Ch69
ذلك الإحساس المفاجئ بنبض القلب جعل تشيو باييو غير قادرة على تجاهله
من هو الشخص الذي تحبّه يي يان يوي؟
هل هو شاب من العائلة التي زارت منزل عائلة يي هذا الصباح ؟
حب من النظرة الأولى ؟
ما شكله ؟ ما طبيعته؟ ما خلفيته العائلية ؟
هل هو حقًا رجل …
هل ما زالت يي يان يوي تحبّ الرجال وليس النساء … }
كانت تشيو باييو تودّ معرفة الإجابة ،
لكنها لم تعرف كيف تسأل
وسؤال النظام مباشرة لن يجدي نفعًا أيضًا
لو سألت فجأة بهذا الشكل،
ربما ستنتبه باي تشي، وإذا علمت باي تشي،
فالأرجح أن يي يان يوي ستعلم أيضًا
ولم تكن تشيو باييو مستعدة بعد لكشف نفسها أمامها
شعرت ببعض الإحباط،
وبقيت واقفة في مكانها بصمت لفترة طويلة
كانت تشعر وكأنها سارقة تعاني من تأنيب الضمير
بسبب مشاعرها ، أصبحت كل خطوة تخطوها أمام من
تحبها بحاجة إلى تفكير دقيق،
كل خطوة مليئة بالقلق من أن تلاحظ الأخرى شيئ
وهكذا ، لم تعد الحياة الجميلة… جميلة جدًا فجأة ~~~
⸻
تشيو زيمين تمسك بنقانق في يدها اليمنى،
وتحمل كيس الوجبات الخفيفة في يدها اليسرى،
تمشي وتأكل في الوقت ذاته
أما يي يان يوي، فكانت تمسك بنقانق مشوية مقرمشة
و سارت الاثنتان نحو تشيو باييو معًا
اقتربت يي يان يوي من تشيو باييو،
لكنها لم تَرَى منها أي رد فعل،
أدركت حينها أن تشيو باييو غارقة في أفكارها، تبدو شاردة،
وكأنها تفكر بشيء ما لا يمكن الوصول إليه
وبينما على وشك مناداتها، سبقتها تشيو زيمين من الجانب
: “ عمّتي!”
أسرعت تشيو زيمين لتلقي بنفسها في حضن تشيو باييو،
تعانق خصرها بحذر متجنّبة يدها اليسرى المصابة:
“ أنهينا التسوّق~”
رفعت كيس الوجبات وهزّته بلطف:
“ اشتريت لكِ بوزيغاو، قطعتين~
عمّتي يان يوي قالت إنه يمكنكِ أكلها .”
عادت تشيو باييو إلى وعيها،
وعند سماعها عبارة ' عمّتي يان يوي ' التفتت نحو يي يان يوي لا إراديًا
وكانت الأخرى تنظر إليها أيضًا في تلك اللحظة
نظرة ناعمة، مشبعة بلطف،
تخفي في داخلها لمحة من القلق
— قلقة عليها
سألتها يي يان يوي:
“ تبدين شاردة. عمّ تفكّرين ؟”
فتحت تشيو باييو فمها
ولم يخرج أي صوت
ثم أغلقته، واستسلمت بنظرة يائسة
“ لا شيء "
رؤية تردد تشيو باييو في الكلام جعل يي يان يوي تكبح فضولها، فقالت:
“ إذا كان هناك شيء يزعجك ولا تستطيعين حله،
يمكنكِ دائمًا المجيء إليّ والحديث معي بشأنه .
مرحبًا بكِ في أي وقت .”
لكل شخص أسراره، ومساحته الخاصة
إن لم تكن تشيو باييو راغبة في البوح الآن،
فربما في المستقبل،
حين ترغب بأن تشاركها حملها، أو تجد في قربها عزاء
كانت يي يان يوي تود أن تتذكرها دائمًا : أنها ستكون موجودة ، دومًا
كلمات يي يان يوي مست قلب تشيو باييو بعمق
{ كانت لطيفة دائمًا بهذا الشكل… ولذا
كان من الطبيعي أن أقع في حبها أكثر فأكثر !! … }
تشيو باييو : “ لنعد إلى البيت،”
إصابة اليد أمر مزعج فعلًا
وما كانت تشيو باييو ممتنة له في هذه اللحظة،
هو أن يدها اليمنى — يدها المهيمنة — لم تُصب
لذا كانت لا تزال قادرة على الأكل والشرب بشكل طبيعي،
و بالكاد تستطيع الاستحمام،
لكن غسل شعرها كان أمرًا صعب جدًا
وقفت في الحمّام شاردة الفكر
لو كان الوقت شتاءً،
لكان بإمكانها التحمل ليوم إضافي
لكن الصيف مختلف، فالشعر يصبح دهني بسرعة،
ويحتاج لغسل كل يومين
بعد دقيقتين ، استدارت وخرجت من الحمّام
: “ يان يوي!”
