Ch72
سؤال تشيو زيمين المفاجئ أربك كلًا من تشيو باييو ويي يان يوي،
فبادرتا بالنظر إلى بعضهما بدهشة
ما أدهشهما لم يكن فقط ملاحظة تشيو زيمين الدقيقة،
بل أيضًا معرفتها بمعنى ' المواعدة '
وجدت يي يان يوي الأمر مسليًا – طفلة في الصف الثاني
تطرح بجدية سؤال كهذا
فتحت فمها وسألت بلطف:
“ هل تعرفين ما معنى المواعدة ؟”
أجابت تشيو زيمين على الفور:
“طبعًا أعرف.”
بدّلت اليد التي تمسك بها عيدان الطعام،
ثم أشارت بإصبعها إلى يي يان يوي،
ثم إلى تشيو باييو:
“ يعني أنك تحبينها .”
ثم أشارت مجددًا إلى تشيو باييو،
وعادت لتشير إلى يي يان يوي:
“ وهي تحبك .”
تفسير مختصر، واضح ودقيق
أكدت تشيو باييو:
“ هذا صحيح .”
ثم سألتها:
“ ومن أين عرفتِ هذا ؟”
: “ في المدرسة، وفي التلفاز… أماكن كثيرة !”
وضعت تشيو زيمين عيدان الطعام، ورفعت رأسها بفخر :
“عمّتي، أنا صرت في السابعة من عمري.
لست طفلة صغيرة لا تفهم شيئ !
أنا أعرف الكثير ، وأصبحت ' راشدة صغيرة”
ولست مجرد طفلة جاهلة بعد الآن ! "
هذا التعبير أضحك العمّتين
طفلة صغيرة تُصرّ على أنها لم تعد صغيرة – يا له من مشهد ظريف
ابتسمت يي يان يوي وأجابت موافقة:
“ حسنًا شياو مين صارت كبيرة ، لم تعد طفلة جاهلة .”
ولم يملكا سوى الإعجاب بصمت من مدى وعي الأطفال في هذه الأيام
قالت تشيو زيمين بنظرات مليئة بالفضول:
“ يعني أنتما فعلًا تواعدان ؟”
تبادلت المرأتان نظرة أخرى
ثم التفتت تشيو باييو إلى تشيو زيمين وقالت بتأكيد:
“نعم.”
لم يكن هناك داعٍ لإخفاء الأمر عن تشيو زيمين
فطالما تعيش معهما، ستكتشف ذلك عاجلًا أم آجلًا
ثم إنها، كما قالت، في السابعة من عمرها، لم تعد طفلة لا تفهم
ولذا، كان من اللائق احترام هذه “الراشدة الصغيرة”
ومشاركتها سعادتهما
سألتها يي يان يوي:
“ شياومين هل ستنزعجين إن كان عمّتاكِ تواعدان ؟
هل تظنين… أننا يجب أن نذهب لنبحث عن حبيبين بدلًا من ذلك؟”
قد يفهم الأطفال معنى “الإعجاب بشخص”،
لكنهم لا يدركون دائمًا أن المشاعر يمكن أن تنشأ بين
أشخاص من نفس الجنس،
كما بين الجنسين المختلفين
فمعظم القصص التي يشاهدونها تكون بين رجل وامرأة
فهل يمكنها أن تستوعب أن الحب لا يحدّه النوع ؟
وهل يمكنها قبول أن تكون عمّتاها عاشقتين ؟
رمشت تشيو زيمين، ثم سألت بوجه جاد:
“ هل ستحبين عمّتي باييو؟”
ردّت يي يان يوي دون تردد:
“ نعم ،، سأحبها، وأحميها، وأبقى بجانبها بكل ما أملك .”
كان ذلك وعدًا لتشيو زيمين،
واعترافًا لتشيو باييو في نفس الوقت
وهي ستفي به
التفتت تشيو زيمين إلى تشيو باييو وسألتها بجدية:
“ وعمّتي، هل ستحبين عمّتي يان يوي؟”
تغير اتجاه نظرات باييو من يوي إلى تشيو زيمين،
وأجابت بصوت لطيف وحاسم:
“ نعم .
