Ch63
كلام يي يان يوي ترك تشيو باييو في حالة ترقّب
فسألتها : “ ألا يمكنكِ قولها الآن؟”
أجابت يي يان يوي بابتسامة غامضة:
“ الحديث عنها الآن غير مناسب .”
: “ ولِمَ؟” زاد فضول تشيو باييو.
: “ لأن هذا الموضوع أنسب لأن يُناقش بعد أن يكتمل.”
كانت يي يان يوي غامضة للغاية،
مما جعل حاجبي تشيو باييو ترتعشان قليلًا
هذا الجواب أعطاها إحساس بأن أخت يي يان يوي تخطط لأمر كبير
بما أن الأمر كذلك ، وضعت فضولها جانبًا مؤقتًا،
وقررت أن تواصل فضولها لاحقاً
وأثناء حديثهما، انعطفا عند الزاوية،
وإذا بمنظر غرفة المعيشة يظهر أمامهما
رأت تشيو باييو امرأة شابة تقف أمام يي هوايو
شعرها القصير يصل إلى الكتفين،
ذات قامة طويلة،
ملامح دقيقة، هالة هادئة،
وعينان ساحرتان كعيني يي هوايو ويي يان يوي
إنها يي آييون، الابنة الكبرى لعائلة يي،
والرئيسة التنفيذية لمجموعة يي
نادت يي يان يوي بصوت هادئ : “ أختي”،،
فاستدارت يي آييون تنظر إليها، ثم إلى الفتاة التي بجانبها
كانت يي يان يوي تمسك ذراع تشيو باييو بمودّة وهي تُعرّفها:
“ هذه تشيو باييو ”
مدّت يي آييون يدها نحو تشيو باييو وقالت:
“ تشرفت بلقائكِ الآنسة تشيو ”
صافحتها تشيو باييو بأدب:
“ تشرفت بلقائكِ الرئيسة يي.”
يي آييون بابتسامة هادئة:
“ أسمع شياويُوي تذكر اسمكِ كثيرًا .”
شعرت تشيو باييو بسعادة مفاجأة لطيفة في قلبها
{ هل ذكرتني يي يان يوي كثيرًا أمام عائلتها ؟
هل هذا يعني شيئ ما؟ }
لكن سرعان ما هدأت الألعاب النارية في قلبها،
وابتسمت بهدوء وثبات:
“ أحقًا ؟”
{ ربما كانت يي يان يوي تذكرني أمام والدتها وأختها فقط بسبب النظام ،
وليس لأي سبب آخر…
لقد تحمّست بلا داعي
لا بأس أن تُذكر .. خير من ألا تُذكر أصلًا .. }
نظرت يي هوايو إلى الفتيات الثلاث بنظرة مليئة بالحنان،
ثم التفتت لتربّت على ذراع ابنتها الكبرى قائلة:
“ ابقي للعشاء الليلة "
أجابت يي آييون بهدوء :
“ حسنًا .”
⸻————-
خرجت تشيو زيمين من السيارة برفقة عمّتيها،
ورفعت رأسها تنظر إلى المنزل الكبير أمامها،
ثم استدارت تنظر إلى بركة الأسماك في الحديقة
“ واو يوجد أسماك!”
تلألأت عيناها فرحًا ، وركضت بحماس إلى حافة البركة
تراقب أسماك الكوي وهي تسبح ذهابًا وإيابًا في المياه الصافية
بعد قليل ، امتدت يد بجانبها ، وفي الكف طعام سمك
: “ هل تودّين تجربـة إطعامهم؟”
تبعت تشيو زيمين هذه الذراع بعينيها،
فوجدت امرأة أنيقة تبدو في سن جدتها تقريبًا واقفة بجانبها
{ " لا تأخذي شيئ من الغرباء " }
تذكّرت هذه العبارة ، فاستدارت بحذر لتنظر إلى تشيو باييو
ويي يان يوي، تسأل بعينيها إن كان الأمر آمنًا
تحدثت تشيو باييو لتطمئنها:
“ لا تقلقي هذه والدة عمّتكِ يان يوي "
{ والدة عمّتي يوي ؟ }
نظرت تشيو زيمين بفضول إلى يي هوايو ——
هذه أول مرة تراها
يي هوايو :
“ يمكنكِ مناداتي بالجدة يي "
أومأت تشيو زيمين :
“مرحبًا جدتي يي~”
ابتسمت يي هوايو حتى انحنت عيناها بسرور:
“ آوووه فتاة لطيفة فعلًا "
نظرت تشيو زيمين إلى طعام الأسماك في يدها مجددًا ،
مترددة ولكن حريصة :
“ جدتي هل يمكنني إطعامهم ؟”
وضعت يي هوايو طعام الأسماك في كف يدها وقالت:
“ بالطبع يمكنكِ ذلك .
