القائمة الرئيسية

الصفحات

آخر الاخبار

Ch48 | رواية TPSGCBTC اليوري

 Ch48


في شو ——


حتى في ذروة الصيف الحارقة ، كانت الليالي تبقى باردة


على مقربة من الأضواء الصاخبة والأزقة المصطفة بأشجار 

الصفصاف في حي المتعة ، 

يوجد بيت شاي صغير افتُتح بهدوء مع بداية العام ، 

مختبئ داخل أحد الأزقة القديمة 


وعلى خلاف بساطة المتجر ، 

عُلِّقت لافتة خشبية تحمل اسم [ قاعة الحياة اللاحقة ]

مكتوبة بخط مائل قوي وجريء


“ اييييه …”


المكان مهجور إلى حد يمكنه جذب العصافير إلى عتبته ،


امرأة مسندة رأسها عند مدخل المتجر ، 

تتنهد بملل : “ هذا المكان هادئ جدًا "


في الفناء الخلفي ، 

سمع رجل كلماتها لكنه ظل صامت ، 

يواصل كنس الأرض بيد واحدة ،


رفعت نسمات الليل طرف كمّه ، 

كاشفة عن كم فارغ حيث ينبغي أن تكون يده اليسرى


صاحت المرأة فجأة ، 

وكأنها لم تعد تستطيع كبح رغبتها، ووقفت بحماس :

“ آههخ أريد حقًا الذهاب إلى الجناح لسماع الموسيقى !”


حينها فقط ، تحدث الرجل بهدوء :

“ الأخت الصغرى سونغ ما زال بيت الشاي يخسر هذا الشهر .”


رفع نظره بعد أن قال ذلك، 

متوقفًا للحظة عن الحركة، 

ونظر بصمت إلى سونغ شو تشينغ، 

مما جعلها تشعر بعدم الراحة 


رفعت سونغ شو تشينغ يديها باستسلام : 

“ حسنًا، حسنًا، آ-يون ( كاو يون ) 

توقف عن التحديق بي هكذا . 

فهمت، لن أذهب !”

ثم جلست متثاقلة، 

متذمرة وهي تعبث بآلة الحسابية أمامها، 

مستسلمة أمام شخصية شقيقها الكبير الصارمة والصامتة


اقتربت من الزقاق في الظلام 

هيئة طويلة تدفع عربة يدوية : 

“ أختي الكبرى ! الأخ آ-يون !”


على وجه الفتاة ، عدة ندوب باهتة تركتها جروح قديمة ، 

لكن لم تشوه ملامحها، 

بل أضفت سحر جامح على جمالها الرقيق أصلاً ، 

خاصةً مع ابتسامتها المشرقة والواثقة


لوّحت سونغ شو تشينغ بيدها واقتربت من العربة : 

“ تشين تشين لقد عدتِ ! 

لقد بذلتِ جهدًا كبيرًا ...”

تنظر بقلق إلى مينغ تشين ، التي تحمل صناديق من أوراق 

الشاي : “ هل أنتِ بخير ؟ 

أليس هذا ثقيلاً جدًا ؟ 

لماذا لا تستريحي قليلًا قبل نقلها ؟ 

أو ربما أساعدك في حملها ؟”


كان موقفها مختلف تمامًا عن كسْلها المعتاد


مينغ تشين مبتسمة، مشيرة إلى أختها الكبرى بعدم القلق : 

“ لا بأس ، لا بأس، أختي الكبرى، أنتِ تقلقين كثيرًا ” 


تحدثت ، ثم رفعت بسهولة صندوقين كبيرين من أوراق 

الشاي وحملتهما إلى الطابق العلوي دون أن يتغير تعبيرها


في الواقع لم يكن غريب أن تكون سونغ شو تشينغ قلقة عليها بعض الشيء


ففي أوائل الربيع ، تلقت رسالة استغاثة من مينغ تشين عبر 

حمامة 

وعلى الفور ، تركت كاو يون، الذي كان يتعافى من إصاباته 

في بيت الشاي، 

واندفعت نحو قرية جبلية نائية، 

لكنها لم تجد أي أثر لشقيقتها الصغرى


حاملة حقيبة الأدوية، ظلت تمشي جيئة وذهابًا بقلق حتى 

ربت رجل بدا عليه أنه صياد بسيط وصادق على كتفها، 

وقادها إلى كوخ حجري في عمق الغابة


وهناك، وجدت مينغ تشين—غارقة تمامًا ، 

وفي حالة يُرثى لها


نعم، كانت مبللة تمامًا


مستلقيًة على السرير، 

و وجه مينغ تشين خالي من اللون


نصف أذنها اليمنى قد قُطع ، 

تاركة فجوة داكنة معلقة بجانب رأسها




جسدها مغطى بجروح متشابكة — خدوش ، تمزقات ، 

وطعنات — امتزجت مع كدمات بلون أرجواني مزرق


ورغم أن معظمها قد تجلط ، 

إلا أن بعض الجروح العميقة لا تزال تنزف، 

مما يشير إلى علامات عدوى


من رأسها حتى أخمص قدميها، 

لم يكن هناك موضع بحجم كف اليد لم يصبه الأذى


كانت ممددة كدمية ممزقة ، غير قادرة على الحركة


مينغ تشين : ”… أختي الكبرى لقد جئتِ "


عند رؤية سونغ شو تشينغ المألوفة ، 

حاولت مينغ تشين تبتسم ولكن

ابتسامتها كانت أقرب إلى البكاء ، 

وبصوت خرج بالكاد من رئتيها ، 

قالت : “ المهمة… قد أُنجزت.”


