القائمة الرئيسية

الصفحات

آخر الاخبار

Ch58 | رواية TPSGCBTC اليوري

 Ch58


وسط ضباب الحلم الطويل ، 

شعرت مورونغ يان وكأنها تائهة في عالم خيالي لا نهاية له


في ذلك الحلم ، كانت هي وآ-تشين على متن قارب صغير ، 

ينجرف بلطف فوق سطح بحيرة هادئة، 


بينما النسيم العليل يلاعب المياه برفق


آ-تشين، بثوبها الأخضر الفاتح، 

بدت كعالم وسيم، تدفع القارب بثبات


أما مورونغ يان، فقد استلقت هناك دون مبالاة، 

جسدها مسترخي كليًا، وعيناها مفعمتان بالإغراء، 

تمامًا كـ ثعلب يطمح إلى إغواء الفتاة المركزة أمامها، 

راغبةً في أن تغرق معها في هذا الاستسلام الساحر


هبت الرياح بنعومة ، والمنظر حولهما خلاب


لكن في لحظة ما، شعرت مورونغ يان بارتجاف طفيف — 

لقد وصلتا إلى الشاطئ


مددت ذراعيها ، 

فألقت حبيبتها العصا جانبًا وعانقتها ، 


خدودهم تتلامس ، وكأنهم يحاولان الانصهار معًا في جسد واحد


أمالت رأسها للخلف براحة ، 

متقبلةً القبلات الرقيقة التي انهمرت كالمطر على عنقها


الزمن ، المكان — كل شيء فقد معناه


تمامًا حين بدأت عيناها بالضبابية ، 

ورغبت في الغرق في هذا الشعور إلى الأبد ، 

توقفت آ-تشين فجأة


أمسكت بيدها ، برفق وحرص ، 

وساعدتها على الصعود إلى الشاطئ


" آ-تشين، تعالي "


مدت يدها ، محاولةً مساعدة المرأة التي لم تصعد الشاطئ بعد


لكنها فقط ابتسمت وهزت رأسها ، 

ثم التقطت العصا مجددًا ، 

ودفعت القارب بعيدًا عن الضفة


" آ-تشين، لا ! "


وفجأة ، انقلبت البحيرة الهادئة إلى إعصار عاصف ، 

و تحولت السماء إلى لون رمادي داكن ، 

والعاصفة جعلت القارب الصغير يتأرجح بعنف


ارتفعت الأمواج السوداء الهائجة، 

وفي غمضة عين، 

ابتلعت كل شيء 


— القارب، والمياه  ، والفتاة التي كانت عليه


" آ-تشين، لا ! لا ! لا تتركيني ! "


اجتاحها شعور خانق بالاختناق ، وألم موجع اخترق قلبها


وفي اللحظة التالية ، 

استيقظت مورونغ يان فجأة من نومها، 

و جبهتها مغطاة بالعرق، 

تلهث بشكل لا يمكن السيطرة عليه


“ الأميرة استيقظت !”


“ هذا رائع !”


“ أسرعوا ، اذهبوا لاستدعاء الطبيب الإمبراطوري وانغ !”


ملأت أصوات الخدم المليئة بالحماس أذنيها، 

أرادت أن ترفع يدها لمسح العرق، 

لكن جسدها كان متيبس ومليئ بالألم ، 

فسقطت يدها ضعيفة دون مقاومة


شعرت كأن وعيها غارق في الضباب، 

وأي محاولة للتفكير كانت أشبه بالخوض في وحل كثيف


النمر قد اقترب بالفعل من السرير ، 

رافعًا قائمتيه الأماميتين ليُسند جسده ، 

ثم دنا برأسه ، وعيناه الرماديتان مليئتان بالعاطفة، 

ليُلامس خد الفتاة الهزيل بلطف


{ يبدو أن هو إير وكأنه قد كبر قليلًا ، 

كم من الوقت كنت نائمة ؟ }


تخلصت مورونغ يان من الكابوس المزعج، 

لكن ذاكرتها لم تكن سوى صفحة فارغة بعد اللحظة التي 

أجبرها فيها ولي العهد على شرب السم في برج كانغيوي، 

وكأن الزمن توقف عند تلك اللحظة


{ هل يُعقل أنني نجوت ؟ }

: “ هل استيقظت الأميرة ؟ كيف تشعرين ؟”

سونغ شو تشينغ أول من دخل الغرفة ، 

وبدت عليها آثار الإرهاق ، 

مع هالات داكنة تحت عينيها


وعندما رأت مورونغ يان تحاول النهوض، 

أمسكت بمعصمها وقالت بصوت هادئ: “ لقد كنتِ فاقدة 

للوعي لمدة شهر ، لا يجب أن تجهدي نفسك .”