بعد أن تطعميهم، عليكِ أن تأكلي أيضًا .
كلاكما، أنتِ وهم، بحاجة إلى أن تأكلوا جيدًا .”
أومأت تشيو زيمين مرارًا، وكانت شديدة الطاعة:
“ شكرًا لكِ جدتي!”
أخذت تشيو زيمين طعام الأسماك ورشّته على سطح البركة بحذر،
قطعة صغيرة تلو الأخرى
سبحت أسماك الكوي الملونة تجاه الطعام،
ترفرف بذيلها وتتنافس لتكون الأولى في الوصول
خشيةً من أن الأسماك في الخلف قد لا تحصل على طعام،
مدّت يدها وحاولت جهدها أن تفرقه في جميع الاتجاهات
وضعت يي هوايو يدها أمام صدر تشيو زيمين لمنعها من السقوط في البركة
: “ كوني حذرة حسنًا ؟”
رفعت تشيو زيمين رأسها نحو هذه الجدة الودودة وسألتها:
“ هل من غير الجيد أن نطعمهم كثيرًا؟”
: “ همم؟”
: “ لأنه إذا أطعمناهم كثيرًا، سيأكلون أكثر من اللازم،
وسيشعرون بعدم الراحة عندما يشبعون .”
تفاجأت يي هوايو بسرور من تفكيرها بهذا الشكل.
{ إنها طفلة ذكية دقيقة }
: “ بالفعل ، سيشعرون بعدم الراحة إذا أكلوا كثيرًا .”
تراجعت تشيو زيمين ببطء يدها بعد أن تلقت تأكيدها :
“ إذن سأطعمهم أقل قليلًا ،
فقط ما يكفيهم ليشبعوا ،
لكن دون أن يشعروا بالتخمة .”
لم تستطع يي هوايو إلا أن تبتسم،
فرفعت يدها برفق لتمسح رأسها الناعم :
“ جيد، شياومين فتاة طيبة وجيدة جدًا .”
كانت تشيو باييو ويي يان يوي واقفتين في الحديقة تراقبان ما يجري
عيون يي يان يوي مليئة بالحنان،
ونبرة صوتها تحمل لمسة من الفخر:
“ لا يوجد طفل يستطيع مقاومة قرب والدتي "
ضحكت تشيو باييو برفق :
“ ولا أحد يمكنه مقاومة قربكِ أنتِ أيضًا ”
لمحت يوي ابتسامة على شفتي باييو،
وفجأة ابتسمت ايضاً :
“ هل لا تستطيعين مقاومتي أيضًا ؟”
نظرت تشيو باييو للأمام ، تراقب ظهر تشيو زيمين —-
شعرت بوضوح بنظرة يي يان يوي التي تلاحقها ،
وأصبحت عيناها التي باتجاه تشيو زيمين ، بلا هدف ~~
لم تعرف ما الذي كانت تراقبه ،
لكنها كانت تعلم أنها لا تجرؤ على النظر إليها
ردت باييو : “ همم، بما في ذلك أنا "
ابتسمت يي يان يوي وسحبت نظرتها
{ إجابة مرضية }
استمتعت تشيو باييو وتشيو زيمين بعشاء ممتع في منزل عائلة يي
يي يان يوي قد أبلغت المطبخ مسبقًا ،
لذا كان هناك طبق طماطم وبيض مقلي على مائدة العشاء،
وهو ما يحبانه كل من تشيو باييو وتشيو زيمين
كانت تشيو زيمين مثل بائعة صغيرة ،
توصي بحماس بطبق الطماطم والبيض المقلي الممزوج
بالأرز لـ يي هوايو وآييون ،
مما جعل الجميع يضحك وملأت عيونهم بالابتسامات
بدأت الأجواء المتناغمة في عائلة يي تجعلها تهدأ
و مهما كان ما يسألونه من يي هوايو وآييون ، كانت قادرة
على الرد بثقة وسخاء، كالشمس الصغيرة المشرقة
يي هوايو ويي يان يوي كانا مهتمين بتشيو زيمين بسؤالها والاعتناء بها ولكن
يي هوايو اعتنت بـ باييو بشكل خاص
كانت تتحدث مع باييو ، و تسألها بأدب عن ذوقها
وأين تحب الذهاب للترفيه عادةً
شعرت تشيو باييو تشعر برعاية كبار السن الذي فقدته منذ وقت طويل ،
وشعرت أيضًا بوجودها الفعلي في هذا العالم
عندما كانت تتفاعل مع الآخرين في هذا العالم ،
كان الشخص الذي يراه الآخرون هو مالكة الجسد الأصلية ...
