Ch59
أُجلِست تشيو باييو على الأريكة بمساعدة من حولها
وبعد أن استقرت، جذبت تشيو زيمين برفق إلى أحضانها،
وأخذت تمسح على شعرها بهدوء لتطمئنها:
“عمّتك بخير حقًا، وليست مريضة.
عمّتك كانت تلهو فقط منذ قليل.”
الدموع قد بدأت تتجمع في طرفي عيني تشيو زيمين:
“حقًا؟”
أومأت تشيو باييو برأسها:
“ حقًا …
ألا تذكرين؟ ألم تذهب عمّتك إلى المستشفى قبل فترة
لإجراء فحص شامل للجسم؟
ألم يقل الطبيب آنذاك إن عمّتك بصحة ممتازة ؟”
مسحت تشيو زيمين عينيها وأومأت بخفة
لقد تذكرت ذلك اليوم جيدًا
حين دفعها الجد والجدة، اضطرت عمّتها للذهاب إلى
المستشفى للفحص، وقد دفع الجد والجدة تكاليف العلاج أيضًا
وقد قال الطبيب حينها إن عمّتها ليست مريضة،
بل إنها بصحة جيدة جدًا
لقد بقي ذلك عالقًا في ذاكرتها
“لكن… هل كنتِ فعلاً تتدربين على الزحف المرعب منذ قليل؟”
لقد رأت هذا الميم على الإنترنت من قبل،
لكنها لم تتخيل أن عمّتها ستقدّم لها عرضًا مباشرًا بهذه الطريقة
بل إن عمّتها قالت إنها ستزحف هكذا مستقبلاً لتخيف من يزعجها
لكن لا حاجة للانتظار للمستقبل، فهي قد أرعبتها الآن بالفعل
لم تستطع تشيو باييو تمالك نفسها،
وضحكت حين سمعت هذا السؤال
ضحكت من مهارتها الارتجالية تلك،
وضحكت أيضًا من سخافة هذا النظام
ربّتت على ظهر الصغيرة، وهمست لها:
“على كل حال، عمّتك بخير، فلا تقلقي.”
لكن تشيو زيمين سألتها مجددًا:
“إذًا، لماذا سقط هاتفك على الأرض؟
عمّتي، هل أسقطتِه عن قصد؟
هل هذا جزء من خطتك العظيمة لتخويف الناس حتى الموت…؟”
تشيو باييو: “…”
" لا ،، فقط لم أمسك الهاتف جيدًا ، فسقط من يدي .”
لكن رغم هذا التفسير، لم تستطع تشيو زيمين مقاومة
رغبتها في معانقة عمّتها،
ودفنت وجهها في عنقها:
“ عمّتي، لا تفعلي شيئًا كهذا فجأة مرة أخرى…
أخبريني أولًا ،
أنا أخاف…”
: “ حسنًا، عمّتك ستنتبه في المستقبل. لا تخافي الآن،
كوني فتاة جيدة .”
تنهدت تشيو باييو داخلياً { هذا النظام اللعين يسبب لي
الكثير من المتاعب فعلًا }
وبعد أن هدأت تشيو زيمين،
أدركت تشيو باييو أن يدها الأخرى لا تزال تمسك بيد يي يان يوي
كانت أيديهما متشابكة بإحكام، ولم تفلت إحداهما الأخرى
كانت يي يان يوي جالسة بجوارها، تراقبها طوال الوقت،
و لم تذهب إلى أي مكان
نظرت إليها تشيو باييو، وفي مواجهة تلك النظرات القلقة،
شدّت على يدها برفق،
تمرر أطراف أصابعها على يد يي يان يوي بحنان،
وقالت بصوت خافت مطمئن:
“ كل شيء على ما يرام الآن، لا داعي للقلق .”
كانت تشيو زيمين قد ارتعبت،
ويي يان يوي أيضًا كانت قلقة
{ هاتان الاثنتان ، أغلى ما أملكه في هذا العالم ،
و دائمًا بجانبي
وقد جاءت هذه العقوبة فجأة ،
دون أن منحي حتى فرصة للبحث عن مكان لأختبئ فيه !