حدّقت سونغ شو تشينغ بشقيقتها الصغرى الحبيبة وهي 

في هذه الحالة المزرية، 

فشعرت كما لو أن صدرها يُسحق، 

وحلقها يضيق بحزن خانق


عضّت شفتيها بإحكام ولم تتكلم، 

ألقت صندوق الأدوية على الأرض بقوة، 

كأنها تفرّغ غضبها، 

ثم فتحت حقيبتها بحركة حانقة وأخرجت ضمادات نظيفة 

وإبرة وخيطًا، وانحنت لتخيط الجسد الممزق أمامها


حاولت مينغ تشين التحدث ، 

بالكاد تبقي عينيها نصف مفتوحتين : ”… أختي الكبرى لا تبقي صامتة …

…هذا مخيف "


: “ اصمتي !” لم تستطع سونغ شو تشينغ كبح نفسها 

وانفجرت غاضبة، 

لكن يديها بقيت لطيفتين وهي تعالجها : “ أيتها الحمقاء "


{ آهههخ … كنت أعلم أن أختي الكبرى ستغضب }


وبينما تراقب نوبة الغضب النادرة هذه، 

أطاعت بهدوء، 

تاركةً لها لتكمل عملها ، 

بينما فكرت بينها وبين نفسها 


{ لكنني لم أقصد ذلك…


وقتها في الغابة ، كان يمكنني ببساطة أن أُقيّم مقدار قوتي 

المتبقية 

وأتفادى الهجمات كما في التاي تشي ، مستدعية القتال . 

و بهذه الطريقة ، 

كنت سأتمكن من تأخير المطاردين بنجاح ، 

وحتى لو مت ، 

لما انتهى بي الحال بجسد ممزق بهذا الشكل …


ففي النهاية ، طالما كان الأمر من أجل مورونغ يان ،


كنت مستعدة للموت ….


لكن تشانغ هي …


ذلك الوغد الكريه ، تشانغ هي !! …


تشانغ هي : " قبل أحد عشر عامًا ، قتلتُ والدة الأميرة 

المفضلة ، 

والآن، بعد أحد عشر عامًا ، 

سأقتل الحارسة الظل المفضلة لدى الأميرة . 

الأمر غريب بعض الشيء ، أليس كذلك ؟ "


يا للغرابة… ذلك الوحش اللعين تمكّن من أن يهمس بهذه 

الكلمات البشعة بنبرة باردة بجانب أذني


و في تلك اللحظة ، تحطمت أعصابي إلى شظايا ….


شعرت وكأن صدري قد اشتعل بنيران حارقة على وشك الانفجار ، 

ولم أعد أكترث بالحفاظ على قوتي ، 

بل دفعتني مشاعري الغاضبة إلى التلويح بسيفي بكل ما أوتيت من قوة ….


