Ch61
بعد أن انتقلنَ إلى المنزل الجديد ،
أصبحت تشيو باييو أكثر استرخاءً من ذي قبل
كما تغيّر وقت تدريب تشيو زيمين على البيانو من الصباح إلى فترات بعد الظهر،
في الأيام التي لا تذهب فيها لحصص الساندا،
لأنها أرادت النوم حتى وقت متأخر في الصباح
وأثناء دروس البيانو، كانت تشيو باييو أحيانًا تبقى في غرفتها
منشغلة بأمورها الخاصة،
وأحيانًا تجلس بالقرب لتستمع منهما
اليوم ، جلست أيضًا بالقرب للاستماع
تشيو زيمين قد بدأت الآن تعزف بعض المقطوعات البسيطة،
وكانت في هذه اللحظة تضغط المفاتيح ببطء لتعزف
' تويِنكل، تويِنكل، ليتل ستار '
كانت النغمات الصافية تتقافز واحدة تلو الأخرى،
مكوِّنة لحن واضح للغاية
بعد أن عزفت مقطع ، رفعت تشيو زيمين رأسها ونظرت إلى
يي يان يوي، تبتسم بترقّب وكأنها تنتظر مديحًا منها
رؤية هذا المشهد جعل تشيو باييو تبتسم لا شعوريًا
{ طفلتنا الصغيرة حقًا محبوبة للغاية }
وبينما تنظر إلى ظهر تشيو زيمين المفعم بالحيوية،
خطر في ذهن تشيو باييو منظومة نظامها،
ومن ثم تذكّرت خطة الاختراق للنظام
في الأيام القليلة الماضية ، كنّ مشغولات بالانتقال ولم
يبدأن بتنفيذ الخطة فعليًا
كان نظام يي يان يوي قد قال أنها ستشعر بالصداع أثناء
عملية الاختراق ،
لكنهما لا يعلمان مدى شدة هذا الصداع بالتحديد
{ والآن وقد أصبح لديّ وقت فراغ…
هل ينبغي أن أُجرّب؟ }
راودها هذا التفكير بلا تركيز
وبعد ثواني ، بدأت تشيو زيمين تقترب تدريجيًا في مجال رؤيتها ،
حتى قفزت أخيرًا في أحضانها وعاقنتها
عادت تشيو باييو إلى الواقع
قالت الطفلة بين ذراعيها بنبرة خفيفة مبتهجة:
“ عمتي انتهى درسي !”
رفعت تشيو باييو نظرتها، وسقطت عيناها على يي يان يوي
رأتها واقفة باستقامة ، وهي تُنزِل غطاء مفاتيح البيانو بلطف
ومع دفعة خفيفة، بدأ الغطاء يُغلق من تلقاء نفسه ببطء
عادت تشيو باييو بنظرها إلى الطفلة في أحضانها، وقالت:
“معزوفة تويِنكل، تويِنكل، ليتل ستار التي عزفتِها جميلة جدًا.
أحسنتِ اليوم،
يمكنك الذهاب واللعب الآن.”
وعندما سمعت ذلك، أدركت تشيو زيمين أن تشيو باييو
كانت تستمع لعزفها، فانحنت عيناها تلقائيًا بابتسامة
“إذن سأذهب للعب الآن~”
قالت بينما تركض نحو المطبخ: “أريد أن آكل بعض الفاكهة،
هل تريدان شيئًا؟”
ردت تشيو باييو: “ لا، يمكنكِ أن تأكلي وحدكِ .”
كما ردت يي يان يوي أيضًا: “ العمة لا ترغب في الأكل الآن.
اذهبي واستمتعي به.”
وهكذا، شاهدتا الصغيرة وهي تخرج من المطبخ حاملة
وعاء عنب وزجاجة شراب، ثم تعود إلى غرفتها
وبعد لحظة، خرجت مرة أخرى لتأخذ كيس من رقائق البطاطس
ذكّرتها تشيو باييو : “ الشابة تشيو زيمين كلي أقلّ قليلًا .
لا تنسي أن لدينا عشاء لاحقاً ”
: “ أعلم يا صديقتي الكبيرة تشيو باييو!”
قالتها وهي تعانق كيس رقائق البطاطس،
ثم اختفت عن الأنظار بسرعة
لقد اعتبرت هذا المكان منزلها الآن، وتكيّفت تمامًا معه
جلست تشيو باييو في مكانها،
وتلاقت عيناها بعيني يي يان يوي
سألتها تشيو باييو : “ هل لديكِ أي خطط لاحقًا؟”
: “ لا، لماذا ؟” سألتها يي يان يوي
وقفت تشيو باييو وأمسكت بيدها : “ لنعد إلى غرفتِنا لنتحدث .”