{ شهر ؟! }


لم تصدق مورونغ يان ما سمعته، 

وحين حاولت الحديث، 

شعرت بحلقها جاف ويؤلمها ، 

فلم تستطع إصدار أي صوت


سعلت بضعف ، 

وعندما رفعت عينيها نحو سونغ شو تشينغ التي لم ترها منذ 

وقت طويل، 

اتسعت عيناها قليلًا، 

وتحركت شفتاها وكأنها تحاول أن تسأل شيئ دون صوت


أنزلت سونغ شو تشينغ رأسها، 

متظاهرةً بأنها تأخذ النبض، 

بينما امتلأت ملامحها بالمرارة ، 

ومع ذلك، تحدثت بنبرة طبيعية قائلة : “ لا أعرف أين تشين تشين . 

بعد أن أنهيتُ أنا وكاو يون مهمتنا في شو 

لم تلتقِي بنا هناك . 

عدتُ إلى العاصمة قبل أيام قليلة فقط ، 

ولم يصلني أي خبر عنها بعد .”


عند سماع ذلك ، ارتخى عنق مورونغ يان المتوتر ، 

وأغمضت عينيها بصمت ، 

تاركةً سونغ شو تشينغ تغرز الإبر في جسدها


وانغ وي : “ الآنسة سونغ وصلتِ بسرعة كبيرة !”

دخل إلى الغرفة ، 

و أنفه محمر وشعره في حالة من الفوضى، 

بينما فتح صندوق الأدوية بلا مبالاة، 

غير مدرك للصمت غير الطبيعي بين الاثنتين، 

وقال متحمسًا: “ كنت أعلم أنكِ تريدين وراثة إرثي وتصبحي 

ملكة الطب في العالم ! 

أنتِ تلميذتي المخلصة بلا شك!”


تمتمت سونغ شو تشينغ بتعب : 

“ أيها العجوز الأحمق من يريد أن يكون تلميذك ! 

أشعر أنني على وشك الموت ، ملك الطب اللعين !” 

وهي تسمح لمورونغ يان أن تستند على كتفيها لمساعدتها 

على الجلوس، 

ثم قالت بحدة: “ قلتُ لك هذا مئة مرة ، ومع ذلك لا تفهم !”


تمتم وانغ وي متذمرًا : “ همف! منافقة ، 

في أعماقكِ تريدين تغيير العالم معي!”

بينما سلم الدواء الذي أعده إلى سونغ ، 

طالبًا منها أن تساعد الأميرة على شربه ببطء


تصفح سجلات العلاج بجانبه، 

ونظر إلى ملامح الأميرة التي تتناول الدواء، 

ثم تنهد تنهيدة طويلة وقال : “ يبدو أن الأميرة قد استقرت 

حالتها أخيرًا ! 

هذا رائع حقًا . 

الآن يمكنني أن أرتاح مطمئنًا ، 

على الأقل لم تذهب جهود شياومينغ في الخفاء سدى…”


لكن قبل أن ينهي جملته ، رمقته سونغ شو تشينغ بنظرة 

حادة كادت تقتله في مكانه


' أنت، اخرس، حالًا ! '


وفي حين كانت مورونغ يان منشغلة بشرب الدواء، 

أدارت سونغ شو تشينغ رأسها قليلًا، 

وأومأت بصمت للعجوز المجنون أمامها، 

محذرةً إياه بعينيها



“ آه… صحيح ، صحيح !”

تذكر وانغ وي بسرعة التحذير الذي أعطته له سونغ مسبقًا، 

فحك أنفه بتوتر ،  

ثم التزم الصمت على غير العادة للحظة


ومع ذلك، لم يستطع منع نفسه من الاستمرار في الثرثرة مع 

الأميرة المستيقظة حديثًا 


: “ آه… آنسة… أقصد ، يا الأميرة ، بما أنكِ قد استيقظتِ 

للتو ، عليكِ أن تأخذي دواءكِ في وقته . 

حاولي تناول أطعمة خفيفة وسهلة الهضم مثل العصيدة 

في البداية ، 

ثم زيدي الكمية تدريجيًا . 

لا تأكلي كثيرًا دفعة واحدة ، وتذكري أن تتحركي قليلًا ، 

فإعادة التأهيل أمر مهم جدًا…”


بعد أن ارتشفت مورونغ يان الدواء المرّ للغاية جرعةً بعد 

أخرى، 

لم يظهر على وجهها أي تعبير خاص؛ 

فقط أنزلت جفنيها، 

ولم يكن واضح إن كانت تصغي لما يُقال أم لا


“ جسدكِ بحاجة إلى رعاية جيدة ، 

لا مزيد من التقلبات الحادة . 

عمركِ ثلاثون فقط ، وشعركِ قد بدأ يشيب بالفعل . 

الناس عادةً يعيشون حتى الستين ويعتبرونها حياة طويلة ، 

لكن مع حالتكِ هذه، لستُ متأكد حتى إن كنتِ ستصلين 

إلى الخمسين .”


