Ch8
تبعت جيانغ زيمين تشيو باييو عائدة إلى الغرفة
في غرفة تشيو باييو،
يوجد نافذة كبيرة مع طاولة صغيرة موضوعة بجانبها ؛
تناول الطعام أثناء الاستمتاع بضوء القمر في الخارج كان
تجربة لطيفة للغاية
قررت تشيو باييو العثور على بعض مقاطع الفيديو المسلية
لمشاهدتها أثناء العشاء
و بينما تتصفح الآيباد ،
لمحت دون قصد الطفلة الجالسة مقابلها بملامح مترددة،
وكأنها تريد قول شيء لكنها مترددة
أنزلت تشيو باييو نظرها وقالت بهدوء: “ إذا كان لديك
شيء لتقوليه ، فقولي ،
لا داعي لأن تكوني حذرة معي .”
ارتبكت جيانغ زيمين قليلًا،
لكن سرعان ما سألت بفضول: “ عمتي، ماذا قلتي لأبي؟
بدا غاضب جدًا "
لوحت تشيو باييو بأصابعها الطويلة غير مبالية،
وقالت: “شتمته "
{ الصراحة أهم شيء ! } ثم تابعت :
: “ اووه صحيح ، وذلك العم أيضًا ، شتمته هو الآخر "
رمشت جيانغ زيمين بعينيها،
لم تسأل عن السبب،
بل قالت فقط: “ لقد سخروا عليك "
توقفت تشيو باييو عن التصفح ورفعت عينيها قليلاً،
وردت : “ نعم، لأنهم سخروا مني .
هذه أيضًا طريقة للهجوم ؛ شعرت بالإهانة ،
لذا رددت عليهم .”
سألت جيانغ زيمين: “ أليس هو صديق أبي؟
لماذا يسخر عليكِ ؟”
أجابت تشيو باييو: “ لأنه قليل الأدب والتهذيب "
سألت جيانغ زيمين مجددًا : “ لماذا لم يوقفه أبي؟
أليسوا أصدقاء ؟”
عند سماع ذلك ، شعرت تشيو باييو فجأة بموجة من
المشاعر تتصاعد بداخلها
{ حتى المبادئ التي يمكن لطفلة في السادسة من عمرها
أن تفهمها، تجاهلها جيانغ شين تمامًا —
يا له من رجل مثير للشفقة !! }
ولكن بما أن الموضوع قد طُرح، كان عليها أن تستغل
الفرصة لتوضيح الأمور للطفلة بجدية
وضعت تشيو باييو الآيباد جانبًا ونظرت إلى الطفلة بجدية،
وقالت: “ لأنه أيضًا قليل الأدب والتهذيب .
إنه لا يفهم كيف يحترمني ، كما أنه لا يحبني .
الشخص الذي يحبك حقًا لن يرغب في رؤيتك تتأذين .”
زيمين : “ إنه لا يحبكِ ؟ كيف لا يحبكِ ؟ أنتِ زوجته .”
: “ هذه المسألة… عالم الكبار معقد بعض الشيء .
ليس كل ما يبدو منطقي يحدث بالضرورة .”
زيمين : “ هل هذا يشبه كيف أنه لا يحبني؟”
تفاجأت تشيو باييو بسؤالها ——
نظرت جيانغ زيمين إلى المرأة أمامها بهدوء،
وعيناها مليئتان بالحيرة
كانت دائمًا تعرف أن والدها لا يحبها؛ لم تشعر أبدًا بحبه،
وكان ذلك يزعجها
أرادت أن تعرف لماذا
أليس من المفترض أن يحصل الأطفال على حب والديهم منذ ولادتهم ؟
تمامًا مثل ليو جيانهوي، الذي كان سيئ جدًا لكنه لا يزال
يحظى بوالدين محبين—لماذا لا تملك هي ذلك ؟
لطالما اعتقدت أن هذا ' منطقي طبيعي ' و ' شيء يحصل
عليه الجميع ' —- إلى أن التقت اليوم بشخص بالغ بدا أنه يمر بشيء مشابه
{ عندما تزوج أبي وأمي ، وعندما أحبا بعضهما ،
أليس من المفترض أن يحدث ذلك أيضًا ؟
لكن عمة باييو قالت إن أبي لا يحبها
إذا كان لا يحبها ، فهذا يعني أنه لا يحبني أيضًا
أبي غريب جدًا }
حدقت تشيو باييو في الطفلة، وكأنها ترى نفسها الصغيرة
عندما كانت صغيرة، لم تشعر أبدًا بحب والديها
لم يكن والدها رجلًا جيدًا ؛ هرب قبل حتى أن تولد
أما والدتها ، فقد كانت لا تزال شابة في العشرينيات من عمرها،
رافضة تقبل الواقع وغير قادرة على تربية طفل،
لذا بمجرد ولادتها، سلمتها إلى جدتها
لم تحظَى بحب أبوي أبدًا—لا حب الأب ولا حب الأم
لكنها رغم ذلك كبرت ، وأصبحت تشيو باييو التي هي عليها الآن
— قوية بما يكفي لتقف على قدميها وحدها
والآن ، وهي تنظر إلى جيانغ زيمين،
كانت ترى نفسها الصغيرة مجددًا
قالت للطفلة أمامها : “ لا بأس …
حتى بدون حب والديك ، يمكنكِ أن تصبحي شخص رائع
وتكوني كما تريدين .”
تساءلت جيانغ زيمين، نصف مقتنعة: “ حقًا ؟”
أومأت تشيو باييو بحزم، بل وقدمت مثالًا أيضًا
: “ حسنًا… أعرف صديقة لم يكن والداها معها منذ
صغرها أيضًا .