سأحبها أيضًا، وسأبقى بجانبها إلى الأبد .”
أومأت تشيو زيمين برأسها بوجه جاد،
ثم تغيرت نبرتها فجأة إلى بهجة خفيفة:
“ إذن فلا بأس .”
ردّت العمّتان بصوت واحد : “ هاه؟”
تشيو زيمين:
“طالما أنكما تحبّان بعضكما، فذلك هو الأهم.
أما الباقي فليس مهم .
البحث عن حبيبين ليس ضروري أيضًا .
فلو اضطررتما للبحث عن رجال، قد لا يحبونكما أصلًا، صحيح؟
مثل أبي، هو لا يحب عمّتي…
لكنني أريد لعمّتي أن تحظى بالكثير من الحب .”
في نظرها، لم يكن هناك فرق حقيقي بين العلاقات بين نفس الجنس أو المختلفين
لكن وجود الحب من عدمه… هو ما يصنع كل الفرق
سواء أحبّتا رجالًا أو نساء، فبدون حب، لا أحد يستحق
بعد سماع كلمات تشيو زيمين، التفتت تشيو باييو وعانقتها برفق :
“عمّتك تفهم… وستتذكر هذا دائمًا .”
{ شياومين خاصتنا طفلة رائعة ومذهلة حقًا
سوف تنعمن بالكثير من الحب ،
وسأحرص على أن تحظى هي أيضًا بالكثير منه،
ليكون كل يوم مليئ بالسعادة والفرح
سأحبها إلى الأبد }
ابتسمت تشيو زيمين،
وانحنت عيناها على شكل أهلة صغيرة
في الحقيقة، كانت تشيو زيمين سعيدة جدًا أيضًا لأن تشيو
باييو ويي يان يوي أصبحتا معًا
فهذا يعني أنهما ستظلان تعيشان معًا،
وستبقيان إلى جانبها دائمًا — وجود البالغات المفضلات
لديها بجانبها كان أمرًا رائع لا يوصف
قالت بصوت مليء بالحماس :
“ عمّتاي، عليكما أن تعتنيا ببعضكما جيدًا، حسنًا؟
كونوا سعيييييدات،
مثل سعادتي وأنا آكل كعكة بودينغ الكراميل!
هكذا، سنعيش سويًا لفترة طووووويلة جدًا~”
ثم نقرت بعيدان الطعام بصوت “با با” خفيف
تبادلت تشيو باييو ويي يان يوي نظرة،
ولم تستطيعا منع نفسيهما من الابتسام
يي يان يوي:
“حسنًا، سنعتني ببعضنا بالتأكيد.”
وأضافت تشيو باييو:
“اطمئنّي تمامًا.”
تشيو زيمين بسعادة:
“فلنأكل!”
كان اليوم بالفعل يومًا يستحق الاحتفال
النجوم قد نثرت في سماء الليل،
والمدينة بدأت تتهيأ للنوم
خرجت تشيو باييو من الحمام بعد أن غسلت وجهها،
وما إن رفعت رأسها حتى لاحظت وجود شخص على سريرها
كانت يي يان يوي جالسة عند رأس السرير،
وقد غطّت نفسها بالبطانية، وتبتسم بلطف
ثم خفّضت يدها وربّتت على الفراغ بجانبها
“لقد تأخر الوقت، حان وقت النوم.”
