القائمة الرئيسية

الصفحات

آخر الاخبار

Ch51 | رواية TPSGCBTC اليوري

 Ch51


: “ جي جي ”


صوته بارد ، يزحف مثل همسة أفعى سامة، 

بدا احتكاك أكمامه ببعضها وكأنه صوت حراشف تنزلق على الأرض


نظرت مورونغ يان إلى الرجل الواقف أمامها، 

ذاك الذي اعتقدت أنها لن تراه مجددًا، 

بوجه شاحب لكن بنبرة هادئة ثابتة :

“ كيف وصلت إلى هنا؟”


: “ وكيف لا آتي للبحث عن جي جي ؟”


لم يعد مظهر مورونغ شياو فخم كما في الماضي، 

بل ارتدى رداء أسود بسيط ، 

بينما زاد وجهه المشوه رعبًا : “ اتضح أن قصر الأمير يو 

العظيم ليس حصنًا منيعًا تمامًا .”


{ إذن… هل هناك من سرّب المعلومات؟


لا عجب أنه تمكن من الفرار رغم الحصار المشدد ، 

ولا عجب أن الحراس لم يظهروا بغض النظر عن عدد 

المرات التي ناديتهم فيها 


و هو إير ( النمر)… حتى هو أخذوه بعيدًا 


من يكون ؟ }


أخذت مورونغ يان نفسًا عميقًا بصمت، 

محاولة أن تبقي نفسها هادئة، 

بينما تحلل في ذهنها هوية الخائن


: “ منبوذ من الجميع ، 

و مطلوب في كل أرجاء العاصمة ، 

ومع ذلك تجرؤ على الظهور هنا… 

يبدو أن لديك بعض الجرأة ” 

كانت يدها داخل كمها، تقبض بإحكام على إبرة الشاي


ضحك مورونغ شياو ، ضحكة خافتة ذات وقع مخيف :

“ من أجل جي جي ، أستطيع فعل أي شيء… 

حتى لو تم القبض علي وأُعدمت في اللحظة التالية 

فلن يهمني ذلك.”


تقدم نحوها ببطء، مزيج من المودة والتهديد يكسو ملامحه


وفجأة، وكأنه تذكر شيئ ، ضحك بخفة وقال:

“ سمعت شيئ مثير للاهتمام من تشانغ هي "


وقف مورونغ شياو أمام مورونغ يان، 

وانحنى قليلًا ليهمس : “ لقد قتل أحد حراسك… 

وذلك الحارس ناداكِ بـ ' يان يان ' أليس كذلك ؟”


فجأة ، انطلق صوت حاد لشق الهواء حين اندفعت مورونغ 

يان بسلاحها مباشرةً نحو عنقه


إلا أن الرجل بدا مستعد مسبقًا ، 

فأمسك بإبرة الشاي بقوة ، 

متجاهلًا اختراقها لكفه


و تدفق الدم منه ، وانساب على طول الإبرة ، 

ملطخًا يد الفتاة


: “ لماذا تخلّت جي جي عني من أجل شخص وضيع ؟ 

لماذا لا تريدين أن تكوني معي ؟”


انتزع الإبرة من كفه ورماها بقوة على الأرض، 

وتحولت تعابير مورونغ شياو إلى الجنون، 

لكن صوته، بشكل غريب، أصبح رقيق وهو يسأل بلطف : 

“ هل تريد جي جي أن أناديها بـ ' يان يان ' ؟ همم؟”


: “ اخرس !”

تغيرت نبرة مورونغ يان الهادئة المعتادة، 

ورفعت رأسها بشجاعة لمواجهة الرجل أمامها :

“ لا تجرؤ على تدنيس هذا الاسم بفمك القذر .”


