القائمة الرئيسية

الصفحات

آخر الاخبار

Ch38 | رواية TPSGCBTC اليوري

 Ch38


جلست مورونغ يان بجانب نار المخيم، 

وعلى وجهها تعبير اشمئزاز وهي تحدق في مجموعة من 

قطاع الطرق الممتطين خيولهم، 

بينما تعاني من صداع غريب


ترجل زعيمهم عن حصانه ، 

ومعطفه الفاخرة على النقيض من ملابسه القذرة


بدت لحيته وكأنها لم ترَى شفرة حلاقة منذ زمن، 

متشابكة بعشوائية عبر وجنتيه


عندما رأى مورونغ يان وحيدة، 

لمعت عيناه كما لو أنه عثر على كنز

و صوته الأجش الثقيل دوّى عبر الهواء الساكن 

وهو يصرخ بحماس : “ يبدو أن الحظ يبتسم لي اليوم! 

منذ فترة وجيزة ، صادف الأب الكبير هنا قافلة ثمينة ، 

واليوم باركني القدر بزوجة !”


ترجل الرجال الآخرون واحد تلو الآخر، 

وسلوكهم كان أكثر ابتذالًا من الرجال الموجودين في الأزقة


ضغطت مورونغ يان على جبهتها محاولة التحدث ، 

لكن حكة في حلقها أوقفتها ،

حتى بعد أن أدارت رأسها وغطت فمها ، 

لم تستطع كبح نوبة السعال التي اجتاحتها 


ولكن أنينها الخافت بدا لآذان الرجال الوقحين كأنه نغمة 

مثيرة، مما زاد حماسهم الشنيع


ضحك رجل ذو ضفيرة مجدولة بصوت عالي وقال : 

“ ههههههههههه أيها الزعيم! 

دعني أحظى بدوري مع هذه الجميلة الرقيقة لاحقاً .”


ضحك آخر قائلاً : “ شان مينغ! كيف لك أن تتعامل مع امرأة 

ضعيفة كهذه؟ 

إن حطمتها من قوتك ، من أين سأجد واحدة أخرى ؟”


الرجل الذي نادوه بالزعيم ألقى نظرة فاحصة على المرأة 

العاجزة أمامه، 

ثم ارتسمت ابتسامة بغيضة على شفتيه، 

كاشفة عن أسنانه الصفراء المتعفنة، 

وقال بنبرة قذرة : “ أيتها الحسناء، إن خضعتِ لي، 

فستكونين زوجة زعيم قطاع الطرق . 

الأب الكبير لن يعاملكِ بسوء .”


شعرت مورونغ يان بمعدتها تنقلب اشمئزاز ، 

تقاوم الرغبة في التقيؤ ،

متمسكة بهدوئها، 

و تكلمت بصوت ضعيف : “ من الأفضل لكم أن تغادروا 

حالًا، قبل أن يعود رجال هذا القصر .”


انفجر الرجال في ضحك عالي ، 

واصطدمت سيوفهم عند خصورهم ببعضها محدثة ضجيج


سخر الرجل المضفر ، شان مينغ ، من رفاقه : “ هذه 

الجميلة تطلق على نفسها ‘هذا القصر‘! 

هل تعتقدون حقًا أنها أميرة؟”


نظر إلى ملابسها البسيطة والعربة المتهالكة خلفها، 

غير قادر على تصديق ما تقوله


أما الزعيم ، فقد بدا متلهف ، نافذ الصبر، 

يخطو للأمام مستعدًا لتمزيق ثياب المرأة بلا تردد


توردت وجنتا مورونغ يان بلون غير طبيعي، 

لكنها لم تُظهر أي علامة على الخوف، 

بل رفعت صوتها الحاد قائلة بصرامة :

“ تراجعوا.”




رغم جلوسها على كرسي خشبي، 

إلا أنها بدت وكأنها تنظر إليهم من علوّ 


كما لو كانت على منصة مرتفعة تشرف عليهم بازدراء


ظهرها مشدود باستقامة ونبرتها قاطعة ، 

مما جعل الرجال يتوقفون لحظة ، 

متأثرين بجو الهيبة الذي أحاط بها ،

حتى زعيمهم بدا متردد فجأة ،


: “ هاه؟ أيها الزعيم، لا تقل لي أنك فقدت أعصابك !”


عندما لاحظ الرجال تردد قائدهم، 

انفجروا في ضحك ساخر، 

وقال أحدهم بصوت يستهزئ : “ إن كنت لا تستطيع 

التعامل معها، فاتركها لنا !”