وأخيرًا، يمكنها أن تنام مع تشيو باييو علنًا،
دون الحاجة لاختلاق الأعذار لتقترب منها
ابتسمت تشيو باييو ، فأطفأت ضوء الحمام وسارت نحو السرير
أُطفئ الضوء الرئيسي،
ولم يبقَى سوى ضوء خافت دافئ ينبعث من المصباح الجانبي
ما إن استلقت على السرير،
حتى لحقت بها يي يان يوي، واقتربت منها بلطف،
وسحبت البطانية لتغطيهما معًا
تلامست رؤوسهما، وتشابكت أصابعهما، وعَبَقَ عطر كل
واحدة في أجواء الغرفة،
فيما انغمرتا ببطء في دفء هذا الليل الحميم
لاحظت تشيو باييو أن يي يان يوي صارت أكثر تشبثاً بها
وهذا أمر جيد
وهي نفسها باتت تجد نفسها تنجذب تلقائيًا إلى القرب منها ،
إلى محبوبتها
ومع شعورها بوجود من تحب بجانبها،
همست تشيو باييو بنبرة حالمة:
“ أشعر وكأنني بعد هذا اليوم ، أصبحت كاملة… بلا ندم "
نظرت إليها يي يان يوي،
لتسمعها تتابع
باييو : “ لا، ما زال لدي بعض الندم .”
سألت يي يان يوي : “ ما هو؟”
ثم تذكّرت على الفور شيئ – شيئ مهمًا للغاية بالنسبة لتشيو باييو ،
: “ هل هو بشأن الوعد مع أول صديقة لك من مسقط رأسك ؟”
تذكّرت يي يان يوي تلك الليلة التي كانت فيها تشيو باييو مكتئبة،
وتذكّرت كيف فتحت لها قلبها،
وتذكّرت أيضًا نظرات الحزن في عينيها حين تحدّثت عن
احتمال نكثها لذلك الوعد
تلك كانت أول صديقة لها،
وكانت تعني لها الكثير
كانت أكثر من ترغب في رؤيتها مجددًا
عند سماعها لذلك،
انحنت عينا تشيو باييو عن ابتسامة رقيقة:
“ يان يوي خاصتنا ذكية حقًا
أندم لأن الحادث جاء فجأة…
لم أتمكن من توديع أصدقائي جيدًا .
كان الفراق سريع جدًا .
وأندم أكثر لأنني قد أنكث حقًا ذلك الوعد…
وألا أراها مرة أخرى أبدًا…”
كل ندم من ندمها كان متعلق بالصداقة
الحياة مليئة بالمنعطفات غير المتوقعة
فمع أن الموت والحياة قدر محتوم،
إلا أنها لم تُمنح حتى فرصة الوداع اللائق،
والوعود التي قُطعت لم يعد بالإمكان الإيفاء بها
رغم أن حياتها الحالية جميلة،
إلا أن هناك في عالمٍ آخر، ندمًا أبديًا لا يمكن محوه
عانقتها يوي ، وبدأت تربّت على ظهرها بين الحين والآخر
العطر الناعم المنبعث من جسدها كان دافئ وعذب
و بصوت خافت :
“ الأمر لم ينتهِي بعد …
ما يزال أمامنا مستقبل طويل جدًا .
قد تكون صديقتك في مكانٍ ما، بانتظارك في يوم من الأيام.
لذا، لا داعي للاستسلام بهذه السهولة.
ما يزال بإمكاننا مواصلة الأمل .”
هدأ قلب تشيو باييو فجأة،
ونمت في داخلها شرارة صغيرة من الرجاء
{ صحيح ، لا يزال المستقبل أمامي طويل ، من يدري؟
ربما ألتقي بها ذات يوم
قد لا اتمكن أبدًا من وداع الصديقات اللواتي تعرفت عليهم وأنا بالغة ،
لكن ربما، ربما ألتقي مجددًا بصديقتي الغامضة من الطفولة،
وأتمكن من توديعها كما يليق }
باييو : “ أنت محقة ….”
لفّت ذراعيها حول خصر يي يان يوي،
وقبّلت كتفها،
وأغمضت عينيها باطمئنان :
“ أنا سعيدة جدًا لوجودك بجانبي .”
