Ch62
لم تصدّق تشيو باييو ما سمعته أذناها ——
{ كيف لوالدة يي يان يوي أن تعلم بهذا الأمر أيضًا ؟
هل من الممكن أن يكون لدى جميع أفراد عائلتها نظام ؟
هل هذه… عائلة أنظمة ؟! ~~ }
جاءت هذه المعلومة على نحو مباغت،
فتسببت في فوضى تامة داخل ' نظام اللغة ' الخاص بتشيو باييو
استدارت ببطء لتنظر إلى يي يان يوي،
ورفعت حاجبًا بنظرة حائرة لتُظهر ارتباكها
ففهمت يي يان يوي المعنى الكامن خلف نظرتها،
وابتسمت وهي تذكّرها:
“ كنتُ في الثامنة فقط آنذاك "
ثماني سنوات…
سن صغير، لا تفهم الكثير ، وتعتمد اعتماد كليًا على والديها
في تلك الليلة، وبعد أن ظهر النظام وحيّاها لأول مرة،
فتحت يي يان يوي عينيها فجأة
ثم—
صرخت : “ ماماااا!”
قفزت من السرير وركضت مباشرة للبحث عن والدتها
“ يوجد أحد يتكلّم في غرفتي !”
تشيو باييو: “؟”
اللجوء إلى الأم عند حدوث أمر غريب… تطور منطقي جدًا
لم تستطع إلا أن تسأل: “ وماذا حدث بعد ذلك؟”
{ النظام ليس له شكل مادي ،
فحتى لو جلبت السيدة يي بعض الأشخاص للبحث في
الغرفة، فلن يجدوا شيئ بالتأكيد
فكيف عرفت أن ابنتها تمتلك نظام ؟
هل من الممكن أن يكون لديها هي أيضًا ؟ }
وبينما تشيو باييو تتساءل،
ربّتت اليد التي كانت تمسك بيدها بلطف مرتين،
وجاء صوت يي هوايو هامسًا قرب أذنها:
“ ثم خرج نظامها شخصيًا لتُفسّر لنا "
تشيو باييو: “…هاه ؟”
مذهولة مصدومة بالكامل
“ النظام… يمكنه الخروج ؟”
نظرت يي هوايو إليها بعينين مبتسمة ،
وقالت بمحبّة واضحة:
“ نعم، يمكنه ذلك …..”
وبدأت تسرد ماحدث ….
في تلك الليلة ، كانت قد خرجت للتو من غرفة ابنتها
الصغيرة عندها سمعتها تناديها في هلع
استدارت لترى الطفلة تركض حافية القدمين،
وتلقي بنفسها في أحضانها وهي تقول بخوف إن هناك أحدًا ما في الغرفة
فاتّخذ وجهها على الفور طابع جاد ، واستدعت موظفي
الأمن لتفتيش الغرفة معها
لكن بطبيعة الحال، لم يجدوا شيئ
إلا أن حدسها أخبرها أن الأمر ليس بهذه البساطة
لأنها كانت تصدّق طفلتها
فـ آييون و يان يوي ليستا من النوع الذي يمازح الكبار بمثل هذه الأمور
لذا طلبت من أفراد الأمن الوقوف أمام باب غرفة ابنتها،
ثم أخذت الصغيرة معها إلى غرفتها الخاصة
جلست وهي تحتضن يي يان يوي ،
وطلبت منها أن تشرح ما جرى
فتكوّرت الطفلة في أحضانها،
وسردت عليها ما حدث بالتفصيل
وبعد أن استمعت لما قالته ، عقدت يي هوايو حاجبيها بخفّة
ذلك الصوت ظهر فجأة ، مناديًا طفلتها بـ”الأميرة الصغيرة”،
وهو وصف طابق تمامًا حديث ما قبل النوم الذي دار بينهما
بصراحة، بدت القصة وكأنها شيء من وحي خيال طفلة
سألتها: “ يوي هل أنتِ متأكدة أنكِ سمعتِ أحدًا يناديكِ ؟”
أومأت ابنتها الصغرى مرارًا،
وكأنها تخشى ألا تصدّقها
وبعد تفكير، اختارت أن تصدّق طفلتها
عانقت ابنتها الصغيرة إلى صدرها بإحكام،
ورفعت رأسها لتنظر إلى الفراغ ،
ثم قالت بعد لحظة من الصمت:
“ لا أعلم من أنت ، ولا ما هي نواياك ،
لكن يان يوي ما تزال طفلة .