لم تكن قد تعرفت على أحد كـ ' هي نفسها '
حتى اكتشفت يي يان يوي سرها
حتى جلبتها يي يان يوي إلى هذه العائلة
هذه هي المرة الأولى التي تلتقي فيها بأسرة يي يان يوي
تحدثت معهم ، وفي عيونهم ، كانت هي نفسها ،
ليست مالكة الجسد الأصلية
و في اهتمامهم الطبيعي تمامًا ، شعرت فجأة بأنها اندمجت
في هذا العالم،
كأنها كانت دائمًا تعيش هنا،
وأن اليوم مجرد زيارة لمنزل صديق، دون حادث سيارة،
دون موت
أحبت هذا الشعور
بعد العشاء ،
كانوا على وشك المغادرة ، ولم يخططوا للبقاء في منزل عائلة يي
تشيو زيمين ممسكة يد يي هوايو، غير راغبة في الوداع
كانت يي هوايو لطيفة جدًا وحنونة معها؛ فأحبت هذه الجدة حقًا
: “ جدتي، هل يمكنني أن آتي للعب معك في المرة القادمة ؟”
نظر الكبار إليها جميعًا
انحنت يي هوايو لتكون على مستوى عينها وقالت:
“ بالطبع يمكنكِ ذلك "
ثم أضافت بحزن قليل:
“ لكن الجدة يجب أن تعمل ، لذا سأكون مشغولة جدًا ولن
أتمكن من اللعب معكِ طوال الوقت .
هل يمكنكِ الانتظار حتى تصبح الجدة حرة لزيارتكِ ؟”
أومأت تشيو زيمين برأسها بسعادة : “ اووه !”
يي يان يوي : “ إذن سنعود الآن "
قالت هذا ، ثم تقدمت وعانقت والدتها،
ثم عانقت شقيقتها ،
عانقتها يي هوايو بكل حنان ،
وقبلتها في خدها :
“ كوني حذرة في الطريق ”
عانقتها آييون بذراع واحدة ،
وضغطت خدها بلطف على خد يوي ،
و نبرتها هادئة : “ أرسلي لنا رسالة عندما تصلي "
ابتسمت يي يان يوي ووافقت على كل طلب
وقفت تشيو باييو في مكانها،
تنتظر بصمت حتى يقولوا وداعهم
عندما رأت يي هوايو و آييون يعانقان يي يان يوي بتلك
الطريقة الطبيعية ويقبلان خدها،
فكرت دون إرادة منها في كيف كانت يي يان يوي تبدو عندما تقبلها
{ كانت القبلات بيننا دائمًا هي من تبدأها يي يان يوي …
و كانت يي يان يوي أيضًا هكذا ، طبيعية جدًا، ومريحة جدًا …. }
بدأت تشيو باييو تتأمل دون وعي:
{ هل يمكن أن يكون سبب تقبيل يي يان يوي لي بشكل
طبيعي هو عائلتها ؟
لأن أفراد عائلتها يعبرون عن الحب بشكل طبيعي دائمًا
لذا فهي أيضًا معتادة على التعبير عن الحب بهذه الطريقة ؟
هل التعبير عن الحب بين الأصدقاء؟
الحب بين الأصدقاء، نقي، بلا دوافع خفية؟ …. }
جعلتها هذه الفكرة تشعر بالإحباط
{ ليس الأمر مخيفًا إذا كان الحب يخفي الأنانية ،
لكن ما هو مرعب إذا كان الحب بلا رغبة ،
يستطيع أن يتوزع بالتساوي على الجميع ….