: “ هم؟”
تبعَتها يي يان يوي في حالة ذهول، تقادها بيدها
رغم أنها لم تعرف ما الأمر،
فقد شغّلت درع التشويش بحكمة مسبقًا
أدخلتها تشيو باييو إلى الغرفة،
وبعد أن أغلقت الباب، تحدثت بصراحة:
“ بما أننا نملك بعض الوقت الآن ، أريد أن أرى مدى سوء هذا الصداع .
هل نظامكِ مستعد ؟”
لم تستطع يي يان يوي إلا أن تلقي نظرة نحو الباب،
ثم نظرت إليها ، وفهمت فجأة :
“ هل أحضرتِني إلى الغرفة لأنكِ تخافين أن ترى شياومين
أنكِ تعانين من صداع وتقلق عليك ؟”
تشيو باييو: “ نعم.”
أومأت يي يان يوي بفهم
تشيو زيمين تهتم كثيرًا بصحة عمّتيها ،
لو رأت إحدى عمّتيها تتألم من صداع،
لجلست بجانب سريرها بوجهها الصغير القلق،
رافضة المغادرة
وبما أن تشيو باييو كانت مستعدة،
تولّت يي يان يوي مهمة التواصل مع النظام
لم يكن نظامها تراقبها طوال الوقت،
إذ كانت تكره ذلك — فذلك أشبه بالمراقبة
كانت تتواصل مع النظام فقط عند الحاجة ،
وبعد أن تمنحها الإذن ، تظهر وتتواصل بمنظورها لتفهم الوضع الحالي
كان هذا هو الاتفاق الحرّ بينهما
لدي يوي نظامان مسؤولان عنها —
واحدة ذو خبرة ، والآخر مبتدئ
الثاني جديد ، وقد طُلب منه المساعدة من قبل النظام
الأقدم كي يتعرف على إجراءات إدارة النظام،
نوع من التعاون المشوب بالمجاملة الشخصية
النظام الأقدم قد ساعدتها كثيرًا ،
لذا كانت على استعداد لمساعدة هذا المبتدئ وتعليمه
كيفية التعامل مع بطلة غير تقليدية وكيفية التحكّم في النظام
لكن فيما يخص الخطط المتقدمة مثل اختراق نظام آخر،
لم يكن يحق سوى للنظام الأقدم التورّط فيها
انتظرت يي يان يوي للحظة، وسرعان ما سمعت صوت مألوف
【 ما الأمر؟】
كان صوت امرأة ناضج وعذب للغاية
ردّت يي يان يوي في ذهنها:
تشيو باييو تريد معرفة مدى تقدم خطتكِ .
لقد أصبحت مستعدة الآن للتعاون معكِ في الاختراق .
فرحت النظام بشدة :
【 هذا رائع!
بعد حديثنا الأخير ، عملتُ أنا وشريكي طوال الليل على
خطة الاختراق . نحن فقط بانتظار تنفيذها الآن !】
ثم أخبرت يي يان يوي تشيو باييو:
“ الخطة جاهزة . يمكننا البدء .”
فركت تشيو باييو يديها بحماس :
“ حسنًا ، لنبدأ ….
ما الذي ينبغي عليّ فعله ؟”
【 اقتربا من بعضكما . المسِي إصبعها .
أن يكون بينكما نقطة اتصال واحدة يكفي .】
فهمت يي يان يوي المقصود
ثم جلست على الأريكة ،
وفتحت ذراعيها نحو تشيو باييو
“ تعالي ، اتكئي على صدري .
بهذه الطريقة سيكون بيننا تلامس .”