الشيء الوحيد الذي يستحق الامتنان فعلًا ،
هو أن يي يان يوي كانت هنا،
وقد تدخلت في الوقت المناسب
الآن، وظيفة العقاب لا تزال تئن وتصدر طنين متقطع ،
غير قادر على إحراجي أكثر من ذلك
كل ما عليّ فعله الآن هو الانتظار حتى تنتهي وظيفة العقاب تمامًا }
وبعد أن هدأت قليلًا ، لم تستطع تشيو باييو تخيّل ما كان
يمكن أن يحدث لو لم تكن يي يان يوي موجودة
{ من المؤكد أن تشيو زيمين كانت ستنهار بالبكاء، أليس كذلك؟
وربما كُنت سأظل غارقة في العقوبة،
عاجزة عن تهدئة الصغيرة في الوقت المناسب
وبعدها ستصل الخالة ، وعندها سيكون المشهد درامي على
نحو لا يُحتمل .. اااههخ }
كلما فكرت تشيو باييو أكثر ،
ازداد شعورها بعدم الاحتمال
{ هذا النظام الكلب اللعين… لا يمكن التساهل معه أكثر من ذلك! }
نظرت إلى يي يان يوي، وراودتها فكرة جريئة للغاية
————————-
بعد عدة ساعات ————-
الخالة منشغلة حاليًا بإعداد العشاء في المطبخ
شياومين تشاهد التلفاز في غرفة المعيشة
أما تشيو باييو ويي يان يوي، فهما في غرفة النوم الرئيسية،
تناقشان أمورًا في غاية الأهمية
أغلقت تشيو باييو الباب،
واستدارت لتواجه يي يان يوي على وقع الطنين الكهربائي المتواصل
: “ يان يوي لديّ فكرة جريئة "
يي يان يوي:
“وأنا كذلك لديّ فكرة جريئة "
تبادلتا النظرات مباشرةً
وحين التقت أعينهما ، بدا وكأن الإلهام قد ضربهما معًا،
فتولد بينهما تفاهم صامت
يي يان يوي:
“ أعتقد أننا نفكر في نفس الشيء "
ردّت تشيو باييو:
“ قوليها أولًا ، لنرَى إن كنتِ محقة .”
ولم تتردد يي يان يوي لحظة:
“ إيجاد طريقة للتخلص من نظامك .”
فهذا النظام مزعج للغاية ، وغير ودود بالمرة
بوجوده، لا يمكنهما التحدث أو التصرّف بحرية،
وتشيو باييو حتى تتعرّض للعقوبات وتعاني.
اليوم كان الوضع تحت السيطرة لأنهم في المنزل،
لكن لو حدث هذا في الخارج، فسيكون أسوأ بكثير
فما الفائدة من بقاء نظام كهذا؟
ما دام يمثل خطرًا كامِنًا، فلا بد من القضاء عليه
تلألأ الضوء في عيني تشيو باييو،
وارتسمت ابتسامة خفيفة عند طرف شفتيها:
“أنا فكرت بالأمر نفسه.”
أسعدها أن أفكار يي يان يوي تتلاقى كثيرًا مع أفكارها دون
حاجة للنقاش المسبق
فبعد كل مرة تُفَعَّل فيها وظيفة العقوبة ،
يتم تقليل شروط تفعيل العقوبة التالية
ومع ما حدث لتوّه، تراجعت الشروط من خمسة عشر مهمة
فاشلة إلى عشرة مهمات فقط
وهذا يعني أن العقوبة القادمة ستحدث بشكل أسرع،
بل وقد يصل الأمر يوم إلى أن تُعاقب بعد فشل مهمة واحدة فقط
كيف ستعيش حينها ؟
تنفيذ المهام ؟ مستحيل
المهام التي يصدرها النظام لا تستهدف تشيو زيمين فقط،
بل تطال أيضًا يي يان يوي، لان شين، تشي لينغ،
والبطل الذكر… جميع الشخصيات المرتبطة بالقصة
فكيف لها أن تجري أمامهم وتتصرف بجنون دون سبب؟
وفوق هذا، من المستحيل تمامًا أن تُفسد تشيو زيمين
{ حتى لو هددني بالموت ، فلن أفعلها أبدًا !! }
بدلًا من انتظار الموت ، من الأفضل أن تأخذ زمام المبادرة
وتهاجم { — فليسقط النظام اللعين ! }
نظرت تشيو باييو إلى يي يان يوي بعينين مليئتين بالتوق :
“ هل نظامكِ قادر على إسقاط أنظمة أخرى… أو اختراقها؟”
سواء كان ذلك بالإسقاط أو الاختراق،
ما دام سيمكنها من التخلص من هذا النظام الغبي
والمتسلط، فهو كافي
يي يان يوي لم تردّ على الفور،
وبعد لحظة من الصمت، ابتسمت لطمأنتها ونقلت ما قيل لها :
“ تقول إنه ممكن .