لم يحباها، ومثلِك ، كانت تتعرض للتنمر في المدرسة .
بل وكانت ظروف معيشتها أسوأ من ظروفكِ بكثير .
لكنها كبرت رغم ذلك ، وازدهرت تحت حماية جدتها .
أصبحت طويلة جدًا ، مستقلة ، تكسب قوتها بنفسها ،
وأحاطت نفسها بالكثير من الأصدقاء الجيدين .
وهي تحب الشخص الذي أصبحت عليه .”
نظرت إلى الطفلة أمامها بلطف وتابعت : “ لذا، لا بأس ،،
رغم أن بعض أنواع الحب قد تكون غائبة في الحياة ،
مما قد يكون محزنًا جدًا،
إلا أن غيابها لا يمنعنا من البحث عن أشكال أخرى من الحب ! .
لا يمنعنا من السعي وراء مستقبلنا أو من محاولة أن
نصبح أشخاصًا أفضل .”
في النص الأصلي، انهارت جيانغ زيمين وتحولت إلى
شخصية مظلمة لأنها كانت مهووسة جدًا بحب والدها واهتمامه
لذا ، أرادت تشيو باييو أن تبذل قصارى جهدها لإرشادها
وجود الحب أمر جيد ، لكن إن لم يوجد، فلا بأس أيضًا
العالم واسع ، والحب لا حدود له؛
ليس بالضرورة أن يأتي من شخص واحد فقط
كانت جيانغ زيمين تستمع إليها باهتمام،
تمتص كلماتها بعمق
هذه هي المرة الأولى التي تتحدث فيها مع تشيو باييو بهذا
القدر منذ أن التقت بها
كلماتها كانت دافئة ، و كأن قلبين اقتربا من بعضهما،
مليئين بالصدق والثقة،
قادرين على مشاركة كل الأمان
{ حتى لو لم أحصل على حب والدي، لا بأس ؟
يمكنني أن أصبح الشخص الذي أريده ؟ }
فكرت بجدية للحظة
و ببطء ، بدأت ملامحها تلين،
وكأنها تتقبل هذا المفهوم الجديد شيئًا فشيئًا
عبست جيانغ زيمين مرة أخرى بعد لحظة من التفكير :
“ لكن ليس لدي جدة تحبني "
{ صديقة العمة كان لديها جدة تحميها أثناء نشأتها ،
لكن أنا لم أملك ذلك
أجداد: لم يحبوني أيضًا ؛ كل ما أرادوه مني هو الحصول
على المال عبر والدي
و بذلت قصارى جهدي لإرضاء والدي حتى لا يعيدني إليهم }
زيمين : “ أنا لا أحب جدتي حقًا…" بصوت خافت ،
تشعر بالوحدة ،
وكأن أمطار غزيرة تهطل داخلها ،
{ الحب من حولي … نادر جدًا }
لكن فجأة، سمعت صوت تشيو باييو يقول :
باييو “ لكن لديكِ أنا "
رفعت رأسها على الفور لتنظر إليها
وفي عيني هذه البالغة ،
رأت وضوح وقوة لا تقبل الجدل
: “ الآن، لديكِ أنا "
عندما كانت تشيو باييو صغيرة،
لم تكن تجرؤ على إخبار جدتها عندما كانت تتعرض للتنمر ،
لكن عندما اكتشفت الجدة ذلك،
وقفت بحزم لحمايتها،
كعملاق يسد الطريق أمامها
والآن، جاء دورها
لقد أصبحت شخص بالغ قادر على الوقوف بمفرده ،
ويمكنها أن تحمي هذه الطفلة ،
لتنقذ تلك التي لم يحالفها الحظ لتحصل على حماية جدتها
: “ شياومين سأبقى هنا معكِ .
فقط ركزي على النمو ، وافعلي ما تحبين ،
وكوني الشخص الذي تريدين أن تصبحيه .
إذا سقطت السماء ، فالعمة باييو سأُمسكها لكِ ! "
{ إذا تعرضت للتنمر ، سأُدافع عنك ؛
إذا ظلمك النظام ، سأُساعدك على المقاومة ؛
إذا سقطت السماء ،
فسأُخاول بكل ما أوتيت من قوة أن أحملها
لطالما كنت شخص يفي بوعده ! }
تغلغلت الكلمات القوية إلى أذني جيانغ زيمين كنجوم تتلألأ،
مضيئة عينيها،
ومبددة الضياع الذي كان يسكن قلبها
ارتسمت ابتسامة صغيرة على شفتيها،
و نمت شيئًا فشيئًا، حتى أصبحت مشرقة بالسعادة
وفي النهاية ، أومأت بقوة : “ مم!”
ابتسمت تشيو باييو وربتت على رأسها
ثم شاهدتها تنهض وتقترب منها،
و عانقتها من تلقاء نفسها
: “ شكرًا لكِ، عمة…”
اتكأت جيانغ زيمين في حضنها، ملامحها هادئة،
وكأنها تستطيع استنشاق رائحة والدتها
ولم تستطع منع نفسها من الاحتكاك بها برفق مرتين،
ثم انسابت كلمة إلى شفتيها
: “ عمة ...”
: “ همم؟”
: “ هل يمكنني مناداتكِ أمي؟”
و رفعت رأسها الصغير بتوقع ،
وعيناها تتلألآن وهي تنظر إلى تشيو باييو
لكنها رأت أن تعبير تشيو باييو أصبح فجأة جاد :
“ لا، لا يمكنكِ ذلك "
{ لقد رفضت …. }
يتبع
تعليقات: (0) إضافة تعليق