: “ إذن جي جي تحب أن تُنادى بـ ' يان يان ' أليس كذلك ؟”


رؤية الغضب المتأجج في عينيها والإثارة النادرة على وجهها 

جعلت مورونغ شياو يبتسم بدلًا من أن يغضب، 

ومدّ يده محاولًا لمس وجهها : “ إذا ناديتكِ بـ يان يان هل ستبدئين بحبي ؟”


صرّت مورونغ يان على أسنانها وصفعت يده بعيدًا ، 

وقالت ببرود : “ لا في هذه الحياة ، 

ولا في الحياة القادمة .”

و أكملت بحزم : “ لن أحبك أبدًا "


: “ لماذا…”

تلاشت الابتسامة عن وجه الرجل فورًا ، 

وحلّ مكانه ارتباك أشبه بالجنون 

و بدأ يتمتم : “ لماذا… لماذا… لماذا؟”


وفجأة ، رفع يده الملطخة بالدماء وأحكم قبضته على عنقها النحيل ، 

بينما أنفاسه المضطربة تتسارع : “ لماذا ؟ 

لقد منحتُ جي جي العديد من الفرص ، 

لماذا تجبرينني دائمًا ؟!


إن لم أتمكن من الحصول على جي جي ، 

فلا طريق للخلاص …”


مدّ يده الأخرى وأخرج زجاجة قرع صغيرة من كمه، 

وسكب منها بضع حبوب سوداء قاتمة


بدأ وجهه يلتوي بشكل مرعب وهو يتمتم :


“ ما لا أستطيع امتلاكه ، 

فلا يجب أن يفكر أي شخص آخر في أخذه …”


شعر مورونغ شياو بالجنون وهو يحاول دفع الحبوب بالقوة 

إلى فم مورونغ يان، 

ضاغطًا بقوة على أنفها وفمها بيده الأخرى لإجبارها على 

البلع، 

وهو يصرخ بجنون 


“ عندما نصل إلى العالم السفلي، يجب أن تنتظريني، 

فلنلتقِي في الحياة القادمة !”




في المبنى العالي ، 

امتزج ضحك الرجل الهستيري مع صوت اللهاث اليائس 

للفتاة التي تكافح لأجل الهواء



———————————-


: “ تشانغ هي !”



في شوارع الليل ، 

وقفت مينغ تشين في مواجهة الرجل أمامها، 

وعقلها يحسب الاحتمالات بسرعة


{ إذا كان تشانغ هي في برج كانغيوي، 

أليس ذلك يعني أن ولي العهد المعزول هناك أيضًا ؟


إذن ، يان يان…


هذا ليس جيدًا ! }


بمجرد أن استوعبت الموقف، 

لم تتردد مينغ تشين لحظة، 

فأخرجت خنجرها بسرعة 

وانطلقت نحو الرجل أمامها، 

الذي كان كعدو لدود بالنسبة لها


استل تشانغ هي سيفه، 

لكن هذه المرة لم يستخدم يده اليسرى المعتادة


وقف بثبات أمام البرج ، مستعدًا لصد الهجوم


في اللحظة التي اصطدمت فيها أسلحتهما، 

تطايرت الشرارات، مضيئة الأزقة المعتمة


صرخت مينغ تشين بقوة : “ ابتعد عن طريقي !”

وأجبرت خصمها على التراجع بينما استخدمت ساقها 

اليمنى كنقطة ارتكاز لتدور بسرعة ، 

موجّهة طعنة أخرى نحو عنق الرجل : “ وإلا ستموت!”


لم يتحرك تشانغ هي من مكانه، 

بل بقي واقف بثبات أمام البرج 


ظهر على وجهه بعض الدهشة، 

وبدأت يده اليسرى المتيبسة، التي أصيبت سابقًا، تنبض 

بألم خافت وهي متدلية إلى جانبه


قال بصوت بارد : 

“ لم أتوقع أنكِ ما زلتِ على قيد الحياة.”