{ أحيانًا ،،،، لا ينبغي للمرء أن يكون عنيدًا هكذا !!! }
جلست تشيو باييو على مقعد صغير،
وقد لُفّ منشفة على كتفيها،
وشعرها مغطى برغوة بيضاء
يدا يي يان يوي تتحركان خلال شعرها،
وأطراف أصابعها تدلّك فروة الرأس بهدوء ،
تُصدر صوت ناعم مع اختلاطها بالرغوة
وإلى جانب هذا ، كانت الصغيرة تعبث بشعرها،
و تصنع تسريحات
تشيو زيمين تستخدم يديها المملوءتين بالرغوة لتشكيل
أنماط مختلفة فوق رأس عمّتها،
ثم تُريها للعمّة الأخرى في كل مرة بابتسامة فخورة
كانت تشيو باييو تسمع ضحكات خافتة تأتي من الخلف
{ من الواضح أن الاثنتين تستمتعان كثيرًا باللهو بشعري ~
لكن لا بد من الاعتراف …
طريقة يي يان يوي في غسل الشعر مريحة فعلًا،
مريحة لدرجة أنني لا أرغب في الحركة }
وتركت لهما المجال ليفعلا ما يشاءان
يوي : “ حسنًا، انتهى وقت اللعب ،
عمّتك بحاجة الآن لشطف الرغوة من شعر عمّتك باييو.
اذهبي واغسلي يديكِ، والعبِي بمفردكِ قليلًا .”
تشيو زيمين متحمسة : “ إذن سيكون دوري في تجفيف شعر عمّتي !”
أجابت يي يان يوي وعلى صوتها ابتسامة : “ حسنًا،”
استخدمت يي يان يوي رأس الدش لغسل يدي تشيو زيمين من الرغوة
ومن زاوية عين باييو ، رأت زيمين تغادر الحمّام
يوي : “ باييو
اتكئي على حافة الحوض وميلي قليلًا .”
أطاعتها تشيو باييو بلا تردد
بدأ الماء يتدفق على رأسها،
يغسل الرغوة البيضاء
حرارة الماء دافئة ومريحة، تمامًا كما ينبغي
ولطافة يي يان يوي كانت بدورها ' تمامًا كما ينبغي '
بعد أن انتهت من الشطف،
أغلقت يي يان يوي الدش،
وأمسكت بمنشفة لتجفيف شعر تشيو باييو
لفّت المنشفة شعرها،
وجففته بضغط مناسب تمامًا
كانتا متقابلتين، تنظران إلى بعضهما البعض ————
شعر تشيو باييو المبلل بدا فوضوي بعد التجفيف،
و جعلها تبدو كجرو صغير هادئ ومطيع
راودت يي يان يوي هذه الفكرة ، وابتسمت فجأة
كانت ابتسامة جميلة،
ظهرت أمام عيني تشيو باييو مباشرةً ، وتفتّحت كزهرة
وكانت أيضًا كسهْم لا يرحم،
اخترق قلب تشيو باييو،
وجعلها تغرق أكثر فأكثر في بحر هذا الحب…
دون أي وسيلة للنجاة
باييو : “ ما الذي تبتسمين لأجله؟”
يوي : “ لأنكِ لطيفة جدًا "
“؟”
يوي : “ مثل جرو أشعث صغير "
ابتسمت تشيو باييو بدورها
ولسببٍ لا تعلمه ، لم تعرف لماذا تبتسم
وبعد أن ابتسمت ونظرت إلى من أمامها من جديد،
وجدت في قلبها بعض الشجاعة، ظهرت فجأة
فتحت شفتيها وسألت : “ يان يوي،
الشخص الذي زار منزلكم اليوم… كيف كان ؟”
أجابت يي يان يوي دون أن يتغير تعبير وجهها:
“ كالعادة ، لا شيء مميز .”
