القائمة الرئيسية

الصفحات

آخر الاخبار

Ch44 | رواية TPSGCBTC اليوري

 Ch44


الشتاء قد تجاوز ذروته ، وحلّ موسم الأعياد


رغم أنها ليلة رأس السنة ، إلا أن مورونغ كان لا يزال في 

ساحة التدريب يمارس التدريبات ، 

بينما مورونغ يان ، غير راغبة في مشاهدة نفاق الآخرين ، 

شربت وحدها في عزلة فناءها الخاص


انسابت قطرات النبيذ الدافئ في حلقها، 

ومع ذلك، ظلّ جسدها يعاني من برودة قاسية


حدّقت في رباط الشعر الأسود المرتب بعناية على طاولة الشاي ، 


النبيذ خفيف ، 

لكن الفتاة شعرت بحرقة في حلقها ، 

وكأنه يتمزق بنيران خفية 


مورونغ يان ترتدي رداء قرمزي زاهي ، 

دون أدنى لمسة من السواد ، 

ومع ذلك ، لم تكن ترتديه احتفالًا مع الحشود الصاخبة في الخارج


إنها فقط لا تريد أن تعترف بذلك


لأنه سيبدو أن ارتداء أي لون آخر سيكون أشبه بإعلان حداد على شخص رحل


لن تعترف بذلك ….


الفتاة التي تملك ذاكرة فوتوغرافية منذ طفولتها ، 

لا تزال تتذكر بوضوح هذا الوقت من العام الماضي ، 


حين كانت محاطة بذراعين دافئتين، 

مستندة على كتف مينغ تشين الثابتة


ولا تزال تستعيد في ذهنها دفء الأنفاس المتبادلة ، 

والنظرات العميقة، 

ولمسة اليد الرقيقة على خدها، 

والإطراء الهادئ على جمالها ،


وفي بعض الأحيان ، تسمع بوضوح صوت مينغ تشين المتلعثم ، 

وجهها محمر من الخمر ، و تعترف بحبها لها ، 

وتعدها بعدم الرحيل — تلك الطمأنينة التي منحتها إياها


أصاب صدر مورونغ يان ألم خافت


كانت قد صدّقتها حينها بلا تردد، 

وسعت لأن تكون الأغلى في قلب آ-تشين


لكن الآن ، كل شيء قد انهار


أنهت كأسها دفعة واحدة ، 

وعندما همّت بصب كأس أخرى، 

اكتشفت أن الجرّة اليشمية قد فرغت منذ وقت طويل


و على الأرض ، تدحرجت خمس أو ست جرار نبيذ بأشكال مختلفة


فجأة ضحكت مورونغ يان


و غطّت وجهها بيدها


كما لو أنها تسخر من هذا العالم العبثي والقاسي، 

وفي الوقت ذاته، تتهكم على أمانيها الساذجة


اجتاحها إرهاق شديد ، 

وكأنه جاء ليحطم كبرياءها الذي لطالما حافظت عليه ، 

ويكسر عمودها الفقري الرقيق


لم تستطع الاحتمال أكثر …


كما لو أنها جمل يحمل حِملًا ثقيلًا من الذهب في وسط 

الصحراء، 

لو وُضع عليه ريشة أخرى، 

سينهار تمامًا ويسقط بقوة على الأرض


وهكذا ، وهي مستنزفة تمامًا ، مرهقة ومنهكة ، 

غرقت في نوم عميق


والدموع لا تزال رطبة على وجنتيها


——————————————————- 

منتصف الليل ———


الثلوج الخفيفة تتساقط في الخارج


في القاعة الرئيسية ، 


وبعد الانتهاء من عشاء لمّ الشمل ، 

كانت عائلة الأمير يو ، بمن فيهم الجدة ليو ، ومورونغ وين، 

وابنه ، يجتمعون عبر ثلاثة أجيال ، 

ساهرين لاستقبال العام الجديد


الأجواء مليئة بالانسجام والفرح


مورونغ فو الصغير، الذي يكافح للبقاء مستيقظًا، 

غفا في حضن الجدة ليو، يهمهم بهدوء وهو يغطّ في النوم


لكن فجأة، قاطع صوت خطوات مضطربة قادمة من بعيد 

الأحاديث المرحة التي كانت تدور بين أفراد العائلة الذين 

كانوا يشربون ويتسامرون


اندفعت مورونغ يان إلى الداخل، 

وجهها متورد، 

و رداؤها غير مرتب، 

وثوبها الخارجي القرمزي المنزلق عن كتفها، 

تبدو على غير عادتها، بلا أي مظهر من هدوئها المعتاد، 

كما أنها حافية القدمين


تجاهلت النظرات المذهولة من حولها، 

وسارت مباشرة نحو الصبي المذهول بعض الشيء، 

أمسكت بياقة رداءه ، وهمست قائلة : “ أين هو؟”