إن كان لديك ما تقولينه ، فتعالي إليّ أو كلّميني أنا.
لا تُرعبيها .”
ساد السكون في الغرفة
انتظرت طويلًا ، لكن لم تسمع الصوت الأنثوي الذي تحدثت عنه طفلتها
في تلك اللحظة ،
شدّت الصغيرة ذراعيها حول والدتها بقوة
وقالت بخوف: “ ماما، إنها تتكلم مجددًا !”
أنزلت الأم رأسها لتسألها : “ ماذا قالت ؟”
رفعت يي يان يوي الصغيرة رأسها وقالت:
“ قالت : ' أمّك تثق بك كثيرًا ' "
هي: “؟”
الأم بنبرة جديّة: “ اسأليها إن كانت تستطيع مقابلتي.”
فنقلت يي يان يوي الرسالة كما هي: “ أمي تسأل إن كنتِ
تستطيعين مقابلتها.”
سادت لحظة من الصمت
ثم رفعت الصغيرة رأسها:
“ ماما، تقول إنها تستطيع ….
ستزورنا في المنزل غدًا صباحًا .”
وفي اليوم التالي ، وبالفعل ، ظهرت امرأة واقفة عند مدخل الفيلا
طويلة وجميلة، تضع نظارات شمسية،
وتمتلك حضور استثنائي
نظرت إليها يي هوايو بحذر وتردد من خلف الباب،
وسمعت المرأة تقول بأدب:
“ مرحبًا السيدة يي، لقد جئت كما وعدت .”
بدت المرأة واثقة للغاية ، فشرحت لها كل شيء دون تحفظ
قالت إن هذا العالم مجرّد رواية درامية ،
وإنه لا وجود حقيقي له،
وإن ابنتها الصغرى هي البطلة الأنثى في هذه الرواية،
والتي من المفترض أن تدخل في علاقات حب درامية مليئة
بالعذاب مع البطل الذكر في القصة .
وأضافت أنها هي نفسها لا تنتمي إلى هذا العالم،
لكن وجودها يمنح ابنتها عدد لا يُحصى من الطرق التي
يمكنها أن تختار منها بحرّية
بمعنى آخر، هذه المرأة ستصبح الحامية الروحية لابنتها—
حامية قادرة على مساعدتها في تجنّب الحبكات الدرامية السخيفة،
وأن تنمو بحرية
حينها، كانت يي هوايو ما بين مصدّقة ومشكّكة
فما سمعته كان كفيلًا بأن ينسف كل المفاهيم التي تؤمن بها
لكن المرأة لم تستعجلها في التصديق، بل قالت:
“ ليس عليكِ أن تصدقيني من كلامي فقط .
في المستقبل، ستلاحظين ما سأفعله .”
فالكلام عابر، أما الأفعال فهي الأصدق
لم تتفوّه يي هوايو بكلمة،
واحتفظت بحكمها على هذه المسألة الخارقة للعقل
لكنها في الوقت ذاته تتساءل : لماذا اختارت المرأة أن تظهر وتحدّثهم ؟
كان بإمكانها أن تظلّ مختبئة في جسد الطفلة،
ولن يصدّق أحد ما تقوله الطفلة،
ولن يتمكن أي أحد من كشف وجودها
لكن المرأة قالت:
“ لأنكِ تصدّقين ابنتك .
أنتِ أمّ تحبّ طفلتها وتحترمها كثيرًا ، وأنا أثق في حكمي .”
الآباء الذين يحبّون أبناءهم بصدق قادرون على منحهم
الكثير من الذكريات الثمينة
وفي الوقت نفسه، هم أكثر من يتمنّى أن يعيش أطفالهم
حياة حرة، طيبة، بلا قيود
يي هوايو كانت تحبّ يي يان يوي، لذا صدّقتها دون تردد،
وتعاملت مع الأمر بجدّية،
ولم ترفض كلامها أو تطلب منها ببساطة أن تعود إلى النوم
كانت يي يان يوي لا تزال صغيرة آنذاك،
ولو حصلت على دعم يي هوايو، فسيصبح عمل النظام أكثر سلاسة
ولهذا السبب، جاءت المرأة بكل صدقها—وظهرت بنفسها، كما وعدت
عادت الأفكار إلى الحاضر ——-
وفي مكتب الدراسة ،
ابتسمت يي هوايو وقالت لتشيو باييو:
“ هكذا جرت الأمور.”