لم يهتم وانغ وي بعدم استجابتها، 

بل أغلق صندوق أدويته وتنهّد بأسى: “ لقد عانيتُ كثيرًا ، 

عبرتُ الجبال والأنهار ، 

بل وحتى… أوه لا، ليس دوار السيارة… دوار الحصان 

حتى أصل لإنقاذكِ . 

إن متِ بهذه السرعة ، سيكون ذلك ظلمًا لي ولشياومينغ…”


رأت سونغ شو تشينغ أن العجوز على وشك أن يُفلت لسانه مجدداً ، 

فغطّت فمه سريعًا بيدها، 

بينما أجبرت وجهها على رسم ابتسامة متكلفة أمام مورونغ 

يان، 

ثم أمسكت بياقة وانغ وي وسحبته للخارج بعنف


تذمّر وانغ وي : “ هاي، هاي، هاي! آنسة سونغ، ملابسي!

 ملابسي ستتمزق !” 

وهو يجرّ صندوق الأدوية معه، 

غير راضٍ عمّا يحدث


سونغ شو تشينغ : “ اللعنة… أيها العجوز المزعج ”

 أغلقت الباب ، 

ثم خفضت صوتها وهي تفلت قبضتها عنه : “ إن تجرأتَ 

على ذكر تشين تشين أمام الأميرة مرة أخرى ، 

فسأجعلك تفقد وعيكِ حقًا في المرة القادمة .”


شعر وانغ وي بالظلم ، 

فأعاد ترتيب ثيابه المتجعدة وهو يعبس : 

“ لم يكن ذلك مقصود . 

شياومينغ خاطرت بحياتها لإنقاذ الأميرة ، 

تستحق راحة كافية .” 


أمسكت سونغ شو تشينغ برأسها بإحباط : 

“ هل تعتقد أنني لا أعرف ؟”

ثم قالت بحدّة : “ لكن إن علمت الأميرة أن حياتها أُنقذت 

على حساب صحة تشين تشين، 

هل تظن أنها ستكون سعيدة ؟

توقف عن الحديث عن الفرح الشديد والحزن الشديد، 

قد نجد أنفسنا في القبر معها في أي لحظة.”


رفع وانغ وي يديه مستسلمًا : 

“ حسنًا، حسنًا، فهمت، خطئي، خطئي.”


تنهدت المرأة المحبطة : “ آه…”

ثم أرخَت ياقة ملابسها وسارت إلى الأمام : 

“ بما أن الأميرة تعافت الآن ، 

لم يعد لدينا ما يشتت انتباهنا . 

علينا الإسراع في إيجاد الترياق لتشين تشين .”


حك وانغ وي ذقنه غير الموجود بشرود : 

“ تحضير ترياق لإطالة العمر أمر، لكن… 

حارسة الظل شياومينغ تمتلك أجسام مضادة في جسدها ولن تموت ، 

المشكلة تكمن في مدى إمكانية تعافي الأجزاء المتضررة ….”

وظهر أثر من الكآبة على وجهه المجنون عادةً :

“ بصراحة ، 

حالة شياومينغ الحالية… 

قد تكون أسوأ من…”


ركلت سونغ مؤخرة العجوز بقوة : “ اللعنة ، لا تستسلم !”

دون أي اعتبار لعمره أو أي احترام لكبار السن، 

ثم رمقته بنظرة غاضبة وتابعت : “ أليس من المفترض أنك عبقري العالم ، 

معجزة من عصر التكنولوجيا ؟ 

خذ هذا الأمر بجدية !”


: “ أعلم ، سأجد طريقة لإنقاذ حارسة الظل شياومينغ.” 

رد وانغ وي وهو يفرك المكان الذي تلقى فيه الركلة، 

دون أن يغضب، 

بل تابع السير ببطء وهو يقول: “ هاي! برأيك ، هل يمكن أن 

يكون ولي العهد هذا أيضًا عبقري متحور جيني مثل العقارب؟ 

وإلا، كيف تمكن من الحصول على سم معقد كهذا ؟”


“ من يدري ؟ مهما كان مصدره ، 

فقط استخدم حكمتك كطبيب حديث لسحقه .”


واصل العجوز والفتاة شجارهما المعتاد بينما يتجهان نحو 

معسكر حراس الظل …


يتبع

author-img
Fojo team

عدد المقالات:

شاهد ايضا × +
إظهار التعليقات
  • تعليق عادي
  • تعليق متطور
  • عن طريق المحرر بالاسفل يمكنك اضافة تعليق متطور كتعليق بصورة او فيديو يوتيوب او كود او اقتباس فقط قم بادخال الكود او النص للاقتباس او رابط صورة او فيديو يوتيوب ثم اضغط على الزر بالاسفل للتحويل قم بنسخ النتيجة واستخدمها للتعليق

X
ستحذف المقالات المحفوظة في المفضلة ، إذا تم تنظيف ذاكرة التخزين المؤقت للمتصفح أو إذا دخلت من متصفح آخر أو في وضع التصفح المتخفي