أُثيرت كرامة الزعيم بكلمات رفاقه، فتلاشى تردده

و تقدم على الفور، 

ودفع المرأة الرقيقة إلى الأرض، 

ثم رفع طرف تنورتها — فقط ليرى ساق صناعية تلمع ببريق 

بارد غير طبيعي عند فخذها الأيمن


: “ أوه… معاقة؟” تهكم الرجل بنظرة شهوانية متعالية :

“ حتى ليست كاملة ، ومع ذلك تتصرف وكأنها ملكة !”


وعندما لمح قطعة من القماش الأحمر تحت ياقة المرأة ، 

لعق شفتيه بنية منحرفة ، منحنياً برأسه نحوها


لكن في اللحظة التالية ، 

تجمد تعبيره ، واندفع ليقف ويبتعد عن يان وهو يمسك بحنجرته ، 

يصارع ليخرج صوت : “ هواا… الهوااء… لا أستطيع التنفس !”


حدق قطاع الطرق بالمشهد في ذعر، 

بينما زعيمهم يتلوى في ألم شديد


أسرعوا نحوه، 

ومزقوا ملابسه بسكين في محاولة لمساعدته على التنفس، 

لكن دون جدوى


لم يكن بوسعهم سوى مشاهدة زعيمهم، 

بعد بضعة أنفاس يائسة، يلفظ أنفاسه الأخيرة


في هذه الأثناء، 

كافحت مورونغ يان لتجلس مستقيمة، 

و تناثر شعرها الفوضوي على الأرض، 

وفي يدها تتلاعب بصندوق خشبي صغير


رغم ارتعاش جسدها قليلاً وسخط الرجال أمامها، 

ظلت هادئة، تراقب كل شيء ببرود


لم تكن أميرة مقاطعة تشونغ ون، مورونغ يان، 

يومًا فريسة مستسلمة حتى وإن كُسرت قدمها


كان شان مينغ أول من استدار، 

وقد تلبد وجهه بالغضب واحمرت عيناه وهو يحدق في 

المرأة الجالسة على الأرض

و زمجر قائلاً : “ أيتها المرأة اللعينة! ماذا فعلتِ بالزعيم ؟!”


قبل أن تتمكن مورونغ يان من الرد، 

مد يده ليقبض على عنقها الرقيق، 

صارخًا : “ أنتِ…!”


لكن كلماته قُطعت فجأة


—- طعنة مكتومة —-


لفح هواء بارد أكثر قسوة من الثلج ، 

وشاهد شان مينغ قطرات دم صغيرة تتسرب من جلده…


و في الثانية التالية ، حدّق شان مينغ بعدم تصديق وهو يرى 

يده وساعده ينفصلان عن جسده ، 

ليسقطا على الأرض


خنجر حاد مغروس بعمق في جذع شجرة، 

ولم يتبقَى سوى يد مرتجفة معلقة على الجذع مع الخنجر


“مـ… ماذا… ماذا تنوين فعله؟!”


انفجرت موجة من النية القاتلة ، 

اجتاحت المكان كعاصفة هائجة


على بُعد مسافة ، ظهرت امرأة برداء أسود، 

وذقنها ملوث بدماء حمراء داكنة، 

بينما تشبّعت ملابسها البيضاء ببقع دم واسعة على صدرها. 

و في أحضانها، شبل نمر صغير


وحين وقع بصرها على المرأة الجالسة وحدها على الأرض، 

محاطة بقطاع الطرق، 

وملابسها مبعثرة، 

تقلصت حدقتاها فجأة


لكن في غمضة عين، 

تجاهلت نحيب شان مينغ وانطلقت نحو مورونغ يان


في أعماق قلبها، 

تفجّرت مشاعر الغضب كبركان هائج، 

فارغةً عقلها من أي أفكار


سلّمت النمر الصغير إلى مورونغ يان، 

ثم نزعت معطفها الخارجي برفق، 

لتغطي جسد يان المكشوف بحرص


استدارت لتواجه الحشد، 

وحدقت بعينيها المتسعتين مثل نمر صياد، 

ثم أمسكت بشعر شان مينغ المضفر ، 

وجذبته بقوة نحوها ، ثم قبضت بإحكام على ذقنه




وجه مينغ تشين بلا تعبير، 

وعيناها تحدّقان بثبات في الرجل المرتجف أمامها، 

وكأنها تحاول استيعاب من تجرّأ على لمس مورونغ يان بهذه الوقاحة


“ ماذا… ماذا تنوين أن تفعلي؟!”

