القائمة الرئيسية

الصفحات

آخر الاخبار

Ch54 | رواية TPSGCBTC اليوري

 Ch54


بينما تسلّم مينغ تشين حوض الاستحمام بعد حمامها إلى 

الخادمة خارج الغرفة، 

لمحت زوجة المعلم والطبيب رين المألوف يقتربان من بعيد


رمشت بعينيها ، 

محاولةً تمييز الكلمات التي تتحرك على شفاههما


" الوضع ليس جيدًا حقًا ،،

بهذه الوتيرة ، لن نتمكن سوى من الحفاظ على حالتها الحالية ؛ 

أما التعافي فهو مستحيل تمامًا "


" السُمّ الذي أصيبت به الأميرة مزعج للغاية ، 

ليس كأي سُمّ عادي ، 

ولا يوجد له أي سجل في الكتب أو التاريخ 

إذا استمر الأمر على هذا النحو ، فماذا سنفعل عندما يحين الوقت…"


" آههخ لو بإمكاننا فقط العثور على وانغ وي " 


" وانغ وي؟ 

تقصد الطبيب الإمبراطوري المجنون الذي طُرد من القصر قبل بضع سنوات؟ "


" نعم هو ، 

رغم أن وانغ وي غريب الأطوار ويثرثر كثيرًا ، 

إلا أن معرفته بالطب واسعة . 

ربما لديه طريقة للعلاج ، لكن… "


" لكن ماذا ؟ "


" سمعت أنه أُرسل إلى جينغتشو، 

لكن لا أحد يعرف تحديدًا أين في جينغتشو. 

علاوة على ذلك، بطباعه الغريبة، 

حتى لو أصدر الإمبراطور مرسوم لاستدعائه، 

فقد لا يكون مستعد للعودة…"


: “ دعوني أذهب !”


قطع صوت مفاجئ محادثتهما 


نظرت زوجة المعلم قو يون إلى الظل الداكن الذي ظهر فجأة : “ تشين تشين؟”


وقفت مينغ تشين أمام الاثنين ، 

وامتلأ وجهها بالإخلاص والإلحاح : “ معلمتي ، دعيني أذهب 

للبحث عن الطبيب وانغ وإقناعه بالعودة إلى العاصمة .

أنا قادرة على ذلك .”


أمالت قو يون رأسها لتفكر للحظة : “ أذكر أنك كنتِ من 

رافق الطبيب وانغ إلى جينغتشو قبل خمس سنوات ، صحيح ؟”


: “ نعم ، الطبيب وانغ لا بد أنه ما زال يتذكرني ...” 

تحدثت الحارسة الشابة بجدية ،

دون انتظار رد قو يون والطبيب رين، 

و تابعت : “ إذا ذهبتُ للبحث عنه، ففرصي في إحضاره إلى 

العاصمة ستكون أكبر .

دعوني أحاول!”


رنّ صوتها بحزم


تذكرت قو يون تلمذيتها العزيزة التي ظلت في تنقل مستمر 

من شو إلى العاصمة دون راحة ، 

مما جعل القلق يتسلل إلى قلبها : “ لكن، تشين تشين، لم ترتاحي منذ أيام.

ما رأيك أن نختار بعض الإخوة والأخوات الصغار من معسكر 

حرس الظل لمرافقتك في الطريق ؟”


هزّت مينغ تشين رأسها، 

محللةً الإيجابيات والسلبيات بنبرة واضحة : 

“ للذهاب من العاصمة إلى جينغتشو والعودة خلال عشرين يوم ، يجب أن نكون سريعين جداً .

معلمتي ، الإخوة والأخوات الصغار لم يعتادوا بعد على هذا 

القدر من المشقة والتعب . 

السفر ليلًا ونهارًا دون توقف… 

وحدي أستطيع القيام بذلك .”


منذ الشتاء الماضي ، عندما قام المعلم هي جينغشو 

بحماية الامير الحادي عشر مورونغ وان من جنود ولي العهد 

المعزول وأُصيب أثناء ذلك ، 

تولّى لين يان—بصفته التلميذ الأكبر— مسؤولية 

التدريب دون أن يحظى بيوم راحة ——


أما سونغ شو تشينغ، التي يجب أن تبقى في العاصمة 

للعناية بمورونغ يان والمساعدة في تحضير الأدوية، 

فلم يكن بإمكانها مرافقة مينغ تشين أيضًا


علاوة على ذلك…


فكّرت مينغ تشين في نفسها


كانت بالفعل الأسرع بين جميع أفراد المعسكر، 

وإذا سافرت بمفردها، 

فستكون أكثر ثقة في قدرتها على إحضار الطبيب 

الإمبراطوري وانغ خلال الوقت المحدد لعلاج يان يان


{ بإمكاني فعلها …


لا ! 