: “ هل رفضتِه؟”
: “ مم "
في تلك اللحظة ، ارتخت عقدة القلق في قلب تشيو باييو
{ جيد ،،،،
من الجيد أنه لم يكن ذلك الشخص ،
من الجيد أنه لم يكن حب من النظرة الأولى … }
يوي : “ حسنًا، اذهبي وجففي شعرك بسرعة،
لا تصابي بالبرد لاحقًا"
: “ مم.”
غادرت تشيو باييو الحمّام بطاعة،
وكأنها جرو صغير مطيع فعلًا
سارت نحو غرفة المعيشة، ثم توقفت فجأة في مكانها
{ هناك شيء غير منطقي ….
إن لم تكن يي يان يوي تحب الشخص الذي زار عائلتها
اليوم، فإذًا، من يكون؟
لا أزال لا أعرف من هو الشخص الذي أعجب يي يان يوي! }
أما يي يان يوي، التي كانت تراقب ظهر تشيو باييو المطيع،
فلم تستطع منع نفسها من الابتسام،
ثم واصلت النظر إليها بصمت
الرغبة في الاعتراف… والخوف من الرفض
ربما ، في الوقت الحالي ، كان هذا كافي …
كانت يي يان يوي تفكر مؤخرًا في كيفية إنهاء مشكلة جيانغ
شين وسلسلة الشخصيات الذكورية الثانوية بحزم وسرعة
تمت إعادة ضبط تقدم ' تحوّل تشيو زيمين إلى الجانب المظلم ' إلى الصفر
أما نظام ' الشريرة ' لدى تشيو باييو فقد تم التخلص منه بالكامل
والآن، لم يتبقَى سوى مهمتها… ' ضوء القمر الأبيض '
{ عليّ جعل هؤلاء الأشخاص يتخلّون عني تمامًا }
وبينما تفكر في هذا بصمت،
صدر صوت إشعار رسالة من هاتفها بجانبها
أخذته ونظرت إليه
— جيانغ شين
الرجل الذي كان مشغولًا جدًا مؤخرًا،
وجد أخيرًا وقتًا للتواصل
كان يريد لقاءها ، لتناول وجبة معًا،
أو حتى مجرد فنجان قهوة
يي يان يوي لم ترد
فقط نظرت إلى الرسالة ثم أعادت الهاتف لمكانه
لم تكن ترغب بذلك
بما أنها لم تجد طريقة حاسمة تنهي الأمر من جذوره ،
لم تكن ترغب برؤية أي رجل
و كل لقاء إضافي لن يؤدي إلا إلى تضخيم أوهامهم
وقبل أن تضع الهاتف ،
ألقت نظرة على الساعة — حان وقت تغيير ضماد تشيو باييو
نهضت لتبحث عنها ،
لكنها حين رفعت رأسها،
رأت أن تشيو باييو كانت قد أحضرت الدواء والضماد إلى
غرفة المعيشة بنفسها، وجاءت تبحث عنها
عند رؤيتها ، عادت الابتسامة إلى وجه يي يان يوي أخيرًا
يوي : “ اجلسي هنا "
جلست من جديد ، وربّتت على المكان بجانبها
أتت تشيو باييو وجلست إلى جانبها،
وقدّمت لها الدواء،
ومدّت يدها بطاعة ،
ثم سألت عرضًا :
“من الذي أرسل لك الرسالة ؟
يبدو أنكِ لا ترغبين بالرد .”
أنزل يي يان يوي نظرها،
وأمسكت يد تشيو باييو برفق،
وبدأت تفكّ الضماد بعناية
: “ جيانغ شين "
رفعت تشيو باييو حاجبًا، وشعرت ببعض الذهول
{ يبدو أنني لم أسمع بهذا الاسم منذ شهر أو شهرين }
: “ هل يزعجك مجددًا؟”
فتحت يي يان يوي زجاجة الدواء ،
صوتها هادئ :
“ دعاني لتناول الطعام .
لا رغبة لي بذلك، فلم أُجب .
سألتقيه حين أجد طريقة أجعله يتخلّى عن الأمر تمامًا .”
رفعت نظرها إلى تشيو باييو،
وعلى شفتيها ابتسامة:
“ أعتقد أنه يجب أن أسرّع تقدّمي في هذه المهمة أيضًا .”
باييو : “ إذا احتجتِ لأي شيء… فقط قولي الكلمة.”