ارتجف جسد شان مينغ كأنه مُحاصر داخل لفائف أفعى 

عملاقة، 

وعنقه مشدود تحت قبضتها الحديدية، 

يصارع لالتقاط أنفاسه، 

بينما تحوّل وجهه من الأحمر إلى الأزرق.


أمالت مينغ تشين رأسها قليلًا : “ ماذا سأفعل؟”

وكأنها متعجبة كيف يمكن لهذا الرجل أن يطرح سؤال بهذه الغباء


وفي اللحظة التي انبعث فيها صوت طقطقة من عظامه 

المتكسرة بفعل قبضتها المشدودة، 

أجابته بلهجة باردة : “ بالتأكيد ، سأقتلك.”


و بذلك، أطلقت مينغ تشين قبضتها وسددت لكمة مباشرة 

إلى وجه الرجل


و تردد صوت تحطم الأسنان وتكسر عظام الوجه ، 

مصحوبًا بعويل شان منغ، 

مما بعث القشعريرة في قطاع الطرق المتبقين، 

فسارعوا إلى سحب سيوفهم من أغمادها


استدارت مينغ تشين، 

وشعرها الأسود ينساب في الرياح الباردة

و عيناها احمرَّتا بينما أمسكت بشان منغ الفاقد للوعي، 

وبدت بقع الدم التي لطخت جسدها أكثر وضوحًا وسط 

الثلج المتساقط، 

وكأنها شيطان زحف من أعماق الجحيم


رفعت الرجل ، الذي كان ضِعف حجمها ، 

بيد واحدة ورمته في الهواء بقوة


وعندما هبط، 

رفعت قدمها ووجهت ركلة وحشية بين ساقيه


و مع صوت ارتطام ثقيل ، 

تكسرت عدة عظام بوضوح، 

وجسد الرجل طار نحو بقية قطاع الطرق كأنه دمية خرقة 


وفي اللحظة التي حاول فيها الآخرون جاهدين التقاط شان 

منغ المتطاير، 

انحنت مينغ تشين على ركبتها، واستلت سيفها، 

وفي اللحظة التالية، 

لوّحت به برشاقة، 

قاطعةً أيدي أربعة أو خمسة رجال كانوا قد أخرجوا أسلحتهم للتو


و تعالت الصرخات واحد تلو الأخر، 

لكن مينغ تشين لم تُظهر أي علامة على الرحمة


بل على العكس، الأصوات التي صدرت عنهم لم تفعل شيئًا 

سوى إشعال نيران غضبها أكثر


رفعت حارسة الظل يدها، 

وطرف سيفها يشير إلى الأعلى، 

وبحركة سريعة، 

اخترقت به الرجل الأقرب إليها، 

من ذقنه إلى جمجمته، 

ولم تمنحه حتى أدنى فرصة للتوسل


وبحركة خفيفة من معصمها، 

فقد الرجل نصف وجهه، 

وسقط جسده المتبقي بلا حياة على الأرض


وعندما رأى قطاع الطرق أن خصمهم مجرد امرأة لكنها 

تملك مثل هذه القوة المرعبة، 

تلاشى حماسهم القتالي، واستداروا هاربين


لم تمنحهم مينغ تشين فرصة لامتطاء خيولهم


و دون تردد، لوّحت بسيفها وشطرت رجلين، 

كانا يديران ظهريهما لها، من الخصر، لتتناثر أحشاؤهما على 

الأرض، 

لكنها لم تُعر الأمر أي اهتمام


ثم، أطلقت السيف الطويل الذي في يدها كما لو كان مقلاع 

ليخترق جسد رجل كان على وشك ركوب حصانه، 

دافعتاً إياه نحو جذع شجرة




وقفت أشجار الشتاء جرداء، 

بلا أوراق، ولم يكن هناك سوى رأس مخترق بالسيف، 

و عيناه مفتوحتان على اتساعهما في نظرة موت جامدة

و تدفقت الدماء على جبينه، 

مغذيةً الأرض المتجمدة


الرجل الأخير، الذي قد سقط أرضًا، 

نظر إلى المرأة التي تقترب منه مرتجفًا من شدة الخوف


“ توقفي! لا… لا تقتربي… أرجوك، ارحميني !”


كان وجه قاطع الطريق ملطخ بالمخاط والدموع، 

و تلاشى منه أي أثر للغرور الذي أبداه في السابق


تمتمت مينغ تشين بصوت خافت، 

عيناها باردتان وعميقتان : “ قبل لحظات… عندما طلبت 

يان يان منك أن تتوقف ، هل استمعت إليها ؟”


وقبل أن يتمكن الرجل من الرد، 

وجهت له لكمة قوية في وجهه


بقوة ….