إنها مستعدة للمحاولة واختراق نظامك ، وجعله غير فعّال "
تألّق الأمل في عيني تشيو باييو أكثر فأكثر
وتابعت يي يان يوي:
“ لكن عملية الاختراق تحتاج إلى وقت،
ولا بد أن تتم خطوة بخطوة،
ولا يمكن إنجازها دفعة واحدة.
كما يجب الحذر من اكتشاف نظامك لذلك — فالأمر ليس بسيط …
وأيضًا…”
أثناء حديثها، عبست بجبينها، ونظرت إلى تشيو باييو بعينين
ممتلئتين بالقلق والشفقة:
“ ستشعرين بالألم "
باييو : “ أين سيؤلمني ؟”
: “ رأسك "
باييو : “ هل سيستمر الألم بعد نجاح الاختراق ؟”
: “ لا، الألم سيكون فقط أثناء العملية،
عندما يتصارع النظامان معًا — وحينها ، أنتِ بصفتكِ
الحاملة الرئيسية للنظام ، ستتأثرين حتمًا .”
باييو : “ آوه فهمت…”
: “ لكنها تقول إنها قادرة على التحكم في توقيت الاختراق،
ولن تحاول التسلل إلا بعد أن تأذني لها ، ولن تبدأ فجأة .
بهذا الشكل ، سيكون لديكِ وقت للاستعداد لمواجهة الصداع .”
نقلت يي يان يوي كلمات نظامها حرفًا بحرف.
ثم مدّت يدها وأمسكت يد تشيو باييو،
و نظراتها مليئة بالقلق، ومشاعرها معقدة:
“ باييو…”
إنها ترغب من كل قلبها في أن تساعد تشيو باييو على
التخلص من نظام الشخصية الثانوية الشريرة،
لكنها لا تريد أن تراها تعاني
من ذا الذي يستطيع تحمّل رؤية من يحب يتألم؟
بادلتها تشيو باييو الإمساك باليد، وثبّتت عينيها عليها —
وكأنها لا تنظر إلى يي يان يوي فقط،
بل إلى النظام داخلها أيضًا
و ردت بثبات دون تردد:
“سنفعلها بهذه الطريقة "
ثابتة ، عازمة
{ ما قيمة صداع مؤقت؟
عليّ فقط تحمّله لبعض الوقت،
وستعود السماء صافية بعدها
هذا أهون بكثير من نظام يستمر في تخفيض شروط العقوبة،
وقد ينتهي بها الحال بأن أُعاقب يوميًا
كما أنني لم أعد أحتمل رؤية شاشة ' فشل ' تومض أمامها
طوال الوقت ،
ولا أن يكون تواصلي الحرّ مع يي يان يوي ممكنًا فقط في
ظل الحماية المؤقتة — أنا أريد الحرية ، المزيد من الحرية ... }
باييو : “ كم من الوقت تقريبًا سيستغرق الأمر؟”
: “ من الصعب القول…
تقول أنها ستبذل جهدها لتُسرع العملية قدر الإمكان .”
: “ هذا جيد أيضًا، العمل البطيء ينتج ثماره بإتقان .
شكرًا لكِ… وشكري لها أيضًا .
وإن احتجتما إلى أي تعاون مني ، أخبريني فورًا .”
رفعت يي يان يوي يدها،
وبلطف داعبت وجه تشيو باييو بنظرة مليئة بالتعاطف ،
تحترم خيارها — فهذا هو الحل الأمثل حاليًا،
لكنها لا تزال تشعر بالألم من أجلها
{ حبيبة قلبي باييو فقدت والديها في سن صغيرة ،
ثم ماتت في حادث سيارة وهي لا تزال في ريعان شبابها ،
وبعدها انتقلت إلى عالم آخر بمفردها ،
لا أقارب ، ولا أحد يُساندها …
ثم علقت مع نظام شرير كهذا،
و يفرض عليها القيام بهذا وذاك،
ويعاقبها إن لم تفعل …..