لكن الطفل ظلّ مصدوم ، يحدّق فيها دون رد، 

مما دفع مورونغ يان إلى استخدام قوة ذراعيها الرقيقتين 

لانتزاعه من بين ساقي الجدة ليو ، 

ثم رفعت صوتها مطالبة : “ أين هو خاصتي ؟”


والدها الأمير يو : “ يوي… يوي إير "


تحدث الأمير يو، وهو يراقب الفتاة التي بدت حالتها غير طبيعية ، 

محاولًا تهدئة الموقف : “ إذا كان فو إير قد فعل شيئ خاطئ ، 

فلنتحدث بهدوء ، لنتحدث بهدوء ، 

لا تكوني قاسية مع الطفل .”


أخذت مورونغ يان نفسًا عميقًا، 

وبقوة كبحت الهياج والغضب المتصاعد في صدرها، 

ثم حدّقت بثبات في الصبي قائلة : “ بمجرد أن استيقظت، 

لاحظت أن دبوس شعر الذي قد منحه لي الإمبراطور 

السابق ، وقيمته ألف قطعة ذهبية، قد اختفى. 

الخدم قالوا إنك وحدك من شوهدت في فناءي هذا 

المساء . هاااه ؟”


مورونغ وين : “ هذا مستحيل !”


شحب وجه مورونغ وين فور سماعه أن غرض بهذه القيمة قد فُقد، 

فسأل بقلق : “ فو إير ، هل ذهبت فعلًا إلى فناء عمتك 

وأخذت دبوس الشعر الذي منحه لها الإمبراطور ؟”


: “ لم أفعل !”


احمرّ وجه مورونغ فو بسبب شدّها له، وصرخ غاضبًا 


: “ أقسم أنني لم أفعل ! 

لم آخذ دبوس الشعر ! 

لقد أخذت فقط رباط شعر أسود !”


عند سماع كلماته ، تنهد الآخرون تنهيدة ارتياح


لكن شفتي مورونغ يان انحنت بابتسامة ساخرة، 

وازداد وجهها قتامة : “ يبدو أن قصر الأمير يو يضمّ لصًا بالفعل .”


و مع نبرتها المبحوحة ، غضب على وشك الانفجار، 

قبضت على ياقة الصبي وسحبته بضع خطوات إلى الخلف، 

: “ إذن، أين رباط شعري؟”


رؤية الصبي لا يزال مصدوم ، 

سألته مورونغ يان بصوت مرتجف : “ أين رباط الشعر الذي سرقته مني؟”


: “ أنا… لا أعرف "

انكمش مورونغ فو قليلًا، 

خائف من الفتاة التي أمامه ، 

بصوتها الهادئ لكن عينيها المخيفتين 


كررت كلماته : “ لا تعرف؟”

ثم انحنت وأطلقت سراحه


وبينما الجميع على وشك أن يتنفسوا الصعداء، 

اندفعت مورونغ يان فجأة، وبقوة غير متوقعة، 

أمسكت مورونغ فو من رقبته، 

دافعةً إياه نحو العمود الخشبي للباب، 

وهي تقول من بين أسنانها : “ هل تقول إنك لا تعرف أين 

رباط الشعر الذي سرقته؟ هااااااه ؟”


اشتدت قبضتها، 

وبدأ الصبي يختنق وهو يكافح لأخذ أنفاسه


: “ فو إير !”


" اتركيه !”


“ يوي إير! ماذا تفعلين ؟ 

إنه مجرد رباط شعر !”


نهض الجميع بجزع، 

و ارتفع صوت الأمير يو بغضب عارم


كررت مورونغ يان الكلمات بلا مبالاة : “ مجرد رباط شعر ؟”، 

و ظلت قبضتها القوية على الصبي مشدودة، 

ثم نظرت بطرف عينها إلى الحشد المذعور، 

وقالت بنبرة هادئة : “ وفي يدي أيضًا، هناك ‘مجرد’ حياة على المحك .”


نبرتها خفيفة، كأنها تتحدث عن أمر تافه


حدقت بالصبي المرتجف بين يديها، 

وجهه شاحب، 

وحذرته بصوت منخفض خالي من أي تعبير : “ فكر وتذكر جيدًا ، 

فكر جيدًا في المكان الذي أخذت إليه رباط شعري .”




