القائمة الرئيسية

الصفحات

آخر الاخبار

Ch46 | رواية TPSGCBTC اليوري

 Ch46


كان لدى مورونغ يان حلم طويل ——-


في الحلم ، 

تمتطي جوادها على طول طريق غابة مظلم ومعزول، 

دون أن تشعر بالدفء المألوف خلفها


وحيدة


امتلأ قلبها بخوف وذعر لا يمكن تفسيرهما


' لا تخافي '


' سأحميك '


بشكل غير متوقع، تردد صوت مطمئن من بعيد خلفها، 

يحثها على المضي قدمًا


من خلال التداخل الكثيف لجذوع الأشجار، 

بإمكانها رؤية مياه بحيرة بعيدة تتلألأ بصوت هادئ


ثم تردد الصوت البعيد والمألوف مرة أخرى


' أنا أكره الماء؛ مهما حاولت، لا أستطيع تعلم السباحة '


كانت آ-تشين!


تشنجت قبضة المرأة على اللجام، 

وفي خضم اضطرابها، 

فكرت في إدارة الحصان بحثًا عن تلك الهيئة التي لم تغب عن بالها قط


' يان يان كوني فتاة مطيعة و لا تلتفتي للخلف '


لكن هذه المرة، لم تختر الطاعة


بل أمسكت باللجام بإحكام واستدارت بعزم


مياه البحيرة الجليدية تهتاج، 

ومن نهاية الطريق المظلم، 

زحف برد قارس من قدميها صعودًا حتى عنقها


و شكل أسود يطفو على سطح الماء، ينجرف ببطء نحوها


حدقت بعينيها


و رأت وجه آ-تشين الشاحب الخالي من الدماء


كانت آ-تشين خاصتها


الشمس المشرقة ، آ-تشين التي تعني لها كل شيء


{ كل هذا خطأي ! هذا كله ذنبي !


ما كان ينبغي لها أن ترحل في ذلك الوقت ؛ 

كان يجب أن أبقى ، أبقى مع آ-تشين !


كان ينبغي أن أرافق آ-تشين في طريق ' الينابيع الصفراء ' ، 

( الموت )


لا أن أترك آ-تشين، التي لا تعرف السباحة، 

تنجرف وحدها في البحيرة هكذا …


غارقة


يائسة


وحيدة


آ-تشين خاصتي … }


فتحت مورونغ يان عينيها فجأة في سريرها، 

وقد ارتسمت على ملامحها رعب هائل، 

تلهث بشدة بينما تساقطت قطرات العرق الكبيرة من بين حاجبيها


كان ذلك الكابوس المزعج يطاردها بلا هوادة في الأيام 

القليلة الماضية، 

وكأنه يسعى لالتهام آخر ذرة من وضوحها


صرخت مورونغ يان نحو خارج الخيمة، بنبرة يائسة وجوفاء 

بعض الشيء : “ أخي! أخي!”


كان مورونغ كان واقف يحرس بالخارج، 

فرفع الستارة على عجل وخطا سريعًا إلى الداخل، 

ثم جثا على ركبتيه ليصبح على مستوى نظر شقيقته، 

التي تكافح لتجلس في السرير


سألت مورونغ يان بتوتر وتردد ، وهي تبتلع :

“ أخي، اليوم… هل وجدتم أي شيء؟” 


هزّ مورونغ كان رأسه بحزم : “ لا شيء، يوي إير

لقد أُرسل ألف شخص للبحث ليلًا ونهارًا ، 

ولم يُعثر على أي شيء ” 

و أخذ يد شقيقته المرتجفة ليواسيها


عند سماع كلماته ، تنهدت مورونغ يان أنفاسها بارتياح


اليوم هو يوم تحرك الجيش جنوبًا، 

وقد مرت خمسة أيام منذ صدور الأمر بتمشيط الغابة 

وتجفيف البحيرة ، ومع ذلك، لم يرد أي خبر يؤكد وفاة آ-تشين


هذا منحها بصيص أمل وسط يأسها القاتل


{ آ-تشين قالت أنها لن تموت


آ-تشين لا تكذب


آ-تشين لا بد أنها ما زالت على قيد الحياة


يجب أن تكون على قيد الحياة !