ثم أمال رأسه قليلًا ، 

وأدى قفزة جانبية ، 

ليهبط بخفة على أطراف أصابعه خلف مينغ تشين، 

مستعدًا لتوجيه ركلة مباشرة إلى معدتها


لكن مينغ تشين لم تحاول تفادي الهجوم


بل مدت يدها وأمسكت بساقه قبل أن تصل إليها، 

بينما رفعت الخنجر في يدها الأخرى، 

موجهة إياه نحو أوتاره وعروقه


ثم قالت بثقة قاتلة : “ هذه المرة، سأقتلك بالتأكيد .”



تشانغ هي : " ألقِي نظرة جيدة على وجهك.”

و بسخرية ، ابتسم ابتسامة ملتوية على شفتي بينما خفض جسده بثبات


باستخدام يديه ، 

دفع الأرض بقوة ليطرح مينغ تشين عنه، 

ثم رفع سيفه مجددًا موجّهًا طعنة مباشرة نحوها : 

“ كما لو أنكِ تتلهفين لأضيف إليكِ بعض الندوب الأخرى .”




قفزت مينغ تشين في الهواء، 

متوارية تحت ضوء القمر، 

متجنبة الهجوم بحركة دوران رشيقة


قالت بحدة ، ثم رفعت يدها وانقضت عليه : “ مجرد 

مجموعة من اللصوص يخدمون النمر .

لا تتفاخر كثيرًا .”


سخر تشانغ هي وهو يثبّت قدميه بثني ركبتيه :

“ ألستِ أنتِ أيضًا كلب للأميرة تشونغ ون؟”

وتابع ببرود : “ همف… هذه المرة ، قبل أن أقطع 

رأسكِ ، سأحرص على أخذ أذنكِ اليسرى أيضًا .”


في الظلام ، 

اصطدمت الشفرات مرة أخرى ، 

واشتبك كلاهما في معركة شرسة ، 

تبادلا أكثر من خمسين أو ستين ضربة دون أن يتمكن 

أحدهما من التغلب على الآخر


كانت الأجواء مشحونة بالتوتر ، 

وتحت ضوء القمر ، ساد هدوء مخيف، 


وكأن نفحة رياح خفيفة قد تخلّ بهذا التوازن الدقيق ، 

فتحطم الوهم الزائف ، وتميل الكفة لأحد الجانبين


لم ترغب مينغ تشين في إطالة القتال


قلبها ممتلئ بالقلق ، و تتوق لإنهاء المعركة بسرعة ، 

ولهذا ازدادت ضرباتها سرعة وضراوة ، 

وكأن حياتها تعتمد عليها


وقفتها أشبه بالتي اتخذتها في الغابة آنذاك، 

مستعدة لحرق كل شيء معها إن لزم الأمر


وفي اللحظة التي كانت تأمل فيها أن يضربها الرجل في 

بطنها ، لتتمكن من قطع عنقه …


——— وششش …


صوت حاد قطع الهواء


صوت خافت لاختراق إبرة للجسد تردد في الأرجاء


تشانغ هي الذي كان منشغلًا في القتال تجمد فجأة


شعر بخدر خفيف وضعف في فخذه ، 

مما جعل جسده يترنح بلا إرادة


اغتنمت مينغ تشين الفرصة ، 

وانقضت عليه دون تردد ، 

مغرزةً خنجرها بعمق في بطن الرجل الذي لم يصدق ما يحدث


وبلا أي شفقة ، 

مزقت جسده صعودًا بالسيف الحادة ، 

قاطعة طريقها حتى تمزقت تجويفه الصدري ، 

وتدحرجت أعضاؤه الداخلية خارجًا بلا سيطرة


ثم مسحت مينغ تشين يديها على كم الرجل الملقى على 

الأرض ، بلا أدنى تعبير على وجهها


سونغ شو تشينغ : “ أنتِ متسرعة جدًا مينغ تشين . 

تحلّي ببعض الصبر .”