باييو خاصّتي عانت كثيرًا حقًا … }
رأت تشيو باييو اللين والشفقة في عينيها،
فارتخت نظرتها،
ومدّت كفّها لتغطي بها ظهر يد يي يان يوي:
“ لا تقلقي، أستطيع تحمّل الأمر "
ثم قالت فجأة :
“ يوجد أمر آخر"
: “ ما هو؟”
: “ شريط تقدم ظلام شياومين لم يُصفّر بعد .
نظامكِ لا يمكنه رؤية نسبة الظلام ،
وأخشى أنني لن أتمكن من رؤيتها أيضًا بعد أن يتم اختراق نظامي،
لذا أود تأجيل تنفيذ خطة الاختراق حتى تُصفّر نسبة التقدم .”
رمشت يي يان يوي بعينيها كم مرة ،
ثم أومأت وأجابت :
“ معكِ حق "
طالما لم تُمحَى نسبة 0.5% كليًا،
فلا يمكنهن أن يشعرن بالطمأنينة
بعد أن أنهت يي يان يوي حديثها،
لزمت الصمت قليلاً،
وكأنها تُنصت إلى ما يقوله النظام ——-
ثم قالت فجأة:
“ يمكن تنفيذ الأمرين بالتوازي .
نظامي سيحاول التسلل دون التدخل في نظامك ،
سيظل نظامك يعمل بشكل طبيعي حتى يسيطر نظامي
بالكامل عليه .”
استمعت تشيو باييو بدهشة، وقالت:
“ رغم أنني لا أفهم طريقة عمله بالضبط ،
لكن يبدو الأمر تقني للغاية .”
فكرت قليلاً ، ثم اكتشفت نقطة محورية:
“ يعني هذا أنه خلال عملية التسلل ، سيظل نظامي يُصدر
المهام لي،
وإذا لم أُنجزها سيستمر في معاقبتي ؟”
يي يان يوي:
“ نعم.”
سألت تشيو باييو مجددًا:
“ خلال العقوبة ، هل ستظل تدخلاتكِ فعالة ضده ؟”
انتظرت يي يان يوي لحظة، ثم أجابت:
“ نعم .”
باييو : “ طالما أنها فعالة، فالأمر على ما يرام .”
لم تعد لدى تشيو باييو أي شكوك
رغم أنها ستعاني من الصداع، لكنها تستطيع تحمّله،
طالما أن النتيجة ستكون التحرر من هذا النظام
فقالت يي يان يوي وهي تحدّق في عينيها بثبات:
“ بما أن الأمر كذلك ، هل تودّين العيش معي ؟”
تشيو باييو: “؟”
عقدت حاجبيها بتعجّب :
“ ألسنا نعيش معًا بالفعل؟”
ابتسمت يي يان يوي بخفة وهزّت رأسها :
“ أقصد… العيش معًا على المدى الطويل ، سكن دائم .
انتقلي للعيش في منزلي ، بهذه الطريقة مهما حدث،
سأكون بجانبك وأفعّل التدخّل الواقي في الوقت المناسب.
ولدي بيانو في المنزل،
يمكنني تعليم شياومين العزف أيضًا،
ويوفّر عليكِ عناء القيادة ذهابًا وإيابًا .
كما أنه عندما نكون معًا، يمكننا التفكير سويًا في كيفية
القضاء على نسبة 0.5%،
اليد الواحدة لا تصفّق، أليس كذلك ؟
فما رأيك؟
هل توافقين على الانتقال والعيش معي ؟”
صوتها كان رقيق للغاية،
رقة جعلت كلماتها وكأنه عرض زواج ،
تسألها : هل تقبلين بقضاء العمر معي ؟
غير متوقعة ، لكن تجعل القلب ينبض بالأمل
ومجرد أن تشيو باييو شبّهت الموقف بـ ' عرض زواج '
استفاقت من خيالها فورًا ،
شاعرة بأن الأمر سخيف للغاية ،
{ اييييه … الحب يجعل الناس يتوهّمون أحيانًا فعلًا… }
لكنها وافقت مع ذلك —
: “ حسنًا ، أوافق .”
فمنذ أن أحبت يي يان يوي، نسيت كيف ترفضها
وتوسعت عينا يي يان يوي المليئتان بالفرح حتى بدت كأنهما هلالان
{ أخيرًا ،،،، لم أعد مضطرة لاختلاق أعذار لأبقى وأبيت لديها }
يتبع
تعليقات: (0) إضافة تعليق