يجب أن أفعلها !! }




تنازلت قو يون ، التي لم تكن على دراية بحالتها الجسدية، 

ونظرت إلى مينغ تشين المصممة : “ حسنًا .

بالفعل ، أنتِ الخيار الأفضل للانطلاق في الطريق . 

احصلي على سجل نبض الأميرة وأدويتها من الأخت سونغ ، 

وأول شيء صباح الغد…”


قاطعت مينغ تشين : “ سأغادر الليلة ….” 

واستدارت كما لو أنها لا تستطيع البقاء للحظة أطول، 

قائلة : “ سأعيد الطبيب الإمبراطوري وانغ بكل تأكيد "


حين اقتحمت مينغ تشين الصيدلية، 

مطالبةً أختها الكبرى سونغ شو تشينغ بالأشياء التي تحتاجها على وجه السرعة ، 

وقفت الأخيرة تراقبها بصمت وذراعاها متشابكتان


مينغ تشين : “ أختي ! عليّ مغادرة المدينة بسرعة، 

أرجوكِ جهّزي لي السجل بأسرع وقت !” 

شعرت بالقلق عندما لم تجد استجابة من أمامها، 

فتابعت : “ الرحلة إلى جينغتشو طويلة ، 

يجب أن أبدأ بأسرع ما يمكن !”


أخذت سونغ شو تشينغ شيئ من صندوق خشبي على 

الحائط وحشرته في فم مينغ تشين الثرثارة ، وسألتها : 

“ هل هو لذيذ؟”


: “ هاه؟” لم تفهم مينغ تشين قصد أختها، 

لكنها مضغت الطعام بلا مبالاة وقالت : “ لذيذ، لذيذ. 

أختي تشخيص النبض والأدوية…”


: “ همف ...” شخرت سونغ شو تشينغ، 

وقبضت يدها في توتر : “ حتى الكوبتيس المُرّ تقولين إنه 

لذيذ ؟ 

هل تنتظرين أن تموتي في الطريق قبل أن تدركي مدى سوء 

حالتكِ الجسدية ؟ 

مدي معصمكِ لي "


: “ أنا… أنا…” ثم تراجعت مينغ تشين خطوة إلى الوراء 

بعزم، رافضة : “ لا يزال لدي وقت ، 

يجب أن أذهب إلى جينغتشو ….” 

عيناها اللامعتان بنور الشموع مليئتين بالإصرار : 

“ أختي الكبرى لقد اتخذت قراري بالفعل أليس كذلك؟”


صرّت سونغ شو تشينغ على أسنانها بغضب : 

“ أنتِ… أنتِ… أيتها الحمقاء ...”

وأوردة جبهتها تنبض بوضوح : “ إذا متِّ من أجل الأميرة ، 

حتى لو استيقظت ، فلن تكون سعيدة . 

لقد أنقذتِ حياتها، لكنكِ تخنقين قلبها ، هل تفهمين ذلك ؟”


{ كنت متفائلة بعض الشيء في البداية ، 

ظننت أن الشهر الإضافي الذي تفاوضنا عليه مع ولي العهد 

المعزول سيتيح لنا علاج الأميرة بسلاسة ،

وبعد ذلك ، يمكن للمعهد الطبي الإمبراطوري بأكمله التركيز 

على إزالة السم من جسد تشين تشين


لكن الآن، بعد كل هذه الأيام، 

ورغم كل الجهود المبذولة، 

لم تتحسن حالة الأميرة على الإطلاق، 

فكيف يمكننا حتى التفكير في علاج تشينغ تشين؟


اللعنة ! 

في حياتي السابقة، درست علم الأحياء فقط كمادة اختيارية 

في الجامعة ، ولا أعرف شيئ عن الطب المتقدم في القرن 

الحادي والعشرين. هذا سيئ للغاية ! }


تحدثت مينغ تشين بهدوء ، 

وهي تنظر إلى سونغ شو تشينغ التي شحب وجهها قلقًا : 

“ لكن يجب أن أكون أنا من يذهب إلى جينغتشو. 

