
  • بنترست
  • تويتر
  • واتس اب
  • لينكد ان
  • بريد
author-img
Fojo team

عدد المقالات:

شاهد ايضا × +
إظهار التعليقات
  • تعليق عادي
  • تعليق متطور
  • عن طريق المحرر بالاسفل يمكنك اضافة تعليق متطور كتعليق بصورة او فيديو يوتيوب او كود او اقتباس فقط قم بادخال الكود او النص للاقتباس او رابط صورة او فيديو يوتيوب ثم اضغط على الزر بالاسفل للتحويل قم بنسخ النتيجة واستخدمها للتعليق

X
ستحذف المقالات المحفوظة في المفضلة ، إذا تم تنظيف ذاكرة التخزين المؤقت للمتصفح أو إذا دخلت من متصفح آخر أو في وضع التصفح المتخفي