ثم نظرت إليها وقالت:
“ الكرسي الذي تجلسين عليه الآن،
هو نفسه الذي جلست عليه مشرفة نظام شياويِوي في ذلك الوقت.”
لم تستطع تشيو باييو إلا أن تلقي نظرة على الكرسي أسفلها،
وقد تملّكها شعور غريب من الارتباك
{ هذا الكرسي …
جلس عليه شخصان لا ينتميان إلى هذا العالم ….
اتضح أنني لست الغريبة الوحيدة هنا … }
نظرت يي هوايو إلى تشيو باييو،
وابتسامة دافئة تملأ عينيها، مليئة بالحب
بغض النظر عن المكان الذي جاءت منه هذه الفتاة،
فهي في نظرها ما تزال شابة صغيرة —وصديقة لابنتها أيضًا
فقالت بلطف:
“لم أكن أتوقع أن الآنسة تشيو تمتلك نظام أيضًا،
وأن تصبح صديقة لشياويِوي…
هذا رائع، هكذا سيكون لديكما موضوع مشترك تتحدثان فيه .”
موضوع مشترك…
رأت تشيو باييو هذا النوع من التفكير غريبًا وجديدًا،
لكنها شعرت مباشرة بروح لطيفة ومتفائلة تنبع من يي هوايو
يي هوايو لم تتجنب هذه الأمور الخارجة عن حدود المنطق وكأنها أفاعي أو عقارب،
بل على العكس، كانت سعيدة لأن ابنتها وصديقتها كلتاهما تمتلكان أنظمة،
وكأن ذلك يمنحهما نقطة تواصل إضافية
كان هذا الموقف مذهلًا حقًا
وفجأة، فهمت تشيو باييو لماذا كانت يي يان يوي منفتحة
إلى هذا الحد تجاه فكرة كونها شخصية داخل رواية
لأن والدتها كانت متفائلة،
ولأن والدتها منحتها الكثير من الحب،
أصبحت هي الأخرى متفائلة بطبعها
في عائلة كهذه، لا بد أن يكبر الأطفال على نحو جيد
تابعت يي هوايو الحديث:
“ يان يوي أخبرتني عن وضعكِ .
أنا آسفة لما مررتِ به.
إن لم تمانعي، يمكنكِ اعتبار هذا المكان منزلكِ أيضًا .”
كانت قد خصصت هذا اليوم بالذات للقاء هذه الفتاة التي تمتلك نظامًا كذلك
كانت قد سمعت قصتها من ابنتها،
وقد شعرت تجاهها بمزيج من التعاطف والإعجاب
أن تتمكن من الحفاظ على قلب طيب،
وألا تُفسدها الرغبات الأنانية أو نظام شرير،
فهذا دليل على أنها فتاة نبيلة فعلًا
كانت على استعداد لأن تقدم لهذه الفتاة أقصى درجات اللطف
ونظرت يي يان يوي إلى تشيو باييو بعينين مليئتين بالحنان،
كانت مستعدة أن تشاركها بكل ما تملك
فغُمرت تشيو باييو بهذا الدفء،
حتى إنها شعرت بأن الكلمات خانتها
تمتمت بصوت خافت : “ شكرًا لكِ…”
وفي تلك اللحظة ، عادت بها الذاكرة إلى الماضي ——
حتى في العالم الحقيقي ،
كانوا صديقاتها يصطحبنها إلى منازلهم ،
و آباؤهم يقولون لها نفس العبارة التي قالتها والدة يي يان
يوي الآن: اعتبري هذا المنزل منزلكِ
في أي عالم وُجدت ،
كانوا صديقاتها يمنحنها الدفء دائمًا.