خرجت سونغ شو تشينغ من الظلال، 

و تتلاعب الرياح الليلية بشعرها غير المرتب، 

مما منحها مظهر جامح


ورغم ابتسامتها التي بدت هادئة ، 

إلا أن البرودة في نبرتها كافية لإرسال قشعريرة تسري في الجسد


: “ هذا لأنكِ كنتِ بطيئة جدًا أختي سونغ ”

تذمرت مينغ تشين ببرود ، 

و سحبت سلاحها دون أن يظهر على وجهها أي تعبير


سونغ شو تشينغ : “ أنتم الاثنان تتحركان بسرعة كبيرة ، 

كان من الصعب أن أجد فرصة مناسبة كما تعلمين.”


ظهرت يدا سونغ شو تشينغ من خلف ظهرها، 

مشدودة القبضتين حول بضع إبر حديدية طويلة


أمالت رأسها قليلًا ونظرت إلى الرجل الملقى على الأرض، 

و بابتسامة خافتة، “ لكن… لقد كان نزالًا مثيرًا للإعجاب. 

للأسف، كان لديك أكثر من خصم ، أليس كذلك ؟”


كان تشانغ هي لا يزال متمسك بآخر خيط من وعيه، 

يسعل دمًا، وعيناه ممتلئتان بالغضب، 

لكنه بالكاد تمكّن من التحدث : “ هذا… حقًا… وضيع…”


: “ وضيع؟”

عند سماعها كلماته ، انخفضت سونغ شو تشينغ لتجلس 

القرفصاء، وكأنها سمعت نكتة ممتعة، 

وكتمت ضحكة في زاوية فمها


ثم استخدمت إحدى الإبر الطويلة في يدها لتنكز وجه الرجل، 

قائلة بلهجة ساخرة : “ ألا تبدو ظريف ؟”


أما مينغ تشين، فبقيت بلا تعبير وهي تعيد خنجرها إلى مكانه، 

ثن تحدثت إلى تشانغ هي قائلة : 

“ كنتَ خصمًا جيدًا …."

توقفت للحظة

ثم أكملت بصوت بارد ،

“ لكن بالنسبة لمن اغتال والدة يان يان 

فلن أتوانى عن قتله…”

نظرت إليه بنظرة جليدية : 

“ بأي وسيلة كانت 

فأنا ، في النهاية ، لست سوى كلبها .”


سحبت نظرتها عن الجثة الملقاة على الأرض، 

ورفعت رأسها نحو النافذة التي تسلل منها الضوء


لم ترغب في إضاعة المزيد من الوقت


و بضغطة قدم قوية ، انطلقت نحو الأعلى ، 

متسلقة البرج بسهولة مذهلة ، بحركات سريعة ورشيقة


ظلت سونغ شو تشينغ تراقب الرجل، 

وعندما تأكدت من أنه قد فارق الحياة، نهضت ببطء


ثم نظرت إلى الظل الذي خلفته شقيقتها الصغرى 

المتلاشية في الأعلى ، وتنهدت بامتعاض

“ مينغ تشين… هل نسيتِ أن مهارتي في التسلق ليست بجودة مهارتكِ ؟”


بتنهيدة مستسلمة ، 

بدأت هي الأخرى بالصعود عبر الدرج


يتبع

  • فيس بوك
  • بنترست
  • تويتر
  • واتس اب
  • لينكد ان
  • بريد
author-img
Fojo team

عدد المقالات:

شاهد ايضا × +
إظهار التعليقات
  • تعليق عادي
  • تعليق متطور
  • عن طريق المحرر بالاسفل يمكنك اضافة تعليق متطور كتعليق بصورة او فيديو يوتيوب او كود او اقتباس فقط قم بادخال الكود او النص للاقتباس او رابط صورة او فيديو يوتيوب ثم اضغط على الزر بالاسفل للتحويل قم بنسخ النتيجة واستخدمها للتعليق

X
ستحذف المقالات المحفوظة في المفضلة ، إذا تم تنظيف ذاكرة التخزين المؤقت للمتصفح أو إذا دخلت من متصفح آخر أو في وضع التصفح المتخفي