النظام【؟】
{ هل هذا ما قصدته حقًا ؟ }
【 تقومين بتمرير أجندتكِ الخاصة، أليس كذلك؟】
وجه يي يان يوي بريئ تمامًا ، يحمل تعبير مخلص صادق
من نوع ' كل هذا لأجل صديقتي ' ~
بينما في داخلها ترد على نظامها : نعم ~~
كانت تريد اقتناص كل فرصة لتقارب جسدي مع تشيو باييو
وفي عالم الكبار ، القليل من الدهاء لا يضر
فهمت تشيو باييو ذلك ولم تتكلّف
جلست دون تردد بجانب يي يان يوي وأسندت رأسها على صدرها
يوي { هذا التلامس جيد ؛ يمكن أن نكرره كثيرًا ايضاً ~ }
【…】
وبما أن أيًّا منهما لم يعترض، تابعت
سمعت يي يان يوي صوت نقر من الطرف الآخر
غالبًا نظامها تكتب برامج وتُعدّ الإجراءات اللازمة ،
رغم أن يي يان يوي لم تفهم هذه الأمور تمامًا
وبعد قليل، سمعت:
【 تم التحضير . سنبدأ الآن .】
بلا وعي ، شدّت يي يان يوي من في حضنها بقوة أكبر
: “ باييو ستبدأ الآن "
أصبح تنفّس تشيو باييو مشدود ايضاً :
“حسنًا.”
انتظرت بصمت وسط أزيز خافت يشبه تيار كهربائي ،
متخيلة بلا وعي تطورات أشبه بأفلام الخيال العلمي
على سبيل المثال ، تخيّلت شيئ يشبه الإبرة وهي تخترق جسدها سرًا،
و تخترق أعصابها، وتسري خلال أطرافها وأعضائها،
ثم تلتقي بنظامها في بُعد لا تفهمه ~~
لم تعرف كيف ستتطور الأمور بعد ذلك
لم تكن تحب مشاهدة أفلام الخيال العلمي،
لذا لم يكن لديها معرفة كافية بهذا النوع ؛
كانت تتخيل فقط دون أساس
لكن خيالها لم يتحقق
كل شيء من حولها بقي ساكنًا ،
ويي يان يوي لم تنطق بكلمة أيضًا
و الصمت يخيّم كما لو أن شيئ لم يبدأ أبدًا
انتظرت تشيو باييو قليلاً بعد
ولا يزال الصمت مخيّمًا
لم تستطع إلا أن تحرّك جسدها قليلًا لتعدّل وضعيتها،
ثم واصلت الانتظار بهدوء لفترة أخرى
وأخيرًا، حصلت على ما كانت تنتظره — صداع ——-
لم يكن هذا الصداع مستمر ، بل كان يأتي على شكل موجات ،
وكأنه ينبع من أعمق أعماق عقلها
في كل مرة يظهر فيها ، كانت تشعر وكأن إبر رفيعة وكثيفة تخز عقلها
رفعت يدها لا إراديًا لتضغط على صدغيها،
و حاجباها معقودان قليلًا ، تتحمّله بصمت
لاحظت يي يان يوي حركة تشيو باييو ورأت أن ملامحها تدل
على عدم ارتياح،
فأدركت أن الصداع بدأ يتسلّل إليها
لم تستطع منع نفسها من القلق؛
رؤية تشيو باييو تتألّم جعلها تشعر بعدم ارتياح بدورها
سألتها بهدوء:
“باييو هل أنتِ بخير؟”
فركت تشيو باييو صدغيها وأومأت بصمت
كان الأمر لا يزال يُحتمل ؛ و يمكنها تحمّله بعد
لم يكن هذا الألم شديد ، وكأن نظام يي يان يوي لم
تستخدم كامل قوّتها بعد ،
بل تتحسّس الوضع بعناية
وتُخفّض حضورها لتفادي رصدها من قبل نظامها
وحين لم تتكلم تشيو باييو بعد ،
لم تستطع يي يان يوي منع نفسها من التعاطف معها ،
فرفعت يدها لمساعدتها في تدليك صدغيها ،
“ اتكئي عليّ، سأدلّك لكِ الصداع .”
كان هذا هو الشيء الوحيد الذي يمكنها فعله لها في هذه اللحظة
اتكأت تشيو باييو على يي يان يوي،
وشعرت بأطراف أصابعها اللطيفة،
ومع هذه المرافقة الحنونة ، بدأ الألم يتراجع قليلًا
شعرت فجأة بامتنان عميق،
امتننان لوجودها بجانبها
كانت عملية الاختراق تجري في صمت تام؛
وحدها تشيو باييو تشعر بها بشكل مباشر
وبعد نحو ساعة ، توقف الصداع تمامًا
فتحت عينيها، أخذت لحظة لاستعادة توازنها،
ثم التفتت لتنظر إلى يي يان يوي
قالت الأخيرة وهي تمرّر يدها بلطف على وجهها بقلق:
“ قالت إن هذا كل شيء لليوم ، لنأخذ الأمر تدريجيًا .”