الطبيب الإمبراطوري وانغ رجل غريب الأطوار، 

لكنه يعرفني جيدًا . 

أنا الأكثر احتمالًا لإقناعه .”

أنزلت رأسها ، 

وترددت للحظة :

 “ أنا أعلم، أعلم أنه عندما تستيقظ يان يان، ستنزعج. 

إنها شخص طيب جدًا ، لن ترغب أبدًا في أن يموت أحد من 

أجلها، 

لذا أختي الكبرى… يجب ألا تخبريها، 

عليكِ أن تبقي الأمر سرًا من أجلي ….”

رفعت رأسها ، 

ونبرتها حازمة : “ بغض النظر عن أي شيء ، 

لا تدعيها تجدني ، فقط اجعليها تظن أنني لا أزال مفقودة.”


عندما لم تتلقَى أي رد، 

شعرت مينغ تشين بالقلق، 

فتقدمت خطوة وأمسكت بيد سونغ بعناد : 

“ أختي الكبرى، أرجوكِ، أنتِ الأفضل في الكذب، أليس كذلك؟ 

منذ كنا أطفالًا، لم يتمكن المعلم من اكتشاف خدعكِ أبدًا. 

صحيح أن يان يان تستطيع دائمًا معرفة إن كنت أكذب ، 

لكنكِ بارعة جدًا، بالتأكيد ستنجحين في خداعها…”


بنفاذ صبر، 

أبعدت سونغ شو تشينغ يد تشين عنها بقوة : “ اصمتي !

هل تعرفين حتى كيف تتحدثين باحترام؟ 

كل حديثك عن الكذب…”

وأخرجت على مضض جرة من الحبوب من كمّها : 

“ تناولي حبتين مع كل وجبة يوميًا ، 

هذا يكفيكِ لحوالي شهر .”


ثم أدارت ظهرها بلا مبالاة، 

مستمرة في نقل السجلات الطبية، 

وهي تتمتم بصوت منخفض : “ عمل متسرع وغير متقن، 

لا فكرة لدي إن كان سيفيد حتى . 

على الأرجح لن يفيد ، 

لكن عليكِ تناوله بانتظام على أي حال .”


قفزت مينغ تشين بفرح، ممسكة بالجرة الخشبية، ثم 

اندفعت لتعانق سونغ : “ أختي الكبرى !” 

محاوِلةً رفعها عن الأرض والدوران بها : 

“ كنت أعلم أنكِ الأفضل !”


: “ توقفي، توقفي، توقفي…” دفعت سونغ شو تشينغ مينغ 

تشين بعيدًا بسرعة، 

وهي تكافح لتحافظ على توازنها، 

قلقةً من أن يتلطخ الحبر على يديها : “ أنا أكتب أيتها 

الحمقاء العنيدة !”


تحدّثت دون أن ترفع عينيها عن القلم، 

مركزةً تمامًا على عملها


فيما كانت مينغ تشين تواصل القفز بحماس، 

مستمتعة بجولتها الرابعة داخل الصيدلية، 

نطقت سونغ شو تشينغ بلا مبالاة : “ لا تموتي هناك.”


لكن مينغ تشين، التي لم تكن تنظر إلى شفتيها، 

لم تسمع ذلك، وظلّت تواصل قفزاتها بمرح


“ وإن كان لا بد أن تموتي ، فليكن أمامي على الأقل . 

بذلك، لن أشعر بالعجز التام، غير قادرة على فعل شيء.”


رمشت سونغ شو تشينغ بعينيها المرهقتين، متمنيةً ألا تضطر 

لاستخدام الحبر القذر الذي لم يجف بعد أمامها.


يتبع

  • فيس بوك
  • بنترست
  • تويتر
  • واتس اب
  • لينكد ان
  • بريد
author-img
Fojo team

عدد المقالات:

شاهد ايضا × +
إظهار التعليقات
  • تعليق عادي
  • تعليق متطور
  • عن طريق المحرر بالاسفل يمكنك اضافة تعليق متطور كتعليق بصورة او فيديو يوتيوب او كود او اقتباس فقط قم بادخال الكود او النص للاقتباس او رابط صورة او فيديو يوتيوب ثم اضغط على الزر بالاسفل للتحويل قم بنسخ النتيجة واستخدمها للتعليق

X
ستحذف المقالات المحفوظة في المفضلة ، إذا تم تنظيف ذاكرة التخزين المؤقت للمتصفح أو إذا دخلت من متصفح آخر أو في وضع التصفح المتخفي