كانت غير محظوظة ، ولكنها محظوظة أيضًا
بعد ذلك أخرجت يي هوايو وحدة تخزين USB وقدّمتها إلى يي يان يوي:
“ها هي، الأشياء التي أردتِها… رتّبتها لكِ أمكِ كلها "
ابتسمت يي يان يوي وهي تأخذها:
“ شكرًا أمي "
يي هوايو: “ لم لا تبقين على العشاء اليوم ؟”
لكن تشيو باييو تذكّرت وعدها لتشيو زيمين،
فترددت قليلًا:
“ السيدة يي لقد وعدت الطفلة أنني سأعود لاصطحابها عند
الساعة الخامسة…
ما رأيكِ أن نتناول العشاء في مرة قادمة ؟”
يي يان يوي تدخلت قائلة:
“ لا بأس ، يمكننا اصطحاب شياومين معنا لتتناول العشاء أيضًا .”
أومأت يي هوايو برأسها بابتسامة:
“ لا مشكلة ، يمكنكما إحضارها لتتناول العشاء هنا ،،
إنها فرصة جيدة لأتعرف على هذه الطفلة كذلك .”
كانت تعلم أن ابن عائلة جيانغ لديه ابنة،
وكانت تعرف أيضًا أن هذه الطفلة هي الشريرة من الجيل
الثاني في الرواية،
ذات مصير مأساوي وقاسٍ في المستقبل
وحين أرادت ابنتها أن تغيّر مصير هذه الطفلة،
ظهرت تشيو باييو— و انفصلت عن جيانغ شين وأخذت
الطفلة معها، واعتنت بها جيدًا
كانت يي هوايو ترغب برؤية هذه الطفلة التي تتلقى كل هذا الاهتمام
رمشت تشيو باييو كم مرة ، ثم وافقت بهدوء:
“ حسنًا "
الأكل يبقى أكلًا ، سواءً هنا أو هناك
عائلة يي لا تمانع، وهي كذلك، وشياومين بالتأكيد ستسعد
بزيارة منزل يي يان يوي لتناول العشاء
في هذه اللحظة ، وقف كبير الخدم خارج الباب وطرق بلطف قائلاً:
“ السيدة يي، السيدة الشابة الكبرى قد عادت .”
يي هوايو ابتسمت و بنبرة لطيفة هادئة :
“ آييون عادت "
نهض الثلاثة وغادروا غرفة الدراسة
لدى يي هوايو بعض الأمور المتعلقة بالعمل لتناقشها مع
ابنتها الكبرى، لذا مشَت بخطى أسرع قليلًا
أما تشيو باييو ويي يان يوي، فسارَتا خلفها بهدوء
كانت تشيو باييو تنظر إلى ظلّ يي هوايو وهي تختفي عند زاوية الرواق،
ثم سألت يي يان يوي بصوت خافت :
“ هل أختكِ تعرف…؟”
فهمت يي يان يوي على الفور وابتسمت قائلة:
“ تعرف كل شيء "
فهمت تشيو باييو
{ هذه العائلة لا يخفون شيئ ، بل يثقون ببعضهم البعض
ويحترمون بعضهم …
الأجواء هنا جميلة فعلًا
لا عجب أنهم ربّوا فتاة مذهلة مثل يي يان يوي }
ثم تذكّرت أمرًا آخر وسألت:
“ إذًا، هل تكره أختكِ جيانغ شين بسببكِ ؟”
أجابت يي يان يوي بابتسامة: " ليس كذلك .
حتى من دون النظام ، كانت ستكرهه على أي حال.
يمكنكِ اعتبار ذلك… إحساس فطري .”
استوعبت تشيو باييو الأمر فجأة
{ يا له من إحساس رائع —
كأنها تمتلك رادار داخلي يبعدها عن الحثالة
رائع حقًا، على الأقل لن تُخدع من أولئك الرجال المريعِين لا بالمال ولا بالجسد }
نظرت يي يان يوي نحو نهاية الرواق،
حيث بدأت تسمع أصوات حديث والدتها وأختها تتردد بخفوت ،
ثم بدا أنها فكّرت في شيء،
وابتسمت ابتسامة طفيفة:
“ في الواقع، أختي…”
نظرت إليها تشيو باييو بفضول : “ هم؟”
لكن يي يان يوي ابتسمت وهزّت رأسها:
“ لا شيء، سأخبرك لاحقاً .”
تشيو باييو: “؟”
{ أوه ؟! تعرفين فعلًا كيف تتركين الآخرين في حالة تشويق ! }
يتبع
تعليقات: (0) إضافة تعليق