عرضت تشيو باييو المساعدة دون تردد
توقفت يد يي يان يوي للحظة بينما تضع الدواء
كلمات تشيو باييو ذكّرتها فجأة بشيء ما،
ثم، وكأن ومضة من الإلهام ضربتها،
و خطر لها حقًا مخطط ما
مخطط يحتاج إلى تعاون تشيو باييو
رفعت نظرها، وحدّقت بها بتركيز:
“ ستساعدينني في أي شيء ؟”
أومأت تشيو باييو بثبات:
“ مم …
طالما أنني أستطيع مساعدتك ،
و طالما أنني قادرة على إبعاد الذباب المزعج عنك
وجعلك سعيدة كل يوم ، فسأفعل أي شيء "
عند سماعها هذا،
ابتسمت يي يان يوي، و انحنت عيناها بلطف:
“ إذًا، سأعتمد عليك ،،،
لقد فكّرت بالخطة بالفعل ،
سنذهب لرؤيته بعد أن تلتئم يدك .”
فبالنسبة لها، كانت تشيو باييو أهم بطبيعة الحال من جيانغ شين
تشيو باييو، وقد بدت مشوشة ، سألت:
“ هل تريدين مني ضرب أحدهم ؟”
هزّت يي يان يوي رأسها وهي تبتسم:
“ ليس هناك حاجة لذلك .”
سألت تشيو باييو:
“ إذًا لماذا علينا الانتظار حتى تلتئم يدي قبل أن نذهب ؟”
نظرت يي يان يوي مباشرةً إلى عينيها
تشيو باييو بجديّة :
“جعل ذلك الحقير يفقد الأمل تمامًا مسألة طارئة لا تقبل التأجيل…”
{ فالتخلّص من علاقات يي يان يوي الرومانسية غير
المرغوب فيها صار الآن أولوية قصوى بالنسبة لي
يدي المصابة لا تعيق قدمي ! ، بإمكانني الخروج متى أشاء }
تابعت تشيو باييو : “ الخروج مفيد حتى للمصابين،”
وحين قالت ذلك، لم تبدُو على يي يان يوي أي معارضة،
بل أومأت موافقة:
“ إذًا هل نذهب لرؤيته غدًا ؟
إذا خرجنا في المساء ، سيتعيّن علينا أن نطلب من الخالة
أن تأتي لتبقى مع شياومين.”
أومأت تشيو باييو بالموافقة:
“ أي شيء ترتبينه ، لا مشكلة .”
ابتسمت يي يان يوي برقة،
وأنزلت بصرها لتتابع تغيير الضماد
أما تشيو باييو، فكانت تراقب بهدوء من تشتهيها روحها
رموشها طويلة وكثيفة،
وعندما تتحرك برفق،
تُشبه أجنحة فراشة ترفرف في الهواء
حركاتها كانت ناعمة، و كأن الرياح تقبّل كفّها
ولم تستطع تشيو باييو أن تمنع نفسها من فتح شفتيها:
“ يان يوي شكرًا على تعبك هذه الأيام .”
إصابتها قد تعافت كثيرًا ،
وذلك كله بفضل رعاية يي يان يوي الدقيقة خلال الأيام الماضية
وضع الدواء، تغيير الضمادات،
تنظيم الطعام واليوم،
لم تُهمل شيئ ، بل كانت أكثر حرصًا من أي أحد آخر،
حتى إن تشيو باييو اكتسبت بعض الوزن
عند سماعها ذلك، ابتسمت يي يان يوي برقة:
“ لا يوجد أي تعب "
ثم نفخت برفق على كف تشيو باييو،
وأمسكت بظهر يدها،
وقالت بجدية بالغة:
“ فقط… لا أريد أن يحدث شيء كهذا مرة أخرى .
باييو …. صحتك وسلامتك أهم من أي شيء آخر .”
هذه الكلمات الصادقة اخترقت قلب تشيو باييو فجأة
وأدركت فجأة أن الشخص الذي أمامها هو من منحها دومًا أرقّ الحنان،
وهو من يحتلّ أخصب زاوية في قلبها
وفي هذه اللحظة ،
بدأت فكرة بطيئة في التشكّل داخل عقلها
— فكرة شعرت أنها أنانية ، لكنها لم تستطع إيقافها ——
{ هل يمكن…
هل من الممكن أن الشخص الذي تحبه… هو أنا ؟ }
يتبع
تعليقات: (0) إضافة تعليق