بمجرد أن ينتهي كل هذا ، ستعود آ-تشين 


فهي لا تخلف وعودها أبدًا }


قبضت مورونغ يان بإحكام على ربطة الشعر في يدها، 

وقبلتها، وهي تردد في قلبها بلا توقف



——————————-


في الليل ، 

على تلٍّ خارج العاصمة ، 

جلست مورونغ يان وحدها في أعلى نقطة داخل المعبد القديم


بقدر ما امتد بصرها ، 

أمكنها رؤية أنوار العاصمة المتلألئة ، 

التي بدت مضطربة وصاخبة على نحو غير مألوف


اليوم هو يوم المعركة الحاسمة



ومع ذلك، ظلت مورونغ يان غير مكترثة، 

وحيدة في معبد الغابة الهادئ، 

وكأن الصراع المحتدم على وراثة العرش في الخارج لا يمت لها بصلة


اخترق صوت غليان الماء الصمت المحيط ، 

بينما جلست الفتاة ، مرتدية رداءً أحمر ، 

برقي أمام رقعة لعبة الـ غو ،

ناظرةً إلى الحجارة السوداء والبيضاء الموضوعة بالفعل، 

ثم صبت الماء في إبريق الشاي


تشعر بإرهاق جسدها، 

لكن عقلها صافي بشكل استثنائي ، 

إذ لم تستطع النوم منذ أيام


لم يكن ما يشغلها هو القلق بشأن نتائج المعركة، 

بل الاشمئزاز من الكوابيس التي لا تنقطع


عند التفكير في الصراعات العلنية والخفية التي تدور اليوم حول العاصمة، 

لم تكن مورونغ يان تكترث كثيرًا


رغم ازدرائها لعدم تدخل والدها في شؤون العائلة، 

إلا أنها كانت واثقة بـ ' الأمير يو ' المسؤول عن الدفاع عن البلاد ، 

وبمورونغ كان، الجنرال الذي لا يعرف الهزيمة 


علاوة على ذلك ، بعقلها المتقد ، 

كانت قد حاكت السيناريوهات مع رجال عائلتها على 

الطاولة الرملية عشرات المرات ؛ 

ومهما تغيرت الأوضاع ، كانت لديهم دائمًا استراتيجية مضادة


نظرت إلى رقعة الـ غو 

فرأت الحجارة البيضاء محاصرة طبقة تلو الأخرى بالحجارة 

السوداء ، وقد وصلت بالفعل إلى نهايتها


كانت المباراة تقترب من نهايتها


سكبت الشاي لنفسها، 

فامتزج السائل البني الفاتح برغوة بيضاء، 

ناشرًا عبقًا لطيف في هذه الغرفة الصغيرة


معظم المسؤولين المدنيين قد وقعوا تحت سيطرة فصيل 

ولي العهد ؛ فاسدين وطماعين ، 

لكن لحسن الحظ ، كانت أسس الأمة قوية بما يكفي لتحمل ذلك


لم يعد العديد من العلماء الغاضبين قادرين على الوقوف متفرجين ، 

لكنهم لم يستطيعوا المقاومة بسبب السلطة الساحقة التي 

تحكم قبضتها على كل شيء


لكن هذه المرة ، مع المرسوم الإمبراطوري في يده و ' شارة 

النمر ' بحوزتهم ، 

ظهر الأمير يو كالشمس المنتظرة منذ زمن طويل ، 

جاذبًا الناس نحو النور ، 

مستعد في أي لحظة للقبض على تلك الجرذان التي تعيث 

فسادًا في البلاد وخنقها


راقبت مورونغ يان جانب الحجارة البيضاء وهو يخسر المباراة ، 

ثم ارتشفت الشاي بهدوء، 

و قبل أن تلتقط بضع قطع بيضاء متبقية من الرقعة وترميها جانبًا

لم يستطع صوت تناثر القطع على الأرض أن يعكر سكون 

الفتاة أو يمس هدوءها اللامبالي


فرغت كوبها من آخر قطرة، 

ثم رفعت رأسها نحو السماء الصافية من دون غيوم


كانت سوداء مخملية ، كأنها تبتلع كل شيء، 

لكنها مرصعة بنقاط ضوء متلألئة


{ في الواقع هذه المباراة لم تكن تعني لي شيئ }


هكذا فكرت مورونغ يان


لكن رغم ذلك، كانت تأمل في تحقيق النصر، 

ليس لأي شيء آخر، بل من أجل آ-تشين


إذا قُدّر لها أن ترى آ-تشين مجددًا يومًا ما، 

فكل ما تريده هو أن تستلقي في ذلك الحضن الدافئ والمألوف، 

وتبتسم وهي تخبرها أن جهودها لم تذهب سدى


{ آ-تشين، أنتِ حارسة ظل جيدة، 

واحدة يحق لها التقاعد بكرامة


لذا، خذيني معكِ ….