لمعت في عينيها شرارة من الجنون


“ أنا… أنا…”


عقل مورونغ فو، الذي أوشك على الاختناق، 

يعمل بأقصى سرعته


في البداية، كان يريد فقط الانتقام من هذه العمة الغريبة


رغم تحذيرات والده المتكررة بعدم استفزازها، 

فلماذا عليه، وهو المدلل والمفضل لدى الجميع، أن يخضع 

لهذه الفتاة المتعجرفة والمعاقة؟


ولماذا عليه أن يتخلى عن الفناء الكبير 

الذي كان ملعبه منذ ولادته لصالحها ؟


وحين لمح عبر فتحة الباب كيف كانت هذه المرأة تعامل 

ذلك الشريط البالي وكأنه كنز ثمين، قرر أن يلقنها درسًا


لم يكن ذلك الرباط شيئ مهم ، وقد ألقاه بلا مبالاة في إحدى البرك


“ البركة…”


خرجت الكلمة بصعوبة من بين شفتيه


خففت مورونغ يان قبضتها قليلًا : “ البركة ؟ أي بركة ؟”


وبينما يلهث لالتقاط أنفاسه الثمينة، 

تردد مورونغ فو قليلاً : “ ربما… في بركة الأسماك في الفناء 

الرئيسي…”


بمجرد سماع جوابه ، أفلتت مورونغ يان يدها عنه، 

غير مكترثة بالصبي الذي انهار على الأرض وهو يلهث


لم تنظر خلفها، و توجهت مباشرة نحو بركة الأسماك


تسير حافية القدمين وسط الثلج، 

متجهة بشق الأنفس نحو البركة


رغم أن المياه لم تكن عميقة، 

إلا أن البرد القارس تلك الليلة جعل سطحها مغطى بطبقة رقيقة من الجليد


دون تردد، تقدمت مورونغ يان إلى الأمام، 

محطمة الجليد تحت قدميها


تبللت ملابسها القرمزية بالماء البارد، 

فأصبحت ثقيلة بشكل لا يُطاق، 

لكنها واصلت التقدم، 

حتى غمرت المياه نصف جسدها بالكامل


مدت يديها ، التي لم تلمس برودة مياه الربيع حتى ، 

وانحنت وهي تبحث بجنون في الطين المتجمد أسفل البركة


تشققت أصابعها الرقيقة بفعل الحجارة، 

فتكونت عليها حبيبات صغيرة من الدم، 

لكنها لم تكن تشعر بالألم، 

ربما لأن يديها قد تخدرت من البرد، 

أو لأن عقلها كان مشغول بقلق أعمق


{ آ-تشين


لقد كان خطأي …


لقد أضعت الشيئ الخاص بك …

 

أنا آسفة ...


لقد أضعتك أيضًا 


آ-تشين 


أنا آسفة }


غاص الطرف الاصطناعي لساق مورونغ يان في الوحل العكر، 

مما أفقدها توازنها، 

فسقطت مرارًا بقوة


هبت الرياح الباردة على جسدها الغارق، 

فصار لون شفتيها شاحب إلى حد الموت، 

واختفت جميع الألوان من وجهها


جذور اللوتس المتعفنة وسيقانها تطفو حولها، 

وعظام الأسماك المدفونة في الطين تبعث رائحة كريهة، 

لكنها استمرت في البحث دون توقف


مرّ الزمن بلا معنى، 

ولم تعد مورونغ يان تشعر بجسدها، 

و أصبحت حركتها متيبسة، 

وبدأ وعيها بالتلاشي شيئًا فشيئًا


آخر فكرة ترددت في ذهنها، 

كانت فقط عن مينغ تشين


{ آ-تشين


أشتاق إليك كثيرًا }


يتبع

  • فيس بوك
  • بنترست
  • تويتر
  • واتس اب
  • لينكد ان
  • بريد
author-img
Fojo team

عدد المقالات:

شاهد ايضا × +
إظهار التعليقات
  • تعليق عادي
  • تعليق متطور
  • عن طريق المحرر بالاسفل يمكنك اضافة تعليق متطور كتعليق بصورة او فيديو يوتيوب او كود او اقتباس فقط قم بادخال الكود او النص للاقتباس او رابط صورة او فيديو يوتيوب ثم اضغط على الزر بالاسفل للتحويل قم بنسخ النتيجة واستخدمها للتعليق

X
ستحذف المقالات المحفوظة في المفضلة ، إذا تم تنظيف ذاكرة التخزين المؤقت للمتصفح أو إذا دخلت من متصفح آخر أو في وضع التصفح المتخفي