مرة بعد مرة ……


اختلطت الضربات العنيفة مع صرخات الرجل، 

لتكسر الصمت المخيم على الغابة


لكن حتى عندما تلاشت الصرخات المدوية ———

لم تتوقف اللكمات عن الهبوط


و تناثرت الدماء واللحم المهروس، 

لكن مينغ تشين بقيت غير مبالية، 

وعيناها المنخفضتان تتحرك فيهما ظلمة لا تُرى


هالة قاتمة مشبعة بالعطش للدماء تغمرها بالكامل


ظل عقلها فارغ ، أكثر اضطراب من أي وقت مضى


لم تكن ترى شيئ سوى اللون الأحمر القاني الذي يلطخ قبضتيها


“ آ-تشين ….”


“ آ-تشييييين ….”


وصل إلى أذنيها صوت نقي كخرير نبع صافي 


والنداء المألوف أوقف سيل ضرباتها الذي خرج عن السيطرة


رفعت رأسها، 

لتجد مورونغ يان على مسافة قصيرة، 

تحتضن شبل النمر بينما تلتف بمعطفها الخارجي


تنظر إليها بعينين لطيفتين، 

غير مكترثة أبدًا بالهالة الدموية العنيفة 

أو الجسد الملطخ بالدماء أمامها


بدأت أفكار مينغ تشين المشتتة تتجمع من جديد


و تردد صدى اصطدام السلاسل عبر الغابة الصامتة


ليعود الوحش الجامح إلى قفصه …….


خطت مينغ تشين فوق الأشلاء المتناثرة، 

ثم تقدمت نحو مورونغ يان، 

ثم ركعت أمامها بهدوء ، 

لتسمح لها بإحكام قيد السلسلة حول عنقها


و شيئًا فشيئًا، خفت قسوة نظرتها، 

واستعاد وعيها صفاءه تدريجيًا


“…أنا آسفة …. ”

بصوت مبحوح قليلًا، 

بدت الحارسة السرية التي كانت متغطرسة يومًا 

 ككلب مذنب يخفض رأسه، 

منتظرًا توبيخ سيده


“ أنا آسفة لأنني أخفتك "


مورونغ يان بثقة، تحمل كلماتها طمأنينة لا تقبل الشك :

“ لا داعي لأن تعتذري لي . 

كنت أعلم أن آ-تشين ستأتي ...”

.ثم ابتسمت وسألت: “ لكن لماذا عادت آ-تشين ومعها 

هذه الكرة الصغيرة من الفراء ؟”


مسحت مينغ تشين الدماء عن يديها وقالت :

“ لم يكن ليبقى على قيد الحياة طويلًا في الغابة وحده ، 

ليس من دون أمه ...” ثم بدأت في ترتيب ملابس يان وربط 

حزامها بإتقان، 

وأضافت: “ تذكرت وعدي لكِ بأن أمسك نمرًا لتلعبيه كما 

يحلو لكِ، لذا جلبته معي.”


لم تستطع مورونغ يان منع نفسها من الابتسام وهي تراقب 

تعابير الجدية على وجه مينغ تشين، 

لكن ضحكتها قُطعت فجأة بنوبة سعال حادة


أسرعت الحارسة السرية بإسنادها إلى العربة، 

وفي ذات الوقت، ألقت الشبل الصغير داخله برفق

بعد ذلك، وقفت خارج العربة لتبدل ملابسها الملطخة 

بالدماء ثم قادت العربة بعيدًا


الثلج يتساقط بغزارة


رقاقة بعد أخرى، 

شكلت طبقة بيضاء لا نهاية لها، 

تدفن تحتها رائحة الدماء والفوضى التي خلفتها المعركة ….


يتبع

  • فيس بوك
  • بنترست
  • تويتر
  • واتس اب
  • لينكد ان
  • بريد
author-img
Fojo team

عدد المقالات:

شاهد ايضا × +
إظهار التعليقات
  • تعليق عادي
  • تعليق متطور
  • عن طريق المحرر بالاسفل يمكنك اضافة تعليق متطور كتعليق بصورة او فيديو يوتيوب او كود او اقتباس فقط قم بادخال الكود او النص للاقتباس او رابط صورة او فيديو يوتيوب ثم اضغط على الزر بالاسفل للتحويل قم بنسخ النتيجة واستخدمها للتعليق

X
ستحذف المقالات المحفوظة في المفضلة ، إذا تم تنظيف ذاكرة التخزين المؤقت للمتصفح أو إذا دخلت من متصفح آخر أو في وضع التصفح المتخفي