لكن يي يان يوي لم تكن راضية :
“ نحن حبيبتان الآن،
كيف تكتفين بقبلة على الكتف فقط؟”
ضحكت تشيو باييو من قلبها عند سماع ذلك،
ثم رفعت رأسها لتستقر على الوسادة من جديد، تحدّق بها
وعندما تلاقت نظراتهما، غمر الليل الغرفة بسكون عميق
في ضوء المصباح الجانبي،
لمع في عيني يي يان يوي نجم صغير، ساطع وجذّاب
رفعت تشيو باييو يدها، ولامست خدّها بلطف
أطراف أصابعها على بشرة يي يان يوي كنسيم ليلة صيف، ناعمة ودافئة
أمسكت يي يان يوي بظهر يدها، ودلّكتها برفق،
ثم اقتربت حتى بات أنفاسهما مسموعة بوضوح،
وما إن تقترب قليلًا حتى تتلامس شفاههما
: “ هل يمكنني تقبيلك؟”
كان سؤالها مهذبًا… ويحمل شيئ من البراءة اللطيفة
ابتسمت تشيو باييو دون أن تتمكن من كبح نفسها :
“ أظن أن ما بيننا الآن لم يعد بحاجة للسؤال ”
ابتسمت يي يان يوي :
“ حسنًا، في المرة القادمة لن أسأل .”
ثم اقتربت وقبّلتها
في الغرفة المكيّفة،
حطّت القبلة على شفاههما برقة وحنان
تسارع نبضهما،
واحمرّت أطراف آذانهما، يشعران بالتوتر… والتوق
هذه قبلتهما الرابعة
لا أعذار، لا مشاعر مخفية، فقط تواصل صادق
والآن، بعد أن لم يعد الحب بحاجة لأن يُخفى،
انفتح عالم كل منهما للآخر
اصطدمت مشاعرهما المتبادلة بين الشفاه والأسنان،
فتكونت أصوات حميمية ناعمة
تضاربت أنفاسهما في عناق اشتدّ شغفه
امتزجت أهاتهم الرقيقة مع اصوات تنفس متقطّع
انصهر حبهما كالماء ، لا يمكن فصله أو تحليله،
حميم للغاية حتى أنه جعلهما تخجلان،
لكنه كان أيضًا إدمانًا لا يمكن مقاومته،
يجعل التوقف مستحيلًا والرغبة في المزيد لا تنتهي
والآن بعد أن توحّدت نبضاتهما أخيرًا،
كيف لهما أن تكتفيا بقبلة واحدة فقط؟
بطبيعة الحال، عليهنّ تعويض كل لحظة فاتت، لحظة بلحظة
انغمس الحب بحرية بين شفاههما،
وذاب فيه كل صوت آخر
ظلّتا متعانقتين لوقت طويل،
وحين ابتعدتا قليلاً ، نظراتهما هادئة حالمة،
وصدريهما يعلوان ويهبطان بهدوء
بعد أن هدأ كل شيء، تبادلتا الابتسام،
و ابتساماتهما هادئة بشكل استثنائي
مدّت يي يان يوي يدها ورتبت خصلة من شعر تشيو باييو خلف أذنها،
ثم منحتها قبلة أخرى، لطيفة، خالية من أي رغبة
بوجود تشيو باييو بجانبها، شعرت يي يان يوي بالاكتفاء التام
قالت بصوت خافت:
“الشعور بأنني أقبّلك علنًا… جميل جدًا ”
لمست تشيو باييو شفتيها، وأجابت مؤكدة:
“ جميل جدًا ،
و لا طعم مر .
كنت تلتزمين بالإقلاع عن التدخين .”
عند سماع ذلك، قالت يي يان يوي:
“ بالطبع كنت ألتزم .
حتى لا تشعري بالمرارة عندما تقبّليني .
فقط… لم يكن لدي أعذار لأقبّلك سابقًا .”
ثم ابتسمت وأضافت:
“ الآن، لم نعد بحاجة لأي أعذار .”
ضحكت تشيو باييو :
“ سأقوم بتفتيشات مفاجئة باستمرار من الآن فصاعدًا ”
فهي الآن الشخص الذي يمكنه أن يتفقد تقدّمها في الإقلاع
عن التدخين بشكل علني
احتضنتها يي يان يوي،
و كلماتها مشبعة بالابتسامة:
“ أهلًا بك في أي وقت "
يتبع
تعليقات: (0) إضافة تعليق