لو أنني استطعت إصابة الرجل أمامي بضربة واحدة فقط ، 

لكنت مستعدة لتلقي ضربتين أو ثلاث دون أن أشعر بأي ألم 


و غطّى جسدي بالكامل جروح دقيقة بالسيف أثناء تبادلنا الضربات


كنت منهكة تمامًا ، 

ولم أعتمد سوى على الإرادة القوية ، 

ولكن بدأت أفقد زمام الأمور شيئًا فشيئًا …


وفي النهاية ، مثل كلب مسعور ، 

عندما لوّح تشانغ هي بسيفه نحو رأسي ، 

اندفعت بقوة إلى الأمام


ورغم أن أذني اليمنى قُطعت في هذه العملية ، 

إلا أنني نجحت ، بكل يأس ، في قطع أوتار يد الرجل 


عندها ، انفجر غاضبًا ، و وجّه تشانغ هي ضربة انتقامية 

وقذفني في البحيرة ، 

لكنني شعرت أن الأمر كان يستحق العناء }


في البداية ، 

اعتقدت مينغ تشين أن عدم قدرتها على السباحة يعني موتها الحتمي


وبما أن المهمة قد أُنجزت ، 

لم يكن هناك شيء يستحق التمسك به


فأغمضت عينيها وتركت جسدها يغرق في الماء


لكن، من كان يظن أنه عند استيقاظها ، 

لم تجد أمامها جنود العالم السفلي ، 

ولا رجال بأجنحة كما في الأساطير؟ 


بل فقط وجهَي الصياد وزوجته ، القلقَين ، 

وهما يحاولان جاهدين وضع المرهم على جسدها الممزق ، 

غير مدركين من أين يبدآن حتى


لم تستطع إصدار أي صوت ، 

وكانت على دراية تامة بخطورة إصاباتها الداخلية


كانت ترغب فقط في أن يتركها هذان الزوجان الطيبان 

وشأنها ، ليبقى جسدها على حاله حتى تلفظ أنفاسها الأخيرة




ولكن حين رأت زوجة الصياد تقترب منها ، 

حاملةً بين ذراعيها طفل حديث الولادة، 

ما زال ملفوف في بطانيته…


ذلك الرضيع الصغير لوّح بذراعيه ، 

وأصابعه القصيرة أمسكت بطرف إصبعها 


بإحكام… بدفء…


حياة نابضة ، ضعيفة لكنها مفعمة بالقوة


{ لن يكون هناك ضرر في المحاولة مجدداً }


وهكذا، استسلمت مينغ تشين بهدوء لرعاية واهتمام 

الزوجين الصيادين الحماسية، 

واللذين عالجَا جراحها بشكل غير متقن، 

مستخدمَين أعشاب طبية متواضعة الجودة مقارنة 

بالوصفات المستخدمة في معسكر الحرس السري، 

ومع ذلك، وبطريقة أشبه بالمعجزة، 

تمكنت من الصمود حتى وصلت أختها الكبرى


سونغ شو تشينغ، بوجه متجهم، 

قصّت الخيط ونظرت إلى المريضة النائمة أمامها


ثم وقفت وانحنت بعمق للزوجين الواقفين بجانبها، 

قائلةً بامتنان : “ لا أستطيع أن أعبّر بما يكفي عن امتناني 

لرعايتكما لأختي الصغيرة . 

أنا آسفة حقًا على هذا الإزعاج .”


وعندما مدّت يدها إلى كمّها لإخراج بعض قطع الفضة، 

لوّح الرجل بيديه على عجل وقال : “ رجاءً، لا تذكري ذلك، يا سيدتي. 

الآنسة مينغ كانت لطيفة جدًا معنا، 

وقد دفعت بالفعل مقابل إقامتها — بكرم مبالغ فيه

في الواقع .”


وافقت المرأة التي تحمل الطفل : “ بالفعل ،، 

إذا لم تمانعي بساطة كوخنا ، فنحن نرجو أن تبقى الآنسة 

مينغ حتى تتعافى تمامًا قبل أن تغادر .”


بعد أن عبّرت عن شكرها مجددًا ، 

التفتت سونغ شو تشينغ للعناية بمينغ تشين


وبقيتا في البيت الحجري نصف شهر ثم عادوا للحاق اخاهم كاو يون في شو



بعد أن نظّمت أوراق الشاي التي وصلت حديثًا في بيت الشاي ، 

صعدت مينغ تشين إلى العلّية حيث يوجد سريرها


كان الهواء لا يزال مشبعً برائحة أوراق الشاي، 

مما أشعرها بشيء من الفراغ في داخلها


كما لو أن ظل جميل قد انطبع في قلبها


سواء كانت أوراق الشاي التي لم تفهمها يومًا، 

أو سائل الشاي الكهرماني اللون في الكوب الخزفي بعد 

سكب الماء عليه، 

أو حتى إبرة الشاي ومغرفته الموضوعة جانبًا، 


كلها كانت كفيلة بإثارة الذكريات في قلبها …..


المهمة قد أُنجزت بالفعل، 

وكان من المفترض أن تسترخي أخيرًا


فبعد صعود الامير الحادي عشر مورونغ وان إلى العرش ، 

لم يعد هناك ما يدعو للقلق في العاصمة 


وبالرغم من أن مورونغ يان قد اجتمعت مجددًا مع الأمير يو 

وعائلتها، وعاشت حياة هانئة ومريحة،


إلا أن أفكار مينغ تشين كانت لا تزال مليئة بها


لمست صدرها ، فلم تشعر سوى بفراغ عميق


وكأن أي طعام لذيذ لن يكون قادر على ملء هذا الفراغ


{ حقًا… أريد رؤية يان يان }


يتبع

  • فيس بوك
  • بنترست
  • تويتر
  • واتس اب
  • لينكد ان
  • بريد
author-img
Fojo team

عدد المقالات:

شاهد ايضا × +
إظهار التعليقات
  • تعليق عادي
  • تعليق متطور
  • عن طريق المحرر بالاسفل يمكنك اضافة تعليق متطور كتعليق بصورة او فيديو يوتيوب او كود او اقتباس فقط قم بادخال الكود او النص للاقتباس او رابط صورة او فيديو يوتيوب ثم اضغط على الزر بالاسفل للتحويل قم بنسخ النتيجة واستخدمها للتعليق

X
ستحذف المقالات المحفوظة في المفضلة ، إذا تم تنظيف ذاكرة التخزين المؤقت للمتصفح أو إذا دخلت من متصفح آخر أو في وضع التصفح المتخفي