أجابت تشيو باييو: “ لا بأس”
لو كان عليها البقاء هنا تعاني طوال اليوم دون فعل أي شيء،
لكان ذلك عذاب بحد ذاته
ويي يان يوي كانت على الأرجح ستضطر للبقاء بجانبها طوال الوقت
قالت:
“شكرًا لكِ، يان يوي… شكرًا لأنكِ بقيتِ معي.”
تنهدت يي يان يوي بهدوء، وتكلمت بنبرة دافئة:
“ لا تشكريني على هذا.
هذا واجبي.
من الآن فصاعدًا، لا تقولي لي شكرًا بشأن هذا الأمر، اتفقنا؟”
ابتسمت تشيو باييو ابتسامة خفيفة:
“ حسنًا "
يي يان يوي مرة:
“ أوه ألم تقولي المرة الماضية أنكِ تريدين رؤية صوري
وفيديوهاتي وأنا صغيرة؟
أمي رتّبتهم أخيرًا ، يمكننا الذهاب لأخذهم غدًا .
لنذهب سويًا .”
شعرت تشيو باييو بالفضول وسألت:
“ هل هي أشرطة فيديو قديمة ؟
هل هذا السبب في أنك لا تستطيعين إرسالها مباشرة من الكمبيوتر ؟”
يي يان يوي:
“يمكنني إرسالها من الكمبيوتر، لكن أمي تريد أن تراكِ .”
تجمدت تشيو باييو للحظة ،
ثم أشارت إلى نفسها بدهشة :
“ أنا؟”
⸻——————————
في اليوم التالي بعد الظهر،
أوصلت تشيو باييو ويي يان يوي تشيو زيمين إلى منزل تشياو مينغ شو
كانت الصديقتان الصغيرتان قد اتفقتا على اللعب سويًا اليوم
وبعد أن اتفقتا على العودة لأخذ تشيو زيمين في الساعة
الخامسة مساءً، غادرت الاثنتان
اصطحبت يي يان يوي تشيو باييو إلى منزل عائلة يي
دخلت السيارة إلى الضواحي الهادئة ،
ولم يمر وقت طويل حتى بدأت صفوف من الفيلات تظهر أمامهما
جلست تشيو باييو في المقعد الأمامي،
تراقب المنظر عبر النافذة وهو يتراجع خلفها،
وتُقدّر قيمة هذه الفيلات بصمت في ذهنها
لكنها لم تستطع الوصول إلى تقدير واضح،
شعرت بأنها أسعار لا يمكنها حتى تخيّلها
وعندما استعادت تركيزها ، كانت السيارة قد وصلت بالفعل إلى منزل عائلة يي
المنزل مكوّن من ثلاثة طوابق،
بتصميم أنيق وفخم لا يقل روعة عن منزل عائلة جيانغ
ويوجد أيضًا بركة في الفناء الأمامي تعيش فيها أسماك الكوي،
بركة ستحبّها تشيو زيمين كثيرًا لو رأتها
خرجت تشيو باييو من السيارة خلف يي يان يوي
وما إن دخلت منزل عائلة يي حتى بدأ طنين كهربائي خافت يرنّ في أذنيها
خمّنت أن السبب هو أن يي يان يوي أرادت الحديث معها
بحرية أكبر ، فلم تعر الأمر اهتمام
رفعت نظرها،
فرأت امرأة تخرج من المنزل بخطى أنيقة
المرأة أنيقة الملبس ، جميلة الملامح ،
ذات طلة هادئة ورصينة
لديها نفس العينين اللوزيتين الساحرتين التي تملكها يي يان يوي،
وعينان مليئتان بابتسامة طيّبة تجعل من يراها يشعر بالراحة
سمعت يي يان يوي بجانبها تنادي المرأة :
“ أمي "
قادتها يي يان يوي نحو والدتها، يي هوايو، وقدّمتها قائلة:
“ هذه باييو التي أخبرتكِ عنها "
أدّت تشيو باييو التحية بأدب :
“ مرحبًا عمّتي "
وما إن أنهت جملتها حتى رأت وجه يي هوايو يضيء فجأة بسعادة،
وابتسمت بحرارة وهي تتقدّم لتُمسك يد باييو وتفحصها
بنظرة مليئة بالود،
ثم قالت جملة صدمت تشيو باييو لوقت طويل:
“ إذًا أنتِ الفتاة التي لديها نظام مثل نظام يان يوي؟”
تشيو باييو:
“؟؟؟”
{ كيف عرفت أمها عن هذا أيضًا ؟! }
يتبع
تعليقات: (0) إضافة تعليق