إن…


إن لم أركِ حقًا مجددًا ، 

فسأجدكِ في الطريق إلى العالم السفلي ، 

وسأُمسك بتلك اليد الباردة التي سبقَتني ، 

وأخبركِ أن المهمة قد أُنجزت ، 

ولم يعد هناك ما يدعو للقلق …….


آ-تشين كوني معي


سواءً في العالم السفلي أو في دورة الحياة القادمة …..


هذه المرة ، أرجوكِ لا تتركيني حسنًا ؟ }


أصدر الباب الخشبي صرير خفيف ، قاطعًا حزن الفتاة ، 

و طلّ رأس فروي كبير من خلال الفراغ بين الباب والإطار


كان شبل النمر ، الذي يقارب عمره نصف عام ، 

قد نمت بنيته العضلية جيدًا ، 

وبدا عليه بالفعل ملامح الوحش المفترس الذي سيصبحه يومًا ما


اقترب النمر بخطوات رشيقة ، 

و تتحرك عضلات كتفيه النحيلة مع كل خطوة يخطوها


“ هو إير تعال إلى هنا " ( هو إير = اسم النمر ) 


راقبت مورونغ يان الدخيل غير المدعو، 

وعيناها لا تزالان تخفيان حزنًا دفينًا، 

لكنها رغم ذلك رسمت ابتسامة لطيفة، 

ومدّت ذراعيها نحوه


عند سماع النداء، لم يستطع النمر، الذي بدا متزنًا، إلا أن 

يهز ذيله بحماس، 


ثم اندفع سريعًا نحو الفتاة ، يفرك وجهه بلطف بوجهها، 

و تمدد عند قدميها، وكأنه رفيق وحارس في آن واحد


عندما رأت مورونغ يان تصرفات هذا الوحش البري، 

امتلأ عقلها مجددًا بصورة سيدته، 

وغمر قلبها إحساس لا نهائي باليتم والوحدة


راحت تربت على الرأس الفروي عند قدميها بإيقاع ثابت، 

بينما تحدق بصمت نحو أسوار المدينة الشاهقة


طوال الليل ، 

كانت ترفع كوبها بين الحين والآخر لترتشف الشاي، 

لكن في أغلب الوقت، كانت غارقة في أفكارها الكئيبة 


ومع انحسار الليل، بزغ الفجر، ومعه فتح النمر عيناه ، 

التي كانت نصف مغمضة ، 

على اتساعهما فجأة ، 

موجّهًا نظره نحو جهة القصر الإمبراطوري ———


رمشت مورونغ يان بعينيها وركزت انتباهها


على أسوار المدينة البعيدة ، رفرفت رايات حمراء زاهية ، 

تتراقص مع الرياح مثل أشرطة حريرية ، 

متألقة تحت أشعة الشمس الصباحية


{ لقد انتهى الأمر


إنها إشارة النجاح ….


لقد سقط ولي العهد ؛ وتبدّل العرش 


المهمة أُنجزت . }


في تلك اللحظة، اجتاحت قلبها مشاعر متضاربة، 

لكنها لم تكن نشوة النصر ، ولا حتى شعور بالراحة


بل كانت وحدةً أعمق … وفراغ أكثر وحشية


توقفت الصور في ذهنها عند يوم مغادرتهم للمدينة، 

حين شدّت آ-تشين بلطف معطف الفرو حولها، 

وأقسمت لها بجدية


' سأحميكِ '


{ آ-تشين، لقد حميتِني بالفعل 


والمهمة أُنجزت أيضًا


إذًا ، تعالي وابحثي عني بسرعة … 

تمامًا كما كنتِ تفعلين دائمًا }


يتبع

  • فيس بوك
  • بنترست
  • تويتر
  • واتس اب
  • لينكد ان
  • بريد
author-img
Fojo team

عدد المقالات:

شاهد ايضا × +
إظهار التعليقات
  • تعليق عادي
  • تعليق متطور
  • عن طريق المحرر بالاسفل يمكنك اضافة تعليق متطور كتعليق بصورة او فيديو يوتيوب او كود او اقتباس فقط قم بادخال الكود او النص للاقتباس او رابط صورة او فيديو يوتيوب ثم اضغط على الزر بالاسفل للتحويل قم بنسخ النتيجة واستخدمها للتعليق

X
ستحذف المقالات المحفوظة في المفضلة ، إذا تم تنظيف ذاكرة التخزين المؤقت للمتصفح أو إذا دخلت من متصفح آخر أو في وضع التصفح المتخفي