كيف سأكون مختلفة عن الآخرين حينها ؟
إذا لم يكن هناك فرق ،
كيف يمكنني أن أصبح مميزة في قلب يوي ؟
مميزة… نعم، مميزة ….
لقد قالت إنني مميزة في قلبها .. }
: “ لنذهب باييو …. "
سقط صوت يي يان يوي في أذنها
رمشت تشيو باييو بعينيها
رأت الشخص الذي تحبه يبتسم ويقترب منها،
ممسكًا يدها برفق
يوي : “ لنذهب إلى المنزل "
عادت تشيو باييو فجأة إلى الواقع ——
{ الأمر مختلف …..
أنا مختلفة عن الآخرين في قلب يوي ….
قالت إنني مميزة في قلبها ….
لقد تبادلنا القبلات ، كيف يمكن أن يكون هذا مشابه للآخرين ؟
يي يان يوي ليست من النوع الذي يقبّل الناس بشكل عشوائي ….}
ركضت تشيو زيمين أيضًا مبتسمة نحو باييو ،
وأمسكت يد باييو الأخرى :
“ لنذهب إلى المنزل !”
ابتسمت تشيو باييو ، وأمسكت بأيديهما بإحكام،
ورفعت رأسها لتحيي يي هوايو ويي آييون :
“ شكرًا لاستضافتنا سنزوركم في المرة القادمة .”
أومأت يي آييون بهدوء ، بنظرة هادئة
يي هوايو :
“ حسنًا، كونوا حذرين في الطريق، تعالوا مجدداً .”
وقفت الأم وابنتها في مكانهما تراقبان الثلاثة وهم يبتعدون ويختفون في الليل الشاسع
علّقت يي هوايو قائلة : "هذه الطفلة لا تتكلم كثيرًا، هادئة جدًا"
: “ همم ،،،” أومأت آييون قليلاً ، و عيونها هادئة : “ لا بأس
إذا لم تتحدث كثيرًا ، طالما هي جيدة مع شياو يوي .”
ابتسمت يي هوايو .. { نعم ، طالما كانوا أصدقاء مخلصين ، فلا بأس }
يي هوايو : “ لنذهب إلى الداخل و نتحدث عن العمل ،
ونناقش أمور مجموعة شينغ لين "
: “ حسنًا ” و استدارت آييون لتتبع خطوات والدتها
————————————
في طريق العودة ،
تشيو زيمين ترقص بسعادة على المقعد الخلفي
التفتت تشيو باييو ورأت الابتسامة على وجهها،
ثم تحدثت:
“هل كنتِ سعيدة جدًا الليلة؟”
عند سماع ذلك، نظرت يي يان يوي في مرآة الرؤية الخلفية
ورأت بالفعل الطفلة السعيدة فيها
: “ سعيدة !” ابتسمت تشيو زيمين واستندت على المقعد الخلفي :
“ الجدة طيبة ، والعمة آييون طيبة أيضًا ~”
{ كان الجميع لطيفين جدًا معي }
" عمة باييو أريد أيضًا جدّة مثل هذه ...”
{ جدّة لطيفة ترغب في حبي وتتحدث معي }
ضغطت يي يان يوي على الفرامل وأوقفت السيارة على جانب الطريق
نظر الاثنان إلى بعضهما البعض،
وفكرة ضمنية على وشك أن تُنطق -
هل يمكن أن تكون هذه هي نسبة 0.5% لـ تشيو زيمين؟
يتبع
تعليقات: (0) إضافة تعليق